
"حياة ذهبية".. فيلم يوثّق العمل القسري للأطفال في مناجم الذهب ببوركينا فاسو
كشف فيلم وثائقي بعنوان "حياة ذهبية" (A Golden Life) عن انتهاكات جسيمة يتعرّض لها الأطفال في مناجم الذهب في بوركينا فاسو، حيث يجبرون على العمل الشاق، ودخول الآبار العميقة التي يصل طولها إلى 100 متر داخل الأرض.
الفيلم الوثائقي الذي أخرجه السينمائي بوبكر سانغاري سيُعرض يوم الجمعة 30 مايو/أيار الجاري، ويسلّط الضوء على الواقع المأساوي الذي يعيشه المراهقون العاملون في منجم بانتارا للذهب ببوركينا فاسو، حيث تتحول الطفولة إلى ضحية ثانوية في سباق محموم نحو الثروة المعدنية.
ويتمحور الفيلم حول الفتى راسماني، البالغ من العمر 16 عامًا، والذي يُجبر يوميًا على النزول في بئر عميقة تمتد إلى 100 متر، تؤدي إلى أنفاق ضيقة تغمرها الأوحال.
وتحت وطأة الحفر المتواصل وساعات العمل الطويلة، يتدهور جسده، بينما لا يجد راحة إلا في كوخ مهترئ من القش والبلاستيك، ومع الوقت، يلجأ إلى الأدوية لتخفيف الألم المتراكم.
وبلغة سينمائية تُركّز على اللّقطات والمشاهد الحيّة، يربط الوثائقي بين الاستنزاف الجسدي للعمال، والندوب العميقة التي تخلّفها أعمال الحفر في الأرض.
ورغم قسوة الظروف، يُظهر الفيلم الجانب الإنساني في علاقات الصداقة التي تنشأ بين العمال، إذ تصبح تلك الروابط بمثابة ملاذ نفسي يقيهم من قسوة الواقع.
ويكشف الوثائقي عن ملامح الطفولة المطمورة خلف المجهود العضلي، من خلال مشاهد مؤثرة للأطفال العاملين في التنقيب، وهم يتمنّون أشياء بسيطة كشراء بنطال جينز جديد.
ويسعى فيلم حياة ذهبية، أن يقدّم شهادة حيّة على واقع تنتهك فيه براءة الطفولة بالعمل القسري، تحت وطأة الطمع والاستغلال والجشع.
وتصنّف بوركينا فاسو واحدة من دول غرب أفريقيا الغنية بالذهب، ويعمل الناس فيها بوسائل فردية وبدائية غالبا ما تتسبّب في انهيارات أرضية تخلّف قتلى وجرحى بين الفينة والأخرى.
ورغم أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم البلاد منذ عام 2022 قد تعهّد بتنظيم العمل في مناجم الذهب، وأعلن عن قدرة الدولة على إدارة مواردها بعيدا عن الشركات الأجنبية، فإن مشاكل الإرهاب، والتمرّد المسلّح، لا تزال تشغل الحكومة عن التفرغ لتنظيم معادن الذهب المنتشرة في أنحاء متفرقة من الوطن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 13 ساعات
- الجزيرة
مجزرة بخان يونس واستهداف باحثين عن المساعدات في نتساريم
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة مجزرة جديدة بحق نازحين في خان يونس ، وشن غارات عنيفة على جباليا شمالا، كما استهدف فلسطينيين يحاولون الوصول إلى نقطة لتوزيع المساعدات وسط قطاع غزة. وأفادت مصادر فلسطينية باستشهاد 13 شخصا إثر قصف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة مواصي القرارة شمال غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وقالت مصادر بمستشفيات غزة للجزيرة إن عددا من النساء والأطفال من بين شهداء القصف المستمر على جنوبي القطاع. واستهدفت الغارات عدة مناطق في محيط خان يونس بينها القرارة وقيزان النجار. كما شن الطيران الحربي الإسرائلي عدة غارات على مدينة رفح القريبة. وبالتوازي مع ذلك، نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف للمباني في محيط ما يعرف ب محور موراغ شمال رفح. وعقب استئناف العداون على غزة في مارس/آذار الماضي، سيطرت قوات الاحتلال على هذا الممر الممتد بين مدينتي خان يونس