logo
المطران بو نجم: لكي نعيش السلام في لبنان والعالم ينبغي أن نكون صانعي سلام

المطران بو نجم: لكي نعيش السلام في لبنان والعالم ينبغي أن نكون صانعي سلام

المركزيةمنذ 12 ساعات

ترأّس راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم، يعاونه لفيفٌ من الكهنة في دير مار الياس - أنطلياس، قدّاس ختام تساعيّة مع مريم من أجل لبنان، التي نظّمتها جمعيّة أصدقاء مريم ملكة السلام للسنة الخامسة والعشرين على التوالي، لمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لظهورات لعذراء مريم ملكة السلام في مدوغوريه، وعلى نيّة السلام في لبنان والشرق الأوسط والعالم، وشارك فيه حشد من المؤمنين وخدمته جوقة أصدقاء مريم ملكة السلام بقيادة غبريال صاصي.
العظة
بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران بو نجم عظة تمحورت حول بناء السلام الذي ينطلق من داخل الإنسان ليغمر العالم، وقال: " كلمتي لكم في ختام تساعيّة الصلاة من أجل السلام في لبنان وسوريا والمنطقة والعالم، أنّه قبل توجّهي للاحتفال بهذه الذبيحة كنت أستمع إلى كلام البطرك اليازجي في وداع الشهداء الذين قضَوا في تفجير كنيسة مار إلياس - الدويلعة في دمشق، وجميعنا حزينٌ بسبب هذه الجريمة التي استهدفت مؤمنين عُزَّل كانوا يصلّون في الكنيسة، فما كانت جريمتهم التي استوجبت القتل؟".
أضاف: "نحن أحيَينا تساعيّة الصلاة هذه من أجل السلام في عالمنا الذي يتوق إلى السلام ويبحث عن السلام، فمن يعطينا هذا السلام؟ إنّ أوّل كلمةٍ نطق بها البابا لاون الرابع عشر عندما أطلّ من على شرفة الفاتيكان بُعَيد انتخابه في 8 أيار كانت "السلام معكم، وسلام المسيح هو سلام القائم من الموت"؛ إنّه سلامٌ مجرّد من السلاح، سلام يجرّد من السلاح، متواضع، مثابر، سلام يأتي من الله الذي يحبّنا دون شرط".
وقال المطران بو نجم: "كلام يسوع في الإنجيل عمّا قليل لن ترَوني، وعمّا قليل سترَونني"، هو الوقت الذي مات فيه وقام من الموت، وهذه القيامة التي اختبرناها جميعًا في حياتنا أعطتنا الفرح، أعطتنا القوّة، أعطتنا الحبّ للرسالة".
أضاف: "أحبّائي، نحن لن نكون قادرين على البقاء في هذا الشرق إن كنّا لا نستثمر إيماننا، فلنسأل أنفسنا: ما الذي يجعلنا نبقى في لبنان ولا نغادره؟ هل بسبب انعدام فرص قدرتنا على المغادرة؟ أم أنا باقٍ هنا لأنّي أحمل رسالة؟ كثيرون لا يغادرون لأنّهم لا يملكون المال الكافي، لذا أصبح بقاؤهم ثقيلاً، وبتنا على حد قول البابا فرنسيس، كورقة النعوة: حزن ويأس وامتعاض من الحياة. لذلك من الضروريّ أن نجدّد إيماننا بالربّ وعوض التفكير بالرحيل علينا الإصرار على البقاء، كي نقدّم شهادةً لمحبّة ربّنا، فمن سيبشّر بمحبّة الله للإنسان في هذا الشرق إن نحن تخلّينا عنه وعن دورنا؟ ومن سيزرع السلام في هذا الشرق سوى أشخاصٍ ملتزمين أمثالكم؟ من سيغيّر وجه الأرض غيرنا؟ فهل نترك الساحة ونرحل وهو قال لنا "لا تخافوا أنا غلبت العالم"؟"
