logo
#

أحدث الأخبار مع #وشيعة

الشعور بالهوية الوطنية المشتركة
الشعور بالهوية الوطنية المشتركة

الوطن

timeمنذ 19 ساعات

  • سياسة
  • الوطن

الشعور بالهوية الوطنية المشتركة

محمود المحمود قد يعتقد البعض أن موسم عاشوراء وما يرافقه من فعاليات متنوعة، هو حدث يقتصر على أبناء البحرين من الطائفة الكريمة فقط، لكن هذا الاعتقاد ربما يجحف حق كثيرين سواء أفراداً أو جهات ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في إنجاحه، بل ويخرجه من إطاره العام وهو الهوية الوطنية المشتركة. فهناك جهود تنسيقية شاملة تم تنفيذها بناء على توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وأشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله لموسم عاشوراء هذا العام، تؤكد على أنه موسم البحرين كلها سنة وشيعة وأي طائفة أخرى تعيش في تلك الجزيرة. ولم يكن هناك أمر جديد في التزام المملكة الدائم بصون الحريات الدينية سواء في عاشوراء أو غيرها من المناسبات، إلا أن الموسم يأتي كل عام ليرسخ تلك المبادئ، ويعطي منها دروساً لدول أخرى في أسلوب العيش المتسامح والكريم لكل إنسان يرغب في ممارسة شعائره بحرية وأمان، وهو ما يظهر في مناسبات دينية لطوائف أجنبية بالبحرين تم اعتبارها ضمن أجندة الفعاليات الأساسية. ويحرص جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه في كل عام على تقديم الدعم المالي للمآتم، وهي بادرة تجسد النظرة الأبوية لأبناء الوطن من ملك يحب جميع أبنائه، ويتبادل معهم المودة والاحترام، ويبعث برسالة واضحة للداخل والخارج بشمولية الرعاية الملكية السامية والأهمية الكبيرة التي توليها المملكة لهذه الشعائر، ثم يكتمل النسيج المجتمعي بما تقوم به مؤسسات الدولة من أعمال مكثفة وكبيرة ومتشعبة قبل وأثناء وبعد موسم عاشوراء. ويمكن هنا رصد بعض الجهات التي لها دور رئيسي في الموسم، وهي: وزارة الداخلية التي تضطلع بتوفير الأمن وإدارة حركة المرور بكفاءة وإدارة الحشود والمواكب، والحفاظ على النظام العام ليلاً ونهاراً، ثم وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف من خلال إدارة الأوقاف الجعفرية للتنسيق والإشراف على جميع أنشطة عاشوراء والمآتم والحسينيات بجميع مناطق المملكة وتلبية كافة احتياجاتها. وهنا يجري التنسيق بين الأوقاف الجعفرية "العدل" والمحافظات "الداخلية" بشأن مشروع النقل الجماعي للمعزين إلى المناطق الداخلية بسهولة، ولا ننسى المبادرة الإنسانية التي تقدمها الجهات المعنية بشأن تخصيص حافلات لنقل ذوي العزيمة، ليتداخل معها دور وزارة الصحة المحوري في هذا الحدث باعتبارها عنصراً حاسماً في تقديم خدمات طبية شاملة طوال فترة عاشوراء، وتشغيل مرافق متخصصة وتكثيف التوعية الصحية والإشراف على المعايير الصحية خلال الفعاليات. ولا ننسى دور أمانة العاصمة وبلديات المحرق والشمالية والجنوبية وما قاموا به من أنشطة استباقية استعدادا لهذا الحدث، وما بعده من حيث المحافظة على نظافة الشوارع وتعزيز الخدمات المقدمة من كافة الجهات تحت مظلة مشتركة تعبر عن نسيج البحرين. أمر أخير يستلزم الحديث عنه، وهو ما أعلنته الأمانة العامة للتظلمات، بشأن ضمان الحقوق الدينية لنزلاء مراكز الإصلاح، والتحقق من قدرتهم على ممارسة شعائرهم الدينية بحرية كاملة داخل المؤسسات الإصلاحية، وهو ما يُضيف مزيدا من النزاهة الأخلاقية والقانونية للدعم الحكومي الشامل لعاشوراء، ويُظهر التزام البحرين بالمبادئ الدستورية التي رسخها المشروع الإصلاحي. * قبطان - رئيس تحرير جريدة "ديلي تربيون" الإنجليزية

