
هآرتس: الحرب تقاس بخواتيمها فهل تكون لإسرائيل كلمة الفصل؟
في تحليل إخباري بصحيفة هآرتس كتب المحلل الاستخباري والإستراتيجي يوسي ميلمان أن النشوة التي عمت إسرائيل بعد ورود تقارير أولية تفيد بأن جيشها نجح في اغتيال عدد من كبار الجنرالات والعلماء النوويين الإيرانيين لم تدم بالكاد سوى 12 ساعة.
فقد انتاب الشعب الإسرائيلي شعور بأنهم نالوا أخيرا ثأرهم من إيران بعد 46 عاما من دعواتها إلى تدمير دولتهم.
لكن هذا الشعور سرعان ما تبدد وتحول الفرح إلى حزن وقلق بعد أن ردت طهران بـ5 موجات من الصواريخ، تماما مثلما حدث في الحروب السابقة على لبنان وقطاع غزة.
وقد أثار القصف الإيراني حفيظة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب رغم أن إسرائيل معتادة على إطلاق الصواريخ والقذائف على مدنها، وفق تحليل هآرتس.
محض نفاق
ووصف بعض النقاد ادعاء وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء بأنه محض نفاق، حيث إن إسرائيل نفسها قصفت مواقع مدنية في طهران، مما أسفر عن مقتل 50 مدنيا، بينهم أطفال.
ومع ذلك، أشاد الكاتب بقدرة جهاز الموساد والمخابرات العسكرية الإسرائيلية على جمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة ونجاح سلاح الجو في تنفيذ الهجمات، وهو ما أثبت -برأيه- تفوق إسرائيل الإستراتيجي والتقني.
وقال إن الاستعدادات للعملية العسكرية استمرت لأكثر من عام، حيث تسلل عملاء الموساد إلى إيران وأنشؤوا شبكة من العملاء والمساعدين والمنازل الآمنة والورش والمركبات والوثائق المزورة والقصص المزيفة، إلى جانب التقنيات المتقدمة، كما تمكنوا من تهريب مكونات الطائرات المسيرة إلى إيران، قبل تجميعها وإخفائها هناك.
وأضاف الكاتب أن إيران أضحت أشبه ما تكون بكتاب مفتوح بالنسبة لعملاء الموساد، مما ساعدهم وعناصر استخبارات الجيش الإسرائيلي في اختراقها وكشف نقاط ضعفها، وقد مكنهم ذلك من تنفيذ اغتيالات سابقة لعلماء نوويين وقادة القوة الصاروخية وضباط الحرس الثوري وتخريب مواقع نووية وصاروخية.
ومما ساهم أيضا في نجاح إسرائيل حتى الآن -طبقا لتحليل هآرتس- الغارات التي شنها سلاح الجو في السابق، وتحديدا في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول 2024.
وكانت تلك الغارات قد أسفرت عن تدمير جزء كبير من شبكة الدفاع الجوي الإيرانية وتركها مكشوفة، مما سمح للطائرات الحربية الإسرائيلية بالتحليق بحرية تقريبا في الأجواء الإيرانية.
واعتبر المحلل الإستراتيجي أن من بين أهم إنجازات الهجوم الإسرائيلي اغتيال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، مضيفا أن مقتلهما يشكل ضربة معنوية ونفسية كبيرة لإيران.
ووصف تعيين بديلين لباقري وسلامي بهذه السرعة بأنه دليل على التحدي والرغبة في الاستمرار في الحرب من قبل طهران.
نشوة غريبة
وذكر ميلمان أن أحد كبار عملاء الموساد السابقين ممن تجسسوا في الماضي على بعض المواقع النووية قال له إن نشوة الإسرائيليين بنجاح الضربات الأولى تبدو غريبة تماما بالنسبة له.
وأوضح العميل أن إيران دولة على العتبة النووية بعد أن وصل تخصيبها لليورانيوم نسبة 60% "ولا تحتاج سوى إلى تحفيز من مرشدها الأعلى (علي خامنئي) لاتخاذ قرار صنع قنبلة نووية".
لكن كاتب المقال لفت إلى أن خامنئي يواجه حاليا معضلة كبيرة تتمثل في أن أمامه خيارين، أحدهما الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية كما فعلت كوريا الشمالية ذات مرة، والآخر رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 90% اللازمة لصنع أسلحة نووية.
