logo
علاج جديد لسرطان الغدد الليمفاوية يحافظ على الخصوبة

علاج جديد لسرطان الغدد الليمفاوية يحافظ على الخصوبة

الشرق السعودية١٨-٠٧-٢٠٢٥
كشفت دراسة دولية حديثة أن المصابين صغار السن بسرطان الغدد الليمفاوية من نوع هودجكين المتقدم؛ باتت لديهم فرصة أفضل في الحفاظ على خصوبتهم وإنجاب أطفال بعد التعافي من المرض، وذلك بفضل بروتوكول علاج كيميائي جديد يُعرف باسم BrECADD.
ويتكون البروتوكول العلاجي الجديد BrECADD من مجموعة أدوية مضادة للسرطان، لكن من أبرز ما يميّزه هو أنه يستبدل بعض الأدوية القديمة الشديدة السمية بأدوية أحدث وأقل ضرراً على الرئتين والهرمونات التناسلية.
وأظهرت الدراسة أن المرضى الذين عولجوا بهذا النظام لديهم فرص أعلى في استعادة وظائف الإنجاب بعد الشفاء، خصوصاً الرجال، وكل ذلك دون أن يقل تأثير العلاج في القضاء على السرطان.
سرطان الغدد الليمفاوية
لطالما كان سرطان الغدد الليمفاوية المعروف باسم "هودجكين" الكلاسيكي يصيب عادة الشباب في مقتبل العمر، وكانت العلاجات المكثفة، رغم فعاليتها العالية في القضاء على المرض، تحمل معها خطراً كبيراً للإصابة بالعقم الدائم أو ضعف الخصوبة، وقد أثر ذلك بشكل كبير على جودة حياة الناجين ورغبتهم في الإنجاب.
أُجري التحليل الثانوي ضمن تجربة HD21 السريرية، التي شملت 233 مركزاً في تسع دول، وقارنت بين نظامي eBEACOPP، و BrECADD للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين" الكلاسيكي المتقدم.
يُعد نظاما eBEACOPP، وBrECADD من أهم أنظمة العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج الحالات المتقدمة من سرطان الغدد اللمفاوية من نوع هودجكين، لكن بينهما فروق جوهرية تؤثر بشكل مباشر على حياة المريض بعد العلاج، خصوصاً في ما يتعلق بالخصوبة والآثار الجانبية.
فالنظام التقليدي eBEACOPP يُعتبر فعالاً جداً في السيطرة على المرض، لكنه يتكوّن من مجموعة أدوية قوية وسامة، من بينها دواء يُعرف بتأثيره الشديد على الخصوبة يُسمى "بروكاربازين"، والذي يمكن أن يسبب أضراراً دائمة للغدد التناسلية، خاصة عند الرجال، كما أن هذا النظام يحتوي على دواء آخر يُعرف بتأثيره السلبي على الرئتين، ما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات صحية طويلة الأمد.
في المقابل، يأتي النظام الجديد BrECADD كمحاولة لتقليل هذه الأضرار دون التأثير على فعالية العلاج، إذ تم استبدال الأدوية الأشد سمّية بأدوية أقل ضرراً، مثل استبدال "بروكاربازين" بـ"داكاربازين"، وهو دواء له فعالية ضد السرطان لكن تأثيره على الخصوبة أقل بكثير.
كما يعتمد BrECADD على دواء موجّه حديث يساعد في استهداف الخلايا السرطانية بدقة، ما يقلل من الأثر السلبي على باقي أنسجة الجسم.
وتقول نتائج الدراسة المنشورة في دورية "لانسيت أونكولوجي" إن معدلات استعادة وظيفة المبيض عند النساء بعد 4 سنوات من العلاج بـBrECADD بلغت نسبة مذهلة تُقدر بـ95.3%، مقارنة بـ73.3% فقط في مجموعة eBEACOPP.
وبالنسبة للرجال، كانت الفروقات أكثر وضوحاً، حيث سجلت مجموعة BrECADD معدل استعادة لوظيفة الغدد التناسلية بنسبة 85.6% بعد 4 سنوات، مقابل 39.7% فقط في مجموعة eBEACOPP.
سرطان الغدد اللمفاوية نوع من أنواع السرطان يصيب الجهاز اللمفاوي، وهو جزء من جهاز المناعة المسؤول عن مكافحة العدوى.
يتسم بوجود خلايا غير طبيعية تُعرف باسم "خلايا ريد-ستيرنبرج"، وهي علامة مميزة لهذا النوع من السرطان.
