
السودان على شفا الانهيار: الحرب تتجه شرقا وتتوسع بكردفان
استهدفت ضربة نفذتها قوات الدعم السريع لأول مرة مطار بورتسودان، المدينة الواقعة على البحر الأحمر والتي تتمركز فيها الحكومة الموالية للجيش، على ما أعلن المتحدث باسم الجيش الأحد.
وقال المتحدث إن قوات الدعم السريع "استهدفت هذا الصباح قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعا للبضائع وبعض المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان بعدد من المسيرات الانتحارية" من غير أن يسفر الهجوم عن وقوع ضحايا.
وتصاعدت حدة التوترات في إقليم كردفان، غربي السودان، لليوم الثالث على التوالي، فبينما أعلنت قوات "الدعم السريع" سيطرتها على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، بعد معارك مع قوات الجيش التي انسحبت من مدينة النهود، أول من أمس الجمعة، شن طيران الجيش، أمس السبت، غارات جوية مكثفة على مواقع "الدعم السريع" بمدن النهود والخوي والديبيبات وبارا وجبرة الشيخ بولاية غرب كردفان، ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
بالتزامن أكد نائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين كباشي أن الحرب ذاهبة إلى نهاياتها بهزيمة قوات "الدعم السريع" التي وصفها بأنها "مجرد أداة في مخطط كبير يستهدف البلاد".
وفي بيان لها عقب سيطرتها على مدينة الخوي، قالت "الدعم السريع"، "تواصلت الملاحم البطولية التي تخوضها قواتنا، حيث حققت انتصاراً جديداً بتحرير مدينة الخوي في ولاية غرب كردفان، وذلك بعد يوم واحد من تحريرها مدينة النُهود، وتمكن الأشاوس من فرض سيطرتهم الكاملة عليها".
واتهمت المفوضية السودانية لحقوق الإنسان قوات "الدعم السريع" بقتل 300 مدني بينهم 21 طفلاً في مدينة النهود بولاية غرب كردفان عقب سيطرتها عليها، فضلاً عن ممارسة انتهاكات واسعة بحق سكانها العزل.
ودعت المفوضية السودانية المجتمع الدولي للضغط على هذه القوات المتمردة وداعميها لضمان حق المدنيين في مغادرة مناطق الحرب.
وبحسب شهود فإن "الدعم السريع" مارست عمليات نهب وسرقة لممتلكات وأموال وسيارات مواطني النهود، فضلاً عن إجبار مناطق جنوب المدينة على التهجير القسري ونزوح آلاف الأسر على أرجلهم باتجاه القرى المجاورة.
وتأتي تحركات "الدعم السريع" بتوسيع معاركها في إقليم كردفان لإعاقة محاولات الجيش لإرسال الإمدادات إلى معقله في مدينة الفاشر، التي لا تزال تحت سيطرته، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة ويعكس تصاعد الصراع بين القوات المختلفة.
محور الفاشر
وفي محور الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اندلعت، أمس السبت، معارك عنيفة بين طرفي القتال تمركزت في الأجزاء الجنوبية من المدينة، فبينما بث أفراد من "الدعم السريع" مقطع فيديو يظهر ألسنة أعمدة الدخان بصورة كثيفة وتعالي أصوات القذائف والرصاص بالقرب من منطقة زريبة المواشي جنوب المدينة، وقول أحدهم إنهم يتقدمون بثبات نحو مقر الفرقة السادسة مشاة التابع للجيش بمدينة الفاشر، قال بيان للجيش "تمكنت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر من قطع الطريق على قوة من ميليشيات آل دقلو الإرهابيـة مكونة من خمس عربات قتالية من بينها ثلاث عربات (صرصر)، جنوب شرقي مدينة الفاشر".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع البيان، "أسفرت العملية عن تحييد عربتي صرصر، وتدمير عربة مزودة بمدفع عيار 23، إضافة إلى تعطيل مركبة قتالية أخرى، وإصابة كثير من عناصر الميليشيات".