ترامب يستخدم إسرائيل
ونقل الكاتب عن عميل آخر رفيع المستوى في جهاز الموساد -لم يكشف عن اسمه أيضا- القول إن "الحرب تقاس بخواتيمها لا بمدى نجاح الضربة الأولى مهما كانت مبهرة"، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يضع حدا للحرب.
ويعتقد ميلمان أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشاملة تعتمد على استخدام إسرائيل سوطا للقيام بالعمل "القذر"، وهو ضرب إيران لإجبارها على التوصل إلى اتفاق.
وعلى الرغم من ذلك فإنه يرى أن إرغام إيران على التوقيع على مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يقضي على هدف نتنياهو المتمثل في منع طهران من امتلاك أي برنامج نووي على الإطلاق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 41 دقائق
- الجزيرة
رويترز: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي
قال مسؤولان أميركيان لرويترز، اليوم الأحد، إن الرئيس دونالد ترامب عارض خطة إسرائيلية في الأيام الأخيرة لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، "هل قتل الإيرانيون أميركيا حتى الآن؟ لا. إلى أن يفعلوا ذلك، لن نتحدث حتى عن استهداف القيادة السياسية". وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قال الجمعة الماضي، إنه لا توجد خطة لاغتيال خامنئي أو كبار المسؤولين في النظام. وأوضح هنغبي، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن العملية العسكرية الحالية ضد إيران "لا تستهدف القيادة السياسية". وأضاف لا توجد خطة لاغتيال خامنئي، أو كبار المسؤولين في النظام الإيراني، مؤكدا أن الهدف من العملية ضد إيران هو تقليص قدرة طهران على الإضرار بإسرائيل، على حد تعبيره. وكان خامنئي قد توعّد إسرائيل بمواجهة تداعيات قاسية جراء هجومها الواسع، على عشرات المواقع في إيران، واغتيال عدد من القادة العسكريين البارزين والعلماء النوويين. وأكد خامنئي -في خطاب تلفزيوني- أن القوات المسلحة الإيرانية ستتعامل بقوة مع إسرائيل، و"ستجعل الكيان الصهيوني الخبيث في حالة يُرثى لها". وشدد المرشد الإيراني على أن "الكيان الصهيوني لن ينجو بسلام من هذه الجريمة".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
موجة ثانية من الصواريخ الإيرانية وإصابات مباشرة بحيفا وتل أبيب
قال ا لجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت مساء اليوم الأحد موجة ثانية من الصواريخ باتجاه إسرائيل، جرى اعتراض بعضها في سماء تل أبيب و حيفا. فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هجوما صاروخيا إيرانيا آخر "وشيك". وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن هناك تقارير عن سقوط صواريخ في أنحاء عدة من البلاد. وقال الإسعاف الإسرائيلي إن الصواريخ الإيرانية سقطت في 3 مواقع في حيفا، مما تسبب في إصابة عدد من الإسرائيليين. كما سقط صاروخ بمحيط ميناء حيفا، وسمع دوي انفجارات بالمدينة وفي تل أبيب. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إصابة مباشرة لمبنى سجلت شرق تل أبيب. كما قالت صحيفة ديعوت أحرونوت إن صاروخا إيرانيا سقط "بشكل مباشر" على مبنى شمال إسرائيل. وذكرت سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية أن إصابة مباشرة في مبنيين سكنيين جرت بلواء الساحل وأخرى في مبنى سكني بلواء الجنوب، وأن حريقا اندلع في لواء القدس ولواء الشمال. وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن إصابة 4 إسرائيليين بجراح في منطقة لخيش، فيما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن قوات الإنقاذ تشتبه بوجود عالقين في مبنى بعد سقوط صاروخ شمال البلاد. ونقلت وكالة رويترز عن التلفزيون الرسمي الإيراني أن "القوات المسلحة الإيرانية تنصح الإسرائيليين بالابتعاد عن المناطق الحيوية". وقال متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية "على المستوطنين الصهاينة مغادرة الأراضي المحتلة فلن تكون صالحة للسكن قريبا.. لدينا بنك أهداف شامل في الكيان الصهيوني وسنستهدف النقاط الحيوية". وأضاف "استهدفنا مقار عسكرية ومراكز اتخاذ القرار وأماكن سكن قادة وعلماء صهاينة". 