
احتفاء بالثقافة العربية و"تضامن مع الشعب الفلسطيني"... انطلاق مهرجان أفينيون المسرحي في نسخته 79
وترافَقَ انطلاق المهرجان الدولي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، برسالة "تضامن مع الشعب الفلسطيني" وقعها 26 من الفنانين المشاركين ومدير المهرجان تياغو رودريغيز، ونشرتها مجلة "تيليراما" الثقافية الفرنسية.
وكتب هؤلاء: "نحن النساء والرجال من العاملين في قطاع الفنون الأدائية والمجتمعين في أفينيون (...) نطالب بإنهاء المذبحة الجماعية المستمرة التي أودت بعدد هائل من الأطفال. وندين السياسات التدميرية لدولة إسرائيل".
"مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة"
تحظى هذه الرسالة بدعم عدد من أبرز مديري المسارح الفرنسية، كإيمانويل دومارسي-موتا (مسرح "تياتر دو لا فيلّ" في باريس) وكارولين غويلا نغوين (المسرح الوطني في ستراسبورغ) وجوليان غوسلان (مسرح أوديون في باريس).
وكان رودريغيز قد نشر على إنستاغرام الأربعاء نصا بعنوان "مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة". وقال: "تواصل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة هجماتها على غزة، مرتكبة جرائم حرب ومانعة المساعدات الإنسانية ومنتهكة بشكل ممنهج حقوق الإنسان والقانون الدولي، ومتسببة في مقتل عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم آلاف الأطفال".
مشاركة الجمهور "ثراء تراث اللغة العربية وتنوع إبداعها المعاصر"
إلى ذلك، وبعد تخصيص حيز أساسي من نسخة 2023 للغة الإنجليزية، وللإسبانية في 2024، اختار مدير الحدث تياغو رودريغيز اللغة العربية لتكون ضيفة مهرجان أفينيون هذا العام، لكي يشارك الجمهور "ثراء تراثها وتنوع إبداعها المعاصر".
وبذلك، سيُثري نحو 15 فنانا، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين، نسخة هذا العام من الحدث الذي يُفرد حيزا مهما في الأصل للرقص. ودعا رودريغيز الجمهور إلى "الاستمتاع بالجمال والفرح والشعر معا" وإلى "فتح أعيننا على المشاكل (...) والظلم وعدم المساواة في العالم".
واستُهِلَ هذا الحدث المسرحي الدولي البارز في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض "نوت" لمصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، وهو عمل فني ضم ثمانية راقصين وموسيقيين.
بأقنعة واسعة العينين، وفساتين وجوارب سوداء، ومآزر بيضاء، راح الفنانون في هذا العرض الغريب يقلدون دمى آلية ومهرجين مصغرين، في مشهدية هزلية رأى فيها البعض استحضارا لمناخ الرأس الأخضر الكرنفالي العزيز على فريتاس، فيما وصفه البعض الآخر بهذيان حالم مستوحى من حكايات "ألف ليلة وليلة"، على ما سبق أن عرّفت عنه مصممة الرقص نفسها.
قراءة لبعض نصوص الكاتب بوعلام صنصال
ومن أبرز الفعاليات المرتقبة، في 18 تموز/يوليو، أمسية ستتلى فيها مقتطفات مما يُسمى بمحاكمة "اغتصابات مازان" لجيزيل بيليكو، الفرنسية التي كان يخدرها زوجها لسنوات قبل تسليمها لغرباء بغاية اغتصابها.
من المتوقع أن يكون لهذا العمل الفني من توقيع ميلو رو تأثير خاص، نظرا لكون هذه المحاكمة التي أثارت اهتماما إعلاميا عالميا قد عُقدت في أفينيون بين أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر 2024.
وفي 9 تموز/يوليو، تُقام قراءة لنصوص للكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، والذي حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهمة "المساس بوحدة الوطن". ولاحظ تياغو رودريغيز في حديث لإذاعة "فرانس كولتور" أن الكاتب البالغ 80 عاما "مسجون بسبب أفكاره"، معتبرا أنه أمر "غير مقبول".
أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا
تأسس مهرجان أفينيون المسرحي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، عام 1947 على يد جان فيلار. وتحول فعالياته مدينة الباباوات إلى مسرح عملاق في تموز/يوليو من كل عام.
