logo
#

أحدث الأخبار مع #تنظيم«القاعدة»

المقاتلون الأجانب... اختبار سوريا والمجتمع الدولي
المقاتلون الأجانب... اختبار سوريا والمجتمع الدولي

العرب اليوم

timeمنذ 20 ساعات

  • سياسة
  • العرب اليوم

المقاتلون الأجانب... اختبار سوريا والمجتمع الدولي

«يهبنا الله اللوز، لكن لا يُقشّره لنا»، هذه الحكمة تختزل لحظة سوريا الجديدة: فرصة تاريخية، لكنها مشروطة، معقّدة لكنها ليست مستحيلة وتحتاج إلى تجاوز لغة التعميم والتبرير ومحاولة ترحيل المعضلة إلى مقاربات لا تنتمي إلى منطق الدولة ومفهومها بل إلى مفاهيم وثقافة المناخات الثورية أو «الجهادية» مثل الأنصار والوفاء لرفاق الأمس، والهدنة إلى أن يحين التمكين... إلخ. سوريا على موعد استحقاق كبير وفرصة كبيرة بعد أكثر من عقد على الحرب، وسقوط النظام السابق في ديسمبر (كانون الأول) 2024، إذ يجد السوريون أنفسهم أمام أكبر مفترق سياسي منذ بداية الثورة. فالمجتمع الدولي، وبدعم فاعل من دول الاعتدال العربي وفي مقدمتها السعودية، ينحاز اليوم بوضوح إلى فرصة بناء دولة سورية موحّدة، ومستقرة، تُعيد تشكيل نفسها ضمن محيطها العربي، بعد سنوات من العزلة والتدويل. الرهان كبير، والثقة ممنوحة لقيادة جديدة، انطلاقاً من أن الثمن، سياسياً وأمنياً واجتماعياً، باهظ في حالة الفشل، لذلك منحُ الفرصة كان الخيار السياسي الواقعي. ومع أن شروط رفع العقوبات وإعادة الإعمار والاستثمارات معروفة، إلا أن أكثرها تعقيداً وخطورةً هو ملف المقاتلين الأجانب. المقاتلون بشكل أساسي باتوا عبئاً متعدد المستويات: أمنياً، وقانونياً، واجتماعياً، وثقافياً. إذ لم تشهد ساحة صراع في العصر الحديث تجمّعاً دولياً للمقاتلين الأجانب كما حدث في سوريا منذ 2012، حين تحوّلت البلاد إلى نقطة جذب لعشرات الآلاف من المقاتلين من أكثر من مائة دولة -سنة وشيعة- انخرطوا في الصراع على جانبي الجبهة، وحملوا معهم أجندات تتجاوز حدود الوطن السوري. اليوم، وبعد نهاية المعركة العسكرية، تُطرح أسئلة وجودية لمستقبل سوريا: ما مصير هؤلاء المقاتلين؟ كيف يمكن معالجة تداعيات وجودهم؟ وهل يمكن أن تستعيد سوريا وحدتها وهويتها في ظل وجود جيوش عقائدية لا تدين بالولاء للدولة؟ ترك الملف بلا حل ليس خياراً. فبعد حرب أفغانستان، عاد «الأفغان العرب» ليؤسّسوا تنظيم «القاعدة». وفي البوسنة، خلّف العشرات من المقاتلين الأجانب جيوباً ثقافية متطرفة، أثّرت في هوية الإسلام البوسني المعتدل. وفي العراق أسهم عائدو «الجهاد» في ولادة «دولة (داعش)» لاحقاً، في حين العراق واليمن ولبنان عالقة في ميليشيات شيعية تتلبس شكل الدولة وتؤثر في استقرارها. في سوريا المشكلة مضاعفة؛ هناك مقاتلون ما زالوا ينتشرون في الشمال أقرب إلى فكر «داعش»، ومقاتلون ضمن فصائل يدينون بطريقة شكلانية إلى جسد الفصيل الأكبر «هيئة تحرير الشام»، لكن ولاءهم مشروط بالآيديولوجيا، إضافة إلى بداية الانشقاقات الفكرية من الهجوم الشرس لإعلام «داعش» في آخر عدد وبشكل مباشر تجاه الرئيس ثم لشخصيات من رموز «السلفية الجهادية»، منهم أبو محمد المقدسي، عدا الكثير من المتن «الجهادوي» على وسائل التواصل الذي يشعر بالقلق تجاه ما يجري، والمؤثرون منهم طوائف شتى، كل منهم يحمل تصوراً خاصاً عن «الشرعية»، ويتصرف بوصفه صاحب فضل في النصر أو التضحية. هذا الواقع يفرض على الإدارة السورية ثلاثة خيارات. أولاً: الترحيل الكامل، ويعني إخراج كل المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية، بدعم أممي، بوصفه شرطاً أساسياً لإعادة الشرعية الدولية؛ لكنه خيار محفوف بالعقبات، فالكثير من الدول ترفض استعادة مواطنيها، والبعض فقد جنسيته أصلاً. كما أن عمليات الترحيل قد تكون شرارة جديدة للفوضى، ما لم تقترن بخطة أمنية دقيقة. ثانياً: الدمج المشروط، ويقوم على التمييز بين من ارتكب جرائم جسيمة ومن يمكن استيعابه، خصوصاً من تزوج داخل سوريا أو عاش فيها سنوات. لكن هذا السيناريو يواجه تحفظات داخلية، ويتطلّب قدرة أمنية وقانونية عالية، وبرامج تأهيل شاملة؛ لكن بالطبع هذا الحل صعب جداً في ظل وجود مناصب قيادية للمقاتلين الأجانب وهيكلية مبنية على التراتبية التنظيمية والولاء الجزئي للفصيل. ثالثاً: المماطلة ومعالجة الفوضى وهو السيناريو الأخطر، فإذا فشلت الدولة في معالجة الملف، يتحول المقاتلون إلى قوة موازية تهدّد السلم الأهلي، وتستدرج تدخلات إقليمية، خصوصاً على حدود العراق ولبنان وتركيا. وقد تتحول سوريا إلى مسرح دائم لإعادة تدوير التنظيمات المسلحة العابرة للحدود. الآن الأمر واضح، ليس فقط لأن المجتمع الدولي يترقّب، بل لأن الداخل السوري بحاجة إلى دولة تعيد الاعتبار إلى المواطنة، وتنهي منطق «الولاء العابر للحدود» والشعارات الشمولية المبنية على ثنائيات طائفية أو جهوية أو حتى تاريخية تستدعي أمجاداً متخيلة، فضلاً عن ثقافة التطرف التي يمكن بعيداً عن حالة العسكرة أن تؤدي إلى تجريف الإسلام المعتدل لصالح مجتمع راديكالي محتقن وقابل للانفجار في أي لحظة. إن علاج ملف المقاتلين الأجانب يجب ألا يكون رد فعل أمنياً فقط، بل جزءاً من رؤية متكاملة لإعادة بناء الدولة والمجتمع، قائمة على العدالة، والمحاسبة، والمواطنة، والاستفادة من تجارب الدول التي خاضت معركة طويلة وشرسة ضد الإرهاب، وفي مقدمتها السعودية، التي أدركت مبكراً أن المعركة مع الفكر لا تقل أهمية عن المعركة مع السلاح. سوريا اليوم، بغض النظر عن الإدارة السياسية، أمام لحظة تأسيس ثانية، والنصر الحقيقي الذي بدأ بإسقاط النظام يتطلّب استدامة وجهداً سورياً مضنياً تشارك فيه كل المكونات والخبرات السورية لإقامة دولة مواطنة لا تحمل في باطنها بذور تفككها... البدء من ملف المقاتلين الأجانب هو الامتحان الأهم لإثبات أن سوريا قادرة على الانحياز إلى نفسها، قبل أن ينحاز إليها المجتمع الدولي الذي هو على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة وفرص أكبر.

