أحدث الأخبار مع #qubit


الوطن
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الوطن
حياتنا على أبواب «البعبع» الكمومي!
عثمان عادل العباسي تخيّل نفسك في مجلس عائلي بحريني هادئ في ليلة جمعة، «استكانة» الشاي في يدك وأنت تسمع سوالف «الشيّاب» التي لا تخلو من طرائف الزمن الجميل، وفجأة يباغتك أحدهم بسؤال لا تتوقعه: «بومحمد، وش سالفة هالحوسبة الكمومية اللي مطيرين فيها العالم؟». تعدّل جلستك وتجيب بكل احترام: «طال عمرك، الكمبيوتر اللي عندنا اليوم كأنه سيارة كورولا موديل 95، يمشي على مهله ويودّيك الجمعية ويرجعك البيت، أما الكمبيوتر الكمومي فهو مثل لامبورغيني تطير بسرعة جنونية!». يضحك الحضور ويعلّق أحد الشباب ساخراً: «معقولة! مع كل هالتطورات للحين حاطنا على كورولا 95!». تبتسم وتردّ بسرعة: «نعم يالغالي، فالحقيقة إننا للحين في أول السالفة، والحوسبة الكمومية هذه سالفة غريبة عجيبة تستخدم مبادئ فيزيائية معقدة علشان تحل مسائل بسرعة تفوق الخيال. يعني بدل ما الكمبيوتر العادي يعتمد على البِت (bit) اللي تكون قيمته يا 0 أو 1 فقط، الكمبيوتر الكمومي يعتمد على الكيوبت (qubit) اللي ممكن يكون 0 و1 في نفس اللحظة! يعني يقدر يختبر عدداً هائلاً من الاحتمالات بنفس الوقت، فيوصل للنتيجة بسرعة البرق!». المسألة قد تبدو مسلّية، لكنها أعمق من مجرد تطور تقني؛ فهذه التقنية ما زالت تجريبية وفي مراحلها الأولى، ولكنها لو نضجت ستغير حياتنا جذرياً. تخيل مثلًا أن هذه الحواسيب تستطيع أن تخطط بدقة مذهلة لاستغلال أفضل للمشاريع الإسكانية أو تقنيات تحلية المياه في البحرين، أسرع حتى من «توصيل طلبية البرياني» في ليلة العيد. لكن مهلاً، كما هو الحال في أي تطور كبير، هناك وجه آخر ساخن قد لا يعجبنا، سخونته لا تقل عن «شاي الكرك» وقت الغروب على سواحل المحرّق. هذه الحواسيب الكمومية الخارقة تمتلك قدرة مرعبة على فك الكثير من أنظمة التشفير اللي نعتمد عليها اليوم لحماية خصوصيتنا وبياناتنا، من حسابك البنكي إلى دردشاتك في الواتساب وحتى «سناباتك» اللي تحطها وأنت مطمئن بأن أحد ما راح يشوفها. تصوّر معي أن هناك جهة ما (حكومة، شركة، أو حتى مخترق مجهول) تجمع الآن كل بياناتنا المشفرة وتنتظر بصبر مثل صبر الصيّاد البحريني عند الفشوت في عز الصيف، تنتظر اللحظة التي تستطيع فيها كسر هذه التشفيرات بسهولة فائقة، عندها تصبح بياناتنا «سالفة» مكشوفة للكل! الجديد في الموضوع أنه مؤخرًا تمكّنت شركات عالمية مثل «جوجل» و«آي بي إم» من تحقيق إنجازات مذهلة في الحوسبة الكمومية. جوجل، مثلاً، كشفت عن شريحتها الكمومية الجديدة «Willow» والتي تضم 105 كيوبت وحققت اختراقاً فعلياً في تصحيح الأخطاء، مما يسرّع بشكل هائل قدراتها الحوسبية. أما «مايكروسوفت»، فقد أعلنت عن معالجها الكمومي التوبولوجي «1 Majorana» والذي قد يكون الأكثر استقرارًا في هذه التكنولوجيا الغريبة، ما يجعله مرشحاً ليكون «البعبع» القادم في فك التشفيرات المعقدة. وبسبب كل هذا، أصبح من الضروري أن نأخذ مسألة الأمن الرقمي على محمل الجد. لا يمكن أن نؤجّل الأمر مثلما نؤجّل قرار الذهاب للنادي الرياضي بعد كل وجبة دسمة. نحن بحاجة إلى بُعد استراتيجي وطني واضح لحماية أمننا وخصوصيتنا. مثلما نحب السيارات السريعة والحديثة، يجب أن نحرص على أن نواكب التكنولوجيا المتطورة، ولكن دون أن ننسى «حزام الأمان» الذي يحمي خصوصياتنا الوطنية. لذلك دعونا نضحك مع التكنولوجيا ونستمتع بمزاياها، لكن لا نتركها تضحك علينا يوماً ما! * خبير تقني


