
هذا هو التحدى .. فكيف ستكون الاستجابة؟
لم يكن غريبا أن يقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وراء نشر صورة له بزى «البابا»، وهى الصورة التى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى، ونشرت مساء يوم الجمعة الماضى على الموقع الخاص بالرئيس الأمريكى المعروف باسم «تروث سوشيال». الصورة سرعان ما انتشرت على حسابات مواقع التواصل الاجتماعى ، وبعد نصف ساعة تم نشرها على الحساب الرسمى للبيت الأبيض على موقع «إكس»، ما يعنى أن نشر هذه الصورة لم يكن مزحة أو أمراً عبثياً من الرئيس، بل كان الأمر جاداً وحقيقياً، ولعل ما يؤكد ذلك، أن ترامب كان قد صرح ، قبل يومين من نشر هذه الصورة (الأربعاء 30 أبريل الفائت)، بتصوره حول توقعاته للبابا الجديد الذى سيأتى خلفاً للبابا فرنسيس الذى أعلنت وفاته قبل أسبوعين تقريباً، فقال: «أرغب فى أن أصبح البابا.. سيكون هذا خيارى الأول».
يريد أن يكون البابا!!
هذا هو جوهر مشروع دونالد ترامب السياسى لجعل الولايات المتحدة «عظيمة مرة أخرى». وبغض النظر عن غياب أى تدقيق لمتى كانت هذه الولايات عظيمة، ولا حتى ما هو معنى العظمة عند دونالد ترامب، فإن هذا المشروع يستهدف تحقيق هدفين محوريين؛ أولهما: تجديد المشروع الإمبريالى الاستعمارى الغربى بزعامة أمريكية منفردة وأكثر تسلطاً واستبداداً يفوق كل ما فعله الاستعمار البريطانى والاستعمار الفرنسى وقبلهما الاستعمار الإسبانى والاستعمار البرتغالى بشعوب العالم الثالث فى إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، ومن هنا جاءت دعوات ترامب لضم كندا وجعلها الولاية الأمريكية رقم 51، وشراء جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، واحتلال قناة بنما فى أمريكا الوسطى، ثم دعوته إلى تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه فى قطاع غزة وإقامة ريفييرا أمريكية شرق أوسطية.
كما يستهدف هذا المشروع ثانياً، وهذا هو الأشد خطورة، تجديد «الحروب الصليبية على الشرق وحضاراته ابتداء من الحضارة العربية - الإسلامية التى هى جوهره، وامتدادا إلى الحضارتين الصينية والهندية، من خلال إحياء دعوة «صراع الحضارات» التى روج لها مفكرون ومسئولون أمريكيون ، باعتبارها البديل لـ»الصراع الأيديولوجي» السابق بين الغرب الرأسمالى بزعامة الولايات المتحدة والشرق الاشتراكى بزعامة الاتحاد السوفيتى.
الذين روجوا لدعوة «صراع الحضارات» تلك كانوا يقصدون بالتحديد صراع الحضارة الغربية بشقيها المسيحى واليهودى فى مواجهة العدو الجديد للغرب والبديل للعدو الشيوعى السابق، وهذا العدو البديل هو الحضارة العربية - الإسلامية، ومن هنا جاء تخليق ودعم تيارات الإسلام السياسى وتشجيع ما سمى بـ»الإسلام الجهادي» على نحو ما حدث فى أفغانستان، وبعدها بدأت حملات شيطنة «الإسلام السياسي» هذا باعتباره إرهابا بعد أن تم استيلاد تنظيم «داعش» من رحم تنظيم «القاعدة» برعاية وإشراف أمريكيين باعتراف رسمى من الرئيس دونالد ترامب نفسه، فى معرض اتهامه لمنافسته السابقة هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية فى إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما. نحن إذن أمام مشروع استعمارى إمبريالى أمريكى يرتدى ثوب «المسيحانية»، وهى تيار «المسيحية الصهيونية» المنبثق عن «الكنيسة البروتستانتية فى الولايات المتحدة وبعض دول غرب أوروبا، ويؤمن إيماناً راسخاً بحتمية وضرورة انتصار إسرائيل انتصاراً حاسماً على كل أعدائها المتربصين بها، باعتبار أن هذا الانتصار هو «الشرط الموضوعي» لظهور السيد المسيح عليه السلام مجدداً. من هنا جاء ارتداء دونالد ترامب زى البابا وطموحه أن يكون «بابا» فى المستقبل ليقود بنفسه «الحرب المقدسة» مع إسرائيل ضد كل أعدائها.
