logo
"إنوفيشن زيرو" يسعى إلى إحداث تحولات جذرية لدعم اقتصاد منخفض الكربون

"إنوفيشن زيرو" يسعى إلى إحداث تحولات جذرية لدعم اقتصاد منخفض الكربون

Independent عربية٢٩-٠٤-٢٠٢٥

انطلقت اليوم الثلاثاء النسخة الثالثة من مؤتمر "إنوفيشن زيرو" في العاصمة البريطانية لندن، حيث يقام في مركز "أولمبيا" على مدار يومين بمشاركة آلاف المبتكرين والممولين وصناع السياسات وقادة الأعمال من مختلف القطاعات ومن جميع أنحاء العالم، لتعزيز الابتكار وتسريع التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
وفي خطوة توسعية جديدة أعلن منظمو المؤتمر إطلاق نسخة إقليمية تحت عنوان "إنوفيشن زيرو- منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" ستعقد في العاصمة السعودية الرياض خلال يومي الـ 14 والـ 15 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مما يعكس اهتماماً متزايداً بإشراك المنطقة في جهود التحول المناخي العالمي، وسيشكل فرصة غير مسبوقة لمزودي الحلول في المنطقة للتفاعل مع سوق تشهد تطورات متسارعة، مع تحقيق تأثير ملموس في نطاق عالمي.
أكثر التحديات إلحاحاً
وقال الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ "إنوفيشن زيرو" بول دان إن "عملية الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون تعد واحدة من أكثر التحديات إلحاحاً وتعقيداً في عصرنا، والآن باتت الحاجة إلى حلول قابلة للتوسيع وقادرة على تحقيق جدوى تجارية أكبر من أي وقت مضى، فيما تبرز أهمية التعاون كعامل أساس لتسريع وتيرة التقدم"، مضيفاً أن "رسالتنا واضحة وهي السعي إلى إحداث تحولات جذرية في الأنظمة لدعم اقتصاد منخفض الكربون وتحقيق تغيير ملموس من خلال ربط صانعي القرار الذين يشكلون مستقبل هذا المسار الحيوي".
وتابع دان، "نتطلع إلى استقبال 10 آلاف مشارك في مركز أولمبيا لندن حيث نوافر منصة فريدة للتواصل والاستثمار وتبادل المعرفة، سواء أتيت لعقد شراكات جديدة أو لاستكشاف أحدث الابتكارات أو للعثور على فرصك الاستثمارية المقبلة، أو للإسهام في صياغة السياسات، فهذا هو المكان الذي تنطلق فيه الحلول المؤثرة نحو التنفيذ".
وأشار دان إلى أن المؤتمر هذا العام جرى توسيعه وتطويره استناداً إلى النجاحات السابقة ومن خلال مبادرات عدة أبرزها استقطاب الزوار من النخبة، واستضافة مستثمرين وممولين وفرق مشتريات كبرى وقادة الاستدامة في الشركات، مما يعزز فرص التواصل التجاري الفعال ويزيد القيمة المقدمة للمشاركين.
معوقات الاستثمار
من جانبها قالت الحاصلة على وسام الإمبراطورية البريطانية "OBE" الرئيسة التنفيذية والرئيسة المشاركة في معهد التمويل الأخضر الدكتورة ريان ماري توماس، إن "التغلب على معوقات الاستثمار في اقتصاد منخفض الكربون ومتين بيئياً يتطلب الابتكار والتعاون بين القطاعين العام والخاص"، مضيفة أن مؤتمر "إنوفيشن زيرو" يشكل ساحة لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون وإجراء حوارات عابرة للقطاعات، وتصميم حلول مشتركة لتجاوز العقبات الكبرى أمام الابتكار منخفض الكربون في المملكة المتحدة وخارجها.
وتابعت أنه "على رغم التحديات التي تواجه أجندة الاستدامة حالياً فإننا نظل متفائلين باستمرار الزخم، شرط أن نثبت أن الاستثمارات المستدامة يمكن أن تحقق عوائد جذابة معدلة بحسب الأخطار، وتثبت جدواها التجارية"، مشددة على الحاجة الملحة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل توجيه رؤوس الأموال العامة نحو القطاعات المستقبلية المرتبطة بتحقيق الحياد الكربوني.
بريطانيا في حاجة إلى استثمار 335 مليار دولار
