
اكتشاف مذهل في مصر لأول مرة في التاريخ
واكتُشفت المومياء، التي خضعت للدراسة، في موقع "النويرات" بالقرب من بني حسن بجنوب مصر، وكانت مدفونة داخل إناء فخاري كبير في قبر منحوت في الصخر. وهذه الطريقة في الدفن تشير إلى مكانة اجتماعية "مرموقة" للفرد.
وتبرعت مصلحة الآثار المصرية بهذه المومياء بين عامي 1902 و1904 لمعهد الآثار بجامعة ليفربول، ثم نُقلت لاحقاً إلى المتحف العالمي في ليفربول.
واجه الباحثون تحديات كبيرة في استخراج الحمض النووي بسبب الظروف المناخية الحارة والرطبة في مصر التي تسرع من تدهور المادة الوراثية. لكن التقدم التكنولوجي في تقنيات التسلسل الجيني، إلى جانب الحفظ الاستثنائي للهيكل العظمي داخل الوعاء الطيني، مكّن الفريق من تحقيق هذا الإنجاز بعد فشل محاولات سابقة، بما في ذلك تلك التي قام بها عالم الوراثة الحائز على جائزة نوبل سفانتي بابو.
استخدم العلماء تقنية متطورة تعرف باسم "تسلسل البندقية" تسمح بقراءة الجينوم الكامل من عينات متدهورة مع الحفاظ على العينات الأثرية. أوضح الدكتور لينوس جيرلاند-فلينك، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة أبردين، أن هذه الطريقة تتيح للباحثين المستقبليين الوصول إلى البيانات الجينية الكاملة دون الحاجة لأخذ عينات إضافية من الرفات، مما يحفظ القيمة الأثرية للعينات.
كشف التحليل الجيني أن 80% من أصول الرجل تعود إلى شمال أفريقيا القديمة، بينما تشير نسبة 20% المتبقية إلى وجود صلة وراثية بسكان غرب آسيا وبلاد ما بين النهرين. تمثل هذه النتائج أول دليل جيني ملموس على وجود روابط بشرية بين مصر القديمة ومناطق الهلال الخصيب التي تشمل اليوم العراق وإيران والأردن، وهو ما كان محل تكهنات علمية منذ فترة طويلة.
من الناحية الأنثروبولوجية، كشفت دراسة الهيكل العظمي والأسنان أن الرجل كان قصير القامة (حوالي 152 سم) بعيون وشعر بنيين وبشرة داكنة. عاش حتى سن متقدمة بالنسبة لعصره، ما بين 44 و64 عاماً، وهو ما يعادل العيش حتى الثمانينيات في العصر الحديث. أظهرت بقاياه علامات إجهاد جسدي شديد، بما في ذلك التهاب المفاصل وهشاشة العظام وتكيفات عظمية تشير إلى قضائه عقوداً في العمل الجسدي الشاق.
لاحظ الدكتور جويل آيريش، عالم أنثروبولوجيا الأسنان المشارك في الدراسة، أن الأدلة تشير إلى أن الرجل ربما عمل في صناعة الفخار، وربما استخدم عجلة الفخار التي ظهرت في مصر تقريباً في نفس الفترة الزمنية. مع ذلك، فإن الطقوس الجنائزية التي أحاطت بدفنه توحي بأنه كان حرفياً متميزاً تمكن من الارتقاء اجتماعياً بفضل مهاراته.
أكدت الدكتورة أدلين موريز جاكوبس، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة ليفربول جون مورز، أن الجمع بين البيانات الجينية والأنثروبولوجية والأثرية سمح للفريق بتكوين صورة شاملة عن حياة هذا الفرد وبيئته. وأعربت عن أملها في أن تساهم عينات إضافية في المستقبل في توضيح توقيت ومدى تأثير الهجرات من غرب آسيا على المجتمع المصري القديم.
حظيت هذه النتائج بترحيب واسع في الأوساط العلمية، حيث وصف الدكتور يوسف لازاريديس من جامعة هارفارد الاكتشاف بأنه يتوافق تماماً مع التوقعات الأثرية والجغرافية للمنطقة. وأشار إلى أن هذه النتائج تؤكد وجود مزيج سكاني في مصر القديمة بين أصول محلية وأخرى شرق أوسطية.
تمثل هذه الدراسة بداية فصل جديد في أبحاث الأصول المصرية القديمة، حيث اعتمدت الدراسات السابقة بشكل رئيسي على مومياوات من فترات لاحقة تضرر حمضها النووي بسبب مواد التحنيط الكيميائية. يفتح هذا الإنجاز الباب أمام إمكانيات جديدة لفهم التاريخ الجيني لمصر القديمة وعلاقاتها بالحضارات المجاورة عبر تحليل رفات من عصور ما قبل التحنيط.
