أحدث الأخبار مع #حزب_الليكود


الجزيرة
منذ يوم واحد
- سياسة
- الجزيرة
وزير إسرائيلي يدعو إلى تفكيك السلطة الفلسطينية
دعا وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي نير بركات اليوم الخميس إلى تفكيك السلطة الفلسطينية ، في الوقت الذي يطالب فيه وزراء آخرون بضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. واعتبر الوزير الإسرائيلي أن السلطة الفلسطينية ونموذج اتفاق أوسلو لا يستحقان البقاء. في حين اعتبر المجلس الوطني الفلسطيني دعوات ضم الضفة الغربية المحتلة للسيادة الإسرائيلية "توجها عدوانيا وانتهاكا سافرا للقانون الدولي". جاء ذلك وفق رئيس المجلس روحي فتوح في بيان، تعقيبا على دعوة وزراء من حزب الليكود إلى ضم الضفة الغربية. وقال فتوح إن الدعوات الصادرة عن عدد من وزراء وأعضاء كنيست الاحتلال لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية تندرج ضمن أهداف حكومة اليمين الاستعماري، وتمثل تطورا بالغ الخطورة وتوجها عدوانيا. ولفت إلى أن هذا التوجه محاولة مكشوفة لتصعيد الصراع، وتصدير الأزمات السياسية الداخلية التي تواجهها حكومة الاحتلال، من خلال سياسة الهروب إلى الأمام وفرض الوقائع بالقوة. وأكد فتوح أن هذه السياسات لن تنجح في إلغاء الوجود الفلسطيني أو طمس هويته الوطنية. ودعا المجتمع الدولي -بما في ذلك مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية- إلى اتخاذ مواقف واضحة وإجراءات رادعة تجاه هذا التوجه الإسرائيلي الخطير الذي لا يستهدف فقط الأرض الفلسطينية، بل ينسف أيضا أي إمكانية لإحياء عملية سياسية. ضم الضفة والأربعاء، وقع 14 وزيرا ورئيس الكنيست الإسرائيلي أمير أوحانا رسالة، وأرسلوها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعيم الليكود. وطالب الموقعون في رسالتهم بتطبيق السيادة والقانون الإسرائيلي على الضفة الغربية بشكل فوري. ومنذ عام 2023 سرّعت إسرائيل ووسّعت وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وتصاعدت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين. ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و257 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية. كما شنت إسرائيل عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية، بدأت في مخيمات اللاجئين، ثم توسعت لتشمل مناطق أخرى، وأسفرت عن أكبر موجة نزوح فلسطيني في الضفة منذ عام 1967، إذ هجّرت 40 ألف فلسطيني قسرا من منازلهم. وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوّض إمكانية معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين، وتدعو إسرائيل منذ عقود إلى وقفه من دون جدوى.

العربية
منذ 5 أيام
- سياسة
- العربية
حضر في جلسة سرية.. محكمة إسرائيلية تؤجل محاكمة نتنياهو بتهم فساد
وافقت المحكمة المركزية في القدس، الأحد، على طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأجيل جلسات الاستماع في محاكمته بتهم الفساد، وذلك بعد مثوله أمامها في جلسة سرية. ونشر حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، وثيقة صادرة عن المحكمة المركزية في القدس جاء فيها: "بعد تقديم التوضيحات والتي شهدت تغييرات حقيقية واستناداً إلى المعطيات الجديدة مقارنة بالقرارات السابقة، نوافق جزئياً على الطلب ونلغي في هذه المرحلة الأيام المحددة لجلسات استماع (بنيامين) نتنياهو في 30 يونيو، و2 يوليو". اتهامات بالرشوة والاحتيال وكان نتنياهو قد طلب يوم الخميس عبر محاميه، إرجاء الإدلاء بشهادته في الجلسات المقررة خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك في ضوء "التطورات الإقليمية والعالمية" عقب الحرب بين إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوماً هذا الشهر (يونيو)، وفق وكالة فرانس برس. غير أن المحكمة المركزية في القدس رفضت الجمعة طلب نتنياهو، وعزت السبب إلى أن طلبه "لا يوفر أي أساس أو تبريراً مفصلاً لإلغاء جلسات الاستماع". يذكر أنه في عام 2019 وجهت إلى نتنياهو اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، لكنه ينفيها جميعاً. وبدأت محاكمته سنة 2020 في 3 قضايا جنائية.


