
مفتي الجمهورية ينعى الشيخ سيد عيسى سميط مفتي سنغافورة الأسبق
وقال فضيلة المفتي في بيان النعي:" تلقينا ببالغ الحزن نبأ وفاة فضيلة الشيخ سيد عيسى سميط، الذي أفنى حياته في خدمة الإسلام ونشر قيمه السمحة، وترك إرثًا علميًّا ودعويًّا كبيرًا يشهد له الجميع. لقد شكَّلت مسيرته الطويلة في الفتوى والعمل الديني نموذجًا يُحتذى به في الاعتدال والحكمة وخدمة مجتمعه وأمته."
وتقدَّم فضيلة المفتي بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد الكريم، وإلى دار الإفتاء في سنغافورة، وإلى عموم المسلمين في شرق آسيا، داعيًا الله عز وجل أن يتغمَّده بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 22 دقائق
- مصراوي
الجارديان: خطة إسرائيل لرفح ستكون جريمة.. والقانون الدولي لا يحمي غزة
في جولة الصحف البريطانية السبت، نطالع مقالاً يتحدث عن أن معظم الإسرائيليين لا يحترمون إنسانية الفلسطينيين ولا يبالون بالقانون الدولي، ومقالاً آخر يتحدث عن الفوضى والفساد والطرق الجديدة في تهريب المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا، وأخيراً مقالاً عن فائدة الطقوس والممارسات المنتظمة وتأثيرها الإيجابي على حياتنا كأفراد ومجتمعات. ونبدأ جولتنا من الغارديان، مع مقال يسلّط الضوء على مدى "وقاحة" السياسة الإسرائيلية التي تشكل "جرائم حرب" على مدار الواحد والعشرين شهراً من الحرب في غزة، دون الاكتراث للقانون الدولي. في هذا المقال، يشير المحامي الفلسطيني رجاء شحادة، إلى خطة إسرائيل لنقل الفلسطينيين "قسراً" إلى مخيم في أنقاض رفح، لا يُسمح لهم بمغادرته بعدها، فيما وصفه الكاتب بـ"معسكر اعتقال". ويعرّف المحامي معسكرات الاعتقال بأنها مراكز احتجاز لأعضاء جماعة وطنية أو سجناء سياسيين أو أقليات؛ لأسباب أمنية أو عقابية، وعادة ما يكون ذلك بأمر عسكري. ونقل الكاتب عن مايكل سفارد، المحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان، قوله إن وزير الدفاع الإسرائيلي "وضع خطة تنفيذية لجريمة ضد الإنسانية"، هذا بالإضافة إلى قتل وإصابة الآلاف وهم يحاولون الحصول على الطعام. ويرى شحادة، وهو مؤسس منظمة (الحق) لحقوق الإنسان "أن معظم الإسرائيليين لا يعترفون بإنسانية الفلسطينيين، بدليل أنهم لا يظهرون أي ندم على ما يرتكبه جيشهم باسمهم". وأرجع المقال "بذرة نزع الإنسانية" من معظم الإسرائيليين، إلى حرب 1948 حين "حُرِم الفلسطينيون بعنف من أراضيهم وممتلكاتهم فيما سُمي بالنكبة، بدعوى أن الأرض وهبها الله للشعب اليهودي". ومنذ ذلك الحين، أصبح الإسرائيليون قادرين على استخدام منازل العرب وأراضيهم وبساتينهم "دون أي شعور بالذنب". لذا فإنه على الرغم من أن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول كانت شرارة اندلاع الحرب الحالية، إلا أن إسرائيل، بحسب المقال، "دأبت على إهانة الشعب الفلسطيني وسلب ممتلكاته بشكل ممنهج لعقود". ويندّد المقال بعدم قدرة القانون الدولي على اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق، بناء على مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، بل الأكثر من هذا أن الغرب يواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل. ويقول المحامي الفلسطيني إن القانون الدولي لم يكن يوماً "خَلاص فلسطين"، وذلك منذ فشل تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، الذي منح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى ديارهم التي باتت اليوم في دولة إسرائيل. فرغم محاولات الفلسطينيين على مر السنين اللجوء إلى القانون الدولي إلا أنه يفتقر إلى وسائل إنفاذ فعّالة، ناهيك عن "مصالح الأقوياء"، على حد قول شحادة. ويعوّل الكاتب على "صمود" الفلسطينيين الذين ما زالوا متمسكين بأرضهم التي أُجبروا على تركها "كما كانوا في تلك الأيام الدموية الأولى"، خاتماً مقاله بأن محاولة إسرائيل إيقاف الحياة في غزة التي يمتد وجود الفلسطينيين فيها لأربعة آلاف عام، "محكوم عليها بالفشل".


