logo
#

أحدث الأخبار مع #بورتسودان

السودان يطالب الصين بتعطيل مسيرات «الدعم السريع»
السودان يطالب الصين بتعطيل مسيرات «الدعم السريع»

الشرق الأوسط

timeمنذ 21 ساعات

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

السودان يطالب الصين بتعطيل مسيرات «الدعم السريع»

طالبت الحكومة السودانية، الخميس، نظيرتها الصينية بتفسير واضح بشأن وصول طائرات مسيرة انتحارية واستراتيجية صينية الصنع إلى أيدي «قوات الدعم السريع». وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام، خالد علي الأعيسر، في بيان، إن هذه الأسلحة تستخدم في تهديد الأمن الوطني السوداني، من خلال استهداف وتدمير المنشآت الحيوية، مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه ومستودعات الوقود. وأضاف: «كما تُرتكب بها أيضاً جرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، عبر قصفها للفنادق والمدنيين العزل والمرافق الصحية، وقتلها للنساء والأطفال». ودعا الأعيسر الحكومة الصينية لاتخاذ موقف حازم وعاجل بتعطيل التقنيات المستخدمة في تشغيل هذه المسيرات؛ «صوناً لمصداقية الصين الدولية، واحتراماً للعلاقات التاريخية مع الشعب السوداني». وتأتي المطالبات السودانية بعد أقل من 24 ساعة من لقاء جمع وزير الخارجية السوداني، عمر صديق، بنظيره الصيني، وانغ يي، الذي أكد دعم بلاده لاستعادة السلام والاستقرار في السودان، بحسب وكالة السودان للأنباء «سونا». وفي أبريل (نيسان) الماضي، استدعت وزارة الخارجية السودانية القائم بأعمال السفارة الصينية في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للبلاد، واستوضحته بشأن كيفية حصول «قوات الدعم السريع» على مسيرات صينية استراتيجية من طراز (FH - 95). وأكد القائم بالأعمال الصيني عدم وجود أي علاقة لبلاده بـ«قوات الدعم السريع». وكانت «الدعم السريع» تستخدم في السابق مجموعة متنوعة من المسيرات، تغلب عليها المسيرات الانتحارية البدائية. لكن تقارير إعلامية محلية أشارت أخيراً إلى حصول «قوات الدعم السريع» على طائرات مسيرة مجنحة حديثة، وهي من نوع هجومي قادرة على الاستطلاع وجمع المعلومات وتسديد ضربات دقيقة لأهدافها، مما يفسر دقة الهجمات الأخيرة، وفشل المضادات الأرضية التابعة للجيش في التصدي لها. ودخلت الحرب المتواصلة منذ أكثر من عامين في السودان منعطفاً جديداً في الأسابيع الأخيرة، مع تكثيف «قوات الدعم السريع» استهداف مناطق يسيطر عليها الجيش بالطائرات المسيّرة، مما ينذر بمرحلة خطيرة في النزاع. وعلى مدى الأسبوع المنصرم، استهدفت طائرات مسيّرة مناطق يسيطر عليها الجيش، وكانت حتى أيام خلت تعدّ آمنة وفي منأى عن المعارك التي اندلعت منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023. وبذلك أمسى الاستقرار الذي حافظ عليه الجيش في مناطق سيطرته، محل تساؤل مع تهديد طرق إمداده واستهداف البنى التحتية المدنية وقصف مناطق تبعد مئات الكيلومترات عن أقرب قواعد معلنة لـ«الدعم السريع». عائدون يتفقدون ممتلكاتهم المدمرة في الخرطوم يوم 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب) في غضون ذلك، قالت السلطات السودانية، الخميس، إن هجمات بطائرات مسيرة أدت إلى قطع التيار الكهربائي في أنحاء العاصمة الخرطوم والولايات المحيطة بها، فيما واصلت «قوات الدعم السريع» سلسلة هجماتها بعيدة المدى بعد أكثر من عامين من حربها مع الجيش. وطُردت «قوات الدعم السريع» من جميع مناطق وسط السودان تقريباً، خلال الشهور القليلة الماضية، لتغيّر أساليبها من الهجمات البرية إلى هجمات بطائرات مسيرة على محطات الطاقة والسدود وغيرها من البنى التحتية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش. وقالت شركة الكهرباء السودانية، في بيان، إن طائرات مسيرة قصفت ولاية الخرطوم، مساء الأربعاء، فيما يحاول موظفون إخماد الحرائق الكبيرة وتقييم الأضرار وإصلاحها. وأوضحت الشركة، في بيان، أن محطات المرخيات، والكلية الحربية، والمهدية، تعرضت لاعتداء بالمسيرات أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في كامل ولاية الخرطوم، مما زاد من معاناة المواطنين وانقطاع الخدمات. كما غرقت مدينة أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الكبرى المثلثة، في ظلام دامس، وتعطلت محطات المياه التي تعمل بالكهرباء، وفقاً لإفادات سكان محليين. ونقل شهود أن مسيرات استهدفت المحطات التحويلية، الواحدة تلو الأخرى، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها. ولا تبعد هذه المحطات كثيراً عن قاعدة «وادي سيدنا» الجوية التابعة للجيش. أسرة أخلاها الجيش من منطقة قتال إلى مخيم آمن في مدينة أم درمان 13 مايو 2025 (أ.ف.ب) وفي الأسابيع الماضية، استهدفت «قوات الدعم السريع» بالطائرات المسيرة منشآت كهرباء ومطارات ومخازن للوقود، في مدن دنقلا ومروي وعطبرة والدامر وشندي، بشمال البلاد، بالإضافة إلى مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر، وهي مناطق بعيدة عن جبهات المواجهة الأرضية. ووفق وكالة «رويترز»، فقد أفادت مصادر عسكرية بأن القتال البري استمر في جنوب مدينة أم درمان، حيث كان الجيش يهاجم جيوباً لـ«قوات الدعم السريع» التي ظلت تسيطر على معظم العاصمة لنحو عامين قبل أن يسترد الجيش السيطرة عليها خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وتسببت الحرب في تدمير أجزاء كبيرة من السودان، ودفعت أكثر من 13 مليون شخص إلى النزوح من ديارهم، ونشرت المجاعة والمرض، بينما لقي عشرات الآلاف حتفهم في القتال. كما أدت الحرب إلى نزوح آلاف الأشخاص على أكثر خطوط المواجهة البرية الأخيرة في ولاية غرب كردفان، حيث يحاول الجيش تأمين مناطق رئيسية منتجة للنفط، والتقدم نحو مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في إقليم دارفور، حيث يحاول الجيش كسر الحصار المفروض على مدينة الفاشر، آخر موطئ قدم له هناك.