وتابع: "لم يضعنا يسوع صدفةً هنا. بل لأنّنا ذوي رسالةٍ ونفهم رسالتنا على ضوء ما قاله اسطفانوس أوّل الشهداء، الذي واجه الاضطهاد والقتل بشجاعةٍ متابعًا تبشيره، ومردّدًا الكلمات نفسها التي قالها الربّ يسوع على الصليب: "إغفر لهم يا أبتِ لأنّهم لا يدرون ماذا يفعلون"، والبعض يعتبر أنّ ارتداد بولس الذي كان يتابع المشهد، حصل في تلك اللحظة وقبل أن يهوي عن صهوة حصانه، على طريق دمشق".
وأردف: "المطلوب منّا كي نجد السلام المنشود هو رحلة حجٍّ إلى داخلنا، كما فعل ابراهيم عندما حقّق طلب الله الذي أشار إليه أن يترك كلّ شيءٍ ويمضي إلى حيث الله يريد؛ وكما أشار علينا البابا فرنسيس في سنة يوبيل الرجاء هذه، علينا أن نقوم بحجٍّ إلى داخلنا، غير معتمدين على ضماناتنا البشريّة، إذ ينبغي على كلّ مسيحيٍّ أن يحذو حذو ابراهيم ويحجّ إلى أرضٍ جديدة، وضمانتنا الوحيدة إيماننا بالربّ، فالأرض التي نحن نتوق إليها هي علاقتنا مع الله".
وقال: "جميعنا يصلّي فلماذا في أحيانٍ كثيرة صلاتنا لا تعطي ثمرًا؟ لأنّ الإله الذي نرفع إليه صلاتنا في الكنيسة هو غير الإله الذي نعبده خارجها، ونحن نفهم كلّ هذا على ضوء ذاك النازف على الطريق في مَثَل "السامري الصالح" الذي لم يلقَ الرحمة من لاوي أو كاهن، بل من إنسانٍ علماني غير مؤمن بالله، فأيّ صلاةٍ يرفعها من يدّعي الإيمان بالله إن لم يترجمها عمل رحمةٍ مع الإنسان؟ قبل أن أكون مؤمنًا عليّ أن أكون إنسانًا، والكتاب الذي تقرأ فيه داخل الكنيسة عليك أن تقرأ فيه عندما تخرج منها، لأنّ صلاتنا ليست غطاء لخطايانا، فنحن لا نستطيع أن نغشّ الله كما ظنّ الفرّيسيّون أنّهم فاعلون".
وتابع: "نسأل أنفسنا في قدّاس السلام هذا: كيف سنجد السلام؟ إنّ السلام الذي نطلبه من رؤساء العالم يبدأ أوّلاً في بيتنا، في عائلتنا، ومن ثمّ في محيطنا وجيرتنا، ورعيّتنا؛ نصلّي مسبحتنا من أجل السلام في الكنيسة ثم نمضي لنبني السلام حيثما وُجِدنا، وما نصلّيه في الكنيسة نعيشه حيثما حللنا، وإلّا نكون قبورًا مكلّسة على غرار الفرّيسيّين. رسالتنا نقل ما نعيشه داخل كنيستنا، السلام والخشوع والتقوى، إلى خارجها، وواجبنا كملتزمين أن نقدّم شهادةً للعالم لأن عيونه علينا، والويل لنا إن وقعت على يدَيْنا الشكوك وإن لم نعطِ شهادةً حقيقيّة".
وختم المطران بو نجم: "دعونا الليلة نجدّد إيماننا بالربّ، طالبين منه النعمة بشفاعة مريم العذراء، التي منذ لحظة حملها بيسوع حملت السلام إلى آليصابات. وهذا هو المطلوب من كلّ واحدٍ منّا، أن نحمل يسوع في المناولة إلى العالم، وعلينا أن نتخطّى كلّ ما يعيقنا، باذلين مجهودًا كبيرًا، لحمل السلام المتواضع، المثابر، متحلّين بالصبر، غير مُدينين للآخرين، وغير مكفّرين لهم، أصحاب قلبٍ واسع والسلام يغمر حياتنا، فلكي نعيش السلام في لبنان والعالم ينبغي أن نكون صانعي سلام".
وتُوِّج الإحتفال الذي استُهِلّ بتلاوة المسبحة الورديّة بتطوافٍ بالقربان الأقدس في شوارع البلدة، وبإنشاد الجوقة التراتيل في أجواءٍ من الفرح والإبتهاج.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تيتي تيتي... رحتي متل ما جيتي!؟
تيتي تيتي... رحتي متل ما جيتي!؟

