logo
يوم ثقيل عاشته القدس والأقصى ، بقلم : راسم عبيدات

يوم ثقيل عاشته القدس والأقصى ، بقلم : راسم عبيدات

شبكة أنباء شفامنذ يوم واحد

يوم ثقيل عاشته القدس والأقصى ، بقلم : راسم عبيدات
أمس الإثنين 26/5/2025،ما يعرف بالذكرى الثامنة والخميسن لتوحيد القدس،إستكمال احتلال القسم الشرقي من المدينة،حيث كانت مسيرة ما يعرف بالأعلام أو رقصة الأعلام،كتقليد سنوي دأبت عليه دولة الإحتلال، بدء به عام 1968 بعد عام من حرب حزيران عام/1967،على يد الحاخام يهودا حيزاني،حيث أقيم اول احتفال في 'مركز هاراف'،أي مركز الحاخام،ومن بعد ذلك جرى تدشين هذه الإحتفال بشكل رسمي ،أوسع وأشمل عام 1974،وأصبح يحظى بدعم واسناد مالي من بلدية 'القدس' ووزارة التربية والتعليم الإسرائيلية،وتشارك فيه منظمات استيطانية وتلمودية متطرفة مثل ' لاهفا' المعروفة بكرهها وحقدها ل وعلى العرب والفلسطينيين،وطلاب المدارس الدينية ' يشفوت'،وكذلك المجلس الإستيطاني 'يشع'،ويجري تنظيم تلك المسيرة من قبل جماعات دينية شبابية مثل 'نوعاني' و'عكيفا'،وجماعات مرتبطة بالأحزاب الدينية الصهيونية،'القوة اليهودية' و'الصهيونية الدينية ( بن غفير وسموتريتش).
هذه المسيرة حتى عام 2017كانت تأخذ طابع احتفالي،ولم يكن يسمح لها بالدخول الى البلدة القديمة من القدس،والمرور بالأحياء العربية،وبالذات الحي الإسلامي،ولكن من بعد الإنزيحات الواسعة التي حصلت في المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين والتطرف،والتماهي مع حكومة اليمين والتطرف،وانتقال الجماعات الصهيونية المتطرفة من أطراف المشروع الصهيوني الى قلب هذا المشروع،والتي باتت تتحكم بمفاصل القرار السياسي الإسرائيلي،بسبب تفكك الأحزاب الإسرائيلية الكبرى، وأبعد من ذلك باتت تتحكم بالحكومات الإسرائيلية بقاءً وسقوطاً.
من بعد عام 2017 بدات عمليات استعراض القوة في تلك المسيرات،وبأن تلك المسيرات تأتي لتأكيد السيادة والسيطرة على مدينة القدس وبأنها 'العاصمة الأبدية' لإسرائيل،وعليها ان تؤكد تلك السيادة والسيطرة المزعومتين،بالدخول الى البلدة القديمة والمرور بالأحياء العربية فيها،وبات الحاخامات والوزراء واعضاء الكنيست من اليمين المتطرف يتسابقون على قيادتها والمشاركة فيها،فهي تنطلق في الثامن والعشرين من الشهر الثامن العبري،ذكرى ما يعرف بتوحيد القدس.
ما ميز مسيرة الأمس ،أنها أتت في ظل متغيرات كبرى في المنطقة والإقليم،حيث 'اسرائيل' تشن حربها التي سمتها بالوجودية،منذ أكثر من عام ونصف على قطاع غزة ،بغرض التصفية والإقتلاع للشعب الفلسطيني وانهاء قضيته بشكل نهائي،عبر عمليات طرد وتهجير واقتلاع،وحسم للسيادة والسيطرة النهائية على مدينة ،والتهويد للمسجد الأقصى،كأقدس مكان لليهود ' جبل الهيكل،وطبعاً اتت تلك المسيرة في ظل حالة عربية – اسلامية بائسة ومنهارة،بدت مستسلمة للمخطط والمشروع الإسرائيلي- الأمريكي في المنطقة.
وما ميز تلك المسيرة أيضاً ،والتي تحولت القدس والأقصى فيها الى مسرح غنائي واستعراض للقوة والمزايدات السياسية، الأعداد الكبيرة من المستوطنين المشاركين فيها،والمشبعين بالحقد والعنصرية والتطرف،حيث أقاموا الرقصات التلمودية والتوارتية في ساحة باب العامود،رافعين بكثافة الأعلام الإسرائيلية،ومرددين الشعارات العنصرية والمتطرفة،والتي تعكس جوهر مشروعهم الصهيوني القائم على طرد وتهجير شعبنا الفلسطيني،واقصاء والغاء كل مظاهر وجوده، ومن الأنمذجة عن الشعارات التي رفعت والهتافات التي أطلقت،'عام 67 القدس بأيدينا' و'عام 2025 غزة بأيدينا' و'لا انتصار بدون نكبة'،و'محمد مات'،و'احرقوا شعفاط'،و'امحوا غزة عن الوجود' ، و'لنبني الهيكل وحان وقت بناء الهيكل والصعود اليه'.
