
إسرائيل تقصف إيران.. والأسواق العالمية تترقّب وسط "حالة قلق"
في تصعيدٍ كبير للتوترات الإقليمية، شنّت إسرائيل ضربات على أهداف عسكرية ونووية داخل إيران، فتحت الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حول حجم الرد الإيراني واحتمالات الانزلاق إلى مواجهة أوسع. وبينما تتأرجح المنطقة على شفير تصعيد محتمل، كانت الأسواق المالية أول من التقط الإشارات، إذ تراجعت شهية المخاطرة، وسجّلت
أسعار النفط
قفزات حادّة، وتراجعت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم العالمية، فيما عاد الدولار إلى الصعود مع اتجاه المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، وسط حالة من الترقب الشديد.
"بلومبيرغ" تنقل تحركات الأسواق كما رآها محللون
في بروكسل، اعتبر نيكولا فورست، المدير التنفيذي للاستثمار في "كاندريام"، أن "الهجوم يمثل عامل خطر تقليدي يدفع المستثمرين إلى الخروج من الأسهم والتوجه نحو الأصول الآمنة". وأضاف أن استمرار ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي إلى إضعاف النمو وتعزيز الضغوط التضخمية، وهو ما قد يرسّخ خطر الركود التضخمي، خاصة في ظل الحرب التجارية. وأشار إلى أن هذا الارتفاع السريع في أسعار النفط لا يخدم مصالح إدارة دونالد ترامب.
ومن الولايات المتحدة، قالت كيم فورست، مديرة الاستثمار في "بوكه كابيتال بارتنرز"، إن الضربة الإسرائيلية تشكّل تحوّلاً عن الأنماط السابقة، مشيرة إلى أنها تستهدف بشكل مباشر قدرات إيران النووية. وأضافت: "الموقف خطير فعلاً.
السوق
لم تنخفض بالقدر المتوقع، لكنني أتوقع تراجعاً أكبر في الساعات المقبلة، بحسب من سيدلي بتصريحات، وما سيحدث على الأرض".
أما في باريس، فرأى ألكسندر باراديز، كبير المحللين في "آي جي"، أن التصعيد من شأنه أن يجمّد المكاسب الأخيرة في المؤشرات الأوروبية والأميركية، قائلاً: "الأسواق كانت مرتفعة بشكل مبالغ فيه، وقد تدفع هذه التطورات المستثمرين – خصوصاً الأفراد – إلى جني الأرباح". وألكسندر هزّاز، مدير الاستثمار في مجموعة "ريشيليو" في باريس، أشار إلى أن ما جرى "يتناقض مع توقعات
البنوك المركزية
بشأن استقرار أسعار النفط"، ما قد يدفع تلك البنوك إلى مراجعة سيناريوهاتها في ظل مخاطر التضخم وتباطؤ النمو.
أسواق
التحديثات الحية
ارتفاع أسعار النفط والغاز والذهب إثر العدوان الإسرائيلي على إيران
القلق من مضيق هرمز
من جهته، لفت مات مالي، كبير المحللين في "ميلر تاباك" في الولايات المتحدة، إلى خطورة تصريحات نتنياهو التي توحي بتحضيرات لمواجهة مطوّلة، قائلاً: "عندما يتحدث عن الدفاع عن النفس ويشير إلى بداية حملة، فهذا يعني أننا أمام مرحلة رد إيراني جاد محتمل". وتساءل مالي عن مصير
مضيق هرمز
، الذي تمرّ عبره يومياً نحو 13 مليون برميل من النفط. وقال: "إذا قررت إيران إغلاق المضيق، فإن أسعار النفط قد تتجاوز 100 دولار بسرعة، ما سيضغط على النمو العالمي بشكل كبير. نحن لا نعرف إن كانت الأمور ستتدهور، لكن المخاطر حقيقية ومرتفعة".