الجمهورية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجمهورية

تيتي تيتي... رحتي متل ما جيتي!؟

مع انهيار الأعمدة الثلاثة التي قام عليها النظام، البرنامج النوويّ، الصواريخ البالستية، والوكلاء الإقليميِّين، يواجه النظام أزمة وجود غير مسبوقة، يفرض السؤال الأهمّ نفسه: هل يتمكّن النظام من «الصمود» والتمديد له، أم ساعة التحوّل قد دقّت؟ العقل الباطن لا يعرف الفرق بين الخيال والحقيقة... النكسة أو الكارثة... الهزيمة أو الانتصار... كما هي حالنا في عصر الوعي «المقدّس»... الوعي الكاذب... والأفكار البائدة منتهية الصلاحية منذ عقود وعقود! عودة إيران إلى داخل حدودها... وما قد ينتج من ذلك من تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية داخلية. الحرب بشكل عام انتهت، من دون الولوج الآن في التفاصيل الوجودية الكثيرة، والرئيس الأميركي دونالد ترامب هو مَن أعلن النهاية ونفّذها. المنطقة تسير ضمن قطيع يقوده ترامب. القرار اتُخِذ ونُفِّذ، ولا أحد من الأطراف المعنية يمتلك مصلحةً في الاستنزاف، لا إيران ولا إسرائيل. إيران أدركت اختلال موازين القوى، ووجدت نفسها وحيدةً في المواجهة. إسرائيل أدركت أنّها لا تتحمّل استمرار تساقط الصواريخ الإيرانية لفترةٍ طويلة. أميركياً، تحقق الهدف الأساسي: توجيه ضربة للمشروع النووي الإيراني. الإسرائيليّون يعتبرون أنّهم نجحوا، على الأقل، في تأخير هذا المشروع 4 أو 5 سنوات في أسوأ الاحتمالات. كانت كافّة الظروف مؤاتية لإنهاء الحرب، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. مبروك أميركا: الصين، وروسيا، والدول الأوروبية، لا ترغب بتوسّع النزاع لما لذلك من تداعياتٍ خطيرةٍ على سوق النفط ومضيق هرمز، بالتالي على الاقتصاد العالمي العالق في «عنق رحم» الشرق الأوسط الجديد إلى ما شاء الله. «الأطراف المباشرة وغير المباشرة»، بالإضافة إلى الموقف الأميركي الذي أنجز ما يُريد أو على الأقلّ الجزء الأهم منه، لم تعُدْ لديهم مصلحة في استمرار المعارك. نعم، أُعلن وقف إطلاق النار، لكن وفق قاعدة أن تبقى واشنطن ممسكةً بزمام الأمور. مشهدٌ لمّ يألفه العالم من قبل، حين أعلن «رئيس العالم» ترامب عن وقف إطلاق النار، مطالِباً إيران وإسرائيل بالالتزام. لم تُراعَ إيران، وإن سُمِحَ لها بتوجيه ضربةٍ لقاعدةٍ أميركيةٍ في قطر، إلّا أنّ الضربة كانت رمزيةً ومدروسة، لحفظ ماء الوجه فقط. نعم، سنشاهد بعض التوتّرات الموضعية هنا وهناك، إلّا أنّ المسار العام يتّجه نحو تثبيت وقف إطلاق النار، وبدء التفكير بمرحلة ما بعد الحرب، والمفاوضات السياسية على طريقة عمل الشركات الكبرى العابرة للقارات ورجال الأعمال الأميركيِّين. «حزب الله» تلقّى رسالته قبل إيران. وأظهرت الوقائع أنّ إيران ليست بالعمق الاستراتيجي الذي صوّره