
«قمة تاريخية» تجمع ترامب وبوتين في ألاسكا
استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث عقد الطرفان «قمة تاريخية».
وكانت الطائرة الرئاسية الأميركية قد وصلت أولاً إلى قاعدة عسكرية في ألاسكا، وظل ترامب داخلها لدقائق عدة، في انتظار نزول طائرة بوتين، حتى يتمكن من استقباله.
وتصافح ترامب وبوتين بحرارة على مدرج مطار القاعدة، قبل أن يتوجها لإجراء محادثات تستمر ساعات عدة قد تعيد تشكيل مسار الحرب في أوكرانيا، والعلاقات بين موسكو وواشنطن.
وتصافح الرئيسان على مدرج قاعدة «إلمندورف ريتشاردسون المشتركة»، حيث نصب المسؤولون منصة خاصة، تعلوها لافتة كبيرة كتب عليها «ألاسكا 2025»، وتحيط بها مقاتلات متوقفة وسجاد أحمر.
وحلقت طائرات من طراز «بي 2» و«إف 22» فوق المكان تحية لهذه المناسبة.
وبالتزامن مع وصول الطائرتين، كشف البيت الأبيض أن المحادثات التي جمعت الرئيسين عقدت بحضور مساعدي الزعيمين.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحفيين إن: «المحادثات عقدت بحضور مساعدين للرئيس ترامب أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف».
وكان من المقرر أن يجري ترامب محادثات منفردة مع بوتين، إلا أن الناطقة باسم البيت الأبيض أكدت حدوث تغيير في البرنامج.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن صيغة الاجتماع الثنائي تحولت من لقاء وجهاً لوجه إلى اجتماع لمجموعة أكبر، مشيرة إلى أن هذا التغيير يعد «ذا أهمية كبيرة».
في المقابل، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومساعده يوري أوشاكوف حاضرين إلى جانب بوتين.
وفي وقت سابق أمس، قبيل القمة، قال الرئيس الأميركي إنه لن يتفاوض نيابة عن أوكرانيا.
وقال في تصريحات صحفية من الطائرة الرئاسية المتوجهة إلى ألاسكا، «أنا لست هنا للتفاوض نيابة عن أوكرانيا، أنا هنا لمحاولة جمعهم على طاولة واحدة».
وأشار إلى خطط لعقد لقاء يجمع الرئيسين بوتين وزيلينسكي وقد يشمل بعض القادة الأوروبيين.
ورداً على سؤال عما إذا كان تبادل الأراضي مطروحاً، قال الرئيس الأميركي إن «ذلك ستتم مناقشته، ولكن علي أن أترك لأوكرانيا اتخاذ هذا القرار، وأعتقد أنهم سيتخذون القرار المناسب».
وقال مجدداً إن «روسيا كانت ستستولي على كامل أراضي أوكرانيا لو لم يكن في المكتب البيضاوي»، مضيفاً «لكنه الآن لن يفعل ذلك».
وفي تعليقه على استمرار الضربات الروسية على أوكرانيا خلال الساعات التي سبقت القمة، قال ترامب «أعتقد أنهم يحاولون التفاوض، إنه (بوتين) يحاول تهيئة الظروف لإبرام صفقة أفضل في رأيه، في الواقع هذا يضره، وسأتحدث معه بهذا الشأن».
بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قبيل الاجتماع أمس، إن القمة ستستمر لمدة 6 إلى 7 ساعات، متوقعاً إحراز نتائج ما قد يسفر عن عقد «اجتماع ثلاثي» يضم أيضاً الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
كما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، رداً على سؤال لوكالة «ريا نوفوستي» بشأن احتمالات رفع العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده، «بالتأكيد سيتم رفع بعضها».
وفي السياق، قال مسؤولون أميركيون لشبكة «CNN»، أمس، إن الولايات المتحدة ترى ضرورة تقديم بعض الحوافز للرئيس الروسي لدفع عملية السلام في أوكرانيا.
وأضاف المسؤولون أن الحوافز المقدمة لروسيا قد تشمل صفقات تجارية جديدة مع روسيا أو صفقة أسلحة استراتيجية.
