أحدث الأخبار مع #مارشال»


تيار اورغ
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- تيار اورغ
الشرع يوسّع قنوات تواصله مع إسرائيل
الأخبار: كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة أجراها وفد سوري إلى إسرائيل بشكل سري في نيسان الماضي، بوساطة إماراتية، لفتح قنوات تواصل بين حكومة أحمد الشرع وتل أبيب. ويأتي هذا بعدما تحدّثت تقارير صحافية عن إجراء لقاءات في الإمارات تهدف إلى بناء علاقة بين سوريا وإسرائيل، وهو ما أكّده الشرع خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارة الأول إلى فرنسا، أول أمس. وقالت صحيفة «هآرتس» التي كشفت بعض تفاصيل الزيارة، إن الوفد ضمّ مسؤولين من محافظة القنيطرة، بالإضافة إلى شخصية رفيعة في مجال الدفاع، وإنه أجرى اجتماعات استمرت عدة أيام مع مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية. يرتبط نجاح خطوات الشرع بشروط عديدة تطلبها واشنطن من دمشق وأوضحت أن هذه الزيارة كانت سرية، وتزامنت مع أخرى لوفد ديني من طائفة الموحّدين الدروز من سوريا إلى مقام النبي شعيب شمالي فلسطين المحتلة، شارك فيها مئات من الدروز السوريين في رحلة حجّ علنية، بهدف توثيق ربط الدروز بإسرائيل، وتعزيز صورة الأخيرة بوصفها حامية لهم. وإلى جانب العمل على توسيع قنوات التواصل مع إسرائيل، يحاول الشرع استثمار زيارة ترامب إلى دول الخليج لتقديم عرض له يسمح للشركات الأميركية بالحصول على نصيب كبير من مشاريع الاستثمار في سوريا، وذلك بعدما وجّهت حكومته دعوات عديدة إلى شركات أميركية، بينها شركات طاقة، لزيارة سوريا والاطّلاع على الفرص الاستثمارية فيها. وبحسب وسائل الإعلام الأميركية، فإن الشرع سيحاول تأكيد أفضلية الشركات الأميركية على الصينية؛ وبالتالي، فإن رفض ترامب للمشروع، من شأنه فتح الباب للصين، ما يجعل المعادلة أمام الرئيس الأميركي، المعروف برغبته في عقد صفقات، واضحة المعالم. وفي هذا السياق، ذكر تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الشرع يسعى لتنفيذ خطة لإعادة الإعمار على غرار «مشروع مارشال» الذي نفّذته أميركا في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وسمح لواشنطن بفرض سلطتها على القارة العجوز، مضيفةً أن الرئيس السوري الانتقالي يحاول عقد لقاء مع ترامب من أجل تبادل الرؤى حول الخطة المشار إليها. ويأتي تقرير الصحيفة بعد زيارة أجراها المستثمر الجمهوري الموالي لترامب والرئيس التنفيذي لشركة «إرجنت إل إن جي» للغاز الطبيعي (تتخذ مقرها في لويزيانا)، جوناثان باص، الأسبوع الماضي، إلى دمشق، حيث قدّم خطة لتطوير الموارد الطاقية السورية، بشراكة مع الشركات الغربية وشركة وطنية سورية للنفط يتم إدراجها حديثاً على القوائم الأميركية، وهو ما قالت الصحيفة إن الشرع رحّب به، بحسب باص، ومعز مصطفى، رئيس «المنظمة السورية للطوارئ»، الذي شارك في الاجتماع.


العرب اليوم
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العرب اليوم
زيارة ترمب!