وأشار البيان إلى أن قوات الجيش تمكنت خلال عملية تمشيطها لأحياء المدنية من قتل 10 عناصر من الميليشيات إلى جانب ضبط عناصر من الأطفال بالأحياء الجنوبية للمدينة تتراوح أعمارهم ما بين 10 و12 سنة، وهم يحملون أسلحة خفيفة ويرتدون الزي المدني يتبعون للميليشيات كانوا هاربين من محيط الفاشر، حيث يريدون العودة إلى أهاليهم لما تلقوه من عذاب وإهمال من قادتهم الذين فروا وتركوهم للجوع والعطش منذ معركة الإثنين الماضي، وأوضحوا أنهم اقتيدوا قسراً للمشاركة في المعركة".
محور أم درمان
في غضون ذلك، صوب الجيش السوداني، أمس، مدفعيته الثقيلة بصورة عنيفة ومتواصلة من منصة وادي سيدنا على تمركزات قوات "الدعم السريع" في مناطق غرب أم درمان.
ووفقاً لمصادر عسكرية، تمكن الجيش من السيطرة على طريق الصادرات بارا - أم درمان من اتجاه البنك العقاري، مشيرة إلى أن هذا الاستهداف يأتي من أجل إجبار قوات "الدعم السريع" على التراجع، وإفساح المجال لقوات الجيش التي تقترب من السيطرة على غرب أمبدة وصولاً إلى طريق الصادرات الذي يربط بين ولايتي الخرطوم وشمال كردفان.
ولفتت المصادر إلى أن الأيام المقبلة ستشهد عمليات عسكرية مكثفة بين الطرفين، إذ إن الجيش يسعى إلى إلحاق هزيمة نكراء لهذه الميليشيات ليعلن ولاية الخرطوم خالية تماماً من وجود قوات "الدعم السريع".
ومنذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي حقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في محلية أمبدة غرب أم درمان، وسيطر على مواقع كانت توجد فيها قوات "الدعم السريع" منذ اندلاع الحرب، بهدف استعادة آخر معاقلها في غرب أم درمان وجنوبها.
من جانبها، أشارت شبكة أطباء السودان، إلى مقتل 11 شخصاً بينهم أربعة من أسرة واحدة نتيجة الاشتباكات المسلحة بمنطقة صالحة جنوب أم درمان.
وذكرت الشبكة في بيان أمس، "تطالب المدنيين تجنب مواقع الاشتباكات المسلحة وعدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة كما تدعو إلى تجنب الاقتتال بمواقع المدنيين وفتح مسارات آمنة للسكان للخروج من مواقع الصراع حفظاً لحياتهم وتجنيبهم الموت".
في الأثناء، تنوي قرى الريف الجنوبي لأم درمان رفع دعوى قضائية في محاكم العدل والجنائية الدولية ضد قوات "الدعم السريع"، لما ارتكبته من إبادة جماعية وتهجير قسري في حق سكان هذه المناطق.
وتعرضت هذه القرى لهجمات انتقامية من قبل قوات "الدعم السريع" المنسحبة من الخرطوم في 27 مارس (آذار) الماضي وأجبرت السكان على إخلاء المنطقة، بعد استمرار الاستهداف لنحو شهر.
وقتلت قوات "الدعم السريع" 200 شخص ومارست التصفيات الجسدية ضد الشباب وكبار السن والأطفال، كما تحتجز العشرات من شباب قرى الجموعية بتهمة التخابر مع الجيش السوداني، فضلاً عن مفقودين يفوق عددهم 50 شخصاً منهم أطفال ورجال ونساء وكبار سن.
خطر السلاح
من جهته، أكد نائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين كباشي أن القوات المسلحة السودانية في أفضل حالاتها على رغم تقلبات الأوضاع، مشيراً إلى أن الأمور ستمضي إلى الأفضل بالسيطرة الكاملة واستعادة كل شبر دنسته الميليشيات المتمردة.
ونوه كباشي خلال لقائه ولاة الولايات وبعض الوزراء في مقر حكومة ولاية البحر الأحمر، أن انتشار السلاح يشكل تحدياً يفوق خطر "الدعم السريع"، كما حذر من أخطار الاستقطاب الأهلي.
وطالب بإبعاد القوات المقاتلة من المدن التي استعادها الجيش، على أن تؤول مهام حفظ الأمن إلى الشرطة. مؤكداً اهتمام الدولة بالمحور الأمني باعتباره العامل الأساس لتقديم الخدمات واستقرار الأوضاع الاجتماعية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
وأضاف، "في بعض المدن والولايات نرى حشداً كبيراً للقوات التي نحتاج إليها في مناطق القتال المتقدمة، وهي بحاجة إلى قوات الشرطة التي نوصي بتوفير حاجاتها".