وشدد محللون على أهمية القمة التاريخية التي جمعت بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في ألاسكا، واعتبروها تحولاً لافتاً ونوعياً في مسار المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية، إذ نقلت الحوار من الإطار الأوروبي إلى حديث مباشر بين واشنطن وموسكو، بما يعكس رغبة الطرفين في إعادة صياغة قواعد اللعبة السياسية، بعيداً عن الطاولات متعددة الأطراف.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن اختيار ألاسكا لتكون موقعاً للقمة يعكس رمزية جغرافية وتاريخية، مما يمنح اللقاء بعداً استراتيجياً يتجاوز الملف الأوكراني ليشمل قضايا إقليمية ودولية أخرى.
وقالت المحللة السياسية الأميركية، إيرينا تسوكرمان، إن قمة ألاسكا قد تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات الأميركية الروسية، مما ينعكس على قضايا عالمية عدة.
وأضافت تسوكرمان، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن قمة ترامب وبوتين تمنح الأطراف المعنية بالنزاع في أوكرانيا فرصة لالتقاط الأنفاس، وربما التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مما يمنح الجميع فرصة لإعادة النظر تجاه العديد من القضايا، في ظل اشتعال الصراع الروسي الأوكراني.
وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي، قد يواجه انتقادات قوية، سواء خارجية أو داخلية، في ظل تأكيدات أوروبية بضرورة إشراك كييف في أي مفاوضات نهائية، بينما تظل مخاوف التقارب مع موسكو تخيم على تيارات داخل الحزب الجمهوري.
من جهته، أوضح نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، أن قمة ألاسكا مثلت محطة سياسية ودبلوماسية مهمة ستسفر عن تهدئة ملحوظة في الأزمة المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، وربما ستمهد لوقف إطلاق نار أو هدنة مؤقتة، بما يمنح جميع الأطراف مساحة كافية لإعادة تقييم مواقفها.
وذكر ميخائيل، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن قمة ألاسكا لا تقتصر على البُعد الثنائي بين واشنطن وموسكو، بل تفتح الباب أمام تفاهم شخصي بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي، وهو ما ينعكس على ملفات إقليمية ودولية شائكة.
وتوقع ميخائيل أن يواجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، معارضة من «الصقور» في الداخل الأميركي، سواء من الحزب الديمقراطي أو حتى من داخل حزبه الجمهوري، إذا ما اتخذ مواقف تُفسر على أنها مواتية لموسكو أو متساهلة في ملف أوكرانيا.
وفي السياق، أكدت المحللة السياسية الأميركية، رالوكا نيتا، أن القمة الأميركية الروسية حملت دلالات تتجاوز الملف الأوكراني، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي يدرك تماماً أن أوكرانيا لن تقبل أي تسويات تمس أراضيها أو تمنحه مكاسب إقليمية واضحة، لكنه سيستغل القمة باعتبارها منصة مهمة لإظهار استعداده للحوار.
وأوضحت نيتا، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الرئيس الأميركي يسعى إلى تحقيق انتصار سياسي داخلي بوقف الصراع الروسي الأوكراني، فيما يخطط الرئيس الروسي لتحقيق مكاسب استراتيجية بعيدة المدى تعزز نفوذه، وتوسع أوراق الضغط الروسية في الساحة الدولية.
