
بالتوازي مع تفشي الكوليرا.. الجيش السوداني يوسع سيطرته بـ«كردفان» و«دارفور» في مأساة
شهدت ولايات كردفان الثلاث (شمال، غرب، وجنوب) تصعيداً عسكرياً غير مسبوق أمس الأحد، حيث كثف الجيش السوداني غاراته الجوية باستخدام طائرات مسيرة استهدفت تمركزات قوات "الدعم السريع"، في إطار خطة لتمهيد الطريق لتقدم قواته البرية وتعزيز السيطرة على الإقليم الذي يشهد معارك ضارية منذ أسابيع.
وفقاً لمصادر عسكرية، نجح "متحرك الصياد" – وهو أحد أبرز التشكيلات الميدانية للجيش – في فك الحصار عن مدينة الدلنج (ثاني أكبر مدن ولاية جنوب كردفان)، وتحرير الطريق الرابط بينها وبين مدينة الدبيبات، بالإضافة إلى الالتحام مع قوات جيش كادوقلي (عاصمة الولاية) واللواء 54-هجانة في منطقة السماسم. وأسفرت العملية عن تحرير سلسلة من المناطق الاستراتيجية، بما في ذلك الكرقل، كيقا، حجر، والجواد، مما قطع خطوط إمداد "الدعم السريع" وعزز الأمن في محيط كادوقلي. حسبت تقرير نشرته " إندبندنت عربية"
وذكر التقرير أنه في ولاية غرب كردفان، حققت الفرقة 22 مشاة تقدماً ملحوظاً في مدينة بابنوسة، حيث نفذت عمليات تمشيط موسعة لتأمين محيط المدينة والطرق المؤدية إلى مدينة المجلد، بينما وصلت وحدات العمل الخاص إلى منطقة حفيرة سبدو لتعزيز السيطرة على محاور الإمداد العسكري1.
وأكد الباحث العسكري العميد جمال الشهيد لـ "إندبندنت عربية" أن الجيش يتبع خطة مدروسة لـ"دحر الميليشيات من كردفان والتوغل نحو دارفور"، مشيراً إلى انتصارات متتالية، منها تحرير بابنوسة، وتوقع اختراقاً قريباً في مدينة بارا (شمال كردفان) والتقدم نحو النهود والفولة (غرب كردفان).
دارفور: هدوء حذر وكوارث إنسانية
على الرغم من الهدوء النسبي في مدينة الفاشر (عاصمة شمال دارفور)، لا تزال الأوضاع الإنسانية كارثية، خاصة في مخيم زمزم القريب، حيث يعاني النازحون من تدهور الخدمات الأساسية.
وفقاً للأمم المتحدة، فرَّ أكثر من 406 ألف شخص من المخيم بعد هجوم شنته "الدعم السريع" في أبريل 2024، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين، بينما لا يزال 180 ألف نازح عالقين في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء.
وتواجه مناطق وسط وغرب دارفور أزمة وقود حادة وارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع، مع سيطرة "الدعم السريع" على أربع ولايات دارفورية (جنوب، غرب، وسط، شرق)، بالإضافة إلى أجزاء من شمال دارفور. وقد تفاقمت الأزمة بعد توقف إمدادات الوقود من تشاد منذ ثلاثة أشهر لأسباب غامضة.
تصدعات في صفوف "الدعم السريع" واستنفار عسكري
في مواجهة الضغط الميداني، بدأت قيادة "الدعم السريع" حملات استنفار في المناطق الحدودية، خاصة غرب دارفور، لكنها لم تحقق الاستجابة المطلوبة وفقاً لمراقبين1. وفي غرب كردفان، أعلنت الإدارة المدنية التابعة للميليشيا حالة الطوارئ والتعبئة العامة، مع حشد السيارات والجنود نحو الخطوط الأمامية10.
من ناحية أخرى، اتهم مستشار قائد "الدعم السريع"، الباشا طبيق، الجيش بـ"الارتزاق"، مؤكداً قدرة قواته على "قلب المعادلة العسكرية"، بينما وصف الخبير العسكري محمد مقلد انسحاب الميليشيا من مناطق جنوب أم درمان بأنه "نتيجة خداع استخباري" تسبب بفوضى في صفوفها.
الكوليرا تتفشى والأمم المتحدة تحذر
بالتوازي مع التصعيد العسكري، تفاقمت الأزمات الصحية في السودان، حيث اجتاح وباء الكوليرا سبع ولايات، بما في ذلك الخرطوم وجنوب الحزام والجزيرة. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى تقديم 15 طناً من الإمدادات الطبية لمواجهة الوباء، بينما حذرت "أطباء بلا حدود" من تصاعد الحالات بنسبة 1000% منذ بدء الحرب410.
وفي ولاية الخرطوم، أدى انقطاع الكهرباء لمدة 10 أيام إلى شلل خدمات المياه والمستشفيات، مما أجبر السكان على استخدام مصادر مياه غير آمنة، وفقاً لتقارير محلية1.