احمد علي يكتب: انتصرت إيران وغزة
احمد علي يكتب: انتصرت إيران وغزة

سرايا الإخبارية

time٢٥-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سرايا الإخبارية

احمد علي يكتب: انتصرت إيران وغزة

بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي - ابو النحس المتشائل - دمار في دمار ،دمار وبكاء وصراخ وعويل ،يخرج من بين الإنقاذ ،قوارب محملة ضعف حمولتها إلى البحر ،الحدود المصرية مكتظة بالهاربين ،البكاء والصراخ في الملاجئ ،وامراض معوية لحقت بهم ،الموت والدمار يلاحقهم قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ، سلطات المطار تمنع الطائرات من الهبوط ،لحين بدأ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ،كل هذا الدمار والقتل سبب في رحيلهم وعودتهم من حيث أتوا ،فلك الله يا إيران مما فعلت بهم وانت المحاصرة منذ سنين ،قصفوا بالطائرت هم والقوات الأمريكية اماكن المفاعلات النووية ،وكانت النتائج تدمير المباني والحجر ،حيث لم نسمع اي خبر عن أي إشعاع نووي ،جراء ضرب الطائرات الامريكية ،52ب،على اعماق تزيد على الستين مترا ، ان الضربات الإيرانية غير المسبوقة دمارا وقتلا في كل أنحاء الوطن الفلسطيني ،تجعلهم يفكرون بالهروب من هذا الجحيم القادم في أية لحظه واي وقت ،لقد صنعتم ايها الايرانيون اقواس نصر لكل فلسطيني وعربي ومسلم ،وفعلتم ودمرتم وقتلتم ،ما لا يتوقعه أحد، ووحدتم بهذا الفعل القوى الإسلامية سنة وشيعة وجعلتم هدف القضاء على ما يسمى بالدولة العبرية قاب قوسين أو ادنى،ومزقتم كل القناعات التي سادت، بأن هذه دولة وشعب وجيش لا يهزم ،ان الامه العربية والإسلامية مدينة لكم ايها الايرانيون فعلكم الكبير الذي يسجله لكم التاريخ بأحرف من نور ،سيما وانتم تقصفون العدو حتى آخر ثانية من موعد وقف إطلاق النار الرسمي،بوركت ايديكم

الدين لله .. والوطن للعرب فقط!!
الدين لله .. والوطن للعرب فقط!!

بوابة الأهرام

time٠٢-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

الدين لله .. والوطن للعرب فقط!!

