
المبعوث الأممي إلى اليمن: ندرك أهمية دعوات الجنوبيين للاستقلال أو تقرير المصير وقضية الجنوب محورية
في هذا الحوار الخاص والحصري لمركز سوث24 للأخبار والدراسات، يتطرق المبعوث الأممي إلى رؤيته لمعالجة الملفات الأكثر إلحاحاً، بدءاً من وقف إطلاق النار الشامل، وصولاً إلى وضع خارطة طريق تُمكّن الأطراف من تجاوز حالة الجمود السياسي. كما يتناول المبعوث الأممي قضية الجنوب ومطالب السكان هناك في الاستقلال أو تقرير المصير، مؤكداً أن أي عملية سياسية جادة يجب أن تكون شاملة.
ووفقا لـ غروندبرغ فإنّ مطالب الجنوبيين 'تعكس مظالم متجذّرة ورغبة في تمثيل سياسي أوسع'، مشيرا إلى أنّ 'معالجة هذه التطلعات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمسار السياسي العام في اليمن وبترتيبات الحكم المستقبلية.'
وفي ظل التصعيد الإقليمي لجماعة الحوثيين في البحر الأحمر والهجمات المتبادلة مع إسرائيل حذر غروندبرغ من أنّ هناك 'خطر حقيقي من أن يتحول اليمن إلى ساحة صراع للتجاذبات الجيوسياسية الأوسع'. معتبرا أنّ 'الحرب المدمرة في غزة والاضطرابات الإقليمية ما زالت تقوّض آفاق السلام والاستقرار في اليمن.'
ويؤكد غروندبرغ، خلال المقابلة، على أهمية إشراك منظمات المجتمع المدني، ولا سيما الشباب والنساء، في صياغة مستقبل اليمن السياسي، مشيراً إلى أن إقصاء هذه الفئات لن يؤدي إلا إلى فشل أي عملية تفاوضية.
ووجه غروندبرغ رسالة لليمنيين كافة، حاثاً إياهم على التمسك بالأمل والإرادة لتجاوز الانقسامات، والتطلع نحو مسار سياسي جديد يحقق السلام والاستقرار الذي طال انتظاره.
تم تعيين هانس غروندبرغ مبعوثًا خاصًّا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في 6 أغسطس 2021، وأعلن الأمين العام أنطونيو غوتيريش هذا التعيين في ذلك التاريخ، وتولّى رسميًا مهام منصبه في 5 سبتمبر 2021.
نص الحوار..
1. في ظل التصعيد في غزة، إلى أي مدى أثرت الصراعات والتوترات الإقليمية على جهودكم في اليمن، خصوصاً مع ازدياد تداخل الملفات الإقليمية؟
إن الحرب المدمرة في غزة والاضطرابات الإقليمية ما زالت تقوّض آفاق السلام والاستقرار في اليمن. ما يجري هناك زاد من تعقيد المشهد المتشابك أصلاً الذي نتعامل معه في اليمن. وقد برز ذلك بوضوح مع التصعيد في البحر الأحمر منذ نهاية عام 2023، بما في ذلك هجمات أنصار الله والضربات عبر الحدود بين أنصار الله وإسرائيل. وكذلك غرق سفينتي Eternity C وMagic Seas في مطلع يوليو، وما خلّفه من سقوط ضحايا مدنيين، كله يذّكر بمدى خطورة الوضع.
هذه التطورات كلها تؤثر في حسابات الأطراف اليمنية وخياراتها المقبلة. وهناك خطر حقيقي من أن يتحول اليمن إلى ساحة صراع للتجاذبات الجيوسياسية الأوسع، وهو أمر لا يريده اليمنيون ولا يستحقونه.
مع ذلك، ما زلت مقتنعاً بأن الحل الدبلوماسي ممكن. لقد رأينا تجارب تثبت ذلك، ومنها وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله الذي لعبت عُمان دوراً في تسهيله.
