
أ. د. خلف الطاهات : دعوات الحية: نداءات موت جماعي أم استعراضات إعلامية؟
في زمن المجازر، لا يحتاج الناس إلى خطب حماسية تزاحم ركام الموت بعبارات منفلتة من حسابات الواقع والعقل، بل يحتاجون إلى قيادات تحمي ما تبقى من الأرواح لا أن تقايضها على موائد الخطابة. لكن يبدو أن خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، لم يصله صوت أنين الجوعى في غزة، ولا صدى انفجار العظام تحت ركام البيوت، حين خرج في كلمة مصوّرة ليخاطب الشعوب العربية والإسلامية بدعوة تتجاوز حدود العبث السياسي، إلى حدود الانتحار الجماعي.
في خضمّ المجازر والمأساة الإنسانية المتواصلة في غزة، يطل الحية بموقف لا يقل كارثية عن مشهد الموت هناك، داعيا شعوب الدول المجاورة لفلسطين إلى "الزحف نحو فلسطين"، و"محاصرة السفارات الإسرائيلية"، و"قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية" مع تل أبيب، وكأن هذه الشعوب تملك رفاهية الانخراط في مغامرات تفتقر إلى أبسط أشكال العقلانية والخطة.
دعونا نكن واضحين، غزة اليوم لا تحتاج إلى شعارات تطلق من أبراج مشيدة بالمايكروفونات، بل تحتاج إلى فتح المعابر، وتفعيل الجسور الإنسانية، وضمان الحماية الدولية للمدنيين، وتأمين الغذاء والدواء والكرامة لمن تبقى تحت الحصار والقصف. أما مطالبة "الجماهير بالزحف" برا وبحرا نحو غزة، فهي ليست سوى دعوة مفتوحة للفوضى والدم، وربما تصفية حسابات على ظهور الشعوب التي لم تتعافَ أصلا من كوارثها.
وإذا كانت هذه التصريحات تأتي من منطلق الضغط السياسي، فإنها في حقيقتها ضغط على الشعوب لا على المحتل، ودعوة لصب الزيت على نار المأساة دون أدوات إطفاء، ودون حتى تصور عملي أو سياسي لما بعد هذا "الزحف". فهل المطلوب أن يترك الناس أعمالهم وحدودهم وحياتهم ليخوضوا مغامرة بائسة؟ وهل المطلوب من دول محاصرة اقتصاديا أن تقفل أبواب التجارة والاقتصاد المتبقي من أجل خطاب قد لا يحمي طفلا واحدا من الجوع في مخيم الشاطئ؟.
الأخطر في خطاب الحية أنه يُحمّل "علماء الأمة" مسؤولية قيادة هذه التعبئة، وكأن الأمانة الدينية أصبحت تفويضا بجر الجماهير إلى حتفها تحت راية الشعارات الحماسية. في حين أن المسؤولية الحقيقية للعلماء، إن كنا نتحدث عن أخلاق الإسلام وضرورات الحياة، هي حماية الإنسان، وتوجيه الحكام والشعوب نحو ما يُبقي الحياة، لا ما يحيلها إلى رماد.
الخطاب الذي نحتاجه اليوم هو خطاب النجاة، لا خطاب الهلاك. نحتاج إلى رؤية تضمن بقاء غزة حيّة، لا أن نزيد خنقها بتصريحات تزيد من عزلة قضيتها. نحتاج إلى قيادات تفهم أن الغضب لا يعني تهورا، وأن الغضب الحقيقي يترجم في المحافل الدولية، في قاعات المحاكم الدولية، في مقاطعة استراتيجية مدروسة، في كسر الحصار لا بكلمات مكرورة بل بخطوات ملموسة.
