
موسكو تحذر من تمهيد لـ«عدوان جديد» على إيران
وتزامنت الانتقادات الروسية مع تأكيد التزام موسكو بدعم حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، وقال دبلوماسيون إن المطلب الغربي بخفض تخصيب اليورانيوم إلى الصفر «ليس جدياً».
ولفتت زاخاروفا إلى تزايد المخاطر حول إيران، ومن دون أن تذكر الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل مباشر، قالت إن «التهديدات المتكررة لطهران بشن ضربات جديدة لا يمكن إلا أن تُثير قلقاً بالغاً، ولا يمكن تجاهل مخاطر توجيه ضربات للمنشآت النووية».
وقللت الدبلوماسية الروسية من أهمية الذرائع التي تطلق لتهديد إيران بشن هجمات جديدة، ورأت أن «الوضع يدعو إلى السخرية عندما يتم تبرير التهديدات بأنها تُطلق تحت ستار قلق وهمي بشأن منع انتشار الأسلحة النووية»، وحذرت من أنه لا يمكن التسامح مع تفاقم مخاطر استهداف منشآت نووية، وزادت: «لا ينبغي أن يصبح قصف المنشآت النووية أمراً شائعاً، أو ممارسةً روتينيةً في السياسة الدولية. ولا يمكن تجاهل المخاطر الكارثية المرتبطة بذلك، ناهيك عن تبريرها».
وكررت زاخاروفا التأكيد على القناعة الروسية بعدم امتلاك طهران قدرات عسكرية نووية، أو قدرة على تطوير هذه القدرات. وأوضحت: «يتحدثون عن أسلحة نووية لا تمتلكها إيران، وكما أكدت قيادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تعمل طهران أصلاً على تطويرها».
وأضافت زاخاروفا أن حملة التهديدات التي تنطلق تحت تبريرات وجود خطر إيراني تهدف إلى التمهيد لشن هجمات جديدة، وزادت: «بعبارة أخرى، تُقدم الأحكام المتحيزة، وغير المدعومة بتقييمات مقنعة وموضوعية تقنياً، وحجج قوية، ممزوجة بكراهية إيران، على أنها أساس كافٍ لشن عدوان جديد».
عراقجي وخلفه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو 18 أبريل الماضي (أ.ب)
جاء حديث زاخاروفا ليعكس تصاعد القلق الروسي من تصعيد محتمل ضد إيران على خلفية التهديدات المتكررة، وتكثيف الضغوط الغربية ضد إيران.
وكان الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف قال قبل يومين إن إيران والصين «حلفاء وشركاء» لروسيا، في تذكير بالتنسيق الثلاثي لمواجهة تجديد العقوبات المفروضة على طهران، واحتمالات تصعيد عسكري جديد ضدها.
وحذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الاثنين، من أن بلاده ستردّ «بحزم أكبر» إذا تعرّضت لهجمات أميركية أو إسرائيلية جديدة.
وكتب عراقجي على منصة «إكس» قائلاً: «إذا تكرر العدوان، فلن نتردد في أن يكون ردنا أكثر حسماً، وبطريقة سيكون من المستحيل التستر عليها»، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وتابع: «إذا كانت هناك مخاوف من احتمال تحويل برنامجنا النووي لأغراض غير سلمية، فقد أثبت الخيار العسكري أنّه غير فاعل، لكنّ حلاً تفاوضياً قد ينجح».
وأتى تحذير عراقجي رداً على تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشن ضربات جديدة على المنشآت الإيرانية. وخلال زيارة يجريها إلى اسكوتلندا، انتقد ترمب تصريحات عراقجي لقناة «فوكس نيوز» بشأن إصرار طهران لمواصلة تخصيب اليورانيوم.
وقال ترمب للصحافيين إن إيران ترسل «إشارات سيئة ومزعجة جداً، وما كان عليهم أن يفعلوا ذلك...»، وإن أي محاولة منها لاستئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم «ستُسحق على الفور». وأضاف: «قضينا على قدراتهم النووية، قد يستأنفون البرنامج من جديد، وإذا فعلوا ذلك، فسنقضي عليه بأسرع مما تتخيلون».
في الوقت ذاته، جدد المندوب الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف التأكيد على موقف موسكو المعارض للذرائع التي يقدمها الغرب ضد إيران، وشدد على أن مطلب خفض تخصيب اليورانيوم إلى الصفر «ليس جدياً» وقال إنه لا يمكن التعامل معه بوصفه آلية لتسوية الخلافات حول البرنامج النووي الإيراني.
