الإنذار الإسرائيلي لإيران: حرب استخباراتية تترافق مع توسيع الأهداف
أدرجت القراءات العسكرية والإعلامية العبرية، الإنذار الذي وجهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، للمواطنين الإيرانيين لإخلاء المناطق القريبة من المنشآت العسكرية والمؤسسات الداعمة لها، في سياق توسيع دائرة الأهداف ضمن خطة متدرجة ومتصاعدة للحرب على إيران.
ما معنى إنذار الإخلاء الإسرائيلي؟
وقال التلفزيون العبري الرسمي "مكان"، إن المقصود بالمنشآت المطلوب إخلاء السكان الإيرانيين من محيطها، هي "مواقع تصنيع الأسلحة" تحديداً.
ولكن ما يثير تساؤلاً بشأن دوافع الإنذار الإسرئيلي، أنه لا يمكن لمواطنين إيرانيين أن يعلموا بالضرورة بأنهم قريبون من مواقع "سرية" لتصنيع صواريخ ومعدات عسكرية تحت الأرض أو فوقها!
لا يُستبعد أن يكون الإنذار لعبة استخباراتية، أي محاولة إسرائيلية لاستغلال الإنذار؛ علّه يكشف أهدافاً عسكرية غير معلومة لديه، وذلك عبر التسبب بحركة بشرية ملحوظة بعد الإنذار، تقود إلى كشف مواقع عسكرية، ثم المباشرة باستهدافها. وبالطبع، يرتبط الإنذار أيضاً بعامل نفسي بتشديد الضغط على الإيرانيين ونظامهم.
أهداف متدحرجة.. كماً ونوعاً
وفي السياق، قالت الإذاعة العبرية الرسمية إن الضربات الإسرائيلية في العمق الإيراني في تصاعد وتتوسع ليس فقط كمّاً وحجماً، بل أيضاً من ناحية نوعية الأهداف التي يتم اختيارها، خصوصاً على ضوء الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تخلفها الصواريخ الباليستية التي تطلقها إيران نحو إسرائيل. ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر بالجيش، أن الخطة التي أُعدت متدحرجة ولها أهداف متعددة وكثيرة، وأننا سنشهد تصعيداً للضربات لحظة بعد أخرى، مدللاً على ذلك بقصف منشآت حقل "بارس" للغاز في بوشهر وأهداف حيوية أخرى بالساعات الماضية.
خطة الحرب.. مراحل وأهداف!
وقال المراسل العسكري لهيئة البث العبرية إن خطة الهجوم على إيران تتكون من عدة مراحل، حيث بدأت باغتيال قادة عسكريين بارزين وعلماء بالطاقة النووية، ثم انتقلت إلى تمهيد الطريق الجوي إلى إيران بعد ما وصفته ب"شلّ" قدراتها الدفاعية من الغرب إلى الشرق، بمعنى تمكين الطائرات الإسرائيلية من التحرك بحرية "نسبية" أكبر فوق طهران وجميع المناطق الأخرى.
وبينما انتقلت إسرائيل إلى مرحلة جديدة من توسيع دائرة الأهداف لتطال مرافق عسكرية وحيوية واقتصادية، فإن جيشها واستخباراتها يبذلان جهوداً كبيرة في هذه المرحلة لتقليص عدد الصواريخ الباليستية التي تطلقها إيران تجاه إسرائيل، وتشويش عملية الإطلاق، وفق ما أوردته مصادر عسكرية وأمنية إسرائيلية للإعلام العبري.
حجم الخسائر.. يسرّع المراحل
وربط مسؤولون إسرائيليون أيضاً توسيع دائرة الأهداف بما أحدثته الصواريخ الإيرانية من خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة في حروب إسرائيل منذ نشوئها. وهنا، قال محللون عسكريون إسرائيليون إن الخسائر لم تفاجئ القيادة العسكرية، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مهّد لها في كلمته فور بدء الهجوم، لكنهم أكدوا أن ارتفاع الخسائر الإسرائيلية يسرّع من توسيع العملية واستهداف رموز السلطة في إيران وبنى تحتية اقتصادية وحيوية أشمل.
في حين، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "إيران تجاوزت الخطوط الحمراء باستهدافها المدنيين الإسرائيليين"، ثم كتب: "إيران تحترق"، في إشارة إلى توسيع دائرة النيران الإسرائيلية، كإجراء انتقامي ضد النظام الإيراني ولتشديد الضغط العسكري عليه.
"إيران الجبهة المركزية.. لا غزة"
وبموازاة الترويج لتدحرج الخطة الإسرائيلية بخصوص إيران، قال المراسل العسكري لتلفزيون "مكان" العبري إيال عاليما، إن "الشيء الأهم" هو أن إسرائيل اعتبرت إيران الآن "الجبهة المركزية وليست غزة"، وذلك بعد أن عدّت جبهة غزة على مدار 20 شهراً هي الجبهة المركزية. ووفق عاليما، فإنّ هذا الاعتبار "ليس شكلياً" بعرف الجيش الإسرائيلي، وإنما له دلالات عملياتية عسكرية، أبرزها أن معظم الطاقات والقدرات العسكرية والاستخباراتية موجهة نحو جبهة إيران في هذه الأثناء.