يبدأ غالباً في العقد اللمفاوية، مثل الموجودة في الرقبة أو تحت الإبط أو في الصدر، وقد ينتشر تدريجياً إلى أجزاء أخرى من الجسم.
يصيب عادةً الشباب بين سن 15 و35 عاماً، لكنه قد يصيب كبار السن أيضاً.
من أعراضه الشائعة تضخُّم غير مؤلم في العقد اللمفاوية، وتعرّق ليلي شديد، وفقدان الوزن بدون سبب، والحمى المتكررة، والحكة المزعجة، والتعب العام.
يُعتبر من الأنواع القابلة للشفاء بنسبة عالية، خاصة عند اكتشافه مبكراً وبدء العلاج المناسب.
يُعالج عادةً باستخدام العلاج الكيميائي وأحياناً بالعلاج الإشعاعي.
هرمونات الخصوبة
كانت مستويات الهرمونات الدالة على الخصوبة، مثل هرمون AMH لدى النساء وهرمون Inhibin B لدى الرجال، أعلى بشكل عام في المجموعة التي تلقت علاج BrECADD.
لم تقتصر الفوائد على استعادة وظائف الغدد التناسلية فحسب، بل امتدت إلى النتائج الفعلية المتعلقة بالإنجاب؛ فبعد 5 سنوات من العلاج، كانت معدلات الأبوة، إنجاب طفل واحد على الأقل، أعلى بكثير في الرجال الذين تلقوا علاج BrECADD (9.3%)، مقارنة بمن تلقوا eBEACOPP (3.3%)، مما يؤكد التأثير الإيجابي على خصوبة الذكور.
بينما كانت معدلات الأمومة أعلى في مجموعة BrECADD (19.3%) مقارنة بـeBEACOPP (17.1%)، لم يكن الفرق ذو دلالة إحصائية كبيرة في النساء، ولكن الفارق لا يزال يوحي بوجود اتجاه إيجابي.
بشكل عام، تم الإبلاغ عن 92 حالة حمل بين المريضات، و36 حالة حمل بين شريكات المرضى الذكور، وأدت هذه الحالات إلى 108 ولادات، 59 منها في مجموعة BrECADD و40 في مجموعة eBEACOPP.
يُعزى التحسن اللافت في الحفاظ على الخصوبة بعد علاج هودجكين إلى تعديل مهم في تركيبة العلاج الجديد BrECADD، إذ تم استبدال عقار "بروكاربازين" المعروف بتأثيره الضار والدائم على الغدد التناسلية، بعقار "داكاربازين" الذي يتمتع بفعالية مماثلة ضد الخلايا السرطانية، لكن بسمّية أقل على الجهاز التناسلي.
وجاء التغيير كجزء من استراتيجية تهدف إلى تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، دون المساومة على قدرته في السيطرة على الورم.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن BrECADD يُحقق فعالية علاجية عالية، مع تقليل واضح لمخاطر تلف الخصوبة، خصوصاً لدى المرضى الشباب الذين يرغبون في الإنجاب مستقبلاً.
وتُعد هذه الدراسة أول تحليل مفصل يُظهر كيف يمكن للعلاج الجديد أن يحافظ على وظيفة الغدد التناسلية، مقارنةً بالبروتوكول القياسي السابق، ما يعزز مكانة BrECADD كخيار علاجي متقدم ومراعٍ لجودة الحياة بعد الشفاء.
وتؤكد هذه النتائج أهمية توفير نظام BrECADD كخط علاج أول لسرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين" الكلاسيكي المتقدم، خصوصاً للمرضى الذين يخططون للإنجاب، كما تسلط الضوء على ضرورة الاستمرار في تقييم وظائف الغدد التناسلية في التجارب السريرية للعلاجات الجديدة للسرطان، لتقديم صورة شاملة عن الآثار طويلة المدى على جودة حياة المرضى.
ويقول الباحثون إنه وبفضل هذه الدراسة، أصبح لدى الأطباء والمرضى خيار علاجي أكثر أماناً وفعالية، يجمع بين القضاء على المرض والحفاظ على حلم الأبوة والأمومة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة صينية: العلاج الكيميائي قد يوقظ خلايا السرطان الخاملة
دراسة صينية: العلاج الكيميائي قد يوقظ خلايا السرطان الخاملة