ومن خلال محادثاتي مع الفاعلين الإقليميين، هناك اتفاق واضح على أن التسوية التفاوضية وحدها هي التي يمكن أن تحقق سلاماً دائماً في اليمن وتوفّر الضمانات الأمنية المطلوبة على مستوى المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر.
2. في إحاطتك السابقة أمام مجلس الأمن، تحدثت عن رؤية مشتركة بين الأطراف اليمنية لعملية سياسية. ما أبرز ملامح هذه الرؤية؟ هل تتضمن اتفاقاً على هيكل الدولة أو الترتيبات الانتقالية؟ وما مدى واقعية فكرة خارطة الطريق؟ وهل تُظهر الأطراف إرادة سياسية حقيقية للمضي فيها؟
ما طرحته أمام مجلس الأمن كان جليّاً، نحن بحاجة إلى مضاعفة الجهود لمنح اليمن بديلاً حقيقياً للحرب ومخرجاً من حالة الجمود الراهنة.
الأطراف تتفق على بعض الأولويات الرئيسية، مثل الحاجة إلى وقف إطلاق نار شامل، وانفراجة اقتصادية، وعملية سياسية جامعة. لكن ما زالت هناك فجوات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الحساسة مثل هيكل الدولة وكيفية إدارة المرحلة الانتقالية. هذه ليست أسئلة سهلة، ويجب معالجتها عبر الحوار، بدءاً بخطوات تبني الثقة وتفتح المجال لمناقشات أعمق.
إعلان أنصار الله الأخير عن سك عملات معدنية من فئة 50 ريالاً وطباعة أوراق نقدية جديدة من فئة 200 ريال هو مجرد مثال على مدى تفكك المشهد الاقتصادي. ويُظهر مدى إلحاح الحاجة إلى التنسيق بدلاً من العمل بشكل منفرد.
أما عن خارطة الطريق، فهي ليست واقعية فقط، بل ضرورية. فهي تبني على المجالات التي شهدنا فيها قدراً من التوافق. وهي ليست اتفاقاً نهائياً، بل مساراً يقود نحوه، وتعكس ما يطالب به العديد من اليمنيين.
ولكن لإنجاحها، نحن بحاجة إلى أكثر من مجرد كلمات. الأمر يتطلب إرادة سياسية، وتقديم تنازلات، والتخلي عن عقلية المحصلة الصفرية. كما يتطلب معالجة شواغل الأطراف الإقليمية. لقد رأينا ما يمكن تحقيقه: فتح الطرق في الضالع، إطلاق سراح أسرى، وانخفاض وتيرة المواجهات على الجبهات. هذه خطوات صغيرة، لكنها مهمة وتُظهر أن التعاون قادر على تحقيق نتائج ملموسة.
3. هل تستعدون لدعوة الأطراف إلى جولة جديدة من المشاورات السياسية؟ وما الشروط التي ترونها ضرورية لنجاح مثل هذا الحوار، خاصة في ظل انعدام الثقة العميق بين مختلف الفصائل اليمنية؟
نحن على جاهزية كاملة لدعم الأطراف متى ما أظهروا استعدادهم للمضي قدماً. ينصب تركيزي حالياً على تشجيع الخطوات العملية التي يمكن أن تجعل الحوار أكثر فاعلية وتؤدي إلى نتائج دائمة.
نعم، التوقيت مهم، لكن البيئة التي تُعقد فيها المحادثات لا تقل أهمية. نحن بحاجة إلى تخفيف حدة التوترات، وضبط النبرة الخطابية، وإبداء رغبة حقيقية للوفاء بالالتزامات السابقة.
أنا وفريقي على تواصل منتظم مع جميع الأطراف لدعم إعادة الانخراط عبر المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية، وذلك للمحافظة على الزخم وتمهيد الطريق للمفاوضات.
