logo
من هم 'العمشات' و'الحمزات'؟ وهل يحاسبهم الشرع؟

من هم 'العمشات' و'الحمزات'؟ وهل يحاسبهم الشرع؟

سيدر نيوز١٥-٠٣-٢٠٢٥

Join our Telegram
X
في الساحل السوري، تصاعدت خلال الفترة الماضية اتهامات بارتكاب مجازر ضد العلويين، وفق شهادات ناجين وتقارير ميدانية، رغم عدم تأكيد أي جهة مستقلة لهذه المزاعم.
في شمال سوريا، حيث تتداخل الولاءات والصراعات، نشأت فصائل مسلحة كان لها دور بارز في التحولات التي شهدتها المنطقة.
من بين هذه الفصائل، برز اسما 'فرقة سليمان شاه' و'فرقة الحمزة'، ليس فقط في ميدان المعارك، بل أيضاً في تقارير حقوق الإنسان والعقوبات الدولية.
فمن هما؟ وكيف أصبح اسماهما مرتبطين بانتهاكات جسيمة، وصولاً إلى العقوبات الأمريكية؟
كما تواصلنا مع مصادر مقربة من الإدارة السورية الجديدة، وسألنا عن مدى سلطة رئيس المرحلة الانتقالية على قادة المجموعات المسلحة داخل الفصائل المختلفة خلال المرحلة الحالية.
فرقة سليمان شاه.. صعود 'أبو عمشة'.
X
عام 2016 أطلقت تركيا عملية عسكرية عنوانها 'درع الفرات' على حدودها مع سوريا للقضاء على ما وصفته 'بممر الإرهاب' المتمثل في خطر تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد السوريين.
وسط حالة الفوضى التي أعقبت التدخل التركي في شمال سوريا، ظهر محمد حسين الجاسم، المعروف بـ 'أبو عمشة'، كأحد أبرز قادة الفصائل السورية المسلحة، وأكثرها شهرة بين السوريين، وهو ناشط على منصة X ويتابعه أكثر من 150 ألفاً.
في عام 2018، أسس فرقة سليمان شاه، أو ما يُعرف بـ'العمشات'، والتي سرعان ما أصبحت أحد الفصائل الرئيسية في الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
الارتباط بتركيا لم يكن يوماً خفياً عن هذه الفرقة، ولعل اسمها وحده يوضح عمق هذا الارتباط، ف'سليمان شاه' هو هو جد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية.
يُعد سليمان شاه رمزاً تاريخياً هاماً في تركيا، حيث يستخدمه الخطاب القومي التركي كجزء من رواية الاستمرارية التاريخية من الدولة العثمانية إلى الجمهورية التركية الحديثة.
فرقة سليمان شاه، التي تحمل اسمه، استلهمت هويتها من هذا الإرث التاريخي، لكن أنشطتها في شمال سوريا وارتباطها بالجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا أثارت جدلاً واسعاً، خاصة بعد اتهامها بانتهاكات ضد المدنيين في عفرين ومناطق أخرى.
تمركزت الفرقة بشكل رئيسي في عفرين، حيث لعبت دوراً محورياً في العمليات العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
لكن مع اتساع نفوذه، تحول 'أبو عمشة' إلى شخصية مثيرة للجدل، حيث تراكمت حوله اتهامات بالفساد والانتهاكات.
بمرور الوقت، أصبح الرجل أكثر من مجرد قائد عسكري، إذ فرض سيطرته على قطاعات اقتصادية داخل المناطق التي يسيطر عليها، وفرض الإتاوات على المدنيين، وسط تقارير تفيد بأن نفوذه وصل إلى حد ممارسة السلطة المطلقة داخل الفصيل.