أما أن تلقى مسؤولية غزة على أكتاف الشعوب المنهكة، بينما تبقى القيادات تمسك بالميكروفون دون رؤية، فهذه ليست قيادة... بل هروب إلى الأمام على حساب دم الناس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ 37 دقائق
- سواليف احمد الزعبي
ساعات حاسمة: الكشف عن دور ترامب في خطة احتلال غزة
#سواليف بلغ التوتر بين المستويين السياسي والعسكري ذروته، إذ يُصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو على اتخاذ خطوة واسعة النطاق لاحتلال القطاع، بينما يُفضّل رئيس الأركان إيال #زامير والقيادة العسكرية خطةً أكثر مرونةً تتضمن تطويق مدينة #غزة وشن غارات مُحدّدة. فيما تتظاهر #عائلات #الاسرى #الإسرائيليين وتصرخ ضد التحرك العسكري الواسع النطاق: 'عودة المختطفين هي الصورة الوحيدة للنصر'. ومن المتوقع أن يُحذّر زامير في النقاش من أن احتلال القطاع، وخاصةً دون قرارٍ واضحٍ بشأن 'اليوم التالي'، قد يُصبح مُعقّدًا ويُؤدّي إلى نتيجةٍ مُعاكسةٍ لما تسعى إليه القيادة السياسية، بل إنه أخبر مُقرّبيه في الأيام الأخيرة أن 'احتلال القطاع سيُغرق إسرائيل في دوامةٍ من الفوضى'. وتتضمن الخطة المركزية لرئيس الأركان خمس نقاط رئيسية: اولا .حصار كامل – تطويق مدينة غزة والمخيمات المركزية لقطع المنطقة وعزل القتال. ثانيا. إطلاق نار كثيف – استخدام قوة نيران كبيرة وتجهيز المنطقة للدخول سيرًا على الأقدام. ثالثا .عمليات دخول مُدروسة – عمليات دخول مُستهدفة ومُراقبة على مدار الوقت، مع تقليل الخطر على حياة الاسرى وتقليل الأضرار التي تلحق بالجنود رابعاً .تؤكد الخطة على الاستغلال الأمثل لبنية الجيش، بالنظر إلى الاستنزاف في صفوف الجنود والتحديات في قدرة الأدوات. خامسا. محاولة تجنب الفخاخ – الحذر الشديد من التورط في عمليات عميقة في قلب مدينة غزة التي تعتبر مفخخة ومحملة بالعبوات الناسفة، مع منع أي ضرر محتمل للرهائن. خطة #نتنياهو: #احتلال_تدريجي من ناحية أخرى، يدعم رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يبدو أنه يفضل تحركًا واسع النطاق، خطة تهدف إلى احتلال القطاع بأكمله. ووفقًا لمخطط نتنياهو بحسب القناة 12 الإسرائيلية سيبدأ الجيش الإسرائيلي باحتلال مدينة غزة – وليس احتلال القطاع بأكمله دفعة واحدة. وقد تستمر خطة الاحتلال الكامل للقطاع لعدة أشهر وستشمل 4-6 فرق. سيتلقى سكان المدينة المركزية في القطاع، والذين يقدر عددهم بحوالي مليون شخص، أي نصف سكان القطاع، إشعار إخلاء منظم. دور إدارة ترامب في الكواليس في الوقت نفسه، من المتوقع أن توفر إدارة ترامب غلافًا إنسانيًا يسمح بنقل السكان إلى مناطق في وسط القطاع. هذا حدث لوجستي من الطراز الأول، ومن المتوقع أن يستمر لعدة أسابيع. ستُضطر المؤسسة العسكرية إلى إنشاء بنية تحتية مدنية مؤقتة لاستيعاب النازحين قبل بدء العملية البرية. تشمل الاستعدادات المدنية بناء مستشفيات مؤقتة، ومجمعات خيام أو قوافل، وإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية. لمعالجة مشكلة الجوع في غزة، من المتوقع أن تزيد إدارة ترامب عدد مراكز توزيع الغذاء من أربعة مراكز حاليًا إلى ستة عشر مركزًا. ومن المتوقع أن يخصص الرئيس حوالي مليار دولار، بعضها أمريكي وبعضها ممول من دول أخرى. ستُمكّن هذه الأموال من إنشاء مراكز توزيع جديدة في وسط القطاع، بهدف قطع المساعدات الإنسانية عن آليات حماس وضمان التوزيع المباشر للمدنيين. بالتوازي مع التحرك العسكري، ستُطرح فكرة ضم الشريط الأمني الذي سيطرت عليه إسرائيل منذ بداية #الحرب، والمتاخم للسياج الحدودي – للنقاش في مجلس الوزراء. وتشير المؤشرات إلى أنه يجري بحث إمكانية جعل السيطرة عليه دائمة. تتطلع إسرائيل بحسب القناة العبرية أن يُضعف سقوط مدينة غزة، رمز حكم حماس، من عزيمتها، ويسمح بالتوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن.