4. هل لديكم رؤية لحل القضية الجنوبية؟ وكيف تتعامل الأمم المتحدة مع دعوات الجنوبيين للاستقلال أو تقرير المصير؟
أنا أدرك أهمية دعوات الجنوبيين للاستقلال أو تقرير المصير. هذه المطالب تعكس مظالم متجذّرة ورغبة في تمثيل سياسي أوسع. أُدرك أن معالجة هذه التطلعات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمسار السياسي العام في اليمن وبترتيبات الحكم المستقبلية. كما أنني أعي أن القضية الجنوبية لا يمكن تناولها بمعزل عن بقية القضايا. إنها مسألة محورية ينبغي التعامل معها من خلال عملية سياسية.
من منظور الأمم المتحدة، فإن التعامل مع القضية الجنوبية وشكل الدولة يستند إلى مبدأ أن النتائج يجب أن يقررها اليمنيون أنفسهم عبر حوار شامل. خارطة الطريق لا تستبعد هذه القضايا، لكن متوقع بأن تُطرح بشكل جاد بمجرد انطلاق العملية السياسية.
دور ومهام مكتبي يتمثلان في دعم اليمنيين على إدارة عملية انتقالية سلمية، جامعة ومنظمة، وفي تنفيذ أي اتفاقات يتوصلون إليها.
هذه العملية تتيح لليمنيين، بمن فيهم الجنوبيون، التعبير عن تطلعاتهم ورؤاهم والمساهمة في صياغة مستقبلهم المشترك.
يتواصل مكتبي في عدن، إلى جانب فريقي، بانتظام مع المجلس الانتقالي الجنوبي وطيف واسع من الفاعلين الجنوبيين في مختلف المحافظات، بما في ذلك الأصوات السياسية والمدنية والقبلية. هذه اللقاءات جزء من مشاوراتنا الأوسع مع جميع الأطراف اليمنية. ونحن نعتبر هذه الانخراطات ضرورية لضمان أن أي عملية سياسية مستقبلية تعكس واقع اليمن، بما في ذلك المظالم والتطلعات طويلة الأمد للجنوب.
5. ما مدى التزامك بضمان إشراك منظمات المجتمع المدني – وخاصة الشباب والنساء – في العملية السياسية؟
أنا ملتزم تماماً بضمان أن يكون المجتمع المدني، وخاصة النساء والشباب، جزءاً من العملية السياسية. فالإشراك ليس مجرد شعار أو إجراء شكلي؛ بل هو أمر أساسي لتحقيق سلام حقيقي ودائم. النساء والشباب تحملوا الجزء الأكبر من أعباء هذا الصراع، وهم يستحقون بكل تأكيد أن يكون لهم مقعد على الطاولة للمشاركة في رسم ملامح المرحلة القادمة .
خلال زيارتي الأخيرة إلى عدن، التقيت عدداً من ممثلي المجتمع المدني، بينهم قيادات نسائية من أحزاب سياسية ومكونات أخرى. تحدثوا بوضوح عن التحديات التي يواجهونها، من تدهور الخدمات العامة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، وشاركوا رؤى قوية حول مستقبل اليمن. لقد ألهمتني عزيمتهم على المساهمة في إيجاد الحلول، وأكدت ذلك قناعتي بأن أي عملية سياسية جادة يجب أن تعكس أصوات وقيادة النساء والشباب في مختلف أنحاء البلاد.
لقد أجرى مكتبي مشاورات مكثّفة مع مئات من أصحاب المصلحة اليمنيين من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، بمن فيهم النساء والشباب وزعماء القبائل والفئات المهمشة، وذلك عبر نقاشات مركّزة وحملات تواصل. وقد قمنا بذلك داخل اليمن وخارجه، عبر مزيج من اللقاءات المباشرة والافتراضية.
وبالمثل، نستمر في الانخراط مع منظمات المجتمع المدني التي تقودها نساء والتي تركز على قضايا النساء لضمان أن تسهم رؤاهم في صياغة كل من جدول الأعمال والعملية نفسها.