وأوضح كباشي أن الحرب أفرزت خطاب كراهية وعنصرية وجهوية، مشدداً على أن ذلك أمر غير مقبول، مطالباً ولاة الولايات بمعالجة قضايا الإدارات الأهلية (قادة القبائل) التي انساقت وراء "الدعم السريع".
وزاد، "الحرب ذاهبة إلى نهاياتها، لكننا نواجه واقع عدم تماسك المجتمع، حيث حدثت شروخ تحتاج إلى معالجات واعية".
وطالب ولاة الولايات بضرورة الاهتمام بأمر المقاومة الشعبية ووضعها في قوالبها الصحيحة، معلناً رفض الدولة لأي قوات خارج مظلة المقاومة. ونوه إلى وجود تدابير لمواجهة المسيرات الاستراتيجية التي تقصف المرافق الخدمية، في القريب العاجل، مؤكداً أن "الدعم السريع" مجرد أداة في مخطط كبير يستهدف البلاد.
مشكلات مياه
إلى ذلك، أشارت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسف"، إلى تضرر 70 في المئة من مرافق المياه في 13 من أصل 18 ولاية في السودان، جراء تدمير البنية التحتية.
واتجه كثير من السودانيين في تلك المناطق إلى شرب مياه النيل أو المياه الجوفية من آبار سطحية، مما أدى إلى تفشي الأمراض، حيث تفاقم الوضع مع توقف ما يصل إلى 80 في المئة من مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاع و45 في المئة في المناطق الأخرى.
وذكرت "يونيسف"، في بيان لها، أن "النزاع دمر البنية التحتية للمياه والطاقة في 13 ولاية، مما أثر على عمل مرافق المياه بنسبة 70 في المئة بسبب الأضرار الجزئية أو الكاملة".
وأكد البيان أن الضرر الذي لحق بمحطات معالجة المياه والآبار وخزانات التخزين وشبكات النقل أدى إلى حرمان نحو 9 ملايين امرأة وطفل من الحصول على مياه شرب آمنة في منازلهم ومدارسهم ومرافقهم الصحية.
وشددت المنظمة على أن النازحين في المخيمات ومراكز الإيواء يواجهون خطراً أكبر، حيث تقل فرص الحصول على مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي كافية.
ويوجد في السودان 11.2 مليون نازح على الأقل، يعيش معظمهم في مخيمات ومراكز إيواء تفتقر إلى خدمات المياه والصحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
بناء سفارة الصين قرب حي المال يثير مخاوف بنك إنجلترا
حذر بنك إنجلترا (المركزي البريطاني)، "داونينغ ستريت" من السماح ببناء سفارة صينية قرب المراكز المالية الحساسة في لندن، وفقاً لما كشفه مستشارو الأمن للرئيس الأميركي دونالد ترمب. تعطلت خطة "السفارة الكبرى" في وقت سابق من قبل الحكومة البريطانية السابقة، بعد تحذيرات من الاستخبارات البريطانية في شأن موقعها وأخطار التجسس المحتملة، لكن الخطة عادت للظهور مجدداً. وتظهر بيانات الخرائط أن الموقع المقترح يقع مباشرة بين المراكز المالية في حي المال "سيتي" ومنطقة "كناري وارف"، إضافة إلى قربه من ثلاثة مراكز بيانات رئيسة. ورفضت "داونينغ ستريت" الإفصاح عما إذا كانت تدعم خطط بناء السفارة الصينية لتعزيز العلاقات التجارية مع بكين. وفي غضون أسبوعين فقط من عودة وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز من زيارة رسمية إلى الصين هذا العام، سحبت كل من شرطة العاصمة "سكوتلاند يارد" ومجلس "تاور هامليتس" بشكل غامض اعتراضاتهما على المشروع. معارضة بنك إنجلترا لبناء السفارة الصينية وكشفت مصادر استخباراتية أميركية عن معارضة بنك إنجلترا لبناء السفارة الصينية، لتبرير مخاوف الولايات المتحدة الخاصة بهذا الشأن. وقال دبلوماسيون إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب كانت ستتحفظ على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع بريطانيا في حال افتتاح السفارة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأظهرت وثائق حصل عليها حزب المحافظين أن هيئة "إنوفيت يو كيه" الحكومية، وهي