logo
#

أحدث الأخبار مع #ثقافة_عربية

مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلسطين
مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلسطين

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • ترفيه
  • الجزيرة

مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلسطين

انطلقت مساء السبت فعاليات الدورة 79 من مهرجان أفينيون المسرحي في جنوب فرنسا، أحد أبرز الأحداث المسرحية الدولية، بعرض راقص هزلي أثار تباينًا في ردود فعل الجمهور، تزامنًا مع إعلان المهرجان تضامنه مع الشعب الفلسطيني واحتفائه هذا العام بالثقافة العربية كضيف شرف. وافتتح المهرجان في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض "نوت" لمصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، بمشاركة 8 راقصين وموسيقيين. وارتدى الفنانون أقنعة بعيون واسعة، وفساتين سوداء ومآزر بيضاء، محاكين بحركاتهم دمى آلية ومهرجين صغارا في عرض وصفه بعض النقاد بأنه مستلهم من أجواء "ألف ليلة وليلة"، بينما رآه آخرون استعادة لمناخات الرأس الأخضر الكرنفالية. تفاعل الجمهور مع العرض كان متفاوتًا؛ فبينما غادر بعض الحضور القاعة مبكرًا، أطلق آخرون صيحات استهجان، في حين بادر عدد من المتابعين إلى التصفيق تعبيرًا عن إعجابهم. تضامن فلسطيني ورسائل سياسية تزامن انطلاق المهرجان مع بيان تضامني مع الشعب الفلسطيني وقعه 26 فنانًا ومدير المهرجان تياغو رودريغيز، نُشر في مجلة "تيليراما" الفرنسية. وجاء في البيان: "نطالب بإنهاء المذبحة الجماعية المستمرة التي أودت بعدد هائل من الأطفال، وندين السياسات التدميرية لدولة إسرائيل". وحظي البيان بدعم عدد من مديري المسارح الفرنسية البارزين، مثل إيمانويل دومارسي-موتا، وكارولين غويلا نغوين، وجوليان غوسلان. ونشر رودريغيز على حسابه في إنستغرام منشورًا بعنوان: "مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة"، وعبّر فيه عن إدانته للحكومة الإسرائيلية وجرائمها في غزة، داعيًا إلى عالم يمكن أن تُقام فيه المهرجانات من جديد في غزة بسلام وحرية. العربية في قلب الدورة الـ79 اختار منظمو المهرجان اللغة العربية ضيف شرف الدورة الحالية، بعد التركيز في الدورات السابقة على اللغتين الإنجليزية (2023) والإسبانية (2024). ويشارك هذا العام نحو 15 فنانًا، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين العرب، في فعاليات تسلط الضوء على غنى التراث العربي وتنوع إبداعه المعاصر. ودعا رودريغيز الجمهور إلى "الاستمتاع بالجمال والفرح والشعر، وفتح الأعين على المظالم وعدم المساواة في العالم". ضمن أبرز فعاليات هذا العام، تُقام في 18 يوليو/تموز أمسية مسرحية تستعرض تفاصيل محاكمة "اغتصابات مازان" التي شغلت الرأي العام الفرنسي بعد كشف قضية المرأة الفرنسية جيزيل بيليكو التي خدرها زوجها لسنوات وسلمها لرجال غرباء لاغتصابها. كما سيُخصَّص يوم 9 يوليو/تموز لقراءة نصوص الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي يقضي حكمًا بالسجن مدته 5 سنوات بتهمة "المساس بوحدة الوطن". ووصف رودريغيز اعتقال صنصال بأنه "غير مقبول"، مضيفًا أن الكاتب "مسجون فقط بسبب أفكاره". جدل سياسي واحتجاجات فنية تُقام فعاليات أفينيون هذا العام في ظل أزمة ثقافية متصاعدة في فرنسا، وسط احتجاجات على تخفيضات الميزانية المخصصة للثقافة. ورفع فنانون مشاركون في المهرجان لافتات كُتب عليها "ثقافات في صراع"، مطالبين "باستقالة وزيرة الثقافة رشيدة داتي"، وفق اتحاد CGT للفنون المسرحية. وقال نائب الأمين العام للاتحاد ماكسيم سيشو خلال وقفة احتجاجية أمام بلدية المدينة: "إذ إنها تحرمنا من الثقافة، فلنحرمها من كل شيء". ورغم أن الوزيرة لم تُعلن عن نية زيارتها لأفينيون خلال جولتها في المنطقة، فإن النقابة دعت الفنانين إلى رفض المشاركة في أي عروض رسمية بحضورها أو بحضور أي من أعضاء حكومة فرانسوا بايرو. أُسّس مهرجان أفينيون عام 1947 على يد جان فيلار، ويُعد اليوم من أهم المهرجانات المسرحية العالمية إلى جانب مهرجان إدنبره. ويحول المهرجان مدينة أفينيون إلى مسرح مفتوح خلال يوليو/تموز من كل عام، بمشاركة مئات العروض والفرق الفنية. وإلى جانب مهرجان "إن" In الرسمي، تنطلق بالتوازي فعاليات مهرجان "أوف" Off الذي يُعد أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا، ويستقطب سنويا أكثر من 1700 عرض مستقل. ورغم التحديات، يبقى المهرجان فضاء للاحتفاء بالإبداع، ومنصة للتعبير الحر والانفتاح الثقافي في قلب أوروبا.

