
وفاة امرأة كل 7 دقائق.. نيجيريا الأسوأ فى العالم فى الولادة.. وتسجيل ربع وفيات الأمهات بالعالم خلال 2023
دخولها المخاض خلال إضراب الأطباء يعنى أنه، على الرغم من وجودها فى المستشفى، لم تكن هناك مساعدة متخصصة متاحة بمجرد ظهور أى مضاعفات.
انحشر رأس طفلها، وطُلب منها فقط الاستلقاء ساكنة أثناء المخاض، الذى استمر ثلاثة أيام، وفى النهاية، أُوصى بإجراء عملية قيصرية، وعثر على طبيب مستعد لإجرائها.
تقول السيدة صلاحو لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" من ولاية كانو شمال البلاد: "حمدت الله لأننى كنت على وشك الموت لم يتبقَّ لى أى قوة، لم يتبقَّ لى أى شيء"، ولكنها نجت، لكن طفلها مات للأسف.
بعد أحد عشر عامًا، عادت إلى المستشفى للولادة عدة مرات، وتتخذ موقفًا مصيريًا تقول: "كنت أعرف فى كل مرة أننى بين الحياة والموت، لكننى لم أعد أشعر بالخوف".
يقول تقرير الـ"بى بى سي" إن تجربة السيدة صلاحو ليست استثنائية.
وتُعدّ نيجيريا أخطر دولة فى العالم للولادة، ووفقا لأحدث تقديرات الأمم المتحدة للبلاد، والتى جُمعت من أرقام عام 2023، تموت امرأة واحدة من كل 100 امرأة أثناء المخاض أو فى الأيام التالية، وهذا يضعها فى صدارة قائمة لا ترغب أى دولة فى تصدرها.
وفى عام 2023، سجّلت نيجيريا أكثر من ربع وفيات الأمهات فى العالم - أى 29٪، حيث يُقدّر إجمالى وفيات الأمهات أثناء الولادة بـ 75 ألف امرأة سنويًا، أى بمعدل وفاة واحدة كل 7 دقائق، ويُشعر الكثيرات بالإحباط لأن عددًا كبيرًا من الوفيات - بسبب أمور مثل النزيف بعد الولادة - يُمكن الوقاية منها.
وفى تجربة أخرى مريرة كانت تشينينى نويزى فى السادسة والثلاثين من عمرها عندما نزفت حتى الموت فى مستشفى بمدينة أونيتشا جنوب شرق نيجيريا قبل خمس سنوات.
ويتذكر شقيقها هنرى إيده قائلا: "كان الأطباء بحاجة إلى دم ولم يكن الدم الذى لديهم كافيًا، وكانوا يركضون فى كل اتجاه"، مضيفا أن "فقدان أخته وصديقته أمرٌ لا أتمناه لعدو فالألم لا يُطاق".
وتقول "بى بى سي" فى تقريرها المنشور مستهل يونيو الجاري، إن من بين الأسباب الشائعة الأخرى لوفيات الأمهات هى الولادة المتعسرة، وارتفاع ضغط الدم، والإجهاض غير الآمن، ويُعزى ارتفاع معدل وفيات الأمهات فى نيجيريا إلى مجموعة من العوامل، وفقًا لمارتن دولستن من مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" فى نيجيريا.
أوضح دولستن أن من بين هذه العوامل ضعف البنية التحتية الصحية، ونقص الكادر الطبي، والعلاجات الباهظة التى لا يستطيع الكثيرون تحمل تكلفتها، والممارسات الثقافية التى قد تؤدى إلى عدم ثقة البعض بالأطباء، وانعدام الأمن.
وتقول مابل أونويمينا، المنسقة الوطنية لمؤسسة "نساء ذوات هدف" للتنمية: "لا تستحق أى امرأة أن تموت أثناء ولادة طفلها"، مضيفة أن بعض النساء، وخاصة فى المناطق الريفية، يعتقدن أن "زيارة المستشفيات مضيعة للوقت" ويفضلن "العلاجات التقليدية بدلًا من طلب المساعدة الطبية، مما قد يؤخر الرعاية الصحية المنقذة للحياة".