صراع بالوكالة وتدخلات خارجية
تشير تقارير دولية إلى أن الصراع تحول إلى حرب بالوكالة، حيث تتهم الحكومة السودانية في بورتسودان الإمارات بدعم "الدعم السريع"، بينما تتهم الميليشيا الجيش بالتحالف مع إيران وروسيا.
وفي دارفور، تدعي "الدعم السريع" إقامة حكومة موازية، بينما تستعد لإعلان سيطرتها الكاملة على نيالا (جنوب دارفور) كعاصمة بديلة.
ورغم الادعاءات العسكرية من الجانبين، يبقى المدنيون الضحية الرئيسية لهذه الحرب، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، ووفاة عشرات الآلاف، بينما تواجه مناطق واسعة خطر المجاعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 2 أيام
- اليوم السابع
رئيس وزراء السودان يناقش سبل مواجهة الكوليرا مع مدير "الصحة العالمية"
ناقش الدكتور كامل الطيب إدريس، رئيس وزراء السودان، الإجراءات التى يمكن اتخاذها فى مواجهة تفشى وباء الكوليرا فى السودان، مع الدكتور تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية. وتناول الاتصال الهاتفى دور الصحة العالمية فى مواجهة انتشار مرض الكوليرا والعمل على ضرورة توحيد الجهود، خاصة فى ظل تفشى الوباء القاتل فى عدد من الولايات السودانية. وأكد رئيس الوزراء السودانى، على دور منظمة الصحة العالمية، مشددا على ضرورة تجاوز الأطر التقليدية إلى تقديم حلول فعالة، وإرساء إطار اقليمى يكون المرجع والأساس لتوحيد الجهود حال الانتشار السريع لمثل هذه الأمراض الفتاكة، مطالباً بتوفير الأدوات ودعم القدرات والمساعدة العاجلة اللازمة وتطوير الخطة الوطنية لمكافحة الكوليرا وتنفيذها بفعالية، بما فى ذلك الدعم والمساعدة الفنية، والشراكة على المستويين المحلى والعالمي. ومن جانبه هنأ الدكتور تيدروس أدهانوم، كامل الطيب إدريس على تعيينه رئيساً للوزراء مثمناً المبادرة بالاتصال، الذى جرى أمس الاثنين، وفقا لوكالة أنباء سونا مشيراً إلى أنه سيوجه فريق عمله من رئاسة المنظمة بجنيف والمكتب الاقليمى بالقاهرة لإجراء ما يلزم على وجه السرعة.


تحيا مصر
منذ 3 أيام
- تحيا مصر
بالتوازي مع تفشي الكوليرا.. الجيش السوداني يوسع سيطرته بـ«كردفان» و«دارفور» في مأساة
شهدت ولايات كردفان الثلاث (شمال، غرب، وجنوب) تصعيداً عسكرياً غير مسبوق أمس الأحد، حيث كثف الجيش السوداني غاراته الجوية باستخدام طائرات مسيرة استهدفت تمركزات قوات "الدعم السريع"، في إطار خطة لتمهيد الطريق لتقدم قواته البرية وتعزيز السيطرة على الإقليم الذي يشهد معارك ضارية منذ أسابيع. وفقاً لمصادر عسكرية، نجح "متحرك الصياد" – وهو أحد أبرز التشكيلات الميدانية للجيش – في فك الحصار عن مدينة الدلنج (ثاني أكبر مدن ولاية جنوب كردفان)، وتحرير الطريق الرابط بينها وبين مدينة الدبيبات، بالإضافة إلى الالتحام مع قوات جيش كادوقلي (عاصمة الولاية) واللواء 54-هجانة في منطقة السماسم. وأسفرت العملية عن تحرير سلسلة من المناطق الاستراتيجية، بما في ذلك الكرقل، كيقا، حجر، والجواد، مما قطع خطوط إمداد "الدعم السريع" وعزز الأمن في محيط كادوقلي. حسبت تقرير نشرته " إندبندنت عربية" وذكر التقرير أنه في ولاية غرب كردفان، حققت الفرقة 22 مشاة تقدماً ملحوظاً في مدينة بابنوسة، حيث نفذت عمليات تمشيط موسعة لتأمين محيط المدينة والطرق المؤدية إلى مدينة المجلد، بينما وصلت وحدات العمل الخاص إلى منطقة حفيرة سبدو لتعزيز السيطرة على محاور الإمداد العسكري1. وأكد الباحث العسكري العميد جمال الشهيد لـ "إندبندنت عربية" أن الجيش يتبع خطة مدروسة لـ"دحر الميليشيات من كردفان والتوغل نحو دارفور"، مشيراً إلى انتصارات متتالية، منها تحرير بابنوسة، وتوقع اختراقاً قريباً في مدينة بارا (شمال كردفان) والتقدم نحو النهود والفولة (غرب كردفان). دارفور: هدوء حذر وكوارث إنسانية على الرغم من الهدوء النسبي في مدينة الفاشر (عاصمة شمال دارفور)، لا تزال الأوضاع الإنسانية كارثية، خاصة في مخيم زمزم القريب، حيث يعاني النازحون