الجهة المتخصصة بالبنى التحتية السيبرانية والفيزيائية، حذرت من أن "السلطة المحلية غير مستعدة إطلاقاً للتعامل مع طلب من هذا النوع"، خصوصاً أن موقع السفارة المقترح يقع بجوار مركز تبادل هاتفي تابع لشركة "بي تي" يخدم الحي المالي. في المقابل، رفض متحدث باسم السفارة الصينية هذه الاتهامات بالتجسس، قائلاً "دائماً ما تحرص العناصر المعادية للصين على تشويه سمعة البلاد ومهاجمتها". "تهديدات للبنية التحتية الحساسة" وحذر أعضاء في لجنة الشؤون الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي في فبراير (شباط) الماضي من أن الموقع المقترح للسفارة، يثير أخطاراً تتعلق بـ"التدخل والمراقبة" من بكين، إضافة إلى "تهديدات للبنية التحتية الحساسة مثل الخدمات المالية في لندن". وأشارت اللجنة، التي يقودها الجمهوري جون مولينار، إلى ضرورة التخلي عن هذه الخطط، مؤكدة "يجب أن نعمل بشكل عاجل لمعالجة هذه القضية والتعاون مع حلفائنا لحماية الأمن القومي". وكانت الخطط الأصلية لبناء السفارة أوقفت في عهد الحكومة المحافظة، بعد اعتراضات من وكالات الاستخبارات البريطانية وشرطة "سكوتلاند يارد"، اللتين أعربتا عن قلقهما من قرب الموقع من كابلات بيانات حساسة يمكن أن يتجسس عليها عملاء صينيون. لكن الطلب أعيد تقديمه في يناير (كانون الثاني) الماضي من هذا العام، قبل وقت قصير من زيارة راشيل ريفز للصين. ويقال إن الرئيس الصيني شي جينبينغ ضغط شخصياً من أجل الموافقة على بناء السفارة.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
12 قتيلا في 367 هجوما روسيا بالمسيرات على أوكرانيا
قال مسؤولون اليوم الأحد إن القوات الروسية شنت 367 هجوماً بالطائرات المسيرة والصواريخ على كييف ومدن أخرى الليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً في الأقل وإصابة العشرات، في ما يعد أكبر هجوم جوي حتى الآن منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وذكر مسؤولون محليون في منطقة جيتومير شمال أوكرانيا أن من بين القتلى ثلاثة أطفال. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة إلى الحديث علناً. وتخفف واشنطن حدة خطابها تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وكتب زيلينسكي على "تيليغرام"، "صمت أميركا وباقي دول العالم لا يشجع إلا بوتين"، مضيفاً "كل ضربة إرهابية روسية من هذا القبيل تعد سبباً كافياً لفرض عقوبات جديدة على روسيا". وكان هذا الهجوم الأكبر من حيث عدد الطائرات المسيرة والصواريخ التي أُطلقت منذ اندلاع الحرب، على رغم أن ضربات أخرى أسفرت عن مقتل عدد أكبر من الناس. تقدم روسي من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم في بيان إن القوات الروسية سيطرت على قرية رومانيفكا في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا. ولم يتسن لـ"رويترز" التأكد بصورة مستقلة من صحة ما ورد في البيان. تبادل الأسرى قالت وزارة الدفاع الروسية إن موسكو وكييف استكملتا عملية تبادل أسرى حرب استمرت ثلاثة أيام، بعدما تبادل الطرفان اليوم 303 أسرى من كل جانب. ينظر أحد السكان المحليين من نافذة شقته في مبنى سكني متعدد الطوابق تضرر إثر غارة روسية على كييف (أ ف ب) وأضافت الوزارة "وفقاً للاتفاقات الروسية-الأوكرانية التي جرى التوصل إليها خلال الـ16 من مايو (أيار) الجاري في إسطنبول، وعلى مدى الفترة من الـ23 إلى الـ25 من الشهر نفسه، أجرى الجانبان الروسي والأوكراني عملية تبادل أسرى بمعدل ألف أسير مقابل ألف أسير". اعتراض مسيرات قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن الدفاعات الجوية اعترضت 110 طائرات مسيرة أوكرانية الليلة الماضية، منها 