
بسبب الأزمة الدبلوماسية.. صادرات الشركات الفرنسية إلى الجزائر تتراجع ب 20%
هبة بريس
أبرزت صحيفة لوفيغارو الفرنسية التأثير السلبي للتوترات السياسية بين باريس والجزائر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرة إلى أن الصادرات الفرنسية نحو الجزائر انخفضت بحوالي 20% خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بالفترة نفسها من السنة السابقة.
تراجع المبادلات التجارية
وتُظهر معطيات الجمارك الفرنسية تراجعاً كبيراً في المبادلات التجارية، حيث لم تتجاوز قيمة الصادرات إلى الجزائر 992 مليون يورو، بعد أن كانت في حدود 1.25 مليار يورو خلال الربع الأول من 2024.
ويُرجع مختصون هذا التدهور إلى الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت إثر إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده لموقف المغرب بخصوص الصحراء، خلال خريف العام الماضي.
ورغم أنه من المبكر إصدار حكم نهائي بشأن الحصيلة السنوية، فإن عدداً من الاقتصاديين لا يستبعدون استمرار المنحى التراجعي، مرجحين أن يفوق الانخفاض الإجمالي في الصادرات 15% مع نهاية السنة.
في المقابل، عبّر ميشيل بيساك، رئيس الغرفة الجزائرية-الفرنسية للتجارة والصناعة، عن دهشته من حدة التراجع، معتبراً أن هذا الانخفاض لا يزال 'محدوداً'، مقارنة بتجارب سابقة، مثل انهيار العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإسبانيا.
قطع العلاقات مع فرنسا
وأكد أن ما يجري لا يدل على نية جزائرية لقطع العلاقات مع فرنسا، بل يُفهم كإشارة سياسية تهدف إلى الضغط، دون اتخاذ قرارات جذرية حتى الآن.
وفي السياق ذاته، أفادت بعض الشركات الفرنسية بوجود صعوبات متزايدة في ما يتعلق باستيراد المواد الخام وقطع الغيار، إذ أشار مدير إحدى الشركات الفرنسية متعددة الجنسيات إلى أن الإجراءات أصبحت 'أكثر تعقيداً' بالنسبة للفرنسيين مقارنة بغيرهم.
وسجل غياب فرنسا عن عدد من المناقصات العمومية الجزائرية، كصفقة استيراد القمح، بالرغم من النفي الرسمي بشأن استبعاد الموردين الفرنسيين.
كما لم تُدرج فرنسا ضمن قائمة الدول الفائزة في مناقصة استيراد مسحوق الحليب، والتي شملت دولاً مثل بولندا، نيوزيلندا، الأوروغواي، ألمانيا، والولايات المتحدة.
التوترات السياسية
أما على مستوى القطاع الصناعي، فقد رفضت السلطات الجزائرية ملفات شركتي 'رينو' و'فولفو-رينو' لاستئناف نشاطهما، في إطار التوجه الرسمي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الصناعي مع نهاية عام 2025، وفق تصريحات رئيس الوزراء الجزائري خلال شهر أبريل.
وتفاقمت حدة التوترات السياسية عقب طرد موظفين فرنسيين من السفارة الفرنسية في الجزائر، وهو ما أعقبه إلغاء زيارتين اقتصاديتين بارزتين: الأولى لرئيس مجموعة CMA CGM إلى الجزائر، والثانية لرئيس الاتحاد الاقتصادي الجزائري إلى باريس.
وأوردت الصحيفة تصريحاً لرجل أعمال فرنسي يعمل في مجال المعدات الصناعية، أكد فيه أن بعض الزبائن الجزائريين بدأوا في التعامل مع موردين إسبان وإيطاليين، بسبب المخاوف من تأثير الأزمة على عمليات التوريد.
تراجع الحضور الفرنسي في السوق الجزائرية
ولتجاوز هذه العراقيل، لجأت شركات فرنسية إلى تصدير منتجاتها عبر موانئ أوروبية أخرى. وتساءلت لوفيغارو عن مستقبل النفوذ التجاري الفرنسي في الجزائر، خصوصاً بعد أن خسرت فرنسا موقعها كممون رئيسي لصالح الصين منذ عام 2013.
وشهد معرض 'باتيماتيك' للبناء والأشغال العمومية، الذي احتُضن في الجزائر خلال مايو الماضي، حضوراً فرنسياً باهتاً اقتصر على 18 جناحاً، في وقت شاركت فيه مئات الشركات التركية بقوة، في مؤشر على تراجع الحضور الفرنسي في السوق الجزائرية.