البعض. ومشروع إيران الإقليمي انتهى، وطهران عادت إلى داخل حدودها الجغرافية «القاتلة». نهاية المشروع الذي انعكس حتماً على جميع أذرعها في المنطقة، كما عايَشنا وشاهدنا. وأعطى «حزب الله»، إشارةً «إيجابيةً» في ممارسة «التقية» وإضمار التورية بعدم دخوله الحرب، وأعلن التزامه عدم التصعيد تجاه إسرائيل، والسعي إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية! كلّ مراوغة في اتخاذ القرار بالاندماج الفعلي في الحياة السياسية، والتخلّي عن سلاحه، سيُكلّف الحزب ولبنان خسائر وجودية فادحة. نعم، لم يَعُد هناك مبرّر لبقاء سلاح إيراني، لم يَعُد فعّالاً في «ردع إسرائيل»، بل أصبح عائقاً أمام سيطرة الدولة وتثبيت سيادتها. ناهيكم أنّ الظروف أصبحت «غير مناسبة» لاستمراره. أخيراً وليس آخراً، سيُجبر «حزب الله» على «الخضوع» لهذه الخيارات الكبرى التي تُفرض على مستوى المنطقة. علماً أنّ الموفد الأميركي سفير الولايات المتحدة لدى تركيا توم برّاك سيعود إلى بيروت في 7 تموز المقبل لاستكمال البحث في ما طُرح بينه وبين المسؤولين اللبنانيِّين في زيارته الأولى، ومن ضمنه ملف نزع سلاح «حزب الله» وتمويله. تزامن ذلك مع عودة إسرائيل إلى إثارة ملف تمويل الحزب، على خلفية اغتيالها قبل أيام هيثم عبد الله بكري الذي وُصِف بأنّه مصرفي على صلة وثيقة بـ«حزب الله» يعمل رئيساً لشبكة «الصادق» للصرافة. مع أنّ الضبابية التي لا تزال تغلّف بعض جوانب المشهد الإقليمي غداة سريان وقف النار بين إسرائيل وإيران، تلفح بتأثيراتها الوضع اللبناني، فإنّ ذلك لم يحل دون «العودة» إلى الملفات اللبنانية وأولوياتها، انطلاقاً من الوضع الميداني القائم في الجنوب، واقتراب استحقاق التمديد للقوة الدولية العاملة فيه (اليونيفيل) في آب المقبل. وهو الاستحقاق الذي يكتسب هذه المرّة أهمية حاسمة في ظلّ كل ما شهدته المنطقة الحدودية وما زالت تشهده من تطوّرات ميدانية تتّسم بخطورة عالية. هذا الاستحقاق حضر خلال جولة وفد عسكري بريطاني رفيع برئاسة مستشار وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، على المسؤولين قبل أيام. وأفادت رئاسة الجمهورية أنّ الرئيس جوزاف عون أكّد أمام الوفد أهمية التمديد لقوات «اليونيفيل»، معتبراً أنّها تمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار والأمان على الحدود الجنوبية. من المفارقات العجيبة الغريبة أن يحتفل «العدو الإسرائيلي والعدو الإيراني» في اليوم نفسه بانتصاراتهما «الإلهية» في «حروبهما المقدّسة» الأخيرة! انتصاراتهما على مَن؟! سؤال برسم المتفزلكين جميعاً... يقول المفكّر صادق جلال العظم: «لا توجد قداسة في الفكر... كل فكرة غير قابلة للنقد هي مشروع استبداد». نعم، لا يوجد سؤال مشروع أو سؤال غير مشروع لأنّ كل الأسئلة مشروعة...

