
"بحري ينبع".. ما خلفيّة اتهام السفينة السعودية بنقل أسلحة إلى إسرائيل؟
شهد ميناء جنوة الإيطالي في السابع من أغسطس/آب الجاري حادثة أثارت جدلاً واسعًا، بعدما أوقف عمال الميناء السفينة السعودية "بحري ينبع" (Bahri Yanbu) ومنعوها من الإبحار، إثر اكتشاف شحنات أسلحة ومعدات عسكرية على متنها، بينها مدفع إيطالي من طراز "أوتو ميلارا" ومركبات مدرعة ودبابات.
ووفق تقارير إيطالية، رجّح العمال أن تكون الشحنة في طريقها إلى إسرائيل، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، ما دفعهم إلى تنظيم اعتصام أمام بوابات الميناء ووقف عمليات الشحن. وأكدت نقابة عمال النقل التابعة للاتحاد العام الإيطالي للعمل (CGIL – Filt) إيقاف تحميل الشحنة رسميًا، مشيرة إلى مخاوف من استخدامها في مناطق نزاع.
مخاوف من غياب الشفافية
ورغم تأكيد السلطات المحلية أن الشحنة قانونية وموجهة إلى أبوظبي بالإمارات، شددت النقابات العمالية واللجنة المستقلة لعمال الموانئ على ضرورة الوضوح الكامل، وطالبت بإنشاء مرصد دائم لمراقبة حركة الشحنات العسكرية في الموانئ الإيطالية.
وانتقد الاتحاد العام الإيطالي للعمل "غياب الشفافية وتقديم معلومات ناقصة للعمال"، معلنًا استمرار حظر تحميل الشحنات المشتبه بها وتنظيم وقفات احتجاجية جديدة.
الاشتباه في خرق القانون الإيطالي
الأمين العام لهيئة النظام المينائي في جنوة، باولو بياتشينزا، أوضح أن الشحنة تضمنت مدفعًا بحريًا من إنتاج "أوتو ميلارا" مخصصًا لسفينة حربية تُبنى في أبوظبي، مؤكدًا أن الوثائق لا تخالف القانون الإيطالي رقم 185 لعام 1990، الذي يمنع تصدير السلاح إلى دول تشارك في نزاعات مسلحة. لكن العمال أبدوا خشيتهم من أن تكون الإمارات محطة وسيطة قبل وصول الأسلحة إلى إسرائيل.
بالتوازي، فتحت نيابة جنوة تحقيقًا رسميًا بعد بلاغ من اتحاد النقابات الأساسية (USB)، رجّح فيه احتمال خرق القانون ذاته. وأوكل النائب العام المساعد فيديريكو مانوتي ملف القضية إلى شرطة التحقيقات الخاصة (ديغوس) وخفر السواحل لمتابعة الأمر، دون وجود مشتبه بهم رسميين حتى الآن.
مسار السفينة وتحركات مثيرة للجدل
وبحسب تحقيق أجرته شبكة "مسبار" لفحص الأخبار وتقصي الحقائق، أظهرت بيانات تتبع السفن عبر أدوات مفتوحة المصدر، مثل MarineTraffic، أن "بحري ينبع" كانت متجهة بعد جنوة إلى ميناء الإسكندرية بمصر، وأنها نفّذت خلال الشهرين الأخيرين تحركات مكثفة بين موانئ شرق المتوسط وجنوب أوروبا والمحيط الأطلسي، مرورًا بسواحل الولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي وخليج المكسيك، في مسار يعكس نشاطًا لوجستيًا عالي الكثافة مرتبطًا غالبًا بنقل شحنات ثقيلة.
ميناء جنوة كمحور لشحنات إلى إسرائيل
الحادثة جاءت بعد أيام من احتجاجات ضد السفينة "كوسكو بيسيس" التي كانت تحمل شحنات عسكرية إلى إسرائيل، ما حال دون رسوها في جنوة.
وتشير بيانات هيئة الموانئ إلى أن موانئ جنوة وسافونا-فادو تعاملت مع نحو 17 ألف وحدة حاوية مرتبطة بإسرائيل في النصف الأول من 2025، بزيادة 13.4% عن الفترة ذاتها في 2024، منها 13,500 وحدة محمّلة بالكامل.
كما أفادت تقارير بزيادة نشاط سفن شركة الشحن الإسرائيلية "زيم" في ميناء جنوة، ما أثار احتجاجات متكررة للمطالبة بتشديد الرقابة على الشحنات العسكرية المرتبطة بإسرائيل.
ومنذ عام 2019، ارتبط اسم "بحري ينبع" بنقل شحنات عسكرية إلى السعودية، ما دفع عمال الموانئ والمنظمات الحقوقية في عدة دول أوروبية لاعتراضها.
وفي ميناء لوهافر الفرنسي عام 2019، منعت منظمة "ACAT" تحميل أجزاء طائرات حربية مخصصة للرياض، وفي جنوة اكتشف العمال شحنة أسلحة مُعلنة على أنها "مدافع احتفالية".