الجيل الذي شهد الستينات من القرن الماضي، سوف يتذكَّر فيلم «الزيارة» (1964)، حيث كان من أفلام «فوكس» للقرن العشرين التي لا تُنسى، وتقاسمت بطولته الحسناء إنغريد بيرغمان وأنتوني كوين، وأخرجه بيرنارد ويكي. القصة قامت على زيارة سيدة بالغة الحُسن (كارلا) قريةً أوروبيةً جارَ عليها الزمان، وعرضتْ على أهلها صفقةً قوامها تخليص القرية من كل أمراضها فتكون غنيةً وراضيةً، مقابل قتل أحد رجالها (سيرغي ميللر) الذي أنكر بنوة ابنها منه. في بداية الأمر تردَّدت القرية، وتدريجياً ظهرت علامات القبول، وبات ناسها على استعداد لتصحيح خطأ تاريخي، وأكثر من ذلك كان الخروج الكبير لمنع الرجل الذي بات مجرماً من الهرب. السيدة أعلنت عفوها عن الرجل، وفي الوقت نفسه أدانت القرية التي سكتت عن الجريمة، وباتت على استعداد لانتهاك العدالة مقابل المال. قصة الفيلم كانت مأخوذة عن مسرحية فريدريك دورينمات «زيارة السيدة العجوز» (1956) التي كانت فيها الخطوط الرئيسية في الفيلم، وعمدت إلى استكشاف الجوانب المظلمة في الطبيعة الإنسانية التي تجعل الحياة يُشترى فيها كل شيء بالمال. العمل الفني والأدبي تجاوز النص المسرحي والسيناريو إلى التفسير السياسي الذي أعاد تركيب الأحداث، لكي تجعل الهبوط الأميركي على أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، و«مشروع مارشال» لبناء القارة بعد دمار الحرب، بمثابة الزيارة التي كشفت كثيراً من الذنوب الأوروبية. هذه «الزيارة» المسرحية، وتفسيرها السياسي، كثيراً ما ألحَّا على الذهن كلما جاء وقت زيارة رئيس أميركي سواء إلى أوروبا، أو إلى منطقتنا. وزاد هذا الإلحاح خلال قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سواء خلال فترة رئاسته الأولى، وبالتأكيد خلال رئاسته الثانية، والتي سوف يستهلها بزيارة المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، ومن الجائز - كما يُشاع - حضور أطراف عربية أخرى مضافة لدول مجلس التعاون الخليجي. أياً ما كان أمر الحاضرين فإن مشهد زيارة الرئيس الأميركي يقرُّ بحالة «السيدة العجوز» في الانتشاء بقوتها ومالها وسلطتها على العالمين؛ أصدقاء وحلفاء، قبل الأعداء والخصوم. لا تغيب عن خلفية الزيارة هذه المرة ممارسات أميركية مثيرة للجدل، من الموقف من القتل الجماعي والتطهير العرقي في حرب غزة الخامسة، مروراً بمطالبة مصر والأردن بقبول لجوء أهل غزة والضفة الغربية، إلى المطالبة بحق المرور المجاني في قناة السويس المصرية مقابل الحرب التي تشنُّها واشنطن على الحوثيين في اليمن. الفارق بين «السيدة العجوز» التي أعطت أوروبا «مشروع مارشال» مقابل «العدالة» وترمب أنه هذه المرة لا يقدم مالاً ولا سلاماً. ولو أن الدراما والتراجيديا تسريان في مشاهد «الزيارة» فإن المعادلة معها الآن تقطع بأن طالب العدالة يقع على الجانب العربي وليس القادم الأميركي. الشاهد على ما قبل الزيارة تقارب كبير بين الدول العربية الرئيسية؛ وما الجهد المصري - السعودي أمام محكمة العدل الدولية إلا إقامة للحد الأخلاقي والاستراتيجي على دولة لم تحترم أياً منهما لإقامة العدل وتحقيق استقرار إقليمي دائم. الولايات المتحدة في ذلك تحتاج إلى كلام صريح يستمع له ترمب، أن المنطقة تتطلب أمرين: أولهما استمرار النهضة الجارية في دول عربية رئيسية آلت على نفسها أن تكون «أوروبا» العصر الجديد، واستمرار السعي الحادث في دول عربية لبناء نفسها وتنمية أجيالها الجديدة على ثقافة وحضارة تقومان على السلام والتعاون مع الجميع. الولايات المتحدة هنا أمامها فرص كثيرة لا تأتيها بالعجرفة الإمبريالية وإنما بالفلسفة التي يتبناها ترمب، القائمة على الصفقات (Transactionalism)، التي تقوم على تبادل المنافع وفتح الأسواق تحت ظلال السلام والتنمية. وعلى عكس كثير من العلاقات بين الولايات المتحدة مع حلفائها في أوروبا وخصومها في الصين وآسيا، فإن المنطقة لا تحقق فائضاً من العلاقات التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة التي تحقق عجزاً مع بقية العالم. الشرق الأوسط الجديد، هو صناعة عربية، يعرف جيداً أن للحروب أثماناً باهظة، والتجارب الإقليمية تشهد بأن إحلال السلام هو الطريق الأمثل لتسوية صراعات تاريخية، واستيعاب أقليات مجتهدة في دول وطنية صاعدة.