وفي وقت سابق من هذا العام، نظم مكتبي سلسلة من الحوارات السياسية في عدن مع ممثلي المجتمع المدني من مختلف المحافظات، بما في ذلك لحج وأبين والضالع وشبوة. جمعت هذه الحوارات ممثلين عن منظمات محلية، ومجموعات نسائية، ونشطاء من الشباب، ومؤثرين، وغيرهم من الفاعلين الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، بهدف تعزيز التواصل مع أصحاب المصلحة المحليين والاستفادة من رؤاهم حول القضايا الجوهرية التي تؤثر على مسار البلاد نحو السلام.
ستواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى آليات شاملة ودعمها بما يضمن أن يكون لممثلي المجتمع المدني، وخاصة النساء والشباب، دور في صياغة مستقبل اليمن. وفي نهاية المطاف، فإن أي عملية سياسية تستبعد نصف السكان ليست مجرد أمر غير عادل، بل ببساطة لن تنجح.
6. ما الرسالة التي تود إيصالها للشعب اليمني ولأصحاب المصلحة عبر هذه المقابلة مع مركز سوث24؟
أشكركم على إتاحة هذه الفرصة.
أعلم أن الكثير من اليمنيين قد سئموا – سئموا من الانتظار، ومن حالة عدم اليقين، ومن الوعود التي لم تتحقق. ومع ذلك، ما زال الأمل قائماً. فالسلام ما زال ممكناً. بصفتي المبعوث الخاص، أحمل معي صدى ما سمعته من اليمنيين من قصصٍ وإحباطاتٍ وآمالٍ في جميع أنحاء البلاد وخارجها. ما زلت ملتزماً بهذا الجهد، وبالانخراط الصادق، وببذل كل ما وسعي للمساعدة في تهيئة الطريق للمضي قدماً. طريق يعكس كرامة الشعب اليمني وقوته وتطلعاته.
اليمن لم يعد يحتمل مزيداً من التشرذم أو الجمود السياسي. فالثمن ليس مجرد فكرة نظرية، بل تتجلى في تفاقم المعاناة، وتدهور الاقتصاد، وتآكل ثقة الناس.
قد لا تكون هناك لحظة مثالية لاتخاذ قرارات سياسية جريئة، لكن المسؤولية تقتضي تغيير المسار: تقديم المصلحة الوطنية فوق الحسابات الضيقة، وتهيئة المجال لحوار شامل، والانتقال من حالة الجمود إلى مسار سياسي قابل للتطبيق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ ساعة واحدة
- حضرموت نت
'من ينقذ من ينقذون؟ صوت عاجل من قلب مأرب'
في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في اليمن، وخصوصًا في محافظة مأرب — التي استقبلت ما يزيد عن 62% من النازحين في الجمهورية — تم تنظيم فعالية احتفائية خاصة باليوم العالمي للعمل الإنساني، برعاية منتدى الإغاثة والبناء (CRB) بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومركز الإعلام الإنساني (HMC)، وذلك تحت شعار: 'تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية'. 85.10.193.41 الحدث، الذي حضره عدد كبير من القيادات المحلية والمنظمات الدولية والمحلية، لم يكن مجرد فعالية روتينية، بل رسالة إنذار مبكر من الأرض، تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية وسط تراجع التمويل الدولي، وتراجع الدعم الإنساني، وتصاعد التحديات الأمنية والسياسية التي تفرضها مليشيا الحوثي الإرهابية. تفاصيل الفعالية وبيانات صادمة: الوضع الإنساني في مأرب: كارثة تنتظر تدخلًا عالميًا أكد الدكتور عبدربه مفتاح، وكيل محافظة مأرب، أن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام يأتي وسط ظروف استثنائية التعقيد، حيث تواجه مأرب تحديات متزايدة، لا سيما في ظل: نقص التمويل الإنساني الحاسم . . محاولات الحوثيين لعرقلة الوصول