إذا كنت من المعروفين بالعمل في مراكز البحث والمعلومات، والإعلام وكل ما يتعلق بالتعامل مع الرأي العام مباشرة، ستجد من يعرض عليك التعاون بمقابل مادي مغرٍ، مع مراكز ومؤسسات وكيانات تطلق على نفسها اسم "مراكز الدبلوماسية الروحية"، وتدعي التنوير والتدين، وتأخذ في إعادة تأويل النصوص الدينية، ونصوص التفسير، وتركز على قيم الود والتسامح، والتعايش والسلام، وخاصة ما يختص بالقضايا الشائكة في الشرق الأوسط والصراع العربي-الإسرائيلي. هذه الكيانات التي انتشرت بشكل كبير بعد التطبيع الإسرائيلي مع عدد من دول الخليج والمغرب والسودان ، ومع حرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب العربي الفلسطيني، يتم من خلالها ضخ مليارات الدولارات على مراكز البحث والمعلومات ووسائل الإعلام وعشرات الفعاليات بدول المنطقة التي أطلقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية "الشرق الأوسط"، باعتبارها " شرق أوسط" لموقعها، بما يدل على أن أمريكا تنظر إلى نفسها أنها مركز العالم والمهيمنة عليه!! وتسعى هذه الكيانات إلى إقناع الشعب العربي بضرورة مزج ديانات "اليهودية والمسيحية والإسلام" في رسالة واحدة أو دِين واحد يجتمع عليه الناس، لوقف النزاعات والصراعات التي تؤدي إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والحروب المسلحة بين الناس "اليهود والعرب، بل بين أبناء الدين الواحد "سنة وشيعة ". كما تسعى إلى تغيير الخطاب الديني ومسخ هوية ومعتقدات أبناء شعوب المنطقة، وقد ظهر جليًا ذلك فى إعلان "اتفاق أبراهام"، الذي يعطي كل أبناء الديانات ممن هم من سلالة سيدنا إبراهيم عليه السلام، الصلاة في "جبل الهيكل" الذي هو الاسم العبري للمسجد الأقصى المبارك، ما يعني أخذ الشرعية من العرب بأن المسجد الأقصى ليس خالصًا للمسلمين، وهو بند خطير لأنه يعطي حقًا مزعومًا لليهود للصلاة في المسجد الأقصى!! مؤسسة "راند"، وهي مؤسسة أمريكية بحثية ذات صلة مباشرة بالمحافل الماسونية، ومن أهم مؤسسات الفكر الأمريكية ذات التأثير في دوائر صنع القرار في الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بشئون الشرق الأوسط الكبير، بينت في تقريريها 2005 و 2007؛ إن من أهم أهداف "اتفاق أبراهام" هو إعادة بناء الدين الإسلامي ودمجه في الثقافة الغربية، وإعادة قراءة نصوص القرآن والسنة في ظل مقررات هذه الثقافة، ليكون العالم تحت الهيمنة الأمريكية في نظامٍ مستمر مستقر على حد وصفها !! ووصف تقرير المؤسسة "الإسلام المدني الديمقراطي: الشركاء والموارد والإستراتيجيات" بأنه "حائط منيع أمام محاولات التغيير، وقام بتصنيف المسلمين إلى أربع فئات: أصوليين، تقليديين، حداثيين، علمانيين. والخطورة في تقارير "راند" أنها تشكل المرجع الأساسي في توجيه صناع القرار الأمريكي، خاصة مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية، فيكفي الإشارة إلى أن بول بريمر، الحاكم الأمريكي المدني السابق في العراق، قد ذكر صراحة في مذكراته عن غزو العراق، أنه ما إن وطئت قدماه أرض العراق