الناجيات من العنف الجنسي في السودان يخضن رحلة شاقة للتعافي
الناجيات من العنف الجنسي في السودان يخضن رحلة شاقة للتعافي

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

الناجيات من العنف الجنسي في السودان يخضن رحلة شاقة للتعافي

حين اقتحم أحد عناصر «قوات الدعم السريع» منزل عائشة في الخرطوم، أعطاها خيارين أحلاهما مُرّ: أن تتزوجه، أو يقتل والدها. لم تأخذ وقتاً طويلاً في التفكير، وقايضت حريتها بحياته. تقول الشابة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «خفت على أبي؛ لذلك وافقت على الزواج». تزوجت عائشة (22 عاماً) التي طلبت استخدام اسم مستعار، واحتُجزت عاماً كاملاً في منزل غير بعيد من بيت عائلتها، حيث تعرّضت للاغتصاب والضرب المتكرر حتى انتهى بها المطاف إلى الإجهاض. قبل اندلاع الحرب عام 2023، كانت عائشة طالبة في كلية تكنولوجيا المعلومات، لكن بعد اندلاع النزاع والزواج القسري أصبحت «محطمة نفسياً»، كما تقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بصوت مرتجف. وبحسب تقديرات منظمات حكومية وغير حكومية، وقعت آلاف السودانيات ضحايا للعنف الجنسي منذ بدأت الحرب في أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو. ووثقت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة التابعة للحكومة السودانية 1138 حالة عنف جنسي منذ بداية الحرب، لكن هذا الرقم لا يتجاوز «10 بالمائة من العدد الحقيقي»، وفقاً لمديرتها سليمة إسحاق الخليفة. وتتهم منظمات دولية «قوات الدعم السريع» باستخدام العنف الجنسي الممنهج، بما يشمل الاغتصاب والاستعباد الجنسي والزواج القسري، كسلاح في حربها ضد الجيش النظامي. وفي مدينة بورتسودان في شرق السودان، والتي بقيت حتى أيام خلت في منأى عن أعمال العنف، وجدت بعض الناجيات ملاذاً في مؤسسة «أمان». ومنذ تأسيسها في أغسطس (آب) 2024، قدمت «أمان» المساعدة لأكثر من 1600 من الهاربات من العنف الجنسي. وتقدم المؤسسة لهن استشارات نفسية وخدمات صحية وقانونية، وحتى تدريبات مهنية في الخبز والحياكة والتطريز. وفي منزل صغير متواضع في أحد أحياء بورتسودان الهادئة، تتشارك الناجيات في «أمان» غرف نوم ومطبخاً فيه طاولة صغيرة يتناولن عليها الطعام. وعلى الطرف الآخر، غرفة معيشة تضم تلفازاً. وعلى بساطته، يوفر لهن البيت رفاهية تُحرم منها مئات الآلاف من السودانيات. وفي مكتبها في «أمان»، تتصفح المستشارة النفسية لبنى علي ملفات النساء اللاتي تواصلن مع المركز الذي يقدم الدعم لنساء من ولايات دارفور والجزيرة والخرطوم وغيرها. وتقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «معظم الحالات التي تأتينا تم اغتصابها من أكثر من شخص واحد»، وتضيف: «مرت علينا حالة لفتاة اغتصبها عشرة من مقاتلي الميليشيا»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع». وبحسب علي، فإن ثلث ضحايا العنف الجنسي لدى المركز هن قاصرات «بنسبة 33.5 بالمائة»، وتأتي الكثير منهن حوامل. ويساعد «أمان» الناجيات على الخروج من الولايات حيث تعرّضن للعنف، وعلى استكمال دراستهن بعد فترة مكوثهن في المركز التي تراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر، أو حتى تضع الحامل مولودها. ويقدم «أمان» الاستشارة للفتيات في حال اخترن التخلي عن أطفالهن الناتجين عن الاغتصاب للتبني، محذراً من أن أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع في الفترة المقبلة. وتؤكد علي أن المركز يحرص على خصوصية الناجيات: «أول شيء نقوله لهن هو أن ما يهمنا هو صحتكن النفسية والجسدية». وأسفر النزاع في السودان الذي دخل عامه الثالث عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح 13 مليون شخص، وتسبب في ما تصنّفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث. في «أمان» تجلس سلمى في غرفة المعيشة الصغيرة تقرأ كتاباً وتشرب الشاي. هربت ابنة الثالثة والعشرين من مدينة حصاحيصا في ولاية الجزيرة (وسط) حيث تعرضت للعنف من مقاتلي «الدعم السريع». وتقول سلمى التي طلبت كذلك استخدام اسم مستعار، إنها تعرضت هي وثلاث أخريات للتحرش الجنسي من قبل مقاتلين اقتحموا منزلاً كنّ يختبئن فيه. وذكرت: «كانوا ثمانية... وتعرضنا للضرب والتحرش، واغتصبوا بعضنا وضربوا أخريات بالسلاح، وأنا منهن»، مضيفة: «دخلت في حالة صدمة... لأني رأيت منظراً لم أستطع تخطيه». وبحلول ديسمبر (كانون الأول) 2023، نزحت مئات الآلاف من النساء من ولاية الجزيرة التي اقتحمها مقاتلو «الدعم السريع»، وأطبقوا الحصار على عدد من القرى. وفي بداية العام الجاري، سيطر الجيش على الجزيرة، وأخرج «قوات الدعم السريع» منها، لكن سلمى التي نزحت إلى بورتسودان لا تستطيع «تجاوز ما حدث». وتوضح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أريد أن أكمل دراستي وألتفت لمستقبلي، ولكن مرات كثيرة أجد نفسي غارقة في التفكير في ما حدث معي». تقدم آمنة (23 عاماً) الاستشارة النفسية لنزيلات «أمان» بعدما تعرضت هي للاحتجاز في الخرطوم لمدة 11 يوماً بسبب ارتباط أخيها بالحكومة. واحتُجزت آمنة مع عشرات الفتيات اللاتي تعرضن لـ«أسوأ أنواع المعاملة»؛ إذ تم تزويج بعضهن قسراً، في حين تم اتخاذ أخريات «رهائن من أجل التفاوض». وهي تقدم حالياً المساعدة للناجيات في «أمان»، في حين تواصل رحلتها للتعافي. وفي مصر التي نزح إليها مليون ونصف مليون سوداني منذ بدء الحرب، تلتقي المعالجة النفسية سارة منتصر يومياً بخمس ناجيات من الاغتصاب على الأقل، في أحد مراكز المساعدة بالقاهرة. وتوضح منتصر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه ينبغي على الناجيات أن ينخرطن بفاعلية في خطة علاجهن، موضحة أنه بسبب الصدمة التي تعرضن لها «لا يعدن قادرات على النوم أو ممارسة الحياة الطبيعية». وتسأل آمنة: «نحن ضحايا لشيء لا يد لنا فيه ولا ساق. لماذا حدث لنا ذلك كله؟!».

السفير السوداني بالإمارات: "سلطة بورتسودان" أهدرت 185 مليون درهم في دعوى "خاسرة سلفا" ضد الإمارات
السفير السوداني بالإمارات: "سلطة بورتسودان" أهدرت 185 مليون درهم في دعوى "خاسرة سلفا" ضد الإمارات

روسيا اليوم

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • روسيا اليوم

السفير السوداني بالإمارات: "سلطة بورتسودان" أهدرت 185 مليون درهم في دعوى "خاسرة سلفا" ضد الإمارات