الرجل

time١٩-٠٧-٢٠٢٥

  • الرجل

دراسة صينية: العلاج الكيميائي قد يوقظ خلايا السرطان الخاملة

في اكتشاف يفتح بابًا جديدًا في فهم آلية انتشار الأورام، توصّل فريق من الباحثين الصينيين إلى أن العلاج الكيميائي قد يلعب دورًا غير متوقع في تسريع انتقال السرطان إلى أعضاء أخرى، من خلال تحفيز ما يُعرف بـ"إيقاظ الخلايا السرطانية الخاملة". وتأتي هذه النتائج من دراسة حديثة نُشرت في المجلة العلمية المحكمة Cancer Cell، وتناولت العلاقة المباشرة بين بعض أدوية العلاج الكيميائي وانتقال سرطان الثدي إلى الرئتين. أوضح الفريق أن الأدوية المستخدمة على نطاق واسع مثل دوكسوروبيسين (Doxorubicin) وسيسبلاتين (Cisplatin)، يمكن أن تُحفّز تكاثر الخلايا السرطانية التي دخلت في حالة "السبات" بعد السيطرة على الورم الأولي. هذه الخلايا، رغم أنها لا تكون نشطة أو ظاهرة طبيًا، قد تعود فجأة إلى النمو والنشاط، مما يُمهّد لظهور الأورام الثانوية أو ما يُعرف بالانتقال النقلي للسرطان، لا سيما في الرئتين. ما علاقة الدراسة بسرطان الثدي وانتشاره إلى الرئتين؟ ركز الباحثون في هذه الدراسة على سرطان الثدي تحديدًا، حيث أظهرت التجارب أن العلاج الكيميائي يمكن أن يُحدث نتيجة عكسية عند بعض المريضات، تتمثل في استفاقة الخلايا السرطانية الخاملة وانتقالها إلى أعضاء مثل الرئتين. وأكدت الدراسة أن هذه الظاهرة تحدث رغم استئصال الورم الأساسي ونجاح العلاج التقليدي، ما يفسّر عودة المرض بشكل مفاجئ بعد أشهر أو حتى سنوات من العلاج. دراسة صينية: العلاج الكيميائي قد يوقظ خلايا السرطان الخاملة - Shutterstock النتائج، التي جاءت بعد تجارب مخبرية على نماذج من الفئران، أظهرت أن استخدام بعض العقاقير بالتزامن مع العلاج الكيميائي يمكن أن يثبط هذه الظاهرة، ويمنع استفاقة تلك الخلايا. وبدأ بالفعل اختبار سريري على مرضى بسرطان الثدي، للتحقق من فعالية هذه الاستراتيجية العلاجية المشتركة. كيف يمكن أن تؤثر هذه النتائج على مستقبل علاج السرطان؟ تسلّط هذه الدراسة الضوء على ضرورة فهم أعمق لتأثيرات العلاج الكيميائي، بعيدًا عن كونه وسيلة للقضاء على الخلايا النشطة فقط. وعلّق الباحثون بالقول: "لقد قدمنا أدلة مباشرة على ظاهرة إيقاظ الخلايا الخاملة، وكشفنا عن آلية جديدة قد تفسر التأثير السلبي للعلاج الكيميائي على انتقال السرطان." يُذكر أن دراسات سابقة في الولايات المتحدة كانت قد أشارت إلى أن العلاج الإشعاعي بجرعات عالية قد يؤدي أيضًا إلى نمو أورام جديدة في أماكن مختلفة من الجسم، في ظاهرة مشابهة. هذه المعطيات الجديدة قد تُعيد صياغة أساليب العلاج وتوجيه الأبحاث نحو استراتيجيات أكثر أمانًا وفاعلية، خاصة لدى المرضى المعرضين لخطر عودة المرض في المستقبل.