50 صاروخا وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق 50 صاروخا من إيران باتجاه حيفا وتل أبيب وسط إسرائيل، وقال إنه جرى اعتراض معظمها، في حين سقط أحد تلك الصواريخ على منزل في لبنان، وفق وسائل إعلام إسرائيلية. وذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في جميع أنحاء إسرائيل ومستوطنات الضفة الغربية ، وفي الجولان والجليل ومنطقة حيفا. كما أصدرت تعليمات للسكان شمال البلاد ووسطها بالبقاء قرب المناطق المحمية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القصف الإيراني استهدف محطة الكهرباء في الخضيرة ومسكن عائلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ببلدة قيسارية شمالي تل أبيب. كما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن حريقا اندلع في منطقة جنوب الجولان نتيجة عمليات اعتراض الصواريخ الإيرانية. وكان هجوم صاروخي آخر قد استهدف مواقع داخل إسرائيل ليلة أمس، مما أسفر عن أضرار جسيمة في مدينة بات يام جنوب تل أبيب التي تعرضت لسقوط عشرات الصواريخ، كما تسبب بمقتل 7 إسرائيليين وإصابة 200 آخرين. وتعرّضت إسرائيل قبل ذلك بيوم لهجوم صاروخي إيراني على دفعتين، مخلفا دمارا كبيرا وقتلى وجرحى في مناطق بينها تل أبيب وحيفا، في حين قالت مصادر إيرانية إن الصواريخ المستخدمة تكتيكية ومزودة برؤوس شديدة الانفجار. واستهدف الهجوم الأول مدنا إسرائيلية بـ40 صاروخا، بينما استهدف الثاني مدن تل أبيب وروحوف وبات يام جنوب تل أبيب بـ50 صاروخا. إعلان وبدأت إسرائيل فجر الجمعة -بدعم ضمني من الولايات المتحدة- هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، مما أسفر عن قتلى وعشرات المصابين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
خبير عسكري: هجمات المقاومة بغزة حاليا تزيد الضغوط على إسرائيل
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن العمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تزيد معاناة قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، خاصة في ظل المواجهة التي تخوضها إسرائيل مع إيران ومع جماعة أنصار الله (الحوثيين). ورأى أن تنفيذ العمليات والهجمات في المناطق التي يتواجد فيها جيش الاحتلال في غزة تزيد الضغوط عليه، لأنه يحاول الآن الحفاظ على قواته دون التوغل إلى داخل مناطق القطاع، لعلمه أن الجبهات مفتوحة عليه ويمكن أن تتطور الأمور. وفي ظل التطورات الحالية، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء الاحتياط، ودفع الفرقة 146 تجاه مناطق الشمال، وتجاه الحدود الأردنية، ويقول العقيد الفلاحي -في تحليله للمشهد العسكري في غزة- إن هذه الوضع يزيد الضغوط على جيش الاحتلال الذي يعاني أصلا من نقص القوة البشرية. وبشأن استهداف كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لقوتين إسرائيليتين، الأولى كانت متحصنة في منزل وأخرى كانت راجلة في منطقة العطاطرة ببيت لاهيا شمال قطاع غزة، قال العقيد الفلاحي إنها تأتي في سياق العمليات المتواصلة للمقاومة، والتي أصبحت هجومية أكثر منها دفاعية. ووصف بيت لاهيا بأنها منطقة مفتوحة يصعب تنفيذ عمليات فيها، لكن القسام تمكنت من استهداف قوتين إسرائيليتين هناك، ما يعني قدرتها على القيام بعمليات هجومية وبعميات رصد لقوات الاحتلال، والاستمرار في إلحاق خسائر بصفوف هذه القوات. وحسب الخبير العسكري، فإن الهجمات التي تنفذها فصائل المقاومة ضد جيش الاحتلال تتوزع في مناطق شمال وجنوب القطاع. تدني الروح المعنوية ويعاني الإسرائيليون من تدني الروح المعنوية -يضيف العقيد الفلاحي- نتيجة القذائف الصاروخية التي تطلقها إيران على إسرائيل، وعدم قدرة منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية اعتراض هذه الضربات. وأسفر هجوم صاروخي إيراني استهدف مواقع داخل إسرائيل ليلة أمس، عن أضرار جسيمة في مدينة بات يام جنوب تل أبيب التي تعرضت لسقوط عشرات الصواريخ، كما تسبب بمقتل 7 إسرائيليين وإصابة 200 آخرين. وتعرّضت إسرائيل قبل ذلك بيوم لهجوم صاروخي إيراني على دفعتين، مخلفا دمارا كبيرا وقتلى وجرحى في مناطق بينها تل أبيب وحيفا، في حين قالت مصادر إيرانية إن الصواريخ المستخدمة تكتيكية ومزودة برؤوس شديدة الانفجار.