احتفاء بالثقافة العربية و"تضامن مع الشعب الفلسطيني"... انطلاق مهرجان أفينيون المسرحي في نسخته 79
احتفاء بالثقافة العربية و"تضامن مع الشعب الفلسطيني"... انطلاق مهرجان أفينيون المسرحي في نسخته 79

فرانس 24

timeمنذ 6 أيام

  • ترفيه
  • فرانس 24

احتفاء بالثقافة العربية و"تضامن مع الشعب الفلسطيني"... انطلاق مهرجان أفينيون المسرحي في نسخته 79

انطلقت مساء السبت الدورة التاسعة والسبعون لمهرجان أفينيون المسرحي في جنوب فرنسا، والتي تحتفي بالثقافة العربية وتواكب ببرنامجها تطورات الساعة. فتتوقف عند محاكمة "اغتصابات مازان" في فرنسا، وتعبر عن الدعم للشعب الفلسطيني وللكاتب الجزائري الفرنسي المسجون بوعلام صنصال. وترافَقَ انطلاق المهرجان الدولي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، برسالة "تضامن مع الشعب الفلسطيني" وقعها 26 من الفنانين المشاركين ومدير المهرجان تياغو رودريغيز، ونشرتها مجلة "تيليراما" الثقافية الفرنسية. وكتب هؤلاء: "نحن النساء والرجال من العاملين في قطاع الفنون الأدائية والمجتمعين في أفينيون (...) نطالب بإنهاء المذبحة الجماعية المستمرة التي أودت بعدد هائل من الأطفال. وندين السياسات التدميرية لدولة إسرائيل". "مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة" تحظى هذه الرسالة بدعم عدد من أبرز مديري المسارح الفرنسية، كإيمانويل دومارسي-موتا (مسرح "تياتر دو لا فيلّ" في باريس) وكارولين غويلا نغوين (المسرح الوطني في ستراسبورغ) وجوليان غوسلان (مسرح أوديون في باريس). وكان رودريغيز قد نشر على إنستاغرام الأربعاء نصا بعنوان "مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة". وقال: "تواصل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة هجماتها على غزة، مرتكبة جرائم حرب ومانعة المساعدات الإنسانية ومنتهكة بشكل ممنهج حقوق الإنسان والقانون الدولي، ومتسببة في مقتل عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم آلاف الأطفال". مشاركة الجمهور "ثراء تراث اللغة العربية وتنوع إبداعها المعاصر" إلى ذلك، وبعد تخصيص حيز أساسي من نسخة 2023 للغة الإنجليزية، وللإسبانية في 2024، اختار مدير الحدث تياغو رودريغيز اللغة العربية لتكون ضيفة مهرجان أفينيون هذا العام، لكي يشارك الجمهور "ثراء تراثها وتنوع إبداعها المعاصر". وبذلك، سيُثري نحو 15 فنانا، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين، نسخة هذا العام من الحدث الذي يُفرد حيزا مهما في الأصل للرقص. ودعا رودريغيز الجمهور إلى "الاستمتاع بالجمال والفرح والشعر معا" وإلى "فتح أعيننا على المشاكل (...) والظلم وعدم المساواة في العالم". واستُهِلَ هذا الحدث المسرحي الدولي البارز في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض "نوت" لمصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، وهو عمل فني ضم ثمانية راقصين وموسيقيين. بأقنعة واسعة العينين، وفساتين وجوارب سوداء، ومآزر بيضاء، راح الفنانون في هذا العرض الغريب يقلدون دمى آلية ومهرجين مصغرين، في مشهدية هزلية رأى فيها البعض استحضارا لمناخ الرأس الأخضر الكرنفالي العزيز على فريتاس، فيما وصفه البعض الآخر بهذيان حالم مستوحى من حكايات "ألف ليلة وليلة"، على ما سبق أن عرّفت عنه مصممة الرقص نفسها. قراءة لبعض نصوص الكاتب بوعلام صنصال ومن أبرز الفعاليات المرتقبة، في 18 تموز/يوليو، أمسية ستتلى فيها مقتطفات مما يُسمى بمحاكمة "اغتصابات مازان" لجيزيل بيليكو، الفرنسية التي كان يخدرها زوجها لسنوات قبل تسليمها لغرباء بغاية اغتصابها. من المتوقع أن يكون لهذا العمل الفني من توقيع ميلو رو تأثير خاص، نظرا لكون هذه المحاكمة التي أثارت اهتماما إعلاميا عالميا قد عُقدت في أفينيون بين أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر 2024. وفي 9 تموز/يوليو، تُقام قراءة لنصوص للكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، والذي حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهمة "المساس بوحدة الوطن". ولاحظ تياغو رودريغيز في حديث لإذاعة "فرانس كولتور" أن الكاتب البالغ 80 عاما "مسجون بسبب أفكاره"، معتبرا أنه أمر "غير مقبول". أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا تأسس مهرجان أفينيون المسرحي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، عام 1947 على يد جان فيلار. وتحول فعالياته مدينة الباباوات إلى مسرح عملاق في تموز/يوليو من كل عام. إلى جانب مهرجان In "إن"، تنطلق فعاليات "أوف" Off الموازية في أفينيون، أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا، في حدث يضم حوالى 1700 عرض مسرحي.

افتتاح مهرجان أفينيون بنسخة تحتفي بالثقافة العربية
افتتاح مهرجان أفينيون بنسخة تحتفي بالثقافة العربية

