
مدن تغرق: من واشنطن وحتى الإسكندرية، وطوكيو تجد الحل
تعد بعض المدن الساحلية في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، معرضة بشكل خاص لارتفاع منسوب مياه البحر.
وقد أجرت جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، دراسة على 48 مدينة ساحلية، وعزت هبوط الأرض في هذه المناطق إلى تغيرات المناخ وما يسمى بـ"غرق الأرض".
وتُقدر بي بي سي أن ما يقرب من 160 مليون شخص يعيشون في هذه المناطق، بناءً على الدراسة وبيانات السكان الصادرة عن الأمم المتحدة.
ورُصدت أشد حالات هبوط الأرض تطرفاً في تيانجين في الصين، التي شهدت تطوراً صناعياً وبنيوياً سريعاً، وتبيّن أن بعض أجزاء المدينة غرقت بمعدل 18.7 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020.
كما تعد العاصمة الإندونيسية جاكرتا، واحدة من عشرات المناطق الساحلية التي تهبط بسرعة مثيرة للقلق، وفقاً للدراسة.
ارتفاع معدلات استخراج المياه الجوفية
ويُعتبر استخراج المياه الجوفية سبباً رئيسياً لهبوط الأرض في نصف المدن الساحلية الـ 48 التي حددتها جامعة نانيانغ وحللتها بي بي سي، وبالإضافة إلى تأثير الأنشطة البشرية الأخرى، مثل البناء والتعدين.
كما يُمكن للعوامل الطبيعية، بما في ذلك التحولات التكتونية والزلازل والتماسك الطبيعي للتربة - إذ تضغط التربة على بعضها البعض وتصبح أكثر كثافة مع مرور الوقت - أن تلعب دوراً أيضاً، لكن بعض الخبراء يعتقدون أن تأثيرها أقل من تأثير البشر.
وتقول شيريل تاي الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن "الكثير من المدن التي غرقت تقع في آسيا أو جنوب شرق آسيا"، مرجحةً أن ذلك يعود إلى ارتفاع الطلب على المياه بشكل كبير في تلك المناطق، مع النمو السكاني السريع والتطور العمراني الكبير.
وتضيف: "قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات استخراج المياه الجوفية، ومن ثم قد يتفاقم الوضع.. وهذا يعني أن الفيضانات ستكون أكثر تواتراً وكثافةً وطولاً في المستقبل"، موضحةً أنه قد يكون هناك أيضاً "تسرب للمياه المالحة، مما قد يؤثر على الأراضي الزراعية وجودة مياه الشرب".
وتتأثر بعض أنواع الأراضي أكثر من غيرها، وتعتقد الباحثة تاي أن المخاطر حادة بشكل خاص بالنسبة للعديد من المدن الساحلية التي تقع في منطقة دلتا منخفضة، حيث تنقسم الأنهار قبل أن تصل إلى البحر. ويشمل ذلك أماكن مثل جاكرتا وبانكوك ومدينة هو تشي وشنغهاي.
"تأثير الوعاء"
وفي حين تُواجه العديد من المدن الساحلية مزيجاً من هبوط الأرض وارتفاع منسوب مياه البحار، فإنها تبحث عن حلول، لكن هذه الحلول قد تُسهم أحياناً في مشاكل أخرى.
وقامت بعض المدن، بما في ذلك جاكرتا والإسكندرية في مصر ومدينة هو تشي في فيتنام، ببناء سدود وجدران وحواجز رملية على طول سواحلها في محاولة لمنع الفيضانات من البحر.
لكن مع ارتفاع الجدران واتساعها، قد ينشأ ما يُعرف بـ"تأثير الوعاء"، كما يقول البروفيسور بيترو تيتيني من جامعة بادوفا في إيطاليا، مما قد يؤدي إلى احتجاز مياه الأمطار والأنهار في بعض المناطق ومنعها من التدفق إلى البحر. وهو ما قد يُسهم في حدوث فيضانات.
وقامت مدينتا جاكرتا وهو تشي ببناء محطات ضخ لتصريف المياه الزائدة، إلّا أن ذلك لا يُعالج أسباب هبوط الأرض و الفيضانات.
