
DW تتحقق ـ مقاتلات صينية فوق الأهرامات.. وتسقط مساعدات لغزة؟ – DW – 2025/5/21
يصاحب الجدل بشأن إدخال المساعدات الإنسانة لغزة انتشار الكثير من المعلومات المضللة على الإنترنت ومنها مقاطع فيديو تزعم قيام الصين بإنزال مساعدات من الجو إلى قطاع غزة وتحليق طائرات صينية فوق الأهرامات. فما حقيقة ذلك؟
بعد حصار دام قرابة ثلاثة أشهر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية قرارها بالسماح بدخول مساعدات غذائية محدودة إلى غزة.وخلال الأيام القليلة الماضية، صاحب الجدل حول تسليم المساعدات إلى القطاع انتشار معلومات كاذبة ومضللة بهذا الشأن على الإنترنت. وعملت DW على التحقق من صحة عدد من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هل تُقدم الصين مساعدات عن طريق الإنزال الجوي؟
الادعاء: هذا المنشور على موقع إكس X بتاريخ 17 مايو 2025، والذي حصد أكثر من عشرة آلاف مشاهدة، يزعم تسليم الصين لمساعدات عن طريق إسقاطها من الجو في غزة.
زعمت مقاطع فيديو على الإنترنت أن الصين سلمت مساعدات إنسانية إلى غزة عبر إسقاطها من الجو. صورة من: X
DW تتحقق: المعلومة غير صحيحة!
في مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 32 ثانية، يظهر ما بين 20 إلى 30 طردًا تسقط من السماء عبر مظلات. ويرافق المنشور نص يذكر المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، متبوعًا بأرقام مرتبطة بكل دولة دون أي إشارة لما تعنيه هذه الأرقام. وينتهي المنشور بالادعاء بأن الفيديو يُظهر الصين وهي تقدم مساعدات إلى غزة من الجو.
وبمزيد من البحث، توصلنا إلي صور ومقاطع فيديو لعمليات إنزال جوي مماثلة في غزة باستخدام مظلات لتسليم مساعدات إنسانية وقعت في بداية مارس 2024. قامت عدة دول حينها بإلقاء المساعدات الإنسانية من الجو حيث منعت إسرائيل وصول المساعدات إلى غزة عبر الحدود برًا. ولم تشارك الصين في تلك العمليات.
إدخال كميات محدودة للغاية من المساعدات
من المرجح أن الحساب الذي نشر الفيديو محل الفحص على منصة إكس X يعود إلى امرأة من باكستان، بدأت استخدام المنصة في عام 2011. ولا يبدو أن هذه السيدة هي من قامت بتصوير الفيديو، خاصة وأنه ظهر سابقًا على حساب آخر في بداية أبريل.
ولعل السبب وراء انتشار مقطع الفيديو هو تزامنه مع محدودية عمليات توصيل المساعدات الإنسانية الآن حيث أوقفت إسرائيل تسليمها لقطاع غزة في الثاني من شهر مارس هذا العام، قبل أن تسمح بداية هذا الأسبوع بدخول كميات محدودة من المساعدات .
أما على منصة تيك توك، حصد الفيديو نحو 52.3 مليون مشاهدة في الأول من شهر أبريل. ولكن لم يظهر الادعاء بأن الصين مسؤولة عن أو مشاركة في الإنزال الجوي إلا في قسم التعليقات.
وفي الأيام التالية، ظهرت عدة منشورات باستخدام نفس الفيديو، مع إدعاء البعض مشاركة الصين. كما أعاد آخرون نشر نفس الفيديو بعد إجراء إضافات أو تعديلات عليه، ليحظى كذلك بملايين المشاهدات.
جدير بالذكر، من الصعب حاليًا تحديد الموقع الجغرافي حيث تم تصوير الفيديو الأصلي بسبب الدمار الواسع النطاق في غزةوالتغير السريع للمعالم في القطاع، فضلًا عن القدرة المحدودة لاستخدام تطبيق Google Street View لرؤية الشوارع في غزة.
ولم تصدر الصين أي بيانات رسمية تفيد بأنها ألقت مساعدات جوية على غزة. ويعود تاريخ آخر عمليات تسليم مساعدات معلن عنها من الحكومة الصينية إلى 19 فبراير هذا العام برًا عبر شاحنات. وحتى مع استئناف عمليات تسليم المساعدات المحدود للغاية إلى غزة حاليًا، بحسب السلطات الإسرائيلية، فهي تحدث برًا وليس جوًا.