أكثر من 100 قتيل في 'هجوم إرهابي' شمال بوركينا فاسو
أكثر من 100 قتيل في 'هجوم إرهابي' شمال بوركينا فاسو

كش 24

timeمنذ 7 أيام

  • سياسة
  • كش 24

أكثر من 100 قتيل في 'هجوم إرهابي' شمال بوركينا فاسو

قال عامل في منظمة غير حكومية وسكان محليون إن أكثر من 100 شخص قتلوا في هجوم شنه مسلحون متشددون في شمال بوركينا فاسو. وأوضح عامل الإغاثة، الذي يشارك في جهود الحوار بالمناطق المتضررة من البلاد، أن الهجوم استهدف مواقع عدة، بينها قاعدة عسكرية وبلدة جيبو الاستراتيجية المحاصرة منذ مدة طويلة، وأنه وقع في وقت مبكر من صباح الأحد. وذكرت طالبة من المنطقة أن والدها كان من بين القتلى. وتحدث كلا الشخصين إلى وكالة «أسوشييتد برس»، الاثنين، شريطة عدم الكشف عن هويتيهما خوفاً من الأعمال الانتقامية. هذا، وقد أعلنت جماعة جهادية متحالفة مع تنظيم «القاعدة» وتُعرف باسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، وتنشط في منطقة الساحل الأفريقي، مسؤوليتها عن هجوم يوم الأحد. وكانت هذه الدولة غير الساحلية التي يحكمها مجلس عسكري، والتي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، من بين أشد الدول تضرراً من الأزمة الأمنية بمنطقة الساحل الأفريقي، المعروفة بأنها البقعة العالمية الساخنة للتطرف العنيف. يذكر أن نحو نصف بوركينا فاسو خارج سيطرة الحكومة نتيجة للعنف الذي ساهم في وقوع انقلابَين في عام 2022. كما اتُّهمت قوات الأمن الحكومية بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القضاء. ووفقاً لعامل الإغاثة، وكذلك تشارلي ويرب، وهو محلل مستقل مختص في المصادر المفتوحة ويركز على منطقة الساحل، فقد بدأت هجمات يوم الأحد بشكل متزامن في مواقع مختلفة عند الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي. وقال عامل الإغاثة: «شن مقاتلو (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) هجمات متزامنة على 8 مناطق محلية لتشتيت انتباه سلاح الجو البوركيني». وقد أكد محللون أن «استراتيجية المجلس العسكري في التصعيد العسكري، بما في ذلك التجنيد الجماعي للمدنيين في ميليشيات ضعيفة التدريب، قد أسفرت عن تفاقم التوترات بين الأعراق». ووقع الهجوم الرئيسي في مدينة جيبو، حيث سيطر مقاتلو الجماعة أولاً على جميع نقاط التفتيش عند مداخل المدينة، قبل أن يهاجموا الثكنات العسكرية، خصوصاً معسكر «وحدة مكافحة الإرهاب الخاصة». وقال ويرب، الذي حلل مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت، إن «المهاجمين قضوا ساعات عدة في المناطق المستهدفة دون تدخل جوي من القوات الجوية البوركينية، على عكس الهجمات السابقة على جيبو، التي نجحت فيها القوات الأمنية في صد المتطرفين». وأشار وسيم نصر، المختص في شؤون الساحل والباحث البارز في مركز «سوفان» للأبحاث الأمنية، إلى أن «الهجوم الأخير يُظهر تصاعد قوة (جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) وتوسع نطاق نفوذها في بوركينا فاسو». وقال: «استهداف جيبو يؤكد مدى حرية حركة الجماعة داخل البلاد».

هذا هو التحدى .. فكيف ستكون الاستجابة؟محمد السعيد إدريس
هذا هو التحدى .. فكيف ستكون الاستجابة؟محمد السعيد إدريس