ورفح من السياج الحدودي شرقا إلى ساحل البحر غربا. شهداء بالعشرات وبالإضافة إلى خان يونس ورفح، شن طيران الاحتلال قصفا وغارات على جباليا وأحياء غزة في الشمال والمناطق الوسطى بما فيها مخيم البريج. وقالت وزارة الصحة بغزة للجزيرة إن 28 فلسطينيا استشهدوا جراء القصف المستمر على القلطاع منذ فجر اليوم. وأضافت الوزارة أن 72 استشهدوا وأصيب 278 آخرون بنيران الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت قناة الأقصى الفضائية إن الطائرات الإسرائيلية شنت غارات عنيفة على منطقة جباليا البلد، وبث ناشطون صورا تظهر تصاعد أعمدة الدخان من المناطق السكنية المستهدفة. وأفاد مراسل الجزيرة -نقلا عن مصادر في مستشفيات غزة- باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منزل في جباليا البلد. وقالت المصادر إن 3 فلسطينيين استشهدوا في غارة أخرى استهدفت تجمعا للمواطنين في منطقة الفالوجا ب مخيم جباليا. ومثل جباليا، تعرضت عدة أحياء في مدينة غزة لغارات عنيفة استهدفت إحداها محيط مفرق المالية وخلفت 3 شهداء. كذلك أفادت مصادر طبية بإصابة أفراد من عائلة واحدة إثر استهداف منزل وسط البلدة القديمة شرقي مدينة غزة. ووسط القطاع، أفاد مصدر بمستشفى شهداء الأقصى للجزيرة باستشهاد شخصين وإصابة آخرين في غارات إسرائيلية على مدينة دير البلح. في الأثناء، قالت مصادر في مستشفيات غزة للجزيرة إن 20 شخصا أصيبوا بنيران قوات الاحتلال عند محاولتهم الوصول إلى مركز مساعدات الشركة الأميركية في منطقة نتساريم وسط القطاع. وكانت وزارة الصحة في غزة أفادت أمس باستشهاد ما لا يقل عن 9 فلسطينيين وإصابة أكثر من 60 خلال 48 ساعة بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح قرب مراكز لتوزيع المساعدات بإشراف شركة أميركية. وبدأت العملية يوم الثلاثاء الماضي وسط حالة من الفوضى، مما دفع عناصر أميركية تشارك في العملية للانسحاب. واستشهد وأصيب فلسطينيون عندما كانوا في طريقهم إلى مراكز التوزيع أو عائدين منها. واستأنفت إسرائيل العدوان على غزة يوم 18 مارس/آذار الماضي بعد أن انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار ، ومنذ ذلك الوقت استشهد ما يزيد عن 4 آلاف فلسطيني وأصيب نحو 11 ألفا، وفقا لبيانات وزارة الصجحة بالقطاع.


الجزيرة
منذ 17 ساعات
- الجزيرة
غزة: 600 يوم من الصمود الأسطوري
حين يصبح الإنسان أقوى من الحديد، وتصبح الحقيقة أقسى من الصمت! غزة، هذه البقعة الصغيرة المحاصرة منذ ما يقارب العقدين، لم تعد مجرد اسم على خارطة الشرق الأوسط! إنها الآن رمز.. أيقونة.. صرخة حارقة في وجه عالم أصابه العطب الأخلاقي حتى نخاعه. ستمائة يوم من الحرب، ولم تنكسر.. لم ترفع راية بيضاء، ولم تُطفئ جذوة الأمل رغم ركام البيوت، ورائحة الموت، وارتعاش الأطفال في أحضان الليل بلا كهرباء، ولا دواء، ولا ماء نظيف. الحرب كما ترويها غزة ليست توازن قوى، بل توازن مبادئ.. ليست تفوقًا تقنيًّا، بل تفوقًا أخلاقيًّا.. ليست مناورات تكتيكية، بل استعدادًا لتقديم الروح فداءً لما تؤمن به الحروب ليست دبابات وصواريخ فقط في كتب التاريخ العسكري، تُروى الحروب غالبًا عبر الخرائط، وأسماء المعارك، وحجم الخسائر، والنسب المئوية للنجاح أو الفشل.. لكن غزة قدمت درسًا مختلفًا. الحرب كما ترويها غزة ليست توازن قوى، بل توازن مبادئ.. ليست تفوقًا تقنيًّا، بل تفوقًا أخلاقيًّا.. ليست مناورات تكتيكية، بل استعدادًا لتقديم الروح فداءً لما تؤمن به. إنها حرب الإنسان