أعرب الباحثون عن تفاؤلهم بإمكانية الكشف عن المزيد من الأسرار مع تحليل المزيد من العينات في المستقبل. قال جيرلاند-فلينك: "يمثل كل شخص عاش في الماضي - وجينومه - قطعة فريدة في أحجية التاريخ البشري"، معرباً عن أمله في أن يساهم العمل المستقبلي في سد الفجوات في فهمنا للعالم القديم.
المصدر: وكالات
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


روسيا اليوم
منذ 2 أيام
- روسيا اليوم
اكتشاف مذهل في مصر لأول مرة في التاريخ
تم نشر هذه النتائج الرائدة في مجلة "نيتشر" بعد تحليل رفات رجل دفن داخل إناء فخاري محكم الإغلاق في قرية النويرات جنوب القاهرة، حيث تم الكشف عن مزيج غير متوقع من الأصول الجينية، وتوفر رؤى عميقة حول الروابط الحضارية لمصر القديمة وتحديداً بين عامي 2855 و2570 قبل الميلاد، وهي فترة تربط بين عصر التوحيد السياسي لمصر وبداية الدولة القديمة. واكتُشفت المومياء، التي خضعت للدراسة، في موقع "النويرات" بالقرب من بني حسن بجنوب مصر، وكانت مدفونة داخل إناء فخاري كبير في قبر منحوت في الصخر. وهذه الطريقة في الدفن تشير إلى مكانة اجتماعية "مرموقة" للفرد. وتبرعت مصلحة الآثار المصرية بهذه المومياء بين عامي 1902 و1904 لمعهد الآثار بجامعة ليفربول، ثم نُقلت لاحقاً إلى المتحف العالمي في ليفربول. واجه الباحثون تحديات كبيرة في استخراج الحمض النووي بسبب الظروف المناخية الحارة والرطبة في مصر التي تسرع من تدهور المادة الوراثية. لكن التقدم التكنولوجي في تقنيات التسلسل الجيني، إلى جانب الحفظ الاستثنائي للهيكل العظمي داخل الوعاء الطيني، مكّن الفريق من تحقيق هذا الإنجاز بعد فشل محاولات سابقة، بما في ذلك تلك التي قام بها عالم الوراثة الحائز على جائزة نوبل سفانتي بابو. استخدم العلماء تقنية متطورة تعرف باسم "تسلسل البندقية" تسمح بقراءة الجينوم الكامل من عينات متدهورة مع الحفاظ على العينات الأثرية. أوضح الدكتور لينوس جيرلاند-فلينك، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة أبردين، أن هذه الطريقة تتيح للباحثين المستقبليين الوصول إلى البيانات الجينية الكاملة دون الحاجة لأخذ عينات إضافية من الرفات، مما يحفظ القيمة الأثرية للعينات. كشف التحليل الجيني أن 80% من أصول الرجل تعود إلى شمال أفريقيا القديمة، بينما تشير نسبة 20% المتبقية إلى وجود صلة وراثية بسكان غرب آسيا وبلاد ما بين النهرين. تمثل هذه النتائج أول دليل جيني ملموس على وجود روابط بشرية بين مصر القديمة ومناطق الهلال الخصيب التي تشمل اليوم العراق وإيران والأردن، وهو ما كان محل تكهنات علمية منذ فترة طويلة. من الناحية الأنثروبولوجية، كشفت دراسة الهيكل العظمي والأسنان أن الرجل كان قصير القامة (حوالي 152 سم) بعيون وشعر بنيين وبشرة داكنة. عاش حتى سن متقدمة بالنسبة لعصره، ما بين 44 و64 عاماً، وهو ما يعادل العيش حتى الثمانينيات في العصر الحديث. أظهرت بقاياه علامات إجهاد جسدي شديد، بما في ذلك التهاب المفاصل وهشاشة العظام وتكيفات عظمية تشير إلى قضائه عقوداً في العمل الجسدي الشاق. لاحظ الدكتور جويل آيريش، عالم أنثروبولوجيا الأسنان المشارك في الدراسة، أن الأدلة تشير إلى أن الرجل ربما عمل في صناعة الفخار، وربما استخدم عجلة الفخار التي ظهرت في مصر تقريباً في نفس الفترة الزمنية. مع ذلك، فإن الطقوس الجنائزية التي أحاطت بدفنه توحي بأنه كان حرفياً متميزاً تمكن من الارتقاء اجتماعياً بفضل مهاراته. أكدت الدكتورة أدلين موريز