وبدأ يسأل عن كيفية إدارة هذه الدولة، وإن تقرير مؤسسة "راند" الإستراتيجي كان أفضل السبل لتسيير الوضع في العراق!! على جانب آخر، وفى نفس السياق، يأتى اتفاق "أبراهام" المشبوه، من أجل دمج الكيان الصهيوني في العالم الإسلامي عامة والمنطقة العربية خاصة؛ لينتقل من كيانٍ مرفوض إسلاميًا وعربيًا إلى كيانٍ مرحبٍ به ومرغوبٍ فيه، وليس جسمًا غريبًا وافدًا إليها كما هو الحال. ومن الأهداف أيضًا: أن بسط الولايات المتحدة والدول الغربية نفوذها على البلاد الإسلامية والعربية وثرواتها لا يصبح محل استقباح وتهمة؛ لأننا الآن جميعًا أبناء دينٍ واحد، ولا نظر للعداء القديم بعد أن دخلنا في الدين الإبراهيمي الجديد. فالهدف العام إذن: اغتصاب المنطقة العربية والإسلامية عبر دمج الصهاينة فيها، وإضفاء المشروعية على النفوذ الأمريكي والغربي، وهذه الإستراتيجية اكتملت أُسسها في عهد أوباما، وتبنتها إدارة ترامب وبلورتها تحت عنوان: خدمة السلام في الشرق الأوسط وإنهاء الصراع، وتلقفتها العواصم الغربية بقبول وترحاب غير مسبوقين . إن تعايش العرب من مسلمين ومسيحيين لا مشكلة لديهم مع أبناء الدين اليهودي بدلالة معيشة أبناء هذا الدين بحرية واحترام في البلدان العربية على مدى قرون، وبالتالي فإن التعايش بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة أمر ممكن وحاصل على أرض الواقع، لكن المرفوض وغير الممكن حقًا، هو التعايش مع أتباع الكيان الصهيوني الغاصب، الذي قتل وشرد شعبًا واحتل أرضه، وجلب ملايين البشر من عتاة الإجرام من شتى بقاع العالم؛ بناء على أسطورة دينية، ويريد اليوم أن يفرض علينا تطبيعًا سياسيًا وثقافيًا ودينيًا باعتباره "تعايش أديان"!! واختتم بما جاء فى بيان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف وحسمه لما يسمى (الدين الإبراهيمي)، حيث أكد أنها "ديانة" لا تتفق مع أصول أي دين من الأديان السماوية، ولا مع فروعه، ولا مع طبيعة الخلق وفطرتهم التي تقوم على الاختلاف في اللون والعرق وحرية العقيدة، كما أنها تُخالف صحيح ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وما اتفق عليه إجماع علماء كل دين من الأديان وكل ملة من الملل. وأكد البيان أن الأزهر الشريف يرفض رفضًا قاطعًا مثل هذه الدعاوى، كما يؤكد أن هذا الرفض لا يتعارض مع التعاون في المشتركات بين الأديان لتقديم العون والمساعدة للناس وتخفيف آلامهم وأحزانهم، وعلى هؤلاء الداعين لمثل هذا التوجه أن يبحثوا عن طريق آخر يحققون به مصالحهم، وينفذون به أجنداتهم، بعيدًا عن قدسية أديان السماء وحرية الاختيار المرتبطة بها، وأن يتركوا الدين لله ويذهبوا بأغراضهم حيث يريدون، فإن الله لم ينزل دينه ليكون مطية لتحقيق المآرب السياسية، أو أداة للانحرافات السلوكية والأخلاقية. لإن الإخلال بالعبودية لله حقيقته عبودية بشر لبشر.. وهو ما يريدون فعله. فمقولتهم "الدين لله والوطن للجميع" مقولة مغلوطة؛ لأن الدين والوطن والجميع لله، وعلى العرب أن يعلموا ويعملوا بمقولة "الدين لله.. والوطن لله.. ولهم فقط ".