ويعتمد معهد التمويل الأخضر GFIالذي تترأسه ماري توماس نهجاً قطاعياً لإزالة الكربون، فكل قطاع يواجه تحديات فريدة ويحتاج إلى حلول خاصة لتحقيق هدف الحياد الكربوني، واستناداً إلى العلوم المناخية فإن المهمات القطاعية للمعهد تشمل قطاعات المباني والنقل والطبيعة، ففي البيئة العمرانية تضم المملكة المتحدة نحو 29 مليون منزل تعد من بين أكثر المباني تسريباً للطاقة في أوروبا، وتسهم بنسبة 23 في المئة من انبعاثات الكربون في البلاد، وقدرت "لجنة التغير المناخي" أن المملكة في حاجة إلى استثمار يبلغ 250 مليار جنيه إسترليني (335.3 مليار دولار) لترقية منازلها بحلول عام 2050.
ولردم هذه الفجوة الاستثمارية طور المعهد مجموعة من الحلول لدعم الاستثمارات في المباني الموفرة للطاقة ومن بينها الرهون العقارية الخضراء، إذ أسهمت سلسلة من التدخلات المستهدفة من "معهد التمويل الأخضر" في توسيع السوق من ثلاث منتجات فقط إلى أكثر من 60 منتجاً خلال أربعة أعوام، وكذلك التمويل المرتبط بالعقار"Property Linked Finance"، وهو الحل الذي موّل أكثر من 18 مليار دولار في مجال إزالة الكربون من المباني في الولايات المتحدة، وله القدرة على تعبئة ما بين 52 و70 مليار جنيه إسترليني (69.7 مليار و93.9 مليار دولار) لترميم المنازل في المملكة المتحدة عند إطلاقه هناك.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولسد فجوة التمويل في قطاع النقل الذي يعد أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة في المملكة المتحدة، مما يجعله قطاعاً محورياً في جهود إزالة الكربون، طوّر برنامج النقل في "معهد التمويل الأخضر" مجموعة من الحلول المالية المبتكرة، ومنها التمويل المرتبط بالاستخدام وضمانات القيمة الباقية، وهي آلية من شأنها أن تحفز الاستثمارات المطلوبة بشدة في مركبات الشحن الثقيلة الكهربائية "e-HGVs".
وخلصت دراسة حديثة أجراها المعهد بالتعاون مع "معهد التغير البيئي" بفي جامعتي أكسفورد وريدينغ و"مركز الأمم المتحدة العالمي لرصد الحفاظ على البيئة" و"المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية" إلى أن تدهور النظم البيئية قد يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة بنسبة تصل إلى 12 في المئة بحلول عام 2030.
التعاون العالمي في مواجهة تغير المناخ
وألقت الأمينة العامة للكومنولث، شيرلي أيوركور بوتشوي، كلمة خلال المؤتمر سلطت فيها الضوء على الحاجة الملحة إلى لتعاون العالمي في مواجهة تغير المناخ، وتعد هذه المشاركة واحدة من أولى إطلالاتها العلنية منذ توليها منصبها، لتؤكد التزام الكومنولث بحشد الجهود لمواجهة التحديات المناخية، ولا سيما تلك التي تهدد الدول الصغيرة والأكثر هشاشة ضمن الرابطة.
ووصفت بوتشوي تغير المناخ بأنه "أعظم تحديات عصرنا"، مؤكدة التزامها بتعزيز العمل الجماعي والدعوة إلى إصلاحات في النظام المالي الدولي لمساعدة الدول الصغيرة والهشة داخل الكومنولث على الوصول إلى الدعم الذي تحتاج إليه.
وتتألف رابطة الكومنولث من 56 دولة تمتد عبر جميع القارات المأهولة، ويعد كثير منها من بين الدول الأكثر عرضة لأخطار تغير المناخ، وقال المتخصص في جامعة شيفيلد مازن مساعد لـ "اندبندنت عربية" التي كانت حاضرة في أكبر حدث معني بالابتكار الصفري في لندن، "علينا أن نتعامل مع الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة كما تعاملنا مع التحول من العربات إلى السيارات، فاليوم تطرح مطالبات بفرض ضرائب على الوقود الأحفوري"، مستدركاً "لكن عندما انتقلنا من العربات إلى السيارات لم تفرض ضرائب على هذه الأخيرة، ولذلك ينبغي أن نتعلم من دروس الماضي".