جاكوبس، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة ليفربول جون مورز، أن الجمع بين البيانات الجينية والأنثروبولوجية والأثرية سمح للفريق بتكوين صورة شاملة عن حياة هذا الفرد وبيئته. وأعربت عن أملها في أن تساهم عينات إضافية في المستقبل في توضيح توقيت ومدى تأثير الهجرات من غرب آسيا على المجتمع المصري القديم. حظيت هذه النتائج بترحيب واسع في الأوساط العلمية، حيث وصف الدكتور يوسف لازاريديس من جامعة هارفارد الاكتشاف بأنه يتوافق تماماً مع التوقعات الأثرية والجغرافية للمنطقة. وأشار إلى أن هذه النتائج تؤكد وجود مزيج سكاني في مصر القديمة بين أصول محلية وأخرى شرق أوسطية. تمثل هذه الدراسة بداية فصل جديد في أبحاث الأصول المصرية القديمة، حيث اعتمدت الدراسات السابقة بشكل رئيسي على مومياوات من فترات لاحقة تضرر حمضها النووي بسبب مواد التحنيط الكيميائية. يفتح هذا الإنجاز الباب أمام إمكانيات جديدة لفهم التاريخ الجيني لمصر القديمة وعلاقاتها بالحضارات المجاورة عبر تحليل رفات من عصور ما قبل التحنيط. أعرب الباحثون عن تفاؤلهم بإمكانية الكشف عن المزيد من الأسرار مع تحليل المزيد من العينات في المستقبل. قال جيرلاند-فلينك: "يمثل كل شخص عاش في الماضي - وجينومه - قطعة فريدة في أحجية التاريخ البشري"، معرباً عن أمله في أن يساهم العمل المستقبلي في سد الفجوات في فهمنا للعالم القديم. المصدر: وكالات

روسيا اليوم
٢٦-٠٦-٢٠٢٥
- روسيا اليوم
غوغل تكشف عن أداة ثورية لفك شيفرة طفرات الحمض النووي
ويهدف هذا النموذج إلى التنبؤ بكيفية تأثير الطفرات المفردة في الحمض النووي (DNA) على تنظيم نشاط الجينات، في خطوة قد تحدث تحولا في البحث الطبي وفهم الأمراض الوراثية. ويتميز AlphaGenome بقدرته على تحليل المناطق المشفرة وغير المشفرة في الجينوم البشري معا، ما يوفر رؤية موحدة وغير مسبوقة حول كيفية تأثير المتغيرات الجينية على التعبير الجيني والوظائف البيولوجية. ويمكن لهذا النموذج تحليل ما يصل إلى مليون زوج قاعدي دفعة واحدة، والتنبؤ بآلاف الخصائص الجزيئية مثل: التعبير الجيني ومواقع ارتباط البروتينات. ويعتمد AlphaGenome على بنية متقدمة تجمع بين: وخلال التدريب، وزّعت العمليات الحسابية على وحدات معالجة موتر (TPUs) - شرائح إلكترونية عالية الأداء صمّمتها غوغل خصيصا لتسريع عمليات الذكاء الاصطناعي - ما سمح للنموذج بإتمام التدريب خلال 4 ساعات فقط، وبنصف تكلفة الحوسبة المطلوبة لنموذج Enformer السابق. وأثبت AlphaGenome تفوقه أو تكافؤه مع النماذج المتخصصة في 24 من أصل 26 اختبارا معياريا. وقد تم تدريبه على مجموعات بيانات عامة ضخمة. ويمكن لـ AlphaGenome المساهمة في عدة مجالات، منها: - تصميم الحمض النووي الاصطناعي لتفعيل الجينات بطريقة موجهة (مثلا في الخلايا العصبية دون العضلية). - دراسة المتغيرات النادرة المرتبطة بأمراض وراثية نادرة. - تحليل اضطرابات الربط الجيني المرتبطة بأمراض مثل التليف الكيسي وضمور العضلات. وفي تجربة فعلية، تمكن النموذج من التنبؤ بدقة بكيفية تسبّب طفرة جينية مرتبطة بسرطان الدم في تغيير طريقة ارتباط البروتين MYB بالحمض النووي، ما يؤدي إلى تفعيل غير طبيعي لجين يسمى TAL1 (يمكن أن يؤدي تفعيله بشكل خاطئ إلى نمو خلايا سرطانية). ويعد هذا السيناريو محاكاة دقيقة للآلية الجزيئية المعروفة التي تساهم في تطور نوع معين من سرطان الدم، هو سرطان الدم الليمفاوي الحاد في الخلايا التائية. ورغم الإنجازات الكبيرة، لا يزال AlphaGenome غير مصمم لتفسير الجينوم البشري