هذا يعنى أن المشروع الذى يروج له بنيامين نيتانياهو حالياً من تأسيس «شرق أوسط جديد» تقوده وتسيطر عليه إسرائيل على أنقاض النظام العربى ودوله العربية، وأن تمتد هذه السيطرة نحو إيران وتركيا بعد تفكيك كل هذه الدول إلى دويلات صغيرة طائفية ومذهبية وعرقية لتمكين إسرائيل من إخضاعها والسيطرة عليها، والحيلولة دون وجود أى قوة فى هذه المنطقة الشرق أوسطية تكون قادرة على تهديد إسرائيل والحيلولة دون توسيع مخططها التوسعى الذى تريده وتسعى إليه. وما تقوم به إسرائيل حالياً فى سوريا، وقطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وما تعده لإيران وتخطط له لكل من مصر وتركيا بعد القضاء على الخطر الإيرانى، أكبر دليل على ذلك.
وزير المالية الإسرائيلى «بتسلئيل سموتريتش»، زعيم تيار الاستيطان اليهودى فى عموم فلسطين، أكد فى تصريح له يوم الثلاثاء (29 أبريل الفائت) بأن «تل أبيب لن توقف الحرب إلا بعد تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة، وتقسيم سوريا وتجريد إيران من سلاحها النووي». وأكد أن هذه هى الأهداف التى أجمع عليها الإسرائيليون وليس الحكومة فحسب .
الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على العاصمة السورية التى وصل بعضها إلى قصر الرئاسة وامتدت إلى الشمال والوسط السورى وتمديد الاحتلال الإسرائيلى فى جنوب سوريا إلى ما يزيد على 80 كيلومترا، تؤكد، هى الأخرى، ما ورد على لسان «سموتريتش»، كما يؤكده البيان المشترك لبنيامين نيتانياهو ووزير حربه «يسرائيل كاتس» القائل بأن هذا القصف «رسالة واضحة للنظام السورى تقول: لن نسمح بنشر قوات سورية جنوب دمشق، أو بتشكيل أى تهديد للطائفة الدرزية بأى شكل من الأشكال». والمقصود هنا هو فرض السيطرة الإسرائيلية على سوريا والسعى إلى تفكيكها إلى دويلات عرقية وطائفية ابتداء من تخليق دويلة درزية خاضعة للحماية الإسرائيلية، كنموذج مطلوب تحقيقه فى كل دول المنطقة، وفقاً لخطة كان قد وضعها «أوديد إينون» مستشار ارييل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق تحت عنوان: «استراتيجية إسرائيل للثمانينيات».