البيان

timeمنذ 7 أيام

  • ترفيه
  • البيان

افتتاح مهرجان أفينيون بنسخة تحتفي بالثقافة العربية

انطلق، أمس، مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي بنسخته التاسعة والسبعين، التي تحتفي بالثقافة العربية، في ظل أجواء مشحونة في أوساط الثقافة في فرنسا، بسبب الاقتطاعات في ميزانية القطاع. واستهل هذا الحدث المسرحي الدولي البارز فعالياته بجنوب فرنسا، في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض «نوت» لمصممة الرقصات، مارلين مونتيرو فريتاس، من الرأس الأخضر، وهو عمل فني لثمانية راقصين وموسيقيين مستوحى من حكايات «ألف ليلة وليلة». وبعد تخصيص حيز أساسي من نسخة 2023 للغة الإنجليزية، وللإسبانية في 2024، اختار مدير الحدث، تياغو رودريغيز، اللغة العربية لتكون ضيفة مهرجان أفينيون هذا العام، لكي يشارك الجمهور «ثراء تراثها وتنوع إبداعها المعاصر». وبذلك سيُثري نحو 15 فناناً، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين، نسخة هذا العام من الحدث، الذي يُفرد حيزاً مهماً في الأصل للرقص. في هذا البرنامج الذي يضم 42 عرضاً يُذكّر تياغو رودريغيز بأن بعض الفنانين «يتناولون قضايا الساعة بشكل صريح»، و«هذا جزء لا يتجزأ من هوية المهرجان»، و«يستكشف آخرون، بشكل أكثر علنية مسائل عميقة (بالقدر نفسه)، وهذا يظهر مدى التزام الفنانين بالتفكير في العالم من خلال عروضهم». وتأسس مهرجان أفينيون المسرحي، وهو الأشهر من نوعه في العالم، إلى جانب مهرجان إدنبره، عام 1947 على يد جان فيلار، وتحول فعالياته مدينة الباباوات إلى مسرح عملاق في شهر يوليو من كل عام. إلى جانب مهرجان «إن» تنطلق فعاليات «أوف» الموازية في أفينيون، أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا، في حدث يضم حوالي 1700 عرض مسرحي، لكن يحتفل بالمسرح بينما يمر هذا النشاط الثقافي الأساسي بفترة عصيبة في فرنسا، حيث تضررت الفعاليات الثقافية جراء تخفيضات متعددة في الميزانية.