العين الإخبارية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- العين الإخبارية
طموحات إيران التوسعية في سوريا.. وثائق تروي قصة الصعود والأفول
تم تحديثه الخميس 2025/5/1 11:32 م بتوقيت أبوظبي مثلما أحكمت الولايات المتحدة هيمنتها على العالم باستثمار مليارات الدولارات في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، كانت طهران تسعى لتكرار التجربة ذاتها في الشرق الأوسط من خلال إعادة إعمار سوريا. هذا ما أشارت إليه وثائق إيرانية، كشفت عن أن طهران كانت لديها خطة كبرى لسوريا مستلهَمة من مشروع ضخم لدولة تعتبرها أكبر أعدائها. مشروع مارشال وأشارت الخطة الطموح المفصلة في دراسة إيرانية رسمية من 33 صفحة عدة مرات إلى «مشروع مارشال» الأمريكي لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب. ووفقا لما جاء في عرض تقديمي مصاحب للدراسة نجحت استراتيجية الولايات المتحدة في جعل أوروبا «معتمدة على أمريكا، من خلال التأسيس لتبعية اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية». وعثر مراسلو «رويترز» على الوثيقة التي تحمل تاريخ مايو/أيار 2022 في سفارة طهران بدمشق التي تعرضت للنهب عندما زاروا المبنى في ديسمبر/كانون الأول. وأعدت الدراسة وحدة إيرانية متخصصة في السياسات الاقتصادية تمركزت في سوريا. وكانت الوثيقة من بين مئات الأوراق التي عثروا عليها هناك وفي مواقع أخرى في العاصمة، منها رسائل وعقود ومخططات للبنية التحتية، وتظهر جميعها كيف خططت إيران لاستعادة المليارات التي أنفقتها لإنقاذ الرئيس السابق بشار الأسد. وتحتوي وثيقة استراتيجية سوريا على تصور لبناء إمبراطورية اقتصادية في البلاد وتعزيز النفوذ الإيراني فيها. وتشير واحدة من النقاط الواردة في الدراسة إلى ما وصفتها بأنها «فرصة بقيمة 400 مليار دولار». وتحطمت تلك الطموحات التوسعية حينما أطيح بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. كما خرجت الجماعات المسلحة التابعة لطهران والدبلوماسيون والشركات الإيرانية من سوريا على عجل وتعرضت سفارة طهران في دمشق للنهب. وكان المبنى مليئا بالوثائق التي تسلط الضوء على تحديات واجهت المستثمرين الإيرانيين. وتمنح تلك الوثائق إلى جانب الأشهر الطويلة التي استغرقها الإعداد لهذا التقرير نظرة جديدة على جهود أخفقت في تحويل سوريا إلى دولة تدور في فلك إيران وتدر لها الأموال. وأجرت «رويترز» مقابلات مع أكثر من عشرة من رجال الأعمال من إيران وسوريا وتحرت في أمر شبكة شركات إيرانية تلتف على العقوبات الدولية وزارت بعض مواقع لاستثمارات إيرانية مهجورة في سوريا شملت منشآت دينية وصناعية وعسكرية. وتعطلت تلك الاستثمارات بسبب هجمات المسلحين والفساد المحلي والعقوبات وموجات القصف الغربية. ومن بين تلك الاستثمارات محطة كهرباء بقيمة 411 مليون يورو في اللاذقية على البحر المتوسط كانت تبنيها شركة هندسية إيرانية. وتعطلت الأعمال في المحطة. وتخلت طهران أيضا عن مشروع لاستخراج النفط في الصحراء الشرقية لسوريا، كما انهار جسر سكة حديد شيدته جمعية خيرية مرتبطة بالمرشد الإيراني آية الله علي خامنئي على نهر الفرات بتكلفة 26 مليون دولار في غارة جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قبل سنوات، ولم يجر إصلاحه أو تسديد ثمنه بالكامل. 