مانشيت "الجمهورية": الورقة الأميركية قيد الدرس في مجلس الوزراء.. ملفا الانتخابات وسلاح الحزب إلى الاشتباك
مانشيت "الجمهورية": الورقة الأميركية قيد الدرس في مجلس الوزراء.. ملفا الانتخابات وسلاح الحزب إلى الاشتباك

الجمهورية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجمهورية

مانشيت "الجمهورية": الورقة الأميركية قيد الدرس في مجلس الوزراء.. ملفا الانتخابات وسلاح الحزب إلى الاشتباك

التطورات الأمنية التي تلاحقت بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة، توحي وكأنّ أمراً ما مبيّتاً للبنان، والكلام هنا لمسؤول كبير، حذّر عبر «الجمهورية» ممّا سمّاها «مؤشرات يخشى انّها تؤسّس لإدخال لبنان في المجهول، وما يثير القلق في هذا السياق، هو «التصعيد المزدوج» الذي يتجلّى في تزامن تحرّكات الخلايا الإرهابية في غير منطقة لبنانية، مع التصعيد الإسرائيلي الذي ارتفعت وتيرة استهدافاته واعتداءاته على المناطق اللبنانية، بصورة ملحوظة وعالية بعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية». يُشار في هذا السياق، إلى أنّ المعطيات الأمنية المرتبطة بالملف الإرهابي، تتقاطع على أنّ «زر الإرهاب» كُبس من مكان ما، فتحرّكت بموجبه بعض الخلايا النائمة (داعشية او من خلايا من ذات العائلة التكفيرية) في بعض المناطق اللبنانية، وأمكن للأجهزة الأمنية والعسكريّة أن تلقي القبض على رؤوس إرهابيّة كبيرة ومجموعة من العناصر والخلايا في مناطق مختلفة. وما رشح عن التحقيقات معهم أنّهم كانوا بصدد تنفيذ عمليّات إرهابية في بعض المناطق اللبنانية وضدّ الجيش اللبناني. واكّد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ التحقيقات مع الموقوفين مستمرّة، وقد أدلوا باعترافات خطيرة يُفضّل عدم البوح بها، وخصوصاً أنّ التحقيقات لم تنته بعد، وهناك متوارين يجري البحث عنهم ومن بينهم لبنانيون وغير لبنانيين. ورداً على سؤال عمّا كان يجري التحضير له، وما إذا كان ذلك عملاً إفرادياً او ضمن خطة منظّمة، قال المصدر: «المعطيات تؤشر إلى عمل منظّم وليس عملاً إفرادياً، فالغرفة الإرهابية واحدة ولها امتداداتها، وما يمكن قوله هو أنّ توقيف الإرهابيين أحبط أمراً خطيراً جداً كانوا يعدّون له، وبكلام اوضح كانوا على وشك تنفيذه». مضيفاً: «لا يمكن فصل هذه التحركات الإرهابية عن العدوان الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس في دمشق قبل ايام. كما لا يمكن فصل هذه التحرّكات عن التصعيد الإسرائيلي». تصعيد إسرائيلي في موازاة ذلك، لوحظ انّه من اللحظة التي أُعلن فيها وقف اطلاق النار بين إسرائيل وإيران رفعت إسرائيل وتيرة اعتداءاتها على لبنان، باستهدافات واغتيالات مكثفة، وتسللات متتالية إلى القرى والبلدات الجنوبية وتفخيخ المنازل ونسفها (في حولا وميس الجبل، وبالأمس بلدة الخيام)، وكان أعنفها العدوان الجوي على منطقة النبطية أمس، الذي أدّى إلى استشهاد امرأة واصابة ما يزيد على الـ20 شخصاً بجروح. ولوحظ انّ إسرائيل استخدمت في عدوانها أمس كمّاً كبيراً من القنابل الارتجاجية الثقيلة ضدّ ما سمّاه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي موقعاً تابعاً لـ«حزب الله» يُستخدم لإدارة أنظمة النيران والحماية في منطقة شقيف جنوب لبنان، وكان قد أُخرج من الخدمة نتيجة غارات سابقة، وتمّ استهدافه بعد رصد محاولات لإعادة إعماره». وأدان رئيس الجمهورية جوزاف عون «التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف منطقتي النبطية وإقليم التفاح والسكان الآمنين، واستمرار إسرائيل في انتهاك سيادة لبنان واتفاق تشرين الثاني الماضي». وقال رئيس الجمهورية: «إنّ إسرائيل تواصل ضربها عرض الحائط بالقرارات والدعوات الإقليمية والدولية إلى وقف العنف والتصعيد في المنطقة، ما يستوجب تحرّكًا فاعلًا من المجتمع الدولي لوضع حدّ لهذه الاعتداءات التي لا تخدم