ورأى أوليانوف أن حل مشكلة التخصيب «مُبينٌ بالفعل وبشكل واضح في الاتفاق النووي الإيراني». مذكراً بأن الاتفاق المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة سابقاً وضع آلية لضمان طرق استخدام اليورانيوم المخصب، وآليات حفظ الكميات المستخدمة منه في المفاعلات الذرية بما في ذلك عبر نقل المخزون المخصب إلى روسيا.
Since 2022 and until recently #E3 blocked negotiations on restoration of #JCPOA. Now, after three years of obstruction, the E3 claims that 'time is running out' and a new deal must be reached by the end of August under the threat of #sanctions (#snapback). Is it called diplomacy?
— Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) July 28, 2025
وشدد الدبلوماسي الروسي على موقف بلاده حيال حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، وقال إن موسكو «تؤمن بهذا الحق».
وأوضح: «من البديهي تماماً أن لإيران الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والذي يشمل، في حال اتخاذ طهران هذا القرار، تخصيب اليورانيوم. هذا ما تحصل عليه إيران مقابل قرارها عدم إنتاج أو حيازة أسلحة نووية. وهذا مبدأ أساسي في معاهدة حظر الانتشار النووي ونظام حظر الانتشار النووي بشكل عام».
ووفقاً لأوليانوف، فقد حُسمت مسألة تخصيب اليورانيوم في إيران بالفعل في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) التي نصت على أن طهران قادرة على تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 3.67 في المائة، وهي النسبة اللازمة لبرنامج سلمي، وأن احتياطيات اليورانيوم المخصب في البلاد يجب ألا تتجاوز 300 كيلوغرام، وأن يُصدّر فائضها إلى الخارج، وقد تولّت روسيا حفظ المخزون الزائد.
وقال الدبلوماسي: «الآن الوضع نفسه يتكرر -يمكننا الاتفاق على مستوى منخفض من التخصيب، وعلى تحديد الكميات- كل هذا قابل للتفاوض. ولتحقيق ذلك، لا يتطلب الأمر سوى شيء واحد، أن تتخلى الولايات المتحدة عن موقفها الآيديولوجي، والذي هو بصراحة ليس جدياً، ومطالبتها بمستوى تخصيب صفري».
وحملت تصريحات أوليانوف تأكيداً روسياً جديداً على موقف موسكو حيال هذا الملف، بعدما كانت تسريبات صحافية غربية تحدثت قبل أسابيع عن أن الرئيس فلاديمير بوتين حث إيران بشكل غير معلن على وقف تخصيب اليورانيوم نهائياً.
وفي منتصف يوليو (تموز) نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن ثلاثة مسؤولين أوروبيين ومسؤول إسرائيلي واحد أن بوتين، في محادثات هاتفية مع الرئيس دونالد ترمب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أيّد فكرة ترسيخ مبدأ «التخصيب الصفري» في الاتفاق بين طهران وواشنطن.
ونفت وزارة الخارجية الروسية هذه المعلومات، واصفةً إياها بأنها «حملة مسيّسة أخرى تُشنّ بهدف تصعيد التوترات حول البرنامج النووي الإيراني». وأطلقت طهران تأكيداً مماثلاً، وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، نقلاً عن مصدر أن إيران لم تتلقّ أي رسائل من روسيا عبر قنوات الاتصال بشأن «التخصيب الصفري».
ورأى أوليانوف أن التشكيك في حق إيران في تخصيب اليورانيوم «أمرٌ سخيفٌ تماماً». ولفت الانتباه إلى أن إسرائيل ليست طرفاً في معاهدة حظر الانتشار النووي إطلاقاً، وأنها «تمتلك، بكل الدلائل، أسلحة نووية»، بينما كانت الولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد السوفياتي، من الدول المؤسسة لنظام حظر الانتشار، ومن «غير اللائق تماماً أن تتخذ مثل هذا الموقف».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 3 دقائق
- الشرق السعودية
موسكو: جرحى وخسائر في هجمات أوكرانية على مدينتين روسيتين
قبل يوم واحد من القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، شهدت روسيا هجوماً بطائرات مسيرة استهدفت مدينتين غربي البلاد، الخميس، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 16 شخصاً وإلحاق أضرار مادية. وذكر القائم بأعمال حاكم منطقة روستوف أن 13 شخصاً الأقل أُصيبوا، بينهم حالتان خطيرتان، جراء سقوط طائرة مسيّرة على مبنى سكني في مدينة روستوف. وفي مدينة بيلجورود، القريبة من الحدود مع أوكرانيا، قال حاكم المنطقة إن 3 مدنيين جُرحوا، ونشر مقطع فيديو يُظهر طائرة مسيّرة وهي تصطدم بسيارة في وسط المدينة. من جهة أخرى، أفاد حاكم منطقة فولجوجراد بأن حطام طائرات مسيّرة أوكرانية تسبب في اندلاع حريق بمصفاة نفط. هجوم على خط أنابيب روسي رئيسي والأربعاء، قالت كييف إنها نفذت ضربة ضد محطة ضخ نفط روسية في مدينة أونيتشا، التي تُعد مركزاً رئيسياً لشبكة خطوط أنابيب تصدير الخام الروسي. وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أن الهجوم تسبب في أضرار وحريق واسع النطاق في منطقة المنشأة الواقعة في إقليم بريانسك الروسي، قرب الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس. وأضافت أن انفجارات سُمعت في منطقة التخزين وفي مواقع المضخات الرئيسية والاحتياطية. وقال حاكم إقليم بريانسك، ألكسندر بوجوماز، في منشور على "تلغرام"، إن حريقاً اندلع في منشأة وقود بمنطقة أونيتشا نتيجة هجوم أوكراني بالصواريخ والمسيّرات، مشيراً إلى أن الحريق تم إخماده، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول حجم الأضرار. وتُعد محطة أونيتشا جزءاً أساسياً من شبكة أنابيب "دروجبا" التي تنقل النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا، كما تنقل نفط كازاخستان إلى ألمانيا، وهي أيضاً جزء من نظام أنابيب البلطيق-2 الذي يربط الخام الروسي بميناء أوست-لوجا، ثاني أكبر منشأة لتصدير النفط الروسي على بحر البلطيق.


