logo
هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويداء؟

هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويداء؟

الجزيرة١٥-٠٧-٢٠٢٥
يستمر الوضع الأمني في محافظة السويداء بجنوب سوريا في التوتر بسبب تجدد الاشتباكات بين القوات السورية ومجموعات مسلحة تتهمها دمشق بالخروج عن القانون وعصيان الدولة. ويأتي ذلك وسط استمرار إسرائيل في اعتداءاتها على الأراضي السورية بزعم حماية الدروز.
ورغم إعلان وزارة الدفاع السورية عن اتفاق لوقف إطلاق النار قالت إنها توصلت إليه بالتعاون مع الوجهاء والأعيان في المحافظة الواقعة في جنوب سوريا، فقد تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة في أحياء بمدينة السويداء، كما أكد مراسل الجزيرة.
ويرجع مراقبون ومحللون تجدد الاشتباكات في السويداء إلى عدة عوامل أبرزها، كما يقول الأكاديمي والسياسي، جمال درويش لبرنامج "ما وراء الخبر" هو عدم وجود آلية لتنفيذ هذا الاتفاق وبسط سلطة الدولية، وحصول ما سماها تجاوزات على الأرض، ويعتبر أن من شأن هذه التجاوزات أن تستفز الناس في السويداء، خاصة أن المرحلة تتطلب إعادة بناء الثقة بين المواطن والحكومة.
وتفجرت هذه الأحداث عقب مواجهات مسلحة بين مجموعات درزية وأخرى بدوية شهدتها مدينة السويداء، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، منذ الأحد وخلفت قتلى وجرحى، وعلى إثرها دخلت قوات تابعة للجيش ووزارة الداخلية السورية سعيا لضبط الأمن في المدينة.
ومنذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، لم تصدر السويداء موقفا واحدا، وفق درويش، بل ظهرت مواقف متعددة لقوى سياسية ولقيادات، بعضها يدعو للاندماج مع الدولة وتطبيق القانون، وبعضها الآخر أظهر تحفظات على الأسس التي تسير عليها العملية السياسية، وهناك من تبنى مواقف وسطية، بدعوته إلى إعطاء الحكومة الجديدة فرصة للعمل.
وتشدد بعض الأطراف على ضرورة الاستماع والتواصل مع الأصوات التي تقول إنه تم تغييبها من الساحة في محافظة السويداء، ومن بين من يتبنون هذا الموقف الكاتب والباحث السياسي، الدكتور عبد المنعم زين الدين، الذي يتهم في المقابل أطرافا قال إنها رفضت كل الأطروحات والمبادرات المنطقية وتشبثت بأطروحات خارج نطاق منطق الدولة والمواطنة، معتبرا أن غياب وإقصاء سلطة الدولة في المدينة أدى إلى نشوب الأحداث الأخيرة.
افتعال إسرائيلي
وبينما تحاول الدولة السورية احتواء الأوضاع داخل السويداء وأعلن الجيش كبادرة لحسن النية البدء في سحب الآليات الثقيلة وتسليم المناطق لقوى الأمن الداخلي، جدد الطيران الإسرائيلي بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس غاراته على السويداء و درعا جنوبي سوريا. كما شن صباح الثلاثاء غارات على مناطق مختلفة بالسويداء، واستهدفت إحدى الغارات الطريق المؤدي إلى داخل المدينة وآليات عسكرية.
وزعم نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) ووزير دفاعه أن "إدخال الأسلحة للسويداء يخالف سياسة نزع السلاح التي أقرت سابقا"، وجددا التزام إسرائيل بحماية دروز سوريا "بناء على تحالف الأخوة مع دروز إسرائيل"، وفق تعبيرهما.
ولا يستبعد مراقبون ومحللون ومن بينهم الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، أن يكون الاحتلال الإسرائيلي قد افتعل هذه الأزمة واستخدم عناصره في السويداء لإزعاج السلطة الجديدة في سوريا، لأنه طلب منها -كما يؤكد مكي- عدة إجراءات ورفضت تنفيذها، وهي "التطبيع والقيام بعمليات عسكرية ضد حزب الله داخل لبنان".
وتسعى إسرائيلي إلى تقسيم سوريا وتشكيل كيان درزي يعزل عن بقية سوريا، لكن هذا الأمر تراجع، مع تشكيل علاقات سورية أميركية ولقاء الرئيس أحمد الشرع مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في الرياض، ورفع العقوبات عن سوريا، وفق ما جاء في تحليل مكي ضمن برنامج "ما وراء الخبر".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبير عسكري: تكلفة احتلال كامل قطاع غزة باهظة ومحاذيره جمّة
خبير عسكري: تكلفة احتلال كامل قطاع غزة باهظة ومحاذيره جمّة