مايكل أوروك، المحلل في "جونز تريدينغ" في الولايات المتحدة، أشار إلى أن السوق شهدت ارتفاعات كبيرة من دون تصحيحات تُذكر، ما يجعلها أكثر عرضة لأي تطور مفاجئ. وأضاف: "الأسواق تجاهلت المخاطر طوال فترة الصعود. الآن، الجميع يترقب رد إيران، وهل سيكون أعنف؟ هذا هو السؤال الرئيسي". وذكر أن هناك احتمالاً كبيراً الآن بوقوع حدث انتقامي خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهذا سيجعل المستثمرين أكثر تحفظًا ويجعلهم يقفون على الحياد مؤقتًا.
انعكاسات تاريخية وسيناريوهات مقبلة
في سيدني، رأى بيلي ليونغ من "غلوبال إكس إي تي إف"، أن ما حدث هو "انقلاب مفاجئ على موجة التفاؤل السابقة التي قادها قطاع التكنولوجيا وتراجع التضخم". وأضاف أن "هذه التطورات تشبه ما حدث عند مقتل سليماني عام 2020 أو الهجمات على ناقلات النفط في 2019، حين شهدت الأسواق ردات فعل مشابهة: ارتفاع النفط، وتوجه إلى
الذهب
والفرنك السويسري. والتاريخ يُظهر أن الأسواق غالباً ما تتراجع عن ردة الفعل إذا تم احتواء التصعيد".
وي ليانغ تشانغ، محلل في "دي بي إس" بسنغافورة، أشار إلى أن الضربة "قد تؤدي إلى رد فعل عاطفي سريع في الأسواق، مع تقييم دقيق لاحتمالات التصعيد في الشرق الأوسط"، متوقعاً تراجع الأصول عالية المخاطر وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة مثل الين الياباني وسندات الخزانة الأميركية.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
مخاوف حيال ممرات الشحن الحيوية بعد هجوم إسرائيل على إيران
بينما ماثيو هاوبت، مدير محفظة ويلسون لإدارة الأصول في سيدني، قال إن الأسواق شهدت رد فعل كلاسيكياً يتمثل في ارتفاع الذهب والسندات والنفط. وأكد أن "كل شيء سيتوقف الآن على وتيرة وشدة الرد الإيراني، وهو ما سيحدد مدى استمرارية هذه التحركات".
أما شارو تشانانا من "ساكسو ماركتس" في سنغاقورة، فشدّدت على أن "الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة. فإذا جاء رد طهران محدوداً، وبقيت إمدادات الطاقة على حالها، فقد تهدأ الأسواق. أما إذا حصل تصعيد أو تعطّلت الإمدادات، فإن التقلبات ستستمر وترتفع أسعار النفط بشكل أكبر".
وأخيراً، رأى رودريغو كاتريل من "بنك أستراليا الوطني"، أن التصعيد قد يكشف عن تراجع الدور القيادي للولايات المتحدة في الشؤون الجيوسياسية. وقال: "التحركات الأحادية من قبل دول مثل إسرائيل قد تصبح أكثر شيوعاً إذا شعرت الأطراف أن واشنطن لن تتدخل، ويسلط الضوء على احتمال تغير النظام العالمي"، مشيراً إلى أن "الجغرافيا السياسية "باتت تشكّل عاملاً مضطرباً جديداً في الأسواق، مع احتمال تراجع مكانة الدولار ملاذاً آمناً". وأضاف أنه من المواضيع التي يجب مراقبتها هو ما إذا كانت خصائص الدولار بوصفه ملاذاً آمناً قد تأثرت بسياسة الإدارة الأميركية التجارية (الرسوم الجمركية)، والتوسع المالي، وتحدياتها لسيادة القانون. الأدلة حتى الآن تشير إلى أن هذا هو الحال".