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
طلاء أحمر وعبارات معادية على مدخل مكتب شركة الطيران الإسرائيلية في باريس
غطّي مدخل مكتب شركة الطيران الإسرائيلية "إل عال" في باريس بطلاء أحمر وعبارات معادية ليل الأربعاء الخميس، في عمل وصفته إسرائيل بـ"الهمجي". وشاهد مراسلون لوكالة فرانس برس صباح الخميس عبارات مثل "فلسطين حيّة، النصر لفلسطين" أو "تبّا للصهيونية" أو "خطوط إل عال الجوّية للإبادة" على الجدران المحيطة بمدخل المبنى الذي يضمّ مكتب الشركة في شارع توربيغو (الدائرة الثالثة) في وسط العاصمة الفرنسية. ورشّت الواجهة والأرضية بطلاء أحمر. وندّدت وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف في منشور على "اكس" بـ"عمل همجي وعنيف ضدّ إل عال". وقالت "اليوم إل عال، وغدا اير فرانس. فهذه هي النتيجة عندما يعلن الرئيس الفرنسي ماكرون عن هدايا لحماس"، في إشارة إلى إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نيّة بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر في الأمم المتحدة. وقصد السفير الإسرائيلي في فرنسا جوشوا زاركا مقرّ الشركة في باريس ظهر الخميس. وصرّح للإعلام "إنه عمل إرهابي لأن الهدف منه الإرهاب، إرهاب موظّفي إل عال وإرهاب المواطنين الإسرائيليين وتخويفهم وجعلهم يشعرون بأنه غير مرحّب بهم". ونقلت القناة الإسرائيلية "ان 12" عن شركة الطيران قولها إن "الحادثة وقعت عندما كان المبنى خاليا ولم تشكّل أيّ خطر على الموظّفين". وأعلنت الشركة أن "إل عال ترفع بفخر العلم الإسرائيلي على الجزء الخلفي من طائراتها وتندّد بالعنف في كلّ أشكاله، لا سيّما ذاك القائم على معاداة السامية". وفي مطلع حزيران/يونيو، رُشّت عدّة مواقع يهودية في باريس بطلاء أخضر. واعتقل ثلاثة صربيين ووضعوا في الحبس للاشتباه في أنهم أقدموا على فعلتهم خدمة لمصالح قوّة خارجية يرجّح أن تكون روسيا. اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 61258 فلسطينيا، وفق أحدث حصيلة أصدرتها وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس.


