
ملفات إبسيتن تؤرق ترامب.. هل ينقلب عليه جيش «ماغا»؟
لم تكن المعارضة التقليدية من الديمقراطيين أو الجمهوريين المعتدلين أو حتى المحاكم هي التي شكلت التحدي الأكبر لترامب في ولايته الثانية، بل جاءت المعارضة الأكثر تأثيراً من داخل صفوف حركة «ماغا»، المنظمة السياسية الضخمة والمعروفة بولائها الشديد لترامب الذي تبني شعاره «لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً»
السلطة أمام الشعبية
وبعد أسبوعين من النقاشات الحادة التي قادها مؤثرون من حركة «ماغا»، وجه ترامب الجمعة، تعليماته إلى وزيرة العدل بام بوندي للمطالبة بالكشف عن شهادات هيئة المحلفين في قضية إبستين، وذلك بعد أن وصف ترامب ملفات إبستين بأنها «خدعة» يدبرها الديمقراطيون، لعرقلة مشاريعة وقراراته، منتقداً مؤيديه واصفاً إياهم بـ«الضعفاء» لتصديقهم بوجود مؤامرة أوسع، ولتنفيذهم بحسب قوله أجندة الحزب الديمقراطي عبر التركيز على ملف إبستين بدلاً من الاحتفاء بإنجازاته السياسية الأخيرة.
وتأتي دعوة ترامب للإفراج عن مزيد من الوثائق، بعد أيام من الضغط المستمر من بعض أكثر مؤيديه ولاءً، الذين طالبوا بكشف المزيد عن قضية إبستين.
وكان ترامب صديقاً لإبستين وقد نشرت صور وفيديوهات لهما معاً في حفلات على مر السنين، على الرغم من عدم بروز أي دليل يظهر ارتكابه أي مخالفة، لكن المقال الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة، أعاد القضية التي تأبي أن تدفن في سجلات التاريخ إلى الواجهة مجدداً.
ووفق الصحيفة، فإنّ غيلين ماكسويل شريكة جيفري إبستين، طلبت من عشرات من أصدقائه المقرّبين، وبينهم ترامب الذي كان آنذاك قطباً عقارياً، تقديم مساهمات لكتاب على هيئة سجلّ للزوار أُعدّ هدية لشريكها لمناسبة عيد ميلاده الخمسين.
وأسهم ترامب يومها، بحسب وصف الصحيفة، برسالة «فاحشة» كغيرها من الرسائل التي تضمّنها الكتاب، ولكن الرئيس الأمريكي دافع عبر «تروث سوشال» عن نفسه قائلاً: «هذه ليست كلماتي... قلت لروبرت مردوخ إنّها عملية احتيال، وإنّه ينبغي عدم نشر هذه القصة الكاذبة. ولكنه فعل والآن سأقاضيه».
وأعرب ترامب عن أسفه لأنّ الصحيفة أصرّت، رغم تحذيره إيّاها، على «نشر مقال كاذب وخبيث وتشهيري»، مؤكّداً أنّه «لو كانت هناك ذرّة من الحقيقة في خدعة إبستين، لكانت هذه المعلومات قد كُشفت قبل وقت طويل» من قبل خصومه السياسيين.
جذور الخلاف
كان هذا التحول قد أعقب تقريراً من وزارتي العدل والتحقيقات الفيدرالية «إف بي أي، خلص إلى عدم وجود «قائمة عملاء» مخفية أو دليل على الابتزاز، وأن إبستين توفي منتحراً، ما أثار موجة غضب لدى أنصار «ماغا» على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ ترفض الحركة في تصديق ذلك و يعتقد البعض في صفوفها أن مرتكب الجرائم الأخلاقية، الذي انتحر عام 2019، كان يملك معلومات مسيئة لشخصيات بارزة، وأنهم هم من أمروا بقتله.
وفي الأشهر الأخيرة، وجهت حركة «ماغا» انتقادات متكررة لإدارة ترامب، معتبرة أن مواقفه الحازمة في قضايا أساسية قد تم التخلي عنها.