المغرب سيكون من أكبر المصدرين للهيدروجين الأخضر
أما رئيس مجلس جهة الداخلة ووادي الذهب في المغرب ينجا الخطاط فقال إن "تحالفاً مكوناً من أربع شركات بدأ الآن في بناء مشاريع للطاقة الخضراء وتحديداً في مجالات الهيدروجين الأخضر والنيتروجين والأمونيا في مدينة الداخلة، بقيمة إجمالية تتجاوز 40 مليار دولار لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا"، مضيفاً أن "هذا النوع من المشاريع ضخم جداً ومربح، ويستفيد من طاقتي الرياح والشمس، حيث تعد الداخلة المكان الأكثر جذباً لهذا النوع من الاستثمارات".
ئستضيف الرياض النسخة الإقليمية من المؤتمر منتصف أكتوبر المقبل (اندبندنت عربية)
ورداً على سؤال من "اندبندنت عربية" حول كيفية استفادة الداخلة والاقتصاد المغربي بصورة عامة من الاستثمارات الموجهة نحو المشاريع الخضراء، قال الخطاط إن "الاقتصاد هو طاقة محولة، واليوم يستهدف المغرب إنتاج 52 في المئة من الطاقة المستهلكة في البلاد بحلول عام 2030"، مضيفاً أن "العالم يتجه اليوم نحو الطاقة النظيفة، وكلما ارتفعت مستويات استخدام هذه الطاقة انعكس ذلك إيجابياً على المنظومة الاقتصادية العالمية"، موضحاً أنه "في ما يتعلق بطاقة الهيدروجين الأخضر والأمونيا فسيكون المغرب من أكبر المصدرين في العالم، وهو حالياً يصدر الهيدروجين الأخضر والأمونيا إلى أوروبا".
وسيشهد الحدث عقد لقاءات حصرية ثنائية بين المستثمرين والمبتكرين، وهي مبادرة جديدة تهدف إلى تسريع فرص التمويل وتأسيس شراكات إستراتيجية، وسيكون معرض الابتكار منصة لعرض الحلول الرائدة القادرة على إعادة تشكيل الصناعات وتسريع الانتقال إلى الحياد الكربوني.
إطلاق النسخة الثانية من جوائز "إنوفيشن زيرو"
ويشهد الحدث إطلاق النسخة الثانية من جوائز "إنوفيشن زيرو" التي تحتفي بالإنجازات الرائدة في تكنولوجيا المناخ منخفضة الكربون، واستجابة للطلب المتزايد فقد طور القائمون على "أنوفيشن زيرو" برنامج المؤتمر المعتمد من CPD ليشمل أكثر من 250 جلسة موزعة على 13 منتدى متخصصاً، مع إضافة منتديات جديدة تركز على قطاعات النقل وسلاسل التوريد والبنية التحتية والطبيعة والموارد البحرية والبرية، بمشاركة أكثر من 400 متحدث من كبار الخبراء، ليواصل الحدث ترسيخ مكانته كمنصة محورية لصياغة مستقبل اقتصاد منخفض الكربون.
ويركز المؤتمر على مجالات رئيسة عدة تشمل البيئة العمرانية وأسواق الكربون والطاقة والتمويل والقطاع الصناعي والنقل وسلاسل الإمداد، أما الجديد في نسخة عام 2025 فهو تقديم منتديات مخصصة جديدة حول سلاسل التوريد والبنية التحتية والطبيعة والأراضي والبحار.
"إنوفيشن زيرو" منصة عالمية
ويعد مؤتمر "إنوفيشن زيرو" منصة عالمية مستقلة وغير مرتبطة بأي حزب سياسي أو تكنولوجيا بعينها، وتهدف إلى تسريع التحول العادل نحو اقتصاد منخفض الكربون، ويركز المؤتمر على بناء جسور التعاون بين المبتكرين والممولين وواضعي السياسات وقادة الأعمال من مختلف القطاعات ومن جميع أنحاء العالم، ويوفر مساحة حيوية للتعاون العابر للقطاعات من خلال كسر الحواجز التنظيمية والمؤسسية والتغلب على العقبات التي تعوق الابتكار والتطبيق واسع النطاق للحلول المناخية، كما يشكل الحدث فرصة إستراتيجية لتبادل المعرفة وتحفيز الاستثمارات وتحقيق التغيير المؤثر على أرض الواقع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ضغوط على أسعار النفط رغم انخفاض المخزونات.. وترقب لقرارات "أوبك+"
ضغوط على أسعار النفط رغم انخفاض المخزونات.. وترقب لقرارات "أوبك+"