ساحة التحرير

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

هذا هو التحدى .. فكيف ستكون الاستجابة؟محمد السعيد إدريس

هذا هو التحدى .. فكيف ستكون الاستجابة؟ د. محمد السعيد إدريس لم يكن غريبا أن يقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وراء نشر صورة له بزى «البابا»، وهى الصورة التى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى، ونشرت مساء يوم الجمعة الماضى على الموقع الخاص بالرئيس الأمريكى المعروف باسم «تروث سوشيال». الصورة سرعان ما انتشرت على حسابات مواقع التواصل الاجتماعى ، وبعد نصف ساعة تم نشرها على الحساب الرسمى للبيت الأبيض على موقع «إكس»، ما يعنى أن نشر هذه الصورة لم يكن مزحة أو أمراً عبثياً من الرئيس، بل كان الأمر جاداً وحقيقياً، ولعل ما يؤكد ذلك، أن ترامب كان قد صرح ، قبل يومين من نشر هذه الصورة (الأربعاء 30 أبريل الفائت)، بتصوره حول توقعاته للبابا الجديد الذى سيأتى خلفاً للبابا فرنسيس الذى أعلنت وفاته قبل أسبوعين تقريباً، فقال: «أرغب فى أن أصبح البابا.. سيكون هذا خيارى الأول». يريد أن يكون البابا!! هذا هو جوهر مشروع دونالد ترامب السياسى لجعل الولايات المتحدة «عظيمة مرة أخرى». وبغض النظر عن غياب أى تدقيق لمتى كانت هذه الولايات عظيمة، ولا حتى ما هو معنى العظمة عند دونالد ترامب، فإن هذا المشروع يستهدف تحقيق هدفين محوريين؛ أولهما: تجديد المشروع الإمبريالى الاستعمارى الغربى بزعامة أمريكية منفردة وأكثر تسلطاً واستبداداً يفوق كل ما فعله الاستعمار البريطانى والاستعمار الفرنسى وقبلهما الاستعمار الإسبانى والاستعمار البرتغالى بشعوب العالم الثالث فى إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، ومن هنا جاءت دعوات ترامب لضم كندا وجعلها الولاية الأمريكية رقم 51، وشراء جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، واحتلال قناة بنما فى أمريكا الوسطى، ثم دعوته إلى تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه فى قطاع غزة وإقامة ريفييرا أمريكية شرق أوسطية. كما يستهدف هذا المشروع ثانياً، وهذا هو الأشد خطورة، تجديد «الحروب الصليبية على الشرق وحضاراته ابتداء من الحضارة العربية – الإسلامية التى هى جوهره، وامتدادا إلى الحضارتين الصينية والهندية، من خلال إحياء دعوة «صراع الحضارات» التى روج لها مفكرون ومسئولون أمريكيون ، باعتبارها البديل لـ»الصراع الأيديولوجي» السابق بين الغرب الرأسمالى بزعامة الولايات المتحدة والشرق الاشتراكى بزعامة الاتحاد السوفيتى. الذين روجوا لدعوة «صراع الحضارات» تلك كانوا يقصدون بالتحديد صراع الحضارة الغربية بشقيها المسيحى واليهودى فى مواجهة العدو الجديد للغرب والبديل للعدو الشيوعى السابق، وهذا العدو البديل هو الحضارة العربية – الإسلامية، ومن هنا جاء تخليق ودعم تيارات الإسلام السياسى وتشجيع ما سمى بـ»الإسلام الجهادي» على نحو ما حدث فى أفغانستان، وبعدها بدأت حملات شيطنة «الإسلام السياسي» هذا باعتباره إرهابا بعد أن تم استيلاد تنظيم «داعش» من رحم تنظيم «القاعدة» برعاية وإشراف أمريكيين باعتراف