الجهود المبذولة لتثبيت الاستقرار في لبنان ودول المنطقة». بدوره أدان رئيس الحكومة نواف سلام، بشدة الاعتداءات الإسرائيلية في محيط النبطية، مؤكّداً انّها «تمثل خرقًا فاضحًا للسيادة الوطنية ولترتيبات وقف الأعمال العدائية التي تمّ التوصل إليها في تشرين الثاني الماضي، كما تشكّل تهديدًا للاستقرار الذي نحرص على صونه». تصعيد للتعويض إلى ذلك، قال مرجع كبير لـ«الجمهورية» إنّه لا يستغرب التصعيد الإسرائيلي على الإطلاق، في ظل التراخي الفاضح من قبل لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومراوغة الدول الراعية لهذا الاتفاق التي نيّمت لبنان على حرير الوعود والاوهام، فيما هي تخلّت عن مسؤوليتها واعتمدت مبدأ «شاهد ما شفش حاجة»، غطّت به حرّية الحركة التي منحتها لإسرائيل لتجاوز اتفاق وقف اطلاق، وإكمال عدوانها. وفي رأي المرجع عينه «انّ التصعيد واحد ونتيجته واحدة، وهي انّ اللبنانيين يدفعون الثمن، بمعزل عمّا إذا كان هذا التصعيد مرتبطاً من جهة بشعور إسرائيل بأنّها بعد الحرب مع إيران وانخراط الولايات المتحدة إلى جانبها، صارت محميّة اكثر، بما يمنحها حرّية الحركة أكثر نحو تثبيت واقع أنّ يدها وحدها هي العليا فيه. او مرتبطاً من جهة ثانية بحاجة إسرائيل إلى التعويض عن فشلها في تحقيق الانتصار الحاسم على إيران، وعن الخسارة المعنوية وغير المعنوية التي مُنيت بها في هذه الحرب، ولذلك نقلت جهدها التصعيدي إلى غزة ولبنان». وتبعاً لذلك، يؤكّد المرجع عينه «انّ لبنان على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وكل الأطراف من دون استثناء أيّ منها، مدركة أصلاً أنّ لبنان لا يستطيع أن يجازف بأمنه. ولكن الوضع دقيق جداً بل اكثر من مقلق، وما يُخشى منه - وهذا أمر غير مستبعد على الإطلاق - هو أن تتعمّد إسرائيل رفع وتيرة التصعيد اكثر في هذه المرحلة، مع ما قد يستتبعه ذلك من سيناريوهات دراماتيكيّة وربما مفاجآت تغيّر من قواعد اللعبة». هذه الوقائع، تتزامن مع وضع ملف سلاح «حزب الله» على النار، وعلى ما يرجح متابعون لهذا الملف وما يحيط به من طروحات ومراسلات ونقاشات في المجالس السياسية، فإنّ ملامح اشتباك داخلي تحوم حوله، ترجّح التقديرات فتح حلبته في المدى القريب المنظور. وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ الورقة الأميركية التي قدّمها الموفد الأميركي توماس براك إلى الرؤساء الثلاثة، يبدو انّها مطروحة لنقاش خلف الجدران، لا تؤشر مجرياته إلى انّه من النوع القابل لأن يصل إلى مساحة التقاء داخلية حول مضمونها الذي يتمحور في جوهره على مسألة وحيدة، وهي التعجيل في سحب سلاح «حزب الله» في كلّ لبنان، وليس فقط جنوبي نهر الليطاني. وبحسب المعلومات، فإنّه على الرغم من الانقسام الداخلي حول ملف سلاح «حزب الله»، فإنّ جهات سياسية ممثلة في الحكومة، ومناوئة لـ«حزب الله» وسلاحه، ترى في الورقة الأميركية نافذة حل، وتشجع على مقاربة عاجلة لمضمون هذه الورقة على طاولة مجلس الوزراء، واتخاذ قرار صارم حول هذا السلاح، مستندة بذلك إلى الحاجة إلى إزالة ما سمّتها كل مسببات التوتير وإعاقة مسار نهوض البلد، التي يتصدرها سلاح «حزب الله». الّا انّ هذا الامر، وفق المعلومات، دونه تحذيرات جرى التعبير عنها من مستويات رفيعة في الدولة من التسرّع في الإقدام على خطوات غير محسوبة، او «دعسات ناقصة». ومخاوف من أن تؤدّي أي خطوة من هذا النوع لا إجماع عليها، إلى تعميق الشرخ السياسي أكثر، وأزمة كبرى ليس فقط في داخل الحكومة بل على مستوى البلد بصورة عامة. وكما أنّ سحب سلاح «حزب الله» له جمهوره في الحكومة، وعلى مستوى الشارع، وهو أمر آخذ بالتنامي ربطاً بما يعتبره المتحمسون لنزع سلاح الحزب، التحوّل الجذري ضدّ السلاح في الداخل اللبناني، وبالتطورات الإقليمية المتسارعة، التي فرضت معادلات جديدة أضعفت محور السلاح الممتد من إيران إلى «حزب الله». وكانت