على صعيد الشرق الأوسط، أعربت أصوات بارزة مثل تاكر كارلسون والنائبة مارجوري تايلور غرين عن إحباطهم من سياسات ترامب المؤيدة لإسرائيل والضربات العسكرية على إيران، فالرئيس الذي انتقد مغامرات أمريكا السابقة أو الفاشلة في الشرق الأوسط يُخاطر برئيس آخر، ليس رئيس أحلامهم صاحب شعار «أمريكا أولاً».
وفي أوكرانيا، أثار قرار ترامب تزويد كييف بأسلحة هجومية قادرة على ضرب روسيا استياء أنصاره الذين يرون أوكرانيا كمثيرة للصراع.
وفي قضية الهجرة، أثار اقتراح ترامب استثناء بعض العمال غير الشرعيين في قطاعي الضيافة والزراعة من الترحيل موجة من الانتقادات واتهامات بـ«العفو».
كيف تضغط ماغا على «ترامب»؟
في ظل حكومة ترامب التي وسعت من سلطاتها التنفيذية بشكل كبير، أصبحت الضوابط التقليدية مثل الكونغرس أو القضاء أقل تأثيراً، ومع ذلك، يبدو أن المساءلة الأكثر أهمية تأتي الآن من مؤيدي ترامب الأكثر ولاءً، الذين يظهرون قوتهم في فرض مطالبهم على الرئيس.
بعد ستة أشهر من ولايته الثانية، نجح ترامب في تحقيق أولوياته التشريعية بسهولة نسبية، حيث أقر مشروعه التشريعي الرئيسي في الرابع من يوليو، متغلباً على معارضة داخل حزبه الجمهوري، بما في ذلك «تيار الحرية» المتمرد، كما أضعف الديمقراطيين في الكونغرس، الذين باتوا يفتقرون إلى أدوات فعالة لعرقلة أجندته، فيما قيدت المحكمة العليا قدرة المحاكم الدنيا على تعطيل سياساته.
وداخل الإدارة، تم استبدال المراقبين الرئيسيين بموالين، مع استمرار البحث عن شخصيات من «الدولة العميقة» التي قد تعرقل خطط ترامب.
ويرى محللون أن تراجع ترامب هذا أمام قاعدته الشعبية أمراً استثنائياً ومقلقاً، حيث يظهر أن الضغط الأكبر يأتي من أولئك الذين كانوا يقدمون له الدعم غير المشروط.
هل يتأثر ترامب ؟
تري صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية أن كل هذه الخلافات بين ترامب وماغا ستمر ؛ لكن كل واحدة منها تكشف حقيقة مهمة: ترامب و«ماغا» لم يعودا الشيء نفسه؛ حركته - المثقفون، والمانحون، والقاعدة الشعبية الأكثر انخراطاً التي تمثل جيشاً إلكترونياً لديها قناعات راسخة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا شيء من هذا يُشكل خطراً على ترامب نفسه؛ فهو يُخفي الاختلافات بقوة الكاريزما، والنجاح الانتخابي، والتنفيذ المُلتزم لأولويات «ماغا» الرئيسية مثل التشكيك في اللقاحات، وشعوذة الصحة العامة التي لا يؤمن بها بوضوح، وهذا سيحميه من أي معارضة داخلية جادة حتى عام 2029، وهو الموعد المُقرر لمغادرته منصبه، أو على الأقل حتى انتخابات منتصف المدة أواخر عام 2026.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سبوتنيك بالعربية
منذ 3 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
ترامب: سنشن ضربات جديدة على منشآت إيران النووية "إذا لزم الأمر"
ترامب: سنشن ضربات جديدة على منشآت إيران النووية "إذا لزم الأمر" ترامب: سنشن ضربات جديدة على منشآت إيران النووية "إذا لزم الأمر" سبوتنيك عربي أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ستوجه ضربات جديدة لمنشآت إيران النووية "في حال استدعت الضرورة"، وذلك في تصريحات تصعيدية عبر منصته على... 22.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-22T00:58+0000 2025-07-22T00:58+0000 2025-07-22T00:56+0000 العالم أخبار العالم الآن إيران أخبار إيران دونالد ترامب وكتب ترامب: "وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال عن المنشآت النووية: 'الأضرار بالغة، لقد دُمرت'. بالطبع كذلك، كما أخبرتكم سابقا، وسنكرر الضربة إذا تطلب الأمر".