مصراوي
منذ 22 دقائق
- مصراوي
مدير الأزهر للفتوى يحذر من فتاوى فردية شاذة تسيء للإسلام وتشوّه صورته
ألقى فضيلة الدكتور أسامة هاشم الحديدي، المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، كلمة افتتاحية للندوة الدولية المنعقدة في العاصمة البريطانية لندن التي ينظمها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالتعاون مع هيئة الإفتاء والشئون الشرعية بالمركز الثقافي الإسلامي بلندن، ومجمع الفقه الإسلامي بجدة، تحت عنوان: (النوازل الفقهية في الزواج والطلاق)، وبحضور نخبة من العلماء والمفتين، وسفراء الدول الإسلامية، وقيادات دينية وشبابية من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية، وصحفيين، ومتابعين للشأن الديني والفقهي في الغرب. وفي كلمته، أعرب الحديدي عن بالغ سعادته بالتعاون والمشاركة في هذا المحفل الدولي المهم، داعيًا الله أن تكون هذه الندوة صوت هداية ورشاد للمسلمين في كل مكان، سيما في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية. وأكد مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر أفرزت نوازل فقهية عديدة في مختلف مجالات الحياة، وفي مقدمتها الأسرة، وهو ما يستلزم اجتهادًا شرعيًّا رصينًا وقادرًا على التعامل مع هذه النوازل بوعي وفقه وتكامل بين العلوم الشرعية والإنسانية. وشدد الحديدي على أن الشريعة الإسلامية -بوصفها خاتمة وعالمية وصالحة لكل زمان ومكان- تمتلك من مقومات المرونة والانضباط ما يجعلها قادرة على استيعاب المتغيرات، وضبط المستجدات، بما يوافق أصولها ويحقق مصالح الناس في الحال والمآل؛ مشيرًا إلى أن فقهاء كل عصر بذلوا جهودًا كبيرة في تكييف مستجدات عصرهم تكييفًا علميًّا سليمًا، واستنباط أحكام وفتاوى تناسبها. وخلال كلمته أشار أيضًا إلى أن الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية لم تكن بمنأى عن التحولات العالمية والثقافية، بل تأثرت بها تأثرًا مباشرًا في بنيانها القيمي والاجتماعي، نتيجة تعرضها لأيديولوجيات دخيلة، وعوامل معاصرة خطيرة، أبرزها: الغلو، والعولمة الثقافية، والصراعات الإلكترونية، وحملات التشويه التي تستهدف تشكيل وعي الأفراد، وتسطيح الهوية الحضارية للمسلمين. وأكد الحديدي أن مثل هذه التحديات تفرض على المؤسسات الفقهية والاجتماعية أن تعمل بتكامل، وأن تتحمل مسؤوليتها في دراسة النوازل المتعلقة بالزواج والطلاق بدقة، وتضع حلولًا فقهية تحفظ كيان الأسرة واستقرارها، وتحقق مقاصد الشريعة في بناء أسر متماسكة. وبيّن فضيلته أن الفتوى المؤسسية -الصادرة عن جهات دينية معتمدة ووسطية- تمثل الركن الأصيل في ضبط القضايا المستحدثة، بخلاف الفتاوى الفردية أو الصادرة عن غير المتخصصين أو الجماعات المتشددة، والتي تسهم في تشويه صورة الإسلام وتعميق مشكلات المسلمين في الغرب، بل وتغذي ظواهر مثل "الإسلاموفوبيا". وأوضح الحديدي أن الاختيار الفقهي في قضايا النوازل لا بد وأن يبنى على قواعد الترجيح المعتمدة، ومراعاة المقاصد الشرعية الأصيلة والتكميلية، ومعرفة الأعراف والعادات، والنظر في مآلات الأفعال ونتائجها الواقعية. كما أبرز الحديدي أهمية الإحاطة التامة بحيثيات النوازل ومسائلها؛ لافتًا إلى أن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، وهو ما يقتضي فهمًا دقيقًا للبيئة الأوروبية، وللأحوال النفسية والاجتماعية لأطراف الحياة الزوجية وتحديات استقرارها، حتى لا تكون الفتوى بعيدة عن واقع