صدى البلد
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- صدى البلد
الصين تطور أول حاسوب محلي يعدل نموذج ذكاء اصطناع
في إنجاز غير مسبوق على المستوى العالمي، نجح علماء صينيون في تنفيذ أول عملية تدريب دقيق (Fine-tuning) لنموذج ذكاء اصطناعي ضخم يحتوي على مليار معامل (parameter) باستخدام كمبيوتر كمي فائق التطور يحمل اسم "أوريجين وكونج" Origin Wukong، وذلك وفقًا لما أفاد به مركز بحوث هندسة الحوسبة الكمّية في مقاطعة آنهوي، لصحيفة Global Times الصينية. كمبيوتر كمّي من الجيل الثالث بقوة 72 كيوبت. يعتمد Origin Wukong على شريحة كمّية فائقة التوصيل محلية الصنع تحتوي على 72 كيوبت (qubit)، ما يجعله من أكثر الحواسيب الكمّية تقدمًا وقابلية للبرمجة في الصين. وتكمن قوة هذا الحاسوب في قدرته على معالجة مئات المهام الكمّية بالتوازي من خلال دفعة واحدة من البيانات، ما يفتح آفاقًا جديدة في التعامل مع نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة. نتائج مبهرة في التطبيقات الواقعية أظهرت البيانات التجريبية أن النموذج المحسن باستخدام الحوسبة الكمّية سجّل، انخفاضًا بنسبة 15% في خسارة التدريب (training loss) عند استخدامه في مجموعة بيانات لحوارات تتعلق بالإرشاد النفسي، كما سجل ارتفاعًا في دقة مهام الاستدلال الرياضي من 68% إلى 82%. فيما أشار المركز إلى أن التجربة حققت تحسينًا بنسبة 8.4% في فعالية التدريب، رغم تقليص عدد معلمات النموذج بنسبة 76%، ما يُعدّ اختراقًا علميًا في استخدام الكوانتم لتخفيف الأعباء الحسابية عن النماذج الضخمة. محرك كمي يضاف إلى الذكاء الاصطناعي التقليدي وصف دوو مينغهان، نائب رئيس شركة Origin Quantum Computing Technology، التجربة بأنها "أشبه بتركيب محرك كمّي لنموذج تقليدي، ما يتيح لهما العمل بتناغم وسرعة أعلى". ويرى محللون أن هذا الإنجاز لا يقتصر فقط على تقديم "خيار جديد لتخفيف العبء الحسابي"، بل يمثل أيضًا مسارًا بديلًا لمواجهة ما يسمى بـ"قلق القدرة الحوسبية" في ظل النمو الهائل للنماذج اللغوية الكبيرة (LLMs). خطوة جديدة في مسار الحوسبة الكمية من جانبه، وصف الدكتور تشين تشاو يون، الباحث في معهد الذكاء الاصطناعي في مركز العلوم الوطني بهفي، هذا الإنجاز بأنه "خطوة كبيرة إلى الأمام" في مجال الحوسبة الكمّية. وقال: "للمرة الأولى، تُستخدم الحوسبة الكمّية في عمليات واقعية لتدريب النماذج الكبيرة، مما يثبت أن العتاد الحالي قادر على التعامل مع مهام حقيقية ومعقدة". خلفية عن جهاز Origin Wukong دخل الكمبيوتر الكمّي Origin Wukong الخدمة رسميًا في 6 يناير 2024، وتم حتى الآن تنفيذ أكثر من 350 ألف مهمة كمّية عبره، شملت مجالات متعددة مثل ديناميكا الموائع الحاسوبية، والتمويل، والطب الحيوي. وقد استخدمه باحثون ومؤسسات من 139 دولة ومنطقة حول العالم عن بُعد. ما الذي تعنيه هذه التجربة للمستقبل؟ يغير هذا التطور قد قواعد اللعبة، ليس فقط في مجال الذكاء الاصطناعي، بل في تصميم البنية التحتية للحوسبة نفسها، عبر دمج قدرات الحوسبة الكمية في تدريب وتشغيل النماذج الذكية الضخمة، مما يفتح الباب لتقنيات أكثر كفاءة، وذات استهلاك طاقة أقل، ودقة أعلى في التخصصات الدقيقة كالتشخيص الطبي وتحليل المخاطر المالية.