40 مشروعا ولا تمثل المشروعات الأربعون تقريبا الواردة في وثائق السفارة سوى النزر اليسير من إجمالي استثمارات إيران. لكن في تلك المجموعة وحدها وجدت «رويترز» أن ديون سوريا المستحقة للشركات الإيرانية بلغت قرب نهاية الحرب ما لا يقل عن 178 مليون دولار. وقدر نواب إيرانيون سابقون في تصريحات علنية إجمالي ديون حكومة الأسد لطهران بأكثر من 30 مليار دولار. وعلى سبيل المثال، خسر رجل أعمال إيراني يدعى حسن شاخصي 16 مليون يورو بعد أن شحن قطع غيار سيارات إلى ميناء اللاذقية قبيل سقوط الأسد. وقال شاخصي: «أسست مكتبا ومنزلا في سوريا. وضاعا». وأوضح أنه لم يتحصل على أي أموال مقابل البضائع التي اختفت، قائلا «أتمنى ألا يكون تاريخ إيران الطويل مع سوريا قد انتهى. أنا حاليا مضطر للبحث عن عمل في مكان آخر». نكسات وفي نهاية المطاف، آلت طموحات إيران في استنساخ مشروع مارشال وبناء إمبراطورية اقتصادية تشمل سوريا إلى مصير يشبه نكسات الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. ودعم التدخل الإيراني المبكر في سوريا لمساندة الأسد نفوذ طهران في الدولة المطلة على البحر المتوسط. وتكشف الأموال التي تبددت في تلك الاستثمارات عن مخاطر مالية صاحبت ذلك التدخل وكيف أضر الاعتماد المتبادل بين حكومتي سوريا وإيران بكليهما. وجاء سقوط الأسد وانهيار طموحات طهران في سوريا في وقت حرج لقادة إيران، فقد تعرضت الأخيرة لضربة قوية وجهتها إسرائيل لحليفتيها جماعة حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة. كما تتعرض طهران لضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض على اتفاق من شأنه وضع قيود على البرنامج النووي الإيراني أو التعرض لعمل عسكري إذا رفضت. وتسارع أطراف إقليمية منافسة، منها تركيا وإسرائيل، إلى ملء الفراغ الذي نتج عن تراجع نفوذ إيران في المنطقة. ويتعين على الحكومة السورية الجديدة التعامل مع العديد من مشاريع البنية التحتية المتوقفة بينما تحاول إعادة بناء دولة مزقتها الحرب. وعثر مراسلو «رويترز» على مجموعة من الوثائق في أثناء زيارتهم لمؤسسات القوة الناعمة الإيرانية في سوريا بعد سقوط الأسد، منها مكاتب دبلوماسية واقتصادية وثقافية، وقاموا بتصوير ما يقرب من ألفي وثيقة، بينها عقود تجارية ومخططات اقتصادية وبرقيات رسمية، قبل أن يتركوها حيث وجدت. وقال مهندس سوري عمل في محطة توليد الكهرباء المعطلة في اللاذقية "إيران كانت هنا، كان هذا هو الواقع، وظللت لفترة أكسب رزقي من وجودها". وطلب المهندس عدم الكشف عن اسمه خوفا من الانتقام لعمله مع شركة إيرانية، بعد موجة من عمليات قتل الشهر الماضي لسوريين مرتبطين بالنظام السابق. وقال إن مشروع اللاذقية استعان بإيرانيين غير مؤهلين وواجه صعوبات مالية وفسادا، لكن كان من شأنه عند اكتماله أن يعزز شبكة الكهرباء السورية التي تعاني من ضغوط. رجل إيران في سوريا كان الرجل المكلف بتنفيذ الخطط الاقتصادية الإيرانية في سوريا مدير إنشاءات من الحرس الثوري الإيراني يدعى عباس أكبري. ورُقي أكبري وسط ضجة إعلامية في مارس/آذار 2022 لقيادة وحدة "مركز تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية". وكلفت الوحدة بتعزيز التجارة واسترجاع عوائد من الاستثمارات الإيرانية. وأعد فريقه دراسة اتخذت من خطة مارشال نموذجا. واستعان أكبري برفاقه في الحرس الثوري للمساعدة في الخدمات اللوجستية للمشاريع المدنية. وعثرت «رويترز» على رسائل موقعة من أكبري في السفارة الإيرانية المنهوبة. تتضمن الوثائق تفاصيل المشاريع التي دعمها والأموال التي أُنفقت. وبالقرب من الأوراق المتناثرة، اكتشف مقاتلون كانوا يحرسون المبنى قبوا وحزمة من متفجرات (سي4). ولم يرد أكبري على طلب من رويترز للتعليق. وبدأ التدخل الإيراني في سوريا قبل وصول أكبري بوقت طويل. فقد فازت (مجموعة مبنا) وهي تكتل إيراني للبنية التحتية وظف المهندس السوري الذي عمل في مشروع اللاذقية، بأول عقد رئيسي لها عام 2008 لتوسيع محطة كهرباء قرب دمشق. وسرعان ما تبع ذلك عقد ثان لبناء محطة أخرى قرب مدينة حمص. وأصبحت سوريا طريق العبور الرئيسي للأسلحة والأفراد عبر ما يعرف بـ"محور المقاومة"، وهو الاسم الذي تطلقه إيران على الجماعات المسلحة والدول التي تدعمها في مواجهة إسرائيل والغرب. كما حظيت سوريا بأهمية دينية بالنسبة لإيران التي