والثقافة العربية...؟
والثقافة العربية...؟

الشرق الأوسط

time٢٨-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

والثقافة العربية...؟

بعد أن كتبت المقالتين السابقتين اللتين تحدثت فيهما عن الثقافة الغربية وتساءلت: هل تراجعت؟ وأجبت عن السؤال جواباً أعدّه انطباعاً أقرب ما يكون لما يتلقاه الزائر الأجنبي مما يراه ويسمعه في البلد الذي يزوره، دون أن يختبره بدقة، ويمعن النظر فيه، وينقب ليرى ما وراء الظاهر، ويرجع لشهادات أخرى غير الشهادات التي أملت عليه جوابه – أقول إنني بعد أن كتبت هاتين المقالتين عن الثقافة الغربية خطر لي أن أطرح السؤال ذاته على الثقافة العربية، وهو أمر مفهوم؛ لأن ما نراه لدى الآخرين يلفتنا للنظر فيما لدينا. ونحن نعرف أن الثقافة الغربية كان لها دورها المؤثر في ثقافتنا الحديثة، وأننا لا نزال حتى اليوم نعود للثقافة الغربية لنرى ما جدّ فيها، وما يصح أن نتحاور حوله، وما يصح أن ننتفع به. لكنني وقفت بعد أن خطر لي هذا الخاطر متردداً شاعراً بصعوبة لم أشعر بها وأنا أكتب عن الثقافة الغربية، وهي مفارقة تحتاج إلى إيضاح؛ إذ كيف يكون حديث الكاتب عن ثقافته القومية التي نشأ فيها وتربى، وشارك في أنشطتها مرحلة بعد مرحلة أصعب من حديثه عن ثقافة أخرى لم يكن له فيها إلا ما يكون للزائر العابر؟! *** حين طرحت السؤال على الثقافة الغربية طرحته من الموقع الذي تكون فيه الرؤية مشروطة به، ويكون الجواب بالتالي مشروطاً بهذا الشرط، فأنا في جوابي عن السؤال أتحدث عما تمكنت من رؤيته وأنا في موقعي هذا، فمن المحتمل، بل المؤكد أن هناك جوانب بعيدة لم أرها. لأن الثقافة الغربية ثقافة حافلة، أو أنها بالأحرى ثقافات متعددة. فنون، وفلسفات، وعلوم، وتيارات، ومذاهب، لها ماضيها، ولها حاضرها. وفيها المعروف المشهور وهو على كثرته قليل إذا قيس بغير المعروف الذي لا يصل إليه علم الأجنبي. وهذا ما حسبت حسابه وأعطيته حقه فسألت ولم أطلق حكماً، ورجعت إلى شهادات الغربيين الذين تحدثوا عن ثقافتهم فاختلفوا فيما بينهم، لكن عدداً سبق للحديث فأعلن عن صور من التراجع الذي رآه عن قرب ورأيته أنا كما ذكرت من بعيد، ورجعت فيه لتقارير وإحصاءات منشورة صادرة عن مؤسسات غربية مختصة. ومع هذا، فباستطاعة أي كان أن يقدم شهادات مختلفة عن شهادتي، سواء كان غربياً أو كان مثلي أجنبياً؛ لأن معرفة الغربي بثقافته أوسع بطبيعة الحال، ولأن الأجانب مختلفون فيما بينهم. وأنا أرى ما أتيح لي أن أراه، ويرى أجنبي غيري ما لم أره مما يحتمل أن يتعارض مع ما رأيته أو يختلف عنه، وهو في الحالين شهادة أخرى تصحح ما رأيته أو تكمله، وأظل أنا شاهداً أجنبياً غير مطالَب بما يطالَب به المثقف الغربي أو الأجنبي المختص. والأمر ليس كذلك حين أطرح السؤال على ثقافتي القومية. *** حين أطرح السؤال على الثقافة العربية فالمنتظر أن يكون جوابي هو الواقع الذي أقدمه لغيري فلا يشك في صحة ما أقول لأنه التجربة الفعلية التي عشتها بكل كياني، فكأني وأنا أتحدث عن ثقافتي القومية أتحدث عن نفسي. لكن المسألة ليست بهذه البساطة. لأن الثقافة العربية أوسع وأغنى من أن يستطيع واحد من أبنائها أن يطرح عليها هذا