هذا هو التحدى.. فكيف يجب أن تكون الاستجابة؟ ومن المعنيون بذلك؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 25 دقائق
- فيتو
روبيو يرد على اتهام تقديم ترامب تنازلات لبوتين لوقف الحرب الأوكرانية
أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مساء أمس الثلاثاء، أن الرئيس دونالد ترامب لم يُقدِّم أي تنازلات لروسيا، رافضًا الانتقادات الموجهة إليه بشأن سياسة إدارته تجاه أوكرانيا. وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، قال روبيو متحدثًا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يحصل على أي تنازل". إلى ذلك اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو، بالعمل على "كسب الوقت" لمواصلة الحرب ضد كييف، غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الطرفين سيجريان مفاوضات مباشرة عقب تواصله هاتفيًّا مع نظيريه الروسي والأوكراني. وتحدث ترامب هاتفيًّا الإثنين إلى كل من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين في اسطنبول الجمعة في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاث سنوات. لكن المحادثات أخفقت في التوصل لهدنة وانتقد زيلينسكي بوتين معتبرًا أنه أرسل "رؤوسا فارغة" إلى طاولة المفاوضات. وفي المقابل أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال الاتصال الهاتفي، بأن "الذين يحتفون بالنازية حاولوا ترهيب الزعماء الذين جاءوا إلى موسكو للاحتفال بذكرى عيد النصر". وكشف ذلك يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، مساء أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي. وقال: "طبعًا لم يكن محض مصادفة أن تطرق الرئيس بوتين إلى هذا الموضوع، لأن الأوكرانيين هددوا بشكل مباشر المشاركين الأجانب في الفعاليات الاحتفالية بمناسبة عيد النصر، وحاولوا ترهيب القادة الأجانب ومنعهم من القدوم إلى موسكو". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

المصري اليوم
منذ 33 دقائق
- المصري اليوم
«القبة الذهبية» خطة ترامب لفرض الهيمنة.. تكلفتها 175 مليار دولار وتعجز أمامها الصواريخ
«قبة ذهبية» بـ175 مليار دولار.. معلومات عن درع الدفاع الصاروخي لحماية أمريكا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه اختار تصميما لدرع الدفاع الصاروخي «القبة الذهبية» التي تبلغ تكلفتها 175 مليار دولا. وأوضح ترامب أنه عين جنرالا من سلاح الفضاء لرئاسة البرنامج الطموح الذي يهدف إلى صد تهديدات الصين وروسيا ضد الولايات المتحدة، بحسب «سكاي نيوز». وأعلن في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أن الجنرال «مايكل جويتلاين» من سلاح الفضاء الأمريكي سيكون المدير الرئيسي للمشروع، وهو جهد يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حجر الزاوية في تخطيط ترامب العسكري. وأشار ترامب، إلى أن القبة الذهبية ستحمي بلاده، مضيفًا أن كندا قالت إنها تريد أن تكون جزءا منه. وتهدف القبة الذهبية التي أمر بها ترامب لأول مرة في يناير، إلى إنشاء شبكة من الأقمار الاصطناعية لرصد الصواريخ القادمة وتتبعها وربما اعتراضها. سيستغرق تنفيذ القبة الذهبية سنوات، إذ يواجه البرنامج المثير للجدل تدقيقا سياسيا وغموضا بشأن التمويل. وقال ترامب، إن القبة الذهبية ستكون درعًا لن يتوفر لدى أي بلد آخر، مؤكدًا أنها ستحمي بلاده بنسبة قريبة من 100% من جميع الصواريخ الفرط صوتية.


نافذة على العالم
منذ 33 دقائق
- نافذة على العالم
إقتصاد : ترامب يعلن مشروع "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بتكلفة 175 مليار دولار
الأربعاء 21 مايو 2025 03:00 صباحاً نافذة على العالم - مباشر: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، عن إطلاق إعلان تاريخي يتعلق بمشروع بناء درع صاروخي متقدم يُطلق عليه اسم "القبة الذهبية"، الذي يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من الهجمات الصاروخية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والهجمات الفضائية. وأكد ترامب خلال تصريحات له أن كندا تواصلت مع الولايات المتحدة ورغبت في الانضمام إلى منظومة "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي. وأضاف أن المشروع سيُنفذ خلال فترة تقدر بنحو 3 أعوام؛ ما يعني اكتماله قبل نهاية ولايته الرئاسية المقبلة. وأشار ترامب إلى أنه وعد خلال حملته الانتخابية ببناء درع يحمي سماء البلاد من الهجمات الصاروخية، وأن هذا المشروع سيحقق ذلك الوعد، مضيفاً أن "القبة الذهبية" ستكون قادرة على التعامل مع أي تهديد صاروخي مهما كان مصدره، حتى من الفضاء. كما ذكر ترامب أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في بناء منظومة القبة الصاروخية، وأن النظام الأمريكي سيكون الأفضل على الإطلاق، مع تكلفة تقدر بنحو 175 مليار دولار. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات "الرميان" يستبعد الاستثمار مجدداً في بنوك سويسرا بعد صفقة "كريدي سويس"