logo
ما مدى ضرر التدخين الإلكتروني؟ أدلة جديدة تكشف عن المزيد

ما مدى ضرر التدخين الإلكتروني؟ أدلة جديدة تكشف عن المزيد

الشرق الأوسطمنذ 4 أيام
لم يمضِ وقت طويل على الترويج للسجائر الإلكترونية بوصفها بديلاً أكثر أماناً للسجائر التقليدية، بل وسيلة للإقلاع عن التدخين، حتى بدأت أدلة علمية متزايدة تطيح بهذه الصورة، وتُظهر أن التدخين الإلكتروني ليس بريئاً من الأضرار الصحية، بل يطرح تحديات جديدة قد تكون أكثر تعقيداً، خصوصاً في ظل الإقبال المتزايد عليه بين فئة الشباب والمراهقين. وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».
ففي دراسة حديثة نُشرت الشهر الماضي، كشف فريق من الباحثين عن وجود مستويات مرتفعة من المعادن الثقيلة في بخار عدد من أشهر السجائر الإلكترونية في الأسواق، إلى درجة أن أحد أعضاء الفريق اعتقد في البداية بوجود خلل في جهاز القياس. وتشير دراسات أخرى إلى أن هذه المنتجات قد تترك تأثيرات سلبية عميقة على القلب والرئتين والدماغ، مما يبدد الآمال التي عُلّقت عليها في بداية انتشارها خلال منتصف العقد الثاني من الألفية.
تراجع في الرقابة والتمويل
وسط هذه التحذيرات، تبرز مخاوف إضافية من أن الجهود البحثية أصبحت مقيدة، بعد أن أوقفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحدة معنية ببحوث التبغ والصحة، إلى جانب تقليص التمويل المخصص لبرامج المساعدة على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني، وفقاً لخبراء في الصحة العامة.
ويؤكد باحثون أن هناك نقصاً في البيانات المتعلقة بالآثار طويلة الأمد، لا سيما أن التدخين الإلكتروني لا يزال منتجاً حديث العهد نسبياً، كما أن كثيراً من مستخدميه من الفئات الشابة التي لم تظهر لديها بعد أعراض صحية واضحة. كما أن الجمع بين التدخين التقليدي والإلكتروني يُعقّد من مهمة عزل تأثير كل منهما بشكل دقيق.
مخاطر قلبية وتنفسية مؤكدة
يُحذّر الدكتور جيمس ستاين، أستاذ أمراض القلب والأوعية في كلية الطب بجامعة ويسكونسن، من المخاطر الفورية التي يسببها البخار الناتج عن السجائر الإلكترونية. ويقول: «أول نفَس منها يرفع معدل ضربات القلب ويؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية، ومع تكرار ذلك على مدار اليوم، يصبح الجسم كأنه في حالة ضغط دم مرتفع مستمر». ويضيف: «حتى النصيحة البسيطة التي قد تقولها لك والدتك -وهي أن استنشاق مواد كيميائية ساخنة إلى الرئتين ليس جيداً- تبقى صحيحة».
كما أن تسخين سوائل النيكوتين إلى درجات عالية ينتج مواد كيميائية مسرطنة، مثل الفورمالديهايد، ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والسرطان، وفقاً للدكتور عرفان رحمن، الباحث في جامعة روتشستر. وتؤكد دراسات أن هذه المواد تصل إلى مجرى الدم ومن ثم إلى القلب، مسببةً التهابات قد تسهم في تلف الأوعية الدموية.
رئة «البوبكورن» والسموم المخفية
أما على صعيد الجهاز التنفسي، فيؤكد خبراء أن التدخين الإلكتروني قد يؤدي إلى التهابات مزمنة في الشعب الهوائية، ويفاقم من أمراض مثل الربو والانْسِداد الرئوي المزمن. وفي حالات نادرة، رُصدت إصابات بتلف دائم في أنسجة الرئة، تُعرف باسم «رئة البوبكورن»، ناتجة عن استنشاق مادة «الدياتسيل» المستخدمة في بعض نكهات السجائر الإلكترونية.
وفي عام 2019، أدت مادة «أسيتات فيتامين E» إلى سلسلة من الإصابات الرئوية الحادة أودت بحياة 68 شخصاً في الولايات المتحدة، بعدما استُخدمت على أنها مادة مضافة لبعض أنواع السجائر الإلكترونية، حسب تقارير رسمية.
وجد الدكتور بريت بولين، أستاذ السموم البيئية في جامعة كاليفورنيا – ديفيس، أن ثلاث علامات تجارية شهيرة من السجائر الإلكترونية تُطلق نسباً مرتفعة من النيكل والأنتيمون، وهي معادن ثقيلة مرتبطة بسرطان الرئة، إلى جانب كميات كبيرة من الرصاص، المعروف بضرره على الجهاز العصبي.
صحة الفم والإدمان السريع
الأضرار لا تتوقف عند القلب والرئتين، بل تمتد إلى الفم واللثة. إذ أظهرت الأبحاث أن التدخين الإلكتروني يقلل من تدفق الدم إلى اللثة، ويزيد من التهاباتها، فضلاً عن أن النيكوتين يسبب تلفاً مباشراً في الأنسجة الفموية.
وفيما يتعلق بالإدمان، تُحذر الدكتورة باميلا لينغ، مديرة مركز مكافحة التبغ في جامعة كاليفورنيا – سان فرنسيسكو، من تحول السجائر الإلكترونية إلى رفيق دائم للمراهقين. تقول: «رأيت شباناً ينامون وأجهزتهم تحت الوسائد، ويبدؤون يومهم بأول رشفة نيكوتين».
وتضيف أن بعض المنتجات الجديدة تحتوي على ما يصل إلى 20 ألف «رشّة» من النيكوتين، وهو ما يعادل نحو 100 علبة سجائر، مما يزيد من صعوبة الإقلاع عنها. وتختم بتحذير قائلةً: «المنتجات تظهر في السوق بوتيرة أسرع من قدرتنا على دراستها علمياً».
مستقبل غامض
رغم الأبحاث المتزايدة، تبقى صورة السجائر الإلكترونية ضبابية. فبينما لا تحتوي هذه الأجهزة على القطران أو بعض المواد المسرطنة الموجودة في السجائر التقليدية، فإنها تحمل معها طيفاً جديداً من المخاطر الصحية غير المدروسة بشكل كافٍ. ويخشى أطباء من أن التأخر في تنظيم هذه الصناعة، أو تباطؤ الجهات الرقابية، قد يؤدي إلى أزمة صحية يصعب احتواؤها مستقبلاً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كوب القهوة الصباحي قد ينقذ حياتك!.. التوقيت المثالي لصحة القلب يكشفه العلم
كوب القهوة الصباحي قد ينقذ حياتك!.. التوقيت المثالي لصحة القلب يكشفه العلم