حتى اللحظة، لم تتضح ملامح الرد الإيراني بشكل كامل، لكن المؤشرات الأولية توحي بأن الأسواق دخلت فعلاً مرحلة "التحوّط العميق"، حيث يقيس المستثمرون كل تطوّر سياسي بميزان من القلق والانكفاء. ورغم أن السيناريوهات لا تزال مفتوحة بين احتواء محدود أو تصعيد طويل الأمد، لكن المؤكد الوحيد هو أن الجغرافيا السياسية عادت لتتصدر قائمة أولويات الأسواق، مع ما يحمله ذلك من اضطرابات وتقلبات قد تفوق حسابات السياسة والاقتصاد معاً.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
دمية لابوبو... الرغبة حين تتحوّل إلى عرض مفتوح
في مقال منشور في موقع Aeon البريطاني، يطرح أستاذ علم النفس التنموي وصاحب كتاب "علم السعادة"، بروس هود، سؤالاً: "هل نمتلك الأشياء أم هي من تمتلكنا؟". انطلاقاً من هذا السؤال، يعالج هَوَس البشر بالممتلكات، وكيف يؤثر هذا القهر السلعي على حياتهم واتخاذ قراراتهم، إذ يسلط الضوء على ظاهرة " الاستهلاك الظاهر" التي ابتكرها الاقتصادي ثورستين فيبلين، وتشير إلى ميل الأفراد إلى شراء سلع معينة لإظهار مكانتهم الاجتماعية. امتلاك السلع في عصرنا هذا، يصبح تعبيراً عن رغبة الإنسان الحديث بالانتماء إلى مجتمع متخيل، ولعل أوضح مفهوم يشرح هذا التداخل بين الذات والسلعة هو ما سماه خبير التسويق راسل بيلك "الذات الممتدة"، ويعني أن ما نملكه لا يبقى خارجنا، بل يُصبح جزءاً من هويتنا، وهكذا تصبح هواتفنا، وملابسنا، وحساباتنا الإلكترونية، كلها أجزاء من الأنا، من هويتنا المتخيلة، لا بل إن فقدان أحد هذه العناصر، كضياع الهاتف أو حذف حساب على "إنستغرام"، قد يُشعر بعضهم بأنه فقدان جزء من الذات، وليس مجرد خسارة مادية. بهذا، يصبح الاستهلاك فعلاً وجودياً، أي نحن لا نشتري أشياء، بل نعيد تكوين ذاتنا من جديد، ونشتق من هذه السلع شعوراً بالرضا من الإعجاب الذي نعتقد أن الآخرين يكنونه لنا، ونتماهى بممتلكاتنا حتى البسيطة منها، مع شريحة اقتصادية واجتماعية قد تكون بعيدة المنال. هذا الهوس بالاقتناء تُرجم أخيراً عبر دمية لابوبو التي أشعلت موجة عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، متجاوزةً حدود المتعة العابرة، لتصبح ظاهرة اجتماعية مثيرة للاهتمام، خصوصاً لمن شاهد حشود المستهلكين أمام متاجر الألعاب في الولايات المتحدة، وهم يصرخون ويتدافعون في طوابير أمام المتاجر. أما في الصين، موطن إنتاج الدمى، فاتخذت حمى شراء "لابوبو" طابعاً أخطر، فقد صادرت الجمارك الصينية أخيراً ما لا يقل عن 462 دمية، هُرّبت بغرض إعادة بيعها. وفي مشهد سوريالي، عُرضت حقائب مليئة بالدمى في مؤتمر صحافي رسمي، وكأنها مضبوطات في عملية تهريب مخدرات. تعود جذور الدمية إلى عام 2015، حين ابتكرها الرسّام كاسينغ لونغ، الهولندي المنحدر من هونغ كونغ، ضمن سلسلة رسوم مصورة بعنوان "الوحوش". وهذه السلسلة مستوحاة من الأساطير الاسكندنافية، إلا أن العقل الاستثماري القابع خلف عملاق التجارة الصيني "بوب مارت"، استثمر نجاح هذه السلسلة، وعجل بتحويلها إلى دمية صغيرة، إذ طرحت الشركة نسخة من الدمية على شكل ميداليات مفاتيح عام 2019، واستمرت بالترويج لها حتى وصلت عائدات "بوب مارت" عام 2024 إلى نحو 1.81 مليار دولار. وسرعان ما تحولت الدمية ذات العيون اللامعة، والأنياب المسننة، والابتسامة المخيفة، والأذنين المدببتين، إلى حمى مستشرية في ثقافة البوب العالمية، لا سيما بعد التحديث الجديد من "لابوبو" التي أصبحت تباع في Blind Boxes (صندوق مغلق)، ما أثار حافزاً أكبر للشراء على أمل الحصول على ما هو نادر وغريب، مستثمرة ميل المشترين إلى المفاجأة، فالمشتري لا