وبشأن ما إذا كان هذا التصنيف مؤشراً لطول المعركة، أوضح المراسل العسكري في إفادته التلفزيونية: "ليس بالضرورة"، وإنما معناه أن كل الأنظار العسكرية والأمنية مُركزة على طهران، لكن مواقع عسكرية عبرية قدّرت أن الحرب ستستمر لأسابيع.
وفي سياق الأهداف التي ضربتها إسرائيل أخيراً، ادعت وسائل إعلام عبرية أن قصف موقع تخزين للوقود في طهران، يشمل 11 حاوية عملاقة؛ جاء لكونه "جزءاً من صناعة البرنامج النووي الإيراني بالترافق مع استهداف موقع آخر للبنية التحتية النووية".
ما هدف إسرائيل النهائي؟
وتزعم إسرائيل أن الضربات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، خصوصاً استهداف البنية المعرفية عبر اغتيال علماء مؤثرين، تهدف إلى منع حصول طهران على قدرات نووية، لكن الدوائر الأمنية والعسكرية في تل أبيب، تقرّ بأنه لا يمكن القضاء على البرنامج النووي بضربات جوية، حتى لو مكثت شهراً كاملاً متواصلاً.
وهنا، أفاد مراسلون عسكريون للقنوات العبرية، بأن إسرائيل تريد من خلال توسيع ضرباتها في إيران، أن تؤدي بالنهاية ليس إلى القضاء على برنامجها النووي، وإنما إجبارها على إعادة التفكير بكل ما يتعلق بالمعركة، وأن تعود طهران إلى اتفاق نووي وفق شروط إسرائيلية تضمن إزالة "التهديد الصاروخي والنووي".
بينما ذكرت أقلام عسكرية أن إسرائيل تسعى إلى مشاركة الولايات المتحدة بضرب مفاعل "فوردو" النووي، نظراً لامتلاكها قنابل متخصصة لذلك، ثم السعي بعدها إلى وقف الحرب. مع العلم، أن معلومات أمنية رصدتها "المدن"، في موقع "علما" المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، نوهت بأن إسرائيل استهدفت حتى اللحظة مكونات محددة في مفاعل "فوردو"، فيما ألحقت ضرراً أكبر بمنشأتي نطنز وأصفهان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
أميركا ستنضم إلى الهجمات ضد إيران في حالة واحدة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، بأن إسرائيل طلبت رسميا من الولايات المتحدة مساعدتها في الهجوم على منشأة فوردو النووية الإيرانية، كما طلبت مساعدة الأوروبيين في الدفاع واعتراض الصواريخ الإيرانية. وأوضحت الهيئة أن إسرائيل تواصل الضغط من أجل إشراك أميركا في الهجوم على إيران، وطلبت رسميا مساعدة واشنطن في استهداف المنشأة النووية المبنية تحت الأرض. ونقلت الهيئة عن مسؤولين أميركيين، أن الولايات المتحدة لا تنوي التدخل في الحرب بين إيران وإسرائيل، لكنهم توقعوا طرح المسألة الليلة (الأحد) في حوار بين وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ونظيره الأميركي بيت هاغسث. وقال مسؤولون إسرائيليون للهيئة إن الولايات المتحدة ستنضم إلى العملية العسكرية الإسرائيلية في حالة واحدة، وهي إذا قصفت إيران أهدافا أميركية في الشرق الأوسط. وترى إسرائيل أنها يمكنها الاستمرار في الإضرار بالبرنامج النووي الإيراني حتى من دون مساعدة أميركية، فيما قالت مصادر إسرائيلية: "الولايات المتحدة تساعدنا في الدفاع، وهذا يكفي". دفاع أوروبي على صعيد متصل، ذكرت الهيئة أن إسرائيل طلبت المساعدة من دول أوروبية في الدفاع عنها واعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلقها إيران، بهدف إعادة تأسيس التحالف الدولي الذي كان قد عمل في الهجمات الإيرانية السابقة التي وقعت في شهر أبريل 2024 وأكتوبر من نفس العام. واوضحت أن بريطانيا وافقت على المشاركة في الأنشطة الدفاعية، ومن المتوقع أن تتحرك قريبا، فيما قال مصدر بريطاني للهيئة: "نحن لا نعلق على القضايا التشغيلية". يأتي هذا بينما لا تزال فرنسا تبحث هذه المسألة، وقال مصدر فرنسي للهيئة إن باريس"مستعدة للتحرك بشأن هذه القضية". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
واشنطن تفتح الأبواب لتل أبيب..هل بدأ مخطط إسقاط النظام في طهران؟
