logo
مسارالمملكة تصنع المستقبل ولا عزاء للمشككين

مسارالمملكة تصنع المستقبل ولا عزاء للمشككين

الرياضمنذ 4 أيام
يتساءل المواطن السعودي، بحيرةٍ مشروعة، عن دوافع حملات التزييف والخصومات التي تطال جهود المملكة العربية السُّعُودية الخيّرة من قبل بعض من يُحسبون على العرب والمسلمين. لماذا تُقابل بالتشكيك كل المواقف والمبادرات السُّعُودية النبيلة التي تقودها المملكة في دعم القضايا العربية والإسلامية، ولم يسلم من "شوشرة" هذه الحملات حتى ما يتعلّق بالداخل السعودي من إجراءات وإصلاحات اجتماعية أو اقتصادية.
للتاريخ، كانت وما زالت المملكة، منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله، قلعة الإسلام والعروبة وملاذًا للمظلومين وصوتًا للحق. وعندما ننظر إلى القضية الفلسطينية على سبيل المثال، نجد المملكة منذ تأسيها في صدارة الداعمين سياسيًا وماليًا واقتصاديًا. فمنذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917، وقف السعوديون مع فلسطين قلبًا وقالبًا. وفي مؤتمر لندن 1939، دافع الملك عبدالعزيز عن حق الفلسطينيين في أرضهم، رافضًا التقسيم والتهجير، ثم كانت تضحيات أبطال وشهداء "كتيبة المجاهدين السعوديين" في حرب 1948 على أرض فلسطين. واليوم، تستمر المملكة في دعم القضية عبر المحافل الدولية، وها هي تتصدّى للعالم وتنتهز فرصة الشتات الجيوسياسي العالمي لفرض حل الدولتين كخطوة أولى لاستعادة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. فكيف يمكن لمن يدّعي العروبة والإسلام أن يشكك في هذا الدور، بينما المملكة لم تتخلَ يومًا عن فلسطين، حتى في أحلك الظروف والضغوط؟
وفي اليمن العزيز، حيث يعاني الشعب من ويلات الحرب والصراعات، ضحت المملكة بالكثير لاستعادة الشرعية وحماية اليمنيين. وقدّمت وتقدم مساعدات إنسانية هائلة، بعشرات المليارات لبناء المستشفيات، وتوفير الغذاء، وإعادة إعمار القرى المنكوبة. وفي سوريا، لم تنسَ المملكة معاناة الشعب السوري، فقدّمت مليارات الدولارات عبر برامج الإغاثة، وساهمت في إيواء مئات الآلاف من اللاجئين وها هي اليوم تتحرك عربيًا وعالميًا لاستعادة الاستقرار في سوريا. وفي السودان، حين تفاقمت الأزمة الإنسانية، وكما هي المملكة أول دولة هرعت لتقديم المساعدات الغذائية والطبية، واستضافت مؤتمرات دولية لتنسيق الجهود الإغاثية ومحاولات الصلح بين أطراف الصراع. فلماذا يُصر البعض على تجاهل الحقائق؟
حتى الاستثمارات السُّعُودية، التي يُشكك فيها البعض، هي في الحقيقة جسورٌ لبناء مستقبل أفضل ليس للمملكة فحسب بل لإخوانها من العرب والمسلمين. ورؤية 2030، ليست مجرد خِطَّة تنموية داخلية، بل رؤية إقليمية تهدف إلى تعزيز الاقتصادات العربية. إن مشروعات الرؤية تبني منصات لجذب الاستثمارات العالمية، وخلق فرص عمل لملايين الشباب العرب وتمكن المملكة أن تبقى كما هي دومًا الداعم الأكبر للاقتصادات العربية المتعثرة، سواء عبر القروض الميسرة أو المساعدات المباشرة؟
أما الانفتاح الاجتماعي، الذي يُستغل من بعض الخصوم ذريعًة للتشكيك، فهو في جوهره عودة إلى التوازن الذي ميّز المجتمع السعودي. والمملكة وهي مهد الإسلام، تهدف بذلك إلى الجمع بين ثوابت الأصالة وضرورات المعاصرة. والإصلاحات في المجال الاجتماعي، ليست تنازلًا عن القيم، بل تأكيدًا على أن المجتمع السعودي قادر على التكيف مع متطلبات العصر دون التفريط بهويته. والمملكة التي تستضيف ملايين الحجاج والمعتمرين، وتنفق المليارات على خدمة الحرمين الشريفين، ولا يمكن أن تكون إلا مركز الإسلام النقي وصوت الاعتدال والسلام.
وليعلم المواطن السعودي المتسائل أن هذه الحملات التي تستهدف السُّعُودية ليست وليدة مصادفة. بل هي نتاج أجندات أكبر فالمملكة ليست مجرد دولة وطنية، بل رمزٌ للوحدة العربية والإسلامية وهناك من يسعى للنيل من ريادتها ودورها المحوري في العالمين العربي والإسلامي. وهذه الحملات، التي تنبش في أخطاء البشر، "وتفبرك" الموضوعات على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام، غالبًا ما تُدار من جهات بعضها تتستر خلف شعارات العروبة والإسلام، في حين هي في الحقيقة لا تخدم سوى مصالح قوى عاجزة أو في خدمة رخيصة لمن أعيته همّته عن المنافسة الشريفة.
والخلاصة، المملكة العربية السُّعُودية ماضية في رؤيتها للمستقبل وسيظل المشككون والعاجزون والجاحدون والانتهازيون يُقبل بعضهم على بعض يتلاومون حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
مسارات
قال ومضى
من سوء فهمه وضعف عقله ... أريده عزيزًا ويريدني ذليلًا مثله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير أممي: لا توجيهات حكومية وراء انتهاكات الساحل السوري
تقرير أممي: لا توجيهات حكومية وراء انتهاكات الساحل السوري