فرقة الحمزة.. من فصيل عسكري إلى ميليشيا متهمة بجرائم حرب
X
برزت فرقة الحمزة، المعروفة بـ'الحمزات'، كواحدة من الفصائل المسلحة المؤثرة في شمال سوريا.
تأسست الفرقة في السنوات الأولى من الحرب السورية، وسرعان ما انضمت إلى الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
تولى قيادتها سيف بولاد، المعروف بلقب 'أبو بكر'، وهو شخصية عسكرية بارزة، ولد في محافظة حلب، وشغل سابقاً منصب قائد 'القيادة العامة لمدينة الباب وريفها.
توسعت سيطرة فرقة الحمزة لتشمل مناطق استراتيجية مثل الباب، جرابلس، وعفرين، مما جعلها لاعباً رئيسياً في المشهد العسكري شمال سوريا.
تُعرف الفرقة بتركيبتها العسكرية الصارمة وانضباطها التنظيمي. ومع ذلك، وُجّهت إليها اتهامات متعددة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
بحسب تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، تورطت الفرقة في عمليات خطف، ابتزاز، تهجير قسري، ومصادرة ممتلكات المدنيين، خاصة في مناطق مثل عفرين وشمال حلب.
في حادثة بارزة عام 2022، وُجّهت اتهامات لعناصر من فرقة الحمزة باغتيال الناشط محمد عبد اللطيف (المعروف بـ'أبو غنوم') وزوجته في مدينة الباب.
أثارت هذه الجريمة استنكاراً واسعاً، وسلطت الضوء على ممارسات الفرقة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
في آب/أغسطس 2023، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على فرقة الحمزة وقائدها سيف بولاد (أبو بكر)، بسبب تورطهم في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات قتل خارج نطاق القانون، احتجاز تعسفي، وتعذيب.
ورغم هذه الاتهامات والعقوبات، نفى سيف بولاد (أبو بكر) عبر حسابه على منصة X (تويتر سابقاً) تورط فرقته في أي انتهاكات ضد المدنيين في الساحل السوري، معتبرًا أن هذه الاتهامات جزء من حملة ممنهجة من فلول النظام السابق وميليشيا قسد الإرهابية.
انتهاكات موثقة.. وعقوبات أمريكية
X
اتهمت عدة تقارير حقوقية كلاً من فرقة سليمان شاه وفرقة الحمزة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.
فبحسب منظمة العفو الدولية، تورط مقاتلو فرقة سليمان شاه في عمليات نهب ممتلكات المدنيين في عفرين، وإجبارهم على دفع إتاوات مقابل البقاء في منازلهم. وأكدت المنظمة أن المدنيين الذين رفضوا الدفع تعرضوا للتهديد بالطرد القسري أو القتل.
في شهادة وثقتها رابطة تآزر للضحايا -وهي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية تأسست عام 2021 من قبل مجموعة من الضحايا السوريين-، تحدثت امرأة كردية عن احتجازها في أحد السجون السرية التابعة لفرقة الحمزة.
تقول: 'بقيت هناك لأسابيع، لم أكن أعرف إن كنت سأخرج حية. كانوا يهددونني بالاغتصاب إذا حاولت الصراخ. كنت أسمع أصوات تعذيب سجناء آخرين كل ليلة.'
