logo
في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس

في ذروة التوتر مع فرنسا... الجزائر تُعِدّ لاحتفالات الاستقلال في باريس

الشرق الأوسط٢٣-٠٦-٢٠٢٥
بينما تدخل الأزمة الدبلوماسية الحادة بين الجزائر وفرنسا عامها الأول قريباً، دون أي بوادر لانفراجها، تنظم إحدى القنصليات الجزائرية في باريس أسبوعاً من النشاطات الثقافية والرياضية احتفاءً بمرور 63 سنة على الاستقلال.
ووفق الصحيفة الإلكترونية «كل شيء عن الجزائر»، فقد أعدَّت قنصلية الجزائر في نانتير بضواحي باريس «أسبوعاً للاحتفال بذكرى الاستقلال»، يبدأ من الأول من يوليو (تموز)، وينتهي في السادس من الشهر ذاته. ويشارك في هذه التحضيرات «تجمع 16 أكتوبر 1961» الذي يحمل عنواناً لتاريخ مظاهرات كبيرة للمهاجرين الجزائريين من أجل الاستقلال، و«جمعية سيتي 2000» التي ينشط بها مهاجرون جزائريون.
وتحت شعار «المشاركة والذاكرة والود»، تتضمن النشاطات عرضاً لفيلم مخصص للطبيب فرانز فانون، وهو مناضل من جزر مارتينيك، ناهض الاستعمار وعاش بين الجزائريين في خمسينات القرن الماضي. بالإضافة إلى عروض عن أبرز الرياضيين الجزائريين الذين عاشوا في فرنسا، خصوصاً لاعبي كرة القدم. ومن المقرر، وفق برنامج التظاهرة الذي أعدته القنصلية، إقامة بطولة كرة قدم نسائية في الخامس من يوليو المصادف للذكرى الثالثة والستين للاستقلال. ومن المنتظر مشاركة 12 فريقاً و140 رياضية في هذه البطولة.
وأشارت القنصلية إلى أبرز محطات الاحتفال بالذكرى، حيث تحدثت عن مشاركة عارضين للحرف اليدوية الجزائرية لتكريم التراث الثقافي والحرفي الجزائري، بالإضافة إلى مباراة استعراضية يشارك فيها لاعبون سابقون وفنانون معروفون «لتكون لحظة مؤثرة من الاحتفال الجماعي»، وفق تعبير القنصلية.
كما تتضمن الفعالية «استقبالاً ودياً» ينظمه القنصل الجزائري في نانتير حول «كسكسي الصداقة»، حيث سيجري تكريم وتسليم جوائز لقدامى المحاربين في ثورة الاستقلال (1954 - 1962) «تقديراً لجهودهم ووفاءً لذكراهم»، بحسب القنصلية التي دعت في بيان إلى «الحضور بكثافة من أجل الاحتفال معاً بالثقافة والتاريخ والأخوة».
ولأول مرة منذ اندلاع الأزمة بين البلدين قبل نحو عام، تُستخدم مفردات من قبيل «الود» و«الصداقة» و«الأخوة» من جانب الجزائر، بعدما حلَّت الملاسنات الحادة بين كبار المسؤولين والاتهامات الخطيرة بـ«التآمر» ضد أمن واستقرار البلدين محلّ التهدئة والشراكة الإيجابية التي طبعت العلاقات سابقاً.
تُعدُّ قضايا الذاكرة والاستعمار من أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، وقد زادها تعقيداً ملفا الهجرة النظامية وغير النظامية، إضافة إلى تباعد المواقف بشأن نزاع الصحراء.
ومنذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى الحكم في الجزائر نهاية عام 2019، صعَّدت السلطات الجزائرية من لهجتها بشأن مطلب «الاعتراف بجرائم الاستعمار» من قِبل فرنسا، وضرورة تقديم اعتذار رسمي عنها. ورغم بعض الخطوات الإيجابية بادر بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مثل إدانته الاستعمار خلال زيارته للجزائر بوصف أنه مرشح للرئاسة في 2017، لا يزال الجدل حول ملف «الذاكرة» محتدماً.
وتأجلت عدة مرات زيارة تبون إلى باريس رداً على زيارة ماكرون للجزائر في عام 2022، رغم التوصل إلى اتفاق ثنائي بشأنها. وقد أربكت عدة حوادث هذا المشروع، أبرزها قضية هروب الطبيبة والمعارِضة أميرة بوراوي إلى فرنسا عبر تونس في فبراير (شباط) 2023، رغم خضوعها لأمر قضائي يمنعها من السفر.
الناشطة المعارضة أميرة بوراوي (الشرق الأوسط)
ووجَّهت الجزائر حينها اتهامات إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية بالوقوف وراء عملية الإجلاء، علماً بأن بوراوي تحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية.
وقد طوى البلدان «أزمة بوراوي» بعد شهرين، لتُستأنف مجدداً الترتيبات المتعلقة بزيارة الرئيس الجزائري إلى باريس.
غير أن العلاقات سرعان ما شهدت انتكاسة جديدة حين رفضت فرنسا تسليم الجزائر أغراضاً شخصية تعود إلى الأمير عبد القادر، رمز المقاومة الشعبية في بدايات الاستعمار، وعلى رأسها سيفه وبُرنسه اللذان يُحتفظ بهما في قصر بوسط فرنسا قضى فيه فترة من أسره خلال القرن التاسع عشر.
لكن الواقعة التي فجَّرت سلسلة من الخلافات المتتالية، تمثَّلت في إعلان قصر الإليزيه دعمه سيادة المغرب على الصحراء في نهاية يوليو 2024. فقد سحبت الجزائر سفيرها من فرنسا فوراً رداً على هذا الإجراء، وأوقفت التعاون الأمني معها خصوصاً في مجال محاربة الإرهاب في الساحل وتبادل المعلومات حول الجهاديين في كامل هذه المنطقة والمغرب العربي وحوض المتوسط، كما جمَّدت إصدار التصاريح القنصلية للسلطات الفرنسية الخاصة بترحيل المهاجرين الجزائريين غير النظاميين في فرنسا.
الكاتب المسجون بوعلام صنصال (متداولة)
وتصاعدت وتيرة التوتر بسرعة خلال الشهور التالية، تجلَّت بشكل خاص في اعتقال الجزائر الكاتب بوعلام صنصال، الحامل للجنسيتين الجزائرية والفرنسية، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ثم الحكم عليه بالسجن خمس سنوات نافذة بتهمة «المس بالوحدة الترابية». وجاء ذلك على خلفية تصريحات مثيرة أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية، زعم فيها أن «أجزاء من غرب الجزائر تعود إلى المغرب».
الرئيس الجزائري مستقبلاً وزير الخارجية الفرنسي في 6 مارس 2025 (الرئاسة الجزائرية)
وبينما لاحت بوادر صلح بين البلدين حينما زار وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو الجزائر في السادس من أبريل (نيسان) 2025، عادت التوترات من جديد وبأكثر حدّة بسبب اعتقال الأمن الفرنسي موظفاً قنصلياً جزائرياً وسجنه بتهمة خطف واحتجاز اليوتيوبر المعارض، أمير بوخرص، اللاجئ بفرنسا، حيث طردت الجزائر 12 دبلوماسياً من السفارة الفرنسية، وردَّت باريس بطرد عدد مماثل من الموظفين من الدبلوماسيين الجزائريين المعتمدين لديها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جيرو يقود ليل للفوز على فينيتسيا «ودياً»
جيرو يقود ليل للفوز على فينيتسيا «ودياً»