رسمى من الرئيس دونالد ترامب نفسه، فى معرض اتهامه لمنافسته السابقة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية فى إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما. نحن إذن أمام مشروع استعمارى إمبريالى أمريكى يرتدى ثوب «المسيحانية»، وهى تيار «المسيحية الصهيونية» المنبثق عن «الكنيسة البروتستانتية فى الولايات المتحدة وبعض دول غرب أوروبا، ويؤمن إيماناً راسخاً بحتمية وضرورة انتصار إسرائيل انتصاراً حاسماً على كل أعدائها المتربصين بها، باعتبار أن هذا الانتصار هو «الشرط الموضوعي» لظهور السيد المسيح عليه السلام مجدداً. من هنا جاء ارتداء دونالد ترامب زى البابا وطموحه أن يكون «بابا» فى المستقبل ليقود بنفسه «الحرب المقدسة» مع إسرائيل ضد كل أعدائها. هذا يعنى أن المشروع الذى يروج له بنيامين نيتانياهو حالياً من تأسيس «شرق أوسط جديد» تقوده وتسيطر عليه إسرائيل على أنقاض النظام العربى ودوله العربية، وأن تمتد هذه السيطرة نحو إيران وتركيا بعد تفكيك كل هذه الدول إلى دويلات صغيرة طائفية ومذهبية وعرقية لتمكين إسرائيل من إخضاعها والسيطرة عليها، والحيلولة دون وجود أى قوة فى هذه المنطقة الشرق أوسطية تكون قادرة على تهديد إسرائيل والحيلولة دون توسيع مخططها التوسعى الذى تريده وتسعى إليه. وما تقوم به إسرائيل حالياً فى سوريا، وقطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وما تعده لإيران وتخطط له لكل من مصر وتركيا بعد القضاء على الخطر الإيرانى، أكبر دليل على ذلك. وزير المالية الإسرائيلى «بتسلئيل سموتريتش»، زعيم تيار الاستيطان اليهودى فى عموم فلسطين، أكد فى تصريح له يوم الثلاثاء (29 أبريل الفائت) بأن «تل أبيب لن توقف الحرب إلا بعد تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة، وتقسيم سوريا وتجريد إيران من سلاحها النووي». وأكد أن هذه هى الأهداف التى أجمع عليها الإسرائيليون وليس الحكومة فحسب . الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على العاصمة السورية التى وصل بعضها إلى قصر الرئاسة وامتدت إلى الشمال والوسط السورى وتمديد الاحتلال الإسرائيلى فى جنوب سوريا إلى ما يزيد على 80 كيلومترا، تؤكد، هى الأخرى، ما ورد على لسان «سموتريتش»، كما يؤكده البيان المشترك لبنيامين نيتانياهو ووزير حربه «يسرائيل كاتس» القائل بأن هذا القصف «رسالة واضحة للنظام السورى تقول: لن نسمح بنشر قوات سورية جنوب دمشق، أو بتشكيل أى تهديد للطائفة الدرزية بأى شكل من الأشكال». والمقصود هنا هو فرض السيطرة الإسرائيلية على سوريا والسعى إلى تفكيكها إلى دويلات عرقية وطائفية ابتداء من تخليق دويلة درزية خاضعة للحماية الإسرائيلية، كنموذج مطلوب تحقيقه فى كل دول المنطقة، وفقاً لخطة كان قد وضعها «أوديد إينون» مستشار ارييل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق تحت عنوان: «استراتيجية إسرائيل للثمانينيات». هذا هو التحدى.. فكيف يجب أن تكون الاستجابة؟ ومن المعنيون بذلك؟‎2025-‎05-‎07 The post هذا هو التحدى .. فكيف ستكون الاستجابة؟محمد السعيد إدريس first appeared on ساحة التحرير.

