
الجوع والعطش يحاصران غزة... 2.1 مليون شخص يواجهون أزمة مياه
أعلن بيدرو أروخو أغودو، المقرر الأممي الخاص المعني بحقوق الإنسان في الحصول على مياه شرب مأمونة وخدمات الصرف الصحي، أن نحو 2.1 مليون شخص في قطاع غزة يعانون أزمة حادة في الحصول على
المياه
، مشيراً إلى أن ما يقارب 70 % من البنية التحتية للمياه في القطاع تعرضت للتدمير جراء العدوان الإسرائيلي على غزة. موضحاً في تصريحات، اليوم الأربعاء، أن القوة القائمة
بالاحتلال
دمرت بشكل منهجي البنية التحتية للمياه ومنعت الوصول إلى مصادر المياه النظيفة في
غزة
، واصفاً ذلك بأنه "قنبلة صامتة لكنها مميتة"، وفق ما نقلت وكالة "قنا".
وأضاف أن الغالبية العظمى من سكان القطاع لا يحصلون على المياه إلا بكميات محدودة جداً، أو تصلهم مياه ملوثة تشكل خطراً جسيماً على صحتهم، مشيراً إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكتوبر 2023 شمل الغذاء والماء والكهرباء وسلعاً أساسية أخرى، لافتاً إلى أن الأزمة خرجت عن السيطرة، بعد قطع إسرائيل الوصول إلى الوقود اللازم لتشغيل محطات تنقية المياه والآبار. وأكد أن التدمير المتعمد لأنظمة المياه يعني استخدام المياه سلاحاً في الحرب على غزة، مضيفاً: "المياه تستخدم سلاحاً ضد المدنيين.. قطع مياه الشرب عن الناس يشبه إلقاء قنبلة صامتة عليهم، وهذه القنبلة صامتة، لكنها مميتة". مؤكداً أن الهجمات الإسرائيلية على بنية المياه في غزة خفضت نصيب الفرد من المياه يومياً إلى 5 لترات فقط، وهو "غير كاف لحياة طبيعية".
الصورة
أزمة العطش في غزة مستمرة، 23 يونيو 2024 (فرانس برس)
واتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الأربعاء، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بانتهاج سياسة تجويع متعمدة وبدوافع سياسية ضد سكان قطاع غزة، ووصفت ذلك بأنه يمثل "قسوة مطلقة". وأكدت في منشور عبر حسابها الرسمي على منصة إكس، أن "التجويع المتعمد بدوافع سياسية في غزة هو تعبير عن قسوة مطلقة"، مشددة على أنه لا يمكن معالجة التجويع باستخدام المساعدات الإنسانية سلاحاً.
وأضافت الوكالة الأممية أن النموذج المقترح لتوزيع المساعدات من قبل إسرائيل "بعيد كل البعد عن الاستجابة للجوع الكارثي القائم"، لافتة إلى أن الوكالات الإنسانية ملتزمة بإيصال المساعدة إلى جميع المحتاجين من دون استثناء. وكانت الأمم المتحدة، قد حذرت في وقت سابق من أن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة نفدت، ولم تعد هناك أي مواد لتوزيعها، مشيرة إلى أن عمليات الإغاثة مختنقة بسبب إغلاق المعابر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
تفاقم أزمة الجوع في غزة، بيت لاهيا، 24 إبريل 2025 (محمود عيسى/ رويترز)
وحذرت الأمم المتحدة، من أن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة نفدت، ولم تعد هناك أي مواد لتوزيعها، مشيرة إلى أن عمليات الإغاثة مختنقة بسبب إغلاق المعابر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي. ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) عن عاملين في المجال الإنساني داخل القطاع، أن السكان باتوا "ينبشون القمامة بحثاً عن شيء صالح للأكل"، في ظل تدهور حادّ للأوضاع الإنسانية.
