أحدث الأخبار مع #العلاج_الكيميائي


الرجل
منذ 6 أيام
- صحة
- الرجل
دراسة صينية: العلاج الكيميائي قد يوقظ خلايا السرطان الخاملة
في اكتشاف يفتح بابًا جديدًا في فهم آلية انتشار الأورام، توصّل فريق من الباحثين الصينيين إلى أن العلاج الكيميائي قد يلعب دورًا غير متوقع في تسريع انتقال السرطان إلى أعضاء أخرى، من خلال تحفيز ما يُعرف بـ"إيقاظ الخلايا السرطانية الخاملة". وتأتي هذه النتائج من دراسة حديثة نُشرت في المجلة العلمية المحكمة Cancer Cell، وتناولت العلاقة المباشرة بين بعض أدوية العلاج الكيميائي وانتقال سرطان الثدي إلى الرئتين. أوضح الفريق أن الأدوية المستخدمة على نطاق واسع مثل دوكسوروبيسين (Doxorubicin) وسيسبلاتين (Cisplatin)، يمكن أن تُحفّز تكاثر الخلايا السرطانية التي دخلت في حالة "السبات" بعد السيطرة على الورم الأولي. هذه الخلايا، رغم أنها لا تكون نشطة أو ظاهرة طبيًا، قد تعود فجأة إلى النمو والنشاط، مما يُمهّد لظهور الأورام الثانوية أو ما يُعرف بالانتقال النقلي للسرطان، لا سيما في الرئتين. ما علاقة الدراسة بسرطان الثدي وانتشاره إلى الرئتين؟ ركز الباحثون في هذه الدراسة على سرطان الثدي تحديدًا، حيث أظهرت التجارب أن العلاج الكيميائي يمكن أن يُحدث نتيجة عكسية عند بعض المريضات، تتمثل في استفاقة الخلايا السرطانية الخاملة وانتقالها إلى أعضاء مثل الرئتين. وأكدت الدراسة أن هذه الظاهرة تحدث رغم استئصال الورم الأساسي ونجاح العلاج التقليدي، ما يفسّر عودة المرض بشكل مفاجئ بعد أشهر أو حتى سنوات من العلاج. دراسة صينية: العلاج الكيميائي قد يوقظ خلايا السرطان الخاملة - Shutterstock النتائج، التي جاءت بعد تجارب مخبرية على نماذج من الفئران، أظهرت أن استخدام بعض العقاقير بالتزامن مع العلاج الكيميائي يمكن أن يثبط هذه الظاهرة، ويمنع استفاقة تلك الخلايا. وبدأ بالفعل اختبار سريري على مرضى بسرطان الثدي، للتحقق من فعالية هذه الاستراتيجية العلاجية المشتركة. كيف يمكن أن تؤثر هذه النتائج على مستقبل علاج السرطان؟ تسلّط هذه الدراسة الضوء على ضرورة فهم أعمق لتأثيرات العلاج الكيميائي، بعيدًا عن كونه وسيلة للقضاء على الخلايا النشطة فقط. وعلّق الباحثون بالقول: "لقد قدمنا أدلة مباشرة على ظاهرة إيقاظ الخلايا الخاملة، وكشفنا عن آلية جديدة قد تفسر التأثير السلبي للعلاج الكيميائي على انتقال السرطان." يُذكر أن دراسات سابقة في الولايات المتحدة كانت قد أشارت إلى أن العلاج الإشعاعي بجرعات عالية قد يؤدي أيضًا إلى نمو أورام جديدة في أماكن مختلفة من الجسم، في ظاهرة مشابهة. هذه المعطيات الجديدة قد تُعيد صياغة أساليب العلاج وتوجيه الأبحاث نحو استراتيجيات أكثر أمانًا وفاعلية، خاصة لدى المرضى المعرضين لخطر عودة المرض في المستقبل.

LBCI
١٨-٠٧-٢٠٢٥
- صحة
- LBCI
ما حصل مع هذا الرجل صادم: عانى من صداع نصفي لمدة 6 أيام ولكن ما اكتشفه قلب حياته!