كيف حلّت طوكيو المشكلة؟
عندما لاحظت طوكيو أن أجزاءً من مدينتها تهبط، اتخذت نهجاً مختلفاً وقررت معالجة جذور المشكلة.
وتباطأ هبوط الأرض بشكل ملحوظ في سبعينيات القرن الماضي بعد أن فرضت طوكيو لوائح صارمة على استخراج المياه الجوفية.
كما أنشأت نظاماً لإدارة إمدادات المياه، الذي يرى العلماء أنه الطريقة الأكثر فعالية لوقف هبوط الأرض.
ووجدت دراسة جامعة تايوان أن المدينة أصبحت أكثر استقراراً، على الرغم من انخفاض منسوب المياه في بعض المناطق الصغيرة بمعدل يتراوح بين 0.01 و2.4 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020.
حلول أخرى
ولا تزال بعض المدن الآسيوية تنظر إلى نهج طوكيو كنموذج يُحتذى به. فعلى سبيل المثال، خفضت تايبيه، عاصمة تايوان، من استخراج المياه الجوفية في سبعينيات القرن الماضي، مما ساعد بدوره على إبطاء معدلات هبوطها.
كما تُنظم العديد من المدن الأخرى، بما في ذلك هيوستن وبانكوك ولندن، استخراج المياه الجوفية لضمان ألا يكون منخفضاً جداً أو مرتفعاً جداً.
وعلى الرغم من فعالية نظام طوكيو، إلا أن هناك شكوكاً حول إمكانية تطبيقه على نطاق واسع نظراً لارتفاع تكاليف البناء والصيانة، كما يقول البروفيسور ميغيل إستيبان من جامعة واسيدا في اليابان.
وقد جربت بعض المدن أساليب مختلفة، مثل شنغهاي التي طبقت أسلوب "حقن المياه"، حيث قامت هذه المدينة بحقن مياه نقية من نهر اليانغتسي في باطن الأرض عبر آبار كانت تُستخدم سابقاً لاستخراج المياه الجوفية.
وقد تبنت مدن أخرى، مثل تشونغ تشينغ في الصين وسان سلفادور في السلفادور، مبادئ المدن الإسفنجية.
وتعتمد المدينة الإسفنجية على أسطح مصممة لامتصاص المياه بشكل طبيعي، مثل التربة والعشب والأشجار. وتُعطى الأولوية لبناء الحدائق والأراضي الرطبة والمساحات الخضراء، على ضفاف البحيرات والبرك حيث يمكن تحويل المياه وتخزينها خلال موسم الأمطار.
ويحذر الخبراء أنه وبدون تغيير، سيخوض العديد معركة خاسرة مع هبوط منازلهم تدريجياً.
وفيما يلي قائمة بأسماء المدن الـ 48 التي شملتها الدراسة:
نُبذة عن نتائج الدراسة
الإسكندرية، مصر
وفقاً للدراسة التي أجرتها جامعة نانيانغ، غرقت أجزاء من مدينة الإسكندرية بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و2.7 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020.
وتُقدر بي بي سي، أن 270 ألف شخص يعيشون في المناطق المُعرّضة للغرق.
ويقول الخبراء إن ارتفاع مستويات استخراج المياه الجوفية واستصلاح الأراضي، ساهم في هبوط الأراضي عن مستوى سطح البحر على مدى عقود، مما يُنذر بخطر حدوث فيضانات أشد في المستقبل.
برشلونة، إسبانيا
غرقت معظم المناطق المعرضة للهبوط بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و0.2 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020، وفقاً للدراسة، كما وجدت هبوطاً ملحوظاً في ميناء برشلونة، بمعدل 7 سم سنوياً.
وتقدر بي بي سي، أن حوالي 800 ألف شخص يعيشون في المناطق المعرضة للهبوط.
ويُحذر الخبراء من أن الميناء، المبني على أراضٍ مستصلحة، معرض لاستمرار الهبوط والفيضانات الشديدة في المستقبل.
