
يا رفاق الحياة
A+ A-
رحل عام هجري بأحداثه، ونعيش أيام عامٍ جديدٍ، وبإذن الله عام خير وأفراح على الجميع!. وهكذا هي أيام الحياة!. قال الإمام الحسن البصري رحمه الله «إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك».
يا رفاق الحياة.. كم من حبيب ودعناه! وكم من قريب فارقنا ورحل عنا!. وكم من معافى صار المرض ملازمه!. وكم من مريض عافاه الله وشفاه بفضله ومنته سبحانه وتعالى،((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)). وكم.. وكم!.
يا رفاق الحياة.. الفأل الفأل فالمستقبل للإسلام. يا رفاق الحياة.. الاستبشار الاستبشار فالعزة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ((وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ))، ومن يطلب العزة في غير هذا سيلقى الذلة والهوان والشتات والضياع.
يا رفاق الحياة.. مهما تراكمت الأحداث والهموم ستغادرنا بإذن الله، وتأتي بعدها الأفراح في مساحات الحياة ((لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)).
يا رفاق الحياة.. تمضي بنا الأيام سراعاً وتبقى أجمل وأثمن أيامك هي أوقات كنت فيها مع القرآن الكريم.
يا رفاق الحياة.. «من أراد توفيقاً يرافقه مدى العمر فليجعل القرآن الكريم رفيقه» في مساحات حياته لا يتخلف عنه، فهو كتاب ربك المتفضل عليك.
يا رفاق الحياة.. «ثمانية تجري على الناس كلهم ولا بد للإنسان أن يلقى الثمانية سرور وحزن واجتماع وفرقة ويسر وعسر ثم سقم وعافية». نسأل الله العفو والعافية.
يا رفاق الحياة.. «أحسن الظن في الله تعالى ثم ارضَ بأقداره، ترى الحياة في أبهى صورها» وانتظر جمالها في قادم الأيام!.
يا رفاق الحياة.. «والكلمة الطيبة صدقة» فتجمل بها مع من تلقاه!. قال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله «البَشَاشَة مصيدة المودَّة، والبِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن». يا لجمال هذه المصيدة!.
يا رفاق الحياة.. «أخبروا الذين ينشرون المحرمات على صفحاتهم أنه لا يوجد من يحذفها بعد موتهم، وأن لهم موعدا مع الله سبحانه وتعالى». فلنتدارك أمر هذا!.
يا رفاق الحياة.. الحياة أكبر من الصراع على حطام دنيوية زائلة لا قيمة لها، ثم يحدث من أجل هذا التهافت القطيعة من رحم وأصحاب.
يا رفاق الحياة.. «لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْـمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ». فقدوتك في هذا رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله بن الحارث رضي الله عنه «ما رأيت أحداً أكثر تبسّماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم». لن تخسر شيئاً ابتسم لمن تقابله!.
يا رفاق الحياة.. «إذا وضعك الله سبحانه في مكان- أياً كان مسماه - تستطيع من خلاله التيسير على الناس فيسر، فإنك والله لا تدري ما تفعل بك دعوة صادقة من أحدهم»، فأنت تقدر!.
يا رفاق الحياة.. اغرس في منصبك من الفعال الجميلة تكن لك أثراً وذكرى طيبة.
إنَّ المناصبَ لا تدومُ لواحدِ إن كنت تجهلُ ذا فأين الأول
فاغرس من الفعل الجميل فضائلا فإذا عزلتَ فإنها لا تُعزلُ
يا رفاق الحياة.. هناك كلمات تجبر القلوب.. وهناك كلمات تكسر. يالجمال من يجبر بالخواطر!.
جبرُ الخواطرِ ذاكَ دأبُ أولي النُّهَى وترى الجهولَ بكسـرهـــا يتمتَّعُ
فاجعل كلامكَ بلسمًا فيه الشِّفا لا مِشرطاً يُدمي القلوبَ ويُوجِعُ
يا رفاق الحياة.. الأمر خطير لابد من الانتباه له قال أحد الصالحين «من أعظم الحسرات يوم القيامة أن ترى طاعتك في ميزان غيرك». فلنترك الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء في جميع مساحات الحياة حتى لا نخسر ولا نضيّع ما عملناه.