الشرق الأوسط

timeمنذ 36 دقائق

  • الشرق الأوسط

جيرو يقود ليل للفوز على فينيتسيا «ودياً»

سجل الوافد الجديد إلى ليل الفرنسي المهاجم الدولي المخضرم أوليفييه جيرو هدفين في لقاء ودي أمام فينيتسيا الإيطالي 3-0 في مركز تدريبات ليل الأربعاء. وقاد بطل العالم 2018 مع منتخب بلاده وصاحب الـ 57 هدفا دوليا، فريقه إلى الفوز بعد الخسارة في اللقاء الودي السابق أمام مضيفه بوروسيا دورتموند 2-3. وجاء هدف جيرو الأول بعد استغلاله للمساحات داخل منطقة الجزاء مستقبلا تمريرة من الآيسلندي هاكون هارالدسون ليسددها بقدمه اليمنى في الشباك (20). أما الثاني فأتى من تمريرة مثالية من المدافع البلجيكي توماس مونييه أتبعها بتسديدة بقدمه اليسرى هذه المرة (37). وخرج جيرو (38 عاما) والمنضم إلى ليل من لوس أنجليس الأميركي في الشوط الثاني ليحل مكانه في مركز رأس الحربة الإسباني ماتياس فرنانديس-باردو (20 عاما) صاحب الهدف الثالث (75).

«الكرة الذهبية»: يامال وديمبيلي في طليعة المتنافسين على مسرح دو شاتليه
«الكرة الذهبية»: يامال وديمبيلي في طليعة المتنافسين على مسرح دو شاتليه