رؤيا نيوز
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- رؤيا نيوز
ماذا ستقدم أجهزة الكمبيوتر 'الكمومية' الخارقة للبشرية؟
يمكن أن تحدث 'الحوسبة الكمومية' ثورة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتشفير والأمان الرقمي والمدن الذكية والسيارات ذاتية القيادة وإدارة الطاقة والموارد. ولا يزال هناك العديد من التحديات التقنية، التي يجب التغلب عليها مثل تحسين استقرار 'الكيوبتات' وتقليل الأخطاء 'الكمومية'. و'الحوسبة الكمومية' هي مجال من مجالات علوم الحوسبة، الذي يعتمد على مبادئ ميكانيكا الكم 'Quantum Mechanics' في معالجة المعلومات. وبينما في الحوسبة التقليدية تعتمد الحواسيب على البتات (bits) التي تأخذ قيمتين فقط، إما 0 وإما 1، تعتمد في الحوسبة 'الكمومية' على 'الكيوبت/qubit'، وهي تمثل حالة الكم، ويمكن أن تكون في حالة 0 أو 1 أو مزيجًا من الحالتين في الوقت نفسه بفضل ظاهرة تُسمى التراكب الكمومي 'Quantum Superposition'. وتجعل هذه الظاهرة 'الحوسبة الكمومية' قادرة على معالجة الكثير من المعلومات بشكل أسرع وأكثر كفاءة مقارنة بالحوسبة التقليدية. وتحمل 'الحوسبة الكمومية' إمكانيات هائلة يمكن أن تحدث تحولًا جذريًا في العديد من المجالات، وستغير العديد من جوانب الحياة البشرية والتكنولوجيا، وتاليًا بعض الطرق التي قد تؤثر بها الحوسبة الكمومية في العالم: تحسين الذكاء الاصطناعي قد تسمح 'الحوسبة الكمومية' بتحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بفضل قدرة الكمبيوتر الكمومي على معالجة كميات ضخمة من البيانات بشكل متوازٍ، بحيث يمكن تحسين سرعة وفعالية التدريب على النماذج الذكية. وقد تُمكّن 'الحوسبة الكمومية' من حل مشكلات معقدة جدًا يصعب على الحواسيب التقليدية حلها في مجالات مثل تصنيف البيانات، والتنبؤ، وتحليل الأنماط. ثورة في الأمان الرقمي والتشفير وستغير 'الحوسبة الكمومية' شكل الأمن السيبراني، ومن الممكن أن تكسر الحواسيب الكمومية الشيفرات التقليدية التي تعتمد عليها الأنظمة الحالية لتأمين البيانات. وفي الوقت نفسه، ستسهم 'الحوسبة الكمومية' في تطوير أنظمة تشفير جديدة مقاومة للهجمات، التي تعتمد على خصائص ميكانيكا الكم لتوفير مستوى أمان أعلى. محاكاة الأنظمة المعقدة وستكون 'الحوسبة الكمومية' قادرة على محاكاة أنظمة معقدة جدًا، مثل تفاعلات المواد أو الأدوية بطريقة لا يمكن للكمبيوتر التقليدي محاكاتها. ويمكن أن يحدث ثورة ذلك في علم الأدوية، حيث يمكن اختبار الأدوية الجديدة بشكل أسرع وأكثر دقة، وهو ما سيسهم أيضًا في تصميم مواد جديدة مثل البطاريات الأكثر كفاءة أو المواد الخاصة بالصناعات عالية التقنية. حل المشكلات المعقدة ويمكن أن تُستخدم 'الحوسبة الكمومية' في حل مسائل رياضية ومعقدة في مجالات مثل التخطيط والبحث عن أفضل الحلول في مجالات مثل المالية واللوجستية. وعلى سبيل المثال، يمكن لـ'الحوسبة الكمومية' تحسين استراتيجيات الاستثمار بطرق كانت غير ممكنة في الماضي. دفع حدود العلوم الأساسية وقد تساعد 'الحوسبة الكمومية' في تقديم إجابات للأسئلة الأساسية في الفيزياء والرياضيات، وتوفر فهمًا أفضل لآليات الكون على مستوى الجسيمات الصغيرة. تسريع عملية الابتكار ويمكن للقدرة على معالجة المشكلات المعقدة بشكل أسرع أن تسرع من وتيرة الابتكار في العديد من الصناعات في فترة زمنية قصيرة.


