
دراسة تكشف: السلطة الأسرية ترتبط بالدخل وليس بالنوع
أظهرت دراسة حديثة أجراها الدكتور ديميد غيتيك، الأستاذ المساعد في قسم الاقتصاد بجامعة دورهام، أن الرجال الذين تتفوق زوجاتهم عليهم ماليًا معرضون بدرجة أكبر لانخفاض في تقدير الذات وتدهور في الصحة النفسية.
وقد استندت الدراسة إلى تحليل بيانات طويلة الأمد من السويد، شملت دخول الأزواج وتشخيصات طبية متعلقة بالصحة النفسية.
وتشير النتائج التي نشرتها منصة BBC إلى أن لحظة بدء تفوق الزوجة على الزوج في الدخل تُعد نقطة تحوّل نفسي لدى كثير من الرجال، فقد أظهرت البيانات أن معدل تشخيصات الاضطرابات النفسية ارتفع بنسبة 11% لدى الرجال، مقارنة بنسبة 8% في أوساط النساء الذين يتعرضون للوضع نفسه.
معايير اجتماعية راسخة تؤثر على نفسية الرجل
بحسب جيتيك، لا تزال القيم الاجتماعية التي تضع الرجل في موقع "المعيل الرئيسي" حاضرة بقوة في اللاوعي الجمعي، حتى وإن لم تُذكر صراحة.
وأوضح أن هذا الإرث الثقافي يُلقي بثقله على الرجل عندما لا يُحقق الدخل الأعلى، وهو ما قد يُسبب شعورًا بالضعف أو التهديد للهوية الذكورية.
ومن خلال مقابلات معمّقة مع رجال أصبحوا في موقع الأب المتفرغ، أظهرت الدراسة أن بعض المشاركين تعرّضوا للسخرية من محيطهم الاجتماعي والعائلي، ووُصف بعضهم بـ"الخادم" أو الرجل الذي "فقد مكانته".
فقدان الوظيفة وتراجع الدور التقليدي
الحالة النفسية للرجل تتدهور بشكل أكبر عندما يكون التراجع عن الدور المالي نتيجة قسرية كفقدان الوظيفة، وليس اختيارًا حرًا. وأكد أحد المشاركين، وهو مستشار سابق تحول إلى صانع محتوى في أستراليا، أن فقدانه لوظيفته "هزّ قيمته الذاتية كرجل وزوج وأب".
وأوضح الباحثون أن الرجال العاطلين عن العمل أكثر عرضة للاكتئاب من النساء في الوضع ذاته، نظرًا لضعف الروابط الاجتماعية خارج العمل لدى كثير من الرجال.
الجانب الاقتصادي لا يقل أهمية
لا تنبع الأزمة من مسألة تقدير ذات فقط، بل تمتد إلى الجانب الاقتصادي. فالبيانات تُظهر أن الأسر التي تعتمد كليًا على دخل الزوجة تميل إلى امتلاك دخل أقل، مما يُضاعف الضغط النفسي. وقد طالبت هيلين كواليفسكا، أستاذة السياسات الاجتماعية في جامعة باث، بتوفير دعم مؤسسي أكبر للأسر ذات المعيل الأنثوي.
أثر إيجابي محتمل.. إن أحسن التعامل معه
رغم التحديات النفسية، أشارت الدراسة إلى أن الرجال الذين يختارون التفرغ لرعاية أبنائهم يقضون وقتًا أطول جودة مع أطفالهم مقارنةً بالآباء العاملين. كما أن بعضهم يُظهر مرونة نفسية وتحولًا في القيم نحو نموذج أبوي أكثر إنسانية وتوازنًا.
لكن، وبحسب تقرير مركز "بيو" لعام 2023، فإن هؤلاء الآباء لا يشاركون بالأعمال المنزلية بنفس النسبة، مما يُشير إلى أن التحول الكامل في الأدوار لا يزال محدودًا.
في ضوء النتائج، دعا الدكتور غيتيك إلى أهمية إدماج الرجال في نقاشات المساواة، وإعادة صياغة مفهوم الرجولة بعيدًا عن الدخل والسيطرة الاقتصادية، بما يعزز من صحتهم النفسية ويُسهم في علاقات زوجية أكثر توازنًا واستقرارًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 2 ساعات
- الرجل
دراسة تحذر: العمل لأكثر من 52 ساعة أسبوعياً يضخم حجم الدماغ!
