logo
#

أحدث الأخبار مع #فرانزفانون

فرانز فانون ـ مناضل من أجل استقلال الجزائر – DW – 2025/7/20
فرانز فانون ـ مناضل من أجل استقلال الجزائر – DW – 2025/7/20

DW

time٢٠-٠٧-٢٠٢٥

  • صحة
  • DW

فرانز فانون ـ مناضل من أجل استقلال الجزائر – DW – 2025/7/20

فرانز فانون سياسي وطبيب نفسي ومفكر مناهض للاستعمار وبطل من أبطال حركة التحرير الجزائرية، وكان"جزءا من التاريخ الجزائري". تصادف يوم 20 تموز/يوليو 2025 ذكرى ميلاده المائة. فمن يكون هذا "البطل" في عيون الكثير من الجزائرين؟ في 20 يوليو/ تموز 2025 كان سيبلغ عمره مائة عام - رجل دافع في وقت مبكر عن استقلال الجزائر: الطبيب النفسي فرانز فانون، الذي يُعدّ شخصًا مهمًا في نضالات تحرير الجزائر واستقلالها، ومنظرًا لإنهاء الاستعمار، ومناضلًا نشطًا في صفوف جبهة التحرير الوطني الجزائرية. ويُعدّ فرانز فانون بالنسبة للجزائريين بطلًا من أبطال الاستقلال، ولكن دوره خلال حرب التحرير وأعماله تبقى مجهولة إلى حد كبير لدى عامة الناس. وابنته الكبرى هي ميراي فانون منديس فرانس. وفي حوار مع DW قالت: "الكثيرون ممن كانوا يعرفون أنَّني ابنة فرانز فانون، كانوا ينظرون إليّ، كنت طفلة". وهي رئيسة مشاركة لمؤسسة فرانز فانون الدولية، لكنها بالكاد كانت تعرف والدها، ولم تحتفظ إلا بذكريات قليلة من طفولتها عنه. لقد انغمرت خلال فنرة صباها في أعمال والدها الأدبية وشاركت في نضالاته. "هذا تأمل في فهم مفهوم التضامن وما يعنيه في زمن الحرب والمقاومة"، كما قالت الابنة. وأضافت أنَّ والدها قد أوضح أنَّ الكفاح من أجل استقلال الجزائر لا يفيد الجزائر وحدها، بل يتعلق أيضًا بالوحدة الأفريقية: "وهذه الوحدة الأفريقية ما تزال غائبة". أليس شرقي امرأة في التاسعة والثمانين من عمرها، كانت تعرف فرانز فانون جيدًا. تنظر في شقتها الباريسية إلى وثائق قديمة من فترة شبابها خلال حرب الجزائر وتقول متذكرة: "عرفت حينها أنَّ هذا كان استعمارًا". لقد عملت معه في خمسينيات القرن العشرين كطبيبة معاونة في مستشفى الأمراض النفسية في مدينة البليدة الجزائرية. وفي هذا المستشفى لم يكن الطبيب النفسي فرانز فانون يهتم بصفته رئيس قسم برعاية المرضى فقط، بل كان يساعد أيضًا الوطنيين الجزائريين. وحول ذلك قالت أليس شرقي: "كنا نستقبل الجرحى، المقاتلين الذين كانوا يأتون إلى هنا". وأضافت أنَّ فرانز فانون قد أنشأ داخل المستشفى عيادة نهارية كمظهر فقط. ولكنه في الواقع كان يستقبل في السر الجرحى والأشخاص كانوا بحاجة إلى الشفاء. ومنذ بداية حرب التحرير الجزائرية في عام1954، انخرط فرانز فانون في العمل مع الوطنيين الجزائريين، بينما استمر في عمله كطبيب نفسي. وأقام علاقات مع بعض ضباط جيش التحرير الوطني والقيادة السياسية لجبهة التحرير الوطني، وخاصة مع عبان رمضان وبن يوسف بن خدة. وابتداءً منذ عام 1956 التزم التزامًا تامًا بالقضية الجزائرية. وفي هذا الصدد يؤكد المؤرخ أمزات بوكاري يابارا، المختص في الوحدة الأفريقية ومؤلف كتاب "أفريقيا موحدة" الصادر عن دار "لا ديكوفيرتي" الفرنسية، على أهمية الإشارة إلى أنَّ فرانز فانون استقال من عمله كطبيب في خريف عام 1956. "وفي هذا الوقت كان قد أقام اتصالات مع عدد من أعضاء جبهة التحرير الوطني، وذهب لاحقًا إلى تونس، حيث تم تأسيس فرع للجبهة التحرير"، كما يقول يابارا. ويضيف أنَّ فرانز فانون "شارك من تونس في النضال من خلال كتابته لصحيفة جبهة التحرير الوطني 'المجاهد'، وقد رافق الثورة تحت اسم مستعار. وفي أواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات، أصبح