الشخصي أو الاستخدام السريري. ويواجه بعض التحديات، خاصة في: نمذجة التفاعلات الجينية البعيدة جدا (أكثر من 100 ألف حرف DNA)، والتنبؤ بأنماط تنظيم خاصة بكل نوع من الخلايا أو الأنسجة. والآن، أصبح AlphaGenome متاحا في نسخة تجريبية للاستخدام غير التجاري من خلال واجهة برمجة تطبيقات مفتوحة. وتدعو غوغل الباحثين حول العالم إلى اختبار النموذج وتقديم الملاحظات والمشاركة في تطويره. المصدر: interesting engineering أعلنت "غوغل" عن تطبيق تغييرات كبيرة على نظام حماية حسابات Gmail، قد تؤدي إلى فقدان المستخدمين القدرة على الوصول إلى حساباتهم إذا لم يمتثلوا للشروط الجديدة خلال المهلة المحددة. أعلنت OpenAI عن تعاون استراتيجي مع LoveFrom، لتصميم جيل جديد من الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس طموحا مشتركا لإعادة تعريف مستقبل التكنولوجيا الشخصية.


روسيا اليوم
٠٥-٠٦-٢٠٢٥
- روسيا اليوم
مثبتة علميا.. فائدة جديدة لاقتناء الكلاب الأليفة
وتبعا لمجلة "Allergy" فإن الباحثين في الجامعة وأثناء الدراسة قاموا بتحليل بيانات أكثر من 25 ألف شخص من 16 دراسة أوروبية، للتحقق من كيفية تفاعل 24 متغيرا جينيا مرتبطا بالإكزيما مع 18 عامل خطر بيئيا في مرحلة الطفولة المبكرة . وقام الباحثون بدراسة تفاعل الجينات المسببة للأكزيما مع العديد من العوامل الطبيعية والبيئة بما في ذلك الرضاعة الطبيعية، ووجود إخوة وأخوات أكبر سنا، والتعرّض لدخان السجائر، واستخدام المضادات الحيوية، ووجود حيوانات أليفة، وغيرها. وأثناء الدراسة جذب جيين معين مسؤول عن إنتاج مستقبل إنترلوكين-7 (IL-7R) - وهو جزيء يشارك في تنظيم جهاز المناعة – اهتمام الباحثين. واتضح أن الأطفال الذين يحملون شكلا محددا من هذا الجين، يكون لتعاملهم مع الكلاب في مرحلة الرضاعة تأثير في تقليل النشاط الالتهابي للجلد، وبالتالي يقل لديهم خطر الإصابة بالإكزيما. وقد أكدت النماذج المخبرية: أن التأثير على هذا الجزء من الحمض النووي (DNA) يتم كبحه تحديدا عند وجود كلب في المنزل. ويؤكد المؤلفون أن هذه الدراسة هي الأولى التي تشرح التأثير الوقائي المفترض للكلاب على المستوى الجزيئي. ورغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج، إلا أن الدراسة تفتح آفاقا جديدة في مجال الوقاية من أمراض الحساسية. وتشير العديد من الدراسات إلى أن تربية الحيوانات الأليفة قد يكون لها فوائد على الصحة النفسية، وأظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما ويمتلكون كلبا هم أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 40 بالمئة. المصدر: لينتا.رو تمكن علماء يابانيون من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على تشخيص وتقييم شدة التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) بناء على الصور التي يلتقطها المرضى باستخدام هواتفهم الذكية. حذر طبيب الأمراض الجلدية، مازن الخفاجي، من أن بعض المعادن الموجودة في الأقراط، بالإضافة إلى طلاء الأظافر، قد تؤدي إلى الإصابة بحالة جلدية مؤلمة تسبب الحكة والاحمرار. أفادت ناتاليا بالان مديرة دور رعاية المسنين، أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما ويمتلكون كلبا هم أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 40 بالمئة. مرت أكثر من ثلاث سنوات منذ أن بدأ الناس في العزلة في منازلهم بسبب وباء "كوفيد-19". وخلال ذلك، يعتقد أن الكثيرين اعتمدوا على حيواناتهم الأليفة لتجاوز الأوقات الصعبة.