القوات منفردة تواجه تكتل القوى ضدها
بعد أن خاضت القوات اللبنانية تجربة عرض "قوتها الشعبية" في مهرجانها الأول للائحة "قلب زحلة" لمنافسة الخصوم منفردة، خالفت لائحة "زحلة رؤية وقرار"، برئاسة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب، توقعات الخصوم. فقد كان مهرجان إطلاق اللائحة حاشداً وحضره ممثلو حزب الكتائب المتحالف مع زغيب، وداعم اللائحة النائب ميشال ضاهر، والوزيران السابقان ايلي الماروني، وخليل الهراوي، والنائبان السابقان يوسف المعلوف وسيزار المعلوف وممثلون عن حزب الوطنيين الأحرار.
جمهور التيار وزغيب
استعراض القوة كان ضروريا في معركة انحرف خطابها عن المضمون الإنمائي، وحولها إلى "أم المعارك" تحت عنوان تأكيد المرجعية، المحلية والمركزية في المدينة.
تتكامل هذه الأجواء المحمومة، مع إعلان التيار الوطني في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي عن تزييت محركات ماكينته الانتخابية في زحلة أيضاً، بعد أن كان من المتوقع اعتكافه عن المشاركة. وأكد في البيان بلسان نائبه سليم عون أن مشاركته أتت "رفضاً للمسّ بحقوقه وتمثيله في زحلة أو لمحاولات إقصائه". وتقدم "التيار" بسبعة مرشحين من صلب كوادره الحزبية المعروفة في زحلة تأكيدا على تجذره في المدينة.
بحسب التموضعات القائمة، دخول التيار الوطني الحر المعركة بلائحة غير مكتملة يؤدي إلى منافسة "التيار" لائحة "زحلة رؤية على جمهور الناخبين نفسهم. لكن ذلك لن يزيد من صعوبة معركة لائحة زغيب، خصوصا أن التيار لم يرشح سوى سبعة أعضاء من 21 عضوا يتألف منه المجلس البلدي. وخطوته وفقا لما يؤكد مصدر معني في التيار كانت مقصودة حتى لا يتهم بتحالفات من تحت الطاولة أو فوقها، أو بترجيح كفة أي طرف على الآخر. فهو قدم لمناصري التيار والعائلات التي تدور في فلكه عينة لاستفتاء شعبيته في المدينة، وترك لهم الخيار في استكمال لوائحهم وفقا لإرادتهم. ومن هنا يتجه التيار لخوض المعركة من دون أية تحالفات، حتى لو انعكس ذلك سلبا على مناورته السياسية، بظل ازدياد حماوة المعركة التي قد تؤدي إلى انحصارها عمليا بين لائحتي زغيب والقوات.
سهام القوات والسلاح
أيا يكن الأمر تبدو المناورات السياسية المرافقة للحملات الانتخابية، عنوانا مشتركا بين الأفرقاء المعنيين مباشرة في انتخابات زحلة. ورغم الحزم الذي يبديه رئيس بلدية زحلة بخوض معركة إنمائية بعيدة عن السياسة، فإن الانتخابات تشكل فرصة لحليفه النائب ميشال ضاهر، لتزييت ماكينته الانتخابية في عملية رصد مسبق للأرضيه الانتخابية، وقدرته على التأثير في الناخب الزحلاوي خلال الانتخابات النيابية المقبلة. وهذا ما يعطي القوات اللبنانية ذرائع كافية لتوجيه السهام الى لائحة زغيب، في معركة سياسية واضحة تخوضها بالمدينة لإظهار حجمها، حتى لو كانت العوامل المتحكمة بالانتخابات البلدية على جبهتي المعركة، مختلفة تماما عن الانتخابات النيابية.
غير أن اللافت هو استخدام قاعدة القوات اللبنانية سلاح حزب الله، كأداة لإظهار معركتها وكأنها معركة السياديين بوجه فريق الممانعة. لكن "سلاح" القوات هذا في الحملة الانتخابية فقد فعاليته، خصوصا أن التحالفات السيادية موجودة في كل لائحة. وهذا ربما ما دفع الى تغيير الخطاب بدءا من المهرجان الشعبي الذي أقامته القوات للائحتها يوم الأربعاء الماضي، وتحديدا من خلال توجه النائب جورج عقيص الى الجمهور أطراف زحلة "المسلمين" من سنة وشيعة حين قال " اخواني بالكرك بالمعلقة الشمالي، حوش الامراء، وتعنايل، من كل قلبي أخاطبكم، تعالوا نبني مدينة لا تمييز فيها لا بالدين ولا بالانتماء السياسي، وتعالوا نهدم حواجز الخوف والحذر، فأنتم أقرب الينا من قربكم لكثيرين بالبلد، بالتاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد".
بالمقابل وجه عقيص سهامه الى أسعد زغيب من خلال إتهامه بخوض تحالفات مع خارج المدينة، ملمحاً الى التحالف القائم مع النائب ضاهر، إبن بلدة الفرزل الملاصقة لآخر قرى زحلة أي الكرك. علماً أن الفرزل وزحلة تتشاركان كرسي الأبرشية الكاثوليكية الملكية، الذي كان مقره تاريخيا في الفرزل قبل ان ينتقل الى زحلة. علما أن كلام زغيب في المهرجان الشعبي للائحته، حاول أن يضعف فعالية هذا السلاح ضده أيضا، وخصوصا عندما اعتبر أن حسابات القوات الخاطئة وممارستها الفوقية من خلال استبعادها حتى لحلفائها الطبيعيين عن لائحتها، هي التي جعلتها مستفردة في معركتها الحالية.
خروج سكاف من المعركة
وسط هذه الحماوة يبدو أن ميريم سكاف خرجت من سباق الانتخابات البلدية، بعد تحالفاتها التي لم يتمكن جمهور القوات من بلعها. وعليه سيكون مستبعداً أن تتمكن في المهلة الفاصلة عن الانتخابات من استعادة أنفاسها لتعيد ضخ الحياة في التحالفات التي تخلت عنها إثر تحالفها مع القوات، خصوصا أن كل من عرض عليها التحالف سابقا تكتل مع زغيب.
يبقى أنه كما في كل لبنان، تبدو القوات اللبنانية مهتمة في زحلة أيضا باتحاد البلديات، حتى لو كانت تركيبته في زحلة، المدينة المسيحية التي تسبح في قضاء ذات أغلبية مسلمة، سنية تحديدا، مختلفة تماما. علما أن فتح هذه المعركة بعد صدور نتائج الانتخابات ليس مستبعدا، وقد تجد القوات في النائب ميشال ضاهر منافسا لها أيضا، خصوصا أن بصمته تظهر في معركة أكثر من قرية بقاعية وحتى السنية منها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 20 دقائق
- ليبانون 24
قيادي في "حزب الله": سلاح المقاومة هو للدفاع عن لبنان وملفه يحلُّ بـ"الحوار"
قال عضو المجلس السياسي في " حزب الله" الوزير السابق محمود قماطي ، اليوم السبت، إنه لا علاقة لسلاح المقاومة بمسألة "حصرية السلاح" التي تشمل الأمن الداخلي، مشيراً إلى أنَّ سلاح المقاومة يندرج ضمن إطار الدفاع عن لبنان ، فيما البحث بشأنه يتم على طاولة الحوار مع رئيس الجمهورية جوزاف عون من خلال الإستراتيجية الدفاعية". وفي حديثٍ عبر قناة الـ"OTV"، قال قماطي: "لا تزال رؤية الرئيس عون تفيد بأن مسألة السلاح تحل على طاولة الحوار عبر الاستراتيجية الدفاعية، وأميركا لم تُقدم حتى اليوم أي شيء داعم للعهد وللرئيس عون يسهل مهمته".

القناة الثالثة والعشرون
منذ 33 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
خطاب القوات: انتخابي
بدا واضحًا في الأشهر الأخيرة، أن "القوات اللبنانية" تتجه بخطابها السياسي نحو تصعيد غير مسبوق ضد حزب الله، مستخدمةً نبرة هجومية حادة لا ترتبط بشكل مباشر بالتطورات السياسية العامة، بل تنبع أساسًا من واقع داخلي يرتبط بالتحضيرات المبكرة للانتخابات النيابية المقبلة. ف"القوات"، التي تسعى إلى إعادة ترسيخ حضورها المسيحي في وجه منافسين جددا، تجد في التصعيد وسيلة لاستنهاض قاعدتها الشعبية، وإعادة ضبط تموضعها السياسي في المشهد المحلي. هذا التصعيد يتجاوز أحيانًا حدود الخلافات التقليدية مع "حزب الله"، ويأخذ طابعًا عدائيا غير مسبوق، هدفه الإيحاء بأن القوات تقف على الضفة المقابلة تمامًا، ولا تشارك في منظومة التسويات أو التفاهمات التي تطبع الأداء الحكومي والسياسي في البلاد. من هنا، لا يبدو مستغربًا الحديث عن إمكان لجوء القوات إلى خيار الاستقالة من الحكومة، ليس بسبب معطيات دستورية أو اعتراض على سياسات محددة، بل كجزء من حراك سياسي يُظهر أنها غير راضية عن أداء الحكومة، وأنها مستعدة لدفع الثمن في سبيل مشروعها، أو بالأحرى في سبيل الإيحاء بأن مشروعها لا يزال قائمًا ولم يفشل. لكن اللافت في المرحلة الراهنة هو أن خطاب "القوات" لا يستهدف حزب الله فحسب، بل يتعداه إلى محاولة خفية وغير مباشرة، لضرب صورة الرئيس جوزيف عون، الذي يشكل بنظر شريحة مسيحية واسعة رمزًا للوسطية والاعتدال، ويستقطب دعمًا شعبيًا يتقاطع في أماكن كثيرة مع قاعدة "القوات اللبنانية". ولذلك، فإن تصعيد الخطاب السياسي والتلويح بالاستقالة والتشدد في مواجهة "حزب الله"، كلها أدوات تُستخدم أيضًا لخلق مناخ من الإحباط حيال إمكانية نجاح الرئيس عون في إدارة المرحلة المقبلة، وبالتالي تقليص فرصه في المنافسة الجدية على زعامة مسيحية بديلة أو منافسة. تخوض "القوات" حملة مزدوجة: الأولى لتكريس حضورها على الساحة المسيحية على أبواب الانتخابات، والثانية إضعاف صورة منافس محتمل قد يشكل تهديدًا حقيقيًا لحضورها. أما "حزب الله"، فهو في هذا السياق، الهدف العلني في معركة عنوانها الحقيقي... الانتخابات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


تيار اورغ
منذ 36 دقائق
- تيار اورغ
قماطي: "ما لم ينفذ اتفاق وقف إطلاق النار.. لسنا مستعدين للتعاطي بأي بند جديد"!
قال عضو المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي للـ OTV: "ما قلناه بردنا الا بحث باي امر جديد ما لم ينفذ اتفاق وقف اطلاق النار وقبل ذلك لسنا مستعدين للتعاطي باي بند جديد والرد اللبناتي الرسمي تضمن هذه الاولوية لتنفيذ الاتفاق وانهاء الاحتلال." وأضاف قماطي: " هناك خلط بين حصرية السلاح والتي تشمل الامن الداخلي ولا علاقة لسلاح المقاومة بهذا المعنى اما سلاح المقاومة فهو يندرج ضمن اطار الدفاع عن لبنان وهو يبحث على طاولة الحوار مع الرئيس عون بشأن الاستراتيجية الدفاعية." وأوضح: "لا تزال رؤية الرئيس عون هي مسألة السلاح انها تحل على طاولة الحوار عبر الاستراتيجية الدفاعية والاميركي لم يقدم حتى اليوم اي شيء داعم للعهد وللرئيس عون يسهل مهمته."