هذا هو التحدى .. فكيف ستكون الاستجابة؟
هذا هو التحدى .. فكيف ستكون الاستجابة؟

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة

هذا هو التحدى .. فكيف ستكون الاستجابة؟

لم يكن غريبا أن يقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وراء نشر صورة له بزى «البابا»، وهى الصورة التى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى، ونشرت مساء يوم الجمعة الماضى على الموقع الخاص بالرئيس الأمريكى المعروف باسم «تروث سوشيال». الصورة سرعان ما انتشرت على حسابات مواقع التواصل الاجتماعى ، وبعد نصف ساعة تم نشرها على الحساب الرسمى للبيت الأبيض على موقع «إكس»، ما يعنى أن نشر هذه الصورة لم يكن مزحة أو أمراً عبثياً من الرئيس، بل كان الأمر جاداً وحقيقياً، ولعل ما يؤكد ذلك، أن ترامب كان قد صرح ، قبل يومين من نشر هذه الصورة (الأربعاء 30 أبريل الفائت)، بتصوره حول توقعاته للبابا الجديد الذى سيأتى خلفاً للبابا فرنسيس الذى أعلنت وفاته قبل أسبوعين تقريباً، فقال: «أرغب فى أن أصبح البابا.. سيكون هذا خيارى الأول». يريد أن يكون البابا!! هذا هو جوهر مشروع دونالد ترامب السياسى لجعل الولايات المتحدة «عظيمة مرة أخرى». وبغض النظر عن غياب أى تدقيق لمتى كانت هذه الولايات عظيمة، ولا حتى ما هو معنى العظمة عند دونالد ترامب، فإن هذا المشروع يستهدف تحقيق هدفين محوريين؛ أولهما: تجديد المشروع الإمبريالى الاستعمارى الغربى بزعامة أمريكية منفردة وأكثر تسلطاً واستبداداً يفوق كل ما فعله الاستعمار البريطانى والاستعمار الفرنسى وقبلهما الاستعمار الإسبانى والاستعمار البرتغالى بشعوب العالم الثالث فى إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، ومن هنا جاءت دعوات ترامب لضم كندا وجعلها الولاية الأمريكية رقم 51، وشراء جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، واحتلال قناة بنما فى أمريكا الوسطى، ثم دعوته إلى تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه فى قطاع غزة وإقامة ريفييرا أمريكية شرق أوسطية. كما يستهدف هذا المشروع ثانياً، وهذا هو الأشد خطورة، تجديد «الحروب الصليبية على الشرق وحضاراته ابتداء من الحضارة العربية - الإسلامية التى هى جوهره، وامتدادا إلى الحضارتين الصينية والهندية، من خلال إحياء دعوة «صراع الحضارات» التى روج لها مفكرون ومسئولون أمريكيون ، باعتبارها البديل لـ»الصراع الأيديولوجي» السابق بين الغرب الرأسمالى بزعامة الولايات المتحدة والشرق الاشتراكى بزعامة الاتحاد السوفيتى. الذين روجوا لدعوة «صراع الحضارات» تلك كانوا يقصدون بالتحديد صراع الحضارة الغربية بشقيها المسيحى واليهودى فى مواجهة العدو الجديد للغرب والبديل للعدو الشيوعى السابق، وهذا العدو البديل هو الحضارة العربية - الإسلامية، ومن هنا جاء تخليق ودعم تيارات الإسلام السياسى وتشجيع ما سمى بـ»الإسلام الجهادي» على نحو ما حدث فى أفغانستان، وبعدها بدأت حملات شيطنة «الإسلام السياسي» هذا باعتباره إرهابا بعد أن تم استيلاد تنظيم «داعش» من رحم