ترسل مئات الآلاف من الزوار الشيعة سنويا لزيارة مقام السيدة زينب بجنوب دمشق. وانطلقت العلاقات الاقتصادية في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقت حصول شركة مبنا على أول عقودها. في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2011، اصطدمت شركة مبنا بواقع العمل في سوريا في زمن الحرب. وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بأن مسلحين سوريين خطفوا سبعة إيرانيين من محطة جندر للطاقة قرب حمص. وقُتل اثنان منهم، وفقا لرسالة من الشركة عام 2018 لوزير الكهرباء السوري اطلعت عليها رويترز. لكن الصراع زاد من استثمارات مبنا، إذ أتاح لها عقودا جديدة لإصلاح شبكة الكهرباء السورية المتضررة جراء المعارك، والتي كانت بحلول عام 2015 تنتج أقل من نصف إنتاجها قبل الحرب. وكانت الصفقة الأكثر طموحا هي بناء محطة اللاذقية. وبحسب رسائل من الشركة اطلعت عليها رويترز، وما كشفه المهندس السوري الذي عمل في اللاذقية، كانت المشاريع متعثرة ومكلفة منذ البداية. وقال المهندس "كان من المفترض أن يستغرق مشروع اللاذقية 20 شهرا، بدءا من عام 2018 تقريبا. والآن المشروع متوقف". وأعلنت شركة مبنا في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أي قبل شهر من الإطاحة بالأسد، أنها قطعت نصف الطريق تقريبا في البناء. وقال المهندس إن سوريا أصرت على التعاقد مع مقاول فرعي مرتبط بعائلة الأسد، والذي وظف في كثير من الأحيان بنائين ومهندسين غير مؤهلين. وأضاف أن مبنا ذاتها كان لديها عمال مؤهلون، فيما حصل آخرون على وظائفهم من خلال علاقات مع إيرانيين على ما يبدو. وقال "كانت هناك دائما مشاكل مالية (منها) تأخير في المدفوعات بين الحكومتين، بالإضافة إلى تقلبات أسعار العملات". وتظهر رسائل داخلية أن الشركة تلقت في بعض الأحيان مساعدات لوجستية من أكبري، مدير الإنشاءات التابع للحرس الثوري. وشمل ذلك مطالبة وحدات الحرس الثوري الإيراني بتخصيص وقود لمبنا. تكررت المشاكل الأمنية والمالية لشركة مبنا مع عدد من الشركات الإيرانية الأخرى في سوريا. فقد فازت شركة "كوبر وورلد"، وهي شركة خاصة للأسلاك الكهربائية مقرها طهران، بمناقصة لتوريد كابلات لشركة كابلات سورية قبيل الحرب. وعندما بدأ القتال، بدا وضع الاستثمار غير مستقر. سلسلة قروض وفتحت الحكومة الإيرانية خط ائتمان لدمشق بقيمة 3.6 مليار دولار في عام 2013، وخطا ثانيا بقيمة مليار دولار في عام 2015، في بداية سلسلة قروض كبيرة لمساعدة سوريا على سداد قيمة الواردات، بما في ذلك النفط. وذكرت الأمم المتحدة في تقديرات نشرت مؤخرا أن إيران كانت تنفق ستة مليارات دولار سنويا في سوريا بحلول عام 2015. ووصفت إيران تقديرات إنفاقها في سوريا بالمبالغ فيها، لكنها لم تقدم رقما رسميا. ووقعت إيران وسوريا سلسلة من الاتفاقيات بين عامي 2015 و2020 لسد الديون المستحقة لطهران لدى دمشق. وشملت الاتفاقيات حصول إيران على أرض زراعية، ورخصة لتشغيل شبكة للهواتف المحمولة، ومشاريع إسكان، وحقوق لتعدين الفوسفات، وعقود للتنقيب عن النفط. إلا أن العديد من هذه المشاريع واجهت صعوبات مماثلة تتعلق بالعقوبات والقوى العاملة والأمن، ولم تحقق دخلا يذكر أمام تلك المصاعب. في غضون ذلك، كانت إيران تخسر صفقات لصالح دول أخرى. وأفادت دراسة أكبري أن روسيا، الحليف الكبير الآخر لسوريا، ركزت على "القطاعات المربحة" في البلاد، مثل النفط والغاز. انقلاب رأسا على عقب تميط الأوراق والأغراض والمعدات العسكرية المتناثرة في أنحاء السفارة الإيرانية في دمشق وفندق للمهندسين والعمال الإيرانيين مجاور لمقام السيدة زينب ومركز ثقافي قريب اللثام عن مزيج من العقود والخطط وأنشطة لنشر المذهب الشيعي والخدمات اللوجستية العسكرية الصناعية. وبجانب مجلدات الفقه الإسلامي وكتاب للتعريف بالمذهب الشيعي