الشرق السعودية
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- الشرق السعودية
مايكروسوفت تزعم التوصل لحالة جديدة للمادة تسرع الوصول للحواسيب الكمية
أعلنت شركة "مايكروسوفت" الأميركية أنها توصلت إلى حالة جديدة من المادة تختلف عن الحالات الثلاث المعروفة (السائلة والصلبة والغازية)، في مسعاها لصناعة "حاسوب كمي" قوي، يمكنه تسريع تطوير كل شيء من البطاريات إلى الدواء، إلى الذكاء الاصطناعي، وفق بيان صادر عن الشركة. وقال علماء مايكروسوفت الأربعاء، إنهم تمكنوا من بناء كيوبت طوبولجي topological qubit (الجزيء الذي يحمل البيانات، ويوازي الـbit في الحواسيب العادية)، يعتمد على هذا النوع الجديد من الوجود المادي، والذي يمكن استخدامه لحل المشكلات الرياضية والعلمية والتكنولوجية، عبر شريحتهم الجديد Majorana1، والتي قالوا إنها أول شريحة في العالم مزودة بنواة طوبولوجية، يعتقد مطوروها أنها ستمكن العلماء من الوصول إلى كمبيوتر كمي، خلال سنوات وليس عقود. والموصل الطوبولوجي، أو الموصل الطوبولوجي الخارق، هو فئة خاصة من المواد التي يمكنها إنشاء حالة جديدة تماماً من المادة – ليست صلبة أو سائلة أو غازية، بل حالة "طوبولوجية". ويتم تسخير هذه الحالة خاصية لإنتاج qubit، أكثر استقراراً يتميز بالسرعة وصغر الحجم، وفق البيان. وكجزء من أبحاثها، بنت الشركة عدة طوبولوجيات كمية داخل شريحتها الجديدة، وتجمع بين قوة أشباه الموصلات التي تشغل الكمبيوترات التقليدية مع أشباه الموصلات الخارقة التي تستخدم عادة لبناء الحواسيب الكمية. وحين يتم تبريد هذا النوع من الشرائح إلى درجات حرارة منخفضة للغاية، يمكن لها أن تعمل بأساليب قوية للغاية وغير معتادة، تعتقد مايكروسوفت أنها ستمكنها من حل المشكلات التكنولوجية والرياضية والعلمية، التي يستحيل للكمبيوترات العادية حلها. ومع التطور الجديد، رفعت مايكروسوفت الرهانات فيما يتعلق بالسباق التكنولوجي القادم الكبير، بما يتجاوز سباق الذكاء الاصطناعي الحالي. ويسعى العلماء وراء حلم بناء حاسوب كمي، وهي أجهزة يمكنها استغلال السلوك الغريب والقوي للغاية للجسيمات دون الذرية، لبناء كمبيوترات خارقة، وفق "نيويورك تايمز". وبينما تعتمد الحوسبة التقليدية على "البتات" (Bits) التي تُمثّل القيم الثنائية (0 و1)، فإن الحوسبة الكمية تستفيد من الخصائص الغريبة للمادة على المستوى الكمومي، مثل التراكب الكمومي، والتشابك الكمومي، لتتمكن من معالجة المعلومات بطرق غير تقليدية وغير محدودة الإمكانيات. ومن خلال استخدام "الكيوبتات" بدلاً من "البتات"، يمكن للأنظمة الكمومية إجراء عمليات حسابية معقدة بسرعة وكفاءة تفوق قدرة الحواسيب التقليدية بمراحل. وتصاعد السباق في ديسمبر الماضي، حين كشفت جوجل عن حاسوب كمي تجريبي، يحتاج إلى خمس دقائق فقط لحل مسألة حسابية لا يمكن للحواسيب الخارقة الانتهاء منها خلال 10 سبتليون عام، وهي فترة أطول من عمر الكون المعروف. وقد تشكل التكنولوجيا التي أعلنت عنها مايكروسوفت قفزة عما أعلنته جوجل. وتقول مايكروسوفت، إن تقنيتها الجديدة ليست متقلبة وهشة كبقية التقنيات الكمية، وفق ما