شبكة عيون

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة عيون

ضغوط على أسعار النفط رغم انخفاض المخزونات.. وترقب لقرارات "أوبك+"

ضغوط على أسعار النفط رغم انخفاض المخزونات.. وترقب لقرارات "أوبك+" ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: تراجعت أسعار النفط بنهاية تعاملات اليوم الخميس، رغم تراجع المخزونات الأمريكية من الذهب الأسود، وسط توقعات برفع تحالف "أوبك+" إمدادات يوليو المقبل. وانخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم يوليو بنسبة 1.1% أو 75 سنتاً إلى 64.15 دولار للبرميل. وهبطت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم يوليو بنسبة 1.4% أو ما يعادل 90 سنتاً إلى 60.94 دولار للبرميل. ويأتي ذلك على خلفية أنباء صحفية متداولة حول احتمال اتفاق ثمانية دول من أعضاء "أوبك+" في اجتماع يُعقد السبت القادم على إقرار زيادة إضافية في إنتاج شهر يوليو قدرها 411 ألف برميل يومياً. وتعرضت أسعار النفط لضغوط إضافية جراء صدور بيانات أمريكية اليوم، أكدت انكماش الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام، رغم أن وتيرة الانخفاض كانت 0.20%، أي أقل من 0.30% المسجلة في القراءة الأولى. وجاءت هذه الضغوط رغم هدوء مخاوف المستثمرين بشأن آفاق الاقتصادين الأمريكي والعالمي، بعد إصدار المحكمة التجارية الدولية الأمريكية أمس حكماً يقضي بتعليق واشنطن معظم الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الحالية، وذلك في غضون 10 أيام. وتراجعت مخزونات النفط الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بحسب بيانات رسمية نشرتها إدارة معلومات الطاقة، في دلالة على انتعاش الطلب على الطاقة في أكبر اقتصاد على مستوى العالم. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات محكمة استئناف أمريكية تعيد العمل بتعريفات ترامب الجمركية مؤقتاً مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه أسعار اقتصاد السعودية مصر ترامب

روبوت 'Grok' يدخل 'تليجرام' بصفقة تاريخية
روبوت 'Grok' يدخل 'تليجرام' بصفقة تاريخية

الوئام

timeمنذ 3 ساعات

  • الوئام

روبوت 'Grok' يدخل 'تليجرام' بصفقة تاريخية

أبرم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك صفقة ضخمة مع بافيل دوروف، مؤسس تطبيق 'تليجرام'، تتيح دمج روبوت الذكاء الاصطناعي Grok التابع لشركة xAI التابعة لماسك، في منصة 'تليجرام' التي يستخدمها مليار شخص حول العالم. تبلغ قيمة الصفقة نحو 300 مليون دولار، وتمتد لعام واحد، ما يعكس تطورًا جديدًا في التعاون بين المليارديرين المعروفين بمواقفهم المثيرة للجدل في عالم التكنولوجيا. تشمل الصفقة حصول تيليجرام على 300 مليون دولار نقدًا وحصصًا في شركة xAI، إضافة إلى 50% من الإيرادات الناتجة عن الاشتراكات في روبوت Grok التي تتم عبر التطبيق. وأعلن دوروف الصفقة عبر حساباته الرسمية على منصتي 'تليجرام' و'إكس'، مشيرًا إلى أن التعاون يمثل خطوة مهمة لتوسيع خدمات الذكاء الاصطناعي على منصته. وبحسب مصادر مطلعة، التقى ماسك ودوروف مؤخرًا في باريس، حيث تبلورت بينهما 'علاقة زمالة تقنية' قائمة على قناعات مشتركة تتعلق بحرية التعبير ورفض الرقابة الحكومية المفرطة. وتعد هذه الصفقة أول توسع كبير لشركة xAI خارج منصة 'إكس' التي يملكها ماسك، عقب إعلان شراكة سابقة مع مايكروسوفت لتوفير تقنيات xAI عبر منصة Azure السحابية. كما تضم الاتفاقية منح تليجرام حصة في شركة xAI التي استحوذت على منصة 'إكس' في مارس الماضي مقابل 45 مليار دولار. ومن المتوقع أن يُسهم إدماج روبوت Grok في توسيع قاعدة المستخدمين لكلتا الشركتين، إضافة إلى تعزيز الاستفادة من البيانات، في ظل التنافس الشرس على ريادة الذكاء الاصطناعي. يُذكر أن بافيل دوروف تعرض لتحقيقات قضائية في فرنسا العام الماضي بتهمة تقاعس تليجرام عن مكافحة الأنشطة الإجرامية على منصته، لكنه ما زال يتمتع بحرية التنقل في رحلات العمل المحدودة، منها رحلته الأخيرة إلى دبي حيث يقع المقر الرئيسي لتيليجرام. حتى الآن، لم تصدر شركتا xAI وتليجرام أي تعليق إضافي بشأن تفاصيل الصفقة أو الخطوات القادمة.