لافتة في هذا السياق، مبادرة الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إلى الانضمام بصورة علنية إلى المطالبين بسحب سلاح «حزب الله»، وجازماً في الوقت نفسه انّ اسرائيل والغرب بالتحالف مع الولايات المتحدة انتصرت على إيران، وحاسماً بأنّ «مزارع شبعا سورية وليست لبنانية». وفي المقابل، فإنّ للتمسك بهذا السلاح جمهوراً ايضاً في الحكومة وعلى مستوى الشارع، ربطاً بما يؤكّده «حزب الله» ومعه بيئته، بأنّ التمسك بهذا السلاح، وفي ظل التطورات المتسارعة، والاعتداءات الإسرائيلية المكثفة، صار اكثر صلابة من أي وقت مضى. وليس خافياً في هذا السياق، أنّ «حزب الله» يشعر في هذه الفترة بشيء من ارتفاع المعنويات جراء ما يعتبره انتصار إيران في الحرب على إسرائيل، وإحباط مشروعها بصناعة شرق اوسط جديد وفق مواصفاتها، ومن ضمنه لبنان». الموقف الحكومي وكان وزير الإعلام بول مرقص قد سُئل بعد جلسة مجلس الوزراء امس - التي أقرّت رفع الحد الأدنى للأجور إلى 28 مليون ليرة - عن احتمال عقد جلسة وزارية حول الورقة الاميركية، فقال: إنّ «الحكومة ستشرع فورًا بالتحرك إذا تقدّمت الاتصالات السياسية». مشيراً إلى انّ الرئيس نواف سلام استعرض زيارة الموفد الأميركي الذي تقدّم بمجموعة اقتراحات حول وقف إطلاق النار، وأكّد سلام على الالتزامات الواردة في البيان الوزاري لا سيما انسحاب إسرائيل ووقف أعمالها العدائية والالتزام بحصرية السلاح بيد الدولة وقواها الذاتية حصراً وامتلاك قرار السلم والحرب والالتزام بإعادة الإعمار». ولفت إلى أنّ سلام بحث مع رئيس الجمهورية جوزاف عون المقترحات الأميركية، وسيناقشها (اليوم) مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. المواجهة النيابية وعلى الخط السياسي، يعقد المجلس النيابي جلسة تشريعية الاسبوع المقبل، تؤشر بعض المعلومات المحيطة بها إلى توجّه فريق واسع من النواب لإثارة ملف الانتخابات النيابيّة، والسعي إلى إقرار اقتراح قانون يجيز للمغتربين الاقتراع ليس فقط للنواب الستة الذين سيمثلون الاغتراب بل لكل المجلس النيابي على غرار ما جرى في الانتخابات السابقة، علماً انّ هذا الامر محدّد لمرّة واحدة في القانون الحالي، على أن يحصر انتخاب المغتربين بنواب الاغتراب الستة. على أنّ مصادر مجلسية مسؤولة اكّدت لـ«الجمهورية»، استحالة تمرير مثل هذا الاقتراح في جلسة الاثنين، كونه ليس مدرجاً في جدول اعمالها. فيما توقفت مصادر في «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها الرئيس نبيه بري، باستغراب عند ما سمّتها الخطوة غير المفهومة بمضمونها وتوقيتها، بتوقيع عريضة نيابية لحمل رئيس المجلس على إدراج اقتراح قانون مرتبط بقانون الانتخابات النيابية، في وقت انّ هذا الامر مطروح امام اللجان النيابية المشتركة، حيث هناك مجموعة اقتراحات قوانين يُصار الى درسها، كما يُنتظر ان تحيل الحكومة مشروع قانون انتخابي جديد. وقالت المصادر لـ«الجمهورية»: «بالتأكيد هناك قطبة مخفية نسجت هذه الحماسة المفاجئة على تصويت المغتربين، ولكن هذه الخطوة اقل ما يُقال فيها انّها خطوة غير ذكية على الإطلاق، يرمون من خلالها إلى توتير الأجواء السياسية، وفرض مشيئتهم، حيث يريدون أن يمرّروا اقتراحات تمكّنهم من ربح الانتخابات والحصول على الأكثرية ليحكموا ويتحكّموا، وفي الوقت نفسه يطلبون ممّن يريدون استهدافهم أن يساعدوهم في تحقيق هدفهم وتسليمهم البلد، هذا وهمٌ، وخفة غير مسبوقة». وخلصت المصادر إلى القول: «لرئيس المجلس صلاحيات يمارسها، ولا احد في مقدوره أن يتجاوزها، او انّه بالضغط بأي وسيلة يمكن أن يحقق شيئاً، وثمة تجارب سابقة كثيرة تؤكّد ذلك. ولذلك لن تنفعهم لا عرائض من هذا النوع، ولا اصوات عالية، ولا افتعال مشاكسات، وحتى لو استعانوا بكلّ الدول وكل السفارات، لن يحصلوا على مبتغاهم، وإن كانوا يحلمون بذلك فليحلموا، وإن كانوا لا يصدّقون فليجربوا».