إسطنبول، تركيا
انخفضت أجزاء من إسطنبول بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و13.2 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020.
وتقدر بي بي سي، أن أربعة ملايين شخص يعيشون في المناطق التي تشهد هبوطاً في الأراضي.
وكان مطار إسطنبول من أسرع المناطق هبوطاً في المدينة، حيث إذ هبط بمعدل 13.2 سم سنوياً.
لندن، المملكة المتحدة
انخفضت معظم المناطق المُعرّضة للغرق في لندن بمعدل أقل من سنتيمتر واحد سنوياً بين عامي 2014 و2020.
وحدث هبوط كبير في بعض المواقع، مثل جنوب أبمينستر، الذي هبط بمعدل 4 سنتيمترات سنوياً.
ويرتبط هذا الهبوط، الذي تسبب في عدم استواء أسطح الأرض، بعوامل مختلفة، بما في ذلك استخراج المياه الجوفية، والحمل الذي تشكله البنية التحتية، وطبيعة التربة الطينية، وفقاً للخبراء.
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية
انخفضت أجزاء من واشنطن العاصمة بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و2.2 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020.
وتقدر بي بي سي، أن 100 ألف شخص يعيشون في المناطق التي تعرضت لهبوط الأرض.
وتعمل العاصمة الأمريكية حالياً على الحد من استخراج المياه الجوفية التي لطالما استخدمتها لأغراض الشرب في المنازل والمكاتب الحكومية والمستشفيات والصناعات، قبل أن تستبدلها تدريجياً بالمياه السطحية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 2 أيام
- BBC عربية
مدن تغرق: من واشنطن وحتى الإسكندرية، وطوكيو تجد الحل
تعد بعض المدن الساحلية في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، معرضة بشكل خاص لارتفاع منسوب مياه البحر. وقد أجرت جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، دراسة على 48 مدينة ساحلية، وعزت هبوط الأرض في هذه المناطق إلى تغيرات المناخ وما يسمى بـ"غرق الأرض". وتُقدر بي بي سي أن ما يقرب من 160 مليون شخص يعيشون في هذه المناطق، بناءً على الدراسة وبيانات السكان الصادرة عن الأمم المتحدة. ورُصدت أشد حالات هبوط الأرض تطرفاً في تيانجين في الصين، التي شهدت تطوراً صناعياً وبنيوياً سريعاً، وتبيّن أن بعض أجزاء المدينة غرقت بمعدل 18.7 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. كما تعد العاصمة الإندونيسية جاكرتا، واحدة من عشرات المناطق الساحلية التي تهبط بسرعة مثيرة للقلق، وفقاً للدراسة. ارتفاع معدلات استخراج المياه الجوفية ويُعتبر استخراج المياه الجوفية سبباً رئيسياً لهبوط الأرض في نصف المدن الساحلية الـ 48 التي حددتها جامعة نانيانغ وحللتها بي بي سي، وبالإضافة إلى تأثير الأنشطة البشرية الأخرى، مثل البناء والتعدين. كما يُمكن للعوامل الطبيعية، بما في ذلك التحولات التكتونية والزلازل والتماسك الطبيعي للتربة - إذ تضغط التربة على بعضها البعض وتصبح أكثر كثافة مع مرور الوقت - أن تلعب دوراً أيضاً، لكن بعض الخبراء يعتقدون أن تأثيرها أقل من تأثير البشر. وتقول شيريل تاي الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن "الكثير