المقاتلون الأجانب... اختبار سوريا والمجتمع الدولي
المقاتلون الأجانب... اختبار سوريا والمجتمع الدولي

العرب اليوم

time٢٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العرب اليوم

المقاتلون الأجانب... اختبار سوريا والمجتمع الدولي

«يهبنا الله اللوز، لكن لا يُقشّره لنا»، هذه الحكمة تختزل لحظة سوريا الجديدة: فرصة تاريخية، لكنها مشروطة، معقّدة لكنها ليست مستحيلة وتحتاج إلى تجاوز لغة التعميم والتبرير ومحاولة ترحيل المعضلة إلى مقاربات لا تنتمي إلى منطق الدولة ومفهومها بل إلى مفاهيم وثقافة المناخات الثورية أو «الجهادية» مثل الأنصار والوفاء لرفاق الأمس، والهدنة إلى أن يحين التمكين... إلخ. سوريا على موعد استحقاق كبير وفرصة كبيرة بعد أكثر من عقد على الحرب، وسقوط النظام السابق في ديسمبر (كانون الأول) 2024، إذ يجد السوريون أنفسهم أمام أكبر مفترق سياسي منذ بداية الثورة. فالمجتمع الدولي، وبدعم فاعل من دول الاعتدال العربي وفي مقدمتها السعودية، ينحاز اليوم بوضوح إلى فرصة بناء دولة سورية موحّدة، ومستقرة، تُعيد تشكيل نفسها ضمن محيطها العربي، بعد سنوات من العزلة والتدويل. الرهان كبير، والثقة ممنوحة لقيادة جديدة، انطلاقاً من أن الثمن، سياسياً وأمنياً واجتماعياً، باهظ في حالة الفشل، لذلك منحُ الفرصة كان الخيار السياسي الواقعي. ومع أن شروط رفع العقوبات وإعادة الإعمار والاستثمارات معروفة، إلا أن أكثرها تعقيداً وخطورةً هو ملف المقاتلين الأجانب. المقاتلون بشكل أساسي باتوا عبئاً متعدد المستويات: أمنياً، وقانونياً، واجتماعياً، وثقافياً. إذ لم تشهد ساحة صراع في العصر الحديث تجمّعاً دولياً للمقاتلين الأجانب كما حدث في سوريا منذ 2012، حين تحوّلت البلاد إلى نقطة جذب لعشرات الآلاف من المقاتلين من أكثر من مائة دولة -سنة وشيعة- انخرطوا في الصراع على جانبي الجبهة، وحملوا معهم أجندات تتجاوز حدود الوطن السوري. اليوم، وبعد نهاية المعركة العسكرية، تُطرح أسئلة وجودية لمستقبل سوريا: ما مصير هؤلاء المقاتلين؟ كيف يمكن معالجة تداعيات وجودهم؟ وهل يمكن أن تستعيد سوريا وحدتها وهويتها في ظل وجود جيوش عقائدية لا تدين بالولاء للدولة؟ ترك الملف بلا حل ليس خياراً. فبعد حرب أفغانستان، عاد «الأفغان العرب» ليؤسّسوا تنظيم «القاعدة». وفي البوسنة، خلّف العشرات من المقاتلين الأجانب جيوباً ثقافية متطرفة، أثّرت في هوية الإسلام البوسني المعتدل. وفي العراق أسهم عائدو «الجهاد» في ولادة «دولة (داعش)» لاحقاً، في حين العراق واليمن ولبنان عالقة في ميليشيات شيعية تتلبس شكل الدولة وتؤثر في استقرارها. في سوريا المشكلة مضاعفة؛ هناك مقاتلون ما زالوا ينتشرون في الشمال أقرب إلى فكر «داعش»، ومقاتلون ضمن فصائل يدينون بطريقة شكلانية إلى جسد الفصيل الأكبر «هيئة تحرير الشام»، لكن ولاءهم مشروط بالآيديولوجيا، إضافة إلى بداية الانشقاقات الفكرية من الهجوم الشرس لإعلام «داعش» في آخر عدد وبشكل مباشر تجاه الرئيس ثم لشخصيات من رموز «السلفية الجهادية»، منهم أبو محمد المقدسي، عدا الكثير من المتن «الجهادوي» على وسائل التواصل الذي يشعر بالقلق تجاه ما يجري، والمؤثرون منهم طوائف شتى، كل منهم يحمل تصوراً خاصاً عن «الشرعية»، ويتصرف بوصفه صاحب فضل في النصر أو التضحية. هذا الواقع يفرض على الإدارة السورية ثلاثة خيارات. أولاً: الترحيل الكامل، ويعني إخراج كل المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية، بدعم أممي، بوصفه شرطاً أساسياً لإعادة الشرعية الدولية؛ لكنه خيار محفوف بالعقبات، فالكثير من الدول ترفض استعادة مواطنيها، والبعض فقد جنسيته أصلاً. كما أن عمليات الترحيل قد تكون شرارة جديدة للفوضى، ما لم تقترن بخطة أمنية دقيقة. ثانياً: الدمج المشروط، ويقوم على التمييز بين من ارتكب جرائم جسيمة ومن يمكن استيعابه، خصوصاً من تزوج داخل سوريا أو عاش فيها سنوات. لكن هذا السيناريو يواجه تحفظات داخلية، ويتطلّب قدرة أمنية وقانونية عالية، وبرامج تأهيل شاملة؛ لكن بالطبع هذا الحل صعب جداً في ظل وجود مناصب قيادية للمقاتلين الأجانب وهيكلية مبنية على التراتبية التنظيمية والولاء الجزئي للفصيل. ثالثاً: المماطلة ومعالجة الفوضى وهو السيناريو الأخطر، فإذا فشلت الدولة في معالجة الملف، يتحول المقاتلون إلى قوة موازية تهدّد السلم الأهلي، وتستدرج تدخلات إقليمية، خصوصاً على حدود العراق ولبنان وتركيا. وقد تتحول سوريا إلى مسرح دائم لإعادة تدوير التنظيمات المسلحة العابرة للحدود. الآن الأمر واضح، ليس فقط لأن المجتمع الدولي يترقّب، بل لأن الداخل السوري بحاجة إلى دولة تعيد الاعتبار إلى المواطنة، وتنهي منطق «الولاء العابر للحدود» والشعارات الشمولية المبنية على ثنائيات طائفية أو جهوية أو حتى تاريخية تستدعي أمجاداً متخيلة، فضلاً عن ثقافة التطرف التي يمكن بعيداً عن حالة العسكرة أن تؤدي إلى تجريف الإسلام المعتدل لصالح مجتمع راديكالي محتقن وقابل للانفجار في أي لحظة. إن علاج ملف المقاتلين الأجانب يجب ألا يكون رد فعل أمنياً فقط، بل جزءاً من رؤية متكاملة لإعادة بناء الدولة والمجتمع، قائمة على العدالة، والمحاسبة، والمواطنة، والاستفادة من تجارب الدول التي خاضت معركة طويلة وشرسة ضد الإرهاب، وفي مقدمتها السعودية، التي أدركت مبكراً أن المعركة مع الفكر لا تقل أهمية عن المعركة مع السلاح. سوريا اليوم، بغض النظر عن الإدارة السياسية، أمام لحظة تأسيس ثانية، والنصر الحقيقي الذي بدأ بإسقاط النظام يتطلّب استدامة وجهداً سورياً مضنياً تشارك فيه كل المكونات والخبرات السورية لإقامة دولة مواطنة لا تحمل في باطنها بذور تفككها... البدء من ملف المقاتلين الأجانب هو الامتحان الأهم لإثبات أن سوريا قادرة على الانحياز إلى نفسها، قبل أن ينحاز إليها المجتمع الدولي الذي هو على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة وفرص أكبر.