يعرف ما ينتظره، وكل ما يملكه هو تمنيات بأن تكون اللعبة بلون وشكل معينين، تاركاً رهانه على الحظ، فإذا تحققت أمنية المشتري الطفولية، وحصل على ما تمناه، تصيبه تلك السعادة العارمة، لا سيما مع إنتاج نموذج "سيكريت" النادر، الذي يظهر بنسبة 1.4% فقط، فيُباع في المزادات الإلكترونية بسعر 1920 دولاراً، بينما تتراوح أسعار الصناديق في المتاجر الآسيوية بين 13 و16 دولاراً فقط. وعطفاً على الذات الممتدة، فما إن نشرت كل من ريانا، وليسا (نجمة فرقة بلاك بينك) صورتيهما مع دمية لابوبو، حتى تحوّلت الدمية إلى ظاهرة عالمية، تُقتنى وتُعرض وتُروَّج هستيرياً، ربما رغبةً في التماهي مع حالة النجومية والشعبية الهائلة التي تتمتع بها الفنانتان. في المقابل، فإن هذا الانتشار الهائل لا يتعلق فقط بنجومية الفنانتين، بل يكشف عن آلية أعمق تتحكم في ديناميكية المجتمع المعاصر، المتمثلة بالإنتاج والرفاه والتسليع، إذ لم تعد المنتجات تُستهلك لحاجتها الوظيفية، بل لما تحمله من رموز ضمن المجتمع المعاصر. في كتابه ?To Have or To Be، يصف إريك فروم الإنسان الاستهلاكي بأنه الرضيع الأبدي، الذي لا يكفّ عن الصياح طلباً لزجاجة الرضاعة. الاستهلاك هنا ليس مجرد فعل اقتصادي، بل هو تعبير عن حالة نفسية، تنزع إلى الاقتناء بوصفه نوعاً من إثبات الوجود. السيارات والتلفاز والسياحة والجنس… كلها رموز لهذه الرغبة النهمة التي تبتلع العالم بدل أن تفهمه أو تتفاعل معه، ويصبح المستهلك في دوامة لإعطاء إجابة ملموسة على السؤال الأزلي: من أنا؟ تنعكس هذه الثقافة في فن البوب آرت، الذي استمدّ مادته من إعلانات الشوارع، والمجلات المصورة، والمسلسلات الشعبية. في هذا الفن، تغدو السلعة بطلة المشهد. ليس الفن غاية، بل وسيلة لعرض ما هو قابل للبيع، وتفكيك ما تبقى من عمق إنساني. سوشيال ميديا التحديثات الحية غوريلا واحدة ضد 100 رجل... من ينتصر؟ إنها ثقافة السطح، إذ تسود الدعاية محل المعنى، وتستبدل معايير الذائقة الشخصية بما هو رائج. يسمّي السوسيولوجي الفرنسي، جيل ليبوفيتسكي، هذا التحوّل بـ"حضارة الرغبة". زمنٌ لم يعد فيه الاستهلاك استجابة لحاجة، بل نمط حياة قائم على الإرضاء الفوري، من موسيقى الروك إلى المجلات الملونة، من موضة الفتيات على أغلفة المجلات إلى التحرر الجنسي... كل شيء يتحوّل إلى عرض دائم، هدفه إثارة الرغبة، ليس إشباعها. في المجتمع المعاصر، لم يعد المستقبل هو ما ننشد، بل اللحظة: الآن، وفوراً. وهكذا، يُختزل الزمن في حاضر دائم من الإثارة والاستهلاك. لكن هذا الاستهلاك لم يعد عامّاً ومحايداً. نحن اليوم في عصر الاستهلاك العاطفي، أو كما يسميه بعض الباحثين "الاستهلاك ذو الطابع الحميمي". هنا، لم تعد المنتجات تُشترى لأجل وظيفتها، بل لما تمنحه من مشاعر: الطمأنينة، والانتماء، والتميز، وحتى الحب. في هذا السياق، تُسوَّق دمية لابوبو ليس بوصفها منتجاً، بل على أنّها أداة تعبير عن الذات في الفضاء الرقمي نعيد عن طريقها تشكيل صورتنا كما نرغب أن يراها الآخرون. ليست "لابوبو" مجرّد دمية لطيفة بملامح غريبة، بل هي جزء من موجة أوسع تُعرف بثقافة الكيوت الآسيوية، أو ثقافة الكاواي اليابانية، التي تتمحور حول البراءة والطفولة. وكلمة كاواي التي تعني "لطيف"، تعدت معناها اللغوي نحو اتجاه ثقافي أكبر، يشمل أشكالاً متعددة من وسائل الإعلام، والأزياء، والفن، والمنتجات الاستهلاكية، إذ أعيد إنتاج الطفولة لتصبح سلعة جذابة قابلة للاستهلاك الجماهيري. ومع تصاعد تأثير هذه الثقافة في كوريا الجنوبية واليابان والصين، ومن ثم انتشارها بين أبناء جيل زِد في كل أنحاء العالم بفعل