هل حلقت طائرات مقاتلة صينية فوق الأهرامات في طريقها إلى غزة؟
الادعاء: يُظهر هذا المنشور على منصة X، والذي حصل على أكثر من 270 ألف مشاهدة، طائرات مقاتلة صينية وطائرة شحن صينية أثناء التحليق فوق منطقة أهرامات الجيزة المصرية في طريقهما لإسقاط المساعدات والإمدادات إلى غزة.
لا يُظهر هذا الفيديو تسليم مساعدات من قِبل الجيش الصيني، بل مناورة عسكرية مشتركة بين الصين ومصر. صورة من: X
DW تتحقق: المعلومة غير صحيحة!
يصف المستخدم الذي نشر المقطع على منصة X يوم 18 مايو المشاهد بأنها "صور أيقونية". ويُعرّف هذا الشخص نفسه بأنه "مرشح برلماني كيني".
ويوجد بالفعل عدد كبير من المنشورات التي تحتوي على رسائل مماثلة على منصات وتطبيقات أخرى، لعل في مقدمتها يوتيوب وتيك توك وإنستغرام. ومع ذلك، فإن اللقطات الحقيقية أقدم قليلًا ولا تُظهر تسليم مساعدات من قبل الجيش الصيني.
فبمزيد من البحث عن المقطع المصور، وجدنا أن ذلك المقطع يعود بالأساس إلي شهر أبريل لتدريب عسكري مشترك بين الصين ومصر يحمل الاسم الرمزي "نسور الحضارة 2025"، ولا علاقة له بالحرب في غزة.
ونشرت وكالات أنباء العديد من صور التدريبات المشتركة بين الدولتين، بما في ذلك صور لطائرات عسكرية تحلق فوق الأهرامات. كما نشرت قناة CGTN الصينية المملوكة للدولة مقاطع فيديو للتدريب العسكري المشترك تحت عنوان "طائرات فوق الأهرامات".
حلقت طائرات عسكرية أعلى أهرامات الجيزة، كجرء من تدريب عسكري مشترك بين الصين ومصر. صورة من: Ryan Woo/REUTERS
ليست المعلومات الخاطئة الوحيدة!
لا يمثل هذان المقطعان المعلومات الخاطئة الوحيدة التي يتداولها المستخدمون عبر الإنترنت خلال الأيام الأخيرة. ويوجد مقاطع أخرى من الفيديو تُنشر خارج سياقها الأصلي، وتحصد تفاعل من قبل ملايين المستخدمين.
والُتقطت هذه المقاطع العام الماضي عندما شاركت دول، كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، في تقديم مساعدات إنسانية جوًا لغزة. كما فتحت الأردن كذلك العام الماضي جسرًا جويًا لإسقاط المساعدات على القطاع المدمر.