الغد
منذ 3 ساعات
- الغد
غزة: مسار التفاوض مسدود رغم الزخم الدبلوماسي
محمد الكيالي على الرغم من التحركات النشطة واللقاءات المتلاحقة التي تشهدها عواصم إقليمية ودولية، فإن جهود الوساطة الرامية، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة، ما تزال تراوح مكانها. اضافة اعلان فالمسارات الثلاثة المطروحة، برغم زخمها الظاهري، تتحرك على نحو متواز ومنفصل، ما يعكس غياب التنسيق والتكامل بين الأطراف الفاعلة، ويُفقد العملية التفاوضية، أي قوة دفع حقيقية باتجاه تسوية شاملة أو حتى جزئية. وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية اليسارية في تقرير لها أمس، إلى أن المسار الأول تقوده مصر وقطر، وقد انضمت إليه مؤخرًا تركيا، في إطار وساطة تقليدية تستند للعلاقة المباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية - حماس. وقد استضاف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وفدًا من حماس برئاسة محمد درويش، في خطوة فسّرتها بعض الأوساط، بأنها محاولة لكسر الجمود وتفعيل القناة الإقليمية التقليدية التي نجحت سابقًا في إبرام تفاهمات محدودة. أما المسار الثاني، فتتولاه الولايات المتحدة الأميركية، عبر مبعوثها ستيف ويتكوف، في محاولة لصياغة مقترحات أكثر مرونة، تستجيب لمخاوف الطرفين. غير أن هذا المسار يتأثر بمناخ الانتخابات النصفية المرتقبة في العاصمة الأميركية واشنطن، إذ بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذرًا في تصريحاته، برغم نبرته التهديدية تجاه حماس. في حين يتحرك المسار الثالث بقيادة سعودية- فرنسية مدعومة أوروبيًا، في اتجاه مختلف تمامًا، إذ يسعى لطرح حل سياسي، يتضمن اعترافًا بدولة فلسطينية، وتشكيل إدارة جديدة لغزة من دون مشاركة حماس، وهو ما يرفضه الكيان رفضًا قاطعًا، ويصفه بأنه "مكافأة للإرهاب". الاحتلال يعيق التقدم في المفاوضات من هنا، قال الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، إن الكيان يشهد انقساما حادا في المواقف حيال المسار التفاوضي بشأن غزة، بين تيار يميني متشدد يرفض أي توجه نحو التسوية السياسية، في مقابل أصوات داخل المؤسسة العسكرية خصوصا بين الجنرالات، تدفع باتجاه حل سياسي للخروج من الأزمة. وأوضح أبو زيد، أن المعضلة الأساسية تكمن في أن أي قبول بالتفاوض في ظل حالة التراجع العسكري للكيان، مقابل تصاعد قوة المقاومة، يعد بمنزلة هزيمة أو فشل سياسي وعسكري للحكومة، وهو ما يفسر التصعيد المتواصل في خطابه الإعلامي، وارتفاع حدة التصريحات من قِبل وزراء فيه، كوزيري التراث والطاقة اللذين يطالبان باستمرار العملية العسكرية بأي ثمن. وأضاف، أن قادة الكيان الصهيوني، يدركون بأن القبول بأي مسار تفاوضي من دون تحقيق نجاحات ميدانية ملموسة يمكن الترويج له إعلاميا، سيقوض موقفهم السياسي. كما أن فشل الحملات العسكرية الثلاث الأخيرة: "السيوف الحديدية" و"الأسوار الحديدية" و"عربات جدرعون" في تحقيق أهدافها، يضاعف من مأزق الكيان ويضعف من أوراقه التفاوضية. وعن المسارات الخارجية، يرى أبو زيد، أن الرغبة الإقليمية والدولية في الدفع نحو التسوية، ما تزال قائمة، ولا توجد مؤشرات حقيقية على محاولات لعرقلة التفاوض. مضيفا "لكن التعقيدات الداخلية للاحتلال تلقي بظلالها الثقيلة على هذا المسار". مبينا أن واشنطن لم تعد تلعب دور الوسيط المحايد، بل تحولت لمفاوض بالنيابة عن الاحتلال، وتسعى