صحيفة الخليج
منذ 5 أيام
- سياسة
- صحيفة الخليج
محكمة إسرائيلية تؤجل جلسات محاكمة نتنياهو بتهم الفساد
القدس - أ ف ب وافقت محكمة إسرائيلية، الأحد، على طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأجيل جلسات الاستماع في محاكمته بتهم الفساد، وفق وثيقة نشرها حزب الليكود. ونشر حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو وثيقة صادرة عن المحكمة المركزية في القدس جاء فيها: «بعد تقديم التوضيحات والتي شهدت تغييرات حقيقية واستناداً إلى المعطيات الجديدة مقارنة بالقرارات السابقة، نوافق جزئياً على الطلب ونلغي في هذه المرحلة الأيام المحددة لجلسات استماع السيد (بنيامين) نتنياهو في 30 يونيو/حزيران، و2 يوليو/تموز». وكانت المحكمة رفضت الجمعة طلب نتنياهو تأجيل جلسات محاكمته.


الجزيرة
٢٥-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعون لإنهاء الحرب
أقر وزراء إسرائيليون بتعثر العمليات العسكرية في غزة ، في حين يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية بشأن الوضع العسكري والأسرى، وذلك في ضوء تصريحات أميركية عن تقدم كبير قد يسمح بإبرام اتفاق ينهي الحرب. ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية -مساء الأربعاء- عن 3 وزراء في الحكومة قولهم إن الحرب في غزة تحمل تصورات نظرية، لكنها عمليًا لا تحقق نتائج. وأشار الوزراء إلى أن ثمة ضرورة للقيام بفعل آخر على المستوى العسكري أو السعي إلى إنهاء الحرب وإنجاز اتفاق. وأوضحت القناة الـ12 أن نتنياهو لا يزال يعتقد أن الخطة الفعالة هي خطة على مراحل، مثل تلك التي صاغها ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط. وأثار الكمين الذي قتل فيه 7 عسكريين إسرائيليين على يد كتائب القسام في خان يونس دعوات في إسرائيل إلى إبرام صفقة تنهي الحرب وتعيد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وفي الإطار، دعا مسؤولون في الائتلاف الحاكم وحزب الليكود إلى إنهاء العمليات في غزة دون الانجرار خلف الوزيرين إيتمار بن غفير و بتسلئيل سموتريتش. ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن هؤلاء المسؤولين أنه لا يمكن إنكار أن الإسرائيليين قد أُرهقوا من جبهة غزة. وقال مسؤول حزب الليكود إنه لو طرح اتفاق بشأن غزة، فإن نتنياهو سيوافق عليه. مشاورات أمنية في غضون ذلك، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -اليوم الخميس- مشاورات مع فريق مُصغّر من الوزراء وكبار مسؤولي الأمن بشأن الوضع العسكري في غزة وكيفية التحرك بشأن إطلاق سراح الأسرى. وكان نتنياهو وصف مقتل الجنود السبعة في خان يونس باليوم بالغ الصعوبة. وفي السياق، أعرب موشيه غافني رئيس لجنة المالية في الكنيست عن حزب "يهودات هتوراه" عن استغرابه من استمرار إسرائيل في القتال بقطاع غزة، بينما يقتل الجنود طوال الوقت. من جهتها، تساءلت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة كيف يمكن لأسبوع بدأ بما سمته "إنجازا مدوّيا" (خلال الحرب مع إيران) أن يستمر بخسارة فادحة لـ7 عسكريين في غزة. وقالت الهيئة -في بيان- إن الحرب في غزة استنفدت أغراضها وتدار دون هدف واضح أو خطة حقيقية، وإنه حان الوقت للتحلي بالشجاعة وإعادة المختطفين ووقف القتال. ورأت أن اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران يجب أن يشمل غزة، معتبرة أن هناك فرصة تاريخية سانحة، وأن على الحكومة الإسرائيلية اغتنامها. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في لاهاي إن تقدما -وصفه بالكبير- قد أُحرز بشأن غزة بسبب الضربة التي نُفذت في إيران. وأضاف ترامب -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته- أن مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أخبره بأن اتفاقا بشأن غزة بات قريبا. موقف حماس في المقابل، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية يتحملان كامل المسؤولية عن تعثر التوصل لاتفاق حتى الآن، مشيرة إلى أن استمرار عمليات المقاومة في غزة يؤكد فشل الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني. وأكدت حماس -في بيان- أنها تتعامل بإيجابية مع أي أفكار تفضي لاتفاق يضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال، مشيرة إلى أن نتنياهو وحكومته يواصلان المماطلة لكسب الوقت. وأوضحت الحركة أن استمرار عمليات كتائب القسام و سرايا القدس في القطاع ضد قوات الاحتلال "يؤكد فشل العدو الصهيوني في كسر إرادة شعبنا ومقاومته"، مؤكدة أن "عمليات التصدي البطولي التي يخوضها مجاهدونا تبرهن على قوة وبأس مقاومتنا الباسلة وامتلاكها زمام المبادرة". وفي الإطار نفسه، أكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للجزيرة نت أن الاتصالات بالوسطاء لم تتوقف، قائلا إن الحركة لم تتلق أي مؤشرات على أن هناك تغيرا جديا في موقف نتنياهو. وشدد النونو على أن حماس لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن شروطا واضحة عن وقف العدوان، يتضمن 4 نقاط أساسية: وقف العدوان كاملا، والانسحاب الشامل من القطاع، والإعمار وإنهاء الحصار، وصفقة تبادل. وعن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "أخبار جيدة" بشأن غزة، قال النونو إن الحركة لا تكتفي بالتصريحات، مضيفا "ندرك أن الرئيس ترامب والولايات المتحدة لديهم القدرة على أن يفرضوا على نتنياهو إنهاء العدوان ووقف الحرب، لذلك، الأمر لا يحتاج تصريحات، وإنما إلى فعل حقيقي". وفي حين أبدت حماس مرارا استعدادها لصفقة، تطلق فيها الأسرى مع وقف إطلاق نار دائم وانسحاب الاحتلال من غزة، فإن نتنياهو يضع عراقيل عدة، منها مطالبته بنزع سلاح الحركة، وألّا يكون لها أي دور في القطاع مستقبلا. ويتعرض نتنياهو للضغوط الإسرائيلية، لا سيما من عائلات الأسرى وزعماء المعارضة، وسط اتهامات له بإفشال إبرام صفقة تعيد الأسرى، وإصراره على مواصلة الحرب "لأغراض تتعلق بمصالحه ومستقبله السياسي". ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل حرب إبادة في غزة، خلفت نحو 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة متفاقمة.