عانى رجل يُدعى براندن نيومان من صداع نصفي في أواخر شهر نيسان الفائت، استمر 6 أيام وجعله عاجزاً عن تناول الطعام وأصابه بالدوار والغثيان. وكان براندن الذي عانى من الصداع النصفي منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، يتناول عادةً مسكنات للألم تُصرف من دون وصفة طبية. ومع استمرار الصداع لوقت طويل، نُقل براندن إلى المستشفى حيث كشفت الفحوصات عن وجود كتلة كبيرة في رأسه التفت حول أحد أوعيته الدموية الحيوية. وشخص الأطباء إصابة براندن بورم أرومي دبقي، وهو أحد أكثر أنواع سرطان الدماغ عدوانية وفتكًا. وأجرى براندن جراحة لإزالة الورم حيث استأصل الأطباء جزءًا من جمجمته لإزالة 90 في المئة من الورم، ولكنه أصيب بسكتة دماغية أثناء الجراحة بسبب تشنج أحد أوعيته الدموية الرئيسية. وخضع براندن للعلاج الإشعاعي لمدة 6 أسابيع، تلاه علاج كيميائي أسبوعي لمدة 6 أشهر للقضاء على خلايا الورم، وهو الآن يخضع لعلاج كيميائي يومي.


الشرق السعودية
١٨-٠٧-٢٠٢٥
- صحة
- الشرق السعودية
علاج جديد لسرطان الغدد الليمفاوية يحافظ على الخصوبة
كشفت دراسة دولية حديثة أن المصابين صغار السن بسرطان الغدد الليمفاوية من نوع هودجكين المتقدم؛ باتت لديهم فرصة أفضل في الحفاظ على خصوبتهم وإنجاب أطفال بعد التعافي من المرض، وذلك بفضل بروتوكول علاج كيميائي جديد يُعرف باسم BrECADD. ويتكون البروتوكول العلاجي الجديد BrECADD من مجموعة أدوية مضادة للسرطان، لكن من أبرز ما يميّزه هو أنه يستبدل بعض الأدوية القديمة الشديدة السمية بأدوية أحدث وأقل ضرراً على الرئتين والهرمونات التناسلية. وأظهرت الدراسة أن المرضى الذين عولجوا بهذا النظام لديهم فرص أعلى في استعادة وظائف الإنجاب بعد الشفاء، خصوصاً الرجال، وكل ذلك دون أن يقل تأثير العلاج في القضاء على السرطان. سرطان الغدد الليمفاوية لطالما كان سرطان الغدد الليمفاوية المعروف باسم "هودجكين" الكلاسيكي يصيب عادة الشباب في مقتبل العمر، وكانت العلاجات المكثفة، رغم فعاليتها العالية في القضاء على المرض، تحمل معها خطراً كبيراً للإصابة بالعقم الدائم أو ضعف الخصوبة، وقد أثر ذلك بشكل كبير على جودة حياة الناجين ورغبتهم في الإنجاب. أُجري التحليل الثانوي ضمن تجربة HD21 السريرية، التي شملت 233 مركزاً في تسع دول، وقارنت بين نظامي eBEACOPP، و BrECADD للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين" الكلاسيكي المتقدم. يُعد نظاما eBEACOPP، وBrECADD من أهم أنظمة العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج الحالات المتقدمة من سرطان الغدد اللمفاوية من نوع هودجكين، لكن بينهما فروق جوهرية تؤثر بشكل مباشر على حياة المريض بعد العلاج، خصوصاً في ما يتعلق بالخصوبة والآثار الجانبية. فالنظام التقليدي eBEACOPP يُعتبر فعالاً جداً في السيطرة على المرض، لكنه يتكوّن من مجموعة أدوية قوية وسامة، من بينها دواء يُعرف بتأثيره الشديد على الخصوبة يُسمى "بروكاربازين"، والذي يمكن أن يسبب أضراراً دائمة للغدد التناسلية، خاصة عند الرجال، كما أن هذا النظام يحتوي على دواء آخر يُعرف بتأثيره السلبي على الرئتين، ما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات صحية طويلة الأمد. في المقابل، يأتي النظام الجديد BrECADD كمحاولة لتقليل هذه الأضرار دون التأثير على فعالية العلاج، إذ تم استبدال الأدوية الأشد سمّية بأدوية أقل ضرراً، مثل استبدال "بروكاربازين" بـ"داكاربازين"، وهو دواء له فعالية ضد السرطان لكن تأثيره على الخصوبة أقل بكثير. كما يعتمد BrECADD على دواء موجّه حديث يساعد في استهداف الخلايا السرطانية بدقة، ما يقلل من الأثر السلبي على باقي أنسجة الجسم. وتقول نتائج الدراسة المنشورة في دورية "لانسيت أونكولوجي" إن