logo
ليبيا: ارتفاع أسعار الذهب يقود إلى ركود الأسواق

ليبيا: ارتفاع أسعار الذهب يقود إلى ركود الأسواق

العربي الجديدمنذ 12 ساعات

يشهد سوق الذهب في ليبيا حالة من الركود، بعدما حلّقت الأسعار إلى مستويات بات معها المعدن الأصفر "زينة من الماضي"، ومجرد ذكرى ثقيلة لمن كانوا يرونه يومًا ملاذًا في أوقات الأزمات.
قفزت أسعار الذهب في الأسواق المحلية خلال أقل من عام بشكل لافت؛ ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بلغ سعر كسر الذهب عيار 21 نحو 411 دينارًا للغرام، فيما وصل في إبريل/ نيسان الجاري إلى حوالي 550 دينارًا، بزيادة تُقدَّر بـ34% في أقل من عام. (سعر الصرف 58.5 ديناراً للدولار) كما ارتفع سعر غرام الذهب عيار 22 من 470 دينارًا في الأشهر الأربعة الأولى من 2024 إلى 540 دينارًا، بزيادة قدرها 70 دينارًا.
في إبريل 2025، قرّر مصرف ليبيا المركزي خفض قيمة الدينار بنسبة 13.3%، وهو أول تعديل من نوعه منذ عام 2020. ترافق هذا القرار مع قفزة في أسعار الذهب، وسط عجز السوق المحلي عن امتصاص آثار التضخم، وغياب الرقابة على تجارة المعادن الثمينة.
أسعار الذهب مخيبة
في أحد أزقة سوق الذهب العتيق وسط العاصمة طرابلس، كانت عائشة السويسي، موظفة بقطاع التعليم، تتنقّل بين المحلات بحثًا عن خاتم زفاف لابنها. غير أن الرحلة التي بدأتها بالأمل، سرعان ما تحوّلت إلى خيبة: "سعر الخاتم يعادل راتبي الشهري، 1500 دينار. لم نعد نحتمل هذا الغلاء"، تقول عائشة لـ "العربي الجديد"، وهي تحدّق بخيبة في واجهة محل يعرض قطعة ذهبية بسيطة. تقول صالحة بن رشوان، سيدة سبعينية، لـ "العربي الجديد": "الذهب كان ضمانًا لأيام الشدة، نشتريه قطعة قطعة... أما الآن فلا نستطيع حتى النظر إليه".
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
مصرف ليبيا المركزي: انخفاض استخدام النقد الأجنبي
رئيس نقابة الذهب والمعادن الثمينة، نوري الشهادي، يفسّر لـ "العربي الجديد" الأزمة بتدهور قيمة الدينار أمام العملات الأجنبية، وتنامي أسعار الذهب عالميًا، إضافة إلى "انتشار الذهب المغشوش والمقلد في الأسواق، والذي يُباع بأسعار خادعة لعامة الناس غير القادرين على التمييز بين الأصلي والزائف". أما تاجر المجوهرات خالد الزليطني، فيرصد ملامح الجمود اليومي في السوق "الناس تخاف أن تشتري، ليس فقط بسبب الغلاء، بل لأنهم لا يثقون بما يُعرض أمامهم. السوق بلا رقابة، والأسعار تتفاوت بشكل فوضوي".
ويضيف لـ "العربي الجديد" أن حركة البيع "شبه متوقفة"، ولا يُشترى الذهب إلا في المناسبات، كالأعياد وموسم الزواج الصيفي. المحلل الاقتصادي عادل المقرحي يوضح لـ "العربي الجديد"، أن أسعار الذهب تعكس مباشرة حالة الاقتصاد المحلي. ارتفاع التضخم، وتراجع الدينار، وفرض ضرائب على الدولار مع الفوضى الأمنية، كل ذلك يغذّي قفزات الأسعار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهجوم الإسرائيلي يشعل الأسواق في إيران... والحكومة تتدخل للتهدئة
الهجوم الإسرائيلي يشعل الأسواق في إيران... والحكومة تتدخل للتهدئة