الميادين
٢٠-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- الميادين
أيام نتنياهو الأخيرة: هل تكتُب الحرب نهايته السياسية؟
في خضمّ أعنف موجة تصعيد تشهدها المنطقة منذ عقود، يقف رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو أمام مفترق حاسم.. فالرجل الذي وعد الإسرائيليين بضمان الأمن داخل الأراضي المحتلة، والتمدّد خارج فلسطين، إما عبر دَرب التطبيع أو بالقوة العسكرية، بات اليوم يواجه لحظات مفصلية تبدو فيها "أيامه الأخيرة" في الحكم أقرب من أيّ وقتٍ مضى. اليوم تلوح في الأفق نهاية مرحلة كاملة من اليمين الإسرائيلي المتطرّف، ارتبطت اسمياً وفعلياً، بزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو؛ فالضغوط الداخلية تتراكم مع نمو الأصوات المعارِضة، وبداية تفكّك تحالف قوى اليمين بشقّيه القومي والحريديمي، أما على المستوى الخارجي، فالعاصمة "تل أبيب" باتت شوارعها صورة مصغّرة من شوارع قطاع غزة، بعد أن أنهكتها الصواريخ الباليستية الإيرانية، وهو المسار العسكري الذي لجأت إليه طهران رداً على الضربة الغادرة التي اغتالت عبرها "إسرائيل" علماء وقادة عسكريين إيرانيين في صباح الثالث عشر من حزيران/يونيو. في آنٍ واحد، يُقاتل "جيش" الاحتلال على جبهتين؛ واحدة في قطاع غزة حيث تواصل آلة القتل الإسرائيلية حصد أرواح الفلسطينيين، من دون أن يمنع ذلك فصائل المقاومة من مواصلة عملياتها؛ وأخرى أشدّ خطورة ضدّ إيران، وقد اندلعت بعد عملية "الأسد الصاعد"، والتي صارت في نظر الشارع الإسرائيلي اليوم بمثابة مغامرة غير محسوبة، كانت لخدمة أجندة نتنياهو الشخصية، وجلبت دماراً واسعاً على المدن والبلدات الإسرائيلية. قليلون من يدركون حجم ما يعنيه قصف "تل أبيب" بالصواريخ، فمنذ النكبة الفلسطينية، كانت "إسرائيل" تحارب خصومها على أراضيهم تقريباً، فمثلاً، حرب السادس من أكتوبر 1973، والتي كان النصر فيها من نصيب العرب، كانت تدور في سيناء المصرية والجولان السورية، أي خارج "إسرائيل" عملياً، لكن اليوم، بات الأمر مختلفاً كلياً. الصواريخ الباليستية التي حملت اسمي الشهيدين "قاسم سليماني" و"عماد مغنية"، تسقط الآن في حيفا المحتلة و"تل أبيب"، والإسرائيليون بالملايين يبيتون ليلهم ويقضون نهارهم في الملاجئ. كلّ ذلك يجري في "بلدٍ" تمّ تسويقه لليهود الأوروبيين باعتباره "الملاذ الآمن"، الذي سيحميهم من "الاضطهاد" و"العنف". الكيان الإسرائيلي، حرفيّاً، أصابه الشلل، وقطاعات كاملة باتت خارج الخدمة، من السياحة، التي هي أكثر المجالات حساسية للاضطراب الأمني، وحتى الزراعة، التي هي أقدم المهن البشرية، مروراً بالصناعة والتجارة، بطبيعة الحال. تسبّبت الصواريخ الإيرانية في خسائر بشرية مؤثّرة، من جرحى ومصابين، بالإضافة إلى تفجيرات ضخمة كما حدث مع استهداف مصافي نفط وشبكات للكهرباء، ذلك مع الأخذ في الاعتبار، أنّ الأخبار المنشورة في الإعلام العبري عن الخسائر تخضع للرقابة العسكرية، وهناك دعوة صريحة أطلقها المتحدّث العسكري الإسرائيلي يوم 14/6/2025/، طالب فيها بعدم تصوير الأماكن التي تضرّرت بفعل الصواريخ الإيرانية. واقع الحال داخل الأراضي المحتلة على مدار الأيام القليلة الماضية، يؤكّد أنّ نتنياهو قد مرّغ وجه "إسرائيل" في التراب، وأنّ اندفاعه وتهوّره، واستجابته لإلحاح بن غفير وسموتريتش، قد ورّطه في معركة مع خصم، لم يكن يعرفه جيداً، أو على الأقلّ كان يعرف ما لديه من سلاح، لكنه كان جاهلاً بما لديه من عقيدة صلبة. قلّل الإسرائيليون من قدرة إيران على إعادة تنظيم صفوفها بعد أن استهدفوا القيادة العليا للجيش الإيراني وحرس الثورة، وتمكّنوا من اغتيال عدد منهم، حينها توهّموا أنّ الأمور قد دانت لهم، وأنهم نجحوا في تعطيل القيادة والسيطرة داخل طهران، لكنّ الدولة الإيرانية أثبتت صلابة مؤسساتها في ذلك الاختبار. على الفور تمّ امتصاص الصدمة، وترتيب البيت من الداخل، وتصعيد قيادات من الصف الثاني، فانقلبت المعادلة 180 درجة، وجلس الملايين أمام الشاشات، يتابعون الصواريخ الباليستية، وهي تنجح في اختراق جميع طبقات أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بالضبط كلاعب الكرة الماهر، الذي يُوصل كرته إلى مرمى خصمه. "هآرتس" العبرية، والتي تتخذ خطاً معارضاً لسياسيات اليمين بشكل عامّ، باتت تحذّر من فرار الإسرائيليين والأجانب عبر اليخوت إلى قبرص، وتشير إلى أنّ آلاف الدولارات يتمّ دفعها بغرض نقل مجموعات لا يتجاوز عددها عشرة أشخاص من موانئ هرتسيليا وحيفا وعسقلان. المفارقة هنا، أنّ اليمين الإسرائيلي الذي كان يُصارع من أجل تهجير الغزيّين من أراضيهم، سيكون قريباً أمام مهمة إقناع الإسرائيليين أو المقيمين في "إسرائيل" بعدم تركها، والفرار منها! اليوم 00:01 19 حزيران 10:59 المخاطر المتعلّقة بالهجرة العكسية، لطالما أثارت قلق الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، أما اليوم، ومع وصول الصواريخ إلى قلب "إسرائيل"، بات فرار الإسرائيليين باتجاه دولٍ أخرى (أكثر غنى واستقراراً) كابوساً حقيقياً، سيطارد نتنياهو على مدار الساعات الأربع والعشرين، وسيعجز عن التعامل معه، ما يتسبّب في خسارته مزيداً من الأنصار. وقد طلبت الحكومة، بالفعل، من شركات الطيران عدم السماح للإسرائيليين بالسفر إلى الخارج، في حال عادت خطوط الطيران إلى العمل. قبل اندلاع الحرب، بيوم واحد تقريباً، كان الكنيست الإسرائيلي يصوّت على حلّ نفسه، بطلبٍ من المعارضة ممثّلة في حزبَي "هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد، و"إسرائيل بيتنا" بقيادة وزير الحرب الأسبق أفيغدور ليبرما، ذلك عقب تنامي النزاع حول مشروع قانون لتجنيد المزيد من اليهود المتشدّدين (الحريديم) في "الجيش". لم ينحلّ الكنيست، وضاعت فرصة عقد انتخابات تشريعية مبكرة تُفضي لتشكيل حكومة جديدة، لكن جاءت النتائج لتكشف أنّ 53 نائباً، قد أيّدوا حلّ المجلس، بفارق 8 أصوات فقط عن الرافضين، وما كان هذا ليحصل لولا تكثيف نتنياهو محاولاته للضغط على حزبيّ "شاس"، و"يهدوت هتوراه" من جهة، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين من جهة أخرى، بالإضافة إلى الجهد الذي بذله السفير الأميركي، لدى "إسرائيل"، مايك هاكابي، مع قادة من الحريديم للحيلولة دون حلّ الكنيست وإسقاط الحكومة، تخوّفاً من حدوث فراغ في القيادة الإسرائيلية. الأوضاع الاجتماعية والسياسية داخل "إسرائيل"، تؤكّد وجود مشكلة متعلّقة بـ "الحريديم"، فعددهم آخذ في الازدياد، إذ يمثّلون 13% من الإسرائيليين، لكنهم فعلياً 20% من يهود "إسرائيل"، هذا يعني أنّ واحداً من كلّ خمسة "إسرائيليين فعليّين"، لن يخدم في "الجيش"، كما أنّ معتقده بالأساس لا يعترف بالصهيونية، لأنه يربط "عودة اليهود إلى فلسطين، وقيام دولتهم، بظهور المسيح"، كلّ ذلك بالإضافة إلى أفكار الحريديم المناهضة للعصرنة والمدنية والعلم الحديث. تتفاعل تجمّعات الحريديم السياسية مع جهاز "الدولة" الإسرائيلي بنوع من البراغماتية، وتشارك في الكنيست والحكومات، من دون أن تكون معنية بأيّ شيء يتعلّق بالسياسة الداخلية أو الخارجية، فهي، فقط، تهدف إلى الحفاظ على تمويل المدارس الدينية (اليشيفوت)، وضمان الإعفاء من الخدمة العسكرية لطلاب التوراة؛ وعندما يشعر زعماء الحريديم السياسيين أنّ اليمين الصهيوني، والممثّل في "الليكود" و"الصهيونية الدينية" و"العظمة اليهودية"، قد يهادن التيار العلماني، على حساب مكتسباتهم، يصبحون على استعداد لفضّ التحالف، وبالتالي تنفصم عرى اليمين الإسرائيلي، وهو ما كان متوقّعاً أن يحدث قبل أيام، ولا يزال مرشّحاً للحدوث. من جهة أخرى، فإنّ تصاعد الحرب، والأضرار التي سبّبتها الصواريخ الإيرانية، ستسمح لأصوات اليساريين الإسرائيليين بالعلو مجدّداً، فهؤلاء لطالما طالبوا بعقد صفقة مع حركة حماس، لوقف الحرب واستعادة الأسرى، واتهموا نتنياهو بأنه دمّر صورة "إسرائيل" في العالم، وتمادى في جرائمه، ما دفع مختلف المنظّمات الدولية لنبذ الحكومة الإسرائيلية والتعامل معها كنظير معاصر لألمانيا النازية؛ واليوم، ستُضاف تهمة جديدة لنتنياهو، وهو أنه جلب لـ "إسرائيل" الهزيمة على أيادي الإيرانيين، بمعنى آخر سيكون التنكيل السياسي بـ "الملك بيبي" يسيراً للغاية. الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رجل أعمال في نهاية المطاف، وقد بنى مشروعه الانتخابي على تحسين دخل المواطن الأميركي، عبر حمايته من "المهاجرين" الذين يستفيدون من برامج الدعم الاجتماعي، ويسلبونه وظائفه، بالإضافة إلى تقليل الإنفاق على المجهود العسكري خارج الولايات المتحدة. لهذا تلاسن ترامب أكثر من مرة مع زيلينسكي رئيس أوكرانيا، والذي يطالب بزيادة الدعم الأميركي، كما قرّر سحب قواته من سوريا، وحتى عندما حشد قواته باتجاه باب المندب، وشنّ حرباً على حركة أنصار الله في اليمن، لم يصمد سوى أسابيع معدودة، وسحب قواته، من دون تحقيق أيّ هدف يذكر. هذا لا يعني أنّ واشنطن في معرض التخلّي عن "تل أبيب"، فكلّ ما جرى من وقت اغتيالات طهران، والضربات التي طالت مواقع نووية، كان البيت الأبيض على علم به، لكن ربما الأهداف مختلفة، فإدارة ترامب تريد كسر شوكة الإيرانيين عبر "إسرائيل"، وإرغامهم على القبول بالتوقيع على اتفاق يحظر عليهم تخصيب اليورانيوم، مع القبول ببقاء العقوبات الاقتصادية على حالها. في المقابل تريد "تل أبيب" ما هو أكثر، فهي تدرك أنّ طهران، بمثابة عمود خيمة محور كامل، تنخرط ساحاته في الصراع مع "إسرائيل" بشكل متكرّر من جنوب لبنان إلى العراق إلى صنعاء، وأنها إذا أرغمت إيران على تغيير سياساتها، والتخلّي عن دورها المناصر للحقّ الفلسطيني، فهذا يعني انفراط عقد المحور، ويثمر ذلك خلو منطقة الشرق الأوسط من الأعداء، فتكون الحقبة