من المدن التي غرقت تقع في آسيا أو جنوب شرق آسيا"، مرجحةً أن ذلك يعود إلى ارتفاع الطلب على المياه بشكل كبير في تلك المناطق، مع النمو السكاني السريع والتطور العمراني الكبير. وتضيف: "قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات استخراج المياه الجوفية، ومن ثم قد يتفاقم الوضع.. وهذا يعني أن الفيضانات ستكون أكثر تواتراً وكثافةً وطولاً في المستقبل"، موضحةً أنه قد يكون هناك أيضاً "تسرب للمياه المالحة، مما قد يؤثر على الأراضي الزراعية وجودة مياه الشرب". وتتأثر بعض أنواع الأراضي أكثر من غيرها، وتعتقد الباحثة تاي أن المخاطر حادة بشكل خاص بالنسبة للعديد من المدن الساحلية التي تقع في منطقة دلتا منخفضة، حيث تنقسم الأنهار قبل أن تصل إلى البحر. ويشمل ذلك أماكن مثل جاكرتا وبانكوك ومدينة هو تشي وشنغهاي. "تأثير الوعاء" وفي حين تُواجه العديد من المدن الساحلية مزيجاً من هبوط الأرض وارتفاع منسوب مياه البحار، فإنها تبحث عن حلول، لكن هذه الحلول قد تُسهم أحياناً في مشاكل أخرى. وقامت بعض المدن، بما في ذلك جاكرتا والإسكندرية في مصر ومدينة هو تشي في فيتنام، ببناء سدود وجدران وحواجز رملية على طول سواحلها في محاولة لمنع الفيضانات من البحر. لكن مع ارتفاع الجدران واتساعها، قد ينشأ ما يُعرف بـ"تأثير الوعاء"، كما يقول البروفيسور بيترو تيتيني من جامعة بادوفا في إيطاليا، مما قد يؤدي إلى احتجاز مياه الأمطار والأنهار في بعض المناطق ومنعها من التدفق إلى البحر. وهو ما قد يُسهم في حدوث فيضانات. وقامت مدينتا جاكرتا وهو تشي ببناء محطات ضخ لتصريف المياه الزائدة، إلّا أن ذلك لا يُعالج أسباب هبوط الأرض و الفيضانات. كيف حلّت طوكيو المشكلة؟ عندما لاحظت طوكيو أن أجزاءً من مدينتها تهبط، اتخذت نهجاً مختلفاً وقررت معالجة جذور المشكلة. وتباطأ هبوط الأرض بشكل ملحوظ في سبعينيات القرن الماضي بعد أن فرضت طوكيو لوائح صارمة على استخراج المياه الجوفية. كما أنشأت نظاماً لإدارة إمدادات المياه، الذي يرى العلماء أنه الطريقة الأكثر فعالية لوقف هبوط الأرض. ووجدت دراسة جامعة تايوان أن المدينة أصبحت أكثر استقراراً، على الرغم من انخفاض منسوب المياه في بعض المناطق الصغيرة بمعدل يتراوح بين 0.01 و2.4 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. حلول أخرى ولا تزال بعض المدن الآسيوية تنظر إلى نهج طوكيو كنموذج يُحتذى به. فعلى سبيل المثال، خفضت تايبيه، عاصمة تايوان، من استخراج المياه الجوفية في سبعينيات القرن الماضي، مما ساعد بدوره على إبطاء معدلات هبوطها. كما تُنظم العديد من المدن الأخرى، بما في ذلك هيوستن وبانكوك ولندن، استخراج المياه الجوفية لضمان ألا يكون منخفضاً جداً أو مرتفعاً جداً. وعلى الرغم من فعالية نظام طوكيو، إلا أن هناك شكوكاً حول إمكانية تطبيقه على نطاق واسع نظراً لارتفاع تكاليف البناء والصيانة، كما يقول البروفيسور ميغيل إستيبان من جامعة واسيدا في اليابان. وقد جربت بعض المدن أساليب مختلفة، مثل شنغهاي التي طبقت أسلوب "حقن المياه"، حيث قامت هذه المدينة بحقن مياه