معدلات استعادة وظيفة المبيض عند النساء بعد 4 سنوات من العلاج بـBrECADD بلغت نسبة مذهلة تُقدر بـ95.3%، مقارنة بـ73.3% فقط في مجموعة eBEACOPP. وبالنسبة للرجال، كانت الفروقات أكثر وضوحاً، حيث سجلت مجموعة BrECADD معدل استعادة لوظيفة الغدد التناسلية بنسبة 85.6% بعد 4 سنوات، مقابل 39.7% فقط في مجموعة eBEACOPP. سرطان الغدد اللمفاوية نوع من أنواع السرطان يصيب الجهاز اللمفاوي، وهو جزء من جهاز المناعة المسؤول عن مكافحة العدوى. يتسم بوجود خلايا غير طبيعية تُعرف باسم "خلايا ريد-ستيرنبرج"، وهي علامة مميزة لهذا النوع من السرطان. يبدأ غالباً في العقد اللمفاوية، مثل الموجودة في الرقبة أو تحت الإبط أو في الصدر، وقد ينتشر تدريجياً إلى أجزاء أخرى من الجسم. يصيب عادةً الشباب بين سن 15 و35 عاماً، لكنه قد يصيب كبار السن أيضاً. من أعراضه الشائعة تضخُّم غير مؤلم في العقد اللمفاوية، وتعرّق ليلي شديد، وفقدان الوزن بدون سبب، والحمى المتكررة، والحكة المزعجة، والتعب العام. يُعتبر من الأنواع القابلة للشفاء بنسبة عالية، خاصة عند اكتشافه مبكراً وبدء العلاج المناسب. يُعالج عادةً باستخدام العلاج الكيميائي وأحياناً بالعلاج الإشعاعي. هرمونات الخصوبة كانت مستويات الهرمونات الدالة على الخصوبة، مثل هرمون AMH لدى النساء وهرمون Inhibin B لدى الرجال، أعلى بشكل عام في المجموعة التي تلقت علاج BrECADD. لم تقتصر الفوائد على استعادة وظائف الغدد التناسلية فحسب، بل امتدت إلى النتائج الفعلية المتعلقة بالإنجاب؛ فبعد 5 سنوات من العلاج، كانت معدلات الأبوة، إنجاب طفل واحد على الأقل، أعلى بكثير في الرجال الذين تلقوا علاج BrECADD (9.3%)، مقارنة بمن تلقوا eBEACOPP (3.3%)، مما يؤكد التأثير الإيجابي على خصوبة الذكور. بينما كانت معدلات الأمومة أعلى في مجموعة BrECADD (19.3%) مقارنة بـeBEACOPP (17.1%)، لم يكن الفرق ذو دلالة إحصائية كبيرة في النساء، ولكن الفارق لا يزال يوحي بوجود اتجاه إيجابي. بشكل عام، تم الإبلاغ عن 92 حالة حمل بين المريضات، و36 حالة حمل بين شريكات المرضى الذكور، وأدت هذه الحالات إلى 108 ولادات، 59 منها في مجموعة BrECADD و40 في مجموعة eBEACOPP. يُعزى التحسن اللافت في الحفاظ على الخصوبة بعد علاج هودجكين إلى تعديل مهم في تركيبة العلاج الجديد BrECADD، إذ تم استبدال عقار "بروكاربازين" المعروف بتأثيره الضار والدائم على الغدد التناسلية، بعقار "داكاربازين" الذي يتمتع بفعالية مماثلة ضد الخلايا السرطانية، لكن بسمّية أقل على الجهاز التناسلي. وجاء التغيير كجزء من استراتيجية تهدف إلى تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، دون المساومة على قدرته في السيطرة على الورم. وتشير نتائج الدراسة إلى أن BrECADD يُحقق فعالية علاجية عالية، مع تقليل واضح لمخاطر تلف الخصوبة، خصوصاً لدى المرضى الشباب الذين يرغبون في الإنجاب مستقبلاً. وتُعد هذه الدراسة أول تحليل مفصل يُظهر كيف يمكن للعلاج الجديد أن يحافظ على وظيفة الغدد التناسلية، مقارنةً بالبروتوكول القياسي السابق، ما يعزز مكانة BrECADD كخيار علاجي متقدم ومراعٍ لجودة الحياة بعد الشفاء. وتؤكد هذه النتائج أهمية توفير نظام BrECADD كخط علاج أول لسرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين" الكلاسيكي المتقدم، خصوصاً للمرضى الذين يخططون للإنجاب، كما تسلط الضوء على ضرورة الاستمرار في تقييم وظائف الغدد التناسلية في التجارب السريرية للعلاجات الجديدة للسرطان، لتقديم صورة شاملة عن الآثار طويلة المدى على جودة حياة المرضى. ويقول الباحثون إنه وبفضل هذه الدراسة، أصبح لدى الأطباء والمرضى خيار علاجي أكثر أماناً وفعالية، يجمع بين القضاء على المرض والحفاظ على حلم الأبوة والأمومة.