أعدته للعربية: دينا البسنلي
تحرير: عبده جميل المخلافي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ يوم واحد
- DW
على غرار الصين وبريطانيا.. هل تتوصل بروكسل لاتفاق مع ترامب؟ – DW – 2025/5/23
تراجعت الولايات المتحدة والصين عن حرب جمركية كبيرة، بينما سارعت بريطانيا إلى إبرام اتفاق تجاري محدود مع دونالد ترامب. فهل تستطيع دول الاتحاد الأوروبي الاستفادة من هذه التجارب لضمان مستقبل تجارتها مع الولايات المتحدة؟ أعلن الاتحاد الأوروبي عن عزمه تكثيف المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، في محاولة لتجنب فرض رسوم جمركيةبنسبة 20% على صادراته عبر الأطلسي، وذلك عقب انتقادات وجهت له بسبب بطء تحركاته. وقال مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، الخميس، قبيل اجتماع وزراء التجارة في بروكسل، إنه من المتوقع أن يلتقي قريبًا بنظيره الأمريكي هوارد لوتنيك. وتسعى بروكسل لتعزيز موقفها التفاوضي قبل دخول الرسوم الأمريكية الإضافية حيز التنفيذ في يوليو المقبل، بعد أن أبرم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أولى صفقاته التجارية منذ إعلانه الشهر الماضي عن فرض "رسوم جمركية متبادلة" على معظم واردات السلع العالمية. وفي الأسبوع الماضي، توصلت واشنطن وبكين إلى اتفاق مؤقت، خفّضا بموجبه التعريفات الجمركية التي كانت تزيد عن 100% إلى مستويات أقل. ومع استمرار المفاوضات للوصول إلى اتفاق طويل الأمد، ستُفرض تعرفة بنسبة 30% على السلع الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة خلال الـ90 يومًا القادمة، في حين ستُفرض ضريبة بنسبة 10% على الصادرات الأمريكية إلى الصين. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن ترامب الخطوط العريضة لأول اتفاق تجاري منذ إعلان ما سمّاه "يوم التحرير" في 2 أبريل، حين فرض تعريفات جمركية صارمة على معظم الواردات العالمية. وينص الاتفاق الشامل مع المملكة المتحدة على خفض الرسوم الجمركية على سيارات الشركات البريطانية المصدرة إلى الولايات المتحدة، ويمنح المصدرين الأمريكيين، من بينهم المزارعون ومنتجو الإيثانول، فرصًا أفضل لدخول السوق البريطانية. في ظل هذه التطورات، يبحث الاتحاد الأوروبي عن أفضل السبل للتعامل مع سياسة ترامب الجمركية المتشددة. قدرة ترامب على التصعيد محدودة في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشديد موقفه تجاه الاتحاد الأوروبي، واصفًا إياه هذا الأسبوع بأنه "أكثر حدة من الصين في كثير من الأحيان"، يرى أندرو كينينغهام، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في مؤسسة كابيتال إيكونوميكس بلندن، أن الضغوط الاقتصادية ستحد من قدرة ترامب على تصعيد المواجهة مع بروكسل. وقال كينينغهام في تصريحات لـ DW: "الاتفاقيتان الجديدتان تمنحان مفاوضي الاتحاد الأوروبي ثقة أكبر للتمسك بالسياسة الحالية التي تهدف إلى تجنب التصعيد، مع توجيه تهديدات بالرد، لكن مع تأجيل التنفيذ، وفي الوقت نفسه الاستعداد للتفاوض". في تقرير حديث، حذرت شركة كابيتال إيكونوميكس من أن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد يواجه تحديات كبيرة، بسبب الفجوة الكبيرة في تجارة السلع بين الطرفين وتعقيدات التوافق بين الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي. وكان الاتحاد الأوروبي قد هدد سابقًا بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية بقيمة 95 مليار يورو (107 مليارات دولار) ردًا على الرسوم التي فرضتها إدارة ترامب على الألومنيوم والصلب وصناعة السيارات الأوروبية، لكنه أوقف هذه الإجراءات مؤقتًا لإتاحة المجال للمفاوضات. كما يدرس الاتحاد فرض قيود على صادرات خردة الصلب والمواد الكيميائية إلى الولايات المتحدة. في فبراير/شباط، وصف ترامب السياسات التجارية للاتحاد الأوروبي بأنها "فظيعة". صورة من: Alex Brandon/AP/picture alliance ماذا ينتظر ترامب من الاتحاد الأوروبي؟ كلوديا شموكر، رئيسة مركز الجغرافيا السياسية والاقتصاد والتكنولوجيا في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، ترى أن صفقات الصين والمملكة المتحدة لم تُحدث تغييرات كبيرة. وقالت شموكر في حديثها لـ DW: "أن ترامب لا يزال ينتظر من الاتحاد الأوروبي عرضًا يراه مفيدا"، مضيفة أن مطالبه من أوروبا ما زالت غير واضحة، لكنها قد تشمل زيادة واردات المنتجات الزراعية والطاقة. وحتى الآن، قدم الاتحاد الأوروبي عرضًا بزيادة وارداته من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وفول الصويا، إلى جانب اقتراح رفع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية إلى الصفر. لكن بروكسل رفضت تعديل بعض القضايا التي تزعج الولايات المتحدة، مثل ضريبة القيمة المضافة والقوانين التي يعتقد ترامب أنها تمنح الاتحاد الأوروبي ميزة غير عادلة في التجارة. الولايات المتحدة والصين تتفقان على خفض الرسوم الجمركية To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وفقًا لمكتب الممثل التجاري الأمريكي، بلغ عجز الولايات المتحدة في تجارة السلع مع الاتحاد الأوروبي 235.6 مليار دولار (210 مليار يورو) في عام 2023، بزيادة 12.9% مقارنة بالعام السابق. وأظهرت بيانات يوروستات أن فائض الاتحاد الأوروبي في تجارة السلع بلغ 157 مليار يورو. وترى شموكر أن الخطاب السلبي للرئيس ترامب، الذي اتهم الاتحاد الأوروبي بلا أساس بأنه "أنشئ لنهب الولايات المتحدة"، يصب في مصلحة بروكسل، خاصة في ظل سعي دول الاتحاد للتوصل إلى موقف موحد، رغم محاولات بعض الدول مثل المجر وإيطاليا إبرام اتفاقيات منفصلة. وقالت: "أنه رغم اختلاف بعض دول الاتحاد مع موقف بروكسل في المفاوضات، فإن معارضة ترامب تزيد من تماسك الاتحاد." وأعرب وزير التجارة السويدي بنيامين دوسا قبل محادثات الخميس في بروكسل عن شكه في إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال "الأسابيع القادمة". وأضاف أن استمرار ترامب في فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات، كما فعل مع بريطانيا، قد يدفع الاتحاد الأوروبي للرد باتخاذ إجراءات مماثلة. تعهد مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، بـ"تكثيف" المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. صورة من: Jean-Christophe Verhaegen/AFP/Getty Images الاتحاد الأوروبي أهم سوق لصادرات الخدمات الأمريكية ميغيل أوتيرو، الباحث البارز في الاقتصاد السياسي الدولي بمعهد إلكانو الملكي الإسباني، يؤكد أن الولايات المتحدة تواجه مخاطر كبيرة في حال ارتكاب ترامب أي خطأ في ملف التجارة مع الاتحاد الأوروبي. وقال أوتيرو في تصريحات لـ DW: "أن الاتحاد الأوروبي يعاني من عجز كبير في قطاع الخدمات، خصوصًا في المجالات المالية والرقمية ومنصات الترفيه، والولايات المتحدة لا يمكنها أن تخسر السوق الأوروبية. وإذا تحرك الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة، فإن قوته التفاوضية توازي قوة الصين." ورغم الفائض الكبير الذي يحققه الاتحاد الأوروبي في تجارة السلع مع الولايات المتحدة، حيث تمثل صادرات الاتحاد إلى أمريكا خمس إجمالي الصادرات عبر الأطلسي في العام الماضي، إلا أن الاتحاد يشكل أيضًا 25% من صادرات الخدمات الأمريكية التي بلغت قيمتها 275 مليار دولار عام 2024. ومع احتساب سويسرا والمملكة المتحدة، فإن 42% من صادرات الخدمات الأمريكية