نقية من نهر اليانغتسي في باطن الأرض عبر آبار كانت تُستخدم سابقاً لاستخراج المياه الجوفية. وقد تبنت مدن أخرى، مثل تشونغ تشينغ في الصين وسان سلفادور في السلفادور، مبادئ المدن الإسفنجية. وتعتمد المدينة الإسفنجية على أسطح مصممة لامتصاص المياه بشكل طبيعي، مثل التربة والعشب والأشجار. وتُعطى الأولوية لبناء الحدائق والأراضي الرطبة والمساحات الخضراء، على ضفاف البحيرات والبرك حيث يمكن تحويل المياه وتخزينها خلال موسم الأمطار. ويحذر الخبراء أنه وبدون تغيير، سيخوض العديد معركة خاسرة مع هبوط منازلهم تدريجياً. وفيما يلي قائمة بأسماء المدن الـ 48 التي شملتها الدراسة: نُبذة عن نتائج الدراسة الإسكندرية، مصر وفقاً للدراسة التي أجرتها جامعة نانيانغ، غرقت أجزاء من مدينة الإسكندرية بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و2.7 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. وتُقدر بي بي سي، أن 270 ألف شخص يعيشون في المناطق المُعرّضة للغرق. ويقول الخبراء إن ارتفاع مستويات استخراج المياه الجوفية واستصلاح الأراضي، ساهم في هبوط الأراضي عن مستوى سطح البحر على مدى عقود، مما يُنذر بخطر حدوث فيضانات أشد في المستقبل. برشلونة، إسبانيا غرقت معظم المناطق المعرضة للهبوط بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و0.2 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020، وفقاً للدراسة، كما وجدت هبوطاً ملحوظاً في ميناء برشلونة، بمعدل 7 سم سنوياً. وتقدر بي بي سي، أن حوالي 800 ألف شخص يعيشون في المناطق المعرضة للهبوط. ويُحذر الخبراء من أن الميناء، المبني على أراضٍ مستصلحة، معرض لاستمرار الهبوط والفيضانات الشديدة في المستقبل. إسطنبول، تركيا انخفضت أجزاء من إسطنبول بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و13.2 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. وتقدر بي بي سي، أن أربعة ملايين شخص يعيشون في المناطق التي تشهد هبوطاً في الأراضي. وكان مطار إسطنبول من أسرع المناطق هبوطاً في المدينة، حيث إذ هبط بمعدل 13.2 سم سنوياً. لندن، المملكة المتحدة انخفضت معظم المناطق المُعرّضة للغرق في لندن بمعدل أقل من سنتيمتر واحد سنوياً بين عامي 2014 و2020. وحدث هبوط كبير في بعض المواقع، مثل جنوب أبمينستر، الذي هبط بمعدل 4 سنتيمترات سنوياً. ويرتبط هذا الهبوط، الذي تسبب في عدم استواء أسطح الأرض، بعوامل مختلفة، بما في ذلك استخراج المياه الجوفية، والحمل الذي تشكله البنية التحتية، وطبيعة التربة الطينية، وفقاً للخبراء. واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية انخفضت أجزاء من واشنطن العاصمة بمعدل يتراوح بين 0.01 سم و2.2 سم سنوياً بين عامي 2014 و2020. وتقدر بي بي سي، أن 100 ألف شخص يعيشون في المناطق التي تعرضت لهبوط الأرض. وتعمل العاصمة الأمريكية حالياً على الحد من استخراج المياه الجوفية التي لطالما استخدمتها لأغراض الشرب في المنازل والمكاتب الحكومية والمستشفيات والصناعات، قبل أن تستبدلها تدريجياً بالمياه السطحية.