وأفاد شرفي أن "سلطة بورتسودان" لديها العديد من المستشارين والمختصين الذين يعلمون يقينا أن إقامة دعوى تتطلب العديد من الاشتراطات من بينها وجود أدلة وبراهين تدعم أي مطالب قضائية، وأن تكون المحكمة التي أقيمت بها الدعوى مختصة بنظر الدعوى، إلا أنها وعلى الرغم من علمها من انتفاء تلك الأركان أصرت على رفع الدعوى، لتحقيق أهداف "جماعة الإخوان" المسيطرة على القرار. ونوه سفير جمهورية السودان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة بأن المبالغ المالية الضخمة التي تم صرفها في الدعوى، تظهر بشكل قاطع مخططات "سلطة بورتسودان" وعدم اكتراثها بأوضاع مواطنيها ومعاناة كافة مكونات الشعب السوداني، مضيفا أنه "كان من الأولى أن تخصص تلك الأموال لدعم وإغاثة المتضررين والنازحين من أبناء الشعب السوداني، بدلا من إهدارها في دعوى وادعاءات لا أساس لها". وأكد أن دعوى "سلطة بورتسودان" وما رافقها من محاولات للتشويش ضد دولة الإمارات العربية المتحدة تقف خلفها أطراف وجهات تنتمي إلى جماعات متطرفة ترتبط تنظيمياً بـ"جماعة الإخوان"، وتسعى جاهدة لإفساد علاقات جمهورية السودان الخارجية، لاسيما مع دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتبنى موقفا واضحاً ضد التنظيمات الإرهابية والتطرف. وشدد سفير جمهورية السودان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة على أن تلك الأطراف والجماعات، تعمل بشكل ممنهج وتحاول استخدام أدوات الإعلام وغيرها من الأدوات التشويش لكن من دون جدوى، حيث تم رفض الشكوى التي تقدمت بها ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية ما تسبب في خسائر مالية فادحة للسودان كان من الممكن استغلالها في إغاثة الشعب السوداني وتوفير متطلباته في ظل الظروف التي يمر بها. المصدر : صحيفة البيان قالت وزارة الخارجية السودانية أن الخطاب الذي ألقاه سفيرها الحارث إدريس في اجتماع مجلس الأمن الدولي هو الموقف الرسمي للسودان حول الأزمة والمشادة مع مندوب الإمارات. شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي سجالا بين مندوبي السودان والإمارات، حيث تبادلا الاتهامات حيال المسؤولية عن تأجيج الصراع في السودان.

السفير السوداني بالإمارات: 185 مليون درهم صرفتها "سلطة بورتسودان" في دعواها "الخاسرة" ضد الإمارات
السفير السوداني بالإمارات: 185 مليون درهم صرفتها "سلطة بورتسودان" في دعواها "الخاسرة" ضد الإمارات

البيان

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • البيان

السفير السوداني بالإمارات: 185 مليون درهم صرفتها "سلطة بورتسودان" في دعواها "الخاسرة" ضد الإمارات

قال السفير عبد الرحمن شرفي، سفير جمهورية السودان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن قرار "سلطة بورتسودان"، برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتي صدر قرار برفضها الشهر الجاري، تسبب في خسارة السودان 185 مليون درهم، تم صرفها لرفع دعوى ضد الامارات مع العلم بأنها دعوى خاسرة. وأفاد شرفي أن "سلطة بورتسودان" لديها العديد من المستشارين والمختصين الذين يعلمون يقينا أن إقامة دعوى تتطلب العديد من الاشتراطات، من بينها وجود أدلة وبراهين تدعم أي مطالب قضائية، وأن تكون المحكمة التي أقيمت بها الدعوى مختصة بنظر الدعوى، إلا أنها وعلى الرغم من علمها من انتفاء تلك الأركان، أصرت على رفع الدعوى، لتحقيق أهداف "جماعة الإخوان" المسيطرة على القرار. ونوه سفير جمهورية السودان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن المبالغ المالية الضخمة التي تم صرفها في الدعوى، تظهر بشكل قاطع مخططات "سلطة بورتسودان" وعدم اكتراثها بأوضاع مواطنيها ومعاناة كافة مكونات الشعب السوداني، مضيفاً أنه "كان من الأولى أن تتجه تلك الأموال إلى داخل السودان، لدعم وإغاثة المتضررين والنازحين من أبناء الشعب السودان، بدلا من إهدارها في دعوى وادعاءات لا أساس لها". وأكد أن دعوى "سلطة بورتسودان" وما رافقها من محاولات للتشويش ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، تقف خلفها أطراف وجهات تنتمي إلى جماعات متطرفة ترتبط تنظيمياً بـ"جماعة الإخوان"، وتسعى جاهدة لإفساد علاقات جمهورية السودان الخارجية، لاسيما مع دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتبنى موقفاً واضحاً ضد التنظيمات الإرهابية والتطرف. وشدد سفير جمهورية السودان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، على أن تلك الأطراف والجماعات، تعمل بشكل ممنهج، وتحاول استخدام أدوات الإعلام وغيرها من الأدوات التشويش لكن من دون جدوى، حيث تم رفض الشكوى التي تقدمت بها ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية، ما تسبب في خسائر مالية فادحة للسودان، كان من الممكن استغلالها في إغاثة الشعب السوداني وتوفير متطلباته في ظل الظروف التي يمر بها. وأفاد أن الروابط الأخوية وعلاقة المحبة بين الشعبين الإماراتي والسوداني، قوية وراسخة، يصعب أن تمسها محاولات وادعاءات تحريضية مضللة، معرباً في الوقت نفسه، عن عميق امتنانه وتقديره لقيادة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، للدعم الإنساني والمساعدات السخية التي قدموها للشعب السوداني، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها السودان. وثمن السفير عبد الرحمن شرفي، الرعاية الكريمة التي تحظى بها الجالية السودانية في الإمارات، والتي تعكس عمق الروابط الأخوية بين شعبينا الشقيقين، خاصة أن الجالية تعيش اليوم في بيئة تتوفر فيها كافة التسهيلات والمتطلبات التي تحفظ الحياة الكريمة لأبناء الجالية، والتي شملت تقديم جميع أوجه الدعم من رعاية صحية ومنح اقامات وإلغاء مخالفات وتعليم وغيرها الكثير.