13 فوق منطقتي موسكو وتفير، ولم تشر الوزارة إلى وقوع أية إصابات. وذكرت وزارة الدفاع أن وحدات الدفاع الجوي اعترضت أو دمرت 95 طائرة مسيرة خلال أربع ساعات. شمل ذلك اثنتين كانتا تتجهان نحو موسكو، لكن معظم الطائرات كانت تحلق فوق مناطق وسط وجنوب البلاد. وتسبب نشاط الطائرات المسيرة إلى إغلاق ثلاثة مطارات في موسكو لبعض الوقت. وقال مسؤولون محليون، إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت طائرات مسيرة فوق مدينة تولا في وسط البلاد ومدينة تفير في شمال غربي موسكو. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، إن قواتها التي تتقدم ببطء على الجبهة الشرقية للحرب في أوكرانيا سيطرت على منطقتين سكنيتين في منطقة دونيتسك، إضافة إلى منطقة سكنية في سومي بشمال أوكرانيا. وما إن أخفقت في التقدم نحو العاصمة كييف في الأسابيع الأولى من الحرب، ركزت القوات الروسية على الاستيلاء على منطقة دونباس في الشرق التي تضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك. وفي الشهور القليلة الماضية، حاولت موسكو أيضاً التقدم في منطقة سومي، وخصوصاً بعد أن أعلن الجيش الروسي أنه طرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الحدودية الروسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن قواتها سيطرت على قرية ستوبوتشكي في منطقة دونيتسك، شرقي كوستيانتينيفكا، وهي بلدة تعرضت لضغط من القوات الروسية في الآونة الأخيرة. وذكرت أيضاً أنها سيطرت على أوترادنويه، وهي قرية تقع إلى الغرب على الجبهة التي يبلغ طولها 1000 كيلومتر، وأعلنت الاستيلاء على لوكنيا، وهي قرية داخل الحدود الروسية في منطقة سومي. وأقرت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني بعدم وقوع خسائر، مشيرة إلى أوترادنويه كواحدة من عدة بلدات صد فيها الجيش الأوكراني 18 هجوماً روسياً على الجبهة. وأشارت إلى ستوبوتشكي في الأسبوع الماضي كجزء من منطقة تتعرض لهجوم روسي. ومنذ أشهر، تتحدث أوكرانيا عن محاولات من جانب القوات الروسية احتلال مناطق في منطقة سومي، لكنها لم تعترف مطلقا بالاستيلاء على أي منها. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق على نحو مستقل من أنباء ساحة المعركة من أي من الجانبين.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
صيف ساخن يشعل فاتورة الغاز المصرية
قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ"رويترز" إن مصر تجري محادثات مع شركات طاقة وشركات تجارية عالمية لشراء 40 إلى 60 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتأمين الحاجات الطارئة في ظل أزمة طاقة متفاقمة قبل ذروة الطلب الصيفي. وستضطر البلاد إلى إنفاق ما قد يصل إلى 3 مليارات دولار وفقاً لأسعار الغاز الحالية لشراء شحنات الغاز الطبيعي المسال، مما يثقل كاهل خزانة الدولة التي تعاني أصلاً من ضغوط مالية كبيرة لتجنب قطع الكهرباء في ظل انخفاض إنتاج الغاز وأزمة غلاء المعيشة. وذكر بيان للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه الحكومة، الأربعاء الماضي، بضرورة "اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات بشكل مسبق" لضمان عدم تكرار انقطاعات الكهرباء. وقال مصدر مطلع في قطاع الغاز لـ"رويترز"، "الحكومة تجري حالياً محادثات لاستيراد ما لا يقل عن 40 شحنة من الغاز الطبيعي المسال ونحو مليون طن من زيت الوقود". وأضاف، "الغاز كان المحور الرئيس (للمحادثات)، نظراً إلى خيارات الدفع الأكثر مرونة المتاحة مقارنة بزيت الوقود، على رغم أن الأخير لا يزال خياراً قيد الدراسة إذا كانت أسعار الغاز الطبيعي المسال غير مناسبة". انخفاض إمدادات الغاز الطبيعي