العربي الجديد

timeمنذ 10 ساعات

  • العربي الجديد

الهجوم الإسرائيلي يشعل الأسواق في إيران... والحكومة تتدخل للتهدئة

لم تظهر تداعيات الهجمات الإسرائيلية التي بدأت، فجر يوم الجمعة، فوراً في الأسواق الإيرانية ، نظراً لأن الأسواق كانت مغلقة في يوم الجمعة، وهو يوم عطلة رسمية، كما أن يوم السبت يصادف عطلة دينية أيضاً. إلا أن مخاوف من اندلاع حرب واسعة بدأت منذ الأمس بالانتشار في الشارع الإيراني، حيث توجه البعض إلى محطات الوقود والمخابز في بعض المناطق، رغم أن ذلك لم يتحول إلى ظاهرة عامة في أرجاء البلاد. ومع بدء السوق الموازي للعملات نشاطه الجزئي، اليوم السبت، رغم العطلة، بدأت تظهر تدريجياً الآثار الاقتصادية للمواجهة العسكرية؛ إذ ارتفع سعر صرف الدولار ، وازدادت أسعار الذهب، وسط توقعات بأن استمرار التصعيد من شأنه أن يزيد من تعقيد الأوضاع المعيشية ويزعزع استقرار الأسواق أكثر. في هذا السياق، قال المضارب غلام رضا لـ"العربي الجديد" إن سعر صرف الدولار سجل قفزة، اليوم السبت، إلى 960 ألف ريال (96 ألف تومان)، بزيادة قدرها 130 ألف ريال مقارنة بيوم الخميس الماضي، أي قبل الهجمات الإسرائيلية. وأوضح أن السعر بعد ذلك بدأ يتراجع إلى 920 ألف ريال، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في إيران، متأثرةً بارتفاع الدولار، إذ يلجأ المواطنون عادة في مثل هذه الظروف إلى شراء الذهب بوصفه خياراً آمناً للحفاظ على قيمة مدخراتهم. الحكومة تطمئن الشارع من جانبه، أكد وزير الجهاد الزراعي الإيراني، غلام رضا نوري قزلجه، اليوم السبت، في تصريحات طمأن فيها الشارع الإيراني، أن تأمين السلع الأساسية في البلاد مستمر بوتيرته الاعتيادية ولا توجد أي مشكلة في هذا الجانب، مشيراً إلى أن إنتاج المحاصيل وتوفير السلع الرئيسية يسيران كما في السابق. وأضاف الوزير، وفقاً لوكالة "تسنيم" المحافظة، أنه بالنظر إلى الظروف الراهنة، تم تكثيف الجهود والتعاون بين المنتجين والموردين، وجميع الفاعلين في سوق المواد الغذائية والسلع الأساسية يعملون بكل جدية لتنظيم السوق، مشدداً على أن السلع الضرورية متوافرة بكثرة في الأسواق والمتاجر ومراكز التوزيع، وأن المخزونات الاستراتيجية كافية. اقتصاد دولي التحديثات الحية الريال الإيراني يهبط بعنف بعد إعلان ترامب "الضغوط القصوى" على طهران وأوضح نوري أن الحكومة ووزارة الجهاد الزراعي تتابعان عن كثب أوضاع السوق، وتديران عمليات التوريد وتنظيم السوق من خلال اجتماعات لمواكبة التطورات والبحث عن الحلول المناسبة. وأشار إلى اتخاذ قرارات لتسريع عملية الإفراج عن السلع من الجمارك والموانئ، وتسهيل تسجيل الطلبات وتوفير العملة للموردين وتسوية مستحقاتهم المالية، موضحاً أن صرف مستحقات المزارعين ومنتجي القمح وتوزيع السلع يتم تحت إشراف تام من الوزارة والجهات الرقابية، ولا توجد أية معوقات في هذا الشأن. ودعا الوزير المواطنين إلى عدم القلق بشأن وفرة السلع الأساسية، قائلاً: "لحسن الحظ نحن في موسم الإنتاج الزراعي، والمنتجون والموردون يبذلون جهوداً كبيرة، لذلك ليست هناك حاجة لتخزين أو شراء السلع مسبقاً". وفي رسالة إلى الشعب الإيراني، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس الجمعة، إلى الحفاظ على وحدة وتماسك الصف الوطني، وتجنب الانجرار وراء الشائعات والأخبار غير الصحيحة التي سيعمل العدو على بثها ضمن حربه النفسية، والثقة بالمسؤولين والتعاون معهم لتخطي هذه المرحلة بقوة أكبر. كما طمأن المواطنين بأن الحكومة الإيرانية ستواصل تقديم الخدمات للشعب بكامل إمكاناتها، ولن يُسمح بحدوث أي خلل في سير الحياة اليومية. وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ فجر أمس الجمعة عدواناً واسعاً استهدف مواقع نووية وعسكرية وأحياء سكنية في إيران، ما أدى إلى استشهاد عدد من كبار القادة العسكريين ونحو 80 مواطناً إيرانياً، فيما ردّت إيران، مساء أمس الجمعة، بهجمات صاروخية واسعة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ليبيا: ارتفاع أسعار الذهب يقود إلى ركود الأسواق
ليبيا: ارتفاع أسعار الذهب يقود إلى ركود الأسواق