العولمة، أصبح اقتناء دمى مثل "لابوبو" لا يعكس فقط ذائقة جمالية، بل يحمل دلالات اجتماعية مرتبطة بالتموضع الاجتماعي، والموضة، والانتماء إلى مجتمع افتراضي. استقت دمية لابوبو صفاتها من تراث الجنيات السحري، مستحضرةً الأشكال الخرافية، شبه البشرية، للجنيات الصغيرات. وهكذا، فإن "لابوبو" لا تقتصر على كونها مجرد لعبة، بل أصبحت حلقة وصل بين التراث الأسطوري القديم والتجربة الاستهلاكية الحديثة. رغم أن ملامحها لا تنتمي إلى معايير الجمال الكلاسيكي للدمى، إلا أنها تعتبر مثالاً عن الجمال الذي أنتجته الكاواي، ليُبرز فكرة القبح اللطيف أو Cute Grotesque. وهذا الأخير هو مفهوم جمالي يُعيد النظر في حدود الجاذبية، ويخلق تصادماً جمالياً، فيتجاور الظريف والمقلق في كائن واحد. "لابوبو" ليست جميلةً بالمعنى الكلاسيكي، لكنها تفعل ما يفعله الشيء اللطيف أو الكيوت؛ فتوقظ فينا نوعاً من الحنان والارتباك معاً، كما لو أننا أمام وحش صغير يحتاج إلى من يحبّه رغم مظهره غير المألوف. هذا التناقض يخلق تأثيراً نفسياً، ويمنح الشخصية عمقاً عاطفياً يجعلها أكثر تميزاً من الدمى النمطية، ويساهم بدوره بدفع عجلة الاستهلاك.


العربي الجديد
منذ 8 ساعات
- العربي الجديد
واشنطن بوست: انقسام يهدّد الموقف الأميركي عقب مهاجمة إسرائيل لإيران
تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن تحذيرات أميركية بارزة في دوائر صنع القرار الأميركي، من أنّ الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضدّ إيران قد تُحدث شرخاً عميقاً داخل ائتلاف السياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقالت إنّه فيما أيّد الجمهوريون التقليديون من ذوي التوجهات المتشدّدة التصعيد العسكري، برزت أصوات في تيار "الواقعية الاستراتيجية" داخل واشنطن، تدعو إلى ضبط النفس وتجنّب الانخراط في الحروب، وتطالب بمراجعة جدّية للعلاقة مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، طلب عدم الكشف عن اسمه نظراً لحساسية النقاشات الجارية، قوله إنّ حالة من الإحباط بدأت تتسلّل حتّى إلى الأوساط المحافظة على إثر الضربات الإسرائيلية على إيران، وقال: "تلقيت رسائل من شخصيات سياسية تقول صراحة: لقد سئمنا من إسرائيل. وهذا تطوّر مقلق للغاية. لا أظن أن هذا المسار سيقود إلى نتائج إيجابية". ويرى مراقبون، طبقاً للصحيفة، أن هذا الانقسام المتصاعد يهدّد بتقويض وحدة الموقف الأميركي في الشرق الأوسط، خصوصاً إذا استمر التصعيد العسكري، وواصلت واشنطن الابتعاد عن دور الوسيط لصالح اصطفاف غير مشروط إلى جانب إسرائيل. وأفاد مسؤولون أميركيون للصحيفة، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان حذّر نتنياهو مراراً من الإقدام على مهاجمة إيران في الوقت الراهن، تفادياً لتعطيل المساعي الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى اتفاق مع طهران، التي يقودها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ، وأضاف المسؤولون أن ترامب أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، حتى أواخر مايو/أيار، أن الوقت غير مناسب لمثل هذا التصعيد، قائلاً: "نحن قريبون جداً من الحل، وإذا تمكّنا من إبرام صفقة، فسنُنقذ الكثير من الأرواح". وبحسب الصحيفة، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى احتمال تغيّر موقف ترامب في الأيام الماضية، في ظل امتناع البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن التعليق، وعدم وضوح ما إذا كان الرئيس قد أعطى ضوءاً أخضر ضمنياً للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران. أخبار