كما وثقت منظمة العفو الدولية عام 2020 نقل السفينة أسلحة بملايين الدولارات دعمت الحرب في اليمن، ما أثار إدانات واسعة ومطالبات متكررة بوقف أنشطتها.
المصدر / وكالات + شبكة مسبار لفحص الأخبار وتقصي الحقائق
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 33 دقائق
- فلسطين أون لاين
قطر تدين تصريحات نتنياهو بشأن 'إسرائيل الكبرى' وتدعو لتضامن دولي
متابعة/ فلسطين أون لاين أعربت الخارجية القطرية عن إدانتها واستنكارها لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي حول ما يسمى بـ "رؤية إسرائيل الكبرى"، معتبرة أن هذه الادعاءات الزائفة والتصريحات التحريضية لن تنتقص من الحقوق المشروعة للدول والشعوب العربية. وشددت قطر على ضرورة تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الاستفزازات التي تهدد بإشعال مزيد من العنف والفوضى في المنطقة. كما جددت دعم قطر الكامل لجهود تحقيق السلام العادل والشامل والمستدام بالمنطقة وتوطيد الاستقرار. وكان نتنياهو قد قال، في مقابلة مع قناة "i24" الإسرائيلية، إن حكومته تؤيد ما يصفه برؤية "إسرائيل الكبرى"، وهي فكرة صهيونية تاريخية تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر. وخلال مقابلة مع قناة /i24/ الإسرائيلية ليس أمس الثلاثاء، قال نتنياهو: "أنا في مهمة تمتد عبر الأجيال. هناك أجيال من اليهود حلمت بالقدوم إلى هنا، وستأتي أجيال أخرى بعدنا". ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مهمته تمثل الشعب اليهودي، أجاب: "إذا كنت تسألني إن كنت أشعر بأنني في مهمة تاريخية وروحية، فالجواب هو نعم". ويُستخدم مصطلح "إسرائيل الكبرى" تاريخياً للإشارة إلى إسرائيل والمناطق التي احتلتها خلال حرب حزيران/يونيو 1967، إضافة إلى أراضٍ أخرى وردت في تصورات بعض التيارات الصهيونية المبكرة. تصريحات نتنياهو تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، وتثير تساؤلات حول توجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية، لا سيما في ظل استمرار الاحتلال وتوسع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. ويشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حرص على نشر كامل المقابلة على حسابه في منصة "إكس". وأتت تلك التصريحات بعد تصريحات أطلقها وزراء في حكومة الاحتلال، عبروا فيها عن طمعهم في السيطرة على أراضي في الأردن ومصر ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى".


فلسطين أون لاين
منذ 2 ساعات
- فلسطين أون لاين
محللون: تصريحات نتنياهو تكشف علناً مشروعه وتهدد أمن دول الطوق
متابعة/ فلسطين أون لاين أكد محللون سياسيون أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة، التي أعلن فيها أنه "في مهمة تاريخية وروحانية ومرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، تمثل اعترافاً صريحاً بمشروع توسعي يتجاوز حدود فلسطين التاريخية ليشمل الأردن ومصر وسوريا ولبنان وصولاً إلى السعودية، مع تركيز خاص على سيناء. من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة، التي أعلن فيها أنه "في مهمة تاريخية وروحية ومرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، تمثل اعترافاً صريحاً بمشروع توسعي يتجاوز حدود فلسطين ليشمل الأردن ومصر وسوريا وصولاً إلى السعودية. وأوضح القرا، في تعليقه عبر منصة "تليجرام"، أن هذا الخطاب يغازل اليمين الصهيوني المتطرف، ويمنح حكومة نتنياهو شرعية وهمية لتحقيق حلم "الدولة بين النهرين"، في محاولة لتحصينه سياسياً ومنع سقوط حكومته. وأشار إلى أن هذه التصريحات ليست معزولة، بل تتماهى مع تهديدات سابقة أطلقها وزراء الاحتلال المتطرفون إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ضد دول عربية، ما يكشف أن ما يجري ليس حرباً مرتبطة بأحداث "طوفان الأقصى" فقط، وإنما جزء من حرب دينية تلمودية تهدف لفرض يهودية المنطقة وتغيير هويتها بالكامل. وحذّر القرا من أن أي انتصار صهيوني في غزة – لا قدّر الله – سيكون محطة رئيسية في تنفيذ هذا المشروع، مؤكداً أن التطورات في الضفة الغربية وسوريا ولبنان، والتهديدات تجاه مصر والأردن، تؤكد أن المعركة أوسع وأخطر بكثير من مجرد رد على 7 أكتوبر. من جانبه، أوضح المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن نتنياهو لا يُعد مجرد سياسي تقليدي، بل شخصية أيديولوجية توظف الدين لخدمة مشروعه التوسعي، مدفوعاً بهاجس إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط ليجعل من إسرائيل قوة مهيمنة، ويخلد اسمه بين "القادة الكبار" في الذاكرة الصهيونية. وحذّر المدهون من أن هذه التصريحات تمثل إنذاراً مباشراً لدول الطوق، وخاصة مصر، لافتاً إلى أن قطاع غزة ومقاومته يشكلان خط الدفاع الأول عن أمنها القومي، وأن فشل الاحتلال في حسم المعركة قد يدفعه للتوسع نحو سيناء. كما اعتبر أن استخدام نتنياهو لمصطلحات "تاريخية" و"روحانية" يهدف إلى شحن الداخل الإسرائيلي