سفيرًا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في أكرا، وكان سفيرًا متجولًا لأفريقيا جنوب الصحراء". لقد كتب فرانز فانون، الذي بات يصف نفسه الآن بأنَّه "جزائري"، بعضًا من أكثر النصوص تأثيرًا في الحركة المناهضة للاستعمار، مثل كتابه "معذبو الأرض" الصادر في عام 1961 بمقدمة من جان بول سارتر. وهذا الرجل وُلِد في مستعمرة مارتينيك الفرنسية ونشأ في مجتمع استعماري فرنسي وتأثر تأثيرًا عميقًا بتجاربه: إذ تطوّع في سن السابعة عشرة للحرب من أجل فرنسا. وبصفته رجلًا أسود فقد كان يتعرض يوميًا للعنصرية في الجيش الفرنسي. وبعد الحرب درس الطب والفلسفة في مدينة ليون الفرنسية وأصبح طبيبًا نفسيًا. وبدأ العمل ككبير أطباء في عيادة الطب النفسي في البليدة، في الجزائر الفرنسية، واستقر هناك مع زوجته الفرنسية ماري جوزيف دوبل وابنهما. وهناك ثارت في خمسينيات القرن العشرين انتفاضات بقيادة جبهة التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، الذي استخدم القوة العسكرية. وتوفي فرانز فانون بسرطان الدم في واشنطن في 6 أيلول/ديسمبر 1961، عن عمر لم يتجاوز 36 عامًا، ومن دون أن يشهد استقلال الجزائر، الذي ضحى من أجله بكل شيء في سنواته الأخيرة. وهو بالنسبة لكثير من الجزائريين بطلًا من أبطال الاستقلال. وفي حوار مع DW قالت الكاتبة والمحامية أنيسة بومدين، التي كانت سيدة الجزائر الأولى وزوجة الرئيس هواري بومدين، الذي حكم الجزائر من عام 1965 حتى عام 1978، إنَّ: "فرانز فانون هو أيضًا جزء من التاريخ الجزائري. لقد دافع عن الاستقلال. وكان حقًا شخصًا محترمًا للغاية". وقبل 63 عامًا، في 5 تموز/يوليو 1962، حصلت الجزائر على استقلالها بعد كفاح مسلح استمر ثمانية أعوام ضد فرنسا، الدولة الاستعمارية آنذاك. ويُقدّر المؤرخون عدد القتلى الجزائريين بـ 500 ألف، وبحسب وزارة القوات المسلحة الفرنسية فقد قتل نحو 25 ألف جندي فرنسي. وتقديرًا لدعمه في الحرب من أجل استقلال الجزائر وعمله في مجال الطب النفسي، فقد تم إطلاق اسمه على ثلاثة مستشفيات في الجزائر، من بينها مستشفى الطب النفسي في البليدة، الذي كان يعمل فيه. ولكن هذا قليل نظرًا لمكانته، كما يقول أرزقي آيت وازو، وهو ناشط جزائري سابق في حرب الاستقلال، وكان أحد مسؤولي فيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا: "في الجزائر، في الجزائر العاصمة، توجد شوارع ومكتبة تحمل اسمه تقديرًا له ولما فعله، وما يُمثّله، لأنَّه رمز لكفاح الشعوب من أجل الحرية والاستقلال. وبالنسبة لنا هو بطل من أبطال حرب التحرير، بطل من أبطال الثورة الجزائرية". وتخليدًا لذكرى فرانز فانون فقد قام الصحفي والكاتب والناشر الجزائري لزهاري لبتر بنشر كتب الناشط المناهض للاستعمار فرانز فانون وترجمها إلى العربية. ولكنه يعتقد أنَّ الشباب لا يعرفون الكثير عن فرانز فانون ودوره خلال الحرب الجزائرية. ويقول إنَّ "الأجيال المعاصرة لم تعد تعرف شيئًا عن تاريخ بلادهم، وخاصة عن هذا الموضوع. واسم فانون بطبيعة الحال لا يعني الكثير للأجيال الشابة، بصرف النظر عن الدوائر الضيقة جدًا والجامعات والمثقفين. وقد يعود ذلك إلى عدم تدريس أعماله في المدارس والجامعات". وبعد مائة عام من ولادته، يبقى فرانز فانون صوتًا مهمًا في النضال من أجل إنهاء الاستعمار. ومؤخرًا أعاد إحياء ذكراه وفكره المناهض للاستعمار فيلمُ "فانون" للمخرج جان كلود بارني في شهر نيسان/أبريل من هذا العام وفيلمُ "فرانز فانون" للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح من عام 2024. أعده للعربية: رائد الباش (ع.ج.م)