إلى جانب مهرجان In "إن"، تنطلق فعاليات "أوف" Off الموازية في أفينيون، أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا، في حدث يضم حوالى 1700 عرض مسرحي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 4 أيام
- فرانس 24
تونس: مهرجان قرطاج الدولي يلغي حفل هيلين سيغارا عقب انتقادات لدعمها إسرائيل
استبعدت إدارة مهرجان قرطاج الدولي في تونس، الفنانة الفرنسية هيلين سيغارا من برنامج الدورة التاسعة والخمسين، بعد موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي اتهمتها بدعم إسرائيل. وجاء في بيان رسمي للإدارة التي تنظم فعاليات المهرجان هذا العام من 19 تموز/ يوليو حتى 21 آب/ أغسطس، إعلان قرار حذف الحفل الذي كان مقرراً في 31 تموز/ يوليو. وجاء في البيان تأكيد المهرجان التزامه بـ"موقف تونس الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لاسترداد كامل حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". كما أشار البيان إلى أن برنامج هذا العام يتضمن عروضاً "مساندة لفلسطين وشعبها، احتفاءً بصمودهم ونضالهم، وانتصارا لحقهم". وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في تونس ردود فعل واسعة فور الإعلان عن مشاركة سيغارا. وأعرب ناشطون تونسيون عن غضبهم، معتبرين أن لديها مواقف داعمة لإسرائيل خاصة بعد مشاركتها في حفلات لجمع تبرعات نظمتها إحدى المنظمات اليهودية، حتى أن بعضهم طالب بمنع دخولها البلاد. يشار إلى أن تونس، التي استضافت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بين عامي 1982 و1994، تساند القضية الفلسطينية بقوة. وجدّد الرئيس قيس سعيّد أكثر من مرة التأكيد على موقفه "بتحرير كامل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".


فرانس 24
منذ 5 أيام
- فرانس 24
في تبادل ثقافي تاريخي... ماكرون يعلن إعارة منسوجة بايو للمتحف البريطاني مقابل كنز ساتون هوو
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة، عن اتفاق تاريخي يقضي بإعارة منسوجة بايو، التحفة المطرزة التي يبلغ طولها 70 مترا وتروي قصة غزو إنكلترا عام 1066 بقيادة وليام الفاتح، إلى المتحف البريطاني في لندن بين أيلول/سبتمبر 2026 وحزيران/يونيو 2027. في المقابل، ستُعرض قطع أثرية من كنز ساتون هوو، إلى جانب قطع من رقعة شطرنج لويس ودرع باترسي، في متحفي مدينتي كان وروان في نورماندي الفرنسية. تفاصيل التبادل الثقافي بين فرنسا وبريطانيا وأكد ماكرون أن هذا التبادل يعكس رغبة البلدين في إحياء العلاقات الثقافية وتعزيز الثقة المتبادلة، مشيدا بقيمة القطع المُعارة ورمزيتها التاريخية. وأوضح أن منسوجة بايو ستخضع لأعمال ترميم بعد إعارتها، مستغلة فترة إغلاق متحف بايو للترميم من أيلول/سبتمبر المقبل وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2027. وقال الرئيس "بفضل رمزيته غير المسبوقة، والقيمة التي لا تُقدر بثمن للقطع المُعارة، يُظهر هذا التبادل غير المسبوق الرغبة في إحياء العلاقات الثقافية بين بلدينا والثقة القائمة بيننا اليوم". وأضاف "يتعامل أصدقاؤنا البريطانيون معنا بالمثل عبر منحنا فرصة عرض قطع رائعة من كنز ساتون هوو، وقطع من رقعة شطرنج لويس ودرع باترسي". يُعد كنز ساتون هوو من أعظم الاكتشافات الأثرية في المملكة المتحدة، إذ اكتُشف حطام سفينة دفن ملكية بين عامي 1938 و1939 في جنوب شرق إنكلترا، ما غيّر فهم المؤرخين للعصر الأنغلوساكسوني في مطلع العصور الوسطى. يعكس هذا التبادل الثقافي غير المسبوق مكانة التراث المشترك بين فرنسا وبريطانيا، ويعزز من حضور القطع التاريخية في متاحف البلدين أمام جمهور أوسع.