تنظيم «القاعدة» برعاية وإشراف أمريكيين باعتراف رسمى من الرئيس دونالد ترامب نفسه، فى معرض اتهامه لمنافسته السابقة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية فى إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما. نحن إذن أمام مشروع استعمارى إمبريالى أمريكى يرتدى ثوب «المسيحانية»، وهى تيار «المسيحية الصهيونية» المنبثق عن «الكنيسة البروتستانتية فى الولايات المتحدة وبعض دول غرب أوروبا، ويؤمن إيماناً راسخاً بحتمية وضرورة انتصار إسرائيل انتصاراً حاسماً على كل أعدائها المتربصين بها، باعتبار أن هذا الانتصار هو «الشرط الموضوعي» لظهور السيد المسيح عليه السلام مجدداً. من هنا جاء ارتداء دونالد ترامب زى البابا وطموحه أن يكون «بابا» فى المستقبل ليقود بنفسه «الحرب المقدسة» مع إسرائيل ضد كل أعدائها. هذا يعنى أن المشروع الذى يروج له بنيامين نيتانياهو حالياً من تأسيس «شرق أوسط جديد» تقوده وتسيطر عليه إسرائيل على أنقاض النظام العربى ودوله العربية، وأن تمتد هذه السيطرة نحو إيران وتركيا بعد تفكيك كل هذه الدول إلى دويلات صغيرة طائفية ومذهبية وعرقية لتمكين إسرائيل من إخضاعها والسيطرة عليها، والحيلولة دون وجود أى قوة فى هذه المنطقة الشرق أوسطية تكون قادرة على تهديد إسرائيل والحيلولة دون توسيع مخططها التوسعى الذى تريده وتسعى إليه. وما تقوم به إسرائيل حالياً فى سوريا، وقطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وما تعده لإيران وتخطط له لكل من مصر وتركيا بعد القضاء على الخطر الإيرانى، أكبر دليل على ذلك. وزير المالية الإسرائيلى «بتسلئيل سموتريتش»، زعيم تيار الاستيطان اليهودى فى عموم فلسطين، أكد فى تصريح له يوم الثلاثاء (29 أبريل الفائت) بأن «تل أبيب لن توقف الحرب إلا بعد تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة، وتقسيم سوريا وتجريد إيران من سلاحها النووي». وأكد أن هذه هى الأهداف التى أجمع عليها الإسرائيليون وليس الحكومة فحسب . الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على العاصمة السورية التى وصل بعضها إلى قصر الرئاسة وامتدت إلى الشمال والوسط السورى وتمديد الاحتلال الإسرائيلى فى جنوب سوريا إلى ما يزيد على 80 كيلومترا، تؤكد، هى الأخرى، ما ورد على لسان «سموتريتش»، كما يؤكده البيان المشترك لبنيامين نيتانياهو ووزير حربه «يسرائيل كاتس» القائل بأن هذا القصف «رسالة واضحة للنظام السورى تقول: لن نسمح بنشر قوات سورية جنوب دمشق، أو بتشكيل أى تهديد للطائفة الدرزية بأى شكل من الأشكال». والمقصود هنا هو فرض السيطرة الإسرائيلية على سوريا والسعى إلى تفكيكها إلى دويلات عرقية وطائفية ابتداء من تخليق دويلة درزية خاضعة للحماية الإسرائيلية، كنموذج مطلوب تحقيقه فى كل دول المنطقة، وفقاً لخطة كان قد وضعها «أوديد إينون» مستشار ارييل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق تحت عنوان: «استراتيجية إسرائيل للثمانينيات». هذا هو التحدى.. فكيف يجب أن تكون الاستجابة؟ ومن المعنيون بذلك؟