الجزيرة
١٨-٠٧-٢٠٢٥
- صحة
- الجزيرة
ابتكارات اضطرارية.. الغزيون يواجهون النقص بصناعة بدائلهم
غزة- لم يتخيل أسامة القُرعان يوما أن يتسلل إلى الأراضي الزراعية النائية شرق دير البلح وسط قطاع غزة ، باحثا عن نبتة برية تدعى "القضاب"، قيل له إنها تنمو بتلك المناطق في أطراف "أرض العجين"، وقد تخفف من آلام والدته المصابة بسرطان الثدي. ولم تكن مغامرته سوى خيار أخير حمل فيها أسامة روحه على كفه، بعد أن نصحه بذلك الدواء كثيرون، إثر توقف والدته عن تلقي جرعات العلاج الكيميائي بالمستشفى الأوروبي في خان يونس قبل شهرين، المتوقف عن الخدمة لوقوعه ضمن منطقة الإخلاء التي أجبر الاحتلال سكانها على النزوح، ليُترك المرضى وأهاليهم بلا بدائل، سوى التشبث بأي أمل ضئيل. أمام هذا الانقطاع الحاد للعلاج، وجد أسامة نفسه كغريق يتعلق بقشة، وراح يقتحم تلك المناطق المحظورة مرة تلو أخرى، يجمع حزما خضراء من العشبة التي قال البعض إنها انقرضت، بينما أكد آخرون أنها تنمو بمناطق باتت شديدة الخطورة، لكن الخوف لم يكن في حسبان أسامة، الذي قال للجزيرة نت، "كنت أجد العشبة بين الحقول المهجورة، أغليها لأمي مرتين في اليوم، وفعلا الفحوصات الأخيرة أظهرت تحسنا واضحا". ابتكار البديل تبدو محاولة أسامة للبحث عن بديل مسألة شخصية، لكنها في الحقيقة صورة مكثفة لحال مليوني غزي بات التكيف مع الندرة التي يعانونها نمطا يوميا في حياتهم، فكما يكابد المرضى وذووهم بحثا عما يقيهم الهلاك، فإن الأطباء بدورهم يخوضون معركة النجاة بما تيسر. وقد حولهم الحصار إلى "مبتكرين قسريين"، يبحثون بين الأنقاض عن بدائل لم تصمم أصلا للطب، بعد ما طالت يد العجز أساسيات العمل الجراحي، وتركتهم في مواجهة الجرح والنزيف والموت. يروي مدير المستشفى المعمداني في غزة، الدكتور فضل نعيم، للجزيرة نت، "نضطر أحيانا لاستخدام مقداح صناعي يستعمل في الحدادة والنجارة، لتثبيت الصفائح في كسور المرضى، بعد تعقيمه يدويا". وفي موقف آخر عثر في أحد المخازن المهجورة بالمستشفى ذاته على مثبت خشبي قديم يعود لعقود مضت، كان من المفترض أن يعرض في متحف طبي، لكنه استخدم فعلا لإنقاذ مريض لم يعثر له على بديل، بل إن الأطباء أجبروا على نزع صفائح معدنية من أجساد مصابين سابقين، وقاموا بتعقيمها لإعادة استخدامها. ومع انعدام فرشات المرضى، جرى استبدالها بأخرى إسفنجية منزلية، لا تقي من التقرحات ولا تحفظ حرارة الجسد، لكنها على الأقل تفصل الجسد عن أرض الغرفة. ويختم نعيم قائلا: "في ظل الضرورة، لا شيء يُستثنى، نستعمل ما ينقذ الأرواح، حتى لو لم نتبع فيه المعايير الطبيعية". بدائل الوقود وفيما كان الأطباء يبتكرون حلولهم داخل غرف العمليات، كانت طواقم الإسعاف تخوض معركة أخرى لا تقل خطورة، ويقول مدير الخدمات الطبية، فارس عفانة، للجزيرة نت، إن 80% من مركبات الإسعاف خرجت عن الخدمة، بعضها دمر تحت القصف، وآخر تعطل دون قطع غيار ولا ورشات صيانة. وفي مواجهة هذا الانهيار، لم يكن أمامهم إلا حل واحد يكمن بتحويل سيارات مدنية إلى إسعافات بديلة، حيث استعاروا مركبتي نقل عام، ثم فككوا مقاعدها، وثبتوا فيها سريرا بدائيا وخزانة إسعاف، وطلوها يدويا بالأبيض، وألصقوا عليها شريطا أحمر كتب