الشرق الأوسط

timeمنذ 36 دقائق

  • الشرق الأوسط

«الكرة الذهبية»: يامال وديمبيلي في طليعة المتنافسين على مسرح دو شاتليه

تعلن مجلة «فرنس فوتبول» الفرنسية الخميس، عن قائمة المرشحين الـ30 للفوز بجائزة الكرة الذهبية، لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، وذلك قبل حفل توزيع الجوائز المقرر في 22 سبتمبر(أيلول) المقبل على مسرح دو شاتليه. وستضم القائمة المرتقبة عددا من نجوم الساحرة المستديرة في العالم، حيث يأتي في مقدمتهم لامين يامال، نجم برشلونة الإسباني ومنتخب إسبانيا، وعثمان ديمبيلي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي ومنتخب فرنسا. ومن المرجح أن تشمل القائمة عددا من لاعبي سان جيرمان، الذي توج بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم المنصرم، حيث سيتم منح الجائزة هذا العام بناء على نتائج الموسم المنقضي، وليس السنة التقويمية، أي في الفترة من 1 أغسطس (آب) 2024 إلى 31 يوليو (تموز) 2025. ويبرز اسم كل من لامين يامال وعثمان ديمبيلي، كأبرز المرشحين للفوز بالجائزة لعام 2025، حيث فاز الجناح الفرنسي بجميع الألقاب تقريبا خلال موسم 2024 / 2025 مع سان جيرمان، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا، والدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، ولم يفشل سوى في التتويج بلقب كأس العالم للأندية، عقب خسارة فريق العاصمة الفرنسية في النهائي أمام تشيلسي الإنجليزي. وبصفة عامة، أحرز ديمبيلي، لاعب برشلونة السابق، 35 هدفا وقدم 16 تمريرة حاسمة لزملائه خلال 53 مباراة لعبها بمختلف المسابقات. من ناحية أخرى، توقفت رحلة اللاعب الإسباني مع برشلونة في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، لكنه فاز بالدوري المحلي وكأس الملك. ومع منتخب إسبانيا، وصل يامال لنهائي دوري أمم أوروبا، بعد فوزه على فرنسا بنتيجة 4-5 بالدور قبل النهائي للمسابقة القارية، والذي شهد تسجيله هدفين، فيما أحرز مع الفريق الكاتالوني 18 هدفا وصنع 25 هدفا آخر لزملائه في 55 مباراة بجميع البطولات. يامال مرشح رئيسي على الجائزة (أ.ف.ب) ولأول مرة، سيتم منح جائزة الكرة الذهبية عددا متساويا من الجوائز للسيدات والرجال. ومن المقرر أن يتم إطلاق ثلاث جوائز جديدة هذا العام، هي جائزة كوبا للسيدات، وجائزة ياشين للسيدات، وجائزة غيرد مولر للسيدات، خلال الحفل الذي يجرى في 22 سبتمبر المقبل. وبينما تم منح جائزة فردية واحدة للاعبات سابقا، وهي جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في العالم، تقدم «فرنس فوتبول» ابتكارا جديدا في عام 2025، وستمنح الآن ثلاث جوائز جديدة للاعبات تضاهي الجوائز التي تم منحها للاعبين في السنوات الماضية. مع ذلك، وكما في العام الماضي، سيتم الاحتفاظ بالجائزتين الممنوحتين لأفضل مدربة كرة قدم نسائية وأفضل ناد نسائي. ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي لـ«راديو مونت كارلو» بيانا للجنة المنظمة لجائزة الكرة الذهبية، الذي كشف عن إطلاق جائزة كوبا للسيدات لتكريم أفضل لاعبة شابة، وجائزة ياشين للسيدات لتكريم أفضل حارسة مرمى، وجائزة غيرد مولر للسيدات لتكريم أفضل هدافة للفترة من 1 أغسطس 2024 إلى 31 يوليو 2025، مع احتساب الأهداف التي أحرزتها كل لاعبة مع النادي والمنتخب. وكما هو الحال مع جائزة الكرة الذهبية، سيتم الإعلان عن المرشحات لهذه الفئات الجديدة للسيدات، ومن المتوقع أن يتم منح جائزة أفضل هدافة لإيفا باجور، التي سجلت 47 هدفا وقدمت 19 تمريرة حاسمة في 61 مباراة مع نادي برشلونة الإسباني ومنتخب بولندا. وسيتم الكشف عن أسماء جميع الفائزات خلال الحفل التقليدي الذي يقام في مسرح دو شاتليه.

يوفنتوس يعير تيموثي ويا إلى مرسيليا
يوفنتوس يعير تيموثي ويا إلى مرسيليا

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

يوفنتوس يعير تيموثي ويا إلى مرسيليا

أعلن يوفنتوس المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم اليوم الأربعاء انتقال الأمريكي تيموثي ويا على سبيل الإعارة إلى أولمبيك مرسيليا الفرنسي. وقال يوفنتوس إن اللاعب الذي يجيد اللعب في مركزي الجناح والظهير سينتقل إلى مرسيليا معارا لمدة موسم واحد مقابل مليون يورو‭‭ ‬‬(1.16 مليون دولار). وأضاف أن العقد يتضمن إلزامية ضم اللاعب بعقد دائم مقابل 14.4 مليون يورو إذا حقق اللاعب البالغ عمره 25 عاما أهدافا محددة خلال فترة الإعارة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store