علاج جديد لسرطان الغدد الليمفاوية يحافظ على الخصوبة
علاج جديد لسرطان الغدد الليمفاوية يحافظ على الخصوبة

الشرق السعودية

time١٨-٠٧-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

علاج جديد لسرطان الغدد الليمفاوية يحافظ على الخصوبة

كشفت دراسة دولية حديثة أن المصابين صغار السن بسرطان الغدد الليمفاوية من نوع هودجكين المتقدم؛ باتت لديهم فرصة أفضل في الحفاظ على خصوبتهم وإنجاب أطفال بعد التعافي من المرض، وذلك بفضل بروتوكول علاج كيميائي جديد يُعرف باسم BrECADD. ويتكون البروتوكول العلاجي الجديد BrECADD من مجموعة أدوية مضادة للسرطان، لكن من أبرز ما يميّزه هو أنه يستبدل بعض الأدوية القديمة الشديدة السمية بأدوية أحدث وأقل ضرراً على الرئتين والهرمونات التناسلية. وأظهرت الدراسة أن المرضى الذين عولجوا بهذا النظام لديهم فرص أعلى في استعادة وظائف الإنجاب بعد الشفاء، خصوصاً الرجال، وكل ذلك دون أن يقل تأثير العلاج في القضاء على السرطان. سرطان الغدد الليمفاوية لطالما كان سرطان الغدد الليمفاوية المعروف باسم "هودجكين" الكلاسيكي يصيب عادة الشباب في مقتبل العمر، وكانت العلاجات المكثفة، رغم فعاليتها العالية في القضاء على المرض، تحمل معها خطراً كبيراً للإصابة بالعقم الدائم أو ضعف الخصوبة، وقد أثر ذلك بشكل كبير على جودة حياة الناجين ورغبتهم في الإنجاب. أُجري التحليل الثانوي ضمن تجربة HD21 السريرية، التي شملت 233 مركزاً في تسع دول، وقارنت بين نظامي eBEACOPP، و BrECADD للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين" الكلاسيكي المتقدم. يُعد نظاما eBEACOPP، وBrECADD من أهم أنظمة العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج الحالات المتقدمة من سرطان الغدد اللمفاوية من نوع هودجكين، لكن بينهما فروق جوهرية تؤثر بشكل مباشر على حياة المريض بعد العلاج، خصوصاً في ما يتعلق بالخصوبة والآثار الجانبية. فالنظام التقليدي eBEACOPP يُعتبر فعالاً جداً في السيطرة على المرض، لكنه يتكوّن من مجموعة أدوية قوية وسامة، من بينها دواء يُعرف بتأثيره الشديد على الخصوبة يُسمى "بروكاربازين"، والذي يمكن أن يسبب أضراراً دائمة للغدد التناسلية، خاصة عند الرجال، كما أن هذا النظام يحتوي على دواء آخر يُعرف بتأثيره السلبي على الرئتين، ما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات صحية طويلة الأمد. في المقابل، يأتي النظام الجديد BrECADD كمحاولة لتقليل هذه الأضرار دون التأثير على فعالية العلاج، إذ تم استبدال الأدوية الأشد سمّية بأدوية أقل ضرراً، مثل استبدال "بروكاربازين" بـ"داكاربازين"، وهو دواء له فعالية ضد السرطان لكن تأثيره على الخصوبة أقل بكثير. كما يعتمد BrECADD على دواء موجّه حديث يساعد في استهداف الخلايا السرطانية بدقة، ما يقلل من الأثر السلبي على باقي أنسجة الجسم. وتقول نتائج الدراسة المنشورة في دورية "لانسيت أونكولوجي" إن معدلات استعادة وظيفة المبيض عند النساء بعد 4 سنوات من العلاج بـBrECADD بلغت نسبة مذهلة تُقدر بـ95.3%، مقارنة بـ73.3% فقط في مجموعة eBEACOPP. وبالنسبة للرجال، كانت الفروقات أكثر وضوحاً، حيث سجلت مجموعة BrECADD معدل استعادة لوظيفة الغدد التناسلية بنسبة 85.6% بعد 4 سنوات، مقابل 39.7% فقط في مجموعة eBEACOPP. سرطان الغدد اللمفاوية