يكروسوفت التي تعتقد أن هذا يمكنها من استغلال هذه القوة بشكل فعال. ويشكك البعض في توصل مايكروسوفت إلى هذا الإنجاز فعلاً، وقال عدد من الأكاديميين إنه لن يتم بناء حاسوب كمي بشكل كامل لعقود مقبلة، ولكن علماء مايكروسوفت قالوا إن طرقهم ستساعد في الوصول إلى هذه النقطة في وقت أقرب. وقال تشيتان ناياك الذي قاد الفريق الذي قام ببناء هذه التكنولوجيا: "نحن نرى هذا كشيء يبعد عنا سنوات وليس عقود". وتضيف تكنولوجيا مايكروسوفت التي تم الإعلان عنها في ورقة بحثية نشرت في دورية نيتشر الأربعاء، زخماً إضافياً، يمكن أن يعيد تشكيل المشهد التقني. وبالإضافة إلى تسريع التطور عبر مجالات تكنولوجية وعلمية عدة، فإن الحواسيب الكمية، يمكنها أن تصبح قوية كفاية لكسر التشفير المستخدم لحماية أسرار الأمن القومي. ومن ثم، فإن أي تطورات في هذا المجال، يمكن أن تصبح لها عواقب جيوسياسية، وحتى فيما تستكشف الولايات المتحدة الحواسيب الكمية بشكل أساسي عبر شركات مثل مايكروسوفت، وعدد من الشركات الناشئة، فإن الحكومة الصينية قالت إنها ستستثمر 15.2 مليار دولار في هذه التقنية، وأعلن الاتحاد الأوروبي التزامه بـ7.2 مليار دولار. تكنولوجيا تجريبية والحواسيب الكمية التي تقوم على عقود من البحث في نوع من الفيزياء يسمى ميكانيكا الكم، لا تزال تكنولوجيا تجريبية. ولكن في السنوات الأخيرة، ومع تطورات من مايكروسوفت، وجوجل وآخرين، أصبح العلماء واثقين في أن هذه التكنولوجيا ستحقق أهدافها الموعودة. وقال أستاذ الفيزياء النظرية في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا فرانك ويلتشيك: "الحواسيب الكمية هي أفق مثير للفيزياء، وللعالم". كيف تعمل الحواسيب العادية؟ ولفهم الحواسيب الكمية، يجب الرجوع لكيفية عمل الحواسيب التقليدية. يعتمد الهاتف الذكي، أو اللابتوب، أو الكمبيوتر المكتبي على شريحة صغيرة مصنوعة من أشباه الموصلات، وهي مواد يمكنها توصيل الكهرباء في بعض، ولكن ليس كل الحالات. وتخزن هذه الشرائح وتعالج الأرقام، وتضيفها وتضربها، وهكذا، وتؤدي هذه الوظائف عبر معالجة أجزاء من المعلومات bits، ويحوي كل منها رقم 1 أو 0. ويعمل الحاسوب الكمي بشكل مختلف، فالـBit الكوانتمي، أو ما يسمى بـQuibt، يعتمد على السلوك الغريب للجزئيات دون الذرية، أو المواد الغريبة التي يمكن تبريدها لدرجات حرارة شديدة الانخفاض. وحين تصبح هذه الجزئيات صغيرة للغاية أو باردة للغاية، يمكن لجزء منها أن يتصرف وكأنه جزأين مختلفين في نفس الوقت، وعبر استغلال هذا السلوك، يمكن للعاماء بناء Quibt، يمكنه أن يحمل تركيبة 1 و0 في الوقت نفسه. ويعني هذا أن 2 Quibt يمكنهما أن يحملا 4 قيم في وقت واحد، ومع نمو عدد الـQuibt، يصبح الحاسوب الكمي أكثر قوة. أشباه موصلات خارقة وتستخدم الشركات تقنيات مختلفة لبناء هذه الأجهزة. في الولايات المتحدة، وتستخدم أغلب الشركات بما في ذلك جوجل، أشباه موصلات خارقة، وهي مواد توصل الكهرباء دون فقدان الطاقة التي تنقلها. وتتم صناعة أشباه الموصلات الخارقة، عبر تبريد الحديد إلى درجات حرارة شديدة الانخفاض. وراهنت مايكروسوفت على مقاربة مختلفة: جمع أشباه