الشرق الأوسط
منذ 3 دقائق
- الشرق الأوسط
الرئاسة الفلسطينية: مشاريع الاستيطان الجديدة لن تحقق سوى المزيد من التصعيد والتوتر
قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، اليوم الخميس، إن «مشاريع الاستيطان الجديدة التي أعلن عنها لبناء 3401 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة E1 الواقعة بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم، واستمرار حرب الإبادة في قطاع غزة، وتصاعد إرهاب المستوطنين، لن تحقق سوى المزيد من التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار». ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، اليوم، عن أبو ردينة قوله، إن «الاستيطان جميعه مرفوض ومدان وغير شرعي حسب القانون الدولي، خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي أكد أن الاستيطان في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة جميعه، غير شرعي». وحمّل أبو ردينة حكومة الاحتلال مسؤولية هذه التصرفات «الخطيرة»، محذّراً من تداعياتها، مشيراً إلى أن «هذا الإعلان الاستيطاني الخطير يترافق مع تصريحات نتنياهو بالأمس حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى». كما حمّل الإدارة الأميركية مسؤولية وقف إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن «هذه الحروب لا جدوى منها، وكذلك الاعتداءات والتصرفات غير المسؤولة والعدوانية لن تخلق سوى واقع مخالف للشرعية الدولية والقانون الدولي». ووافق وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، خلال الليل، على خطط لبناء مستوطنة من شأنها فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية المحتلة، في خطوة وصفها مكتبه بأنها ستقضي على فكرة إقامة دولة فلسطينية. ولم يتضح بعد ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أيّد خطة إحياء مخطط «إي1» المجمد منذ فترة طويلة، الذي قال الفلسطينيون وقوى عالمية إنه سيقسم الضفة الغربية إلى قسمين، ومن المرجح أن يثير غضباً دولياً.

العربية
منذ 5 دقائق
- العربية
حاكم فولغوغراد الروسية: اشتعال النيران في مصفاة نفط بعد هجوم بمسيّرات أوكرانية
قال حاكم منطقة فولغوغراد الروسية أندريه بوتشاروف، اليوم الخميس، إن حطام طائرات مسيرة أوكرانية تسبب في نشوب حريق بمصفاة نفط هناك. وذكر بوتشاروف عبر تيليغرام: "سارع رجال الإطفاء إلى إخماد الحريق. ووفقا للبيانات الأولية، لم تقع إصابات". ولم ترد شركة لوك أويل المالكة للمصفاة على طلب رويترز للتعليق على الهجوم. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 44 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، من بينها تسع طائرات فوق منطقة فولغوغراد. هجمات متواصلة وتتواصل هجمات أوكرانيا على منشآت النفط الروسية منذ عدة أشهر. وفي مطلع الشهر الجاري، قال فينيمين كوندراتييف، حاكم إقليم كراسنودار، عبر تليغرام إن أكثر من 120 إطفائيا عملوا على إخماد حريق اندلع في مستودع للنفط في سوتشي الروسية، بسبب هجوم أوكراني بطائرات مسيرة. وذكرت وكالة إعلام روسية وقتها نقلاً عن مسؤولين في الطوارئ أنَّ حريقاً اندلع في مستودع وقود سعته ألفي متر مكعب في منطقة كراسنودار التي تضم سوتشي.