نوع من أنواع السرطان يصيب الجهاز اللمفاوي، وهو جزء من جهاز المناعة المسؤول عن مكافحة العدوى. يتسم بوجود خلايا غير طبيعية تُعرف باسم "خلايا ريد-ستيرنبرج"، وهي علامة مميزة لهذا النوع من السرطان. يبدأ غالباً في العقد اللمفاوية، مثل الموجودة في الرقبة أو تحت الإبط أو في الصدر، وقد ينتشر تدريجياً إلى أجزاء أخرى من الجسم. يصيب عادةً الشباب بين سن 15 و35 عاماً، لكنه قد يصيب كبار السن أيضاً. من أعراضه الشائعة تضخُّم غير مؤلم في العقد اللمفاوية، وتعرّق ليلي شديد، وفقدان الوزن بدون سبب، والحمى المتكررة، والحكة المزعجة، والتعب العام. يُعتبر من الأنواع القابلة للشفاء بنسبة عالية، خاصة عند اكتشافه مبكراً وبدء العلاج المناسب. يُعالج عادةً باستخدام العلاج الكيميائي وأحياناً بالعلاج الإشعاعي. هرمونات الخصوبة كانت مستويات الهرمونات الدالة على الخصوبة، مثل هرمون AMH لدى النساء وهرمون Inhibin B لدى الرجال، أعلى بشكل عام في المجموعة التي تلقت علاج BrECADD. لم تقتصر الفوائد على استعادة وظائف الغدد التناسلية فحسب، بل امتدت إلى النتائج الفعلية المتعلقة بالإنجاب؛ فبعد 5 سنوات من العلاج، كانت معدلات الأبوة، إنجاب طفل واحد على الأقل، أعلى بكثير في الرجال الذين تلقوا علاج BrECADD (9.3%)، مقارنة بمن تلقوا eBEACOPP (3.3%)، مما يؤكد التأثير الإيجابي على خصوبة الذكور. بينما كانت معدلات الأمومة أعلى في مجموعة BrECADD (19.3%) مقارنة بـeBEACOPP (17.1%)، لم يكن الفرق ذو دلالة إحصائية كبيرة في النساء، ولكن الفارق لا يزال يوحي بوجود اتجاه إيجابي. بشكل عام، تم الإبلاغ عن 92 حالة حمل بين المريضات، و36 حالة حمل بين شريكات المرضى الذكور، وأدت هذه الحالات إلى 108 ولادات، 59 منها في مجموعة BrECADD و40 في مجموعة eBEACOPP. يُعزى التحسن اللافت في الحفاظ على الخصوبة بعد علاج هودجكين إلى تعديل مهم في تركيبة العلاج الجديد BrECADD، إذ تم استبدال عقار "بروكاربازين" المعروف بتأثيره الضار والدائم على الغدد التناسلية، بعقار "داكاربازين" الذي يتمتع بفعالية مماثلة ضد الخلايا السرطانية، لكن بسمّية أقل على الجهاز التناسلي. وجاء التغيير كجزء من استراتيجية تهدف إلى تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، دون المساومة على قدرته في السيطرة على الورم. وتشير نتائج الدراسة إلى أن BrECADD يُحقق فعالية علاجية عالية، مع تقليل واضح لمخاطر تلف الخصوبة، خصوصاً لدى المرضى الشباب الذين يرغبون في الإنجاب مستقبلاً. وتُعد هذه الدراسة أول تحليل مفصل يُظهر كيف يمكن للعلاج الجديد أن يحافظ على وظيفة الغدد التناسلية، مقارنةً بالبروتوكول القياسي السابق، ما يعزز مكانة BrECADD كخيار علاجي متقدم ومراعٍ لجودة الحياة بعد الشفاء. وتؤكد هذه النتائج أهمية توفير نظام BrECADD كخط علاج أول لسرطان الغدد الليمفاوية "هودجكين" الكلاسيكي المتقدم، خصوصاً للمرضى الذين يخططون للإنجاب، كما تسلط الضوء على ضرورة الاستمرار في تقييم وظائف الغدد التناسلية في التجارب السريرية للعلاجات الجديدة للسرطان، لتقديم صورة شاملة عن الآثار طويلة المدى على جودة حياة المرضى. ويقول الباحثون إنه وبفضل هذه الدراسة، أصبح لدى الأطباء والمرضى خيار علاجي أكثر أماناً وفعالية، يجمع بين القضاء على المرض والحفاظ على حلم الأبوة والأمومة.