لقاء فكري بتونس بمناسبة الذكرى المائوية للمفكر"فرانز فانون" حول مواجهة العنصرية
لقاء فكري بتونس بمناسبة الذكرى المائوية للمفكر"فرانز فانون" حول مواجهة العنصرية

Babnet

time١٣-٠٧-٢٠٢٥

  • صحة
  • Babnet

لقاء فكري بتونس بمناسبة الذكرى المائوية للمفكر"فرانز فانون" حول مواجهة العنصرية

ينظم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية و"مجموعة دراسات الحدود" وجمعية "عشاق الكتب بسوسة" لقاء بعنوان "معذبو الأرض اليوم: تجارب ومقاومات ضد العنصرية تجاه المهاجرين والأشخاص المتنقلين"، وذلك يوم السبت المقبل 19 جويلية الجاري بتونس العاصمة. ويتضمّن اللقاء مداخلات لممثلين عن عدة منظمات على غرار "مجموعة دراسات الحدود"، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وجمعية "عشاق الكتب بسوسة"، هذا بالإضافة إلى شهادات حية لمهاجرين وعروض لصور حائطية يقدّمها طلبة علوم الصحة والطب من جامعة سوسة، وفق بلاغ للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. ويأتي هذا اللقاء بمناسبة الذكرى المائوية لميلاد المفكر والطبيب النفسي "فرانز فانون" الذي عاش عدة سنوات في تونس ودرّس فيها وعرف بنشاطه ضد الاستعمار الفرنسي وضد سياسات التمييز والعنصرية التي تطال المهاجرين.