وقال ينس لاركيه، المتحدث باسم المكتب، في تصريح صحافي، إن الوضع في غزة يتسم بـ"الوحشية والقسوة واللاإنسانية"، لافتاً إلى أن الفريق الإنساني الأممي العامل في الأرض الفلسطينية المحتلة، والذي يضم نحو 15 وكالة تابعة للأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة غير حكومية، تلقى إفادة شفهية بشأن خطة إسرائيلية مقترحة تقضي بإغلاق نظام إيصال المساعدات الحالي، واستبداله بآلية جديدة تمر عبر محاور تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، وفقاً لشروط تضعها.
وأكد لاركيه أن الأمم المتحدة "لا تقبل بهذا المقترح"، لأنه يتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية، المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية في تقديم المساعدات، مضيفاً أن "ما يطرح يبدو محاولةً متعمدة لاستخدام المساعدات سلاحاً". وشدد على ضرورة أن تقدم المساعدات بناء على الحاجة الإنسانية، "وليس استخدامها بأي شكل من الأشكال تكتيكاً لنقل الناس إلى أي مكان محدد". وجدد دعوته لإعادة فتح المعابر، مشيراً إلى أن المساعدات عالقة خارج القطاع وجاهزة للدخول.
وقال لاركيه إن سكان غزة في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية، وبدلاً من ذلك "يتلقون القنابل"، معتبراً أن الأمم المتحدة "نجحت بدقة، ورغم كل الصعاب، في تمكين نظام مساعدات داخل غزة في أسوأ الظروف الممكنة، والذي نجح بالفعل وأنقذ الأرواح ووفر الرعاية الصحية". وأضاف أن الأمم المتحدة ليس لديها غرض سوى مساعدة المحتاجين، وهي قادرة على معالجة المعاناة الإنسانية في غزة عندما تكون المعابر مفتوحة ويتم تسهيل الحركة داخل القطاع، مؤكداً أن هذا أمر يثير "إحباطاً كبيراً" لأن المنظمة "لا تمتلك إلا سلطة ضئيلة" على الظروف المتاحة.
صحة
التحديثات الحية
مسؤولو الصحة في غزة: انهيار وشيك للخدمات الطبية بسبب الحصار
من جانبها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إنه منذ بداية عام 2025، تم الإبلاغ عن إصابة ما يقرب من عشرة آلاف طفل في غزة بسوء التغذية الحاد الشامل، بما في ذلك 1397 يعانون سوء التغذية الحاد الوخيم أُدخِلوا لتلقي العلاج في العيادات الخارجية والداخلية. وأضافت: "نرى أيضاً الكثير من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات طبية، وبمجرد الوصول إلى هذه المرحلة من دون علاج، فإنهم سيموتون". وأوضحت أن ثلاثة من أصل أربعة مراكز لعلاج سوء التغذية الحاد الوخيم في غزة تعمل، ولكن عدد حالات الأطفال الذين يأتون إلى تلك المستشفيات لتلقي العلاج أقل من المتوقع، عازية ذلك إلى عدم قدرتهم على الوصول إلى المراكز. وتابعت أن "واحداً من كل خمسة أطفال لا يكمل علاجه، وعادة ما يكون ذلك بسبب الإخلاء أو النزوح أو الوضع الفوضوي الذي يعيشون فيه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
الأمم المتحدة تسعى لخفض عدد موظفيها بنسبة 20% للتعامل مع نقص التمويل
نيويورك: أصدرت الأمم المتحدة أوامر لأكثر من 60 من مكاتبها ووكالاتها وعملياتها بتقديم مقترحات بحلول منتصف يونيو/ حزيران لتخفيض 20% من موظفيها، في إطار جهد إصلاحي كبير لتعزيز العمليات في مواجهة أزمة تمويل حرجة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين يوم الجمعة إن التخفيضات تؤثر على نحو 14 ألف وظيفة تغطيها الميزانية العادية، أو نحو 2800 وظيفة. وتشمل هذه التخفيضات الموظفين في المكاتب السياسية والإنسانية للأمم المتحدة ووكالاتها التي تساعد اللاجئين وتعزز المساواة بين الجنسين وتتعامل مع التجارة الدولية والبيئة والمدن. كما أن وكالة الأمم المتحدة لدعم اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي أيضا على القائمة. وقال المراقب في الأمم المتحدة تشاندرامولي راماناثان في مذكرة إلى الوكالات المتضررة إن تخفيضات الموظفين هي جزء من هدف الأمين العام أنطونيو غوتيريش لتحقيق تخفيض بين 15% و20% في ميزانية الأمم المتحدة الحالية البالغة 3.72 مليار دولار. (أ ب)