وأشارت إلى أن خروج قمة ألاسكا بتفاهمات، يمنح ترامب فرصة لتبرير أي خطوة مستقبلية لوقف أو تقليص الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا، وهو هدف يسعى الرئيس الأميركي إلى تحقيقه خلال الفترة الحالية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 28 دقائق
- البيان
«قمة ألاسكا» دون التوقعات
وفيما تعهد الأوروبيون بمواصلة دعم كييف، والضغط على موسكو لإنهاء الحرب، مع التشديد على ضرورة حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية صارمة، رحبت الإمارات بقمة ترامب وبوتين، مشددة على أن الحوار البنّاء هو السبيل الأمثل لتقريب وجهات النظر وتسوية النزاعات. ووصف الاجتماع بأنه مثمر جداً، مع التوافق على العديد من النقاط، مردفاً من دون إسهاب: لم يتبقَ فقط سوى عدد قليل جداً، بعضها ليس بتلك الأهمية، وربما يكون أحدها هو الأهم. وصرح ترامب، أن الأمر الآن يقع على عاتق زيلينسكي، مضيفاً أن تقييمه للقمة عشرة من عشرة. وكتب ترامب على منصة تروث سوشال: خلص الجميع إلى أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الانتقال مباشرة إلى اتفاق سلام، والذي من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي لا يصمد في كثير من الأحيان. وحذر بوتين كييف والعواصم الأوروبية من وضع ما أسماها عقبات أمام عملية السلام، أو محاولات تعطيل التقدم الناشئ، من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية. وتابع: لم نجر مفاوضات مباشرة من هذا النوع على هذا المستوى منذ فترة طويلة، لقد أتيحت لنا الفرصة لتأكيد موقفنا بهدوء وتفصيل. وشدد الرئيس الروسي، على أن المحادثات كانت صريحة وجوهرية للغاية، وهي في رأيي تقربنا من القرارات اللازمة. ونقلت الصحيفة عن 4 مصادر مطلعة القول، أن بوتين أعلن أنه سيجمد خطوط المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين مقابل السيطرة على دونيتسك. وأضاف عبر منصة إكس، عقب اتصال هاتفي مع قادة أوروبيين: يجب ضمان الأمن بشكل موثوق، وعلى الأمد الطويل، بمشاركة كل من أوروبا والولايات المتحدة، مؤكداً أن القضايا المتعلقة بالأرض، لا يمكن حلها إلا مع أوكرانيا. كما كشف زيلينسكي عن أنه سيتوجه إلى واشنطن غداً، لإجراء محادثات مع ترامب. وكتب زيلينسكي على إكس: سألتقي مع الرئيس ترامب، لمناقشة جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء إراقة الدماء والحرب.. أنا ممتن للدعوة، مشيراً إلى أنه تحدث إلى ترامب في مكالمة استمرت لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وانضم إليهما بعد ساعة مسؤولون أوروبيون، وآخرون من حلف شمال الأطلسي. وقال مصدر مطلع: إن زعماء أوروبيين تلقوا دعوة لحضور محادثات بين ترامب وزيلينسكي. وأضاف المصدر أنه لم يتضح بعد من هم الزعماء الذين سيحضرون المحادثات. ورفضت أوكرانيا اليوم السبت اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء مفاوضات سلام مع روسيا دون وقف مسبق لإطلاق النار. كما صرح سيرهي ليشينكو، مستشار الرئيس الأوكرانى، فى تصريحات بثها التلفزيون الأوكراني: وجهة نظرنا هي: وقف إطلاق النار أولاً، ثم كل شيء آخر. وقال ليشينكو: إنه إذا استمر القتال خلال المحادثات، فستكون هناك مخاطر كبيرة لابتزاز أوكرانيا. وقال المصدر: إن المقترح عرض خلال مكالمة ترامب وزيلينسكي والقادة الأوروبيين. مضيفاً: كإحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، اقترح الجانب الأمريكي ضمانة تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، من المفترض أنه تم الاتفاق عليها مع بوتين. وأكد مصدر آخر مطلع على الأمر، أن فكرة الحماية على غرار تلك التي يقدمها الناتو، طرحت خلال المكالمة. وأشار إلى أن لا أحد يعرف بالتفصيل كيف يمكن أن يتم ذلك، ولماذا يوافق بوتين عليها، إذا كان يعارض حلف