السؤال ويجيب عنه إجابة يزعم أنها الحق الذي لا يقبل طعناً أو مراجعة أو إضافة. ومن المؤكد أن المثقف العربي المشارك في النشاط الثقافي يعرف عن ثقافته القومية أكثر مما يعرف الأجنبي مثله مثل كل مثقف في علاقته بثقافته القومية، لكنه مثله مثل غيره يعرف عن ثقافته أشياء وتفوته أشياء أخرى، خاصةً حين تكون ثقافته بهذه السعة وبهذا الغنى وبهذا التاريخ وما كان فيه من تحولات وتطورات وتأثيرات متبادلة مع الثقافات الأخرى. ويجوز بالطبع أن يعرف المثقف الأجنبي المختص، أقصد المستشرق أو المستعرب، في ميدان تخصصه ما لا يعرفه المثقف العربي البعيد عن هذا التخصص، فبوسعه أن يقدم في ميدان تخصصه دراسة ننتفع نحن العرب بما وجدناه فيها. وأنا كنت واحداً من الجمهور الواسع الذي كان يستمع إلى المستشرق الفرنسي الأستاذ جاك بيرك وهو يلقي محاضراته في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته في الساعة الخامسة بعد ظهر الاثنين من كل أسبوع عن عميد الأدب العربي طه حسين، وبعدها عن القرآن الكريم الذي قدم فيه ترجمة متميزة توّج بها تاريخه في الاستشراق وعمله في الكوليج دو فرانس. لكن الثقافة التي أتحدث عنها الآن ليست مجرد معلومات صحيحة أو قراءات جديدة وإنما هي قبل كل شيء انتماء، وبهذا الانتماء يجيب المثقف العربي عن هذا السؤال المطروح على ثقافته، وبه أيضاً ينظر القارئ في هذه الإجابة فيحكم عليها بشروط تختلف قليلاً أو كثيراً عن الشروط التي تستند لها قراءته للإجابة التي يقدمها الأجنبي؛ لأن الثقافة القومية تعبير عن شخصية أصحابها يميزها عن غيرها من الثقافات حتى حين يكون الموضوع الذي تعالجه مشتركاً مع الثقافات الأخرى. من هنا لا يستطيع المثقف العربي وهو يتحدث عن ثقافته القومية أن يكون محايداً تماماً، لا في نظر القارئ الأجنبي، ولا في نظر القارئ العربي الذي لا يستطيع هو الآخر أن يكون محايداً، فهو إما أن يكون مع ما يقرأه وإما أن يكون ضده أو مختلفاً معه. وقد دخلت هذه التجربة كثيراً، ليس فقط مع غيري، بل أيضاً مع نفسي. *** دخلت هذه التجربة مع الأجيال التي سبقت جيلي من الشعراء المصريين الذين شنوا علينا الحرب أنا ورفيقي الراحل صلاح عبد الصبور في خمسينات القرن الماضي وستيناته حين بدأنا ننشر قصائدنا التي خرجنا فيها على القواعد الموروثة في استخدام العروض العربي ولم تكن تجربة سهلة؛ لأن الذين تصدوا لنا كانوا مشاهير كباراً مقروءين مسموعي الكلمة يتقدمهم الكاتب الشاعر عباس محمود العقاد. لكننا استطعنا أن نقترب من جمهور الشعر وخاصة أبناء جيلنا الذين اتسعت ثقافتهم وتطورت ذائقتهم فوقفوا إلى جانب حركة التجديد التي أطلعت أجيالاً من الشعراء المجددين في مصر، والعراق، ولبنان، وسوريا، ثم في تونس، وفلسطين، والمغرب، والسودان تحولت بهم التجارب الفردية الأولى إلى عصر جديد من عصور الشعر العربي. ثم كانت تجربتي التالية التي أديت فيها دوراً يراه البعض شبيهاً بالدور الذي أدّاه العقاد معي، وذلك حين اعتبرت قصيدة النثر نثراً قد يقترب من الشعر لكنه لا يستطيع أن يكون شعراً طالما افتقر لموسيقى الشعر. وأنا لم أطرح السؤال حتى الآن، ولم أجب عنه. وربما فعلت في المقالة القادمة.