وزير الخارجية الإيراني دان تصريحات ترامب بحق خامنئي ووصفها بأنها مهينة وغير مقبولة
وزير الخارجية الإيراني دان تصريحات ترامب بحق خامنئي ووصفها بأنها مهينة وغير مقبولة

النشرة

timeمنذ 2 ساعات

  • النشرة

وزير الخارجية الإيراني دان تصريحات ترامب بحق خامنئي ووصفها بأنها مهينة وغير مقبولة

دان وزير الخارجية ال​ إيران ​ي عباس عراقجي التصريحات "المهينة وغير المقبولة" للرئيس الأميركي دونالد ​ ترامب ​ التي زعم فيها أنه أنقذ المرشد الأعلى آيه الله علي خامنئي من "موت قبيح ومخز". واشار الى ان "إذا كانت لدى الرئيس ترامب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانبا نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى في إيران، آية الله العظمى الخامنئي، وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه المخلصين". أضاف عراقجي "حسن النية يولد حسن النية والاحترام يولد الاحترام". وفي وقت سابق امس٬ توجه ترامب مباشرة بالقول لخامنئي: "لقد هزمت شرّ هزيمة"، مضيفًا "أوقفت على الفور كل العمل على تخفيف العقوبات عن إيران بعد بيان خامنئي"، وقال: "لقد أنقذته من موت قبيح ومهين للغاية". وأضاف "على إيران العودة للاندماج في النظام العالمي وإلا ستزداد الأمور سوءا بالنسبة لها"، وتابع: "الإيرانيون دائما غاضبون وعدائيون وانظروا ما آلت إليه الأمور بلد مدمر بلا مستقبل وجيش ممزق واقتصاد كارثي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store