الجزيرة

timeمنذ 9 دقائق

  • الجزيرة

خبير عسكري: تكلفة احتلال كامل قطاع غزة باهظة ومحاذيره جمّة

يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية – إلى احتلال كامل قطاع غزة ، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، في حين أطلق مقربون منه تحذيرا لرئيس الأركان إيال زامير بضرورة الامتثال أو الاستقالة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزراء في الحكومة، أن رئيس الأركان قد يستقيل "إذا تم تنفيذ خطة احتلال كامل قطاع غزة"، في إشارة إلى وجود خلافات حادة بين القيادة السياسية والعسكرية. وتمضي حكومة نتنياهو قدما في الحل العسكري في ظل إصرار اليمين المتطرف على تحقيق "النصر المطلق" والضغط بقوة لإجبار فصائل المقاومة على تقديم تنازلات في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. جاء ذلك في حديث الخبير العسكري العقيد، حاتم كريم الفلاحي، في فقرة التحليل العسكري التي تقدمها الجزيرة بشأن آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة. وكان جيش الاحتلال قدم -حسب الفلاحي- 3 خيارات للمستوى السياسي الإسرائيلي بشأن مستقبل العمليات في القطاع هي: الذهاب إلى صفقة تبادل وإيقاف الحرب، لأن الجيش لن يستطيع تقديم إنجازات أخرى. تطويق وحصار المنطقة التي توجد فيها فصائل المقاومة، دون أن تكون هناك عمليات عسكرية والطلب من المدنيين الخروج إلى مناطق "آمنة" حتى يتسنى للجيش التعامل مع "ما تبقى من فصائل المقاومة في هذه المنطقة". الذهاب إلى عملية عسكرية شاملة لاحتلال القطاع كاملا. لكن عملية عسكرية شاملة تحمل محاذير كثيرة، مثل تضحية إسرائيل بالأسرى المحتجزين بغزة، فضلا عن وجود أكثر من مليوني غزي في رقعة جغرافية ضيقة في المنطقة الوسطى والمواصي، مما ينذر بحدوث كارثة مأساوية بسبب القوة العسكرية. ووفق الفلاحي، فإن هذه المنطقة الجغرافية تضم كثافة سكانية ضخمة على أقل 25% من إجمالي مساحة القطاع، وهو ما قد يؤدي إلى أعداد كبيرة من المصابين والشهداء نتيجة القصف الإسرائيلي. ولا تزال الكارثة الإنسانية قائمة في القطاع، إضافة إلى أن جيش الاحتلال منهك بشكل كبير، وغير قادر على تنفيذ عمليات عسكرية في هذه المناطق، إذ ستكون التكلفة فيها باهظة جدا. وترى القيادات العسكرية الإسرائيلية، أن العمل العسكري داخل غزة أصبح عبثيا للجيش، في ظل وجود استنزاف كبير لقدراته وعدم قدرته على الحسم، وانتفاء قضية "الدفاع عن النفس" بالنسبة لإسرائيل وعدم وجود توافق سياسي داخلي، كما يقول الفلاحي. وكانت هيئة البث قد نقلت عن مسؤول أمني أن "صفقة جزئية لتبادل الأسرى كانت على بعد خطوة واحدة فقط، لكن إسرائيل تخلت عنها بسرعة كبيرة". بدورها، نقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية مكثفة على حماس. وذكرت الصحيفة أنه ستكون هناك عمليات عسكرية "في المناطق التي يوجد فيها أسرى إسرائيليون"، كما نقلت عن مقربين من نتنياهو أنه من غير المستبعد أن يكون هذا جزءا من تكتيك تفاوضي للضغط على حركة حماس.