عليه "إسعاف". ولم تكن هذه المشاهد سوى جزء من صورة أشمل، ففي الخطوط الأمامية حيث يعمل الدفاع المدني بلا آليات إنقاذ ولا معدات ثقيلة، كانت أياديهم العارية للنبش بين الأنقاض بحثا عن الناجين بديلا أولا، كما اضطروا لاستخدام "جكات" (رافعات سيارات) لرفع الأسقف المنهارة. ومع نفاد الوقود لجؤوا إلى تصنيع وقود بديل من البلاستيك، وفق المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، الذي قال للجزيرة نت، إنهم اضطروا لاستخدام الوقود الصناعي لتشغيل مركباتهم القليلة التي ما زالت تعمل، حيث يصنع بطرق بدائية عبر حرق البلاستيك. أما بلدية غزة، فلجأت إلى تفريغ ما تبقى من وقود من داخل خزانات السيارات المعطوبة والمقصوفة، وحتى من بعض المولدات المتوقفة، لتشغيل المضخات، يقول المتحدث باسم البلدية، عاصم النبيه، للجزيرة نت. ولم تتوقف أزمة الطاقة عند مركبات الدفاع المدني والبلدية، بل انسحبت إلى كل تفاصيل الحياة اليومية، فمع الأيام الأولى للعدوان، أوقف الاحتلال دخول الغاز المنزلي بشكل شبه كامل، ومنذ ذلك الحين ولشهور طويلة كان الحطب أول البدائل لغاز الطهي. لكن مع الوقت شح وارتفع ثمنه، ولم يبق أمام الناس سوى ما تبقى من أشيائهم القديمة من ملابس ممزقة، وكرتون، وبلاستيك، وحتى القمامة، كما لجأ البعض للكحول الطبي رغم مخاطره الكبيرة. طعام "اللامعقول" أما على موائد الغزيين، فلم تعد للوجبات رائحة ولا للطعام طقوس، كل طبق صار مرآة للعجز، ومزيجا من البدائل، تقول أم خالد في مقابلة مع الجزيرة نت "حين لم نعثر على الدجاج أو اللحم، كنا نطهوا بمكعبات المرق (الماجي)، وحين نفدت من الأسواق، لم نجد في النهاية سوى مكملات الأطفال الغذائية التي تحتوي على نكهة الدجاج، فاستخدمناها في الطهي". أما البيض، فقد أصبح رفاهية نادرة يتجاوز سعره 7 دولارات، فاستعيض عنه بـ"بودرة البيض" في بعض الحلويات، ولمّا اختفت القهوة من الأسواق، لجأت السيدات لحرق بذور الحمص وطحنه وإضافة الهيل، ليصنعن مشروبا مرا لا يشبه القهوة إلا لونها الداكن. وحين وصل سعر كيلو السكر لـ130 دولارا وصار يختفي من الأسواق، استبدله الغزيون بـ"الغلوكوز" الذي يباع بالقطارة، إذ يصل سعر الغرام الواحد منه نحو 8 دولارات. ولانعدام البصل والثوم تستخدم السيدات بودرتهما، ويطبخن ورق التوت عوضا عن ورق العنب، كما استخدمن المعكرونة والعدس والحمص كبديل للدقيق لصنع الخبز. وفي ظل هذا الانهيار، لا يبدو أن البدائل توقفت عند المعقول، حيث يقول بائع للجزيرة نت -لم يكشف هويته- إنهم استخدموا شراب "الأكامول" (دواء مسكن الأطفال)، في صنع المثلجات، ويضيف "طعمه حلو ويوفر علينا الأصباغ"، في حين يواصل الأطباء تحذيراتهم من تلك البدائل التي تحولت من اضطرار إلى مخاطرة. مآسي الخيام وفي نهاية هذه الاستعراض من البدائل القسرية، تقف الخيام كأشدها قسوة ووجعا، فهي ليست مجرد استبدال طعام بطعام، أو دواء بآخر، بل استبدلت البيوت بما تحمله من دفء وذكريات وأمان، بقطع قماش مهترئة لا ترد بردا ولا تصد حرا، نصبت على الأرصفة، وفي عراء الشوارع، حيث لا كهرباء، ولا ماء، ولا خصوصية، ومع ذلك تدار حياة كاملة بمحاولات يومية للبقاء. تزيح أم عمرو الستار القماشي لتكشف للجزيرة نت