التحديثات الحية العدوان الإسرائيلي على إيران | هجمات مستمرة ومقتل قائدين عسكريين وقالت الخبيرة في الشؤون الإيرانية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إيلي جيرانمايه "هدفت الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة على إيران الليلة الماضية للقضاء على فرص الرئيس ترامب في التوصل إلى اتفاق لاحتواء البرنامج النووي الإيراني"، ونقلت واشنطن بوست عن محلِّلين قولهم إن المتشدّدين الإيرانيين الذين يميلون إلى عدم الثقة بواشنطن يحتاجون إلى ضمانات بأن ترامب قادر على منع إسرائيل من مهاجمتهم على نحوٍ موثوق، مشدّدين على أن السماح بمهاجمة إيران في خضم المفاوضات يقوّض هذا الجهد. وقالت روزماري كيلانيك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في "أولويات الدفاع"، وهي مؤسّسة بحثية تدعو إلى نهج أكثر تحفظاً في التعامل العسكري الأميركي: "هذا يدمر مصداقية الولايات المتحدة تماماً في المفاوضات مع إيران، وربما في المفاوضات مع دول أخرى"، وأضافت "ما قيمة التعهد الأميركي إذا لم يستطع لجم إسرائيل؟". ولم يقم ترامب ولا كبار مساعديه بمحاولات علنية يوم الجمعة لمنع إسرائيل من شنّ المزيد من الضربات، وقال محلِّلون إن الرسائل المتضاربة بدت غير قوية بما يكفي لوقف الهجمات الإسرائيلية أو لإقناع إيران بعدم ضرب المصالح الأميركية في المنطقة وجر واشنطن إلى حرب أوسع، وتناقض ترامب مع نفسه خلال الأيام الماضية، إذ قال يوم الخميس إن هجوماً إسرائيلياً قد يقع قريباً، وإذا حدث، فقد يُفسد جهوده للتوصل إلى اتفاق، لكنّه في اللحظة التالية، ألمح إلى أن الهجوم قد يكون له تأثير معاكس، ربما بطرق من شأنها أن تدفع الإيرانيين المتوترين نحو مخرج دبلوماسي. ونقلت "واشنطن بوست" عن محلّلين في السياسة الخارجية قولهم إنّه من المبكّر الجزم بتداعيات الضربات الإسرائيلية على شكل المنطقة، أو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستُجر إلى صراع مفتوح، إلّا أنهم أشاروا إلى أن صبر ترامب على المسار الدبلوماسي مع إيران قد يكون بلغ نهايته. وقال جوناثان بانيكوف، مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية إن "ترامب كان بالفعل يسعى إلى الدبلوماسية، وكان جاداً في محاولة إبرام اتفاق مع طهران، لكن بدا في الفترة الأخيرة أن هذا الهدف أصبح غير قابل للتحقيق". تقارير دولية التحديثات الحية دونالد ترامب ناطقاً باسم الحرب الإسرائيلية على إيران وأضاف بانيكوف أن إصرار إيران على التمسّك بحقها في تخصيب اليورانيوم شكّل عائقاً جوهرياً أمام أي تقدم، معتبراً أن ذلك "كان سبباً رئيسياً في تغيّر نهج ترامب في التعاطي مع الملف الإيراني"، ورجّح بانيكوف أن نتنياهو لم يكن ليقدم على الضربات الأخيرة من دون ضوء أخضر أميركي، قائلاً: "لا أعتقد أن نتنياهو كان ليتحرك بهذه الطريقة دون موافقة، ولو ضمنية، من إدارة ترامب". وجدّدت إسرائيل، ليل الجمعة - السبت، عدوانها على إيران بعد عدوان واسع شنّته فجر الجمعة، واستهدف مواقع نووية ومقارّ عسكرية إيرانية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين في إيران، فيما شنت إيران، مساء الجمعة، هجوماً صاروخياً على دولة الاحتلال الإسرائيلي. وأطلقت إيران، حتى فجر اليوم السبت، ستَّ موجات صاروخية على مواقع وأهداف في إسرائيل، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صواريخ وسط تل أبيب، كما أعلن الإسعاف الإسرائيلي مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخرين من جراء سقوط صواريخ، عدا تضرّر عدد من المباني كثيراً في تل أبيب والمناطق المحيطة.


العربي الجديد
منذ 8 ساعات
- العربي الجديد
كيف كانت تقييمات الخبراء الغربيين للأضرار بالمواقع النووية في إيران؟
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرويترز، أمس الجمعة، إنّه لم يتّضح بعد ما إذا كانت إيران لا تزال تمتلك برنامجاً نووياً بعد الضربات الإسرائيلية، لكن خبراء يقولون إن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية تبدو محدودة حتى الآن. وقال خبراء راجعوا صور الأقمار الصناعية المتاحة تجارياً إنّ الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية نتيجة الموجة الأولى من الضربات الجوية التي شنّتها إسرائيل فجر أمس الجمعة محدودة على ما يبدو. ونجحت الهجمات الإسرائيلية في قتل قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين وقصف منشآت عسكرية للقيادة والتحكم ودفاعات جوية، لكن عدداً من الخبراء قالوا إنّ صور الأقمار الصناعية لم تظهر بعد أضراراً كبيرة في البنية التحتية النووية ، وقال الخبير النووي ديفيد ألبرايت من معهد العلوم والأمن الدولي "كان اليوم الأول يستهدف أموراً يمكن تحقيقها من خلال المفاجأة؛ اغتيال القيادات، وملاحقة العلماء النوويين، وأنظمة الدفاع الجوي، والقدرة على الرد". وأضاف "لا يمكننا رؤية أي أضرار ظاهرة في فوردو أو أصفهان، وهناك أضرار في نطنز"، وتابع "لا يوجد دليل على تدمير الموقع الموجود تحت الأرض"، وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لمجلس الأمن، أمس الجمعة، إنّ محطة التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز النووي الإيراني دمرت، وإن إيران أبلغت عن هجمات على فوردو وأصفهان. ويُعد مجمع نطنز النووي الشاسع منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران. ويضم منشأة تخصيب تحت الأرض وأخرى فوق الأرض. وفي مقابلة هاتفية مع رويترز، قال ترامب إنه من غير الواضح ما إذا كانت إيران لا تزال تمتلك برنامجاً نووياً بعد الضربات الإسرائيلية، وأضاف "لا أحد يعلم؛ لقد كانت ضربة مدمرة للغاية". وأفاد مصدران إقليميان بمقتل ما لا يقل عن 20 قائداً عسكرياً إيرانياً في الهجوم، وهو اغتيال مُذهل يُذكّر بالهجمات الإسرائيلية العام الماضي التي قضت سريعاً على قيادة حزب الله اللبناني، كما أعلنت إيران مقتل ستة من كبار علمائها النوويين. أخبار التحديثات الحية "الطاقة الذرية": إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متطورة وقال أولبرايت إنّ تحليله استند إلى أحدث الصور المتاحة التي التُقطت حوالى الساعة 11:20 صباحاً بتوقيت طهران (07:20 بتوقيت غرينتش)، وأضاف أنه ربما كانت هناك أيضاً ضربات بطائرات مسيّرة على أنفاق تؤدي إلى محطات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض، وهجمات إلكترونية لم تترك آثاراً يمكن رؤيتها بالعين، وقال "فيما يتعلق بالأضرار المرئية، فإنّنا لا نرى الكثير وسنرى ما سيحدث الليلة"، مضيفاً أنه يعتقد أن الضربات الإسرائيلية لا تزال في مرحلة مبكرة. وقال أولبرايت إنّ وضع مخزونات إيران من اليورانيوم المخصَّب غير معروف، وإنّه من المحتمل أن تكون