قال محمد مصطفى أبوشامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن إسرائيل لا تُخفي سعيها لإسقاط النظام الإيراني، بل هو هدف معلن صراحةً من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مناسبات وخطابات عدة، موضحًا أن الضربات الأخيرة ضد إيران جاءت بعد إعداد طويل لبنك أهداف استراتيجي. وأضاف أبوشامة، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل كانت تسعى منذ سنوات إلى مواجهة مباشرة مع إيران، لكنها كانت مكبّلة بسبب وجود أذرع إيرانية على حدودها مثل حزب الله والنظام السوري، اللذين كانا يشكلان خط دعم مباشر بين طهران وبيروت، إلا أن هذه المعادلة تغيرت بعد عملية "طوفان الأقصى"، ما مهد للمواجهة المباشرة الحالية. الولايات المتحدة أشار أبوشامة إلى احتمال أن تكون الولايات المتحدة قد تورطت في خداع إيران، حيث جاءت الضربة الإسرائيلية الأولى مفاجئة وصادمة لطهران، مما منح تل أبيب أفضلية نسبية في بداية التصعيد العسكري. ولفت إلى أن الارتباك الظاهر في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته في الأسابيع الأخيرة بشأن العلاقة مع إيران – ما بين التهديد والتفاوض – قد يكون لعب دورًا في تمرير الضربة الأولى دون توقع من الجانب الإيراني. وأكد أبو شامة أن أهداف الولايات المتحدة تختلف عن أهداف إسرائيل؛ إذ تركز واشنطن على تفكيك البرنامج النووي الإيراني فقط، ولا تسعى في الوقت الراهن إلى إسقاط النظام. وأضاف أن تصريحات ترامب الأخيرة عن إمكانية تحقيق "سلام قريب" بين إيران وإسرائيل، تشير إلى توجه أمريكي للحل السياسي أكثر من التصعيد العسكري الكامل.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
قصف إيراني يستهدف منزل عائلة نتنياهو في بلدة قيسارية المحتلة
أعلنت السلطات الإيرانية، مساء الأحد، عن تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت منزل عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بلدة قيسارية المحتلة، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية استندت بدورها إلى تقارير رسمية. جاءت الضربة ضمن موجة الصواريخ الباليستية الإيرانية التي انطلقت من عدة جبهات، ما يعكس النمط المتصاعد للأعمال العسكرية منذ بداية التصعيد الحديث. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن تفعيل الإنذار المبكر في مدينة قيسارية، أعقبته اعتراض بعض الصواريخ بواسطة منظومة 'القبة الحديدية'، فيما وثّقت تقارير محلية أضرارًا محدودة في منزل العائلة دون تسجيل إصابات بشرية. وسبق هذه الضربة عمليات إيرانية موجهة إلى أهداف استراتيجية داخل الأراضي الإسرائيلية، مثل محطات الطاقة، ما يعكس تغييراً في نمط الرد لإدخال المدنيين مباشرة في صلب الاستهداف، وفقا لـ رويترز. ويأتي هذا خلال مراحل متصاعدة من المواجهة بين الطرفين، شملت ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع نووية وعسكرية في إيران، وتلتها هجمات إيرانية مركزة بصواريخ وطائرات مسلحة، تخللها استهداف مواقع داخل عمق إسرائيل\. وذكر المصدر ذاته أن نتنياهو تلقى إحاطة أمنية بشأن الحادث، فيما أكدت سلطات الدفاع عن تعزيز الحماية الأمنية حول منزل العائلة، في ظل استمرار تحذيرها من 'تهديدات إيرانية مباشرة تستهدف قيادات الدولة'. ويأتي هذا الانفجار بعد أسابيع من تقرير استخباراتي يشير إلى وجود مخططات إيرانية لاغتيال نتنياهو عبر وسائط متعددة لاتزال قيد المتابعة، ما يجعل القصف الأخير ترجمة فعلية لهذه المخاطر . ويعكس استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي أولاً نمطًا جديدًا في الحرب غير المعلنة بين طهران وتل أبيب، يعتمد على توسيع رقعة الرد لتشمل قيادات وأفراداً، وليس فقط منشآت عسكرية. ومن منظور أمني، يشير التأكيد الإيراني على هذا النوع من الضربات إلى تكثيف استراتيجية الرد المتبادل، وهو ما أطلق عليه سابقًا اسم 'حرب الظل' بين الطرفين، والتي تسعى كل دولة فيها إلى ردع الأخرى وإظهار القدرة على الوصول إلى قلب الخصم المدني . ويُعد الاستهداف الإيراني هذا تحولًا مهمًّا في سقف التصعيد، لا سيما وأنه طاول منزلاً مرتبطًا برئيس الوزراء الاسرائيلي. ولا تقتصر رسائل طهران عبر هذه الضربات على الاستعراض العسكري فقط؛ بل تتضمن رسائل قوية مفادها أن إيران قادرة على الوصول إلى الأهداف الحيوية، حتى تلك المرتبطة بشخصيات بارزة، داخل قلب "الدولة العبرية". وبدوره يضع إسرائيل أمام تحدٍ أمني وسياسي جديد، حيث يتطلب الرد الحاسم التوازن بين حماية قادتها، وتفادي الانزلاق إلى حرب مفتوحة.