BBC عربية
منذ 2 أيام
- BBC عربية
تصفيات كأس العالم: الأردن وعُمان أمام فرصة للتأهل لأول مرة في تاريخ المونديال
مع نهاية الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، تشهد المجموعة الثانية منافسة قوية بين منتخبات الأردن، العراق، وعُمان، في ظل تقارب النقاط واقتراب الحسم لانتزاع بطاقة التأهل المباشر إلى المونديال. وحسب نظام التصفيات، تم تقسيم المنتخبات على ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة ستة منتخبات، ويتأهل أول فريقين في كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، فيما تخوض الفرق أصحاب المركز الثالث والرابع من كل مجموعة الدور الرابع من التصفيات. وبتواجد 5 منتخبات عربية إلى جانب كوريا الجنوبية في المجموعة الثانية، من المضمون تأهل منتخب عربي إلى المونديال كون أول وثاني كل مجموعة يتأهل إلى كأس العالم، كما من الممكن أن يتأهل منتخب عربي آخر ضمن الملحق. وتوقع الصحفي الرياضي السعودي عيسى المسمار، تأهل الأردن بشكل مباشر إلى كأس العالم 2026 رفقة كوريا الجنوبية، وفقاً لمعطيات المباريات القادمة والاستقرار الفني الذي يعطي أفضلية للنشامى. ويتأهل الأردن بذلك، لأول مرة في تاريخه إلى كأس العالم، الفرصة ذاتها التي تتمنى عُمان أن تظفر بها. وفي المجموعة الثانية، تتصدر كوريا الجنوبية الترتيب برصيد 16 نقطة، ويحل الأردن في المركز الثاني برصيد 13 نقطة، ثم العراق ثالثاً بـ12، وعُمان 10، فلسطين 6، والكويت سادساً بـ5 نقاط. "النشامى" وصيف المجموعة يواصل المنتخب الأردني مشواره بثبات خلال التصفيات، حيث يحتل المركز الثاني في المجموعة برصيد 13 نقطة، بعد تعادله مع كوريا الجنوبية 1-1 في الجولة الثامنة. ويتبقى للأردن مباراتان مصيريتان: الأولى أمام منتخب عُمان خارج الأرض، والثانية أمام العراق على أرضه في عمّان. على المستوى الفني، يرى المسمار أن المنتخب الأردني يتفوق على العراق وعُمان من ناحية اللاعبين والتجانس بينهم واستقرار التشكيلة، حيث يملكون لاعبين يحترفون في فرنسا وقطر وغيرها. ويعول الأردن على نجمه موسى التعمري، المحترف في فرنسا، والذي يتميز بقدمه اليسرى التي يتلاعب بها بالمدافعين ويسجل أهدافاً مميزة، يلعب في مركز الجناح الهجومي ويطلق عليه محبوه لقب "ميسي الأردن". فرصة "النشامى" في التأهل المباشر تبدو قوية، إذ أن فوزه في كلتا المباراتين سيضمن له مقعداً في المونديال بغض النظر عن باقي النتائج، خاصة إذا تعثر أي من العراق أو كوريا الجنوبية في مبارياتهما المتبقية. "المباراة الأخيرة التي قد تكون حاسمة اذا لم تخسر العراق أمام كوريا ويفوز الأردن على عُمان ستكون في العاصمة عمّان، وهو ما يعطي أفضلية أخرى للنشامى باللعب على أرضه وبين جمهوره"، يضيف المسمار. من هو موسى التعمري الذي قاد الأردن لإنجاز تاريخي في كأس آسيا؟ وأكّد مدرب المنتخب الأردني جمال سلامي، أن الفترة الحالية تعدّ من أهم مراحل تصفيات كأس العالم، مشددا على ضرورة التركيز والعمل الجاد من قبل الجميع لحصد النتائج الإيجابية باللقاءات المقبلة وتحقيق حلم الوصول إلى المونديال. ولم يسبق للأردن عبر التاريخ الوصول إلى كأس العالم. "أسود الرافدين" في المركز الثالث تراجع المنتخب العراقي إلى المركز الثالث برصيد 12 نقطة بعد خسارته المفاجئة أمام فلسطين بنتيجة 2-1 في الجولة الثامنة، مما عقّد موقفه في التصفيات. ينتظر "أسود الرافدين" مواجهتان ناريتان: الأولى ضد كوريا الجنوبية في بغداد، والثانية ضد الأردن في عمّان. المسمار وهو ناقد رياضي أيضاً، أشار