قسد تتهم القوات السورية بمهاجمتها في ريف حلب
قسد تتهم القوات السورية بمهاجمتها في ريف حلب

الجزيرة

timeمنذ 15 ساعات

  • الجزيرة

قسد تتهم القوات السورية بمهاجمتها في ريف حلب

قالت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) اليوم الاثنين إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات حكومية في محافظة حلب بشمال البلاد، في أحدث واقعة تلقي بظلالها على الاتفاق الذي وقعه الطرفان في مارس/آذار الماضي ووصف بالتاريخي. واتهم المركز الإعلامي التابع لـ"قسد" في بيان فصائل تابعة للحكومة بتنفيذ هجوم فجر اليوم ضد 4 مواقع لقواتها في قرية الإمام التابعة لمنطقة دير حافر، وهو ما لم تعلق عليه دمشق فورا، وهي التي اتهمت الطرف الآخر خلال الأيام الماضية بشن هجمات وقصف ضد قواتها والمدنيين بريف حلب. وأشار البيان إلى أن قوات قسد "تعاملت مع الهجوم وردّت عليه بما يلزم دفاعا عن مواقعها ومقاتليها، حيث نشبت اشتباكات استمرت 20 دقيقة متواصلة". وأكدت قوات "قسد" أن ما وصفته بهذا الاعتداء المتكرر يمثل تصعيدا مدبرا ويهدد الاستقرار في المنطقة، وحمّلت حكومة دمشق المسؤولية الكاملة عنه، كما أكدت أن قواتها "مستعدة أكثر من أي وقت مضى لاستخدام حقها في الرد المشروع بكل قوة وحزم"، وفق تعبيرها. ويأتي اتهام "قسد" دمشق بشن هجوم على قواتها بعد يوم من إعلان وزارة الدفاع السورية أن قوات الجيش تصدت لهجوم من "قسد" على إحدى نقاط انتشار الجيش بريف منبج شمال شرق محافظة حلب، مما أسفر عن إصابة 4 من عناصر الجيش و3 مدنيين في قصف صاروخي نفذته القوات المهاجمة على قرية الكيارية. وتعد قوات سوريا الديمقراطية القوة القتالية المتحالفة مع الولايات المتحدة في سوريا، حيث دعمتها واشنطن خلال السنوات الماضية بالمال والسلاح، إذ تعتبرها رأس الحربة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا، قبل أن يتعرض للهزيمة بعد ذلك بـ5 سنوات. وفي 10 مارس/آذار الماضي وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات "قسد" مظلوم عبدي اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في المناطق التي تسيطر عليها "قسد" شمال وشرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي سوريا، ورفض التقسيم، لكن الاتفاق لم يطبق بشكل عملي حتى اليوم، ولا تزال تدور اشتباكات متقطعة بين الطرفين كل فترة.

المبعوث الأميركي لسوريا يدعو للحوار بعد أحداث السويداء ومنبج
المبعوث الأميركي لسوريا يدعو للحوار بعد أحداث السويداء ومنبج

الجزيرة

timeمنذ 18 ساعات

  • الجزيرة

المبعوث الأميركي لسوريا يدعو للحوار بعد أحداث السويداء ومنبج

وصف المبعوث الأميركي لسوريا توم برّاك اليوم الاثنين خرق اتفاق السويداء جنوبي البلاد والقصف الذي تعرضت له منبج بريف حلب بـ"أعمال عنف مقلقة"، مشددا على أن الولايات المتحدة فخورة بمساعدتها في التوسط لإيجاد حل. وقال برّاك -في تدوينة على منصة إكس- إن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لحل سلمي ودائم في سوريا. وأعرب المبعوث الأميركي لسوريا عن فخره بدور بلاده في التوسط لإيجاد حل في السويداء بعد خرق اتفاق النار، وكذلك بمشاركتها في التوسط مع ما تعرف باسم " قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لإعادة دمج الشمال الشرقي في سوريا موحدة. وشدد على أن "الطريق إلى الأمام بيد السوريين"، داعيا جميع الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء وحل الخلافات بالحوار "لا سفك الدماء". وأضاف أن سوريا تستحق الاستقرار، قائلا "السوريون يستحقون السلام"، وفق تعبيره. وأمس الأحد، أفادت مصادر للجزيرة بمقتل 5 من قوات الأمن العام في هجمات وقعت ليلة السبت لمجموعات درزية مسلحة توصف بالخارجة عن القانون في ريف محافظة السويداء جنوبي سوريا. كما نقلت قناة الإخبارية السورية عن مصدر أمني قوله إن ما وصفها بالمجموعات الخارجة عن القانون في السويداء خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، وهاجمت قوات الأمن الداخلي، وقصفت قرى عدة في ريف المحافظة. وأول أمس السبت، قالت وزارة الدفاع السورية إن هجوما نفذته قوات قسد في ريف مدينة منبج بمحافظة حلب في شمال البلاد أدى إلى إصابة 4 من أفراد الجيش و3 مدنيين. ووصفت الوزارة الهجوم بأنه "غير مسؤول" وأسبابه "مجهولة"، في حين نفت "قسد" تنفيذ الهجوم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store