العربي الجديد

timeمنذ 12 ساعات

  • العربي الجديد

ليبيا: ارتفاع أسعار الذهب يقود إلى ركود الأسواق

يشهد سوق الذهب في ليبيا حالة من الركود، بعدما حلّقت الأسعار إلى مستويات بات معها المعدن الأصفر "زينة من الماضي"، ومجرد ذكرى ثقيلة لمن كانوا يرونه يومًا ملاذًا في أوقات الأزمات. قفزت أسعار الذهب في الأسواق المحلية خلال أقل من عام بشكل لافت؛ ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بلغ سعر كسر الذهب عيار 21 نحو 411 دينارًا للغرام، فيما وصل في إبريل/ نيسان الجاري إلى حوالي 550 دينارًا، بزيادة تُقدَّر بـ34% في أقل من عام. (سعر الصرف 58.5 ديناراً للدولار) كما ارتفع سعر غرام الذهب عيار 22 من 470 دينارًا في الأشهر الأربعة الأولى من 2024 إلى 540 دينارًا، بزيادة قدرها 70 دينارًا. في إبريل 2025، قرّر مصرف ليبيا المركزي خفض قيمة الدينار بنسبة 13.3%، وهو أول تعديل من نوعه منذ عام 2020. ترافق هذا القرار مع قفزة في أسعار الذهب، وسط عجز السوق المحلي عن امتصاص آثار التضخم، وغياب الرقابة على تجارة المعادن الثمينة. أسعار الذهب مخيبة في أحد أزقة سوق الذهب العتيق وسط العاصمة طرابلس، كانت عائشة السويسي، موظفة بقطاع التعليم، تتنقّل بين المحلات بحثًا عن خاتم زفاف لابنها. غير أن الرحلة التي بدأتها بالأمل، سرعان ما تحوّلت إلى خيبة: "سعر الخاتم يعادل راتبي الشهري، 1500 دينار. لم نعد نحتمل هذا الغلاء"، تقول عائشة لـ "العربي الجديد"، وهي تحدّق بخيبة في واجهة محل يعرض قطعة ذهبية بسيطة. تقول صالحة بن رشوان، سيدة سبعينية، لـ "العربي الجديد": "الذهب كان ضمانًا لأيام الشدة، نشتريه قطعة قطعة... أما الآن فلا نستطيع حتى النظر إليه". اقتصاد عربي التحديثات الحية مصرف ليبيا المركزي: انخفاض استخدام النقد الأجنبي رئيس نقابة الذهب والمعادن الثمينة، نوري الشهادي، يفسّر لـ "العربي الجديد" الأزمة بتدهور قيمة الدينار أمام العملات الأجنبية، وتنامي أسعار الذهب عالميًا، إضافة إلى "انتشار الذهب المغشوش والمقلد في الأسواق، والذي يُباع بأسعار خادعة لعامة الناس غير القادرين على التمييز بين الأصلي والزائف". أما تاجر المجوهرات خالد الزليطني، فيرصد ملامح الجمود اليومي في السوق "الناس تخاف أن تشتري، ليس فقط بسبب الغلاء، بل لأنهم لا يثقون بما يُعرض أمامهم. السوق بلا رقابة، والأسعار تتفاوت بشكل فوضوي". ويضيف لـ "العربي الجديد" أن حركة البيع "شبه متوقفة"، ولا يُشترى الذهب إلا في المناسبات، كالأعياد وموسم الزواج الصيفي. المحلل الاقتصادي عادل المقرحي يوضح لـ "العربي الجديد"، أن أسعار الذهب تعكس مباشرة حالة الاقتصاد المحلي. ارتفاع التضخم، وتراجع الدينار، وفرض ضرائب على الدولار مع الفوضى الأمنية، كل ذلك يغذّي قفزات الأسعار.