بعد اشتعال سماء السودان.. من ينتصر في حرب المسيرات؟
بعد اشتعال سماء السودان.. من ينتصر في حرب المسيرات؟

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

بعد اشتعال سماء السودان.. من ينتصر في حرب المسيرات؟

مع بداية ربيع هذا العام، وتحديدا في مارس/آذار الماضي، كان الجيش السوداني قد دحر قوات الدعم السريع التابعة لمحمد حمدان دقلو (حميدتي) من الخرطوم. استعادت القوات المسلحة السودانية القصر الجمهوري، وكان هذا تكليلا لسلسلة من هزائم قوات حميدتي، والتي استمرت حتى بعد استعادة السيطرة على الخرطوم. لكن هذا لم يعن أن حميدتي اعترف بالهزيمة بعد، فعلاقاته الإقليمية وتحالفاته القبلية العابرة لحدود السودان، والموارد التي يسيطر عليها وتمنحه قدرة مالية غير عادية، كلها مكنته من نقل الحرب في السودان إلى مرحلة جديدة وخطيرة، يمكن عنونتها بحرب الطائرات المسيرة. فقد شرعت قوات الدعم السريع، التي هُزمت على الأرض، في استخدام الطائرات المسيرة في هجمات مكثفة غير مسبوقة على مناطق كانت تُعد آمنة سابقًا، الأمر الذي قد يغير من شكل الحرب الحالية، أو ينقلها لمرحلة جديدة، ربما تكون الأخيرة على الأرجح. فما بين 4 و7 مايو/أيار الجاري، استمرت قوات الدعم السريع في قصف بورتسودان يوميًّا بالطائرات المسيرة. وقد أصابت هذه الطائرات أهدافًا في الشرق البعيد عن معاقلها، مستهدفةً مواقع إستراتيجية تتضمن خزانات وقود، ومستودع ذخيرة، وقاعدة عسكرية، ومحطة الكهرباء الرئيسية في المدينة، إضافة إلى المطار. تعد بورتسودان العاصمة الفعلية للحكومة السودانية على ساحل البحر الأحمر. وقد تسببت بعض هذه الهجمات في حرائق هائلة وانقطاع في التيار الكهربائي في جميع أنحاء المدينة، مما أجبر السلطات على تعليق الرحلات الجوية لبعض الوقت كإجراء احترازي، مما اثار صدمة وسط السكان. توسع الهجوم لم يقتصر استخدام قوات الدعم السريع للطائرات المسيّرة على بورتسودان. ففي الأشهر الأخيرة، ومع إنهاء القوات المسلحة السودانية نفوذ قوات حميدتي وسط السودان، وجّهت تلك القوات مسيّراتها بشكل متزايد إلى البنية التحتية الحيوية التي تخدم السودانيين، فضلًا عن الأهداف العسكرية في العديد من المناطق التي استعادتها أو يسيطر عليها الجيس السوداني. تتصرف قوات الدعم السريع باعتبارها مليشيا متمردة تستهدف مقدرات السودانيين إلى جانب نقاط قوة الجيش فقط. ومن أبرز الحوادث التي تدلل على ذلك ما حصل في سد مروي في يناير/كانون الثاني الماضي حينما قصفت مسيرات تابعة لقوات الدعم السريع أكبر سد كهرومائي في البلاد، مما أدى إلى إتلاف المحولات وانقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة من شمالي السودان. يُنتج سد مروي ما بين 40% و60% من كهرباء السودان، لذا كان لتعطيله آثار فورية على المستشفيات ومحطات المياه والحياة المدنية في المناطق. وبالمثل، في 25 أبريل/نيسان الماضي قصفت طائرات مسيرة محطة كهرباء عطبرة الفرعية في ولاية نهر النيل، وتسبب ذلك في اندلاع حريق كبير وقطع للتيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، وقد زاد ذلك من إجهاد السكان الذين يعانون بالفعل. وبين أواخر عام 2024 ومارس/آذار 2025، سُجل ما يقرب من 50 هجومًا بطائرات بدون طيار على البنية التحتية والمواقع اللوجستية في شمالي السودان، وركز نحو نصف هذه الغارات على سد مروي ومطار دنقلا ومطار عطبرة. أهداف إستراتيجية تُسلط كل حادثة من هذه الحوادث الضوء على إستراتيجية قوات الدعم السريع الناشئة المتمثلة في استخدام الطائرات