تستهدف السوق الأوروبية. و أعلنت المفوضية الأوروبية مؤخرا نيتها رفع شكوى لدى منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم والضرائب "المتبادلة" التي فرضها ترامب على السيارات وقطع الغيار. رسوم جمركية جديدة على الأبواب مع اقتراب موعد 8 يوليو/حزيران، الذي تنتهي فيه فترة تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لمدة 90 يومًا، تتضاءل فرص التوصل إلى اتفاق نهائي. ويواجه ترامب خيارين: إما إعادة فرض الرسوم المرتفعة التي أعلن عنها في أبريل، أو تمديد فترة التعليق. وتتوقع شركة كابيتال إيكونوميكس أن يختار ترامب تمديد التعليق، لكنه قد يؤدي إلى تصعيد المفاوضات وزيادة الضغط على الأطراف التجارية. كما حذرت الشركة من احتمال حدوث توترات جديدة خلال الأشهر المقبلة، قد تسبب تقلبات في الأسواق كما حدث الشهر الماضي. وقبل المفاوضات المرتقبة، أعربت وزيرة الاقتصاد الألمانية، كاثرينا رايشه، عن تفاؤلها بمسار المحادثات، مؤكدة أن الولايات المتحدة تظل شريكًا تجاريًا رئيسيًا للاتحاد الأوروبي. وقالت رايشه: "أننا ندخل المفاوضات ونحن قوة اقتصادية قوية، لكن يجب أن نتحرك بحذر". وأضافت: "من الضروري التوصل إلى اتفاق، لأن التصعيد لن يخدم مصلحة أي طرف". الاتحاد الأوروبي يدرس موقف ترامب من الرسوم الجمركية To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video أعدته للعربية: ندي فاروق


DW
منذ 3 أيام
- DW
DW تتحقق ـ مقاتلات صينية فوق الأهرامات.. وتسقط مساعدات لغزة؟ – DW – 2025/5/21
يصاحب الجدل بشأن إدخال المساعدات الإنسانة لغزة انتشار الكثير من المعلومات المضللة على الإنترنت ومنها مقاطع فيديو تزعم قيام الصين بإنزال مساعدات من الجو إلى قطاع غزة وتحليق طائرات صينية فوق الأهرامات. فما حقيقة ذلك؟ بعد حصار دام قرابة ثلاثة أشهر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية قرارها بالسماح بدخول مساعدات غذائية محدودة إلى غزة.وخلال الأيام القليلة الماضية، صاحب الجدل حول تسليم المساعدات إلى القطاع انتشار معلومات كاذبة ومضللة بهذا الشأن على الإنترنت. وعملت DW على التحقق من صحة عدد من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. هل تُقدم الصين مساعدات عن طريق الإنزال الجوي؟ الادعاء: هذا المنشور على موقع إكس X بتاريخ 17 مايو 2025، والذي حصد أكثر من عشرة آلاف مشاهدة، يزعم تسليم الصين لمساعدات عن طريق إسقاطها من الجو في غزة. زعمت مقاطع فيديو على الإنترنت أن الصين سلمت مساعدات إنسانية إلى غزة عبر إسقاطها من الجو. صورة من: X DW تتحقق: المعلومة غير صحيحة! في مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 32 ثانية، يظهر ما بين 20 إلى 30 طردًا تسقط من السماء عبر مظلات. ويرافق المنشور نص يذكر المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، متبوعًا بأرقام مرتبطة بكل دولة دون أي إشارة لما تعنيه هذه الأرقام. وينتهي المنشور بالادعاء بأن الفيديو يُظهر الصين وهي تقدم مساعدات إلى غزة من الجو. وبمزيد من البحث، توصلنا إلي صور ومقاطع فيديو لعمليات إنزال جوي مماثلة في غزة باستخدام مظلات لتسليم مساعدات إنسانية وقعت في بداية مارس 2024. قامت عدة دول حينها بإلقاء المساعدات الإنسانية من الجو حيث منعت إسرائيل وصول المساعدات إلى غزة عبر الحدود برًا. ولم تشارك الصين في تلك العمليات. إدخال كميات محدودة للغاية من المساعدات من المرجح أن الحساب الذي نشر الفيديو محل الفحص على منصة إكس X يعود إلى امرأة من باكستان، بدأت استخدام المنصة في عام 2011. ولا يبدو أن هذه السيدة هي من قامت بتصوير الفيديو، خاصة وأنه ظهر سابقًا على حساب آخر في بداية أبريل. ولعل