القوات منفردة تواجه تكتل القوى ضدها
القوات منفردة تواجه تكتل القوى ضدها

المدن

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المدن

القوات منفردة تواجه تكتل القوى ضدها

كرت سبحة المهرجانات الشعبية لإطلاق اللوائح الانتخابية في نهاية الأسبوع الماضي في زحلة، مع دخول موعد إجراء الانتخابات البلدية في البقاع مرحلة العد العكسي ليوم الأحد المقبل. بعد أن خاضت القوات اللبنانية تجربة عرض "قوتها الشعبية" في مهرجانها الأول للائحة "قلب زحلة" لمنافسة الخصوم منفردة، خالفت لائحة "زحلة رؤية وقرار"، برئاسة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب، توقعات الخصوم. فقد كان مهرجان إطلاق اللائحة حاشداً وحضره ممثلو حزب الكتائب المتحالف مع زغيب، وداعم اللائحة النائب ميشال ضاهر، والوزيران السابقان ايلي الماروني، وخليل الهراوي، والنائبان السابقان يوسف المعلوف وسيزار المعلوف وممثلون عن حزب الوطنيين الأحرار. جمهور التيار وزغيب استعراض القوة كان ضروريا في معركة انحرف خطابها عن المضمون الإنمائي، وحولها إلى "أم المعارك" تحت عنوان تأكيد المرجعية، المحلية والمركزية في المدينة. تتكامل هذه الأجواء المحمومة، مع إعلان التيار الوطني في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي عن تزييت محركات ماكينته الانتخابية في زحلة أيضاً، بعد أن كان من المتوقع اعتكافه عن المشاركة. وأكد في البيان بلسان نائبه سليم عون أن مشاركته أتت "رفضاً للمسّ بحقوقه وتمثيله في زحلة أو لمحاولات إقصائه". وتقدم "التيار" بسبعة مرشحين من صلب كوادره الحزبية المعروفة في زحلة تأكيدا على تجذره في المدينة. بحسب التموضعات القائمة، دخول التيار الوطني الحر المعركة بلائحة غير مكتملة يؤدي إلى منافسة "التيار" لائحة "زحلة رؤية على جمهور الناخبين نفسهم. لكن ذلك لن يزيد من صعوبة معركة لائحة زغيب، خصوصا أن التيار لم يرشح سوى سبعة أعضاء من 21 عضوا يتألف منه المجلس البلدي. وخطوته وفقا لما يؤكد مصدر معني في التيار كانت مقصودة حتى لا يتهم بتحالفات من تحت الطاولة أو فوقها، أو بترجيح كفة أي طرف على الآخر. فهو قدم لمناصري التيار والعائلات التي تدور في فلكه عينة لاستفتاء شعبيته في المدينة، وترك لهم الخيار في استكمال لوائحهم وفقا لإرادتهم. ومن هنا يتجه التيار لخوض المعركة من دون أية تحالفات، حتى لو انعكس ذلك سلبا على مناورته السياسية، بظل ازدياد حماوة المعركة التي قد تؤدي إلى انحصارها عمليا بين لائحتي زغيب والقوات. سهام القوات والسلاح أيا يكن الأمر تبدو المناورات السياسية المرافقة للحملات الانتخابية، عنوانا مشتركا بين الأفرقاء المعنيين مباشرة في انتخابات زحلة. ورغم الحزم الذي يبديه رئيس بلدية زحلة بخوض معركة إنمائية بعيدة عن السياسة، فإن الانتخابات تشكل فرصة لحليفه النائب ميشال ضاهر، لتزييت ماكينته الانتخابية في عملية رصد مسبق للأرضيه الانتخابية، وقدرته على التأثير في الناخب الزحلاوي خلال الانتخابات النيابية المقبلة. وهذا ما يعطي القوات اللبنانية ذرائع كافية لتوجيه السهام الى لائحة زغيب، في معركة سياسية واضحة تخوضها بالمدينة لإظهار حجمها، حتى لو كانت العوامل المتحكمة بالانتخابات البلدية على جبهتي المعركة، مختلفة تماما عن الانتخابات النيابية. غير أن اللافت هو استخدام قاعدة القوات اللبنانية سلاح حزب الله، كأداة لإظهار معركتها وكأنها معركة السياديين بوجه فريق الممانعة. لكن "سلاح" القوات هذا في الحملة الانتخابية فقد فعاليته، خصوصا أن التحالفات السيادية موجودة في كل لائحة. وهذا ربما ما دفع الى تغيير الخطاب بدءا من المهرجان الشعبي الذي أقامته القوات للائحتها يوم الأربعاء الماضي، وتحديدا من خلال توجه النائب جورج عقيص الى الجمهور أطراف زحلة "المسلمين" من سنة وشيعة حين قال " اخواني بالكرك بالمعلقة الشمالي، حوش الامراء، وتعنايل، من كل قلبي أخاطبكم، تعالوا نبني مدينة لا تمييز فيها لا بالدين ولا بالانتماء السياسي، وتعالوا نهدم حواجز الخوف والحذر، فأنتم أقرب الينا من قربكم لكثيرين بالبلد، بالتاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد". بالمقابل وجه عقيص سهامه الى أسعد زغيب من خلال إتهامه بخوض تحالفات مع خارج المدينة، ملمحاً الى التحالف القائم مع النائب ضاهر، إبن بلدة الفرزل الملاصقة لآخر قرى زحلة أي الكرك. علماً أن الفرزل وزحلة تتشاركان كرسي الأبرشية الكاثوليكية الملكية، الذي كان مقره تاريخيا في الفرزل قبل ان ينتقل الى زحلة. علما أن كلام زغيب في المهرجان الشعبي للائحته، حاول أن يضعف فعالية هذا السلاح ضده أيضا، وخصوصا عندما اعتبر أن حسابات القوات الخاطئة وممارستها الفوقية من خلال استبعادها حتى لحلفائها الطبيعيين عن لائحتها، هي التي جعلتها مستفردة في معركتها الحالية. خروج سكاف من المعركة وسط هذه الحماوة يبدو أن ميريم سكاف خرجت من سباق الانتخابات البلدية، بعد تحالفاتها التي لم يتمكن جمهور القوات من بلعها. وعليه سيكون مستبعداً أن تتمكن في المهلة الفاصلة عن الانتخابات من استعادة أنفاسها لتعيد ضخ الحياة في التحالفات التي تخلت عنها إثر تحالفها مع القوات، خصوصا أن كل من عرض عليها التحالف سابقا تكتل مع زغيب. يبقى أنه كما في كل لبنان، تبدو القوات اللبنانية مهتمة في زحلة أيضا باتحاد البلديات، حتى لو كانت تركيبته في زحلة، المدينة المسيحية التي تسبح في قضاء ذات أغلبية مسلمة، سنية تحديدا، مختلفة تماما. علما أن فتح هذه المعركة بعد صدور نتائج الانتخابات ليس مستبعدا، وقد تجد القوات في النائب ميشال ضاهر منافسا لها أيضا، خصوصا أن بصمته تظهر في معركة أكثر من قرية بقاعية وحتى السنية منها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store