
التعرض للرصاص يقود إلى تدهور أسرع للذاكرة لدى الأطفال
من المعروف أن الرصاص معدن سام، ليس له أي فائدة غذائية أو بيولوجية للجسم. وفي الأغلب يتم التعرض له من خلال تلوث الهواء من الأشياء التي تحتوي على الرصاص، مثل عوادم السيارات وأبخرة المصانع وأنواع الطلاء القديم ومياه الشرب الملوثة بالمعادن. وهو يوجد داخل الجسم بمستويات ملحوظة في الدم والعظام والأسنان والأنسجة الرخوة.
قام الباحثون بإجراء الدراسة التي نُشرت في الثلث الأول من شهر يوليو (تموز) الحالي في مجلة (Science Advances) على مجموعة من الأطفال المكسيكيين تزيد على 500 طفل، تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات وكانت نسبة الذكور والإناث متساوية تقريباً، وذلك لمعرفة الكيفية التي تؤثر بها المستويات المرتفعة من الرصاص في الدم على ذاكرة الأطفال، سواء قبل الولادة وفي مرحلة الطفولة المبكرة.
كما قاس العلماء أيضاً مستويات الرصاص في دم الأمهات، في أثناء الثلث الثاني والثالث من الحمل، ثم بعد ذلك تم قياس مستويات الرصاص في دم الأطفال في الفترة الزمنية من السنة الرابعة من العمر وحتى السنة السادسة. وكذلك تم قياس مستوى ذكاء الأمهات، وكان متوسط معدل الذكاء نحو 85.2، وأقل من نصفهن بقليل حصلن على مستوى تعليم أقل من المرحلة الثانوية. وتم الوضع في الحسبان كل العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة، مثل معدل ذكاء الأمهات وسن الطفل وجنسه.
اختبرت الدراسة ذاكرة الأطفال باستخدام تقنية معينة، تسمى (المطابقة المتأخرة للعينة DMTS) بمعنى تذكر معلومة معينة، سواء أكانت مقولة أم صورة أم حدثاً معيناً بعد فترة تأخير بسيطة، بشكل مقصود، لاختبار القدرة على استرجاع المعلومة بدقة.
وتُعد هذه التقنية من أفضل الطرق لتقييم المهارات المعرفية المختلفة التي تشير إلى كفاءة وظائف الجهاز العصبي وتطوره المعرفي، مثل: شدة الانتباه، والذاكرة العاملة، وسرعة استدعاء معلومة معينة. وتتأثر هذه المهارات بشكل واضح بالمواد المعدنية التي تُعد سامة للجهاز العصبي، وتسبب خللاً في الخلايا العصبية على المدى الطويل. وبعد ذلك، قام الباحثون بعرض صورة معينة على جميع الأطفال، ثم طلبوا منهم بعد فترة وجيزة اختيار الصورة نفسها بالتحديد من بين 3 خيارات مختلفة عُرضت عليهم.
أظهرت النتائج الارتباط الواضح بين زيادة مستويات الرصاص في الدم، وتدهور الذاكرة في الفئة العمرية من 4 إلى 6 سنوات. وكلما زادت هذه المستويات كانت القدرة على تذكر الصورة أقل.
ولكن اللافت للنظر أن معدل ذكاء الأمهات لعب دوراً مهماً في الحفاظ على الذاكرة بشكل أفضل قليلاً. وكلما ارتفع معدل ذكاء الأم كان النسيان أقل في الأطفال، ما يعني أن ضعف الذاكرة ارتبط بشكل أساسي بعاملين مهمين: الأول، التعرض للرصاص، والثاني، معدل ذكاء الأمهات.
وقال الباحثون إن التعرض للرصاص حتى لو بمستويات منخفضة؛ سواء في الرحم وفي مرحلة الطفولة، يمكن أن يُضعف الوظائف الإدراكية الرئيسية في الأطفال؛ خصوصاً في السن الصغيرة، مثل: الذاكرة البصرية، والذاكرة العاملة، وسرعة استدعاء المعلومات، ونظراً لأهمية الذاكرة والانتباه في العملية التعليمية، هناك ضرورة لبذل الجهود للوقاية من التعرض للرصاص في سن مبكرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 7 ساعات
- صحيفة سبق
"وقاية" تحذّر: الغرق يحدث في ثوانٍ.. وتصدر 9 إرشادات لحماية الأطفال والسباحين في المسابح
أصدرت هيئة الصحة العامة "وقاية" مجموعة من الإرشادات الوقائية المهمة لتجنّب حوادث الغرق في المسابح، مؤكدة أن "الغرق قد يحدث في ثوانٍ"، ما يستدعي وعيًا وحرصًا من الجميع، خصوصًا في أوقات الصيف والإجازات التي تزداد فيها معدلات السباحة. ودعت الهيئة أولياء الأمور إلى مراقبة الأطفال باستمرار وعدم الانشغال عنهم أثناء وجودهم قرب أو داخل المسبح، مع ضرورة مراجعة تعليمات السلامة معهم قبل السباحة والتأكد من فهمهم لها. وتضمنت التوصيات استخدام سترات النجاة والوسائل المساعدة المناسبة لمن لا يجيدون السباحة، وتثبيت حواجز حول المسبح، واستخدام أجهزة إنذار إن أمكن، إلى جانب أهمية تفريغ المسابح القابلة للنفخ بعد كل استخدام وإبعادها عن متناول الأطفال. كما شددت "وقاية" على أهمية إزالة الألعاب المائية من المسبح بعد الاستخدام حتى لا يغري وجودها الطفل بمحاولة الوصول إليها، وتجنّب القفز المفاجئ أو في أماكن غير مخصصة، لما قد يسببه من إصابات. وأكدت الهيئة أن اتباع هذه الإرشادات يُسهم في حماية الأرواح، لا سيما في ظل تكرار الحوادث المؤسفة التي يمكن تفاديها بالوعي والوقاية.