الأعزل ضد آلة تجسدت فيها البشاعة الحديثة بأبشع صورها: طائرات بدون طيار، قنابل ذكية، قنابل فسفورية، جرافات، عزل كامل، وكل ذلك في مواجهة صدور مفتوحة لا تملك إلا الإيمان. العالم بلا أقنعة في ستمائة يوم، لم تكشف غزة وجه إسرائيل فقط، بل وجه العالم كله.. كم بدا هذا الكوكب صغيرًا، جبانًا، كثير الكلام، لكنه قليل الفعل! كم من "قمة طارئة" عُقدت، وكم من "جلسة خاصة" خُصصت لمناقشة العدوان.. كلمات، خطب، دبلوماسية مُنمّقة، بيانات ختامية.. ثم لا شيء! إعلان كأنما غزة كائن خارق لا تنطبق عليه قواعد الرحمة الدولية، كأن أطفالها لا يحق لهم البكاء، وكأن نساءها لا يحق لهن النجاة. كل شيء انكسر في هذه الحرب: شرعة حقوق الإنسان، ميثاق الأمم المتحدة، وهم العدالة الدولية.. كل ذلك أصبح رمادًا تحته نار صامتة، اسمها غزة. قهرٌ على الهواء غزة لم تُقهر، بل قهرت.. لم تُحرج، بل أحرجت. كشفت عورات أنظمة عربية هرعت للتطبيع، ثم التزم بعضها الصمت، والبعض الآخر راح يلوم الضحية لأنها لم تمت "بشكل لائق"! وحتى بعض المنظمات الحقوقية العالمية لم تسلم من فضيحتها الأخلاقية؛ إذ ساوت بين الضحية والجلاد، وابتكرت تعابير جديدة مثل "الدعوة إلى التهدئة من الطرفين"، وكأنما طفلٌ يقذف حجرًا يوازي قصف أبراج بأكملها. غزة لم تصمد فقط، بل صنعت ذاكرة! هذه الذاكرة ستلاحق كل المتواطئين، كل المتفرجين، كل من آثر الحياد في زمن يجب فيه الانحياز للمظلومين ولو بالكلمة قادة لا يحتاجون لجيوش القيادة في غزة لم تكن صورة في مكتب رئاسي. كانت أمهات يخبزن الخبز تحت القصف، أطفال يرسمون الشمس في كراساتهم الرمادية، شباب ينقلون المصابين وهم يلفظون أنفاسهم.. هؤلاء هم الجنرالات الحقيقيون، قادة الظل الذين لا تصنعهم البروتوكولات، بل تصنعهم المأساة عندما يتفوق الإنسان على نفسه. التاريخ يُعلّمنا: البقاء للشرفاء أجل، من يقرأ التاريخ جيدًا يعرف أن القوة العارية لا تدوم. الإمبراطوريات التي حكمت العالم بالسيف سقطت لأن الشرف لم يكن جزءًا من معادلتها.. النازية، الفاشية، الاستعمار الفرنسي والبريطاني، وحتى الاستعمار الإسرائيلي، مهما طال عمره فلن يستطيع أن يزرع جذوره في أرضٍ لا تنحني. غزة لم تصمد فقط، بل صنعت ذاكرة! هذه الذاكرة ستلاحق كل المتواطئين، كل المتفرجين، كل من آثر الحياد في زمن يجب فيه الانحياز للمظلومين ولو بالكلمة. صرخة ضمير إذا كان هناك معنى حقيقي للبطولة في القرن الحادي والعشرين، فهو موجود في غزة. بطولة ليست في هوليود، ولا في كتب "التنمية الذاتية"، بل في دمعة طفل فقد أهله وما زال يقول "أنا بخير".. في وجه أم تودّع أبناءها وتقول للكاميرا "لن ننكسر".. في طبيب يعمل في مستشفى بلا أجهزة ولا أدوية، ويصرخ: "أنقذوا ما تبقى من إنسانيتكم". إعلان ستمائة يوم من الدم والدمع والصمود، وستكتب غزة سطرها الأخير بنفسها. لن تكتبه تل أبيب، ولا مجلس الأمن، ولا عواصم الكذب الدولي.. بل سيكتبه قلب طفل نجا من المجزرة، وقرر أن يحمل الحجر من جديد ليبني لا ليقذف، لأن شعبًا كهذا لا يُهزم. وغدًا، حين يُعاد ترتيب العالم، سيكون السؤال: "أين كنت يوم صمدت غزة؟".


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
المجاعة والإبادة.. مصيران يتربصان بأهل قطاع غزة
خلال أيام الحرب 600 اتبعت إسرائيل نهج التقطير في دخول المساعدات إلى القطاع بأن أبقت على رمق بسيط جدا من الحياة، ولشح الغذاء وندرة الدواء تفشت بين الأطفال أمراض سوء التغذية الحاد. اقرأ المزيد المصدر : الجزيرة