السبب وراء انتشار مقطع الفيديو هو تزامنه مع محدودية عمليات توصيل المساعدات الإنسانية الآن حيث أوقفت إسرائيل تسليمها لقطاع غزة في الثاني من شهر مارس هذا العام، قبل أن تسمح بداية هذا الأسبوع بدخول كميات محدودة من المساعدات . أما على منصة تيك توك، حصد الفيديو نحو 52.3 مليون مشاهدة في الأول من شهر أبريل. ولكن لم يظهر الادعاء بأن الصين مسؤولة عن أو مشاركة في الإنزال الجوي إلا في قسم التعليقات. وفي الأيام التالية، ظهرت عدة منشورات باستخدام نفس الفيديو، مع إدعاء البعض مشاركة الصين. كما أعاد آخرون نشر نفس الفيديو بعد إجراء إضافات أو تعديلات عليه، ليحظى كذلك بملايين المشاهدات. جدير بالذكر، من الصعب حاليًا تحديد الموقع الجغرافي حيث تم تصوير الفيديو الأصلي بسبب الدمار الواسع النطاق في غزةوالتغير السريع للمعالم في القطاع، فضلًا عن القدرة المحدودة لاستخدام تطبيق Google Street View لرؤية الشوارع في غزة. ولم تصدر الصين أي بيانات رسمية تفيد بأنها ألقت مساعدات جوية على غزة. ويعود تاريخ آخر عمليات تسليم مساعدات معلن عنها من الحكومة الصينية إلى 19 فبراير هذا العام برًا عبر شاحنات. وحتى مع استئناف عمليات تسليم المساعدات المحدود للغاية إلى غزة حاليًا، بحسب السلطات الإسرائيلية، فهي تحدث برًا وليس جوًا. هل حلقت طائرات مقاتلة صينية فوق الأهرامات في طريقها إلى غزة؟ الادعاء: يُظهر هذا المنشور على منصة X، والذي حصل على أكثر من 270 ألف مشاهدة، طائرات مقاتلة صينية وطائرة شحن صينية أثناء التحليق فوق منطقة أهرامات الجيزة المصرية في طريقهما لإسقاط المساعدات والإمدادات إلى غزة. لا يُظهر هذا الفيديو تسليم مساعدات من قِبل الجيش الصيني، بل مناورة عسكرية مشتركة بين الصين ومصر. صورة من: X DW تتحقق: المعلومة غير صحيحة! يصف المستخدم الذي نشر المقطع على منصة X يوم 18 مايو المشاهد بأنها "صور أيقونية". ويُعرّف هذا الشخص نفسه بأنه "مرشح برلماني كيني". ويوجد بالفعل عدد كبير من المنشورات التي تحتوي على رسائل مماثلة على منصات وتطبيقات أخرى، لعل في مقدمتها يوتيوب وتيك توك وإنستغرام. ومع ذلك، فإن اللقطات الحقيقية أقدم قليلًا ولا تُظهر تسليم مساعدات من قبل الجيش الصيني. فبمزيد من البحث عن المقطع المصور، وجدنا أن ذلك المقطع يعود بالأساس إلي شهر أبريل لتدريب عسكري مشترك بين الصين ومصر يحمل الاسم الرمزي "نسور الحضارة 2025"، ولا علاقة له بالحرب في غزة. ونشرت وكالات أنباء العديد من صور التدريبات المشتركة بين الدولتين، بما في ذلك صور لطائرات عسكرية تحلق فوق الأهرامات. كما نشرت قناة CGTN الصينية المملوكة للدولة مقاطع فيديو للتدريب العسكري المشترك تحت عنوان "طائرات فوق الأهرامات". حلقت طائرات عسكرية أعلى أهرامات الجيزة، كجرء من تدريب عسكري مشترك بين الصين ومصر. صورة من: Ryan Woo/REUTERS ليست المعلومات الخاطئة الوحيدة! لا يمثل هذان المقطعان المعلومات الخاطئة الوحيدة التي يتداولها المستخدمون عبر الإنترنت خلال الأيام الأخيرة. ويوجد مقاطع أخرى من الفيديو تُنشر خارج سياقها الأصلي، وتحصد تفاعل من قبل ملايين المستخدمين. والُتقطت هذه المقاطع العام الماضي عندما شاركت دول، كالولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، في تقديم مساعدات إنسانية جوًا لغزة. كما فتحت الأردن كذلك العام الماضي جسرًا جويًا لإسقاط المساعدات على القطاع المدمر. أعدته للعربية: دينا البسنلي تحرير: عبده جميل المخلافي


DW
منذ 4 أيام
- DW
شهادات من أهالي غزة: "قد لا نستيقظ غداً، والليالي هي الأسوأ" – DW – 2025/5/20