الجدعان: الاقتصاد السعودي يسير بصورة جيدة
الجدعان: الاقتصاد السعودي يسير بصورة جيدة

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

الجدعان: الاقتصاد السعودي يسير بصورة جيدة

في ظل بيئة اقتصادية عالمية مليئة بالتحديات، رسخ وزير المالية السعودي محمد الجدعان موقف بلاده من إدارة مالية لا تعتمد على تقلبات أسعار النفط فقط، مؤكداً في حوار مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن السعودية تتبنى إستراتيجية استباقية، بما يضمن الاستقرار المالي ويعزز مسيرة التنمية في إطار "رؤية 2030"، بعيداً من ردود الفعل التقليدية للدورات النفطية. وقال الجدعان إن بلاده ستواصل وتيرة الإنفاق الحكومي الحالية على رغم اتساع العجز في الموازنة، لكنها في الوقت ذاته ستراجع أولويات الصرف ومشاريع التنمية الكبرى في ظل انخفاض أسعار النفط وتزايد ضبابية الاقتصاد العالمي. وجاء هذا التوجه في سياق تسجيل المالية العامة عجزاً بلغ 58.7 مليار ريال (15.7 مليار دولار) خلال الربع الأول من عام 2025، نتيجة هبوط أسعار الخام دون المستوى المتوقع في الموازنة، وعلى رغم ذلك أشار الجدعان إلى أن هذا الوضع يشكل فرصة لإعادة النظر في سياسات الإنفاق، مع الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية دون المساس بأهداف التحول الاقتصادي. تقييم دقيق وتعكس البيانات الرسمية انخفاض سعر "خام برنت" إلى 60 دولاراً للبرميل، مقارنة بالسعر التقديري للموازنة البالغ 85 دولاراً، مما أدى إلى تراجع الإيرادات النفطية بـ 18 في المئة إلى 150 مليار ريال (40 مليار دولار) خلال الربع الأول. وفي المقابل حققت الإيرادات غير النفطية نمواً طفيفاً باثنين في المئة لتصل إلى 114 مليار ريال، مما يبرز تحدياً في تحقيق التوازن المالي بعيداً من الاعتماد على النفط، وبذلك فإن كل انخفاض مقداره 10 دولارات في سعر النفط يتسبب في زيادة العجز السنوي بنحو 30 مليار ريال، مما يفرض على الرياض ضرورة تنويع مصادر التمويل وضبط الإنفاق بمرونة وحكمة. ولفت الجدعان إلى أن الفترة الراهنة تمثل فرصة للرياض لتقييم برامجها المالية والتنموية، مشدداً على أن الحكومة السعودية "لن تهدر هذه الأزمة"، في إشارة إلى أن التحديات الحالية قد تكون دافعاً لاتخاذ خطوات وإصلاحات هيكلية ضرورية. وتابع، "بعضهم يعتقد أن ما يحدث في العالم أزمة، لكن اقتصادنا يسير بصورة جيدة، إنها فرصة لمراجعة الأمور، وإذا كانت هناك فرصة لفعل شيء جريء فلنفعله"، مشيراً إلى أن الأزمة تمنح بلاده الفرصة لـ "أخذ خطوة للوراء وإعادة النظر"، متسائلاً "هل نتسرع في تنفيذ المشاريع؟ هل هناك عواقب غير مقصودة؟ هل ينبغي التأجيل أو إعادة الجدولة أو التسريع؟". ضبط الأولويات لم تعلن الحكومة نيتها تجميد المشاريع الكبرى لكنها تركز على إعادة ترتيب أولويات الإنفاق الحكومي لضمان أن يكون لكل ريال ينفق أثر اقتصادي واجتماعي مستدام، وفي هذا الإطار تنتقل السعودية من منطق الإنفاق المكثف السريع إلى نهج أكثر انتقائية يركز على جودة التنفيذ وتحقيق أكبر منافع للتنمية الوطنية، بخاصة في القطاعات الداعمة للتوظيف وتنويع الاقتصاد. وأكد وزير المالية أن الهدف الأساس هو تفادي الوقوع في "فخ الدورات الاقتصادية بين الازدهار