بالنسبة للبعض، يكاد يكون الوصول إلى مستشفى أو عيادة أمرًا مستحيلًا بسبب نقص وسائل النقل، لكن السيدة أونويمينا تعتقد أنه حتى لو تمكنوا من ذلك، فلن تنتهى مشاكلهم قائلة "تفتقر العديد من مرافق الرعاية الصحية إلى المعدات الأساسية والإمدادات والكوادر المدربة، مما يجعل من الصعب تقديم خدمة عالية الجودة".
ولا تنفق الحكومة النيجيرية حاليًا سوى 5٪ من ميزانيتها على الصحة، وهو أقل بكثير من هدف الـ 15٪ الذى التزمت به البلاد فى معاهدة الاتحاد الأفريقى لعام 2001، وتشير التقديرات إلى أن البلاد بحاجة إلى 700 ألف ممرضة وقابلة إضافية لتلبية النسبة التى توصى بها منظمة الصحة العالمية، كما أن هناك نقصًا حادًا فى الأطباء، ويُثنى نقص الكوادر والمرافق البعض عن طلب المساعدة المهنية.
تقول جميلة إسحاق: "بصراحة، لا أثق كثيرًا بالمستشفيات، فهناك الكثير من قصص الإهمال، وخاصة فى المستشفيات العامة".
وتوضح قائلة: "على سبيل المثال، عندما كنتُ حاملًا بطفلى الرابع، حدثت مضاعفات أثناء المخاض وعندما وصلنا إلى المستشفى، لم يكن هناك أى عامل رعاية صحية متاح لمساعدتي، واضطررتُ للعودة إلى المنزل، وهناك أنجبتُ فى النهاية".
تنتظر هذه الشابة، البالغة من العمر 28 عامًا من ولاية كانو، مولودها الخامس الآن، وتضيف أنها قد تفكر فى الذهاب إلى عيادة خاصة، لكن التكلفة باهظة.
تشينويندو أوبييجيسي، الحامل بطفلها الثالث، قادرة على دفع تكاليف الرعاية الصحية الخاصة فى المستشفى، و"لن تفكر فى الولادة فى أى مكان آخر" قائلة إن وفيات الأمهات أصبحت نادرة بين صديقاتها وعائلتها، بينما كانت تسمع عنها بكثرة.
وتعيش فى ضاحية ثرية فى أبوجا، حيث يسهل الوصول إلى المستشفيات، والطرق أفضل، وخدمات الطوارئ تعمل بكفاءة كما أن المزيد من النساء فى المدينة متعلمات ويدركن أهمية الذهاب إلى المستشفى.
تقول السيدة أوبييجيسى لبى بى سي: "أحرص على حضور رعاية ما قبل الولادة.. فهذا يتيح لى التحدث مع الأطباء بانتظام، وإجراء الفحوصات والفحوصات المهمة، ومتابعة صحتى وصحة الجنين".
وتابعت "على سبيل المثال، خلال حملى الثاني، توقعوا أن أنزف بشدة، لذا جهّزوا كمية إضافية من الدم تحسبًا للحاجة إلى نقل دم، لحسن الحظ، لم أكن بحاجة إليه، وسارت الأمور على ما يرام، مع ذلك، لم يحالف الحظ صديقة لعائلتها".