سوريا... إدارة جديدة وتحديات قديمة
سوريا... إدارة جديدة وتحديات قديمة

المغرب اليوم

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المغرب اليوم

سوريا... إدارة جديدة وتحديات قديمة

توحش الأقليات كان الشعار الأبرز لمرحلة حكم نظام الأسد لسوريا الممتد لبضعة عقودٍ، مع الأب ثم الابن، وعبر التاريخ الإسلامي ما كان ثمة توحشٌ للأكثرية لأنها في الحكم هي الأساس ولا تخشى من أي تهديدٍ أقلوي، فظلت الدولة الإسلامية على مدى قرونٍ طويلة تحكمها الأكثرية التي تحمي الأقليات. سقوط الأسد كان حدثاً مدوياً، وهو أزاح عهداً كان يمثل نشازاً تاريخياً ما كان له أن يستمر لولا توافقات دولية حكمت بعض مراحل الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، والحقيقة أنه وإن قدّم نفسه كنظامٍ يحمي الأقليات، فإنه لم يكن يحمي إلا بعض المتنفذين من طائفته بحيث كان يقسم ظلمه ووحشيته على الأكثرية وعلى باقي الأقليات، وهو من اغتال كمال جنبلاط الزعيم الدرزي الكبير. التحديات التي تواجه الإدارة السورية الجديدة كثيرةٌ ومتعددةٌ ومتشعبةٌ، وهي تحدياتٌ تحتاج لاعترافٍ صريحٍ بطبيعتها وخريطة طريقٍ واضحةٍ لتجاوزها، وهذا وإن بدا كلاماً سهلاً ومنطقياً فإن تطبيقه اليوم على الأوضاع في سوريا يشوبه الكثير من العوائق التي تحتاج للاعتراف بها وتجاوزها أيضاً، وأحد هذه التحديات الكبرى هو تعدد الأقليات، وهي أقلياتٌ قديمةٌ في سوريا طوال تاريخها، وهي لن تزول ولن تنتهي وحافظت على قوتها ووحدتها في ظل أنظمةٍ سياسيةٍ متعددة وخلال حروبٍ طاحنة. في فبراير (شباط) الماضي، شارك أسعد الشيباني وزير الخارجية السوري الجديد في ندوةٍ خلال «القمة العالمية للحكومات» التي انعقدت في دبي، وكنت حريصاً على الحضور والاستماع لصوتٍ يمثل مستقبل سوريا المنظور على الأقل، ولكنه كان دبلوماسياً أكثر مما ينبغي، فهو يرد على أسئلة توجَّه للحكومة بمنطق الشعب، بمعنى أنه عندما تحدث عن الأقليات أجاب بأنها موجودة ومعروفة في سوريا منذ القدم، وصدق في هذا، ولكن هذا جواب يتحدث به المواطن السوري والباحث والمراقب، أما جواب الحكومة فكان يجب أن يكون عملياً وواقعياً ومبنياً على خطةٍ معلنةٍ. المقارنة بعهد الأسد البائد ليست جواباً عن الهواجس المعتبرة لدى شرائح كبيرةٍ من الشعب السوري تقف على رأسها الأقليات الدينية والطائفية والعرقية، وبعضها أقلياتٌ مسلحةٌ وتمتلك من الشجاعة والوحدة والتاريخ ما يجعلها رقماً صعباً في المعادلات الداخلية السورية والمعادلات الإقليمية على حدٍّ سواء. وعندما تحدث الشيباني بصراحةٍ عن موضوع الأقليات، قال: «نرفض اسم الأقليات والمحاصصة، الكفاءة هي المعيار، وهذا الحديث يمكن أن يقال في بلدانٍ مستقرةٍ وخاضعةٍ لدساتير ثابتةٍ وقوانين راسخةٍ وحكومة تنفيذية فاعلة، وهذا غير متوفرٍ في سوريا الحاضر بعد». يشير الكثير من التقارير الصحافية الغربية إلى ما يعرف في سوريا بـ«المهاجرين» بالمنطق الديني، وهم مجموعاتٌ من المطاردين من دولهم الذين التحقوا بشتى الفصائل المقاتلة تحت مسمى «الجهاد»، وهم مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بتنظيمات الإرهاب المعروفة مثل تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش»، وهؤلاء يشكلون ضغطاً كبيراً لرفض أي تنازلات تقدمها الإدارة الجديدة عن خطابها الآيديولوجي عندما كانت في المعارضة، وتعتبر الواقعية السياسية الحالية نوعاً من النفاق أو النكوص على العقبين بالمنطق الجهادي. مع منطق هؤلاء الذين يسمون أنفسهم «جهاديين» وتصنفهم كثير من دول العالم إقليمياً ودولياً «إرهابيين»، لا يمكن للإدارة الجديدة الحديث بشكل صريحٍ عن موقفها من الأقليات داخل الدولة، وهو ما يسبب مخاوف عميقة وحقيقية لدى هذه الأقليات، وتقوم بعض هذه المجموعات بعمليات قتلٍ وترويعٍ خطيرةٍ كما تهدد بعض مناطق الأقليات، وهو ما جعل بعض هذه الأقليات تتخذ مواقف مدافعة عن مناطقها وعقائدها وإن بالقوة المسلحة، والأخطر هو أنها ستفعل ذلك ولو بالتعاون مع إسرائيل، فمراعاة مجموعاتٍ مسلحةٍ وافدةٍ مهما كانت متطرفةً دينياً على حساب جزء كبيرٍ من الشعب السوري المتجذر في بلاده لقرونٍ من الزمن، ليست من الحصافة السياسية في شيء. اللعبة الإقليمية تشكل خطراً حقيقياً على سوريا الجديدة، وخصوصاً من الدول غير العربية، فإيران تاريخها مع الشعب السوري سيئ وهي لم تسلم بعد نهائياً بهزيمتها في سوريا، وتركيا هي التي دربت ورعت لأكثر من عقدٍ بعض هذه الفصائل المسلحة التي أسقطت نظام الأسد، وهي لم تقصر في إظهار ذلك عبر زيارات مسؤوليها لدمشق، وإسرائيل تستبيح الفضاء السوري وتنفذ ما شاءت من العمليات العسكرية والضربات الجوية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store