في ذكرى استقلال الجائز 05 تموز/يوليو 1962 – 2025!الطّاهر المُعِز
في ذكرى استقلال الجائز 05 تموز/يوليو 1962 – 2025!الطّاهر المُعِز

ساحة التحرير

time٠٣-٠٧-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

في ذكرى استقلال الجائز 05 تموز/يوليو 1962 – 2025!الطّاهر المُعِز

في ذكرى استقلال الجائز 05 تموز/يوليو 1962 – 2025! الطّاهر المُعِز فرانتز فانون وزوجته ماري جوزيف، والقضية الفلسطينية وُلد فرانز فانون (1925-1961) في مارتينيك المستعمرة الفرنسية في بحر الكاريبي، وتدرب كطبيب نفسي في ليون قبل توليه منصبًا في الجزائر الاستعمارية. وقد سبق له أن عانى من العنصرية كمتطوع في الجيش الفرنسي الحر، الذي شهد القتال في نهاية الحرب العالمية الثانية. في الجزائر، تَوَاصَلَ فانون مع جبهة التحرير الوطني، التي قوبل نضالها الشرس من أجل الاستقلال بعنف استثنائي من القوات الفرنسية، وانتمى إلى حركة التحرير، واضطر إلى مغادرة البلاد، حيث أصبح حينها داعية وسفيرًا لجبهة التحرير الوطني، بالإضافة إلى كونه منظّرًا بارزًا مناهضًا للاستعمار، وبعد وفاته المُبكّرة عن 36 سنة، استمرّت زوجته ماري جوزيف (جوزي) في السّيْر على نَهْجِه واستقرّت بالجزائر حتى وفاتها، وساهمت بالتعريف بالقضية الفلسطينية في العالم ماري جوزيف دوبليه، المعروفة باسم 'جوزي' ( 1931 – 1989)، امرأة بيضاء ولدت في فرنسا، كانت زوجة فرانز فانون، الرجل الأسود (المولود في مارتينيك). تزوجا سنة 1953، سنة صدور كتابه 'بشرة سوداء، أقنعة بيضاء'، الذي ساعدته على إعداده، وظَلّت جوزي فانون طوال مسيرتها المهنية التي امتدت قرابة ثلاثين عامًا كصحفية ومحللة سياسية، تُركز اهتمامها على فلسطين، ووضعت 'جوزي' حدًّا لحياتها بشكل مأساوي في الجزائر العاصمة وانتحرت يوم الثالث عشر من تموز/يوليو 1989، بعد الإعتداء عليها خلال هجوم مُرَوّع من قبل شباب من فصائل الإسلام السياسي الإرهابي… أما بشأن فلسطين فقد أرسلت جوزي فانون، خلال العدوان الصهيوني ( بداية من الخامس من حزيران 1967) برقية عاجلة من منزلها في الجزائر إلى مكتب فرانسوا ماسبيرو في باريس، الناشر الفرنسي لكتاب فرانز فانون 'معذبو الأرض'، وطلبت من ماسبيرو: 'الرجاء حذف مقدمة جان بول سارتر لكتاب فرانز فانون (معذبو الأرض) فورًا من جميع الطبعات القادمة، نظرًا لموقفه ( موقف جان بول سارتر) المؤيد للصهيونية والإمبريالية وتعاطفه العلني مع العدوان الصهيوني على الشعوب العربية'، وكان جان بول سارتر قد وَقَّعَ قبل ذلك بأسابيع قليلة، بيانًا لمثقفين فرنسيين مؤيدين 'لأمن إسرائيل وسيادتها'، بينما كان الجيش الصهيوني يعتدي على الأراضي والبلدان والشعوب العربية، وبالنسبة لجوزي فانون، فإن 'كل من قرأ كتاب معذبو الأرض ولم يُبدِ تضامنًا راسخًا مع القضية الفلسطينية، لم يفهم كُنْهَ النص' لا بُدّ من نَزْع هالة القُدُسية عن سارتر وأمثاله، ولنعد لقراءة خاتمة 'مُعذبو الأرض'، وإذا أردنا 'تلبية طموحات شعوبنا، فعلينا البحث في مكان آخر غير أوروبا'، واعتبرت جوزي إن رفض مقدمة جان بول سارتر 'تحية أخيرة لذكرى فانون ورؤيته السياسية'، غير إن دار النّشر 'ماسبيرو' تجاهلت ملاحظات وتعليمات جوزي أرملة فرانتز فانون، بل أُزيلت المقدمة من المُجلّد للطبعة المُعادة، وأُدْرِجت بنهاية الكتاب كملحق. كانت جوزي فانون تعتبر سارتر غير منتمي إلى اليسار، وهي عبّرت عن عدم ثقتها بـ'اليسار الفرنسي' وأعلنت ' لم أعد أشعر بوجود أي شيء مشترك بيني وبين هذا اليسار ' وكتبت ( بخصوص سارتر الذي كان من الأدبار الفرنسيين القلائل الذين دعموا استقلال الجزائر) 'التقى فرانز فانون وجان بول سارتر مرة واحدة فقط، في روما صيف العام 1961، وأعلن سارتر إن فانتز فانون هو الرجل الأسود الوحيد الذي أنسى أمامه أنه أسود، وشكّل هذا اللقاء الوحيد عقودًا من البحث العلمي…' لا يتجاهل كُتّاب السّيرة والباحثون في الإرث الأدبي والثقافي لفانون عادةً طَلَبَ جوزي بإزالة المقدمة، ولكن يُستخدم هذا الطّلب لمناقشة العلاقة بين فرانز وسارتر أو تُسْتَغل المقدّمة في نقاشات حول صهيونية سارتر، دون التطرق إلى جوزي نفسها، وبعد قُرابة ستة عُقُود من عُدْوان 1967، لا يزال الكيان الصّهيوني مُستمرًّا في قصف وتهجير وتجويع الفلسطينيين ومُصادرة أراضيهم وتدمير مبانيهم، ولذا فإن الظّرْف مُناسب لوضع طلب حَذْف مُقدّمة جان بول سارتر في سياقه التّاريخي، وضمن إخلاص جوزي فانون والتزامها الممتد لعقود بتحرير فلسطين. عند التفكير في نشأتها في فرنسا، اعتقدت جوزي أن 'كل أوروبي يولد عنصريًا' ولكن يمكن تسهيل الوصول إلى 'أخوة الإنسان' من خلال 'تدريب أو تأهيل شاق وطويل' ولكنها تُضيف 'إن الظروف أو المناخ السياسي يُساعدان على تسريع أو تقصير عملية التّأهيل والجُهد المَبْذُول من قِبل الأوروبيين، وكان الإستعمار الفرنسي للجزائر مُحَفِّزًا هامّا لتنمية الوَعْي لدَيَّ '. أصبحت جوزي فانون أرملة وأُمًّا