الإسرائيلية قد بدأت، ويمكن لحكومة الاحتلال لها أن تسود وتسوس كيفما تشاء. الطموح الإسرائيلي، من حيث المبدأ، لا يحظى بمعارضة أميركية، فواشنطن أيضاً تريد تغيير كلّ ما ترتّب على الثورة الإيرانية منذ عام 1979، لكنّ إدارة ترامب، تدرك جيداً أنّ تلك المحاولة، تعني وضع القيادة الإيرانية أمام تهديد وجودي، سيُرغمها على الإضرار بالمصالح الأميركية على نحوٍ غير مسبوق، ولدى إيران القدرة على فعل ذلك وأكثر، سواء عبر خلاياها الاستخباراتية ومؤيّديها خارج حدودها، أو عبر ترسانتها الصاروخية، التي هي الأكبر والأكثر تنوّعاً في الشرق الأوسط، مع الآلاف من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، التي تمّ تطويرها بالاعتماد على النماذج السوفياتية، وبقدرات ذاتية، وبالتعاون مع دولٍ تتبنّى نهجاً معارضاً للهيمنة الأميركية، مثل كوريا الشمالية، ذلك وفقاً لتقرير صدر عام 2021 عن مشروع Missile Threat التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية - CSIS. وتملك القوات الإيرانية أنواعاً متقدّمة من الصواريخ، مثل "فتّاح 2" و"سجيل" و"خرمشهر" التي يصل وزنها إلى 2 طن، وبعضها مُجهّز بمركبات قابلة للمناورة، ومزوّد بزعانف تحكّم ونظام ملاحة دقيق عبر الأقمار الاصطناعية. والمؤكّد، باعتراف الخبراء العسكريين الإسرائيليين أنفسهم، أنّ إيران لم تستخدم بعد أسلحتها الأكثر تطوّراً، ومن المرجّح أنها تدخّرها لمراحل لاحقة أو لضربة قاضية. المعلومات المتعلّقة بالإمكانات العسكرية الإيرانية، تعني أنّ التصعيد الأميركي، والدخول المباشر في حرب، على طريقة جورج بوش، سيُفضي، من دون شكّ، إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة، ثم عالمية، ستنخرط فيها كلّ الدول الكبرى، حتى تلك التي تحاول النأي بنفسها عنها. والواضح، بمراقبة طريقة عمل الإدارة الأميركية الحالية، أنه سيكون من الصعب عليها أن تستجيب للمتطرّفين الإسرائيليين، وأفكارهم الانتحارية، التي تنشد النصر حتى لو استدعى الأمر "هدم المعبد على رؤوسهم ورؤوس أعدائهم على طريقة شمشون". ضاق العالم بالحكومة الإسرائيلية الحالية، ولم يعد هناك استعداد لتحمّل بقائها حتى انتهاء فترة ولايتها نهاية العام المقبل، والتصريحات الصادرة عن العواصم الأوروبية أكدت ذلك طوال الشهور الماضية، فهناك رؤية عامّة تؤكّد أنّ عودة الهدوء إلى المنطقة، بات مرهوناً بتحجيم نشاط اليمين الصهيوني داخل "إسرائيل"، إذ لم تقتصر صراعات قياداته على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، مع خصوم الكيان التقليديّين، بل امتدت إلى دول "الاعتدال العربي"، والتي لديها اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، منها مصر والأردن، خاصة مع تصاعد الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار، خلال العام الفائت. إنّ سقوط حكومة نتنياهو، ووقف الحرب في غزة، بالإضافة إلى ضمان حقّ إيران في استكمال مشروعها النووي السلمي، وعدم الرضوخ للشروط الأميركية، سيكون بمثابة انتصار كبير لمحور المقاومة، فرضته صواريخ طهران الباليستية، التي عبرت لمسافة أكثر من ألف كيلومتر، وهبطت في الأراضي المحتلة، فأصبحت للمرة الأولى، صور الدمار تُنقل من "تل أبيب"، لا غزة.