وتؤكد لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول سوريا أن هذه الفصائل متورطة في عمليات قتل خارج نطاق القانون، واستهداف المدنيين على أساس عرقي، حيث كانت عمليات الإعدام الجماعي شائعة في المناطق التي تسيطر عليها.
في 17 آب/أغسطس 2023، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات مباشرة على فرقة سليمان شاه وقائدها أبو عمشة، وفرقة الحمزة وقائدها أبو بكر.
جاء في بيان الوزارة أن هذه الفصائل مسؤولة عن انتهاكات خطيرة، شملت عمليات قتل خارج نطاق القضاء، احتجاز تعسفي، تعذيب، وانتهاكات أخرى ضد السكان المدنيين.
بحسب البيان، فإن قادة هذه الفصائل لم يكتفوا بالعمليات العسكرية، بل مارسوا عمليات ابتزاز ونهب واحتجاز رهائن من المدنيين مقابل فدى مالية. ووصفت الوزارة هذه العقوبات بأنها جزء من التزام الولايات المتحدة بمحاسبة المنتهكين لحقوق الإنسان، بغض النظر عن ولاءاتهم السياسية.
قبل العقوبات الأميركية، كانت الأمم المتحدة قد دعت مراراً إلى محاسبة هذه الفصائل، حيث قالت في بيان مشترك عام 2021 إن 'ما يحدث في شمال سوريا من انتهاكات لا يمكن السكوت عنه، ويجب اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لمنع استمرار هذه الجرائم'.
فصائل تحت مظلة وزارة الدفاع الجديدة
ومع سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، ودخول سوريا مرحلة سياسية جديدة، تسعى الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع إلى إعادة دمج الفصائل المسلحة تحت مظلة وزارة الدفاع. لكن جهودها تتصادم مع تعقيدات عديدة، بدءاً من علاقات الفصائل ببعضها البعض، وصولاً إلى الاتهامات بارتكاب مجازر دموية في الساحل السوري خلال الأحداث الأخيرة.
وفي حديثه لـ بي بي سي عربي، أكد مصدر مطلع ومقرب من الحكومة السورية الجديدة رفض الكشف عن اسمه أن العلاقة بين فرقة سليمان شاه وفرقة الحمزة والإدارة العسكرية الحالية 'ودية' وقائمة على التنسيق الوثيق والتعاون العسكري خصوصاً خلال عملية 'ردع العدوان' التي أطلقتها فصائل المعارضة لإسقاط نظام الأسد نهاية العام الماضي، مشيراً إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تحسناً كبيراً في مستوى التنسيق بين هذه الفصائل.
في المقابل، يرى عمار فرهود، الباحث في الشأن العسكري، أن العلاقة بين هذه الفصائل والمؤسسة العسكرية تشبه إلى حد كبير العلاقة التي تجمع فصائل الثورة الأخرى بالحكومة الجديدة، لافتاً في مقابلة مع بي بي سي عربي إلى أن فرقة سليمان شاه قد اندمجت رسمياً داخل الجيش السوري، حيث تولى قائدها منصباً عسكرياً رفيعاً في محافظة حماة، مما يعكس اندماجاً فعلياً داخل المنظومة العسكرية. لكنه أشار إلى أن هذا الاندماج لم يكتمل بعد، إذ لا تزال الفرقة تحتفظ ببعض النفوذ المستقل في شمال حلب، ما يجعل تحقيق الانسجام الكامل تحت قيادة موحدة مسألة تحتاج إلى المزيد من الوقت.