والانكماش" الذي عانى منه الاقتصاد المعتمد على النفط، لافتاً إلى أن الحكومة تعتمد نهجاً مضاداً للتقلبات، إذ يجري توجيه الإنفاق لدعم النمو بدلاً من السعي فقط إلى تحقيق توازن الموازنة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشار الجدعان خلال حواره مع الصحيفة إلى أن اتساع العجز المالي إلى ثلاثة أو أربعة أو حتى خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لا يُعد مقلقاً، طالما أن الإنفاق يسهم في نمو القطاعات غير النفطية، مؤكداً أن لدى السعودية احتياطات مالية وفيرة، واحتياطات أجنبية كافية، مع مساحة واسعة في الهوامش المالية. وعلى رغم توقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع عجز الموازنة السعودية إلى أكثر من أربعة في المئة من الناتج المحلي هذا العام، استبعد الجدعان وجود أي سيناريو معقول يجعل الدين العام يقترب من الحد الأقصى المسموح به والبالغ 40 في المئة من الناتج المحلي، مؤكداً "لا أرى أي سيناريو معقول يجعلنا نقترب من هذا السقف"، متابعاً أن كثيراً من أهداف "رؤية 2030" قد تحققت أو في طريقها إلى التحقق، وقائلاً إن "هذا يمنحنا ثقة كبيرة لكننا لسنا متراخين". التكيف المالي تعتمد الرياض على أدوات مالية عدة لضمان استمرار التمويل من دون المساس بالثقة الاقتصادية، ويشمل ذلك الاقتراض المدروس وبيع حصص في أصول إستراتيجية مثل "أرامكو"، إضافة إلى الاستفادة من موقعها المالي القوي الذي يمنحها هامشاً من المناورة في مواجهة الصدمات. وفي الوقت نفسه تحتفظ السعودية بنسبة دين منخفضة مقارنة بالناتج المحلي، مما يسهل التعامل مع الضغوط المالية الحالية دون اللجوء إلى خيارات تمويل مكلفة. وعلى رغم جهود التوسع في مصادر الدخل غير النفطية فإن هذه الإيرادات لا تزال تشكل تحدياً في تعويض الفجوة الناجمة عن تقلبات النفط، فالنمو البسيط باثنين في المئة في الإيرادات غير النفطية خلال الربع الأول، يعكس الحاجة إلى استمرار تعزيز القطاعات الاقتصادية غير النفطية مثل السياحة والتقنية والصناعة، والتي تتطلب استمرارية طويلة الأجل قبل أن تؤثر بصورة ملموسة في الموازنة العامة. توقعات النمو أدت هذه المتغيرات إلى تعديل توقعات النمو الاقتصادي للسعودية خلال عام 2025، إذ خفضت بعض المؤسسات توقعاتها إلى 2.6 في المئة مقارنة بتقديرات سابقة أعلى، وهذا التباطؤ يعكس تأثير انخفاض النفط في النشاط الاقتصادي غير النفطي، ويبرز الحاجة إلى سياسات داعمة للنمو المستدام وسط هذه التحديات. وتؤكد السعودية من خلال إستراتيجياتها المالية الجديدة أن مواجهة التحديات الاقتصادية لا تعني تراجعاً عن طموحاتها، بل تعكس مرحلة متقدمة من النضج المالي والاقتصادي، واستمرار الالتزام بـ "رؤية 2030" وتحقيق التوازن المالي من خلال ضبط الإنفاق وتنويع مصادر التمويل، يؤسسان لاقتصاد أكثر مرونة وقدرة على الصمود في وجه تقلبات الأسواق العالمية. وفي السياق ذاته قال الجدعان إن صندوق الاستثمارات العامة، المسؤول عن تنفيذ مشاريع التنمية العملاقة في السعودية، يخضع بدوره لعملية مراجعة دقيقة وإستراتيجية بهدف إعادة ضبط الأولويات بما يتماشى مع المتغيرات المحلية والعالمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store