في الثانية والثلاثين من عمرها، وعادت إلى الجزائر مع ابنها ( أُولِيفييه) سنة 1962، بعد بضعة أشهر فقط من الاستقلال، ولاحظ الإبن، خلال مُقابلة معه سنة 2018، 'تَعَلُّقَ والدته القَوِيّ والفَوْرِي بالجزائر'، لأن فرانتز فانون كان جزءًا لا يتجزأ من هياكل جبهة التحرير الوطني التي تقاتل ضد الاستعمار الإستيطاني الفرنسي. بدأت جوزي فانون الكتابة في صحيفة المُجاهد بعد عودتها بفترة وجيزة، وأشرفت على ملف حركات المقاومة ومناهضة الإستعمار، وشَدّدت على 'العلاقة الوثيقة بين الثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية' وأشارت في العديد من مقالاتها إلى 'التّكامل بين الثّوْرَتَيْن'، وظلت جوزي تُركّز على فلسطين طوال مسيرتها المهنية التي امتدت قرابة ثلاثين عامًا كصحفية ومحللة سياسية،. وشكّلت حُرِّيّة الشّعب الفلسطيني محور اهتمامها السياسي في العالم الثالث، حيث جمعت كتاباتها على الرّبْط بين الصهيونية والاستعمار والإمبريالية. كانت جوزي فانون في بداية مسيرتها مُراسلة إخبارية لصحيفة المجاهد، وكانت تُركِّزُ على أمريكا الجنوبية وأفريقيا، وانضمّت بهذه الصفة، إلى 'إيلين مختفي' في هافانا كمبعوثة صحفية رسمية لجبهة التحرير الوطني في المؤتمر الأول لمنظمة التضامن مع أمريكا الجنوبية (OLAS) سنة 1967، وكان المؤتمر بمثابة أكبر تجمع لجبهات حرب العصابات النشطة في أمريكا الجنوبية، بمشاركة أكثر من 157 صحفي أجنبي، وكان المؤتمر يهدف مواصلة الزّخم الذي وَلَّدَهُ المؤتمر الأول للقارات الثّلاث ( كانون الثاني/يناير 1966) لتوسيع نطاق التضامن الثوري والنّضال ضدّ الإمبريالية الأمريكية، وركّزت البيانات الصادرة عن المؤتمر ومعظم مقالات المُراسلين الصّحُفِيِّين على إدانة العدوان الأمريكي على فيتنام وإدانة حصار كوبا، وتميّزت مُراسلات جوزي فانون بحرصها على تسليط الضوء على العلاقة بين الإمبريالية الأمريكية والقضية الفلسطينية، فبالنسبة لها، لا يُمكن فصل 'وجود القوات الأمريكية في فيتنام ومحاولة غزو كوبا وتدخل المرتزقة في الكونغو، عن العدوان الصهيوني الجبان والإمبريالي على الشعوب العربية (…) ولا يُمكن اختزال قضية فلسطين في الدين أو العرق فحسب، بل هي جزء من عدوان امبريالي صهيوني'. بعد أقل من شهر من استسلام انفصالِيِّي إقليم بيافرا الغني بالنفط ( بقيادة الجنرال الإنفصالي أوجوكيو) للحكومة الإتحادية النيجيرية بقيادة الجنرال يعقوب غوون ( آذار/مارس 1970)، سافرت جوزي فانون إلى الإقليم الانفصالي السابق كمراسلة رسمية لصحيفة 'المجاهد'، وركزت تقاريرها على كشف النقاب عَمَّا كان يتم تقديمه على أنه صراع أهلي إقليمي، وأزاحت جوزي السّتار عن الأطراف الدّولية العديدة في هذه الحرب، ومن ضمنها الكيان الصهيوني ونظام جنوب إفريقيا العنصري والإستعمار البرتغالي والإمبريالية الأوروبية والأمريكية، وكانت جميع هذه الأطراف متحالفة من أجل الإطاحة بحكومة يعقوب غُوون ومن أجل انفصال إقليم بيافرا الغني بالنفط، منذ استقلال نيجيريا عن بريطانيا سنة 1960، ويعود الفض إلى جوزي التي عملت على إبراز دور الكيان الصهيوني في إفريقيا، وفي نيجيريا المُطلّة على المحيط الأطلسي ( أكثر الدّول الإفريقية كثافة سكّانية وأكثرها إنتاجًا للنفط والغاز وتقطنها أغلبية سُكّانية مُسلمة) حيث حرصت دولة الإحتلال الصهيوني على إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية مع الدّول الإفريقية حال استقلالها، ومن بينها نيجيريا، منذ استقلالها سنة 1960 وركّز الكيان الصهيوني على نيجيريا بحكم موقعها وثرواتها فأصبحت الوجهة الرئيسية لأنشطة الشركات المملوكة للصّهاينة في أفريقيا، ولعب مُمثّلو هذه الشركات – إلى جانب البعثات الدّبلوماسية الصهيونية والإمبريالية – دورًا حاسما في اندلاع الحُرُوب الدّاخلية منذ سنة الإستقلال ( 1960 ) وأظهرت جوزي فانون بوضوح وببساطة 'إن الصراع ليس صراعًل قَبَلِيًّا أو أَهْلِيًّا أو بين سكان مختلف أقاليم أو مناطق البلاد الواحدة، بل هو صراع أطْلَقَتْهُ أطراف خارجية دَوْلِيّة وفي مقدّمتها إسرائيل للسيطرة على موارد نيجيرها…'، وأدّى الكيان الصّهيوني بإتقان دَوْرًا مُزدوجًا حيث زَوَّدَ ( سنة 1967، سنة العدوان على الدّول العربية) طَرَفَيْ النِّزاع بالأسلحة والعتاد والمُستشارين والمُدرّبين، وتم الكَشْف عن عشرات الآلاف من صفحات البرقيات الموجودة في أرشيف وزارة الخارجية الصهيونية التي دعمت ما كتبته جوزي فانون قبل عُقُود، حيث عبّرت مقالاتها التي كتبتها من نيجيريا سنة 1970 عن دهشتها من العدد الكبير للأسلحة المهجورة التي لا تزال قيد التجميع، وعند زيارتها المَيْدانية لأماكن تجميع هذه الأسلحة لاحظت وجود 'أسلحة غربية وقنابل يدوية وأخبرني أحد الجنود إن إسرائيل كانت تزوّد الجميع ( طَرَفَيْ الحرب ) بأسلحة أمريكية '… كُتِبَ الكثير عن فرنتز فانون – وهو مُفكّر ثوري استثنائي – ولكن أرملته بقيت في الظّل حيث ظلَمها النّقّاد