للمساعدات . . استهداف العاملين الإنسانيين . . استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية وعسكرية. وقال مفتاح: 'السلطة المحلية لن تمل من تقديم الحماية والدعم، لكننا نحذر من خطورة حرف العمل الإنساني عن مساره، واستخدامه كأداة سياسية لا إنسانية.' أكثر من 3 مليون نازح في مأرب.. والعالم يُعرض عنهم أوضح المتحدثون في الفعالية أن أكثر من 3 مليون نازح وجدوا في مأرب ملاذًا أمنًا، بعد أن شردتهم الحروب، وطردهم الحوثيون من مناطقهم. ومع ذلك، فإن الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، إذ: تتراجع التدخلات الإنسانية بشكل مخيف . . تتزايد حالات الجوع والعوز الغذائي . . تظهر مؤشرات على وشك وقوع كارثة مجاعة. إحصائيات صادمة من الأمم المتحدة: 383 عاملًا إنسانيًا قُتلوا حول العالم خلال سنة ونصف، بسبب استهدافهم أثناء أداء عملهم الإنساني. خلال سنة ونصف، بسبب استهدافهم أثناء أداء عملهم الإنساني. 62% من النازحين في اليمن يعيشون في مأرب . . أكثر من 17 مليون يمني يحتاجون للمساعدات الإنسانية. كلمات ملهمة ونداء عاجل: أكد عزالدين مثقال، المدير التنفيذي لمنتدى الإغاثة والبناء (CRB)، على أن الجهود المبذولة رغم التحديات الكبيرة، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى مضاعفة التمويلات والدعم الدولي، لسد الفجوة المتفاقمة في الخدمات الأساسية. من جانبه، وجه راشد الدبعي، ممثل مكتب أوتشا، نداءً عاجلًا للشركاء الدوليين بالالتزام بمبادئ العمل الإنساني، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، مع حماية العاملين الإنسانيين. وقال: 'العمل الإنساني ليس خيارًا، بل التزام أخلاقي. نحن نتحدث عن أرواح، لا أرقام.' كلمة مؤثرة من الشجني والقيسي: أكد عبدالحكيم القيسي، مدير مكتب الشؤون الاجتماعية، وخالد الشجني، ممثل الوحدة التنفيذية، أن مأرب أصبحت رمزًا للصمود الإنساني، لكنها بحاجة إلى دعم أكبر. وأشارا إلى أن الوضع الإنساني في مأرب يشهد تدهورًا مستمرًا، مع تراجع التدخلات الدولية، ما يعرض النازحين لخطر الجوع والمرض والموت البطيء. وقال القيسي: 'هذا اليوم ليس للاحتفاء فقط، بل للاستغاثة. من سينقذ هؤلاء الأبرياء؟' تكريم الشركاء الإنسانيين: في ختام الفعالية، تم تكريم عدد من المنظمات والمكاتب الحكومية والدولية التي ساهمت بفاعلية في دعم العمل الإنساني في مأرب، ما يعكس أهمية الشراكة الإنسانية في مواجهة الكارثة الإنسانية.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
أكد رفض بلاده لمشروع استيطاني يقسم الضفة الغربيةملك الأردن يتمسك بحل الدولتين
عبّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء عن رفض بلاده خطة الإستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية في المنطقة المسماة E1 والتي تقسم الضفة الغربية إلى شطرين، مشددا على أنه لا بديل عن حل الدولتين. وتضمن بيان صادر عن الديوان الملكي أن الملك عبد الله أكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "رفض الأردن للتصريحات الإسرائيلية حول رؤية إسرائيل الكبرى وخطط ترسيخ احتلال غزة وتوسيع السيطرة العسكرية عليها، وللإجراءات أحادية الجانب في الضفة الغربية، ومنها خطة الاستيطان بمنطقةE1". وأكد الملك على أن "السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة هو حل الدولتين"، مشيرا إلى "أهمية نية فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة في سبيل تقديم المزيد من الدعم للشعب الفلسطيني والعمل لتحقيق الاستقرار في الإقليم". يأتي ذلك بعد أن أقرت إسرائيل الأربعاء مشروعا استيطانيا شرق القدس من شأنه فصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها على الرغم من تحذير المجتمع الدولي من أنه سيقوض فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا بعاصمتها القدس الشرقية. وبموجب القانون الدولي، تعتبر جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير قانونية. يعيش في الضفة الغربية نحو ثلاثة ملايين فلسطيني، الى جانب نحو 500 ألف مستوطن إسرائيلي.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
حزب كردي يطالب بحوار برلماني مع أوجلان
طالب حزب تركي مؤيد للأكراد بتخصيص إحدى جلسات لجنة برلمانية تعمل على وضع الأساس القانوني لحل «حزب العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، للاستماع إلى آراء الزعيم التاريخي لـ«الحزب» عبد الله أوجلان. وقالت نائبة رئيس المجموعة البرلمانية لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، غولستان كيليتش كوتشيغيت، إنه من الضروري الاستماع إلى آراء أوجلان، المسجون حالياً، ومقترحاته، من جانب «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» في البرلمان. غولستان كيليتش كوتشيغيت (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس) وأكدت كوتشيغيت، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، سبق انعقاد الجلسة الخامسة للجنة، أهمية مساهمة من عانوا خلال الصراع وفقدوا أحباءهم في هذه العملية وبذلوا جهودهم لإيجاد حلول واتخذوا موقفاً مُؤيّداً للحل، بالتعبير عن آرائهم بصراحة وصدق في هذا الشأن. واستمعت اللجنة في جلستها الخامسة إلى ممثلين عن جماعتَيْ «أمهات السلام» و«أمهات السبت»، وهما جماعتان تضمان أمهات من أكراد جنوب شرقي تركيا فقدن أبناءهم أو أزواجهن أو إخوانهن في الصراع بين «العمال الكردستاني» والدولة، أو اختفوا قسراً ولم يُعثر عليهم. ووجّهت المتحدثات خلال الجلسة انتقادات لممارسات الحكومات المتعاقبة بين عامي 1995 و2019، وعدم مساءلة الوزراء والمسؤولين الذين شهدت فتراتهم عمليات اعتقالات وتعذيب وإخفاء قسري. «أمهات السبت» يواصلن اعتصامهن الأسبوعي في ديار بكر منذ 7 سنوات (إعلام تركي) وجماعة «أمهات السبت» جماعة نشأت في ديار بكر، جنوب غربي تركيا، من أمهات فقدن أبناءهن، ويعقدن منذ سنوات تجمعات أمام مبنى فرع حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، ومن قبل حزب «الشعوب الديمقراطية»؛ طلباً للدعم من أجل الكشف عن مصير أبنائهن. كما استُمع إلى ممثلي عدد من المنظمات الحقوقية، منها «جمعية حقوق الإنسان» التركية، وجمعيات مدنية ناشطة في هذا المجال. وشدّدت كوتشيغيت، وهي عضو اللجنة البرلمانية أيضاً، على أنه لا يمكن بناء مجتمع ديمقراطي إلا بقوانين ديمقراطية، مضيفة: «نتحدث عن حلّ القضية الكردية بالوسائل الديمقراطية، ولكن عندما ننظر إلى ممارسات السلطة، نرى صورة معاكسة. نود تسليط الضوء على العمليات التي تستهدف الحكومات المحلية من خلال التحقيقات والاعتقالات في البلديات التي يديرها