وفي ظل تلك الإحتفالات الصاخبة في ساحة باب العامود وفي الشيخ جراح والصوانة وسلوان وفي قلب المسجد الأقصى وفي ساحة حائط البراق،حيث عشرات الألاف من المستوطنين،الذين ادوا طقوسهم ورقصاتهم التلمودية والتوراتية،بما في ذلك رقصة 'الهورا'،وبمشاركة وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي كريستي نوم ومشاركة وزراء في الحكومة واعضاء كنيست من تيارات سياسية مختلفة،'الليكود'،'الصهيونية الدينية'،'القوة اليهودية' ،'اسرائيل بيتنا'،عكست اجماع صهيوني ديني وقومي،حول مسألة السادة والسيطرة على مدينة القدس،واعتبارها 'عاصمة أبدية لإسرائيل' وغير قابلة للتقسيم مرة ثانية،ورفض مطلق لحل الدولتين واقامة دولة فلسطينية،وقد تجلى هذه الإجماع الصهيوني في المشاركة في الإحتفالات واستعراض القوة في ساحة باب العامود والمسجد الأقصى وحائط البراق،حيث كان من بين المشاركين الوزراء،بن غفير وسموتريتش ويتسحاق فاسرلاف،وتسفي سوكوت وارئيل فلنر، واعضاء كنيست شاركوا في الرقصات ورفع الأعلام، احتفلوا ورقصوا ،واقتحموا البلدة القديمة واعتدوا على التجار وعلى الأطفال والنساء والمسنين والصحفيين والإعلاميين واطلقوا تصريحاتهم العنصرية والإستفزازية ،وحولوا الأقصى الى مسرح للغناء والمزايدات والإستعراضات السياسية،عقدوا جلسة حكومة لهم في حصن تحت الأرض في بلدة سلوان،ما يسمونها بمدينة داود،واقتحموا البلدات المحيطة في القدس،رقصوا وغنوا في الشيخ جراح والصوانة ورأس العامود،ومنعوا سكان سلوان من ركن سياراتهم أمام منازلهم،وذهبوا الى مقر وكالة الغوث واللاجئين في الشيخ جراح واعتدوا عليه،يتقدمهم عضو كنيست من حزب ' اسرائيل بيتنا' يوليا ملينوفسكي،مطالبين بالإستيلاء عليه ،في استهداف واضح لوكالة الغوث واللاجئين الفلسطينيين' الأونروا'.
حيث مقر الوكالة الرئيسي الذي اعتدى عليه المستوطنين بقيادة بن غفير أكثر من مرة وهددوا العاملين فيه بالمس بحياتهم،اذا ما استمروا بالعمل فيه،ومن بعد ذلك في تشرين اول/2024، أقرت الكنيست الإسرائيلي قانوناً بالقراءات الثلاثة،اعتبار وكالة الغوث،وكالة خارجة عن القانون،والغت ما كانت يتمتع فيه العاملين فيها من حصانة وامتيازات،ولا يجوز التعامل والتواصل معها،وطالبوا الوكالة بدفع تعويض مالي 27 مليون شيكل عن استخدام المقر بطرق غير قانونية،بإعتبار ان ارض هذا المقر ملك للوكالة اليهودية،والمقر سيجري تحويله الى بؤرة استيطانية (1440) وحدة استيطانية.
هذه المسيرة بهذه الزخم وبهذا الكم من المستوطنين وبهذه النوعيات المشاركة فيها،والشعارات والهتافات التي رفعت وأطلقت،تقول بشكل واضح ،ان ما ينتظر القدس والأقصى في قادم الأيام على درجة كبيرة من الخطورة، فالأقصى اذا ما استمر الوضع العربي والإسلامي في حالته البائسة والمزرية والمخزية، فهو ذاهب الى ما هو ابعد من التقسيمين الزماني والمكاني،بل ايجاد قدسية وحياة يهودية في المكان،كشراكة إسلامية – يهودية في البداية على طريق اقامة كنيس في المنطقة الشرقية بدل مصلى باب الرحمة،بإنتظار ذبح واحدة من البقرات الخمس الحمراء في ساحات الأٌقصى،ومن ثم اقامة الهيكل الثالث المزعوم بدل مسجد قبة الصخرة.
أما ما يتعلق في القدس،فهي سائرة نحو التهويد والأسرلة،وزرع احيائها العربية بالمستوطنات،لكي تمنع قراها وبلداتها الفلسطينية من التواصل الجغرافي والديمغرافي،والتفكيك الممنهج لوحدتها الإجتماعية والوطنية،وتحويلها الى جزر متناثرة في محيط اسرائيلي واسع.
ولكن في النهاية نقول بأن هناك حالة استعصاء امام تنفيذ تلك المشاريع والمخططات،يتقدمها الصمود والثبات الفلسطيني على الأرض والتشبث بها،والإصرار على إفشال تلك المشاريع والمخططات،رغم كل قوة الدفع خلفها عسكرية وامنية ومالية،وقمع وتنكيل واستيطان وهدم منازل وطرد وتهجير وتطهير عرقي،فالقدس التي يجري تحويلها لثكنة عسكرية في هذا اليوم،ويحشد لتأمين الحماية لهذه المسيرة أكثر من 3 الآلاف شرطي وجندي حرس حدود،واغلاقات للطرق وشل حركة المواطنين المقدسيين في المدينة ونشر الحواجز الشرطية الثابتة والمتحركة على بواباتها ومداخلها،تقول بأن هذه المدينة محتلة ومقسمة وليست موحدة.
فلسطين – القدس المحتلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاحتلال يهدم منزلا وأسوارا في "يطّا" وبركسا في "سلوان" بالقدس
الاحتلال يهدم منزلا وأسوارا في "يطّا" وبركسا في "سلوان" بالقدس