عن المكان الذي يقضون فيه حاجتهم الخاصة، قائلة: "دلو بلاستيكي أو حفرة تدفن مرات عدة في اليوم"، ومع انعدام توفر حفاضات الأطفال أو ارتفاع ثمنها إلى 6 دولارات للقطعة، اضطرت إلى استخدام شرائط قماش أو نايلون تُغسل وتُعاد. وعلى الجانب الآخر، أكياس معبأة بالرمل يجلس عليها الأطفال بدلا من الكراسي. تقول أم عمرو: "غسلنا الصحون بالرمل بدلا من سائل الجلي، وتركنا غالونات الماء تحت الشمس لساعات للاستحمام". وتكمل بمرارة: "نقف للاستحمام في أوعية كبيرة، ونعيد استخدام الماء نفسه لغسل الملابس". معركة يومية لجعل الحياة ممكنة في قلب اللاممكن، فكل ابتكار اضطراري صنع على طريقة غزة، التي يقول أبناؤها إن كل الحلول لم تسعفهم لإيجاد بديل عن إنسانية مفقودة، حيث اختفت رحمة العالم دون أن يجدوا بديلا عنها.


رائج
١٥-٠٧-٢٠٢٥
- صحة
- رائج
تقنية تحمي مرضى السرطان من تساقط الشعر خلال العلاج الكيميائي
تمكن باحثون من جامعة شيفيلد هالام في بريطانيا من تطوير أسلوب علاجي جديد يُعد نقطة تحول مهمة في مجال العناية الداعمة لمرضى السرطان، إذ يجمع بين تقنية تبريد فروة الرأس واستخدام مستحضرات موضعية غنية بمضادات الأكسدة، من أجل الحد من فقدان الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي. وتعتمد التقنية على استخدام "قبعات التبريد"، وهي أغطية رأس مخصصة تُستخدم أثناء جلسات العلاج الكيميائي لتقليل تدفق الدم إلى فروة الرأس، ما يقلل من كمية الدواء الكيميائي التي تصل إلى بصيلات الشعر. وأوضحت نتائج الدراسة أن خفض درجة حرارة فروة الرأس إلى 18 درجة مئوية يحد من تلف بصيلات الشعر، بينما ثبت أن التبريد بدرجة 26 مئوية لا يوفر نفس المستوى من الحماية. وإلى جانب التبريد، كشفت التجارب عن أن استخدام مستحضرات موضعية تحتوي على مضادات أكسدة مثل "ريسفيراترول" الموجود في العنب الأحمر والفول السوداني، بالإضافة إلى مكمل "N-Acetylcysteine"، الذي يمكن أن يعزز قدرة البصيلات على مقاومة التأثيرات السامة للعلاج، وقد وصف الباحثون هذا الدمج بأنه "سلاح مزدوج قوي"، يجمع بين حماية فسيولوجية وعلاجية فعالة. اقرأ أيضاً: كيف تبدأ علامات سرطان الثدي؟.. 10 إشارات تستدعي الانتباه وفي سياق الدراسة المنشورة بمجلة "Frontiers of Pharmacology"، قام الفريق البحثي بعزل بصيلات شعر من فروة الرأس وزراعتها معمليًا، قبل تعريضها للعلاج الكيميائي. وأظهرت النتائج أن الخلايا المسؤولة عن نمو الشعر، والتي تتسم بانقسامها السريع، تتعرض للموت نتيجة سمية الدواء، إلا أن تبريد البيئة المحيطة بها يحول دون هذا التأثير، بشرط ضبط درجة الحرارة بدقة. وقال الدكتور نيك جورجوبولوس، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الخلوي بجامعة شيفيلد هالام، إن العلاج الكيميائي لا يميّز بين الخلايا السرطانية وتلك السليمة ذات الانقسام السريع، مثل خلايا بصيلات الشعر. وأضاف: "التبريد يبطئ نشاط هذه الخلايا ويمنع موتها، لكنّ نجاح هذه التقنية يتطلب استخدام درجة الحرارة المناسبة"، مشيرًا إلى أن مضادات الأكسدة الموضعية يمكن أن تعوّض أي خلل في درجة التبريد وتوفر حماية إضافية. اقرأ أيضاً: سرطان المبيض.. تعرف على الأسباب والأعراض وطرق العلاج