من قرارات ترامب إلى الصراعات المسلحة.. "الأمم المتحدة": 14 مليون طفل لم يتلقوا أي لقاح في 2024
من قرارات ترامب إلى الصراعات المسلحة.. "الأمم المتحدة": 14 مليون طفل لم يتلقوا أي لقاح في 2024

صحيفة سبق

time١٥-٠٧-٢٠٢٥

  • صحيفة سبق

من قرارات ترامب إلى الصراعات المسلحة.. "الأمم المتحدة": 14 مليون طفل لم يتلقوا أي لقاح في 2024

كشفت بيانات أممية حديثة أن أكثر من 14 مليون طفل حول العالم لم يتلقوا أي لقاح خلال عام 2024، وهو نفس الرقم تقريبًا المسجّل في عام 2023، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية واليونيسف، حيث تمثل تسع دول أكثر من نصف هؤلاء الأطفال غير المحصّنين. وفي تقريرهما السنوي حول التغطية العالمية للتطعيم، أوضحت المنظمتان أن نحو 89% من الأطفال دون سن عام واحد حصلوا على الجرعة الأولى من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي خلال عام 2024، وهي نسبة مماثلة لما سُجّل في 2023. كما أتمّ حوالي 85% من الأطفال سلسلة الجرعات الثلاث، بزيادة طفيفة عن نسبة 84% في العام السابق. رغم الاستقرار النسبي في نسب التغطية، حذّر مسؤولو الصحة من أن الانخفاض الحاد في المساعدات الدولية هذا العام يُنذر بتفاقم وضع الأطفال غير المحصّنين. ففي يناير، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وجمّد معظم المساعدات الإنسانية، وتبع ذلك قرار بإغلاق وكالة المعونة الأمريكية. وفي الشهر الماضي، أعلن وزير الصحة الأمريكي، روبرت إف. كينيدي الابن، سحب مليارات الدولارات التي كانت مخصّصة لتحالف اللقاحات "جافي"، بحجة أن التحالف "تجاهل الحقائق العلمية". وكان كينيدي، المعروف بتشكيكه في فعالية اللقاحات، قد أثار في السابق تساؤلات حول لقاح الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي، رغم أن الدراسات تؤكد فعاليته وسلامته. وتُقدّر الأمم المتحدة أن اللقاحات تساهم سنويًا في منع ما بين 3.5 و5 ملايين حالة وفاة حول العالم. أطفال بلا تطعيم في تسع دول من جانبه، صرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قائلًا: "إن التخفيضات الجذرية في المساعدات، إلى جانب انتشار المعلومات المضللة حول سلامة اللقاحات، تهدد بإلغاء عقود من التقدم في مجال التطعيم". وأوضح التقرير أن الوصول إلى اللقاحات لا يزال متفاوتًا بشكل كبير بين الدول، وأن النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية تعرقل جهود التلقيح. وبيّنت البيانات أن تسع دول تمثل 52% من إجمالي الأطفال غير المطعّمين وهي: نيجيريا، الهند، السودان، الكونغو، إثيوبيا، إندونيسيا، اليمن، أفغانستان، وأنغولا. ولم يشر التقرير إلى أطفال الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من ظروف صحية مأساوية بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع. تغطية محدودة بلقاح الحصبة أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية واليونيسف أن التغطية العالمية بلقاح الحصبة شهدت ارتفاعًا طفيفًا، إذ تلقى 76% من الأطفال جرعتين من اللقاح. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن تحقيق مناعة جماعية ضد الحصبة يتطلب تطعيم 95% من الأطفال، نظرًا لسهولة انتشار المرض. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل تفشي الحصبة في أكثر من 60 دولة خلال العام الماضي، حيث بلغ عدد الحالات حول العالم 125 ألف حالة في 2024، أي ضعف الرقم المسجّل في العام السابق. تشهد الولايات المتحدة أسوأ تفشٍّ للحصبة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، بينما امتد المرض إلى دول أوروبية عدة. وفي بريطانيا، توفي طفل الأسبوع الماضي بسبب إصابته بالحصبة في أحد مستشفيات ليفربول، في وقت لم تتجاوز فيه نسبة تغطية التطعيم 84% من الأطفال. قالت هيلين برادفورد، أستاذة صحة الأطفال في كلية لندن الجامعية، في بيان لها: "رؤية استمرار تفشي الحصبة أمر مقلق للغاية، لكنه ليس مفاجئًا". وأكدت أن "الطريقة الوحيدة لوقف انتشار المرض هي من خلال التطعيم"، مضيفة: "لم يفت الأوان أبدًا لتلقي التطعيم – حتى في مرحلة البلوغ".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store