عانت مصر خلال العامين الماضيين من انقطاعات متكررة للكهرباء نتيجة لانخفاض إمدادات الغاز الطبيعي، وبلغ إنتاج مصر من الغاز في فبراير (شباط) أدنى مستوى له منذ تسعة أعوام. وعادت مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، إلى وضع المستورد الصافي للغاز العام الماضي، إذ اشترت عشرات الشحنات متخلية عن خططها لتصبح مورداً لأوروبا مع تراجع إنتاجها. وأدى نقص العملة الصعبة إلى تأخير سداد المدفوعات لشركات النفط العالمية، مما حد من أعمال التنقيب وأبطأ إنتاج النفط والغاز. وقال مصدر ثان، إن مصر قد تحتاج الآن إلى ما يصل إلى 60 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتغطية الحاجات حتى نهاية 2025، مضيفاً أن الطلب قد يرتفع في الأجل الطويل إلى ما يصل إلى 150 شحنة. وذكرت المصادر أن المناقشات جارية مع قطر والجزائر وشركة "أرامكو السعودية" وشركات تجارية عالمية كبرى. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولم ترد وزارة البترول المصرية وشركة قطر للطاقة وشركة "أرامكو السعودية" ووزارة الطاقة والمناجم الجزائرية على طلبات من "رويترز" للتعليق. ووفقاً لبيانات من "ستاندرد أند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس"، اشترت مصر 1.84 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال هذا العام، وهو ما يمثل نحو 75 في المئة من إجمال وارداتها في 2024. الغاز الإسرائيلي ومن المشكلات الإضافية انخفاض إمدادات حقل الغاز البحري الإسرائيلي "ليفياثان" الذي يعزى إلى أعمال صيانة دورية، واضطرت مصر لذلك إلى وقف إمدادات الغاز أو خفضها إلى عدد من مصانع الأسمدة 15 يوماً في الأقل. وقال مدير أحد مصانع الأسمدة لـ"رويترز"، شريطة عدم الكشف عن هويته "حين قدمنا للعمل السبت وجدنا (وزارة البترول) قطعت علينا الغاز بشكل كامل. لا يوجد غاز. ماذا سنفعل؟ المصنع توقف ولا نعرف تحديداً ظروف الشركات الأخرى، لكن من تحدثت إليهم أبلغوني بتوقفهم أيضاً، وهناك من يعمل بأقل من طاقته". وربما يؤثر التوقف لفترة طويلة سلباً على صادرات الأسمدة، وهي مصدر رئيس للعملة الأجنبية في مصر. وتشير إحصاءات مبادرة البيانات المشتركة (جودي) إلى أن مصر تعتمد بشدة على واردات الغاز الإسرائيلي التي تمثل ما بين 40 و60 في المئة من إجمال وارداتها وما يراوح ما بين 15 و20 في المئة من استهلاكها. ومع ذلك تواجه مصر احتمال دفع المزيد من الأموال مقابل الحصول على الغاز إذ قال مصدران آخران في القطاع لـ"رويترز" إن إسرائيل تريد رفع أسعار صادراتها من الغاز 25 في المئة. "تريد إسرائيل أسعاراً أعلى" ترتبط أسعار الغاز الإسرائيلي بأسعار النفط التي انخفضت، بينما ترتبط أسعار الغاز الطبيعي المسال بمؤشرات مرجعية أخرى مثل مؤشر "جيه كيه أم الآسيوي" وسعر الغاز القياسي الأوروبي في مركز "تي تي أف الهولندي" أو أسعار "هنري هب" في الولايات المتحدة. وقال أحد المصادر، "تريد إسرائيل أسعاراً أعلى لأنها الآن منخفضة جداً إذ تبلغ نحو ستة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بأسعار خام برنت الحالية بينما يقترب سعر الغاز الطبيعي المسال من 14 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. كانت إسرائيل راضية عندما كانت الأسعار عند نحو 7.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية". وقالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الإسرائيلية لـ"رويترز"، إن الأسعار في قطاع الغاز تحدد من خلال مفاوضات تجارية بين الشركات. وأضافت "حكومة إسرائيل ليست طرفاً في عملية التفاوض تلك. إنها مسألة تجارية". ولم ترد وزارة البترول المصرية بعد على طلب من "رويترز" للتعليق.