المسيرة لضرب مقدرات السودانيين والقوات المسلحة حتى تكون أقل جاهزية، ولإفقاد السودانيين الثقة في الجيش وقدرته على حمايتهم. فمن خلال مهاجمة البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الكهرباء ومستودعات الوقود والقواعد النائية، تسعى قوات الدعم السريع إلى تقويض قدرة الحكومة المركزية على الحكم وشن الحرب، أو بمعنى أوضح، فإن الهدف هو جعل المناطق الامنة غير قابلة للحياة. ومن ثم تهدف قوات الدعم السريع إلى إثبات أنه حتى لو سيطرت القوات المسلحة السودانية على مدن مثل الخرطوم أو بورتسودان، فإنها لا تستطيع تأمينها بالكامل من هذه الهجمات. إذن، نحن أمام صورة من صور الحرب النفسية التي تهدف لزعزعة استقرار شرقي وشمالي السودان، وبالتالي تحاول قوات الدعم السريع أن تقول إنه حتى لو خسرت الخرطوم، فإن القوات المسلحة السودانية لا يمكنها الادعاء أنها انتصرت في الحرب. أضف إلى ذلك جانبا آخر مهما، فبضرب المطارات والمستودعات البعيدة عن خطوط المواجهة، سعت قوات الدعم السريع إلى استنزاف دفاعات القوات المسلحة السودانية، وتقويض قدرتها على تعزيز أو إعادة إمداد القوات. إلى جانب ذلك، تتناسب حرب المسيرات مع الوضع الحالي لقوات الدعم السريع. فبعد طردها من وسط السودان إلى قاعدتها الغربية، قد تجد صعوبة في شن عمليات تقليدية واسعة النطاق في الشرق. ولذلك تُتيح الطائرات المسيرة وسيلة لمواصلة العمل الهجومي عن بُعد، وبالتالي دخل السودان بالفعل مرحلة حرب المسيرات. في النهاية، يُعدّ اعتماد قوات الدعم السريع على الطائرات المسيّرة اعترافًا بمحدودية قوتها البشرية وقدرتها الجوية مقارنةً بالجيش الوطني، في سعي لتوظيف التكنولوجيا لتحقيق التوازن في الصراع. مسيرات متنوعة في الواقع، تُعطي المسيرات قوات الدعم السريع ضربةً بعيدة المدى لتعويض خسارتها للأرض، مما يسمح لها بإلحاق أضرار إستراتيجية، ونشر الخوف إلى ما هو أبعد من خطوط المواجهة التقليدية. وبشكل أساسي، تستخدم قوات الدعم السريع ما يُعرف بالذخائر المتسكعة في هذه المعارك، وهي مسيرات صغيرة الحجم نسبيا، تحلق فوق منطقة الهدف، وحينما تجد فرصة تُوجّه إليه ضربة وكأنها قذيفة. هذه الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة نسبيًا، ويمكن استخدامها في أسراب منسقة. وُصفت المسيّرات الانتحارية التي تستخدمها قوات الدعم السريع بأنها طائرات ذات أجنحة دلتا مزودة بمحركات مكبسية وهياكل صندوقية، وهو تصميمٌ مُحسّن لمهام الهجوم في اتجاه واحد، ولاحظ المحللون أن الإصدارات الحديثة من هذه الطائرات المسيرة المتسكعة تبدو ذات أشكال أو ميزات مُحسّنة (مثل بصمات رادار أصغر أو سرعة أعلى) تجعلها أكثر قدرة على اختراق الدفاعات الجوية. تحمل كل طائرة مسيرة حمولة محدودة، لكن السرب المنسق يمكن أن يلحق أضرارًا جسيمة، كما حدث في هجمات بورتسودان والتي أشعلت النيران في خزانات الوقود وألحقت أضرارا بالبنية التحتية. وإلى جانب ذلك، تستخدم هذه المسيرات بتكتيك عسكري واضح. في بورتسودان، على سبيل المثال، أطلقت قوات الدعم السريع موجةً أولى من 11 طائرة مسيرة انتحارية في هجومٍ سربي على قاعدة عثمان دقنة الجوية ومواقع أخرى. أُسقطت معظم هذه الطائرات الصغيرة من قبل قوات الجيش، لكنها كانت بمثابة تشتيت تكتيكي، لأنه بينما كانت الدفاعات الجوية منشغلة بالتصدي للسرب، انطلقت هجمة ثانية بطائرةٍ مسيّرةٍ واحدة "إستراتيجية" أكبر حجمًا، والتي استطاعت اختراق التحصينات، وضربت الهدف ذا القيمة العالية في القاعدة العسكرية. يسلّط هذا