والمؤرخون وكذلك قيادات جبهة التحرير الوطني في الجزائر، لأن الجبهة بطبيعتها غير متجانسة… تمكّنت جوزي فانون من الرّبط – من خلال مقالاتها – بين الكيان الصّهيوني ونظام المَيْز والفَصْل العنصري في جنوب إفريقيا ( التي لم تتمكّن من زيارتها سوى خلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين)، ونشرت العديد من المقالات الدّاعِمَة للمقاومة التي يقودها المؤتمر الوطني الأفريقي، وشهدت الروائية والنّاقدة الفرنسية ماريز كونديه، سنة 2023، عن بداية صداقتها مع جوزي فانون : ' لم أكن أُولِي اهتمامًا كبيرًا لبعض القضايا العالمية ، ومن بينها الإستعمار الإستيطاني في جنوب إفريقيا، ويعود الفضل إلى جوزي التي أطْلَعَتْنِي على على هذه القضايا وعلى الفصل العنصري في جنوب أفريقيا'، وهي مشاكل لم أكن أُوليها اهتمامًا كبيرًا'. كتبت جوزي فانون، سنة 1979، مقالاً بعنوان 'الصهيونية عنصرية'، وبرهنت على 'العلاقة الإيديولوجية والمصالح الإقتصادية والسياسية والإسترتيجية المُشتَرَكَة والقوية المُسْتَمِرّة منذ عقود بين إسرائيل والنظام العنصري في جنوب إفريقيا ضد مصالح الدول الأفريقية والعربية'، وجادلت بأن وسائل الإعلام في ذلك الوقت قللت من شأن هذا التعاون، لكن جوزي فانون أصرت على أن هذه العلاقة 'تتجاوز مجال الزيارات الدبلوماسية وتوافقهما في الأمم المتحدة، رغم إسقاط الجيش المصري، خلال حرب تشرين الأول/اكتوبر 1973، طائرة ميراج جنوب أفريقية على جبهة السويس، ورغم الدّلائل العديدة على مُشاركة الجيش الإسرائلي في غزو أنغولا سنة 1976، من خلال مدربين إسرائيليين في الجيش الجنوب أفريقي، وليست هذه الأحداث العديدة والمُتكرّرة عَرَضِيّة بل تعكس التعاون العسكري الوثيق والتّحالف واسع النّطاق، كما تعاونت أجهزة المخابرات الإسرائيلية والجنوب أفريقية بشكل وثيق في قمع القوميين السود والمقاتلين الفلسطينيين…' وكتبت جوزي فانون عن محاكمة أفراد الكومندوس الصهيوني ( سنة 1974) المُتّهمين باغتيال أحمد بوشيخي في النرويج بمشاركة عملاء جنوب أفريقيين، وتكتم الصحف الأوروبية عن 'هذا التعاون في الإرهاب الدولي' بين الكيان الصهيوني ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا… كما انتقدت الدّور السّلبي، بل التّخريبي أحيانا للأمم المتحدة بشأن فلسطين، بسبب الدور المهيمن للولايات المتحدة، ونَشَرت سنة 1979 ملفًا مخصصًا لأندرو يونغ، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، الذي أُجْبِرَ على الاستقالة عقب اجتماعه مع مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية… خاتمة أصبحت جوزي فانون مُحاورة ماهرة وموثوقة، معروفة في محيط الصحافيين والمراسلين الدّوليين، وسمحت لها سُمْعَتُها الطّيّبة لمحاورة أكثر الشخصيات المناهضة للإستعمار والإمبريالية، مثل تشي جيفارا وإلدريدج كليفر وجوليوس نيريري وجورج سيلونديكا وارتبطت بصداقة مع أنجيلا ديفيس التي شاركتها وجهة نظرها بأن فلسطين 'اختبار أخلاقي حاسم'، وحاولت جوزي اغتنام أي فرصةً لتُكرّر الدّعوة إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، وكان مَقالها بعنوان 'كلنا فلسطينيون' أحد آخر المقالات التي نشرتها جوزي فانون التي عادت إلى أطروحتها التي نشرتها قبل أكثر من عقد، بشأن التّضليلات الصهيونية وتبرير الإحتلال الإستيطاني الصهيوني والعدوان على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإفريقية بما حصل لليهود الأوروبيين على يد أنظمة الحُكم الأوروبية كالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا ونظام فيشي العمل للنازية في فرنسا، واستنكرت التبني واسع النطاق لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) ل'معاداة السامية'، واستيعاب معاييره، وهو تعريف مُزَيِّف للحقائق والوقائع التّاريخية، ويُظْهِرُ دعمًا للإحتلال الإستيطاني لأوطان الشعوب التي تمت إبادتها وتهجير من أفلت من الإبادة. هل يَعْرِفُ من اعتدوا على جوزي فانون، من عناصر الإرهاب باسم الإسلام قيمة هذه المرأة ويُدركون تضحياتها ومشاركتها في حركة التحرير الوطني ودعمها لقضايا الشُعُوب المُضطَهَدَة ومُساندتها الشعب الفلسطيني، واعتدوا عليها لأنها مناضلة تقدّمية ومناهضة للإستعمار، أم اعتدوا عليها لأن مَظْهَرها يوحي بأنها 'أوروبية'؟ لقد اغتال الظّلاميون حسين مروّة ومهدي عامل في لبنان واعتدوا على التقدّميين والمفكرين المُتنوّرين من المُسلمين، وفي الجزائر انطلقت حملة اغتيالات المُثقفين والفنانين والنساء التّقدّميات قبل 'العَشْرِية السّوداء' وقبل قرار قيادة الجيش الجزائري إيقاف الإنتخابات، وكانت جوزي فانون من ضحاياهم وافتقدنا بذلك نَصِيرَةً للشعب الفلسطيني والشّعوب العربية وجميع شعوب 'العالم الثالث'، ورمزًا من رُموز الكفاح الوطني الجزائري والكفاح الأُمَمِي، ولتكُنْ هذه الفقرات مُساهمة في تكريمها في الذّكرى السادسة والثلاثين لوفاتها… ‎2025-‎07-‎03