مع ذلك، لا تزال بعض الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة تجد موطئ قدم لها في الجزائر، وتعوّل على وفاء الزبائن الجزائريين، الذين لا يتخلون عن شركائهم الفرنسيين إذا توفرت الثقة والجودة، رغم المنافسة الحادة من المنتجات الصينية والتركية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


WinWin
منذ ساعة واحدة
- WinWin
مارسيليا يصدم الجزائري إسماعيل بن ناصر بقرار مفجع
كشفت تقارير إعلامية فرنسية عن قرار صادم اتخذه نادي أولمبيك مارسيليا يخص الدولي الجزائري إسماعيل بن ناصر الذي يلعب على سبيل الإعارة في نادي الجنوب، قادمًا من فريق ميلان الإيطالي خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة. وأكدت ذات المصادر أن إدارة مارسيليا باتت تدرس بشكل جدي عدم تفعيل خيار شراء عقد اللاعب بن ناصر، بالرغم من أنه لم يمضِ على قدومه سوى أشهر قليلة فقط، ما يثير تساؤلات كبيرة حول أسباب هذا التوجه المفاجئ من إدارة النادي. ويبدو أن إدارة النادي تتعامل بحذر شديد مع ملف الدولي الجزائري، حيث لم يقدم اللاعب المستوى المنتظر منه حتى الآن، وهو ما جعل مستقبله مع الفريق محل شكوك كبيرة في أروقة النادي. وفي تصريحاته خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرًا، قال رئيس النادي بابلو لونغوريا إن عقد بن ناصر يتضمن خيار شراء وليس إلزامًا، ما يتيح للنادي حرية القرار بشأن مستقبله مع الفريق، عكس بعض اللاعبين الآخرين الذين يملكون بندًا إلزاميًّا في عقودهم. وأضاف لونغوريا أن مصير اللاعب لم يحسم بعد، مشيرًا إلى أن اجتماعًا مرتقبًا سيعقد بين المدير الرياضي مهدي بن عطية والمدرب لحسم مستقبل الدولي الجزائري في مارسيليا خلال الأيام المقبلة، في ظل الغموض الذي يلف الموقف. راتب إسماعيل بن ناصر المرتفع يؤرق مسؤولي مارسيليا لكن المؤشرات الأولية لا توحي بانفراج قريب في هذا الملف، إذ ذكرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن المسؤولين في النادي يعتبرون الراتب المرتفع الذي يتقاضاه بن ناصر (5,450,000 يورو سنويًا) لا يتناسب إطلاقًا مع مردوده في النصف الأول من الموسم. وبحسب ذات الصحيفة، فإن إدارة مارسيليا ترى أنه لا يمكن تخصيص مثل هذا الراتب المرتفع إلا للاعب أساسي لا يستغنى عنه في التشكيلة، وهو ما لم ينطبق على إسماعيل بن ناصر خلال الأشهر الستة الماضية مع الفريق. الأسطورة بوبان يعترف: بن ناصر نجم استثنائي حطمه نادي ميلان اقرأ المزيد وبات السؤال المطروح الآن: هل يقرر نادي مارسيليا فعلًا الاستغناء عن خدمات بن ناصر هذا الصيف؟ سؤال بات يؤرق الشارع الرياضي الجزائري، لاسيما وأن اللاعب يعتبر من أبرز سفراء الكرة الجزائرية في أوروبا. ويتابع الجزائريون تطورات هذا الملف عن كثب، حيث ينظر إلى أي قرار سلبي تجاه إسماعيل بن ناصر على أنه قد يكون إجحافًا في حق لاعب أعطى الكثير، ويمتلك من الخبرة الأوروبية ما يكفي ليكون قيمة مضافة لأي فريق ينضم إليه.


هبة بريس
منذ 2 ساعات
- هبة بريس
شراكة بقيمة 14 مليار دولار بين المغرب والامارات في مجالي الكهرباء وتحلية المياه
هبة بريس أعلن ائتلاف مغربي-إماراتي، يضم صندوق محمد السادس للاستثمار، وشركة 'طاقة المغرب' التابعة للمجموعة الإماراتية 'طاقة'، وشركة 'ناريفا' المغربية، عن توقيع ثلاث اتفاقيات استثمار استراتيجية مع المغرب، بقيمة إجمالية تقارب 14 مليار دولار (130 مليار درهم مغربي)، تمتد آفاقها حتى عام 2030. وتهدف هذه الاتفاقيات، التي تم توقيعها مع الحكومة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إلى تنفيذ مشاريع كبرى تشمل تطوير البنى التحتية لإنتاج ونقل الكهرباء من مصادر متجددة، وتحلية مياه البحر، إضافة إلى إنشاء طريق سيار مائي جديد. وأوضح بيان مشترك للائتلاف أن البرنامج الاستثماري يشمل تطوير قدرات جديدة لإنتاج الكهرباء النظيفة، وإنشاء خط كهربائي بطول 1400 كيلومتر يربط محطات توليد ربحية في الأقاليم الجنوبية بمدينة الدار البيضاء، بهدف إنتاج 1200 ميغاواط. كما تتضمن المشاريع توسيع محطة 'تحدارت' لتوليد الكهرباء من الغاز الطبيعي، وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر بسعة إجمالية تصل إلى 900 مليون متر مكعب سنويًا، سيتم تشغيلها بواسطة الطاقة المتجددة. ويسعى المغرب من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز أمنه الطاقي والمائي، وتقليص اعتماده على مصادر الطاقة الأحفورية، التي لا تزال تمثل نحو 90% من استهلاكه الحالي، في ظل طموحه للوصول إلى نسبة 52% من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030. وأشار البيان إلى أن صندوق محمد السادس للاستثمار ومؤسسات عمومية مغربية أخرى ستملك 15% من هذه المشاريع، بينما تتقاسم 'طاقة المغرب' و'ناريفا' الحصة المتبقية مناصفة. كما يشمل البرنامج تنفيذ مشروع ضخم لإنشاء طريق سيار مائي ثانٍ لنقل نحو 800 مليون متر مكعب من المياه سنويًا من شمال المملكة إلى وسطها، في إطار جهود المغرب لمواجهة تحديات ندرة المياه وتغير المناخ. ويعكس هذا الاستثمار الضخم ثقة الشركاء الدوليين في مناخ الأعمال المغربي، ويعزز مكانة المملكة كوجهة إقليمية رائدة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا البيئية.