في المركز الثقافي، توجد طلبات مقدمة من إيرانيات للالتحاق بقوات الباسيج شبه العسكرية الإيرانية. وإلى جوار خطط بشأن تجديد مقام السيدة زينب، ظهر دفتر ملاحظات شخصية كان عامل إيراني في الفندق المجاور يعلم نفسه اللغة العربية فيه. ورغم المشاكل المتعددة، ظلت إيران تضخ الأموال بسخاء لصيانة مقام السيدة زينب. كما كانت تدفع رواتب للعائلات الإيرانية التي انتقلت إلى المنطقة، وفقا لوثائق إيرانية عثر عليها في مقام السيدة زينب. وأسدل سقوط الأسد العام الماضي الستار على خطة أكبري في سوريا. وفي أبريل/نيسان 2024، دمر هجوم إسرائيلي مبنى القنصلية الملحق بسفارة دمشق. aXA6IDgyLjIyLjIwOC4yMjkg جزيرة ام اند امز FR


الشرق الأوسط
١١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
مبدأ الغموض ومجريات التاريخ
لطالما تحدثَ الأولون والآخرون من المتبحرين في العلاقات الدولية وسوسيولوجيا الأحداث السياسية عن مبادئ ونظريات تلخص بناءً تصورياً يبنيه الفكر ليربط بين مبادئ ونتائج معينة، أو لنقل إنها تفسر ظواهر معينة من خلال نسق استنباطي، وتعمل على تحديد العلاقات السببية بين المتغيرات تكون ذات حمولة استراتيجية محددة المعالم والتوجهات، تساعد متخذي القرار على تتبع استراتيجيات معينة، وتقوي سياساتهم العمومية، ويجعلونها في منأى عن الهفوات والأخطاء. وما يجري اليوم من فرض ساكن البيت الأبيض رسوماً جمركيةً على دول العالم، وتراجعه المرة تلو الأخرى عن بعض قراراته وكونه محطَ متابعة من جميع دول العالم لمخططاته يومياً لما تحمل من ألغاز وعلامات استفهام لا متناهية، تجعلنا نقرُّ بأن البيت الأبيض يتبع اليوم استراتيجية الغموض، وهي مرحلة ستستمر طويلاً؛ كما أن هذا المبدأ ستكون له تداعيات على الأسواق الدولية، وعلى معالم النظام العالمي الجديد، وعلى نوعية الصراعات المقبلة وعلى حياة الملايين من الأفراد في العالم. في رسالة كان قد سلمها إلى الكونغرس الأميركي في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 1823، أعلن الرئيس الأميركي جيمس مونرو عن «مبدأ مونرو»، الذي يقضي بضمان استقلالية كل دول نصف الكرة الغربي ضد التدخل الأوروبي، بمعنى أنه لن يسمح بتكوين مستعمرات جديدة في الأميركتين، كما لن يسمح للمستعمرات الأميركية التي كانت قائمة بالتوسع في حدودها، وكل ذلك باسم عدم التدخل وعدم الاحتلال، وقد أعطى هذا المبدأ نتائجه المرجوة. وفي مارس (آذار) 1947، أعلن الرئيس الأميركي هاري ترومان عن مبدئه الذي يسعى إلى مساعدة الشعوب الحرة التي تقاوم ضد الأقليات المزودة بالسلاح أو الضغوط الخارجية، «لأن بذور الأنظمة الشمولية الديكتاتورية - حسب تعبير ترومان - تغذيها دائماً عوامل الفقر والحاجة، وتصل إلى قمة تطورها ونموها حين يموت أمل الشعب في تحقيق حياة أفضل، ويجب علينا أن نبقي على هذا الأمل حيّاً في النفوس»؛ وكان لمبدأ ترومان الفضل في نشر الوعي لدى الشعب الأميركي بضرورة قبول مسؤولياته في الدفاع عن الشعوب المستضعفة، وإظهار استعداد أميركا لمعارضة «تكتيكات المسالمة»، وإيقاف الانتصار الشيوعي المتوقع في اليونان بعد قرار الحكومة البريطانية قطع المعونة عن هذا البلد، وما كان سيترتب على ذلك من نجاح الشيوعيين في كل المنطقة. ثم يمكن أن نستحضر «مشروع مارشال» في يونيو (حزيران) 1947، حين عيّن ترومان الجنرال جورج مارشال وزيراً لخارجيته، وأعلن عن مبدئه الهادف إلى الوقوف بجانب أوروبا ومساعدتها اقتصاديّاً، وهذا ما جعل وزير الخارجية السوفياتي الشهير فياتشيسلاف مولوتوف يقول بأن «مشروع مارشال» هو نوع من الاستعمار الجديد. وبموجب «مشروع مارشال» أنفقت أميركا أزيد من 12 مليار دولار لدعم اقتصادات أوروبا الغربية، وكانت لهذا الدعم الأميركي نتائج ملموسة ليس على الاقتصاد فحسب، بل وحتى على الاستقرار السياسي في القارة