التكتيك، المتمثل في إغراق الدفاعات بمسيرات انتحاريةٍ متعددة قبل إرسال مسيرة أكثر فتكًا، الضوء على إستراتيجية الطائرات المسيّرة المتطورة نسبيا لقوات الدعم السريع. إلى جانب المسيرات الانتحارية، رصدت طائرات مسيّرة قتالية أكبر حجمًا وبعيدة المدى يُعتقد أنها صينية الصنع، حيث كشفت صور الأقمار الصناعية في أواخر عام 2024 وأوائل عام 2025 عن وجود طائرات مسيّرة متطورة في مطار نيالا، الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع في جنوب دارفور. وحدّد محللو الدفاع من مؤسسة "جاينز" هذه الطائرات المسيّرة، ووجدوا على الأرجح أنها من طراز "سي إتش-95" (CH-95) التابعة لشركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، وهي طائرات متطورة قادرة على المراقبة والضربات الدقيقة على مسافات تصل إلى 200 كيلومتر أو أكثر، مع مدة تحليق من 6 إلى 12 ساعة، ومدى ارتفاع أقصى 7 آلاف متر، وسرعة الانطلاق أكثر من 200 كلم/ساعة. يعني ذلك أن المسيرة متوسطة الارتفاع وطويلة الأمد، ويبلغ طول جناحيها حوالي 12 مترًا، وقادرة على حمل أنظمة استطلاع كهروضوئية نهارية وليلية، ورادار متخصص، وذخائر موجهة بدقة، ووسائل اتصالات، ومعدات حرب إلكترونية. من الناحية الفنية، يمكن لهذه الطائرات المسيرة الأكبر حجمًا أن تحلق على ارتفاعات عالية لفترات طويلة وتحمل حمولة أثقل بكثير من ذخائر قوات الدعم السريع الانتحارية. على سبيل المثال، يمكن لطائرة بدون طيار من طراز "سي إتش-95" إطلاق قنابل موجهة أو صواريخ جو-أرض ضد أهداف نقطية، أو حتى استخدامها كقاذفة متسكعة لتنفيذ هجوم انتحاري بحد ذاتها. يمنح مداها وقدرتها على التحمل؛ قوات الدعم السريع القدرة على ضرب البنية التحتية الإستراتيجية مثل مستودعات الوقود في بورتسودان أو شبكة مروي، دون الحاجة إلى وجود فعلي في مكان قريب. ومع ذلك، فإن تشغيل مثل هذه الطائرات المسيرة المتطورة يتطلب تدريبًا ودعما لوجستيا وربما خبرة خارجية، وهي عوامل تشير إلى التدخل الأجنبي في تعزيز برنامج الطائرات المسيرة لقوات الدعم السريع. رد فعل الجيش يتعيّن على الجيش السوداني الآن تحويل وحداته المضادة للطائرات وأنظمة المراقبة لحماية البنية التحتية في قلب البلاد، مما قد يحد مما يمكن توفيره لهجمات الخطوط الأمامية في كردفان أو دارفور، وقد يُؤخّر هذا خطط شنّ هجوم كبير في غربي السودان الذي تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من غرب السودان، وهو هدف القوات المسلحة السودانية بعد استعادة الخرطوم. في مواجهة تهديد مسيرات قوات الدعم السريع، لجأت القوات المسلحة السودانية بالفعل إلى التكيّف مع هذا التهديد من خلال دفاعات وتكتيكات خاصة بها لمواجهة الطائرات المسيرة. على المدى القريب، ردت وحدات القوات المسلحة السودانية حول بورتسودان على هجمات مايو/أيار الجاري باستخدام نيران مضادات الطائرات لاعتراض وإسقاط العديد من الطائرات المسيرة القادمة. ويرجح أن القوات المسلحة السودانية قد أعادت نشر أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى (مثل المدافع المضادة للطائرات ووحدات الصواريخ المحمولة) في مواقع مُستهدفة مُحتملة في الشمال والشرق لتعزيز قدراتها على اعتراض الطائرات المسيّرة. كما تُشير تقارير إلى أن الجيش يستخدم تدابير الحرب الإلكترونية، مثل تشويش الإشارات وأجهزة كشف الترددات الراديوية لتعطيل توجيه الطائرات المسيّرة. إلى جانب الدفاعات الميدانية، اتخذت القوات المسلحة السودانية خطوات أوسع للتخفيف من خطر الطائرات المسيّرة. ومن