لإنقاذه من الورطة السياسية والعسكرية التي يواجهها، في ظل اهتزاز الائتلاف الحكومي اليميني. ولفت إلى أن المبادرات الأميركية، باتت تركز على نزع سلاح المقاومة، كشرط أساسي للتسوية، في إطار تسوية تفصل على مقاس الكيان، مؤكدا أن غياب موقف موحد بين الفصائل الفلسطينية، خصوصا بين حركة فتح وباقي الفصائل المقاتلة في غزة، من أبرز معوقات التقدم في المفاوضات. وبيّن أن السلطة الفلسطينية، تخشى من بروز المقاومة كطرف منتصر، لما لذلك من تداعيات سلبية على موقعها في الضفة الغربية. مشيرا إلى أن أركانا فيها يصدرون تصريحات تشوش على المسار التفاوضي، كمطالبة المقاومة بتسليم سلاحها أو تسليم الأسرى، أو حتى نقل الملف برمته للجامعة العربية، وهي طروحات تعكس رغبة ضمنية، في تفريغ المقاومة من مكاسبها السياسية والميدانية. وشدد أبو زيد على أن المؤشرات الراهنة، لا تنبئ بحل عسكري حاسم، وإن الطريق الوحيد المتاح حاليا هو المسار الدبلوماسي، برغم ما يواجهه من عوائق داخلية لدى الفلسطينيين والكيان. الحرب لتحقيق أهداف أيديولوجية بدوره، رأى المحلل السياسي جهاد حرب، أن المسارات التفاوضية المتعلقة بقطاع غزة، تعيش حالة من الجمود، نتيجة التباين الحاد بين التوجهات الإقليمية والدولية، خصوصا بين المقاربة الأميركية المنحازة لسياسات الكيان والرؤية الدولية الأوسع التي تدفع باتجاه حل جذري للصراع. وأوضح حرب، أن الولايات المتحدة تتبنى مقاربة تهدف للسيطرة على غزة بعد الحرب، إما عبر مؤسسات دولية أو بإقصاء الفلسطينيين عن أي دور في إدارة القطاع، وهو ما يتقاطع مع توجهات الاحتلال. في المقابل، وفق حرب، يدعو التيار الدولي الأوسع لحل شامل ينطلق من إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، باعتبار ذلك السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. وفي تحليله لأسباب تعثر المفاوضات، حمّل حرب حكومة الاحتلال وتحديدا رئيسها المتطرف بنيامين نتنياهو؛ المسؤولية عن إفشال المسارات التفاوضية، مشيرا إلى أن الأخير يتبنى نهجين متوازيين: الأول يتمثل بإطالة أمد الحرب لضمان بقائه السياسي، وهو ما نجح بتحقيقه خلال العامين الماضيين، والثاني يتعلق بتحقيق أهداف أيديولوجية لحكومته اليمينية المتطرفة، تقوم على منع أي كيان سياسي فلسطيني يمتد بين النهر والبحر. وأضاف، أن هذا التوجه يتجلى في السياسات الرامية للتطهير العرقي الممنهج، وفرض هيمنة عرقية يهودية على كامل الجغرافيا الواقعة بين النهر والبحر، وهو ما يفسر سعي الاحتلال المدعوم أميركيا، لتنفيذ عمليات تهجير واسعة من قطاع غزة، في سياق معركة ديموغرافية يسعى الاحتلال عبرها لتقليص عدد الفلسطينيين وزيادة التفوق السكاني اليهودي في المنطقة. وأشار حرب، إلى أن أدوات هذا المشروع لا تقتصر على العمليات العسكرية، بل تمتد إلى وسائل غير مباشرة، من أبرزها التجويع والحصار في غزة، والقيود الاقتصادية والاجتماعية المشددة في الضفة، إضافة لتصاعد اعتداءات المستوطنين التي تدفع باتجاه التهجير القسري للسكان من مناطق "ج" إلى "أ" و"ب". وشدد على أن هذه الإستراتيجية، برغم أنها قد تستغرق وقتا أطول، لكن اليمين المتطرف في الكيان، يراها أداة ناجعة لترسيخ السيطرة على الأرض، وتفريغها تدريجيا من الوجود الفلسطيني، بما يخدم مشروعه الاستيطاني والتهويدي على المدى البعيد. اقرأ المزيد : 20 شهيدا وعشرات الجرحى بانقلاب شاحنة على طالبي مساعدات بغزة