الناس، أو سببًا في مشكلات إضافية. وأشار الحديدي إلى ضرورة التكامل بين العلوم الشرعية والإنسانية، مبينًا أن القضايا المعاصرة في مسائل الزواج والطلاق تتقاطع وجوانب اجتماعية ونفسية وقانونية كثيرة، وهو ما يجعل الاعتماد على الرأي الشرعي الفردي غير كافٍ، ويفرض على الفقهاء الاستفادة من الخبرات المتخصصة في العلوم المختلفة لتقديم حلول متكاملة. وتابع الحديدي: إن الاجتهاد الجماعي -المستند إلى الشورى وتبادل الآراء بين العلماء المتخصصين- هو السبيل الأمثل لصياغة أحكام دقيقة للنوازل المعاصرة، وهو أقرب للصواب من الاجتهاد الفردي؛ خاصة في المسائل الدقيقة والشائكة التي تمس الأسرة المسلمة في المجتمعات الغربية. ودعا الحديدي إلى أهمية الاستناد للعمل الفقهي الجماعي، والاستفادة من الدراسات البينية والتكميلية، للانتقال بالفقه من الإطار التقليدي إلى آفاق التجديد والتطوير، بما ينسجم مع التحديات الواقعية، دون إخلال بأصول الدين ومقاصده. وفي ختام كلمته، أكد الدكتور أسامة الحديدي أن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وبتوجيه مباشر من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يعمل على تقديم الدعم الشرعي والعلمي للمسلمين في أوروبا، عبر أقسامه المتخصصة باللغات الأجنبية، ونخبة من العلماء المؤهلين، الذين يتعاملون مع الفتاوى المتنوعة وفق ضوابط منهجية دقيقة. كما أعلن الحديدي عن جاهزية المركز الكاملة للتعاون مع المراكز الإسلامية في أوروبا، وتقديم كل ما يلزم من مشورة علمية وفقهية في قضايا الزواج والطلاق، وكافة الإشكالات الفكرية والشرعية التي تواجه أبناء الجاليات المسلمة في الغرب. وختم كلمته بالدعاء بالتوفيق والرشاد للقائمين على الندوة والمشاركين فيها، معتبرًا أن مثل هذه اللقاءات الفقهية تمثل خطوة ضرورية لتعزيز الاستقرار الأسري والفكري للمسلمين في الغرب، وترسيخ منهج الإسلام الوسطي المعتدل.

مصرس
منذ 23 دقائق
- مصرس
النسوية الإسلامية.. (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ): خاتم الأنبياء.. وهجرة الرجال والنساء! "131"
يرى البعضُ أن تعاليم الإسلام تنظر للأنثى نظرة دونية مقارنة بالذكر، وهى رؤية تأسَّست على فهم غير صحيح لآيات قرآنية، مثل قوله تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) الزخرف 19، (أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) الطور 39، (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى) النجم 21. مع بداية كل عام هجرى تأتى ذكرى هجرة النبى عليه الصلاة والسلام، باعتبارها حادثاً فصل بين الاضطهاد فى مكة والاستقرار فى المدينة، كما أن الهجرة حدثت وتكررت فى سيرة أغلب الأنبياء السابقين. لقد واجه الأنبياء نفس المواقف والأقوال من الكفار: (مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ) فصلت 43، وكان الكفار يهددون الأنبياء واتباعهم بالطرد والنفى اذا لم يعودوا إلى الكفر: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا) إبراهيم 13، مثلما حدث مع النبى شعيب عليه السلام: (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا) الأعراف 188.ولم يتغير موقف الكفار من النبى محمد عليه الصلاة والسلام: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) الأنفال 30، وقد اضطر الكثير من الأنبياء للهجرة: (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِى أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ) محمد 13، ولكن رسالته عليه الصلاة والسلام لم تكن كالرسالات السابقة، فقد جاء لكل الناس، لذلك لم يعد هناك مجال لإهلاك الكافرين كما حدث فى الرسالات المحلية السابقة.