صحيفة سبق

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة سبق

كوب القهوة الصباحي قد ينقذ حياتك!.. التوقيت المثالي لصحة القلب يكشفه العلم

كشفت دراسة حديثة نُشرت في "الدورية الأوروبية لأمراض القلب" أن الأشخاص الذين يحتسون القهوة في الصباح أقل عرضة للوفاة، وخاصة من أمراض القلب، مقارنة بمن يشربونها في أوقات مختلفة أو لا يشربونها إطلاقًا. وبحسب الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة تولين الأمريكية على أكثر من 40 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة، فإن توقيت استهلاك القهوة له تأثير مباشر على الفوائد الصحية التي يمكن أن يحصل عليها الجسم. ووجد الباحثون أن المشاركين الذين يشربون القهوة قبل منتصف النهار، وكانوا يشكلون 36% من العينة، سجلوا انخفاضًا في خطر الوفاة بنسبة 16%، مقارنة بمن لا يشربون القهوة، بينما أظهروا انخفاضًا بنسبة 31% في خطر الوفاة من أمراض القلب. في المقابل، لم تظهر المجموعة التي تستهلك القهوة على مدار اليوم — والتي بلغت 14% من العينة — أي انخفاض ملحوظ في خطر الوفاة، مما يشير إلى أن الفائدة مرتبطة بتوقيت شرب القهوة لا بكمّيتها فقط. وقال الدكتور لو تشي، المؤلف الرئيسي للدراسة، في تصريحات نقلتها "سكاي نيوز عربية": "هذه أول دراسة تختبر تأثير أنماط توقيت شرب القهوة على النتائج الصحية. الكافيين يؤثر على الجسم بطرق متعددة، وتوقيته قد يكون مرتبطًا بعوامل مثل الساعة البيولوجية والهرمونات". وأوضح أن شرب القهوة بعد الظهر أو في المساء قد يؤثر سلبًا على جودة النوم ويؤدي إلى اضطرابات في إيقاع الجسم الطبيعي، مما ينعكس على عوامل خطر مثل ضغط الدم والالتهابات. من جهته، أوصى البروفيسور توماس لوشر، من مستشفى رويال برومبتون وهارفيلد في لندن، بالاكتفاء بالقهوة خلال ساعات الصباح، محذرًا من أن تناولها المتكرر طوال اليوم قد يؤدي إلى اضطرابات النوم ويؤثر سلبًا على الصحة العامة.