حزب (الشعب الجمهوري)، التي بدأت في إسطنبول يوم 19 مارس (آذار) الماضي، وما زالت مستمرة». انتقدت النائبة الكردية حزب «الجيد» القومي المعارض، الذي نشر نائبه في أنقرة، يوكسل أرسلان، ادعاءات بشأن عمل اللجنة البرلمانية وأسباب مقاطعة حزبه لها. وزعم أرسلان، عبر حسابه على منصة «إكس»، أن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» تقدم بمطالب إلى اللجنة البرلمانية تُكرّس الانفصالية، وتُعدّ «مشروع خيانة» ضد الجمهورية التركية. Biz Komisyona Neden Katılmadık?DEM'in Komisyondan Talepleri Şunlarmış:1. Kürtlere özerklik verilsin!2. «Türk Milleti» yerine etnik kökenler Anayasa'da belirtilsin!3. Doğu ve Güneydoğu'ya vali atanmasın!4. Kürt ordusu kurulsun!5. Kürdistan'ın İç-Dış. İşleri Bakanları olsun!... — Yüksel Arslan (@ArslanYuksel06) August 19, 2025 وذكر أرسلان أن من بين هذه المطالب منح الأكراد حُكماً ذاتياً، وتحديد القوميات في الدستور بدلاً من «الأمة التركية»، وعدم تعيين ولاة في مدن شرق وجنوب شرقي تركيا، وإنشاء جيش كردي، وتعيين وزيرَيْ داخلية وخارجية لكردستان، وجعل اللغة الكردية لغة رسمية، وضمان عودة أعضاء «حزب العمال الكردستاني»، في جبل قنديل والمعسكرات الأخرى وفي أوروبا، بأعداد كبيرة إلى تركيا. وأكد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، في بيان، أن الادعاءات التي نشرها نائب حزب «الجيد» في أنقرة، يوكسل أرسلان، على وسائل التواصل الاجتماعي أكاذيب مُتعمّدة لا أساس لها من الصحة، ولم يُناقشها حزب «الديمقراطية» في اللجنة، وأن ما تُسمى «قائمة المطالب» المُتداولة مُفبركة بالكامل؛ وأن الغرض منها هو تصعيد التوتر الاجتماعي وخلق بيئة تُؤجج الصراع وتقوض شرعية اللجنة الراسخة داخل المجتمع. بدوره، علّق رئيس اللجنة رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، في كلمته الافتتاحية لجلسة الأربعاء، على ما نشره النائب أرسلان، دون الإشارة إليه بالاسم، قائلاً إنه «من المثير للاستفزاز طرح بعض القضايا التي لم تُناقش في اللجنة كما لو كانت كذلك. هدف اللجنة هو قيادة هذه الأمة إلى مستقبل يسوده السلام والعدالة، حتى لا تشهد مثل هذه المعاناة مرة أخرى. ولتحقيق هذه الغاية، تفي اللجنة بمسؤولياتها. هذه اللجنة، التي تمثل 11 حزباً سياسياً في تركيا، تعمل بنضج كبير». بالتوازي، أكد زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، أن بلديات الحزب لا تزال تفتح أبوابها وتؤدي خدماتها على أكمل وجه، على الرغم من «المضايقات القضائية»، وخفض التمويل، واستهداف المتبرعين. أوزيل متحدثاً خلال فعالية في إسطنبول (حزب الشعب الجمهوري - إكس) وأكد، خلال افتتاح دار لرعاية الأطفال تابعة لبلدية أتاشهير في إسطنبول، أن رؤساء البلديات المعتقلين سيطلَق سراحهم في أقرب وقت ممكن. ولفت إلى أن «مرشح الحزب الرئاسي رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، محتجز باتهامات باطلة لم يقدم عليها دليل منذ 19 مارس الماضي (...)؛ لأن هناك مؤشرات قوية على أنه سيهزم رئيس حزب العدالة والتنمية (الرئيس رجب طيب إردوغان)». كما اتهم إردوغان بأنه يمارس «قمعاً لا مثيل له من قبل»، مؤكداً أن حزبه سيجعل إمام أوغلو رئيساً لتركيا، مضيفاً: «فليخافوا قدر استطاعتهم».