إسرائيل قد تجنّبت شنّ هجمات كبيرة على المواقع النووية بسبب المخاوف من الإضرار بالمفتشين الدوليين الذين كانوا هناك، وأضاف أن هناك الآلاف من أجهزة الطرد المركزي في محطة نطنز تحت الأرض، وإن قطع إمدادات الكهرباء عنها سوف يؤدي إلى تشغيل نظام بطاريات احتياطية، ولفت إلى أنه من المرجّح أن تغلق إيران أجهزة الطرد المركزي في الموقع تحت الأرض بطريقة مُحكمة، وهي عملية ضخمة، وأوضح "البطاريات... تدوم لفترة، لكنّها ستنفد في النهاية، وإذا توقفت أجهزة الطرد المركزي عن العمل بشكل لا يُمكن السيطرة عليه، فسيتعطل الكثير منها". وقالت إسرائيل إنها استهدفت منشآت نووية إيرانية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين في بداية ما ستكون عملية مطوّلة لمنع طهران من صنع سلاح نووي، وقال خبراء عسكريون ونوويون إنّه حتّى مع القوة النارية الهائلة، فإن العمل العسكري ربما لن يؤدي إلّا إلى إعاقة مؤقتة لبرنامج يخشى الغرب من أنّه يهدف بالفعل إلى إنتاج قنابل ذرية يوماً ما، على الرغم من أن إيران تنفي ذلك. وقال الخبير في منع الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، جيفري لويس، إن الأضرار التي لحقت بمنشأة نطنز تبدو "متوسطة"، أضاف لويس "دمّرت إسرائيل محطة تخصيب الوقود، بالإضافة إلى بعض المباني الداعمة المرتبطة بإمدادات الطاقة" مشيراً إلى أن إسرائيل قصفت أيضاً مبنى للدعم، ربما لإمدادات الطاقة، بالقرب من منشأتَين نوويتَين تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم، وقال "لا يبدو أن قاعات التخصيب تحت الأرض، وكذلك المنشأة تحت الأرض الكبيرة القريبة في الجبال، تعرضت لأي ضرر". ولم يتضح بعد حجم الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو النووية الرئيسية، التي تقع على عمق كبير تحت الأرض ويمكن استخدامها لتطوير أسلحة نووية، وقال رئيس مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات مارك دوبويتز "لقد كان من المتفق عليه دائماً أن إسرائيل قد لا تملك الأسلحة اللازمة لتدمير فوردو دون دعم عسكري أميركي"، والولايات المتحدة مجهزة على نحوٍ أفضل من إسرائيل لتدمير مثل هذه الأهداف باستخدام قنابلها الأقوى الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل (14 ألف كيلو غرام). تقارير دولية التحديثات الحية نطنز وفوردو.. كنز إيران النووي "المحمي تحت الأرض" وقال دوبويتز إنّه إذا قرّرت إيران عدم التفاوض بشأن الاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة قد تستخدم قاذفاتها من طراز بي-2 وتلك القنابل لتدمير منشأة فوردو، وقال المحلل الاستراتيجي في مجموعة أبحاث كان كورب، ديكر إيفيليث، إن الهدف العام للعدوان الإسرائيلي لا يزال غير واضح، وأضاف أنهم "ربما ينجحون في تفكيك القيادة والسيطرة الإيرانية، وتدمير القوات الجوية، وضرب مجموعة متنوعة من الأهداف المرتبطة ببرنامج الصواريخ الإيراني"، "(لكن) إذا كان هدفهم الأساسي هو منع حدوث تطوّر نووي، فهل يمكنهم تدمير ما يكفي من البنية التحتية النووية الإيرانية لمنع حدوث ذلك فعلياً؟". (رويترز، العربي الجديد)