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- العربي الجديد
إسرائيل تتهم ماكرون بشنّ حرب صليبية ضدها بسبب غزة والدولة الفلسطينية
هاجمت دولة الاحتلال الإسرائيلي بشدّة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزعمت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أنه يقود "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية"، وذلك عقب تصريحاته التي اعتبر فيها أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي"، وتأكيده خلال مؤتمر صحافي في سنغافورة أن على الأوروبيين "تشديد الموقف الجماعي" حيال إسرائيل "في حال لم تقدّم رداً بمستوى الوضع الإنساني خلال الساعات والأيام المقبلة" في قطاع غزة، فضلاً عن قوله "سنفقد كل مصداقيتنا في حال تخلينا عن غزة". وزعمت الخارجية بأن "الحقائق لا تهمّ ماكرون"، وأنه "لا يوجد حصار إنساني (في غزة). هذا كذب صارخ. إسرائيل تسهل حالياً دخول المساعدات إلى غزة من خلال جهدين متوازيين. في الجهد الأول، دخلت ما يقرب من 900 شاحنة مساعدات إلى غزة من إسرائيل هذا الأسبوع. هذه المئات من الشاحنات لا تزال تنتظر أن تجمعها الأمم المتحدة وتوزعها في غزة". وأضافت أنه "وفي الجهد الثاني، قام الصندوق الإنساني لغزة، الذي بدأ العمل هذا الأسبوع، بتوزيع مليوني وجبة وعشرات الآلاف من رزم المساعدات. هذا الدعم المباشر لسكان غزة - مع تجاوز حركة حماس - بدأ في تغيير الوضع على الأرض، ولديه إمكانية لإلحاق ضرر جسيم بالإرهابيين (على حد وصف البيان) وتقصير مدة الحرب". وواصلت الخارجية الإسرائيلية مزاعمها: "لكن بدلاً من ممارسة الضغط على الإرهابيين الجهاديين، يريد ماكرون مكافأتهم بدولة فلسطينية. لا شك أن يومها الوطني سيكون في 7 أكتوبر. ويسعى ماكرون إلى فرض عقوبات ضد إسرائيل، التي تتعرض لهجوم على جبهات متعددة في محاولة لتدميرها. ومن جهتها، أشادت حماس بالفعل بتصريحات ماكرون. وحماس تعرف السبب". أخبار التحديثات الحية ماكرون يهدد بتشديد الموقف حيال إسرائيل: الاعتراف بدولة فلسطينية واجب وخلال زيارته في وقت سابق من اليوم، لمستوطنة سانور التي تم إخلاؤها قبل نحو عقدين في إطار خطة فك الارتباط، هاجم وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الرئيس الفرنسي. وقال كاتس من المستوطنة التي قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) إقامتها من جديد، إلى جانب 21 مستوطنة وبؤرة استيطانية أخرى: "هذه لحظة تاريخية للاستيطان في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة)، والتي ستعززه بصفته جداراً واقياً لإسرائيل، كما ستعزز الأمن في هذه المنطقة". وأضاف كاتس: "هذا رد ساحق على المنظمات الإرهابية التي تحاول المساس بوجودنا وإضعاف سيطرتنا على هذه المنطقة، وهو أيضاً رسالة واضحة لماكرون وأصدقائه: سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني هنا الدولة اليهودية - الإسرائيلية على الأرض. سيتم إلقاء الورق إلى مزبلة التاريخ، وستزدهر دولة إسرائيل وتنتعش. لا تهددونا بالعقوبات، لأنكم لن تجعلونا نركع، فدولة إسرائيل لن تنحني أمام التهديدات. نحن شعب ذو تاريخ طويل وعظيم. سنقف شامخين ونواصل قيادة دولة إسرائيل بطريقة آمنة وقوية، حتى النصر". وشكر كاتس شركاءه بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة: "أشكر شركائي في المبادرة، الوزير بتسلئيل سموتريتش، ورئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)، ووزراء الكابنيت، الذين دعموا القرار ووافقوا عليه، وأهنئ رئيس المجلس الإقليمي (الاستيطاني) شومرون، يوسي داغان، الذي اقتُلع من مستوطنة سانور (بعد فك الارتباط)، واليوم يعود إليها رئيساً للمجلس".