خلال مخاضها الثاني، "لم تتمكن القابلة من إخراج الجنين وحاولت إخراجه بالقوة مات الجنين وعندما نُقلت إلى المستشفى على وجه السرعة، كان الوقت قد فات كان لا يزال عليها الخضوع لعملية جراحية لإخراج الجنين كان الأمر مفجعًا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
مياه البحر.. بين الراحة النفسية والتحذيرات الصحية
تعد مياه البحر من خيرات الطبيعية الساحرة التي سخرها الله للإنسان ليتمتع بها، حيث تمثل أكثر من 70% من مساحة الأرض وتدخل هذه المياه في العديد من الاستخدامات مثل الزراعة والسياحة، والصناعة، والصحة، بل حتى في الاستخدامات العلاجية، ومع ذلك، فإن لمياه البحر بعض العيوب والمخاطر التي قد تؤثر على صحة الإنسان والبيئة، فلا بد من التعامل معها بحذر لتجنب مخاطرها. الفوائد الصحية لمياه البحر تعد مياه البحر الكبريتية علاج صحي طبيعي لبعض الأمراض الجلدية حيث تحتوي مياه البحر على أملاح ومعادن مثل الماغنيسيوم والصوديوم واليود، والتي تساعد في علاج أمراض مثل الأكزيما والصدفية. السباحة في البحر تقوي الدورة الدموية وتساعد في تجديد أداء القلب. الراحة النفسية وتقليل التوتر: الجلوس بين أمواج البحر وفوائد المياه المالحة على الجسم يعملان على الاسترخاء وتحسين الحالة النفسية. تنشيط الجهاز التنفسي: استنشاق هواء البحر المالح يساعد على فتح الشعب الهوائية وطرد البلغم، خاصة لمرضى الربو. التقشير الطبيعي للبشرة: الرمال المالحة ومياه البحر تعمل على إزالة الجلد الميت وتمنح البشرة نعومة طبيعية. العيوب والمخاطر التلوث البحري: في بعض المناطق، تكون مياه البحر ملوثة بمخلفات المصانع أو المواد الكيميائية، مما يشكل خطرًا على الصحة العامة. احتمالية الإصابة بعدوى: تحتوي المياه غير النظيفة على بكتيريا وفيروسات قد تسبب التهابات للجلد أو الأذن. أضرار على الشعر والبشرة: قد تعمل الأملاح الزائدة في جفاف الشعر والجلد وتلفه، لبعض الأشخاص. خطر التعرض لأشعة الشمس: الجلوس على الشاطئ لفترات طويلة يعرض الجسم لأشعة الشمس الضارة مما قد يؤدي إلى حروق أو زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الجلد. كيفية تجنب عيوب مياه البحر التأكد من نظافة الشاطئ قبل السباحة: يفضل السباحة في الشواطئ المعتمدة من قبل الجهات المختصة، والابتعاد عن المناطق الملوثة أو القريبة من مخارج الصرف الصحي. الاستحمام بعد السباحة مباشرة لعدم الاضرار بالجسم والشعر بعد السباحة لأن إزالة الأملاح والبكتيريا ضروري لأنها تظل عالقة بالبشرة أو الشعر. استعمال كريم واقي الشمس: لحماية البشرة من أشعة الشمس الضارة، ينصح بوضع كريم واقي شمسي مقاوم للماء وتجديده كل ساعتين على الأقل أثناء التعرض لحرارة الشمس المباشرة. عدم السباحة عند وجود جروح مفتوحة: دخول مياه البحر عبر الجروح قد يتسبب في التهابات بكتيرية، لذا من الأفضل تجنب السباحة أو تغطية الجرح جيدًا. شرب الماء العذب بانتظام: لتعويض فقدان السوائل من الجسم بسبب حرارة الشمس أو الأملاح، وللحفاظ على ترطيب الجسم. مراقبة الأطفال جيدا: يجب عدم ترك الأطفال يسبحون بمفردهم، والانتباه للتيارات المائية أو تغيّرات الطقس المفاجئة. عدم ابتلاع ماء البحر: شرب ماء البحر المالح قد يسبب اضطرابات في المعدة وقيئًا، لذلك يجب الحذر أثناء السباحة.