كشفت دراسة حديثة تأثير ساعات العمل الطويلة على الدماغ، حيث أظهرت أن العمل لأكثر من 52 ساعة في الأسبوع يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في بنية الدماغ، مما يتسبب في زيادة حجم بعض مناطقه بنسبة تصل إلى 19%. لكن هذه الزيادة ليست بالضرورة إيجابية، إذ تشير نتائج الدراسة إلى أنها قد تحمل آثارًا سلبية على الصحة النفسية والعقلية. ووفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة Occupational and Environmental Medicine، فإن العمل لساعات طويلة قد يؤدي إلى تغييرات تكيفية في الدماغ، مما يؤثر في الأداء المعرفي والمزاج. وأوضح الباحثون أن هذه التغيرات قد تتسبب في اختلالات معرفية واضطرابات نفسية مع مرور الوقت، ما يثير تساؤلات حول التأثيرات السلبية للعمل طويل الساعات على الأداء العقلي والرفاهية النفسية. أهمية التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية أحد النقاط المهمة التي أشار إليها الباحثون، هي ضرورة تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، إذ يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بصحة الموظفين العقلية والجسدية من خلال تقليص ساعات العمل الطويلة، وتوفير بيئة عمل مرنة. كما يتعين على أصحاب العمل إعادة تقييم سياسات العمل، لتوفير ظروف صحية تلبي احتياجات الموظفين. وفي هذا السياق، دعا اختصاصيو علم الأعصاب إلى أهمية رفع مستوى الوعي، حول المخاطر الصحية الناتجة عن ساعات العمل الطويلة. إذ يمكن أن يساعد توفير الدعم النفسي والمعرفي للموظفين في تقليل تأثير هذه الساعات على صحتهم العامة، وتحسين جودة حياتهم المهنية والشخصية.


الرجل
منذ 6 ساعات
- الرجل
دراسة تكشف: السلطة الأسرية ترتبط بالدخل وليس بالنوع
أظهرت دراسة حديثة أجراها الدكتور ديميد غيتيك، الأستاذ المساعد في قسم الاقتصاد بجامعة دورهام، أن الرجال الذين تتفوق زوجاتهم عليهم ماليًا معرضون بدرجة أكبر لانخفاض في تقدير الذات وتدهور في الصحة النفسية. وقد استندت الدراسة إلى تحليل بيانات طويلة الأمد من السويد، شملت دخول الأزواج وتشخيصات طبية متعلقة بالصحة النفسية. وتشير النتائج التي نشرتها منصة BBC إلى أن لحظة بدء تفوق الزوجة على الزوج في الدخل تُعد نقطة تحوّل نفسي لدى كثير من الرجال، فقد أظهرت البيانات أن معدل تشخيصات الاضطرابات النفسية ارتفع بنسبة 11% لدى الرجال، مقارنة بنسبة 8% في أوساط النساء الذين يتعرضون للوضع نفسه. معايير اجتماعية راسخة تؤثر على نفسية الرجل بحسب جيتيك، لا تزال القيم الاجتماعية التي تضع الرجل في موقع "المعيل الرئيسي" حاضرة بقوة في اللاوعي الجمعي، حتى وإن لم تُذكر صراحة. وأوضح أن هذا الإرث الثقافي يُلقي بثقله على الرجل عندما لا يُحقق الدخل الأعلى، وهو ما قد يُسبب شعورًا بالضعف أو التهديد للهوية الذكورية. ومن خلال مقابلات معمّقة مع رجال أصبحوا في موقع الأب المتفرغ، أظهرت الدراسة أن بعض المشاركين تعرّضوا للسخرية من محيطهم الاجتماعي والعائلي، ووُصف بعضهم بـ"الخادم" أو الرجل الذي "فقد مكانته". فقدان الوظيفة وتراجع الدور التقليدي الحالة النفسية للرجل