فلسطين اليوم

timeمنذ 12 ساعات

  • فلسطين اليوم

الاحتلال يهدم منزلا وأسوارا في "يطّا" وبركسا في "سلوان" بالقدس

فلسطين اليوم - الضفة الغربية هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلا وأسوارا وبئر مياه في قرية إرفاعية شرق يطا في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وقال الناشط الإعلامي أسامة مخامرة، إن قوات الاحتلال التي ترافقها آليات الهدم، هدمت منزلا بمساحة 250 مترا مربعا، تعود ملكيته للمواطن جهاد شحادة العمور، ويؤوي خمسة أفراد، كما هدمت الأسوار المحيطة بالمنزل، وبئر مياه. وقال مدير بلدية تجمع خلة المي محمد العدرة، إن الاحتلال نفذ عملية الهدم بعد تسليم مالكه إخطارا يوم أمس، ولم يمهله لتقديم اعتراض لدى محكمة الاحتلال أو الجهات القانونية والحقوقية. وقال، إن الاحتلال صعّد إجراءاته القمعية التي طالت هدم العديد من المنازل وتدمير الممتلكات في التجمعات والقرى كافة في مسافر يطا وشرقها، وذلك في سياق الضغط على المواطنين، وتفريغ هذه المناطق من الأهالي بهدف ضم المزيد من الأراضي لصالح الاستيطان. وفي القدس المحتلة، هدمت سلطات الاحتلال صباح اليوم، "بركسا" في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى. وحسب وكالة "وفا"، فقد اقتحمت قوات الاحتلال حي عين اللوزة في البلدة، وهدمت "بركسا" يعود للمواطن إسحق عودة. وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال حي الصلعة، ببلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس، برفقة جرافة، تمهيدا لتنفيذ عملية هدم، كما نصبت قوات الاحتلال حاجزا عند مدخل بلدة العيسوية، شمال شرق المحافظة، وأوقفت مركبات المواطنين، ودققت في هوياتهم. وخلال نيسان الماضي، نفذ سلطات الاحتلال، 73 عملية هدم طالت 152 منشأة، بينها 96 منزلاً مأهولاً، و10 غير مأهولة، و34 منشأة زراعية وغيرها، وتركزت في محافظات: طوباس بـ59 منشأة، والخليل بـ39، والقدس بـ17.