كيف سيشاهد الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم؟ إجابة مأمون فندي
كيف سيشاهد الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم؟ إجابة مأمون فندي

خبر صح

time٢٥-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • خبر صح

كيف سيشاهد الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم؟ إجابة مأمون فندي

أشار الدكتور مأمون فندي، أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة جورجتاون ومدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، إلى العواقب المأساوية لمحاولات الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في غزة، حيث ستخلق جيلًا جديدًا لا يعرف سوى لغة العنف، مؤكدًا أن 'الأطفال الذين نشأوا تحت صمت القصف، سينطقون لاحقًا بلغة أشد قسوة'. كيف سيشاهد الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم؟ إجابة مأمون فندي مقال مقترح: الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب ينظم مؤتمرًا حول 'الإرهاب في غرب أفريقيا' وكتب مأمون فندي عبر صفحته الشخصية على منصة 'إكس': 'قبل أن تحاوروا جيل ما بعد الإبادة، يجب أن تحاوروا 'حماس' الآن، لو كان فرانز فانون بيننا اليوم، هل كان سيرى 'حماس' كحركة معتدلة، أقرب إلى 'حزب الخضر' في ألمانيا، مقارنة بعنف الأجيال القادمة التي عاشت عامين من الإبادة المتواصلة في غزة؟ وتابع قائلاً: 'ما يجري في غزة يُظهر أن العنف لم يعد مجرد حادث عابر، بل أصبح زمنًا مؤسِّسًا لجيل جديد، فكما كتب فانون، الاستعمار لا يقتل الجسد فقط، بل يُعيد تشكيل الذات ويُنتج أجيالًا 'تتنفّس الغضب'، وفي هذا السياق، قد تبدو 'حماس' لاحقًا كحركة إصلاحية مقارنةً بجيل وُلد من رماد الحرب'. اقرأ كمان: كيفية الحصول على معاشات تكافل وكرامة لشهر يونيو 2025 بالخطوات قبل أن تحاوروا جيل ما بعد الإبادة: حاوروا 'حماس' الآن لو كان فرانز فانون بيننا اليوم، هل كان سيرى 'حماس' كحركة معتدلة، أقرب إلى 'حزب الخضر' في ألمانيا، مقارنة بعنف الأجيال القادمة التي عاشت عامين من الإبادة المتواصلة في غزة؟ ما يجري في غزة يُظهر أن العنف لم يعد حادثًا عابرًا،…. — Mamoun Fandy (@mamoun1234). وأضاف مأمون: 'حنّة آرنت تُحذّر من أن إغلاق الفضاء السياسي يحوّل العنف إلى اللغة الوحيدة الممكنة، الأطفال الذين نشأوا تحت صمت القصف، سينطقون لاحقًا بلغة أشد قسوة، أغامبين يصف البشر في هذا السياق بأنهم 'حياة عارية'، وفرويد يحدّثنا عن التروما الجماعية التي تفعّل غريزة الموت، بينما يرى زيغمونت باومان أن غياب النظام الإنساني يُفضي إلى وحشية ممنهجة'. وأوضح: 'جيل ما بعد الإبادة لن يطالب بعدالة قانونية، بل بثأر كوني، حينها، قد تبدو أيديولوجية 'حماس' اليوم وكأنها حركة بيئية، حاوروا 'حماس' الآن، قبل أن تحاوروا جيلًا يرى أكل لحوم البشر فعلًا مبرّرًا'. واختتم مأمون فندي حديثه قائلًا: 'ما تفعله إسرائيل اليوم ليس إلا إعادة تدوير مشوّهة لهولوكوستها، ترى التهديد في كل حجر، فتخيّل كيف سيرى الفلسطينيون العالم بعد هذا الجحيم'. محلل سياسي: هذه الجولة من الحرب انتهت لكن الصراع مستمر أكد المحلل السياسي العراقي لقاء مكي أن الصراع بين إسرائيل وإيران لم ينته بعد، مؤكدًا أن 'الحرب انتهت لكن الصراع مستمر'. كتب مكي عبر صفحته الشخصية على منصة 'إكس': 'ادعاء النصر ليس عيبًا، فذلك طبيعي ومتوقع لاسيما في الحروب غير المحسومة بنتائج محسوسة مثل احتلال العواصم، أو تدمير الجيوش، أو هرب الغزاة'. وتابع: 'في الحرب الأخيرة، كان متوقعًا أن تحتفل كل من إسرائيل وإيران بالنصر، فلكل منهما أسبابه وزاوية نظره، لكن المهم هنا، هو النتائج الاستراتيجية لهذه الحرب، وما سيظهر من آثار على قدرات وسلوك كل من الطرفين'. واختتم: 'هذه الجولة من الحرب انتهت لكن الصراع مستمر، وهو صراع كبير ومتعدد المستويات والعناوين، ولن ينتهي بالطرق الدرامية التي تعطي للنصر أو الهزيمة معنى واضحًا ومباشرًا'.

في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس
في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس

الشرق الأوسط

time٢٣-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس

بينما تدخل الأزمة الدبلوماسية الحادة بين الجزائر وفرنسا عامها الأول قريباً، دون أي بوادر لانفراجها، تنظم إحدى القنصليات الجزائرية في باريس أسبوعاً من النشاطات الثقافية والرياضية احتفاءً بمرور 63 سنة على الاستقلال. ووفق الصحيفة الإلكترونية «كل شيء عن الجزائر»، فقد أعدَّت قنصلية الجزائر في نانتير بضواحي باريس «أسبوعاً للاحتفال بذكرى الاستقلال»، يبدأ من الأول من يوليو (تموز)، وينتهي في السادس من الشهر ذاته. ويشارك في هذه التحضيرات «تجمع 16 أكتوبر 1961» الذي يحمل عنواناً لتاريخ مظاهرات كبيرة للمهاجرين الجزائريين من أجل الاستقلال، و«جمعية سيتي 2000» التي ينشط بها مهاجرون جزائريون. وتحت شعار «المشاركة والذاكرة والود»، تتضمن النشاطات عرضاً لفيلم مخصص للطبيب فرانز فانون، وهو مناضل من جزر مارتينيك، ناهض الاستعمار وعاش بين الجزائريين في خمسينات القرن الماضي. بالإضافة إلى عروض عن أبرز الرياضيين الجزائريين الذين عاشوا في فرنسا، خصوصاً لاعبي كرة القدم. ومن المقرر، وفق برنامج التظاهرة الذي أعدته القنصلية، إقامة بطولة كرة قدم نسائية في الخامس من يوليو المصادف للذكرى الثالثة والستين للاستقلال. ومن المنتظر مشاركة 12 فريقاً و140 رياضية في هذه البطولة. وأشارت القنصلية إلى أبرز محطات الاحتفال بالذكرى، حيث تحدثت عن مشاركة عارضين للحرف اليدوية الجزائرية لتكريم التراث الثقافي والحرفي الجزائري، بالإضافة إلى مباراة استعراضية يشارك فيها لاعبون سابقون وفنانون معروفون «لتكون لحظة مؤثرة من الاحتفال الجماعي»، وفق تعبير القنصلية. كما تتضمن الفعالية «استقبالاً ودياً» ينظمه القنصل الجزائري في نانتير حول «كسكسي الصداقة»، حيث سيجري تكريم وتسليم جوائز لقدامى المحاربين في ثورة الاستقلال (1954 - 1962) «تقديراً لجهودهم ووفاءً لذكراهم»، بحسب القنصلية التي دعت في بيان إلى «الحضور بكثافة من أجل الاحتفال معاً بالثقافة والتاريخ والأخوة». ولأول مرة منذ اندلاع الأزمة بين البلدين قبل نحو عام، تُستخدم مفردات من قبيل «الود» و«الصداقة» و«الأخوة» من جانب الجزائر، بعدما حلَّت الملاسنات الحادة بين كبار المسؤولين والاتهامات الخطيرة بـ«التآمر» ضد أمن واستقرار البلدين محلّ التهدئة والشراكة الإيجابية التي طبعت العلاقات سابقاً. تُعدُّ قضايا الذاكرة والاستعمار من أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، وقد زادها تعقيداً ملفا الهجرة النظامية وغير النظامية، إضافة إلى تباعد المواقف بشأن نزاع الصحراء. ومنذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى الحكم في الجزائر نهاية عام 2019، صعَّدت السلطات الجزائرية من لهجتها بشأن مطلب «الاعتراف بجرائم الاستعمار» من قِبل فرنسا، وضرورة تقديم اعتذار رسمي عنها. ورغم بعض الخطوات الإيجابية بادر بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مثل إدانته الاستعمار خلال زيارته للجزائر بوصف أنه مرشح للرئاسة في 2017، لا يزال الجدل حول ملف «الذاكرة» محتدماً. وتأجلت عدة مرات زيارة تبون إلى باريس رداً على زيارة ماكرون للجزائر في عام 2022، رغم التوصل إلى اتفاق ثنائي بشأنها. وقد أربكت عدة حوادث هذا المشروع، أبرزها قضية هروب الطبيبة والمعارِضة أميرة بوراوي إلى فرنسا عبر تونس في فبراير (شباط) 2023، رغم خضوعها لأمر قضائي يمنعها من السفر. الناشطة المعارضة أميرة بوراوي (الشرق الأوسط) ووجَّهت الجزائر حينها اتهامات إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية بالوقوف وراء عملية الإجلاء، علماً بأن بوراوي تحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية. وقد طوى البلدان «أزمة بوراوي» بعد شهرين، لتُستأنف مجدداً الترتيبات المتعلقة بزيارة الرئيس الجزائري إلى باريس. غير أن العلاقات سرعان ما شهدت انتكاسة جديدة حين رفضت فرنسا تسليم الجزائر أغراضاً شخصية تعود إلى الأمير عبد القادر، رمز المقاومة الشعبية في بدايات الاستعمار، وعلى رأسها سيفه وبُرنسه اللذان يُحتفظ بهما في قصر بوسط فرنسا قضى فيه فترة من أسره خلال القرن التاسع عشر. لكن الواقعة التي فجَّرت سلسلة من الخلافات المتتالية، تمثَّلت في إعلان قصر الإليزيه دعمه سيادة المغرب على الصحراء في نهاية يوليو 2024. فقد سحبت الجزائر سفيرها من فرنسا فوراً رداً على هذا الإجراء، وأوقفت التعاون الأمني معها خصوصاً في مجال محاربة الإرهاب في الساحل وتبادل المعلومات حول الجهاديين في كامل هذه المنطقة والمغرب العربي وحوض المتوسط، كما جمَّدت إصدار التصاريح القنصلية للسلطات الفرنسية الخاصة بترحيل المهاجرين الجزائريين غير النظاميين في فرنسا. الكاتب المسجون بوعلام صنصال (متداولة) وتصاعدت وتيرة التوتر بسرعة خلال الشهور التالية، تجلَّت بشكل خاص في اعتقال الجزائر الكاتب بوعلام صنصال، الحامل للجنسيتين الجزائرية والفرنسية، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ثم الحكم عليه بالسجن خمس سنوات نافذة بتهمة «المس بالوحدة الترابية». وجاء ذلك على خلفية تصريحات مثيرة أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية، زعم فيها أن «أجزاء من غرب الجزائر تعود إلى المغرب». الرئيس الجزائري مستقبلاً وزير الخارجية الفرنسي في 6 مارس 2025 (الرئاسة الجزائرية) وبينما لاحت بوادر صلح بين البلدين حينما زار وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو الجزائر في السادس من أبريل (نيسان) 2025، عادت التوترات من جديد وبأكثر حدّة بسبب اعتقال الأمن الفرنسي موظفاً قنصلياً جزائرياً وسجنه بتهمة خطف واحتجاز اليوتيوبر المعارض، أمير بوخرص، اللاجئ بفرنسا، حيث طردت الجزائر 12 دبلوماسياً من السفارة الفرنسية، وردَّت باريس بطرد عدد مماثل من الموظفين من الدبلوماسيين الجزائريين المعتمدين لديها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store