يا رفاق الحياة.. ما أجمل وصية الإمام لابنه رحمهما الله، قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه يوماً أوصني يا أبت، فقال «يا بني انوِ الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير». صنائع الخير بالنية ففيها الخير والراحة ولا تكلفك شيئاً.
يا رفاق الحياة.. ألا ما أجمل هذه الخطوات!. «وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة». أبعد هذا تتأخر عن صلاتك بالمسجد!
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

صحيفة الشرق
منذ 17 ساعات
- صحيفة الشرق
أين اختفى العلماء؟
234 «إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِثوا ديناراً ولا درهماً، إنّما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر». أو كما قال صلى الله عليه وسلم. العلماء إذن ورثة أنبياء، وليسوا ورثة أغنياء. العلماء بيّن النبي الكريم بحديثه الشريف هذا مكانتهم في الأمة. إنهم في مرتبة رفيعة بعد انتهاء فترة النبوات والرسالات. تلك المرتبة لابد أن تقتضي منهم الحفاظ عليها والقيام بحقها. فهل علماء اليوم كذلك؟ العلماء منذ عهد الخلافة الراشدة وحتى عهد قريب جداً، كان لهم تأثيرهم الإيجابي الفاعل أوقات الأزمات والملمات، كما في أوقات السلم والراحات. كانوا، ولابد أن يكونوا إلى ما شاء الله لهم أن يكونوا، بوصلة تهتدي بها الأمة. فهم الأقدر دوماً على توجيه وتشكيل العقول والألباب وفق ما أمر سبحانه. وهذا ما جعل تأثيرهم في الكثير من المشاهد على مدار تاريخ هذه الأمة، بالغا وفاعلا. ولكن بدأ ذلك التأثير في الضمور والخفوت تدريجياً مع تكاثر الأزمات والمصائب. فماذا جرى لهم خلال السنوات الحالكات الماضيات؟ معظم العلماء كما أسلفنا، كانت مكانتهم محفوظة في الخلافة الإسلامية، وإن عانى البعض من جور بعض الولاة والخلفاء، لكن أغلبهم كانت مكانتهم مرموقة محفوظة في الأمة، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها. حتى إذا ما سقطت الخلافة قبل مائة عام، تأثر العلماء من ضمن من تأثر بذلك السقوط أو تلكم المصيبة العظمى، فما كان الحل للم شمل العلماء، إلا عبر جامعات تربوية تعليمية كالأزهر والقيروان وما شابههما، أو اتحادات بعد ذلك وروابط وهيئات كالتي نعايشها اليوم. فهل أجدت نفعاً؟ العلماء بوصلة الأمة التساؤلات كثيرة، وهي دليل على أهمية هذه الفئة في هذه الأمة. وكما أسلفنا بأنهم كالبوصلة، صار نهوضهم نهوضا للأمة، وانتكاستهم انتكاسة لها. ولا أتردد في القول بأننا في العقود الأخيرة صرنا نعيش انتكاسة لعلماء الأمة، أو هكذا يبدو لكثيرين، حتى صار لافتاً للأنظار خفوت نجمهم، وضعف تأثيرهم على عامة الناس. وأحداث غزة من أبرز ما يمكن الاستشهاد بها. إذ لا تأثير فاعلاً لتوصيات ونداءات العلماء في هذه المعركة الحاسمة مع أعداء الله والدين. ولا شك أن لهذا الخفوت وضعف التأثير مسببات. وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن السر الذي أوصل العلماء إلى مستوى لا يتأثر غالبية العامة بهم، لا في السلم ولا في الحرب؟ ولماذا صارت العامة فعلاً لا تتأثر بما يصدر عن العلماء من توجيهات أو نداءات؟ وهل كثرة الأزمات وتسارعها وتنوعها في الأمة، والجهل غير المبرر بالدين الذي يتسع يومياً، جعلت الأحاسيس تتبلد، بحيث لا تنفع معها نصيحة ولا توجيه ولا إرشاد علمائي؟ لن أبالغ إن قلت بأننا نعيش ليلة ظلماء كتلك التي قال أبوفراس الحمداني عن نفسه يوم أسره. فنحن اليوم فعلياً نعيش ليلة ظلماء يُفتقد فيها البدر، أو بدرُ العلماء. والناس حيارى يا ربي هذه الأيام، حتى راحت للشرق وللغرب تجني الآلام. ولا شك أن كل هذا بسبب غياب بدر العلماء، الذين تفرقت بهم السبل وتنوعت مآربهم وغاياتهم حتى انقسموا إلى فئات ثلاث لا رابع لها. فئة صامدة وأغلبها مغيبة في السجون والمعتقلات. وفئة ثانية اختارت الصمت والركون إلى الظل، أملاً في أن يتغير الواقع الحالي بقدرة قادر، فيما فئة ثالثة اختارت الوقوف على أبواب السلاطين، ورضيت أن تبيع آخرتها بدنيا غيرها الفانية، حتى صارت لا تتردد قيد أنملة في أن تشرعن للمتغلبين ما بدا وطاب لهم!. استقلالية العلماء المالية من أكثر المسببات التي جعلت أدوار العلماء تتراجع وتتضاءل، وتحتاج إلى معالجة ما، عدم استقلالهم مالياً عن الدولة لسبب وآخر. إن عدم تمتعهم بهذه الاستقلالية من أسباب تراجع تأثيرهم وفعاليتهم على مستقبل الأوطان والشعوب. اعتماد العالم في لقمة عيشه على راتب حكومي من هنا، ومكافأة من هناك، تجعله بلا زخم أو تأثير، فهو في نظر العامة، موظف حكومي نهاية الأمر، لا يختلف عن أي موظف!. ما عاناه الأئمة والعلماء السابقون كالحسن البصري وأبي حنيفة وابن حنبل والشافعي ومالك وابن تيمية وابن قيم الجوزية، من جور وظلم الولاة والسلاطين، وعدم خضوعهم لأهواء وأمزجة الأنظمة الحاكمة المخالفة لشرع الله، إنما الذي أعانهم على ذلك الثبات والصمود، هو استقلاليتهم المادية أولاً، ولأنهم ثانياً، كانوا يعتبرون أنفسهم ورثة أنبياء. أي أنهم هم الأصل في حياة الأمة، والدولة بعد ذلك، وأنه ما قامت الدولة في الإسلام إلا لحماية الدين، وليس العكس. تأثير العلماء على مستقبل الدول إن استقراءً سريعاً عبر تاريخ الأمة، سنجد كم كان العالم الرباني، صاحب تأثير فاعل بالغ على سياسة ومستقبل الدولة بأكملها. فهذا العز بن عبد السلام، ضمن أحد المواقف الشهيرة في تاريخنا، وفي أهم وأخطر الأوقات التي مرت على الأمة حين واجهت خطراً وتهديداً وجودياً تمثل في عبثية ووحشية المغول، برز نجم الشيخ، الذي لعب دوراً هاماً في تحفيز الشعب ومن قبله الملك قطز، للتصدي لخطر المغول. مما يحكى عنه، أن قطز وهو يستعد للمعركة الفاصلة مع المغول، أمر بجمع الأموال من الرعية ولم يعارضه أحد من العلماء في بلاطه يومها إلا العز بن عبدالسلام، الذي وقف في وجهه وطالبه ألا يأخذ شيئاً من الناس إلا بعد إفراغ بيت المال، وبعد أن يخرج الأمراء وكبار التجار من أموالهم وذهبهم، بالمقادير التي تتناسب مع ثرواتهم حتى يتساوى الجميع في الإنفاق على تجهيز الجيش، فإذا لم تكف الأموال، يمكن حينها للملك أن يفرض الضرائب على بقية الناس. فتراجع قطز عن قراره ونزل على حكم الشيخ، الذي أثار كل خطباء وعلماء الأمة يومها وطالبهم بتحفيز الناس على الجهاد، حتى نهض المسلمون في مصر وامتلأت نفوسهم ايماناً كان سبباً في ثباتهم وصمودهم في عين جالوت الفاصلة ودحر المغول للأبد. الشيخ آق شمس الدين، العالم الرباني الذي لعب دوراً مؤثراً في استنهاض همة العثمانيين في تجسيد وتحقيق البشارة النبوية (لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش) نموذج آخر للعالم الرباني المؤثر، حيث