العربية
منذ 7 ساعات
- العربية
فينوس ويليامز تعود إلى الملاعب بعمر 45 عاماً
تعود الأميركية المخضرمة فينوس ويليامز (45 عاما) المصنفة أولى عالميا سابقا، إلى الملاعب للمرة الأولى منذ 16 شهرا بعد خضوعها لعملية جراحية لإزالة الأورام الليفية الرحمية قبل عام تحديدا، وذلك من خلال مشاركتها في دورة واشنطن. وقالت فينوس الشقيقة الكبرى لسيرينا في مؤتمر صحافي، الأحد: في هذه الفترة قبل عام بالتحديد، كنت استعد لخوض عملية جراحية. لم أكن في وارد ممارسة كرة المضرب، لم يكن هذا الأمر يساورني إطلاقا. كنت أفكر أن أكون في صحة جيدة. رياضة تحول مذهل.. سيرينا ويليامز تصعق الجماهير بظهور مفاجئ وكشفت: كانت مسيرتي الصحية منهكة للغاية. عشت فترة صعبة من الناحية البدنية منذ عام وبالتالي فان العودة وإمكانية اللعب هي فرصة كبيرة. وعن مخططاها المقبلة بعد واشنطن، قالت: في الوقت الحالي أنا هنا، ربما يكون هناك أمر آخر، لا أريد كشف أوراقي. وتلتقي فينوس في الدور الأول مع مواطنتها بيتون ستيرنز المصنفة 34 عالميا. وأضافت الفائزة بسبعة ألقاب كبيرة في بطولات (غراند سلام):لم ألعب منذ أكثر من عام، لا تساورني أي شكوك حول قدرتي على اللعب، لكني أحتاج إلى الوقت لكي استعيد إيقاعي في المباريات. ولم تخض فينوس أي مباراة وتحديدا منذ خسارتها أمام الروسية ديانا شتايدر في دورة ميامي في مارس 2024.


صحيفة سبق
منذ 8 ساعات
- صحيفة سبق
من أوميغا-3 إلى نبات الخزامى.. دراسة: مكملات غذائية وأعشاب تخفف أعراض الاكتئاب
أظهرت دراسة علمية حديثة أن بعض المكملات الغذائية والعلاجات العشبية قد تساعد في التخفيف من أعراض الاكتئاب. وأشارت مجلة "Frontiers in Pharmacology" إلى أن القائمين على الدراسة قاموا بتحليل بيانات 209 تجارب سريرية تتعلق بالاكتئاب والمواد التي تساعد على علاج أعراضه، وحددوا 64 منتجًا متاحًا بدون وصفة طبية يمكن اعتبارها منتجات وقائية لعلاج أعراض الاكتئاب. ركّز العلماء في دراستهم على مواد مثل "أوميغا-3"، ونبتة سانت جون (المعروفة بحشيشة القلب)، والزعفران، ومكملات البروبيوتيك، وفيتامين "D"، وأظهرت النتائج أن لهذه المواد تأثيرات مماثلة لتلك التي تحققها مضادات الاكتئاب الدوائية التقليدية. كما أشار الباحثون إلى أن بعض المكملات الغذائية والنباتات الطبية الأخرى أظهرت نتائج واعدة في محاربة أعراض الاكتئاب، بالرغم من محدودية الدراسات التي تتعلق بتأثيرها على الحالة النفسية، ومنها: حمض الفوليك، ونبات الخزامى، ونبات بلسم الليمون، والزنك، والتريبتوفان، ونبات الروديولا. وقد بينت النتائج الأولية للدراسة أن هذه المواد قدمت نتائج مشجعة ولم تُسجَّل آثار جانبية خطيرة مرتبطة باستخدامها. وشدد الباحثون على ضرورة استشارة الطبيب أو المختص قبل البدء في تناول أي من هذه المنتجات، محذرين من أن حتى المكملات البسيطة قد يتداخل مفعولها مع مفعول بعض الأدوية.