الموصلات العادية وأشباه الموصلات الخارقة. وعرض المبدأ الأساسي لهذه العملية مع الاسم topological qubit، لأول مرة في 1997، بواسطة العالم الفيزيائي الروسي الأميركي أليكسي كيتاييف. وبدأت الشركة العمل على هذا المشروع غير المعتاد، في بداية الألفينيات، حين لم يكن العديد من العلماء يعتقدون أن هذه التكنولوجيا ممكنة. وكان هذا هو أطول مشاريع مايكروسوفت. وقال ساتيا ناديلا المدير التنفيذي للشركة: "هذا أمر راهن عليه الـ3 مدراء التنفيذيين للشركة"، في إشارة إلى بيل جيتس الرئيس التنفيذي السابق للشركة ومؤسسها، وكذلك، ستيف بالمر الذي أدار الشركة في بداية الألفينات. وبنت الشركة حالياً جهازاً واحداً، جزء منه مصنوع من indium arsenide وهو نوع من أشباه الموصلات، وجزء ألومنيوم، وهو من أشباه الموصلات الخارقة التي تعمل في درجات حرارة منخفضة. وحين يتم تبريده إلى 400 درجة تحت الصفر، يبدأ في ممارسة سلوك من عالم آخر، يمكن أن يجعل الحواسيب الكمية ممكنة. وقال أستاذ الفيزياء في جامعة هارفارد فيليب كيم، إن اختراع مايكروسوفت الجديد هام؛ لأنه جزئيات المعلومات الكمية topological qubits يمكنها أن تسرع تطوير الحواسيب الكمية. وأضاف: "إذا عمل كل شيء، فإن أبحاث مايكروسوفت، قد تصبح ثورية". ولكن جايسون أليثيا أستاذ الفيزياء النظرية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا شكك فيما إذا كانت الشركة قد بنت الـ topological qubits بالفعل، قائلاً إنه من الصعب إثبات سلوك أنظمة الكوانتم. وتابع: "الـ topological qubits ممكنة من حديث المبدأ، وهناك توافق على أنها هدف يستحق العمل من أجله، ولكن يجب أن تتمكن من التحقق، من أن جهازاً يتصرف بالطرق السحرية التي تتوقع النظريات أن يؤدي بها، وإلا فإن الواقع قد يكون أقل وردية للحواسيب الكمية. ومن حسن الحظ أن مايكروسوفت تحاول ذلك الآن". وقالت مايكروسوفت إنها بنت 8 topological qubit، ولكنها ليست قادرة بعد على إجراء العمليات الحسابية التي تغير من طبيعة الحوسبة، ولكن باحثي الشركة يرون أن هذه خطوة، نحو بناء شيء أكثر قوة. وأضافت الشركة أنه حالياً، فإن هذه التكنولوجيا تنتج الكثير من الأخطاء، ما يجعلها غير مفيدة حالياً، ويعمل العلماء على وسائل لتقليل الأخطاء. والعام الماضي، أعلنت جوجل أنها زادت عدد الـQuibts التي يمكن أن تقلل عدد الأخطاء عبر تقنيات حسابية معقدة. وسيكون تصحيح الأخطاء أقل تعقيداً، وأكثر فعالية إذا استطاعت مايكروسوفت الوصول إلى topological qubits أفضل. مشكلة معقدة وفيما تتمكن الـQuibts من حمل أكثر من قيمة في الوقت نفسه، فإنها تواجه مشكلة معقدة، وهي أنه حين يحاول العلماء قراءة المعلومات المخزنة فيها، فإن الـQubits تزيل الترابط، وتنهار إلى وحدات bit تقليدية، لا يمكنها حمل سوى 1 أو 0. ويعني هذا أنه حين يحاول العلماء قراءة الـQuibts فإنها تفقد قوتها، لذا يحاول العلماء العمل على طريقة للتغلب على ذلك. وتعتقد مايكروسوفت أنها قادرة على حل هذه المشكلة أسرع من جوجل، لأن الـTopolgical Quibts تتصرف بشكل مختلف وهي نظرياً، أقل عرضة للانهيار حين يحاول العلماء قراءتها.