كرس جهده في تربية السلطان محمد بن مراد الثاني منذ صغره على هذا الهدف وتلكم الغاية، حتى تحقق فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد ولُقّب بالفاتح العسكري، وصار الشيخ يُعرف بالفاتح المعنوي لهذه المدينة الحصينة. خلاصة ما يمكن أن نختم به هذا الحديث، أنه مثلما ظهر علماء سلاطين على مدار تاريخنا إلى اليوم، فإنه لا يمنع ظهور العز بن عبدالسلام، والحسن البصري، وابن تيمية وآخرين كثر، يصدعون بالحق، لا يخافون في الله لومة لائم. ولقد ثبت بالتجربة أن صلاح هذه الأمة ونهضتها، كما أسلفنا، مقترنان بصلاح ونهضة علمائها، وإن سقوط البعض القليل منهم ودخولهم أجواء السلاطين، لا يعني أنه عدوى تنتقل للغالبية بالضرورة. إن أمة ظهر فيها العز بن عبدالسلام الذي سخره الله لتنجو بفضله سبحانه، ثم بتأثير هذا الشيخ الكبير من خطر الزوال على يد المغول، قادرة على أن تُنجب وتُخرج الآلاف مثله، يعيدون لها مجدها وعزتها. وإنّ سوء حال الأمة اليوم لا يمنع كذلك من التفاؤل بغد أفضل وأجمل، فالله سبحانه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل. مساحة إعلانية

صحيفة الشرق
منذ 3 أيام
- صحيفة الشرق
العلاقات الناجحة
15 قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (سورة الحجرات: آية 13)، خلق الله عز وجل ابن آدم في مجتمع مسلم تربطهم القيم الدينية الإسلامية ولا يستطيع الفرد أن يولد ويعيش بمفرده في هذه الحياة، إنه بحاجة إلى الآخرين ليكمل احتياجاته في كافة الجوانب، وهذه ما تسمى بالعلاقة أي ترابط وتواصل بين الأفراد من مختلف الشخصيات. يلتقي الإنسان خلال رحلته الدنيوية بآلاف البشر ويكون علاقات معهم فإما أن تكون مبنية على الاحترام والألفة والمحبة فتصبح علاقة ناجحة، وإما أن تتلون بملوثات العلاقات السامة كالتشاؤم والغل وانعدام تقدير الذات فتفشل العلاقة. نحن بحاجة في هذا الزمان إلى وعي تام حول كيفية تكوين علاقات ناجحة مع الأفراد خالية من العدوانية خصوصاً بعد انتشار أفكار ومبادئ ساهمت في تهميش بعض من عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الإسلامية، بالإضافة إلى وجود أصحاب من ذوي توكيد الذات السلبي الذين يفضلون أنفسهم دون مراعاة حاجات ومشاعر الآخرين. ومن هذه الإرشادات التوعوية التي تسهم في نجاح علاقتك بالناس: عدم رفع سقف توقعاتك بأي شخص حتى لو امتثل بجميع مكارم الأخلاق، يفضل عدم تقديم تنازلات وتضحيات دائمة ثم تعتقد أنهم سوف يقدمون لك بالمثل، عطاؤك وأخلاقك ليس كمثل قدراتهم، ربما يعطيك جزءا بما قدمت إليه أو لا شيء، اعلم أن الأحوال والظروف تتبدل كذلك النفس البشرية متغيرة حتى لا تقع في الفخ، فينعكس ذلك على ردة فعلك السلبية وتتحول من إنسان معطاء إلى بِلا عطاء تعيش على هامش الحياة تأخذ دون أن تعطي نتيجة التضحيات المتراكمة. أيضاً ضع حدوداً بينك وبين الآخرين، ألا تصبح كالكتاب المفتوح الذي يسرد حكاياته وأبسط تفاصيل حياته، اجعل مساحة من الخصوصية تحتفظ بها لنفسك ولا يعلمها سوى رب العباد، والسعي نحو توكيد ذاتك بمعنى أقوالك توافق أفعالك بشرط عدم إيذاء الناس على سبيل المثال لو طلب منك زميلك القيام بعمل ما وفي داخلك لا تريد أن تقوم به بسبب الأعباء المتراكمة لديك إذاً اعتذر منه بأدب واحترام دون أن تكلف نفسك شيئاً لا تتحمله من أجل غيرك، وألا تكون من الذين يوافقون الآخرين في العلن ثم التذمر في الخفاء من أجل إرضائهم حتى تحافظ على حقوقك النفسية والجسدية والفكرية؛ لأن لو فقدت حقوقك استبيحت حدودك. بالإضافة إلى ذلك خذ قاعدة أغلق أذني عما يزعجني وأستمتع، وعدم الالتفات إلى كلام الناس الذي سوف يقودني إلى الهلاك مع مرور الزمن، الأهم من ذلك أنك كيف ترى نفسك؟ وكيف تريد أن يراك الله؟ قيمتك تكمن في أخلاقك وأفعالك الرفيعة وليس بآراء الناس في شكلك، وظيفتك، نسبك، ومنصبك، ما دمت تفعل الصواب دون إلحاق الضرر لأحد إذاً لا حرج فيما يقولون، تذكر أن البشر تحدثوا عن الله عز وجل وفي عرض النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أن تسلم من لسانهم، لكن بإمكانك عدم الالتفات إليهم والرد عليهم بتحقيق الإنجازات، اعلم أن كلما زادت إنجازاتك وتغييرك لِلمجتمع نحو الأفضل انفضوا من حولك كالوحوش. الجميع تنتهي حياته بالبكاء عليه ثم تمر الأيام وينساه الناس سواء الأهل، الأقارب والأصدقاء ولن يبقى سوى العمل الصالح الذي يشد المرء أزره فيه عند مواجهة العدالة الربانية التي هي كفيلة بأن ترد لك المعروف الذي قدمته سواء خيرا أم شرا. ختاماً العلاقات تزيدنا قوة وصبراً ومجاهدة النفس على تقبل الشخصيات الصعبة في التعامل، وكلنا راحلون من الحياة، نفارق كل شيء تمت المحاربة عليه، حاول أن ترتقي بمبادئك وأخلاقك التي تربيت عليها وعامل الناس كما تريد أن تعامل، سوف تثبت لهم الأيام من أنت بأفعالك وأقوالك وستكون ذا بصمة في رفوف ذكرياتهم الجميلة، فهل تريد أن تجعل تلك الذكرى حلوة أم مرة؟! مساحة إعلانية

صحيفة الشرق
منذ 3 أيام
- صحيفة الشرق
الصلاة: نبع الطمأنينة وأعظم روابط الروح بالخالق
9 ليست الصلاة مجرّد أداء حركيّ يزاوله الجسد، ولا طقوسًا يوميّة تؤدَّى كعادة متكرّرة، بل هي جوهرُ الصلة بين الإنسان وربّه، ومَعين الطمأنينة حين تضيق الدنيا، وسكينة القلب حين يعلو ضجيج الحياة. الصلاة، بما تحمله من خشوعٍ وسجودٍ ونجوى، هي لحظة انفصالٍ عن العالم المتقلّب، وارتباطٍ عميق بعالمٍ أرحب، حيث لا يُسمع إلا صوت الضمير، ولا يُرى إلا وجه الرحمة. فيها يذوب الغرور، وتنحني الهامات، ويذرف القلب ما عجزت العين عن التعبير عنه، فهي مَسكن الألم، ودواء الروح، ونقطة اتزان بين متغيّرات النفس وتقلبات الدنيا. الصلاة ليست عبئًا يُؤدَّى، بل هدية إلهية تُمنح، وفرصة يوميّة للتطهر من أدران الذنب، ولإعادة شحن الروح بقوة الإيمان. وهي لا تقتصر على كونها عبادة، بل هي تربية خفية، تُعلّم الانضباط، وتغرس في القلب معنى التوكّل، وتُعلِي من شأن المراقبة الذاتية، حتى يصبح الإنسان مسؤولًا أمام الله أولًا، ثم أمام نفسه والناس. ما من فريضة في الإسلام اقترنت بالمعراج مثل الصلاة؛ وهذا في ذاته دلالة على عظمتها، وكأنها الرحلة اليومية التي نُعرج بها من أرض الشقاء إلى سماء الصفاء. من حافظ على صلاته، حفظته من الضياع، ووقته من العبث، وعقله من الشتات. ومن تهاون بها، خسر من نفسه أكثر مما خسر من دينه، إذ لا تترك الصلاة قلبًا على حاله؛ إمّا أن تسمو به، أو ينكسر في غيابها. في زمن تعجّ فيه الأرواح بالقلق، تبقى الصلاة ملاذًا آمنًا، لا يُخيب، ولا يُغلق بابه… فهنيئًا لمن عرفها على حقيقتها، لا عادةً بل عهدًا، لا فرضًا فحسب، بل حبًّا واحتياجًا.