صقر الجديان
منذ 17 ساعات
- صقر الجديان
أطباء السودان: وفاة 13 طفلا في مخيم نازحين بدارفور جراء سوء التغذية
الضعين – صقر الجديان أعلنت شبكة أطباء السودان (أهلية)، الثلاثاء، وفاة 13 طفلا جراء سوء التغذية في مخيم للنازحين بولاية شرق دارفور غربي البلاد، خلال يونيو/ حزيران الماضي. وقالت الشبكة في بيان، 'توفي 13 طفلا بمعسكر لقاوة للنازحين (بمدينة الضعين) بشرق دارفور بسبب سوء التغذية والنقص الحاد للغذاء، وتعرض المعسكر لهجمات من جماعات مسلحة'. وأعربت عن 'بالغ قلقها إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المخيم'. وأوضحت أن المخيم 'يضم أكثر من 7 آلاف نازح، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتوفي خلال يونيو الماضي 13 طفلا جراء سوء التغذية والنقص الحاد للغذاء'. الشبكة دعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى 'التحرك الفوري لتوفير الغذاء والرعاية الصحية الأساسية للنازحين'. كما شددت على ضرورة 'تأمين حماية المخيم من الهجمات المتكررة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق'. وتسيطر قوات 'الدعم السريع' على ولاية شرق دارفور و3 ولايات أخرى بإقليم دارفور، هي وسط وجنوب وغرب، فيما تحاصر منذ أكثر من عام مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وفي السياق ذاته، حذرت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان (أهلية)، في بيان الثلاثاء، من أن 'الوضع الإنساني في الفاشر ودارفور بلغ حد الانهيار الكامل' . وأضافت: 'الناس يأكلون الأمباز (علف للحيوانات من مخلفات السمسم والفول وحبوب زيتية أخرى) كي يبقون أحياء، وبعضهم لم يجد حتى ذلك'. المنسقية أفادت أيضا بتفشي الكوليرا 'في منطقة الطويلة بولاية شمال دارفور وتسجيل 2145 حالة إصابة بالكوليرا، بينها 40 حالة وفاة'. وتابعت: 'في منطقة قولو بجبل مرة بولاية وسط دارفور بلغ عدد الإصابات 23، بينها 7 وفيات'. وأكدت أن 'وباء الكوليرا ينتشر الآن في مخيمات كلمة، عطاش، والسلام للنازحين بولاية جنوب دارفور، وسط تلوث مياه الشرب وانعدام الصرف الصحي'. ودعت المنسقية الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة. وناشدت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية كافة بإسقاط جوي فوري للمساعدات 'قبل أن تتحول المجاعة إلى إبادة جماعية صامتة'. ولم تتمكن جهود دولية من تحقيق هدنة إنسانية في الفاشر لإدخال مساعدات إنسانية. ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و'الدعم السريع'، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس. ويخوض الجيش و'الدعم السريع' منذ أبريل/ نيسان 2023، حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، حسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية. لكن دراسة أعدتها جامعات أمريكية تقدر عدد قتلى هذه الحرب بنحو 130 ألفا.


البيان
منذ 21 ساعات
- البيان
السودان.. جوع يتفاقم واستعار الصراع يعيق المساعدات
لا سيما أن العمليات الحربية الدائرة هناك عطلت الخدمات وشلت سبل الإنتاج، وأدخلت سكان الإقليمين في دائرة مغلقة محاطة بالجوع والمرض. فيما لا تزال مساعي إيجاد تسوية سلمية تراوح محلها في ظل إصرار طرفي النزاع على الحسم العسكري، ولم تطرق المبادرات الإقليمية والدولية حتى الآن أبواب الحل بالضغط على المتقاتلين للرضوخ والجلوس في طاولة حوار تنهي معاناة السودانيين. في أعلى مستوياتها على الإطلاق، إذ يحتاج 30.4 مليون شخص إلى المساعدة، وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع 4.2 مليارات دولار في عام 2025 لمساعدة 21 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، غير أنها تشكو من نقص التمويل وتخفيضات الميزانية من قبل الجهات المانحة، ما أجبر شركاء العمل الإنساني بحسب المكتب الأممي على إعادة ترتيب أولوياتهم. وناشدت الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية الجهات العاملة في الحقل الإنساني القيام بمسؤولياتها في رفع المعاناة الإنسانية عن سكان هذه المناطق، وطالبت في الوقت ذاته المتقاتلين للسماح بمرور المساعدات وفتح مسارات آمنة لوصول السلع الغذائية دون تقييد. حيث ارتفعت معدلات الإصابة بمرض الكوليرا إلى 91034 إصابة، بينها 2302 حالة وفاة بـ116 محلية في 17 ولاية، وسجل الأسبوع الماضي وحدة 1307 إصابات بالكوليرا، منها 18 حالة وفاة، بـ35 محلية في 12 ولاية.