من تدهور الخدمات الأساسية. وفقاً للأمم المتحدة، فرَّ أكثر من 406 ألف شخص من المخيم بعد هجوم شنته "الدعم السريع" في أبريل 2024، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين، بينما لا يزال 180 ألف نازح عالقين في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء. وتواجه مناطق وسط وغرب دارفور أزمة وقود حادة وارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع، مع سيطرة "الدعم السريع" على أربع ولايات دارفورية (جنوب، غرب، وسط، شرق)، بالإضافة إلى أجزاء من شمال دارفور. وقد تفاقمت الأزمة بعد توقف إمدادات الوقود من تشاد منذ ثلاثة أشهر لأسباب غامضة. تصدعات في صفوف "الدعم السريع" واستنفار عسكري في مواجهة الضغط الميداني، بدأت قيادة "الدعم السريع" حملات استنفار في المناطق الحدودية، خاصة غرب دارفور، لكنها لم تحقق الاستجابة المطلوبة وفقاً لمراقبين1. وفي غرب كردفان، أعلنت الإدارة المدنية التابعة للميليشيا حالة الطوارئ والتعبئة العامة، مع حشد السيارات والجنود نحو الخطوط الأمامية10. من ناحية أخرى، اتهم مستشار قائد "الدعم السريع"، الباشا طبيق، الجيش بـ"الارتزاق"، مؤكداً قدرة قواته على "قلب المعادلة العسكرية"، بينما وصف الخبير العسكري محمد مقلد انسحاب الميليشيا من مناطق جنوب أم درمان بأنه "نتيجة خداع استخباري" تسبب بفوضى في صفوفها. الكوليرا تتفشى والأمم المتحدة تحذر بالتوازي مع التصعيد العسكري، تفاقمت الأزمات الصحية في السودان، حيث اجتاح وباء الكوليرا سبع ولايات، بما في ذلك الخرطوم وجنوب الحزام والجزيرة. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى تقديم 15 طناً من الإمدادات الطبية لمواجهة الوباء، بينما حذرت "أطباء بلا حدود" من تصاعد الحالات بنسبة 1000% منذ بدء الحرب410. وفي ولاية الخرطوم، أدى انقطاع الكهرباء لمدة 10 أيام إلى شلل خدمات المياه والمستشفيات، مما أجبر السكان على استخدام مصادر مياه غير آمنة، وفقاً لتقارير محلية1. صراع بالوكالة وتدخلات خارجية تشير تقارير دولية إلى أن الصراع تحول إلى حرب بالوكالة، حيث تتهم الحكومة السودانية في بورتسودان الإمارات بدعم "الدعم السريع"، بينما تتهم الميليشيا الجيش بالتحالف مع إيران وروسيا. وفي دارفور، تدعي "الدعم السريع" إقامة حكومة موازية، بينما تستعد لإعلان سيطرتها الكاملة على نيالا (جنوب دارفور) كعاصمة بديلة. ورغم الادعاءات العسكرية من الجانبين، يبقى المدنيون الضحية الرئيسية لهذه الحرب، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، ووفاة عشرات الآلاف، بينما تواجه مناطق واسعة خطر المجاعة.


بوابة الأهرام
٢١-٠٥-٢٠٢٥
- بوابة الأهرام
رويترز: بريطانيا تتعهد بتقديم أكثر من 5 ملايين دولار مساعدات لغزة
أفادت "رويترز"، أن بريطانيا تتعهد بتقديم مساعدات جديدة لغزة بأكثر من 5 ملايين دولار، وفقا لما ذكرته القاهرة الإخبارية. موضوعات مقترحة ويستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لفرض عقوبات على وزراء كبار بحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة وسط دعوات نواب في البرلمان البريطاني لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد إسرائيل. يأتي النظر في فرض هذه العقوبات في ظل تزايد القلق بشأن مصير الآلاف من الفلسطينيين مع تكثيف القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية واستمرار صعوبة وصول المساعدات. وذكرت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش يأتيان على رأس قائمة الوزراء الذين ستفرض عليهم العقوبات. يأتي ذلك بعد يوم من إصدار بريطانيا عقوبات جديدة ضد إسرائيل وتعليق المحادثات التجارية بسبب تصعيدها "غير المبرر أخلاقيا" للعنف في غزة، حيث انتقد لامي تصرفات نتنياهو ووصفها بأنها "غير متناسبة إطلاقًا". وقال برلمانيون بريطانيون من خمسة أحزاب سياسية مختلفة إن الإجراءات التي أعلنها وزير الخارجية ديفيد لامي أمس لم تكن كافية.