«وورلد سنترال كيتشن»: لا نعرف إذا كانت فرقنا بغزة ستتمكن من مواصلة العمل أم لا
«وورلد سنترال كيتشن»: لا نعرف إذا كانت فرقنا بغزة ستتمكن من مواصلة العمل أم لا

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

«وورلد سنترال كيتشن»: لا نعرف إذا كانت فرقنا بغزة ستتمكن من مواصلة العمل أم لا

أعلنت منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الإغاثية، الجمعة، أنها استأنفت خدماتها في دير البلح بقطاع غزة بشكل محدود بعد توقف دام 5 أيام بسبب نقص الإمدادات. وقالت المنظمة في بيان: «نعمل على تقديم 60 ألف وجبة يومياً، وهو أقل من نصف ما كنا نقدمه الشهر الماضي». وأشارت إلى أن فرق التوزيع لدينا تعمل على ضمان وصول الوجبات للفئات الأكثر احتياجاً. وأضافت: «لا نعرف ما إذا كانت فرقنا بقطاع غزة ستتمكن من مواصلة العمليات من دون توفر الغذاء بشكل مستدام». أفادت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، بأن مستشفيات قطاع غزة سجلت 9 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة. وأشارت الوزارة، في بيان، إلى أن العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 122 حالة وفاة، من بينهم 83 طفلاً. والخميس، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، حنان بلخي، الخميس، إن المنظمة وثّقت 21 وفاة مرتبطة بسوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة في عام 2025. وحذرت المسؤولة عبر منصة «إكس» من أن سوء التغذية الحاد ضرب أكثر من 20 في المائة من الحوامل والمرضعات في قطاع غزة.

تحليل واحد يزعم كشف أمراضك ومستقبلك الغذائي والجمالي.. و"النمر" يحذّر
تحليل واحد يزعم كشف أمراضك ومستقبلك الغذائي والجمالي.. و"النمر" يحذّر

صحيفة سبق

timeمنذ 6 ساعات

  • صحيفة سبق

تحليل واحد يزعم كشف أمراضك ومستقبلك الغذائي والجمالي.. و"النمر" يحذّر

حذّر استشاري أمراض القلب الدكتور خالد النمر من الانسياق وراء حملات تسويقية مكثفة لبعض المختبرات التجارية التي تروّج لفحص المادة الوراثية من اللعاب، مدّعيةً أنه يكشف عن الأمراض المستقبلية، والأكل والرياضة المناسبين، وحتى الأدوية غير الملائمة للجسم، إلى جانب تحاليل البشرة والشعر، وكل ذلك في تقرير من ألف صفحة بتكلفة تبلغ 24 ألف ريال. وأوضح النمر أن هذا النوع من الفحوصات يعتمد على ادعاءات غير مثبتة علميًا أو لا تزال في طور البحث، أو أن العلاقة بين الطفرات الجينية والنتائج المزعومة ضعيفة جدًا ولا يمكن التعويل عليها. وأكد أن وجود طفرة جينية لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض، مشددًا على أن نمط الحياة يظل العامل الأقوى تأثيرًا على الصحة. واختتم الدكتور النمر تحذيره بالتأكيد على أن الغيب لا يعلمه إلا الله، سواء في الصحة أو المرض، وقال: "لا ننصح بإجراء هذه الفحوصات".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store