فرانس 24
٠٦-٠٧-٢٠٢٥
- فرانس 24
احتفاء بالثقافة العربية و"تضامن مع الشعب الفلسطيني"... انطلاق مهرجان أفينيون المسرحي في نسخته 79
انطلقت مساء السبت الدورة التاسعة والسبعون لمهرجان أفينيون المسرحي في جنوب فرنسا، والتي تحتفي بالثقافة العربية وتواكب ببرنامجها تطورات الساعة. فتتوقف عند محاكمة "اغتصابات مازان" في فرنسا، وتعبر عن الدعم للشعب الفلسطيني وللكاتب الجزائري الفرنسي المسجون بوعلام صنصال. وترافَقَ انطلاق المهرجان الدولي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، برسالة "تضامن مع الشعب الفلسطيني" وقعها 26 من الفنانين المشاركين ومدير المهرجان تياغو رودريغيز، ونشرتها مجلة "تيليراما" الثقافية الفرنسية. وكتب هؤلاء: "نحن النساء والرجال من العاملين في قطاع الفنون الأدائية والمجتمعين في أفينيون (...) نطالب بإنهاء المذبحة الجماعية المستمرة التي أودت بعدد هائل من الأطفال. وندين السياسات التدميرية لدولة إسرائيل". "مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة" تحظى هذه الرسالة بدعم عدد من أبرز مديري المسارح الفرنسية، كإيمانويل دومارسي-موتا (مسرح "تياتر دو لا فيلّ" في باريس) وكارولين غويلا نغوين (المسرح الوطني في ستراسبورغ) وجوليان غوسلان (مسرح أوديون في باريس). وكان رودريغيز قد نشر على إنستاغرام الأربعاء نصا بعنوان "مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة". وقال: "تواصل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة هجماتها على غزة، مرتكبة جرائم حرب ومانعة المساعدات الإنسانية ومنتهكة بشكل ممنهج حقوق الإنسان والقانون الدولي، ومتسببة في مقتل عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم آلاف الأطفال". مشاركة الجمهور "ثراء تراث اللغة العربية وتنوع إبداعها المعاصر" إلى ذلك، وبعد تخصيص حيز أساسي من نسخة 2023 للغة الإنجليزية، وللإسبانية في 2024، اختار مدير الحدث تياغو رودريغيز اللغة العربية لتكون ضيفة مهرجان أفينيون هذا العام، لكي يشارك الجمهور "ثراء تراثها وتنوع إبداعها المعاصر". وبذلك، سيُثري نحو 15 فنانا، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين، نسخة هذا العام من الحدث الذي يُفرد حيزا مهما في الأصل للرقص. ودعا رودريغيز الجمهور إلى "الاستمتاع بالجمال والفرح والشعر معا" وإلى "فتح أعيننا على المشاكل (...) والظلم وعدم المساواة في العالم". واستُهِلَ هذا الحدث المسرحي الدولي البارز في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض "نوت" لمصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، وهو عمل فني ضم ثمانية راقصين وموسيقيين. بأقنعة واسعة العينين، وفساتين وجوارب سوداء، ومآزر بيضاء، راح الفنانون في هذا العرض الغريب يقلدون دمى آلية ومهرجين مصغرين، في مشهدية هزلية رأى فيها البعض استحضارا لمناخ الرأس الأخضر الكرنفالي العزيز على فريتاس، فيما وصفه البعض الآخر بهذيان حالم مستوحى من حكايات "ألف ليلة وليلة"، على ما سبق أن عرّفت عنه مصممة الرقص نفسها. قراءة لبعض نصوص الكاتب بوعلام صنصال ومن أبرز الفعاليات المرتقبة، في 18 تموز/يوليو، أمسية ستتلى فيها مقتطفات مما يُسمى بمحاكمة "اغتصابات مازان" لجيزيل بيليكو، الفرنسية التي كان يخدرها زوجها لسنوات قبل تسليمها لغرباء بغاية اغتصابها. من المتوقع أن يكون لهذا العمل الفني من توقيع ميلو رو تأثير خاص، نظرا لكون هذه المحاكمة التي أثارت اهتماما إعلاميا عالميا قد عُقدت في أفينيون بين أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر 2024. وفي 9 تموز/يوليو، تُقام قراءة لنصوص للكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، والذي حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بعد إدانته بتهمة "المساس بوحدة الوطن". ولاحظ تياغو رودريغيز في حديث لإذاعة "فرانس كولتور" أن الكاتب البالغ 80 عاما "مسجون بسبب أفكاره"، معتبرا أنه أمر "غير مقبول". أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا تأسس مهرجان أفينيون المسرحي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، عام 1947 على يد جان فيلار. وتحول فعالياته مدينة الباباوات إلى مسرح عملاق في تموز/يوليو من كل عام. إلى جانب مهرجان In "إن"، تنطلق فعاليات "أوف" Off الموازية في أفينيون، أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا، في حدث يضم حوالى 1700 عرض مسرحي.