قال تعالى: (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِى سَبِيلِى وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) آل عمران 195.الهجرة والجهادوالهجرة مرحلة من مراحل الجهاد، وبالهجرة من مكة إلى المدينة انتقل النبى والمسلمون من الجهاد بالقول إلى الجهاد بالقتال، يتضح ذلك فى الارتباط بين الهجرة والجهاد وتفضيل من جمع بينهما: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) التوبة 20.واعتبار الهجرة جهاداً يتضح فى فعل النبى حين خطط لهجرته وأخفى الميعاد وأحسن اختيار الرفيق فى الرحلة وهو أبو بكر الصديق، كما حدد الأدوار فهناك دور الامداد والتموين لأسماء بنت أبى بكر، ودور الاستطلاع لعبد الله بن أبى بكر، ودور التمويه لعامر بن فهيرة، ودور الدليل لعبد الله بن أريقط، ونفس التخطيط كان يمارسه فى معاركه.هجرة النساءبعض الرجال تكاسل عن الهجرة، وبعض المؤمنات هاجرن مع أزواجهن، وبعضهن هاجرن وحيدات وتركن أزواجهن خلفهن، ما يدل على مدى الفاعلية فى اشتراك المرأة فى أهم الأحداث.وفى قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ) البقرة 218، دليل على وجود مهاجرات ضمن قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا)، و(الَّذِينَ هَاجَرُوا). بعضهن هاجر إلى المدينة، وكان منهن أقارب للنبى، غير متزوجات، وقد أحل الله تعالى للنبى أن يتزوج منهن ليعولهن: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِى آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاَّتِى هَاجَرْنَ مَعَكَ) الأحزاب 50. وبعد استقرار المسلمين فى المدينة ونزوحهم عن مكة ظل الإسلام فى مكة موجوداً ولكن خافياً، وبعض من أسلم فضل البقاء فى مكة وهو يكتم إسلامه، وقد هدى الله تعالى المؤمنين لقرار بعدم اقتحام مكة عند بيعة الرضوان حتى لا يقع ضحايا مؤمنين من أهل مكة: (وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ) الفتح 25، أى كان فى مكة رجال مسلمون ونساء مسلمات بعد رحيل المسلمين عنها.وبعض المؤمنات آثرن الهجرة واللحاق بالمسلمين فى دولتهم الجديدة، وقد تركن الوطن والأهل والزوج، كما كانت تلك الهجرات متتابعة، لذلك نزل القرآن الكريم يأمر المؤمنين بإجراء اختبار لأولئك المهاجرات لمعرفة نواياهم، وذلك حسب الظاهر لأنه لا يعلم السرائر إلا الله تعالى، فإذا وثقوا فيهن وإلى أنهن هاجرن بدافع الإيمان وليس بسبب ظروف أخرى فلا يرجعوهن إلى ازواجهن الكفار بعد أن ارتضت النساء بالانفصال عنهم: (وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ) الممتحنة 11.كما نزل الأمر للنبى بأن يبايع أولئك المهاجرات على تعاليم الإسلام العقيدية والأخلاقية: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الممتحنة 12. ومبايعة النساء للنبى عليه الصلاة والسلام تدل على استقلال شخصية المرأة، وأنها ليست مجرد تابع للرجل بل هى تبايع كما يبايع الرجل، وأن بيعة النساء هى بيعة الإسلام والطاعة لرسول الله، وهذه يستوى فيها الرجال والنساء. بعض النساء سبقن بعض الرجال فى اعتناق الإسلام ودفعن الثمن عذابا، كما حدث مع أم شريك وأهلها، مما يؤكد أسبقية بعضهن لأهلها فى الإسلام، فقد حدث حين لجأ النبى إلى ثقيف بالطائف ليجد عندهم العون، أن قابلته أم عبد ربه بن الحكم وأسلمت وظلت على إسلامها إلى أن ماتت بين قومها.