أما وضع فرقة الحمزة فلا يزال غامضاً بحسب فرهود الذي أوضح أنه لا يوجد إعلان رسمي بانضمامها إلى وزارة الدفاع، لكنها في الوقت نفسه لا تعمل خارج سيطرة الحكومة. وأضاف أنه رغم عدم صدور تصريح واضح بانضمامها، إلا أن مؤشرات عدة تشير إلى أنها تقبل العمل تحت مظلة وزارة الدفاع، لكن ربما هناك تفاصيل تفاوضية تتعلق بإدارة المناطق وطبيعة المهام العسكرية الموكلة إليها على حد وصفه.
الشرع أمام اختبار العدالة
X
بالتوازي مع هذه التطورات، تصاعد الجدل حول المجازر الأخيرة في الساحل السوري، حيث اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجيش السوري والفصائل الداعمة له بتنفيذ عمليات تطهير عرقي وإعدامات ميدانية، مشيراً إلى تورط مقاتلين من 'الحمزات' و'العمشات' في 40 مجزرة طائفية خلال 72 ساعة بحسب بيانات له.
ويقول المصدر المطلع والمقرب من حكومة دمشق الجديدة في حديثه مع بي بي سي إن ' جهات كثيرة فيها أشخاص غير منضبطين ويقومون بتصرفات محرجة أحيانا للجهة التي ينتمون اليها'، نافياً أن يكون هناك أي محاولة لتبرئة القوات النظامية عبر تحميل الفصائل وحدها مسؤولية ما جرى، مؤكداً أن الفاعلين كانوا أفراداً غير منضبطين، وبعضهم مدنيون مسلحون لا ينتمون لأي تشكيل عسكري منظم.
وأضاف المصدر أن القوات النظامية لم تكن مسؤولة عن هذه الجرائم، بل إن ما حدث كان نتيجة لحالة التعبئة العامة والانفلات الأمني، حيث تحركت مجموعات مسلحة دون أي تنسيق، ما أدى إلى تجاوزات خطيرة.
بدوره، أشار فرهود إلى أن فرقة سليمان شاه لم تعد فصيلاً مستقلاً، بل أصبحت رسمياً جزءاً من الجيش السوري، ما يجعل تحميلها المسؤولية كفصيل منفصل أمراً غير دقيق، موضحاً أن بعض المسلحين الذين ارتكبوا انتهاكات لا ينتمون لهذه الفصائل، بل كانوا جزءاً من تشكيلات أخرى، مثل هيئة تحرير الشام أو مجموعات أخرى ضمن المؤسسة العسكرية.
وفي ظل هذا المشهد، يبرز السؤال حول مدى قدرة أحمد الشرع على فرض سلطته الفعلية على هذه الفصائل، فوفقاً للمصدر المطلع، فإن الشرع يمتلك سلطة حقيقية على قادة الفصائل، وهناك محاولات لدمجها بشكل أوسع داخل الجيش، لكن الأمر يحتاج إلى وقت، موضحاً أن هذه الفصائل بنيت على مدى سنوات وفق قيادات مركزية، ومن الصعب دمجها بين ليلة وضحاها في جيش نظامي، ما يستدعي إعادة ترتيب القوات الأمنية والعسكرية بشكل تدريجي.
لكن فرهود يرى أن الشرع، رغم امتلاكه السلطة الشرعية على مستوى الدولة، لا يملك سلطة مباشرة على قادة المجموعات داخل الفصائل المختلفة على حد وصفه، موضحاً أن الكثير من المقاتلين لا يزالون يتلقون الأوامر من قادتهم السابقين وليس من وزارة الدفاع، وهو ما ينطبق على فصائل أخرى مثل 'أحرار الشام' و'أنصار التوحيد.'
Powered by WPeMatico

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السفير الأميركي لدى تركيا يتولى دور المبعوث الخاص إلى سوريا
السفير الأميركي لدى تركيا يتولى دور المبعوث الخاص إلى سوريا

النهار

timeمنذ 11 ساعات

  • النهار

السفير الأميركي لدى تركيا يتولى دور المبعوث الخاص إلى سوريا

أعلن السفير الأميركي لدى تركيا توم باراك اليوم الجمعة توليه منصب المبعوث الخاص إلى سوريا، مع سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب لرفع العقوبات عن دمشق. وكتب باراك في منشور على منصة إكس: "رفع العقوبات عن سوريا سيحافظ على هدفنا الأساسي المتمثل في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية نهائيا، وسيمنح الشعب السوري فرصة لمستقبل أفضل".

قاعدة العديد في قطر: أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج
قاعدة العديد في قطر: أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج

سيدر نيوز

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سيدر نيوز

قاعدة العديد في قطر: أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج

Reuters زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس 15 مايو/أيار، قاعدة العُديد الجوية، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وأعلن عن استثمار قطري فيها بقيمة 10 مليارات دولار. جاء ذلك ضمن زيارته إلى دول الخليج في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة خلال تواجده في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تقع القاعدة الجوية. فماذا نعرف عن قاعدة العُديد؟ ترامب يتوقع تبادلاً اقتصادياً مع قطر بـ 1.2 تريليون دولار Reuters أبرمت الولايات المتحدة ودولة قطر بنهاية حرب الخليج الثانية 1991، اتفاقاً للتعاون العسكري بين البلدين. وقامت قطر ببناء قاعدة 'العُديد' أو ما يعرف بمطار 'أبو نخلة' عام 1996 بكلفة مليار دولار. واستخدمت الولايات المتحدة القاعدة بشكل سرّي عام 2001 في الحرب على أفغانستان، وبعد ذلك بعام، تم الإعلان بشكل رسمي عن تمركز القوات الأمريكية في القاعدة. وجرى توسيع القاعدة مع مرور الوقت وباتت تضم عدداً كبيراً من المنشآت؛ مثل مراكز القيادة المتطورة ومخازن أسلحة ووقود وورشات صيانة للأسلحة والطائرات. وبعد غزو العراق عام 2003 بفترة قصيرة، تم نقل مركز العمليات القتالية الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط من قاعدة الأمير سلطان الجوية في شرقي السعودية إلى قاعدة 'العُديد' التي كانت تضم مقراً احتياطياً أقيم قبل عام من ذلك. ومع لجوء الولايات المتحدة إلى استخدام المزيد من الطائرات في عملياتها العسكرية، ومن بينها الطائرات بلا طيار في ملاحقة عناصر القاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة، زادت أهمية قاعدة العُديد حيث تعمل القوات الأمريكية بكامل الحرية ولا تدفع أية بدلات لدولة قطر. وإلى جانب قاعدة العُديد، تستخدم الولايات المتحدة قاعدة 'السيلية' القريبة من العاصمة الدوحة حيث تتمركز القيادة المركزية للقوات الأمريكية. وتُخزّن الولايات المتحدة في هذه القاعدة – التي تم افتتاحها عام 2000 – أسلحة وآليات وذخائر. حقائق تقع قاعدة العُديد على بعد 30 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الدوحة، وتضم أطول مدرج للطائرات في الخليج بطول 5 كيلومترات. ووفق وثيقة أمريكية رسمية، منشورة عبر مكتبة الكونغرس الأمريكي حول قاعدة 'العُديد' في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فإن، معظم الأفراد العسكريين الأمريكيين في قطر هم من أفراد القوات الجوية الأمريكية المتمركزين في قاعدة العديد الجوية. وتستضيف القاعدة، مقر القيادة المركزية الأمريكية المتقدمة، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية المتقدمة، وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية المتقدمة، بالإضافة إلى قوة المهام المشتركة بين الوكالات – سوريا، ومركز العمليات الجوية المشتركة التابع للقيادة المركزية الأمريكية، والجناح الجوي 379 التابع للقوات الجوية الأمريكية. ويشارك الأفراد الأمريكيون المنتشرون في قطر في عمليات أمريكية، مثل: عملية العزم الصلب (OIR) ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويوفرون قدرات كبيرة ضد إيران. وتنشر الولايات المتحدة بعضاً من أكثر طائراتها القتالية تطوراً في هذه المنشأة. وتوسّع التعاون الدفاعي والأمني بين الولايات المتحدة وقطر، ليشمل إنشاء مساكن ثابتة ومنشآت أخرى للأفراد الأمريكيين المنتشرين في قاعدة العديد. وفي يناير/كانون الثاني 2019، وقّعت وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأمريكية مذكرة تفاهم وصفتها وزارة الدفاع بأنها 'خطوة إيجابية نحو إضفاء الطابع الرسمي النهائي على التزام قطر بدعم تكاليف الاستدامة وتكاليف البنية التحتية المستقبلية في قاعدة العديد الجوية'. وقد شهدت قاعدة العديد توسعاً وتعزيزاً مطرداً بفضل التمويل القطري، وتمثّل ذلك بأكثر من 8 مليارات دولار لدعم العمليات الأمريكية وعمليات التحالف في قاعدة العديد منذ عام 2003 وحتى تاريخ نشر الوثيقة، بالإضافة إلى تمويل الإنشاءات العسكرية الأمريكية.