لمعركة وجودية، وإرسال رسائل ردع مبطنة تؤكد السعي لرسم حدود جديدة على حساب الدول العربية. وأشار المدهون إلى أن إسرائيل غير معنية بالتهدئة أو المفاوضات، بل توظفها للتغطية على خطط أكبر تشمل اجتياح غزة، وتسريع تهويد المسجد الأقصى، وهدمه لبناء الهيكل، مؤكداً أن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها نتنياهو هذه الرؤية مباشرة. تصريحات نتنياهو، التي أدلى بها في مقابلة مع قناة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية، وصف فيها دوره بأنه "رسالة أجيال" تستكمل ما بدأه جيل والده بتأسيس الدولة، وتتمثل مهمة جيله في ضمان بقائها "رغم التضحيات الكبيرة"، جاءت لتكشف – بحسب المراقبين – عن جوهر مشروع استعماري خطير يهدد أمن المنطقة واستقرارها. أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "i24" الإسرائيلية، تصريحات مثيرة للجدل حين قال: "إنني في مهمة تاريخية وروحانية ومرتبط عاطفيا برؤية إسرائيل الكبرى". هذا التصريح أعاد إلى الواجهة ملف الأطماع الإسرائيلية التوسعية، وأشعل موجة من التفاعل والنقاش وردود فعل في العالم العربي. أدانت وزارة الخارجية الأردنية بشدة تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، والتي تشمل فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر، ووصفتها بأنها "تصعيد استفزازي خطير" و"أوهام عبثية" لن تنال من الأردن أو الدول العربية، ولا تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني. وأشارت الوزارة في بيان صحفي، إلى أن هذه التصريحات التحريضية تعكس "الوضع المأزوم" الذي تعيشه حكومة نتنياهو، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف جميع الممارسات والتصريحات الإسرائيلية التي تهدد استقرار المنطقة وأمنها والسلم الدولي. ويُستخدم مصطلح "إسرائيل الكبرى" تاريخياً للإشارة إلى إسرائيل والمناطق التي احتلتها خلال حرب حزيران/يونيو 1967، إضافة إلى أراضٍ أخرى وردت في تصورات بعض التيارات الصهيونية المبكرة. تصريحات نتنياهو تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، وتثير تساؤلات حول توجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية، لا سيما في ظل استمرار الاحتلال وتوسع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. ويشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حرص على نشر كامل المقابلة على حسابه في منصة "إكس". وأتت تلك التصريحات بعد تصريحات أطلقها وزراء في حكومة الاحتلال، عبروا فيها عن طمعهم في السيطرة على أراضي في الأردن ومصر ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى".


فلسطين أون لاين
منذ 2 ساعات
- فلسطين أون لاين
الأردن: تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" تصعيد استفزازي خطير
متابعة/ فلسطين أون لاين أدانت وزارة الخارجية الأردنية بشدة تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، والتي تشمل فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر، ووصفتها بأنها "تصعيد استفزازي خطير" و"أوهام عبثية" لن تنال من الأردن أو الدول العربية، ولا تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني. وأشارت الوزارة في بيان صحفي، إلى أن هذه التصريحات التحريضية تعكس "الوضع المأزوم" الذي تعيشه حكومة نتنياهو، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف جميع الممارسات والتصريحات الإسرائيلية التي تهدد استقرار المنطقة وأمنها والسلم الدولي. وكان نتنياهو قد قال، في مقابلة مع قناة "i24" الإسرائيلية، إن حكومته تؤيد ما يصفه برؤية "إسرائيل الكبرى"، وهي فكرة صهيونية تاريخية تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر. وخلال مقابلة مع قناة /i24/ الإسرائيلية ليس أمس الثلاثاء، قال نتنياهو: "أنا في مهمة تمتد عبر الأجيال. هناك أجيال من اليهود حلمت بالقدوم إلى هنا، وستأتي أجيال أخرى بعدنا". ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مهمته تمثل الشعب اليهودي، أجاب: "إذا كنت تسألني إن كنت أشعر بأنني في مهمة تاريخية وروحية، فالجواب هو نعم". ويُستخدم مصطلح "إسرائيل الكبرى" تاريخياً للإشارة إلى إسرائيل والمناطق التي احتلتها خلال حرب حزيران/يونيو 1967، إضافة إلى أراضٍ أخرى وردت في تصورات بعض التيارات الصهيونية المبكرة. تصريحات نتنياهو تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، وتثير تساؤلات حول توجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية، لا سيما في ظل استمرار الاحتلال وتوسع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. ويشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حرص على نشر كامل المقابلة على حسابه في منصة "إكس". وأتت تلك التصريحات بعد تصريحات أطلقها وزراء في حكومة الاحتلال، عبروا فيها عن طمعهم في السيطرة على أراضي في الأردن ومصر ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى".