logo
#

أحدث الأخبار مع #فرانزفانون

فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني
فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني

إذاعة قفصة

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • إذاعة قفصة

فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني

احتضنت قاعة سينما الريو بتونس العاصمة مساء السبت 12 أفريل عرضا للفيلم الروائي الطويل (133 دق) "فانون" للمخرج الفرنسي من أصول كاريبية "جان كلود بارني"، وذلك بحضور فريق العمل وعلى رأسه الممثل الرئيسي "ألكسندر بوييه" وهو عرض من تنظيم نادي سينما تونس. ويتناول هذا الفيلم، الذي يضم عددا كبيرا من الممثلين التونسيين في أدوار ثانوية أبرزهم جمال مداني ومنصف العجنقي، مرحلة مهمة من حياة المفكر والطبيب النفسي "فرانز فانون" إبان فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر. ويروي فيلم "فانون"، المتاح في قاعة السينما التونسية بداية من 11 أفريل)، فترة تولي "فرانز فانون" مهامه كطبيب نفسي رئيسي في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة البليدة الجزائرية، حيث اعتمد أساليب علاجية إنسانية وغير تقليدية في تعامله مع المرضى الجزائريين، وهو ما أثار حفيظة الإدارة الفرنسية وزملائه في المهنة. ويتطور مسار "فانون" سريعا من طبيب إلى مناضل بعد أن يقترب من قيادات جبهة التحرير الوطني الجزائرية وعلى رأسهم عبان رمضان ليختار الانخراط في الكفاح من أجل استقلال الجزائر مما يجعله هو وزوجته جوزي في مواجهة مفتوحة مع السلطات الاستعمارية . وفي كلمة له خلال النقاش الذي تلا العرض، أوضح المخرج "جان-كلود بارني" أن علاقته بفكر "فانون" بدأت في سن مبكرة (16 سنة)، حين كان شابا من أصول مهاجرة في الضواحي الباريسية حيث واجه ما أسماه بـ"الصفعة العنصرية". وقال "قراءة كتب فانون ساعدتني على فهم هويتي ومكاني في المجتمع، وقد تركت أثرا عظيما في مسيرتي السينمائية التي حاولت فيها دوما أن أعكس شخصيات ذات عمق إنساني ونضالي". وأضاف "بارني" أن إنتاج الفيلم استغرق عشر سنوات من البحث والتطوير، واصفا المشروع بـ"الرحلة الفكرية والوجدانية". كما أشار إلى أن الفيلم لا يهدف إلى تقديم "فانون" كبطل مثالي وإنما كإنسان يطرح أسئلة مؤلمة حول الميز العنصري والعنف والتحرر والهوية. وقد أكد أيضا أن هذا النوع من الأفلام لا يحظى بسهولة دعم إنتاجه داخل الصناعة السينمائية الفرنسية التي اعتبرها ما تزال مائلة نحو الأعمال التجارية والكوميدية، لكنه عبّر عن سعادته بالاهتمام الجماهيري الذي حظي به الفيلم، معتبرا ذلك دليلا على وجود جمهور يبحث عن مضمون فكري وتاريخي عميق. وحول إنجاز فيلم آخر عن "فرانز فانون" للمخرج الجزائري عبد النور الزحزاح وخروجه إلى السينما في الفترة نفسها (2024) مع هذا الفيلم، قال المخرج "بارني": "نحن نعيش لحظة سينمائية تتطلب التنوع لا الصدام إذ لا ينبغي أن نخاف من تعدد الأصوات بل على العكس تنوّع الأفلام هو ما يمنح الجمهور حق الاختيار والفهم. وفانون هو واحد من تلك الشخصيات التي يمكنها أن تفتح أعيننا على عوالم مهملة لكنها لا تزال تشكل حاضرنا". من جهته، تحدث الممثل "ألكسندر بوييه" عن التحديات التي واجهها في تقمص شخصية "فانون"، واصفا التجربة بأنها كانت "اختبارا إنسانيا قبل أن تكون دورا تمثيليا". وأضاف أن قراءة مؤلفات "فانون" من بينها "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" قد غيّرته بالكامل، قائلا: "لقد عملت مع مؤرخين وأطباء نفسيين وزرت الجزائر وجلست في مكتب فانون واستحضرت إنسانيته لأتمكن من تجسيده بصدق". كما أكد "بوييه" أن الدور تطلب تحضيرا جسديا وفكريا دقيقا. وشدد على أن الأهم بالنسبة إليه لم يكن الجانب النظري، بل "البحث عن الإنسان في فانون ورؤية العالم من خلاله". ووُلد "فرانز فانون" في 20 جويلية 1925 بمدينة "فور دو فرانس" في جزر المارتينيك لعائلة من الطبقة الوسطى. وانضم في سن 18 إلى قوات فرنسا الحرة خلال الحرب العالمية الثانية وهناك واجه لأول مرة التمييز العنصري رغم تضحياته. وإثر نهاية الحرب تابع دراسته في مدينة ليون الفرنسية حيث تخصص في الطب النفسي وكتب رسالته الشهيرة التي تحولت إلى كتابه الأول: "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" سنة 1952. وفي سنة 1953، عُيِّن طبيبا رئيسيا في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة في الجزائر. وهناك واجه واقع الاستعمار النفسي وبدأ بتطوير نظريات علاجية تعالج آثار الاحتلال على نفسية الشعوب المضطهدة. خلال ثورة التحرير الجزائرية، انضم إلى جبهة التحرير الوطني وعمل دبلوماسيا ممثلا لها في إفريقيا بعد نفيه إلى تونس سنة 1956. ومن أبرز مؤلفاته "العام الخامس للثورة الجزائرية" (1959) و"معذبو الأرض" (1961)، وهو إصدار حمل تقديم الفيلسوف "جان بول سارتر". وتوفي "فانون" في واشنطن يوم 6 ديسمبر 1961 بسبب مرض السرطان دون أن يشهد استقلال الجزائر الذي ناضل من أجله. ورغم رحيله المبكر، بقيت أفكاره تُدرّس وتناقش في جامعات العالم واعتُبر أحد أبرز رموز الفكر المناهض للاستعمار ومؤسسا مبكرا لما يُعرف اليوم بـ"الدراسات ما بعد الكولونيالية".