وواصل ترامب انتقاداته اللاذعة لشبكة (سي إن إن) حيث وصفها بـ "الكاذبة" وطالبها بأن تطرد مراسلها واصفا إياه بـ"المزيف"، وتابع: " عليها أن تعتذر لي ولطيارينا العظماء الذين 'محوا' المواقع النووية الإيرانية".يذكر أنه في 13 يونيو/ حزيران الماضي، شنّت إسرائيل عملية عسكرية ضد إيران متهمة إياها بالسعي لامتلاك سلاح نووي سرياً، مستهدفة منشآت نووية وقواعد عسكرية ومقرات قيادية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة والعلماء النوويين الإيرانيين.من جانبها، نفت طهران التهم وردت بالهجوم على قاعدة العُديد الجوية الأمريكية في قطر في 22 يونيو، مؤكدة أنها "لا تنوي التصعيد".ووصف ترامب الرد الإيراني بأنه "تنفيس للغضب"، مشيراً إلى أنه مهد الطريق لتهدئة المنطقة، حيث أعلن في 24 يونيو اتفاقاً لوقف إطلاق النار أنهى "حرب الـ12 يوماً" بين إسرائيل وإيران.وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن إيران منفتحة على إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، ولكن بشكل غير مباشر في الوقت الراهن.وقال عراقجي لوسائل إعلام أمريكية: "نحن منفتحون على الحوار، لكنه لن يكون مباشرا في المرحلة الحالية، إذا كانوا يبحثون عن حل يفيد الطرفين، فأنا مستعد للتواصل معهم".في سياق متصل، نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن عراقجي قوله إن بلاده لم تخسر في المفاوضات مع الولايات المتحدة، بل استفادت منها. وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان الهجوم الأمريكي سيحدث دون التفاوض، أوضح وزير الخارجية الإيراني أن الخطة الأمريكية كانت تتجه نحو الهجوم، وأن عدم التفاوض كان سيمنحهم شرعية أكبر في الهجوم، مما كان سيرفع التكلفة على إيران. إيران أخبار إيران سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي العالم, أخبار العالم الآن, إيران, أخبار إيران, دونالد ترامب


الاتحاد
منذ 7 ساعات
- الاتحاد
جولة جديدة غداً لمحادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا
موسكو، كييف، واشنطن (الاتحاد، وكالات) قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الجولة المقبلة من محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا من المقرر أن تنعقد غداً الأربعاء في تركيا. وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي: «ناقشتُ مع رئيس مجلس الأمن والدفاع رستم أوميروف التحضيرات لتبادل الأسرى وعقد اجتماع آخر مع الجانب الروسي في تركيا». وتابع «أوميروف قال إن الاجتماع من المقرر أن ينعقد الأربعاء، سنوافيكم بمزيد من التفاصيل». ويشغل أوميروف حاليا منصب الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني، وقاد الجولتين الأوليين من المحادثات مع روسيا. وفي السياق، قال الكرملين إن روسيا تؤيد عقد جولة جديدة من محادثات السلام مع أوكرانيا لكن مواقف الجانبين متعارضة تماماً، الأمر الذي يتطلب بذل الكثير من الجهود الدبلوماسية، فيما رجح عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب في بكين سبتمبر القادم. وقالت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، إنه من المتوقع أن تُعقد الجولة المقبلة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول نهاية الأسبوع الجاري. وعقدت أوكرانيا وروسيا جولتين من المحادثات في إسطنبول، يومي 16 مايو والثاني من يونيو، أسفرتا عن تبادل آلاف أسرى الحرب ورفات الجنود القتلى، لكن الجانبين لم يحرزا أي تقدم يذكر نحو وقف إطلاق النار أو تسوية تنهي الحرب الدائرة منذ قرابة ثلاثة أعوام ونصف العام. وفي السياق، قال الكرملين، أمس، إنه لا يستبعد إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، إذا زار الرئيسان بكين في الوقت نفسه في سبتمبر المقبل. وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن بوتين سيزور الصين لحضور فعاليات إحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، لكنه قال إن موسكو لا تعرف ما إذا كان ترامب يخطط للمشاركة. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان من الممكن أن يلتقي الزعيمان أو يعقدا لقاء مع الرئيس الصيني شي جين بينج، قال بيسكوف: «تعلمون أننا نستعد لزيارة إلى بكين، ورئيسنا يستعد لهذه الرحلة، لكننا لم نسمع أن الرئيس ترامب سيذهب إلى هناك أيضاً». وقال بيسكوف للصحافيين: «إذا ذهب ترامب، فلا نستبعد بالطبع طرح مسألة جدوى عقد اجتماع». وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، الأسبوع الماضي، أن الصين تستعد لعقد قمة بين ترامب وبوتين. وتحدث الرئيسان معاً 6 مرات على الأقل منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. وعبر الكرملين عن تأييده لعقد لقاء مباشر بينهما، لكنه أشار إلى أن الأمر سيتطلب تحضيراً دقيقاً لتحقيق نتائج. وعبر ترامب عن خيبة أمله من الرئيس الروسي بسبب عدم إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا. أمنياً، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أمس، إن روسيا أطلقت صواريخ ومئات من الطائرات المسيرة في هجمات على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 آخرين، وتسبب في أضرار ونشوب حرائق في مناطق عدة من البلاد. وأضاءت الانفجارات السماء أثناء الليل، بينما دوت أصوات محركات الطائرات المسيرة في أرجاء كييف، في هجمات قال سلاح الجو الأوكراني إنها تضمنت إطلاق 426 طائرة مسيرة و24 صاروخاً، وأصابت 23 من الطائرات المسيرة أهدافها في أنحاء أوكرانيا. وأفادت وسائل إعلام روسية بأن أوكرانيا شنت أيضاً هجمات بطائرات مسيرة، مما تسبب في فوضى في مطارات تخدم موسكو، حيث انتظر آلاف المسافرين في طوابير أو ناموا على الأرض بعد إلغاء الرحلات أو تأخيرها. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 117 طائرة مسيرة أوكرانية، بما في ذلك 30 طائرة فوق منطقة موسكو. بريطانيا: فرصة لدعم كييف أكد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أمس، أن أوكرانيا وحلفاءها يشهدون الآن لحظة «الفرصة الحاسمة» لتعزيز موقف كييف في المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب. وقال هيلي إن بريطانيا وحلفاء آخرين يجب أن يستغلوا الإنذار النهائي الذي وجهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي أمهله خلاله 50 يوماً، وذلك لبدء حملة لمدة 50 يوماً لتسليح أوكرانيا قبل بدء المحادثات، بهدف تعزيز موقف كييف ضد موسكو، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا».


البيان
منذ 7 ساعات
- البيان
أوروبا تسابق الزمن لاتفاق تجاري مع أمريكا.. وتستعد لأسوأ سيناريو
وأي قرار بالرد سيتطلب على الأرجح موافقة سياسية من قادة الاتحاد، كون العواقب أو النتائج المحتملة كبيرة وخطيرة، على حد قولهم. ومن شأن اتخاذ تدابير مضادة فعالة أن يؤدي إلى تعميق الخلاف التجاري عبر ضفتي الأطلسي، خاصة في ظل تحذيرات ترامب من أن الرد ضد المصالح الأمريكية سيُقابل بإجراءات أكثر صرامة من جانب إدارته. وستطال هذه الرسوم سلعاً صناعية من بينها طائرات شركة «بوينغ» والسيارات الأمريكية الصنع وويسكي البوربون. كما يعمل التكتل أيضاً على إعداد إجراءات محتملة تتجاوز الرسوم الجمركية، مثل فرض قيود على الصادرات وعقود المشتريات الحكومية.