بحماية الاحتلال .. عشرات المستوطنين يقتحمون باحات "الأقصى"
بحماية الاحتلال .. عشرات المستوطنين يقتحمون باحات "الأقصى"

فلسطين اليوم

timeمنذ 14 ساعات

  • فلسطين اليوم

بحماية الاحتلال .. عشرات المستوطنين يقتحمون باحات "الأقصى"

فلسطين اليوم - القدس المحتلة اقتحم مستوطنون، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال. وأضافوا أن شرطة الاحتلال حولت البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، وانتشر المئات من عناصر الشرطة على مسافات متقاربة، خصوصا عند بوابات الأقصى، وشددت من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرضت قيودا على دخول المصلين الفلسطينيين.

اجتماع حكومة الاحتلال في سلوان.. رسائل تلمودية وسياسية
اجتماع حكومة الاحتلال في سلوان.. رسائل تلمودية وسياسية

فلسطين أون لاين

timeمنذ 16 ساعات

  • فلسطين أون لاين

اجتماع حكومة الاحتلال في سلوان.. رسائل تلمودية وسياسية

القدس المحتلة-غزة/ محمد الأيوبي في خطوة تحمل أبعادًا سياسية وتلمودية خطيرة، عقدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي اجتماعًا لافتًا في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، في رسالة واضحة لتكريس السيطرة على القدس المحتلة ودمجها ضمن دولة الاحتلال. الاجتماع الذي جاء أول من أمس في ذكرى الاحتلال الكامل للقدس، ليس مجرد إجراء رمزي، وفق ما يقول مختصون، بل يأتي في إطار خطة استراتيجية تستهدف ترسيخ الرواية التلمودية لتكون أساسًا للسيطرة السياسية على القدس، وفرض وقائع جديدة على الأرض تخدم المشروع الاستيطاني والتهويدي، وسط صمت دولي وتراجع في الموقفين العربي والإسلامي. ومنذ عام 2017 تحرص حكومة الاحتلال على عقد اجتماعها في إحدى قاعات النفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك، لكنها قررت هذا العام ولأول مرة عقده فيما تسمى "مدينة داود" الاستيطانية التي أُقيمت بقوة الاحتلال في أقصى شمال سلوان، وتقع بالتحديد في حي وادي حلوة، الملاصق للسور الجنوبي للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، ويمتد على مساحة 750 دونما. وورد في موقع "والا" العبري، أن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "قرر عقد جلسة حكومية خاصة في (ما تسمى) حديقة مدينة داود، في قلب حي سلوان الفلسطيني في شرقي القدس، على الرغم من أن جهاز الأمن العام (الشاباك) أثار صعوبات أمنية جدية في عقد الحدث في قلب حي فلسطيني وفي تأمين طرق الوصول ومرافقة رئيس الوزراء والوزراء". وأوصى جهاز الشاباك بالبحث عن أماكن بديلة، لكن مكتب نتنياهو أصدر تعليماته إلى مسؤولي الأمن بالتحضير والإعداد لخطة أمنية لعقد اللقاء في المكان المحدد وفقا لعدد من المواقع الإخبارية العبرية، التي تحدثت أيضا عن أن جلسة الحكومة هذه ستتضمن الموافقة على القرارات المختلفة المتعلقة بما سمتها "عاصمة (إسرائيل)" المزعومة. ويدير مشروع ما تسمى "مدينة داود" السياحي الاستيطاني جمعية "إلعاد" الاستيطانية، وهي اختصار لـ "إل عير ديفيد"، وتعني بالعربية "نحو مدينة داود"، وتأسست عام 1986، وترمي وفقا لموقعها الإلكتروني لـ "تعزيز العلاقة اليهودية في القدس عبر