إلى أن "المنتخب العراقي يعاني من تذبذب في المستوى في الآونة الأخيرة، خاصة مع تغيير المدرب وعدم الاستقرار في التشكيلة، كما أن غياب أسماء مؤثرة أمام كوريا الجنوبية سيصعب مهمته" ويملك العراق المهاجم القوي أيمن حسين الذي يتمتع بدقة في التمرير والتسديد، ويعتمد عليه المنتخب خاصة بأهدافه الرأسية المميزة. ولضمان التأهل المباشر، يحتاج العراق إلى تحقيق الفوز في كلتا المباراتين، فيما ستُعقد أي نتيجة سلبية حساباته وتدخله في دائرة الملحق القاري. "سنحت للعراق أكثر من فرصة للتفوق في الترتيب ولم يستطيع استغلالها"، وفقاً للمسمار. وأضاف: "الجولة السابقة التي خسر بها العراق أمام فلسطين مثلت نكسة على اللاعبين وربما أدت بشكل كبير إلى تغيير المدرب في مرحلة حرجة مثل هذه، لذا على المنتخب العراقي تجاوز تلك المرحلة وعدم التأثر بها في الجولات القادمة". استدعى الأسترالي غراهام أرنولد مدرب منتخب العراق، لاعبَين جديدَين في القائمة التي أعلن عنها استعدادا للمباراتين الحاسمتين أمام كوريا الجنوبية والأردن. وضمت التشكيلة محمد جواد الذي استدعي لأول مرة، بالإضافة إلى إيمار شير، فيما استبعد حارس المرمى كميل سعدي وحسين حسن فضلا عن لاعبي وسط الميدان دانيلو السعيد وسعد عبد الأمير وأحمد ياسين. وتأهل العراق إلى كأس العالم لكرة القدم مرة واحدة في تاريخه عام 1986. "الأحمر العُماني" في المركز الرابع حقق المنتخب العُماني فوزاً ثميناً على الكويت 1-0، رافعاً رصيده إلى 10 نقاط في المركز الرابع، ليُبقي على آماله في المنافسة. وتنتظره مباراتان حاسمتان: الأولى أمام الأردن على أرضه، والثانية أمام فلسطين خارج الديار. يقول المسمار: "رغم أن مباراة عُمان والأردن ستُقام في مسقط، إلا أن الكفة تميل لصالح النشامى. وعلى المنتخب العُماني التركيز على التأهل عبر الملحق، إذ إن مباراته الأخيرة أمام فلسطين لن تكون سهلة أيضاً." "المنتخب العُماني منتخب عنيد، ويضم لاعبين من نوعية جيدة، لكنه شهد تذبذبًا في مستواه خلال مشواره في التصفيات"، بحسب المسمار. ويعتبر لاعب خط الوسط العماني جميل اليحمدي الذي يتميز بسرعته على اختراق صفوف المنافس من الجهة اليمنى، أحد أبرز عناصر عُمان، مما يجعله أحد الحلول الهجومية الفعالة في كتيبة الأحمر. ورغم صعوبة موقفه، لا يزال "الأحمر العُماني" يمتلك فرصة حقيقية للتأهل إلى الملحق القاري، بشرط الفوز في المباراتين المتبقيتين، مع تعثر أحد المنتخبين الأردني أو العراقي في نتائجهما. ولم يسبق لعُمان المشاركة في كأس العالم. حظوظ التأهل يمتلك الأردن أفضلية نسبية وفرصة كبيرة للتأهل المباشر إذا حقق الانتصار في المباراتين المقبلتين، فيما يحتاج العراق إلى الفوز في كلتا المواجهتين أيضاً والتي ستكون واحدة منهم أمام الأردن. لكن وفي حال تعثر العراق أمام كوريا الجنوبية وفوز الأردن، يتأهل الأردن مباشرة إلى المونديال بغض النظر عن نتيجة المباراة التي ستجمعهما في عمّان. بدورها، تسعى عُمان إلى اقتناص فرصة التأهل إلى الملحق القاري عبر الفوز وتعثر المنافسين. وستحدد الجولتان المتبقيتان هوية المتأهلين من هذه المجموعة، حيث يُتوقع أن تكون المنافسة على أشدها حتى صافرة النهاية.


BBC عربية
منذ 3 أيام
- BBC عربية
القصف الإسرائيلي يستهدف الأبراج السكنية في غزة
بينما تستمر الانتقادات الدولية حول توزيع المساعدات الانسانية في غزة، تواصل إسرائيل تنفيذ عملياتها في مختلف أنحاء القطاع. فريق بي بي سي لتقصي الحقائق راجع آخر الفيديوهات وصور الأقمار الاصطناعية لمشاهد القصف والدمار في غزة