كش 24
منذ 14 ساعات
- كش 24
'رايان إير' تتخلى عن إسبانيا لصالح المغرب
في ظل الانتعاش التدريجي لقطاع السياحة، يتّجه المغرب ليصبح محورًا جويًا جديدًا في منطقة شمال إفريقيا، مستفيدًا من تحوّل استراتيجي في خطط شركات الطيران، أبرزها شركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة "رايان إير"، التي بدأت بتقليص وجودها في السوق الإسبانية، بالتزامن مع تعزيز نشاطها في المملكة المغربية. في شهر يناير 2025، أعلنت "رايان إير" عن إغلاق أكثر من 12 خطًا جويًا في إسبانيا، من بينها خط فيغو، احتجاجًا على الرسوم المفروضة من قبل هيئة المطارات الإسبانية Aena، مقابل ذلك بادرت الشركة إلى فتح خط جديد نحو مدينة الداخلة، وهو ما يعكس تحوّلًا واضحًا في أولوياتها. ومع ذلك، تشير الأرقام إلى أن نتائج هذه الخطوة لم تكن مُرضية تمامًا في البداية، حيث لم تستطع الشركة خلال شهر أبريل الماضي سوى نقل 3,257 مسافرًا إلى مدينة الداخلة، انطلاقًا من مطاري مدريد ولانزاروتي، وهو ما يمثل معدل إشغال متواضع بلغ 47.77% من إجمالي المقاعد المتاحة. ورغم هذا الأداء الأولي، تواصل "رايان إير" حاليًا تقديم رحلتين أسبوعيتين فقط إلى الداخلة من المدينتين الإسبانيتين. واستعدادًا لكأس العالم 2030، أعلنت الشركة أيضًا عن إنشاء قاعدة تشغيلية جديدة في طنجة، وهو مشروع يتطلب استثمارًا بقيمة 185 مليون يورو، وفقًا لما ذكرته صحيفة "فارو دي فيغو". وفي غضون ذلك، قلصت "رايان إير" من تواجدها في إسبانيا، ففي شهر يناير، سجلت الشركة معدل إشغال بلغ 56.81% في مطار باراخاس في مدريد ومعدل منخفض بلغ 13.69% في لانزاروتي، وتفاقمت الأرقام في شهر فبراير حيث انخفض معدل الإشغال المشترك بخمس نقاط ليصل إلى 31.94%، قبل أن يصل إلى أدنى مستوى له في شهر مارس، حيث بلغ 44.74%، وهو أدنى معدل تسجله الشركة على الإطلاق في مدريد، حيث عادة ما يتجاوز معدل الإشغال 85%. وبالمثل، شهدت شركة الطيران الأيرلندية منخفضة التكلفة انخفاضًا في معدل إشغالها في غران كناريا من نطاق 50-70% في العام الماضي إلى 29.24% حاليًا. وقد نجحت شركة "بينتر" في انتزاع الصدارة من "رايان إير"، من خلال توفير رحلات مجانية تربط بين جزر أرخبيل الكناري، وأخرى مع جزر الأطلسي الشمالية مثل "بونتا دلغادا" (الأزور)، و"فونشال" (ماديرا)، و"إيسلا دي سال" (الرأس الأخضر)، بالإضافة إلى رحلات مباشرة نحو شمال إفريقيا، تشمل مدناً مغربية كمراكش، وأكادير، وكلميم، والعيون، وأخرى مثل دكار في السنغال، ونواكشوط في موريتانيا.