الأزمة بين الجزائر وباريس تلقي بظلالها على السينما في فرنسا
الأزمة بين الجزائر وباريس تلقي بظلالها على السينما في فرنسا

الخبر

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الخبر

الأزمة بين الجزائر وباريس تلقي بظلالها على السينما في فرنسا

يبدو أن الأزمة القائمة بين الجزائر وباريس، ألقت بظلالها على المجال السينمائي أيضا في فرنسا، وتجلى ذلك في طريقة تعاطي دور السينما مع فيلم الطبيب المفكر المناهض للاستعمار "فرانز فانون" للمخرج الفرنسي جان كلود بارني، في أسبوعه الأول، التي أثارت جدلا وتساؤلات، وأخرجت صناع العمل والنقاد وحتى بعض النواب عن صمتهم. وبالرغم من الإقبال الكبير الذي شهده الفيلم والتفاعل معه من قبل المشاهدين، لم يُعرض الفيلم خلال أسبوعه الأول، سوى في 70 صالة سينما، الأمر الذي اعتبره فريق إنتاج وإخراج الفيلم "مقاطعة غير معلنة" من دور السينما عرض الفيلم، وأدى إلى تصريحات وإثارة جدل واسع في أوساط السياسيين ورواد منصات التواصل الاجتماعي. وأعرب مخرج الفيلم، جان كلود بارني، في تصريحات للصحافة، عن استغرابه لهذا السلوك، فيما سخِرت مسؤولة شركة توزيع الفيلم، أمال لوكومب، من هذا التصرف في بدايات التجربة، لما لاحظت عدم تجاوب مع مسؤولي دور العرض، وقالت: "لن يقولوا إننا لا نحب الجزائريين والأفارقة والسود والعرب، وإنما سيقولون إن الفيلم ليس فنيا بما يكفي أو ليس تجاريا أو أن الشباب لن يشاهدوه". ووصل الجدل إلى السياسيين، إذ استوقف الجدل النائب اليساري، أنطوان ليوم، وتساءل: "هل من الصعب حقا أن نواجه ماضينا الاستعماري؟". بالمقابل، تفاعلت إحدى دور السينما المتهمة بالمقاطعة "MK2"، ونفت ما نسب إليها، وقالت إن برمجة الأفلام "تحدد وفق خيارات تحريرية صعبة وقابلة للنقاش". غير أن الإقبال الجماهيري الكبير على الفيلم أثبت أن الحجة غير صلبة وغير مقنعة، وعزز الشعور بأن الفيلم لم يوزع بشكل منصف، وفق تعليقات المتابعين على منصات التواصل، مستدلين بإعلان شركة توزيع الفيلم احتضان 37 صالة عرض جديدة الفيلم في الأسبوع الأول، في وقت تتراجع فيه الأفلام بعد أسبوعها الأول. ومن المعروف أن الطبيب والمفكر الفرنسي الشهير كان يعمل في مصحة في ولاية البليدة، أثناء الاستعمار، وطوّر طريقة إنسانية وغير تقليدية في علاج المرضى وضحايا ممارسات الاستعمار، وانحاز إلى القضية الجزائرية وناهض الاستعمار، ويبدو أن هذه الجزئية هي التي أحرجت دور السينما التي لم تبرمج الفيلم، على الرغم من امتلاء قاعات السينما الأخرى التي برمجت عرض الفيلم. انخراط مؤسسات ثقافية في اتخاذ مواقف غير مباشرة من كل ما هو جزائري، حتى ولو كانت أعمالا وإبداعات من فرنسيين، شكل بعدا جديدا من أبعاد الأزمة القائمة بين البلدين منذ ثمانية أشهر، وزادت حدتها، بشكل غير مسبوق، بإيداع موظف قنصلي جزائري بفرنسا الحبس، وطرد 24 عضوا من البعثتين الدبلوماسيتين لكلا البلدين.

فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني
فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني

تورس

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • تورس

فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني

ويروي فيلم "فانون"، المتاح في قاعة السينما التونسية بداية من 11 أفريل)، فترة تولي "فرانز فانون" مهامه كطبيب نفسي رئيسي في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة البليدة الجزائرية ، حيث اعتمد أساليب علاجية إنسانية وغير تقليدية في تعامله مع المرضى الجزائريين ، وهو ما أثار حفيظة الإدارة الفرنسية وزملائه في المهنة. ويتطور مسار "فانون" سريعا من طبيب إلى مناضل بعد أن يقترب من قيادات جبهة التحرير الوطني الجزائرية وعلى رأسهم عبان رمضان ليختار الانخراط في الكفاح من أجل استقلال الجزائر مما يجعله هو وزوجته جوزي في مواجهة مفتوحة مع السلطات الاستعمارية . وفي كلمة له خلال النقاش الذي تلا العرض، أوضح المخرج "جان-كلود بارني" أن علاقته بفكر "فانون" بدأت في سن مبكرة (16 سنة)، حين كان شابا من أصول مهاجرة في الضواحي الباريسية حيث واجه ما أسماه ب"الصفعة العنصرية". وقال "قراءة كتب فانون ساعدتني على فهم هويتي ومكاني في المجتمع، وقد تركت أثرا عظيما في مسيرتي السينمائية التي حاولت فيها دوما أن أعكس شخصيات ذات عمق إنساني ونضالي". وأضاف "بارني" أن إنتاج الفيلم استغرق عشر سنوات من البحث والتطوير، واصفا المشروع ب"الرحلة الفكرية والوجدانية". كما أشار إلى أن الفيلم لا يهدف إلى تقديم "فانون" كبطل مثالي وإنما كإنسان يطرح أسئلة مؤلمة حول الميز العنصري والعنف والتحرر والهوية. وقد أكد أيضا أن هذا النوع من الأفلام لا يحظى بسهولة دعم إنتاجه داخل الصناعة السينمائية الفرنسية التي اعتبرها ما تزال مائلة نحو الأعمال التجارية والكوميدية، لكنه عبّر عن سعادته بالاهتمام الجماهيري الذي حظي به الفيلم، معتبرا ذلك دليلا على وجود جمهور يبحث عن مضمون فكري وتاريخي عميق. وحول إنجاز فيلم آخر عن "فرانز فانون" للمخرج الجزائري عبد النور الزحزاح وخروجه إلى السينما في الفترة نفسها (2024) مع هذا الفيلم، قال المخرج "بارني": "نحن نعيش لحظة سينمائية تتطلب التنوع لا الصدام إذ لا ينبغي أن نخاف من تعدد الأصوات بل على العكس تنوّع الأفلام هو ما يمنح الجمهور حق الاختيار والفهم. وفانون هو واحد من تلك الشخصيات التي يمكنها أن تفتح أعيننا على عوالم مهملة لكنها لا تزال تشكل حاضرنا". من جهته، تحدث الممثل "ألكسندر بوييه" عن التحديات التي واجهها في تقمص شخصية "فانون"، واصفا التجربة بأنها كانت "اختبارا إنسانيا قبل أن تكون دورا تمثيليا". وأضاف أن قراءة مؤلفات "فانون" من بينها "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" قد غيّرته بالكامل، قائلا: "لقد عملت مع مؤرخين وأطباء نفسيين وزرت الجزائر وجلست في مكتب فانون واستحضرت إنسانيته لأتمكن من تجسيده بصدق". كما أكد "بوييه" أن الدور تطلب تحضيرا جسديا وفكريا دقيقا. وشدد على أن الأهم بالنسبة إليه لم يكن الجانب النظري، بل "البحث عن الإنسان في فانون ورؤية العالم من خلاله". ووُلد "فرانز فانون" في 20 جويلية 1925 بمدينة "فور دو فرانس" في جزر المارتينيك لعائلة من الطبقة الوسطى. وانضم في سن 18 إلى قوات فرنسا الحرة خلال الحرب العالمية الثانية وهناك واجه لأول مرة التمييز العنصري رغم تضحياته. وإثر نهاية الحرب تابع دراسته في مدينة ليون الفرنسية حيث تخصص في الطب النفسي وكتب رسالته الشهيرة التي تحولت إلى كتابه الأول: "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" سنة 1952. وفي سنة 1953، عُيِّن طبيبا رئيسيا في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة في الجزائر. وهناك واجه واقع الاستعمار النفسي وبدأ بتطوير نظريات علاجية تعالج آثار الاحتلال على نفسية الشعوب المضطهدة. خلال ثورة التحرير الجزائرية ، انضم إلى جبهة التحرير الوطني وعمل دبلوماسيا ممثلا لها في إفريقيا بعد نفيه إلى تونس سنة 1956. ومن أبرز مؤلفاته "العام الخامس للثورة الجزائرية" (1959) و"معذبو الأرض" (1961)، وهو إصدار حمل تقديم الفيلسوف "جان بول سارتر". وتوفي "فانون" في واشنطن يوم 6 ديسمبر 1961 بسبب مرض السرطان دون أن يشهد استقلال الجزائر الذي ناضل من أجله. ورغم رحيله المبكر، بقيت أفكاره تُدرّس وتناقش في جامعات العالم واعتُبر أحد أبرز رموز الفكر المناهض للاستعمار ومؤسسا مبكرا لما يُعرف اليوم ب"الدراسات ما بعد الكولونيالية".

فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني
فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني

Babnet

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Babnet

فيلم "فانون" للمخرج الفرنسي "جان كلود بارني": سيرة من النضال الإنساني

احتضنت قاعة سينما الريو بتونس العاصمة مساء السبت 12 أفريل عرضا للفيلم الروائي الطويل (133 دق) "فانون" للمخرج الفرنسي من أصول كاريبية "جان كلود بارني"، وذلك بحضور فريق العمل وعلى رأسه الممثل الرئيسي "ألكسندر بوييه" وهو عرض من تنظيم نادي سينما تونس. ويتناول هذا الفيلم، الذي يضم عددا كبيرا من الممثلين التونسيين في أدوار ثانوية أبرزهم جمال مداني ومنصف العجنقي، مرحلة مهمة من حياة المفكر والطبيب النفسي "فرانز فانون" إبان فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر. ويروي فيلم "فانون"، المتاح في قاعة السينما التونسية بداية من 11 أفريل)، فترة تولي "فرانز فانون" مهامه كطبيب نفسي رئيسي في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة البليدة الجزائرية، حيث اعتمد أساليب علاجية إنسانية وغير تقليدية في تعامله مع المرضى الجزائريين، وهو ما أثار حفيظة الإدارة الفرنسية وزملائه في المهنة. ويتطور مسار "فانون" سريعا من طبيب إلى مناضل بعد أن يقترب من قيادات جبهة التحرير الوطني الجزائرية وعلى رأسهم عبان رمضان ليختار الانخراط في الكفاح من أجل استقلال الجزائر مما يجعله هو وزوجته جوزي في مواجهة مفتوحة مع السلطات الاستعمارية . وفي كلمة له خلال النقاش الذي تلا العرض، أوضح المخرج "جان-كلود بارني" أن علاقته بفكر "فانون" بدأت في سن مبكرة (16 سنة)، حين كان شابا من أصول مهاجرة في الضواحي الباريسية حيث واجه ما أسماه بـ"الصفعة العنصرية". وقال "قراءة كتب فانون ساعدتني على فهم هويتي ومكاني في المجتمع، وقد تركت أثرا عظيما في مسيرتي السينمائية التي حاولت فيها دوما أن أعكس شخصيات ذات عمق إنساني ونضالي". وأضاف "بارني" أن إنتاج الفيلم استغرق عشر سنوات من البحث والتطوير، واصفا المشروع بـ"الرحلة الفكرية والوجدانية". كما أشار إلى أن الفيلم لا يهدف إلى تقديم "فانون" كبطل مثالي وإنما كإنسان يطرح أسئلة مؤلمة حول الميز العنصري والعنف والتحرر والهوية. وقد أكد أيضا أن هذا النوع من الأفلام لا يحظى بسهولة دعم إنتاجه داخل الصناعة السينمائية الفرنسية التي اعتبرها ما تزال مائلة نحو الأعمال التجارية والكوميدية، لكنه عبّر عن سعادته بالاهتمام الجماهيري الذي حظي به الفيلم، معتبرا ذلك دليلا على وجود جمهور يبحث عن مضمون فكري وتاريخي عميق. وحول إنجاز فيلم آخر عن "فرانز فانون" للمخرج الجزائري عبد النور الزحزاح وخروجه إلى السينما في الفترة نفسها (2024) مع هذا الفيلم، قال المخرج "بارني": "نحن نعيش لحظة سينمائية تتطلب التنوع لا الصدام إذ لا ينبغي أن نخاف من تعدد الأصوات بل على العكس تنوّع الأفلام هو ما يمنح الجمهور حق الاختيار والفهم. وفانون هو واحد من تلك الشخصيات التي يمكنها أن تفتح أعيننا على عوالم مهملة لكنها لا تزال تشكل حاضرنا". من جهته، تحدث الممثل "ألكسندر بوييه" عن التحديات التي واجهها في تقمص شخصية "فانون"، واصفا التجربة بأنها كانت "اختبارا إنسانيا قبل أن تكون دورا تمثيليا". وأضاف أن قراءة مؤلفات "فانون" من بينها "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" قد غيّرته بالكامل، قائلا: "لقد عملت مع مؤرخين وأطباء نفسيين وزرت الجزائر وجلست في مكتب فانون واستحضرت إنسانيته لأتمكن من تجسيده بصدق". كما أكد "بوييه" أن الدور تطلب تحضيرا جسديا وفكريا دقيقا. وشدد على أن الأهم بالنسبة إليه لم يكن الجانب النظري، بل "البحث عن الإنسان في فانون ورؤية العالم من خلاله". ووُلد "فرانز فانون" في 20 جويلية 1925 بمدينة "فور دو فرانس" في جزر المارتينيك لعائلة من الطبقة الوسطى. وانضم في سن 18 إلى قوات فرنسا الحرة خلال الحرب العالمية الثانية وهناك واجه لأول مرة التمييز العنصري رغم تضحياته. وإثر نهاية الحرب تابع دراسته في مدينة ليون الفرنسية حيث تخصص في الطب النفسي وكتب رسالته الشهيرة التي تحولت إلى كتابه الأول: "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" سنة 1952. وفي سنة 1953، عُيِّن طبيبا رئيسيا في مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة في الجزائر. وهناك واجه واقع الاستعمار النفسي وبدأ بتطوير نظريات علاجية تعالج آثار الاحتلال على نفسية الشعوب المضطهدة. خلال ثورة التحرير الجزائرية، انضم إلى جبهة التحرير الوطني وعمل دبلوماسيا ممثلا لها في إفريقيا بعد نفيه إلى تونس سنة 1956. ومن أبرز مؤلفاته "العام الخامس للثورة الجزائرية" (1959) و"معذبو الأرض" (1961)، وهو إصدار حمل تقديم الفيلسوف "جان بول سارتر". وتوفي "فانون" في واشنطن يوم 6 ديسمبر 1961 بسبب مرض السرطان دون أن يشهد استقلال الجزائر الذي ناضل من أجله. ورغم رحيله المبكر، بقيت أفكاره تُدرّس وتناقش في جامعات العالم واعتُبر أحد أبرز رموز الفكر المناهض للاستعمار ومؤسسا مبكرا لما يُعرف اليوم بـ"الدراسات ما بعد الكولونيالية".