إسرائيل تقصف إيران.. والأسواق العالمية تترقّب وسط "حالة قلق"
إسرائيل تقصف إيران.. والأسواق العالمية تترقّب وسط "حالة قلق"

العربي الجديد

timeمنذ 12 ساعات

  • العربي الجديد

إسرائيل تقصف إيران.. والأسواق العالمية تترقّب وسط "حالة قلق"

في تصعيدٍ كبير للتوترات الإقليمية، شنّت إسرائيل ضربات على أهداف عسكرية ونووية داخل إيران، فتحت الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حول حجم الرد الإيراني واحتمالات الانزلاق إلى مواجهة أوسع. وبينما تتأرجح المنطقة على شفير تصعيد محتمل، كانت الأسواق المالية أول من التقط الإشارات، إذ تراجعت شهية المخاطرة، وسجّلت أسعار النفط قفزات حادّة، وتراجعت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم العالمية، فيما عاد الدولار إلى الصعود مع اتجاه المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، وسط حالة من الترقب الشديد. "بلومبيرغ" تنقل تحركات الأسواق كما رآها محللون في بروكسل، اعتبر نيكولا فورست، المدير التنفيذي للاستثمار في "كاندريام"، أن "الهجوم يمثل عامل خطر تقليدي يدفع المستثمرين إلى الخروج من الأسهم والتوجه نحو الأصول الآمنة". وأضاف أن استمرار ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي إلى إضعاف النمو وتعزيز الضغوط التضخمية، وهو ما قد يرسّخ خطر الركود التضخمي، خاصة في ظل الحرب التجارية. وأشار إلى أن هذا الارتفاع السريع في أسعار النفط لا يخدم مصالح إدارة دونالد ترامب. ومن الولايات المتحدة، قالت كيم فورست، مديرة الاستثمار في "بوكه كابيتال بارتنرز"، إن الضربة الإسرائيلية تشكّل تحوّلاً عن الأنماط السابقة، مشيرة إلى أنها تستهدف بشكل مباشر قدرات إيران النووية. وأضافت: "الموقف خطير فعلاً. السوق لم تنخفض بالقدر المتوقع، لكنني أتوقع تراجعاً أكبر في الساعات المقبلة، بحسب من سيدلي بتصريحات، وما سيحدث على الأرض". أما في باريس، فرأى ألكسندر باراديز، كبير المحللين في "آي جي"، أن التصعيد من شأنه أن يجمّد المكاسب الأخيرة في المؤشرات الأوروبية والأميركية، قائلاً: "الأسواق كانت مرتفعة بشكل مبالغ فيه، وقد تدفع هذه التطورات المستثمرين – خصوصاً الأفراد – إلى جني الأرباح". وألكسندر هزّاز، مدير الاستثمار في مجموعة "ريشيليو" في باريس، أشار إلى أن ما جرى "يتناقض مع توقعات البنوك المركزية بشأن استقرار أسعار النفط"، ما قد يدفع تلك البنوك إلى مراجعة سيناريوهاتها في ظل مخاطر التضخم وتباطؤ النمو. أسواق التحديثات الحية ارتفاع أسعار النفط والغاز والذهب إثر العدوان الإسرائيلي على إيران القلق من مضيق هرمز من جهته، لفت مات مالي، كبير المحللين في "ميلر تاباك" في الولايات المتحدة، إلى خطورة تصريحات نتنياهو التي توحي بتحضيرات لمواجهة مطوّلة، قائلاً: "عندما يتحدث عن الدفاع عن النفس ويشير إلى بداية حملة، فهذا يعني أننا أمام مرحلة رد إيراني جاد محتمل". وتساءل مالي عن مصير مضيق هرمز ، الذي تمرّ عبره يومياً نحو 13 مليون برميل من النفط. وقال: "إذا قررت إيران إغلاق المضيق، فإن أسعار النفط قد تتجاوز 100 دولار بسرعة، ما سيضغط على النمو العالمي بشكل كبير. نحن لا نعرف إن كانت الأمور ستتدهور، لكن المخاطر حقيقية ومرتفعة". مايكل أوروك، المحلل في "جونز تريدينغ" في الولايات المتحدة، أشار إلى أن السوق شهدت ارتفاعات كبيرة من دون تصحيحات تُذكر، ما يجعلها أكثر عرضة لأي تطور مفاجئ. وأضاف: "الأسواق تجاهلت المخاطر طوال فترة الصعود. الآن، الجميع يترقب رد إيران، وهل سيكون أعنف؟ هذا هو السؤال الرئيسي". وذكر أن هناك احتمالاً كبيراً الآن بوقوع حدث انتقامي خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهذا سيجعل المستثمرين أكثر تحفظًا ويجعلهم يقفون على الحياد مؤقتًا. انعكاسات تاريخية وسيناريوهات مقبلة في سيدني، رأى بيلي ليونغ من "غلوبال إكس إي تي إف"، أن ما حدث هو "انقلاب مفاجئ على موجة التفاؤل السابقة التي قادها قطاع التكنولوجيا وتراجع التضخم". وأضاف أن "هذه التطورات تشبه ما حدث عند مقتل سليماني عام 2020 أو الهجمات على ناقلات النفط في 2019، حين شهدت الأسواق ردات فعل مشابهة: ارتفاع النفط، وتوجه إلى الذهب والفرنك السويسري. والتاريخ يُظهر أن الأسواق غالباً ما تتراجع عن ردة الفعل إذا تم احتواء التصعيد". وي ليانغ تشانغ، محلل في "دي بي إس" بسنغافورة، أشار إلى أن الضربة "قد تؤدي إلى رد فعل عاطفي سريع في الأسواق، مع تقييم دقيق لاحتمالات التصعيد في الشرق الأوسط"، متوقعاً تراجع الأصول عالية المخاطر وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة مثل الين الياباني وسندات الخزانة الأميركية. اقتصاد دولي التحديثات الحية مخاوف حيال ممرات الشحن الحيوية بعد هجوم إسرائيل على إيران بينما ماثيو هاوبت، مدير محفظة ويلسون لإدارة الأصول في سيدني، قال إن الأسواق شهدت رد فعل كلاسيكياً يتمثل في ارتفاع الذهب والسندات والنفط. وأكد أن "كل شيء سيتوقف الآن على وتيرة وشدة الرد الإيراني، وهو ما سيحدد مدى استمرارية هذه التحركات". أما شارو تشانانا من "ساكسو ماركتس" في سنغاقورة، فشدّدت على أن "الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة. فإذا جاء رد طهران محدوداً، وبقيت إمدادات الطاقة على حالها، فقد تهدأ الأسواق. أما إذا حصل تصعيد أو تعطّلت الإمدادات، فإن التقلبات ستستمر وترتفع أسعار النفط بشكل أكبر". وأخيراً، رأى رودريغو كاتريل من "بنك أستراليا الوطني"، أن التصعيد قد يكشف عن تراجع الدور القيادي للولايات المتحدة في الشؤون الجيوسياسية. وقال: "التحركات الأحادية من قبل دول مثل إسرائيل قد تصبح أكثر شيوعاً إذا شعرت الأطراف أن واشنطن لن تتدخل، ويسلط الضوء على احتمال تغير النظام العالمي"، مشيراً إلى أن "الجغرافيا السياسية "باتت تشكّل عاملاً مضطرباً جديداً في الأسواق، مع احتمال تراجع مكانة الدولار ملاذاً آمناً". وأضاف أنه من المواضيع التي يجب مراقبتها هو ما إذا كانت خصائص الدولار بوصفه ملاذاً آمناً قد تأثرت بسياسة الإدارة الأميركية التجارية (الرسوم الجمركية)، والتوسع المالي، وتحدياتها لسيادة القانون. الأدلة حتى الآن تشير إلى أن هذا هو الحال". حتى اللحظة، لم تتضح ملامح الرد الإيراني بشكل كامل، لكن المؤشرات الأولية توحي بأن الأسواق دخلت فعلاً مرحلة "التحوّط العميق"، حيث يقيس المستثمرون كل تطوّر سياسي بميزان من القلق والانكفاء. ورغم أن السيناريوهات لا تزال مفتوحة بين احتواء محدود أو تصعيد طويل الأمد، لكن المؤكد الوحيد هو أن الجغرافيا السياسية عادت لتتصدر قائمة أولويات الأسواق، مع ما يحمله ذلك من اضطرابات وتقلبات قد تفوق حسابات السياسة والاقتصاد معاً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store