بين هذه الخطوات توجيه ضربات استباقية لقواعد الطائرات المسيّرة التابعة لقوات الدعم السريع، إذ قصف سلاح الجو السوداني مرارا مطار نيالا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع في جنوب دارفور، والذي يُعتقد أنه نقطة إطلاق أو تخزين بعض طائرات الدعم السريع الأكبر حجمًا. وتُظهر صور الأقمار الصناعية أن مطار نيالا تعرض لقصف متكرر في أوائل عام 2025، حيث أدت الغارات الجوية إلى تدمير مدارج الطائرات وحظائر الطائرات المبنية حديثًا والتي يُعتقد أنها تحتوي على مسيرات. وفي أوائل فبراير/شباط الماضي، أفادت التقارير بأن غارة جوية شنتها القوات المسلحة السودانية على نيالا أسفرت عن مقتل العشرات وتدمير جزء كبير من البنية التحتية للمسيّرات الخاصة بالدعم السريع. ويُعد القضاء على الطائرات بدون طيار على الأرض أو اعتراضها قبل وصولها إلى أهدافها جزءًا أساسيا من إستراتيجية القوات المسلحة السودانية. كما تستخدم القوات المسلحة السودانية أسطولها الخاص من الطائرات المسيرة في مواجهة التهديدات. وبفضل تزويدها بطائرات بيرقدار التركية ، وربما طائرات مسيرة أخرى، يُمكنها إجراء عمليات مراقبة جوية لرصد أنشطة إطلاق طائرات الدعم السريع، بل ومحاولة إسقاطها أثناء تحليقها بصواريخ دقيقة يُمكن استخدامها ضد أهداف جوية بطيئة الحركة، مع أن دورها الرئيسي كان ضرب الأهداف الأرضية. وخلال هجمات بورتسودان، أوقف الجيش مؤقتًا حركة الطيران المدني، وفرض مناطق حظر طيران لتجنب أي تصادمات عرضية ولإطلاق العنان للدفاعات الجوية في التصدي للطائرات المسيرة. يُؤكد هذا الإجراء التفاعلي على مدى جدية القوات المسلحة السودانية في التعامل مع التهديد فور ظهوره. تطور قدرات الجيش يعني ذلك أن الجيش يطور من قدراته على مواجهة حرب السلاح المسير، والتي تعد بالأساس أحد اعترافات الدعم السريع بالهزيمة (عن طريق الضرب من بعد). ومن الناحية الإستراتيجية، تخاطر حملة الطائرات المسيرة بتوسيع البعد الإقليمي للصراع، حيث لاحظ جيران السودان والداعمون الدوليون قدرة قوات الدعم السريع على ضرب مدينة ساحلية على البحر الأحمر. و يحذر المحلل العسكري آلان بوسويل قائلاً لواشنطن بوست إن هذا تصعيد دراماتيكي يُوسّع النطاق الجغرافي والإستراتيجي للحرب، مضيفًا أن مثل هذه الضربات تعمّق التوترات الإقليمية بنقلها الحرب حرفيا إلى أبواب دول مثل المملكة العربية السعودية ومصر عبر البحر الأحمر. في أسطورة شمشون الجبار، يقف البطل التوراتي على حافة الخراب أسيرًا بين أعدائه بعد أن سُلبت منه قوته. لكنه في لحظة غضب ويأس أخيرة، يستجمع آخر ما تبقى من جبروته ويدفع أعمدة المعبد ليسقطه فوق رؤوس الجميع. هل تشبه قوات الدعم السريع في السودان، في جانب من سلوكها اليوم، شمشون وقد فقد بوصلته؟ ربما يمثل ذلك جانبًا من حرب قوات الدعم السريع بالمسيرات، فجزء مهم منها يضغط عن عمد على حياة السودانيين أنفسهم، وبعد أن تشكّلت قوات الدعم السريع، وبدأت الحرب قبل عامين بدعوى حماية الدولة والهوية، ها هي تضرب المدن والقرى. وكأنها، بعد أن هُزمت واستُبعدت من مركز السلطة ويئست من العودة، قررت أن لا تبقي شيئًا ولا تذر، وكانت المسيّرات هي السلاح الذي استخدمته قوات حميدتي في محاولة منها لهدم المعبد على رؤوس الجميع، لكن سلوك الجيش السوداني في المقابل من ذلك يتطوّر بالتوازي مع شكل المعركة، ويتكيّف مع متغيراتها على الأرض، مما يعني أنه يدرك نوايا الدعم السريع، ويعمل على تحييدها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store