فيلم  فانون  يفوز بجائزة أسبوع النقد
فيلم  فانون  يفوز بجائزة أسبوع النقد

أخبار اليوم الجزائرية

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • أخبار اليوم الجزائرية

فيلم فانون يفوز بجائزة أسبوع النقد

مهرجان فيسباكو ببوركينا فاسو: فيلم فانون يفوز بجائزة أسبوع النقد فاز الفيلم الجزائري الحكيم فرانز فانون لمخرجه عبد النور زحزاح بجائزة أسبوع النقد بالمهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون (فيسباكو) ببوركينا فاسو حسب ما علم لدى منظمي المهرجان. وتم الإعلان عن فوز الفيلم الروائي الطويل الحكيم فرانز فانون بجائزة أسبوع النقد بمناسبة فعاليات الطبعة الـ 29 للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون (فيسباكو) الذي نظم هذه السنة تحت شعار سينما إفريقيا والهويات الثقافية بواغادوغو عاصمة بوركينافاسو (22 فيفري- 1 مارس). وجاء في بيان تهنئة لوزارة الثقافة والفنون أن الجائزة التي تسلم في بلد توماس سانكارا الزعيم الثوري وأحد رموز التحرر في إفريقيا تمنح للأعمال السينمائية التي تتناول قضايا القارة بعمق ونقد وجرأة مضيفا بأن هذا الفيلم المستوحى من أفكار ومواقف الطبيب فرانز فانون الذي ناضل وقاوم المستعمر الفرنسي ووقف إلى جانب إخوته الجزائريين أثناء الثورة التحريرية يغوص في ذاكرة مناهضة الاستعمار ومقاومة الشعوب الإفريقية في تقاطع قوي مع رؤية سانكارا لمستقبل إفريقيا الحر والمستقل . كما اعتبرت الوزارة بأن تتويج فيلم الحكيم فرانز فانون بهذه الجائزة في 2025 ليس مجرد تكريم لفيلم بل هو إعادة تأكيد لدور السينما كأداة للذاكرة والمقاومة وترسيخ لعلاقة الجزائر بإفريقيا في سياق فني وثقافي مشترك حيث يستمر الفن في حمل مشعل التحرر والتطور . ويعد مهرجان فيسباكو (المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو) الذي تأسس عام 1969 واحدا من أكبر المهرجانات السينمائية في إفريقيا حيث يوفر منصة رئيسية لصناع السينما الأفارقة ويشكل فضاء للتبادل الإبداعي والمهني مما يساهم في إبراز قضايا القارة من خلال الفن السابع. ويسرد هذا الفيلم المنتج في 2024 في إطار الأفلام السينمائية المدعمة من طرف وزارة الثقافة والفنون بالشراكة بين المركز الوطني لتطوير السينما وشركة أطلس فيلم جانبا هاما من حياة الطبيب فرانز فانون حيث يعود إلى فترة التحاقه بمنصب رئيس قسم بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة الذي يحمل اسمه حاليا وإلى غاية التحاقه بالثورة التحريرية وهذا خلال الفترة الممتدة ما بين 1953 و1956. وسبق لزحزاح وهو من مواليد 1973 بالبليدة إخراج العديد من الأفلام الروائية والوثائقية التي توجت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية على غرار الوثائقي فرانز فانون: ذاكرة منفى (2002) الروائي القصير قراقوز (2010) والوثائقي الطويل الواد الواد . حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store