الأجيال من خلال الجولات، والإرشاد والإسكان وإصدار مواد ترويجية". وتدعي سلطات الاحتلال أن ما تسمى "مدينة داود" التلمودية كانت قد أقيمت في هذه البقعة من حي وادي حلوة، بينما تشير الآثار التي وجدت في هذا الموقع في سلوان إلى أنها تعود إلى حقب زمنية مختلفة لما قبل التاريخ وبعده، وفق تقرير سابق لمؤسسة الحق الفلسطينية. توظيف تلمودي وقال مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، د. خليل تفكجي، إن عقد حكومة الاحتلال اجتماعها في بلدة سلوان، بالتزامن مع ذكرى الاحتلال الكامل للقدس يأتي في سياق تكريس البعد الديني في الصراع على المدينة. وأوضح تفكجي لـ "فلسطين أون لاين"، أن اختيار سلوان ليس عبثياً، بل يستند إلى رواية تلمودية تزعم أن النبي داوود أقام دولته ومركز حكمه في هذه المنطقة، التي يطلق عليها الاحتلال اسم "مدينة داوود"، وتعتبر جزءاً من ما يسمى بـ"الحوض التاريخي المقدس". وأضاف أن هذا الحوض، الذي تزيد مساحته عن 2.5 كيلومتر مربع، يشمل إلى جانب سلوان: نبع سلوان، وقبور الأنبياء، والمقبرة اليهودية، ووادي الربابة، وكلها مواقع تسعى (إسرائيل) لربطها بروايتها التلمودية لتبرير سيطرتها على القدس. وأشار إلى أن الاجتماع الحكومي في سلوان يحمل رسالة سياسية واضحة، مفادها أن القدس، بروايتها التلمودية، هي "عاصمة (ما يسمى) الشعب اليهودي" المزعومة، وأن "(إسرائيل) لم تحتلها بل حررتها"، كما جاء على لسان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع. وأكد تفكجي أن هذا التحرك يُظهر بوضوح كيف توظف حكومة الاحتلال الدين كغطاء لتحقيق أهداف سياسية، ولفرض مزيد من السيطرة على المدينة المقدسة، في ظل استمرار مشاريع التهويد والاستيطان في القدس. رسائل إسرائيلية وأضاف تفكجي أن هذا الاجتماع يوجه عدة رسائل، أبرزها للأردن بوصفه صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مفادها: "أين هي رعايتكم؟"، وثانيها للعالمين العربي والإسلامي، بأن القدس "غير قابلة للتقسيم"، وأنها "القلب والرأس لـ(ما يسمى) الشعب اليهودي"، بحسب الرواية الصهيونية. وأشار إلى أن توقيت الاجتماع جاء بعد القمة العربية في بغداد، وفي ظل صمت عربي ودولي متصاعد، لافتاً إلى أن الاحتلال يواصل استثمار زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة والتي لم ينجم عنها شيء، إضافة لإعلانه القدس عاصمة مزعومة لدولة الاحتلال لتكريس سيطرته عليها. وأشار إلى وجود تناغم واضح بين حكومة الاحتلال والمستوطنين المتطرفين، الذين يشكّلون "الأداة التنفيذية" للمشروع السياسي الإسرائيلي، حيث ينفذون سياسات التهويد والاستيطان تحت غطاء رسمي، رغم أن المستوى السياسي قد لا يعلن ذلك صراحة. وتابع: "الاحتلال يسلّح المستوطنين، ويدعمهم في السيطرة على منازل الفلسطينيين، ويتم كل ذلك في إطار منظومة متكاملة بين السياسي والعسكري والاستيطاني، دون أي ضغوط دولية حقيقية على حكومة الاحتلال". وختم تفكجي بالتأكيد أن حكومة الاحتلال تستغل الأوضاع الإقليمية والدولية لتنفيذ أهداف استراتيجية، في مقدمتها فرض الأمر الواقع بأن القدس هي "عاصمة" مزعومة لدولة الاحتلال فقط. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store