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- العربي الجديد
السودان: "الدعم السريع" تقصف مستشفيين في ولاية شمال كردفان
قصفت قوات الدعم السريع ، اليوم الجمعة، مستشفيين وأحياء سكنية في مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان جنوبي السودان ، ما أدى إلى سقوط 6 قتلى، وفق ما أورد مصدر عسكري وشهود لوكالة فرانس برس. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إنّ "قوات الدعم السريع استهدفت بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية في مدينة الأبيض"، مضيفاً أنها "قصفت مستشفى الضمان والسلاح الطبي" في وسط المدينة، صباح الجمعة. وأكد شهود عيان كانوا في محيط مستشفى الضمان الهجمات لوكالة فرانس برس. وأعلنت إدارة مستشفى الضمان الاجتماعي في مدينة الأبيِض، عن إغلاق المستشفى ومنح الموظفين والعاملين إجازة لمدة أسبوعين، بعد تضرر المبنى "إثر استهدافه بمسيرة استراتيجية من قبل مليشيا الدعم السريع"، وفق وسائل إعلام سودانية. وأظهرت صور متداولة على "إكس" تضرر قاعات المستشفى بشكل كبير. خروج مستشفى الضمان الاجتماعي بالأبيض عن الخدمة بعد قصفه بواسطة الجنجويد — عبدالرؤوف طه علي (@AbwTh89838) May 30, 2025 وبعد تعرّضها لهزائم متتالية على يد الجيش السوداني لا تزال "الدعم السريع" تسيطر على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، وهي جنوب دارفور، وغرب دارفور، ووسط دارفور، وشرق دارفور، إلى جانب أجزاء من ولاية شمال كردفان، ومناطق واسعة في ولاية غرب كردفان. وتمكّن الجيش السوداني في معارك متواصلة خلال شهر مايو/ أيار الحالي، من تحجيم تحركات قوات الدعم السريع في عدد من الولايات في البلاد، على رأسها ولاية الخرطوم التي سيطر عليها بالكامل، الثلاثاء الماضي. وكثّف الجيش السوداني والقوات المساندة له، الهجمات على مواقع خاضعة لسيطرة "الدعم السريع" في ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان، وولاية شمال دارفور، وبسط سيطرته على كل من منطقة الصالحة جنوب غرب الخرطوم، ومدينة الخوي في ولاية غرب كردفان، ومدينتي الدبيبات والحمادي في جنوب كردفان، ومنطقة العطرون في ولاية شمال دارفور. تقارير عربية التحديثات الحية المدن الاستراتيجية... مفاتيح الجيش السوداني لهزيمة "الدعم السريع" ويشهد السودان، منذ 15 إبريل/ نيسان 2023، صراعاً عسكرياً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير باسم حميدتي، التي كانت تمثل إحدى وحدات الجيش البرية. وسيطرت "الدعم السريع" منذ الأشهر الأولى للحرب على عدد من الولايات وأجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم قبل أن يتمكّن الجيش عبر عمليات عسكرية متواصلة من استرداد العاصمة ومعظم الولايات، بينما لا تزال أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، تحت سيطرة "الدعم السريع"، إلى جانب أجزاء من ولايات أخرى. وفي وقت سابق، رأى الصحافي السوداني ماجد علي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ فقدان "الدعم السريع" لكامل ولاية الخرطوم يعني مزيداً من الضغوط الميدانية على قواتها في إقليم كردفان المحاذي للخرطوم عبر ولاية شمال كردفان، مضيفاً أنّ من الواضح أن العمليات العسكرية ستتركز في دارفور، حيث تتمركز "الدعم السريع" وتستفيد من الحدود المفتوحة مع ليبيا وتشاد، وتحصل على الدعم من هناك عبر الصحراء.