بينما تواصل إسرائيل عمليتها العسكرية في قطاع غزة، سمحت بدخول مساعدات أساسية محدودة للقطاع الحاصر، وسط تفاقم معاناة أهالي القطاع جراء النزوح والجوع والخوف من الموت. شهادات من داخل القطاع الفلسطيني عن معاناة السكان هناك. "نعيش في الجحيم. الأمان والحياة في غزة أصبحا بلا معنى"، هكذا وصف علاء معين الحياة في غزة حيث لجأ مع زوجته وأطفاله في حديث عبر الهاتف مع DW، وأضاف معين الذي يبلغ من العمر 35 عاماً، "كل يوم أتوقع أن أموت مع أطفالي. أذهب إلى النوم وأتوقع أنني لن أستيقظ مجدداً ". يعيش معين وعائلته التي تتكون من خمسة أفراد في غرفة واحدة مع أقارب لهم، بعد هروبهم من بلدة جباليا نهاية الأسبوع الماضي جراء القصف الإسرائيلي الذي شهده قطاع غزة، وسط تصعيد الهجوم على القطاع. إلى جانب التهديد المستمر لحياتهم، تعاني العائلة من الجوع، إذ يكافحون ليجدوا شيئاً يؤكل، فيقول معين: "ليس لدينا خبز أو طعام. نأكل ما نجد، دون أن نعرف ما إذا كان صالحاً للأكل أم لا. نعتمد على الأعشاب ونطبخها، فكل شيء أصبح غالياً، ومع ذلك أنفقت كل ما أملك على شراء الطعام". أدى النقص الحاد في الغذاء في غزة إلى تعريض القطاع بأكمله لخطر المجاعة، حيث تقول إسرائيل إنها ترفع الحد الأدنى من حصارها للمساعدات. صورة من: Mahmoud Issa/REUTERS هذه القصة ليست الوحيدة في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب،اذ يعاني أهالي القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون شخص من الجوع المستمر والنزوح المتكرر. فالنزوح في غزة لا يكون لمرة واحدة فحسب، فهنا اضطر الفلاح نعيم شفيعي 39 عاماً وعائلته إلى الفرار من منزلهم في أطراف بيت لاهيا شمال غزة مرة أخرى، ليعيش اليوم مع عائلته في خيمة في مدينة غزة، نصبها بنفسه على جانب الطريق. وقال نعيم شفيعي لـ DW عبر الهاتف: "كان لدي كيس من الطحين، أخذته معي، كان أهم شيء يمكنني حمله معي عندما تركنا بيت لاهيا"، وأضاف: "لا أعرف إلى متى سيستمر هذا الحال، لكننا نحاول البقاء على قيد الحياة". وهو ما دفع بشفيعي إلى زراعة بعض الخضروات بجانب المبنى المدمر الذي لجأوا إليه في بيت لاهيا في يناير/ كانون الثاني بعد هدنة بين إسرائيل وحماس، ومع ذلك لم يصمد الحقل الزراعي أمام القصف، وقال شفيعي: "كل يوم نسمع أخباراً عن هدنة محتملة، ولكن لا نرى إلا القصف والتدمير والقتل في اليوم التالي، لا أعرف إلى أين سنذهب". يُذكر أنه منذ أن بدأت إسرائيل حربها على حماس في عام 2023 لم تسمح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، ولهذا تعتمد DW على التحدث مع سكان غزة عبر الهاتف. إسرائيل تسمح بدخول مساعدات محدودة إلى القطاع أعلنت إسرائيل يوم الأحد (18/5/2025) أنها تخطط لرفع جزئي للحصار الإنساني الذي استمر11 أسبوعاً عن قطاع غزة تسمح بموجبه بدخول مساعدات إنسانية محدودة إلى القطاع . تسبب الحصار الإنساني في معاناة واحد من كل خمسة أشخاص في القطاع من الجوع. وقالت إسرائيل إن الحصار جزء من استراتيجية "الضغط الأقصى" التي تهدف إلى الإطاحة بحماس وإجبار الحركة الفلسطينية المسلحة على إطلاق سراح الرهائن الـ 58 المتبقين لديهم. شاحنات محملة بالمساعدات عبرت من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم إلى غزة يوم الاثنين. صورة من: Ronen Zvulun/REUTERS عبرت خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة يوم الإثنين، وفق وحدة COGAT التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية التي تشرف على المعابر بين إسرائيل وغزة، ومع ذلك لم يتضح بعد متى وأين ستوزّع المساعدات على أهالي القطاع. وقالت الأمم المتحدة (الثلاثاء 20/5/2025) إن إسرائيل وافقت على دخول 100 شاحبنة أخرى. المساعدات التي دخلت القطاع هي بمثابة "قطرة في محيط" على حدّ تعبير توم فليتشر، رئيس الإغاثة في الأمم المتحدة، بإشارة منه إلى شحّ المساعدات بالمقارنة مع ما هو مطلوب بشكل عاجل، وطالب فليتشر بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. انتشرت أخبار عديدة حول السماح بدخول كمية أساسية من الغذاء على نطاق واسع إلى غزة، ولكن قال رائد العثامنة الذي يعيش مع عائلته في غزة لـ DW: "من الجيد أن هناك شيء قادم، لكن لم نر أي تغيير حتى الآن". تحذيرات بإخلاء جماعي قبيل الهجوم الإسرائيلي واصل الجيش الاسرائيلي هجومه البري على غزة، وأعلنت يوم الأحد أن القوات البرية تعمل في مناطق متعددة من شمال وجنوب قطاع غزة كجزء من هجوم عسكري جديد أُطلق عليه اسم "عملية جدعون". وفي الأسبوع الماضي، أصدر الجيش الاسرائيلي تحذيرات بإخلاء بعض المناطق في غزة، بما في ذلك، حول مدينة خان يونس، ثاني أكبر مدن غزة، ومدينة رفح في الجنوب، بالإضافة إلى عدة أحياء في شمال غزة، وتقول إسرائيل إنها تصدر أوامر الإخلاء لنقل الفلسطينيين بعيداً عن مناطق الخطر. "عربات جدعون".. هل تطرد الفلسطينيين إلى خارج وطنهم؟ To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وقبل إصدار آخر تحذير إخلاء في خان يونس، كانت أكثر من ثلثي مساحة قطاع غزة تحت أوامر نزوح أو في مناطق مُعسكرات إسرائيلية، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، ووصف مسؤولون في الأمم المتحدة عمليات النزوح الجماعي للمدنيين في غزة بأنها جريمة حرب محتملة. كما أن الحصار الأخير الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة لاقى انتقادات دولية حادّة، فقال رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي كانت بلاده وسيطاً بين إسرائيلوحماس، إن تصرفات إسرائيل "غير المسؤولة والعدوانية تقوّض أي فرصة محتملة للسلام". ومن جانبه حذّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء كندا مارك كارني في بيان مشترك يوم الإثنين، قائلين: "لن نقف مكتوفي الأيدي"، كما هددوا باتخاذ إجراءات ملموسة إذا استمرت إسرائيل في منع دخول المساعدات إلى غزة. فلسطينيون يحملون أمتعتهم أثناء فرارهم من منازلهم بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بالإخلاء من مدينة خان يونس. صورة من: Hatem Khaled/REUTERS ليالي أهالي غزة هي الأشد قسوة فرّ رائد عثامنة وعائلته من بيت حانون القريبة من الحدود الإسرائيلية إلى جانب عائلات أخرى، وهي المرة الثانية التي ينزحون فيها، كانت المرة الأولى بعد أن شنت إسرائيل حربها ضد حماس رداً على هجمات الأخيرة في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023. يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. واليوم يعاني عثامنة وعائلته من دوّي الانفجارات، يتنقلون داخل شقتهم من زاوية إلى أخرى أملاً بالنجاة من القصف. قال العثامنة لـ DW عبر الهاتف: "نسمع دائماً أصوات طائرات F16 وهي تقصف، وأحياناً تضرب بالقرب منا لدرجة أن الأرض تهتز تحتنا"، وأضاف: "الليالي هي الأسوأ، نأمل فقط أن نصل إلى صباح اليوم التالي"، ويؤكد أنه وعائلته مرهقون من عدم قدرتهم على النوم. وفي اليوم التالي الشاق تقضي العائلة بقية يومها بالبحث عن الطعام، مما يستنفذ ما تبقى من طاقتهم. قال العثامنة: "لم نأكل الخبز منذ ثمانية أيام"، وأضاف: "تناولنا وجبة واحدة من العدس المطبوخ يوم الاثنين، ولكن الأطفال يطلبون مني المزيد من الطعام، فهم دائماً جائعون". إلى جانب كل هذه المعاناة تزدحم المدينة بالنازحين الهاربين من القصف الإسرائيلي، فيقول العثامنة إن الخيام أصبحت في كل مكان، وأضاف: "لا يعرف الناس إلى أين يذهبون بعد الآن". أعدته للعربية: ميراي الجراح. تحرير: عبده جميل المخلافي