تتدهور بشكل أكبر عندما يكون التراجع عن الدور المالي نتيجة قسرية كفقدان الوظيفة، وليس اختيارًا حرًا. وأكد أحد المشاركين، وهو مستشار سابق تحول إلى صانع محتوى في أستراليا، أن فقدانه لوظيفته "هزّ قيمته الذاتية كرجل وزوج وأب". وأوضح الباحثون أن الرجال العاطلين عن العمل أكثر عرضة للاكتئاب من النساء في الوضع ذاته، نظرًا لضعف الروابط الاجتماعية خارج العمل لدى كثير من الرجال. الجانب الاقتصادي لا يقل أهمية لا تنبع الأزمة من مسألة تقدير ذات فقط، بل تمتد إلى الجانب الاقتصادي. فالبيانات تُظهر أن الأسر التي تعتمد كليًا على دخل الزوجة تميل إلى امتلاك دخل أقل، مما يُضاعف الضغط النفسي. وقد طالبت هيلين كواليفسكا، أستاذة السياسات الاجتماعية في جامعة باث، بتوفير دعم مؤسسي أكبر للأسر ذات المعيل الأنثوي. أثر إيجابي محتمل.. إن أحسن التعامل معه رغم التحديات النفسية، أشارت الدراسة إلى أن الرجال الذين يختارون التفرغ لرعاية أبنائهم يقضون وقتًا أطول جودة مع أطفالهم مقارنةً بالآباء العاملين. كما أن بعضهم يُظهر مرونة نفسية وتحولًا في القيم نحو نموذج أبوي أكثر إنسانية وتوازنًا. لكن، وبحسب تقرير مركز "بيو" لعام 2023، فإن هؤلاء الآباء لا يشاركون بالأعمال المنزلية بنفس النسبة، مما يُشير إلى أن التحول الكامل في الأدوار لا يزال محدودًا. في ضوء النتائج، دعا الدكتور غيتيك إلى أهمية إدماج الرجال في نقاشات المساواة، وإعادة صياغة مفهوم الرجولة بعيدًا عن الدخل والسيطرة الاقتصادية، بما يعزز من صحتهم النفسية ويُسهم في علاقات زوجية أكثر توازنًا واستقرارًا.


صحيفة سبق
منذ 6 ساعات
- صحيفة سبق
باحث روسي: مكملات أوميغا 3 ليست مفيدة للجميع كما نعتقد
يؤكد الدكتور أليكسي موسكاليوف، مدير معهد بيولوجيا الشيخوخة بجامعة نيجني نوفغورود، أن أحماض أوميغا 3 الدهنية حظيت باهتمام علمي واسع، نظرًا لفوائدها الصحية المعروفة منذ فترة طويلة، ورغم ذلك فإن فوائدها ليست شاملة للجميع. ويضيف موسكاليوف: "كشفت الدراسات أن فوائد أوميغا 3 ليست شاملة للجميع. فعلى سبيل المثال، قد يتسبب زيت السمك في آثار ضارة في حالات معينة. حيث أظهرت النتائج ارتفاع خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بين الأصحاء الذين يتناولونه وقائياً. في المقابل، فإن المرضى المصابين بأمراض قلبية ويتلقون علاجات تحتوي على أوميغا 3، يشهدون انخفاضاً في احتمالات تدهور حالتهم الصحية وخطر الوفاة." وبحسب موقع "روسيا اليوم"، ما زالت الطرق الدقيقة لهذا التأثير غير واضحة تماما، غير أن الباحثين يرجحون أن الجرعات المرتفعة من المكملات الغذائية وتركيبتها الكيميائية قد تلعب دورًا محورياً في هذه الظاهرة. فغالبا ما تحتوي هذه المكملات على أوميغا 3 في صورة إسترات إيثيلية - وهي شكل أقل قابلية للامتصاص من قبل الجسم، وقد تسهم في ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL). وبالإضافة إلى ذلك، من المهم الانتباه إلى النسبة الصحيحة بين نوعي أوميغا 3- حمض إيكوسابنتاينويك وحمض دوكوساهيكسانويك. لأن تناول كميات زائدة من الأخير قد يؤدي إلى تحييد التأثيرات المفيدة للأول.