وفى يثرب قبل الهجرة أسلمت نساء كثيرات قبل أزواجهن، منهن حواء بنت يزيد التى أصرت على الإسلام برغم اضطهاد زوجها قيس بن الخطيم لها، وبعد دخول النبى المدينة أسلمت كثيرات قبل ازواجهن، ومنهم ام سليم وكان زوجها مشركا ومازالت به حتى أسلم، ثم مات عنها، وخطبها أبو طلحة فجعلت صداقها منه أن يدخل الإسلام، فأسلم وتزوجها.وصبية صغيرة تركت أهلها وهاجرت للنبى بعد صلح الحديبية، وهى ام كلثوم بنت عقبة بن معيط، وجاء أهلها للنبى يسألونه أن يردها إليهم، فرفضت، ورفض النبي.وأخت عمر بن الخطاب أسلمت قبله، وكانت سبباً فى إسلامه حين ضربها وأدمى وجهها، وأم حبيبة أسلمت قبل أبيها أبو سفيان بن حرب، وزينب بنت النبى أسلمت قبل زوجها أبو العاص بن الربيع. المرأة فى الهجرة:وكانت المرأة تهاجر مع زوجها وأهلها إلى المدينة، وقبلها إلى الحبشة مرتين، لقد بلغ عدد المهاجرات للحبشة فى الهجرة الأولى ست عشرة امرأة، وفى الهجرة الثانية لها كان عددهن تمانى عشرة، وبعضهن هاجرن للحبشة فى المرتين.ومن المهاجرات للحبشة رقية بنت النبى مع زوجها عثمان بن عفان، وأم حبيبة بنت أبى سفيان، وأم سلمة وريطة بنت الحارث، ورملة بنت أبى عوف، وعمرة بنت السعدى، وأم كلثوم بنت سهيل عمرو، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت صفوان بن امية، وسهيلة بنت سهيل بن عمرو.وبعض المهاجرات هن بنات لآباء لهم تاريخ فى عداء الإسلام، مثل أبى سفيان وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية، وقد أسلموا كلهم بعد فتح مكة، بينما كانت بناتهم من السابقات فى الإسلام وفى الهجرة.ثم كانت الهجرة الكبرى للمسلمين من الرجال والنساء من مكة إلى المدينة، وفى الروايات أن أسماء بنت أبى بكر أسهمت فى تدبير هجرة النبى وأبيها واكتسبت لقب ذات النطاقين، حيث كانت تمدهما بالطعام والشراب، ثم هاجرت وهى حامل فولدت ابنها عبد الله بن الزبير فى قباء، فكان أول مولود من المهاجرين.وكان المؤرخ ابن سعد مؤلف كتاب الطبقات الكبرى، فى تأريخه لبعض نساء المدينة، يكرر عبارة انها أسلمت وبايعت النبى، وذلك دليل على مبادرة المرأة بالإسلام، ومبايعتها للنبى على نصرته وتأييده مثلها مثل الرجل تماماً: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ) الممتحنة 12.وبالنسبة لنساء الأنصار فقد بدأن بمبايعة النبى فى بيعة العقبة الثانية حيث كان منهن امرأتان هما أم منيع وأم عمارة، وفى المدينة توافد عليه الرجال والنساء يبايعونه، وكانت ليلى بنت الخطيم اول امرأة بايعت النبى وكان معها ابنتاها وابنتان لابنتيها، هذا بينما قامت أم شريك الأنصارية بفتح أبواب بيتها لضيافة المهاجرين والمهاجرات.إن الهجرة فى تاريخ الأنبياء السابقين كانت تعنى الخروج بالأقلية المؤمنة فراراً من اضطهاد القوم الكافرين، وترك الكفار ليلاقوا العذاب الذى تم وعدهم به، ولكن الهجرة فى سيرة النبى عليه الصلاة والسلام كانت خروجاً مؤقتاً بالأقلية المؤمنة فراراً من اضطهاد القوم الكافرين، ثم الاستعداد لجهادهم من أجل نصرة الحق.لقد ارتبطت الهجرة فى رسالة القرآن الكريم بالجهاد لأن الرسالة خاتمة وعالمية، وبهذا انتهى نزول الإهلاك العام للكافرين، وأصبح على النبى وأتباعه أن يواجهوا الكفار بالصبر استعداداً للجهاد، وجاءت الهجرة لتعبر عن الانتقال من مرحلة الصمود والصبر إلى مرحلة القتال دفاعاً عن النفس وعن حرية العقيدة.