مهرجان جرش… نبض الثقافة في قلب الأردن
مهرجان جرش… نبض الثقافة في قلب الأردن

رؤيا نيوز

time٢٨-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • رؤيا نيوز

مهرجان جرش… نبض الثقافة في قلب الأردن

عود مهرجان جرش للثقافة والفنون هذا العام ليُضيء ليالي الأردن بوهج الفن والإبداع، محتضنًا في مدرجاته التاريخية نخبة من الفنانين والمبدعين من الأردن والوطن العربي. في مدينة جرش الأثرية، تلتقي العراقة بالتجدد، حيث تحتضن مسارحه عروضًا موسيقية وغنائية تعكس غنى الهوية الثقافية العربية، فيما تملأ الأسواق الشعبية والزوايا التراثية المكان بأجواء من الفرح والحنين. يشمل برنامج المهرجان أمسيات شعرية، عروضًا مسرحية، معارض للحرف اليدوية، وورش عمل تفاعلية، ما يجعله تظاهرة ثقافية شاملة تلبي اهتمامات كافة الفئات. ولا يقتصر المهرجان على الترفيه فقط، بل يحمل في جوهره رسالة حضارية تعكس روح الأردن المنفتحة على الفنون، ودوره المحوري كجسر ثقافي في المنطقة. 'جرش ليس مهرجانًا فقط، بل حالة وطنية تعيد للثقافة مكانتها في الحياة العامة' وينتظره الاردنيون بشغف. في جرش، يمتزج الماضي بالحاضر، وتُكتب قصة الأردن من جديد… على وقع الموسيقى، وفي ظل الأعمدة التي شهدت حضارات لا تزال تنبض بالحياة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store