الأوروبية العجوز. وفي سنة 1968، أعلن الاتحاد السوفياتي البائس عن «مبدأ بريجنيف»، نسبة للزعيم ليونيد بريجنيف، وهذا المبدأ هو شبيه بمبدأ ترومان ولكن في الخط المعاكس، حيث يسعى إلى دعم كل التوجهات المعادية للمصالح الغربية والتدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول؛ وكان من نتائج ذلك تطوير التقارب السوفياتي - الكوبي والتدخل السوفياتي في براغ سنة 1968 وغزو أفغانستان عام 1979. وفي سنة 1989، جسدت شهادة وفاة الحرب الباردة في مبدأ فاجأ العالم، عندما سُئل الناطق الرسمي باسم غورباتشوف عن مدى فاعلية «مبدأ بريجنيف» في ما يقع من موجات ديمقراطية في كل من هنغاريا وبولونيا، فأجاب الناطق الرسمي بأن المبدأ الذي يجب أن يطبق هو «مبدأ سناترا»، وهذا ما ولّد موجات من الديمقراطية في أوروبا الشرقية. أما اليوم فيمكن أن نتحدث عن مبدأ الغموض عند الرئيس الأميركي دونالد ترمب في سياسته الحالية؛ وقد كان بودنا أن نسمي استراتيجيته «استراتيجية الرجل المجنون» استنساخاً لمبدأ ريتشارد نيكسون الذي طبقه في زمانه حتى تعتقد فيتنام الشمالية أنّه قادر على فعل أيّ شيء لإنهاء حرب فيتنام، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية. ولكن في حالة الرئيس ترمب، فإن القاعدة التي يطبقها هي الغموض وعدم اليقين وصعوبة التنبؤ بتصرفاته في مجالات اقتصادية ومالية وجيوسياسية تهم مستقبل دول العالم؛ فهو رجل يفهم ما يقول وما يفعل، وأنت لا يمكنك أن تتكهن بما يبطنه، ويجب أن ترتوي من كل قواعد الذكاء الاستراتيجي لتجد مكاناً لك بجوار النظام العالمي الذي يبنيه، ويجب أن تكون مسلحاً ببرودة الدم وعدم الرد السريع، وأن تفهم أن العالم تغير، وأن ما اعتدته من العمل في إطار قواعد وأعراف منظمة التجارة العالمية والدبلوماسية الكلاسيكية، كل هذا قد انتهى.


صحيفة الخليج
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- صحيفة الخليج
الرسوم الجمركية وما بعدها!
عبدالله السناوي بدا مشهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يستعرض في حديقة البيت الأبيض أمراً تنفيذياً يفرض بموجبه رسوماً جمركية غير مسبوقة على واردات بلاده من دول العالم موحياً بنهاية عصر كامل -تجارياً واستراتيجياً- في العلاقات الدولية. تكاد تؤسس الرسوم الجمركية، التي شملت الحلفاء والخصوم على حد سواء، لقطيعة شبه كاملة مع إرث ما بعد الحرب العالمية الثانية، التي خرجت الولايات المتحدة من تحت أنقاضها قوة عظمى تقود تحالفاً غربياً واسعاً على جانبي المحيط الأطلسي في مواجهة تحالف آخر يقوده الاتحاد السوفييتي. في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 انهار جدار برلين وبدأ السقوط السريع للاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية وذراعها العسكرية حلف «وارسو» الذي كان يقابل حلف «الناتو». في شريط سينمائي ألماني أنتج عام 2003 باسم «وداعاً لينين» لخّص مشهداً واحداً تراجيدياً ما جرى بعد انهيار الجدار. كانت هناك مروحية تحلّق فوق برلين متدلياً منها بحبال من صلب تمثال ضخم لزعيم الثورة البلشفية ومفكرها الأكبر فلاديمير لينين، بينما ناشطة في الحزب الشيوعي الألماني تؤمن بأفكاره ترقب المشهد غير مصدقة. مالت المروحية قليلاً فبدت حركة التمثال كأن لينين يمد يده للناشطة الألمانية المصدومة بالمصافحة الأخيرة. أراد الشريط السينمائي أن يقول إن كل شيء قد انتهى. إثر انهيار القوة العظمى السوفييتية طُرح سؤال: هل تنتظر القوة العظمى الأمريكية مصيراً مماثلاً؟ استبعد فرانسيس فوكوياما بأطروحته «نهاية التاريخ» السؤال بحمولاته الاستراتيجية، فالتاريخ قال كلمته الأخيرة، بعدما وصل إلى نقطة النهاية للتطور الاجتماعي والثقافي والسياسي للإنسان. بقوة الحقائق تراجعت مقولات فوكوياما إلى الهامش وتبدد مفعولها بعدما استغرقت سجالات ونقاشات لوقت طويل نسبياً. بعد نهاية الحرب الباردة أعادت أزمات النظام الدولي طرح السؤال حتى وصلنا إلى أزمة الرسوم الجمركية. يردد صحفيون ومفكرون أمريكيون الآن بصيغ عديدة: «وداعاً لأمريكا التي نعرفها».. إنه انقلاب استراتيجي كامل على إرث ثمانية عقود تلت الحرب العالمية الثانية. كان هاري ترومان، الذي صعد للبيت الأبيض من موقع نائب الرئيس إثر وفاة فرانكلين روزفلت قبيل انتهاء الحرب، أول من أسس للقوة الأمريكية في بنية نظام دولي جديد تنازعت القوة فيه مع الاتحاد السوفييتي. ضرب هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنابل الذرية لتسريع إنهاء الحرب كانت تلك جريمة تاريخية لا تغتفر لترهيب العالم بأسره.. غير أن حصول الاتحاد السوفييتي على الرادع النووي صاغ معادلات جديدة في موازين القوى بين المعسكرين المتضادين. أطلق ترومان «مشروع مارشال» لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب، لم يكن ذلك عملاً خيرياً بقدر ما كان لازماً لاستيفاء مقومات القيادة، وهو ما يغيب عن إدراك ترامب. أشرف على إنشاء «حلف الناتو» كذراع عسكرية للتحالف الغربي، الذي يضيق به ترامب بذريعة أعبائه المالية على الموازنة الأمريكية. مقارباته تنزع عن أمريكا أسس صعودها، فيما يردد من دون كلل:«لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»! بتشبيه لافت للكاتب توماس فريدمان في ال«نيويورك تايمز» فإن: «أمريكا أصبحت عظيمة بسبب الأشياء التي يكرهها ترامب». يصعب حصر التفاعلات في حدودها التجارية ومدى تأثيرها على الاقتصادات الدولية. المسألة في صميمها تتعلق بمستقبل القوة الأمريكية ومستقبل النظام الدولي نفسه. هذه لحظة انكسار فادحة لأي قوة معنوية، أو سياسية منسوبة للولايات المتحدة. بدا تبادل الاتهامات الحادة بين الحلفاء المفترضين مؤشراً على قرب انفضاض الشراكة التاريخية عبر ضفتي الأطلسي بين الولايات المتحدة والقارة الأوروبية. أوروبا تبحث بجدية عن وحدة موقف في وجه الرسوم الأمريكية، تتصدرها فرنسا وألمانيا.. ودول حليفة أخرى اعتبرت الرسوم الأمريكية عملاً عدائياً يستدعي الرد بالمثل. أطلق ترامب على اليوم الذي أعلن فيه الارتفاعات غير المسبوقة في الرسوم الجمركية «يوم التحرير» قاصداً تحرير الاقتصاد الأمريكي من البضائع الأجنبية!.. من دون أن يدرك مغبتها على مستقبل الاقتصاد الأمريكي نفسه. في يوم واحد خسرت الأسهم الأمريكية أكثر من تريليوني دولار، وعانت البورصات العالمية خسائر تاريخية فادحة. بتحذير مسبق كتب فريدمان: «إذا قمت بتدمير النظام العالمي فجأة من دون خطة واضحة باستثناء انتقام اليمين المتطرف، فاستعد لرؤية ما يحدث للجميع». بمصادفات التوقيت تماهى ترامب في تضامنه مع زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان إلى حد اعتبار الأحكام القضائية التي تمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة تماثل ما تعرض له من ملاحقات عليها قرائن وأدلة. ثم كان إقدام رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية بذريعة أنها «مسيسة» و«معادية للسامية» تعبيراً آخر عن وحدة اليمين المتطرف في أمريكا وإسرائيل وفرنسا والمجر في لحظة تاريخية واحدة. أسوأ ما يعلق الآن بصورة الولايات المتحدة أن رئيسها أصبح زعيماً لليمين المتطرف، لا للعالم الحر حسب التوصيفات القديمة. خشية أن تفضي ردات الفعل الاقتصادية والسياسية إلى الإضرار الفادح بالمصالح الأمريكية دعا وزير الخزانة سكوت بيسنت عبر محطة «سي. إن. إن»: «اهدأوا وخذوا نفساً عميقاً، ودعونا نرى إلى أين تتجه الأمور لأن الرد الانتقامي سيؤدي إلى التصعيد». إنها محاولة لامتصاص الغضب المتصاعد في أنحاء العالم، وإبداء نوع من الاستعداد للتفاوض والتراجع كما اعتادت «الترامبية المتهورة» عندما تواجه بالردع لا الإذعان.