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

تقرير أممي: لا توجيهات حكومية وراء انتهاكات الساحل السوري

أفاد تقرير صادر عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة المعنية بسوريا، أمس، بأن جرائم حرب ارتُكبت على الأرجح من جانب قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين للرئيس السابق بشار الأسد، خلال أعمال عنف طائفي اندلعت في منطقة الساحل السوري، بلغت ذروتها بسلسلة من عمليات القتل في مارس (آذار). غير أن اللجنة أوضحت في الوقت ذاته، أنها «لم تجد أي دليل على وجود سياسة أو توجيهات حكومية لتنفيذ مثل هذه الهجمات». وذكر التقرير أن نحو 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، قُتلوا خلال أعمال عنف استهدفت في المقام الأول الطائفة العلوية. وقال باولو سيرغيو بينيرو رئيس اللجنة إن «حجم ووحشية العنف الموثق في تقريرنا يمثلان أمراً مُقلقاً للغاية». واستند التقرير إلى مقابلات مع أكثر من 200 شخص من ضحايا وشهود وزيارات لثلاث مقابر جماعية. ورحب المبعوث الأميركي الخاص توم برّاك بالتقرير، واصفاً إياه بأنه «خطوة جادة» نحو تقييم المسؤولية عن الانتهاكات، وأكد أهمية تحقيق العدالة من أجل دولة سورية موحدة.

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

قال الجيش الإسرائيلي في بيان، اليوم الخميس، إنه هاجم أهدافاً تابعة لجماعة «حزب الله» في جنوب لبنان. وأضاف الجيش أنه هاجم «عدة مسارات تحت الأرض» تابعة لـ«حزب الله»، زاعماً أن «هذه البنى التحتية التي تم استهدافها تشكل خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان». صورة أرشيفية تظهر تصاعد الدخان بعد غارة إسرائيلية على صيدا في جنوب لبنان (رويترز) وفي وقت سابق اليوم، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان بأن شخصاً أصيب في قصف إسرائيلي بطائرة مسيرة على بلدة عيترون في جنوب البلاد. وذكرت الوكالة أن الطائرة المسيرة استهدفت دراجة نارية بصاروخين.

إسرائيل تحدد منطقة عازلة في جنوب لبنان
إسرائيل تحدد منطقة عازلة في جنوب لبنان

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

إسرائيل تحدد منطقة عازلة في جنوب لبنان

حددت إسرائيل، أمس، منطقة عازلة في جنوب لبنان، نشرت خرائطها، ومنعت السكان من الاقتراب منها. وتبلغ مساحة تلك المنطقة نحو 50 كيلومتراً مربعاً. وألقت مسيّرة إسرائيلية أمس منشورات تحذيرية فوق بلدة شبعا، حددت فيها ما وصفته بـ«الخط الأحمر» على خرائط مرفقة، محذّرة من تجاوزه. وتشمل المنطقة المحددة بالخرائط الجديدة، موقعاً سابقاً لخيمة أقامها «حزب الله» في يونيو (حزيران) 2023 قرب الخط الأزرق في مزارع شبعا. في غضون ذلك، قال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي رافي ميلو، إن انسحاب جيشه من النقاط الخمس الحدودية التي تحتلها إسرائيل في جنوب لبنان، مرتبط بوقف نشاط «حزب الله» جنوب نهر الليطاني، مؤكداً أن إسرائيل تحتفظ بخياراتها العسكرية إذا لم يتحقق ذلك عبر الوسائل السياسية أو الدبلوماسية. وقال ميلو إن الحكومة اللبنانية أبدت نية «إيجابية جداً» لجمع سلاح «حزب الله»، لكنه أشار إلى أن القدرات اللوجيستية للدولة اللبنانية في هذا المجال «محدودة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store