السوريون مبتهجون ومتفائلون لتعهّد ترامب برفع العقوبات
السوريون مبتهجون ومتفائلون لتعهّد ترامب برفع العقوبات

الجمهورية

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • الجمهورية

السوريون مبتهجون ومتفائلون لتعهّد ترامب برفع العقوبات

إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب ألقاه في السعودية، أول أمس، عن عزمه رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، أطلق موجة من الأمل في أرجاء البلاد، بأنّ الحياة ستتحسن بعد أكثر من عقد من الحرب والحرمان. فأكّد الصيدلي سامي الحاج: «سيُريحنا ذلك. كنّا نخاف من المستقبل، لنا ولأطفالنا. لكن هذا سيفتح لنا أبواباً جديدة». يرى المحلّلون والعديد من السوريِّين، أنّ رفع العقوبات الأميركية أمر حاسم لتمكين الحكومة الجديدة من إعادة بناء اقتصاد دمّرته الحرب. وأدّت العقوبات عملياً إلى فصل سوريا عن النظام المصرفي الدولي وعزلها عن الاقتصاد العالمي، ممّا أعاق التحويلات المالية، قيّد الاستيراد، ومنعَ معظم الشركات العالمية من العمل فيها. أمس الاول، التقى ترامب أيضاً بالرئيس السوري أحمد الشرع، القائد المتمرّد السابق الذي قاد الحملة التي أطاحت بشار الأسد في كانون الأول. وكانت هذه أول مرّة منذ 25 عاماً يلتقي فيها قائدا البلدَين. وأضفت المحادثة، التي استغرقت نحو نصف ساعة، مزيداً من الاعتراف بالرئيس الشرع، الذي لا يزال مصنّفاً كإرهابي من قِبل الحكومة الأميركية بسبب انتمائه السابق لتنظيم «القاعدة». عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد الاجتماع، أعلنت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أنّ ترامب حثّ الشرع على التوصّل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، طرد الإرهابيِّين الأجانب، المساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، وتسلّم مراكز الاحتجاز التي تضمّ مقاتلي التنظيم في شمال شرقي سوريا. وكان من المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية، ماركو روبيو، بوزير خارجية الشرع لبحث التفاصيل. وأشادت الحكومة السورية بالاجتماع في بيان، ووصفته بأنّه «تاريخي» وتناول «سبل الشراكة السورية-الأميركية»، بما في ذلك في مجال مكافحة الإرهاب. ووجد تقرير صادر عن الأمم المتحدة في شباط، أنّ 9 من كل 10 سوريِّين يَعيشون في فقر، وأنّ الناتج الاقتصادي للبلاد يُعادِل ربع ما كان عليه قبل الحرب، وبمعدّل النمو الحالي، فلن تعود سوريا إلى مستواها الاقتصادي قبل الحرب قبل عام 2080. وإذا مضت الولايات المتحدة قدماً في تنفيذ إعلان ترامب، فقد يُحدث ذلك تغييراً جذرياً. إذ يمكن للدول الخليجية الثرية مثل قطر والسعودية، التي تدعم الحكومة الجديدة، أن ترسل مساعدات مالية من دون الخوف من التعرّض إلى العقوبات. كما يمكن للشركات الخاصة من تركيا وغيرها، السعي للحصول على عقود في مجالات البناء وغيرها. وسيتمكن السوريّون في الشتات من إرسال الأموال بسهولة أكبر إلى وطنهم لإعادة بناء ممتلكاتهم وبدء مشاريع جديدة. واعتبر ترامب، أنّ رفع العقوبات سيمنح سوريا «بداية جديدة»، لكنّه لم يوضح متى ستُرفع رسمياً ولا بأي آلية. بإمكانه تعليق بعض العقوبات بنفسه، لكنّ بعضها الآخر فُرض من قِبل الكونغرس، ما يستدعي مشاركته لإزالتها. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر وقتاً أطول حتى يشعر السوريّون العاديّون بالفرق، بحسب كرم شعار، مدير شركة استشارات في شؤون الشرق الأوسط، مضيفاً: «من الناحية الاقتصادية، أعتقد أنّ آثار القرار ستستغرق وقتاً أطول لتبدأ بالظهور، لأنّ رفع العقوبات ليس سهلاً كتشغيل مفتاح. لا يمكنك فقط إصدار إعلان سياسي. فالأمر أكثر تعقيداً من ذلك بكثير».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store