شمال الأطلسي بشكل قاطع، كما يعارض بشكل واضح أي ضمانة فعالة لسيادة أوكرانيا. ووفق المصدر، نجح بوتين في دفع فكرة أن يتخلى الأوكرانيون عن إقليم دونباس. وقال أوشاكوف للقناة الأولى الروسية، رداً على سؤال حول إمكانية عقد اجتماع ثلاثي: لم يتم التطرق إلى الموضوع بعد، مشيراً إلى أنه لا يعرف حتى الآن متى سيُعقد الاجتماع المقبل بين الرئيسين الروسي والأمريكي. وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: إن بوتين وترامب وصفا اجتماعهما في ألاسكا، بأنه إيجابي للغاية، مشيراً إلى أن المحادثات سمحت للرئيسين بالبقاء واثقين في بحثهما المشترك عن حلول. وكتب ميدفيديف على تطبيق تلغرام: أظهر الاجتماع أن المفاوضات ممكنة بدون شروط مسبقة، وفي نفس الوقت مع استمرار العملية العسكرية الخاصة.. إنه فوق كل شيء، أوضح الجانبان خلال المحادثات في ألاسكا، أن الأمر يقع في المقام الأول على عاتق أوكرانيا والأوروبيين لإنهاء القتال. وأشادت وزارة الخارجية بهذا اللقاء التاريخي، مؤكدة أن الحوار البناء هو السبيل الأمثل لتقريب وجهات النظر وتسوية النزاعات، وأشارت إلى أن الجهود المشتركة للرئيسين لإنهاء أزمة أوكرانيا تمثل مصدر أمل لتعزيز السلام والاستقرار العالمي. وقال القادة الأوروبيون في بيان مشترك، إن الخطوة التالية يجب أن تكون إجراء محادثات مع زيلينسكي، وأن القادة الأوروبيين مستعدون للعمل مع ترامب وزيلينسكي، لعقد قمة ثلاثية بدعم أوروبي. وأكد البيان الأوروبي، على ضرورة حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية صارمة، للدفاع عن سلامة أراضيها. مضيفاً: يعود الأمر لأوكرانيا لاتخاذ القرارات بشأن أراضيها.. يجب ألا يتم تغيير الحدود الدولية بالقوة.. دعمنا لأوكرانيا مستمر.. ونحن عازمون على بذل المزيد من الجهود لإبقاء أوكرانيا قوية، حتى يتم إنهاء القتال، وتحقيق سلام عادل ودائم. ولفت القادة الأوروبيون إلى أن موسكو لا يمكن أن تتمتع بحق النقض بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي. وكتب ماكرون في منشور عبر منصة إكس، أنه وقادة أوروبا الآخرين، يعتقدون أن هذا أمر ضروري، طالما أن الحرب الروسية على أوكرانيا مستمرة، ولم يتم تحقيق سلام راسخ ودائم، يحترم حقوق أوكرانيا. وأضاف أن الأوروبيين يتفقون على أن السلام القوي يجب أن يصاحبه ضمانات أمنية راسخة. وتابع ماكرون: وفي هذا الشأن، أرحب باستعداد الولايات المتحدة للمساهمة.. من أجل تحقيق تقدم ملموس، يجب أن يكون هناك اجتماع جديد لتحالف الإرادة قريباً. وثمّن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، استعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، في إطار أي اتفاق لوقف الحرب. وقال في بيان: هذا تقدم مهم، وسيكون حاسماً في ردع بوتين عن العودة للمطالبة بالمزيد. وأشارت ميلوني إلى أن ترامب سلط الضوء على اقتراح إيطالي سابق، بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا، مستوحى من المادة الخامسة في معاهدة حلف شمال الأطلسي، قائلة: نقطة الانطلاق في الاقتراح، هي تعريف بند الأمن الجماعي، الذي من شأنه أن يسمح لأوكرانيا بالاستفادة من دعم جميع شركائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، المستعدين لاتخاذ إجراءات في حال تعرضت للهجوم مرة أخرى. وأضافت كالاس: عزم ترامب على التوصل إلى اتفاق سلام، أمر بالغ الأهمية.. يواصل بوتين إطالة أمد المفاوضات، ويأمل أن يفلت بذلك.. لقد غادر أنكوريج دون تقديم أي التزامات.. الولايات المتحدة تملك القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية.. سيعمل الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا والولايات المتحدة. وكتبت في منشور عبر منصة إكس: يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي والولايات المتحدة، للتوصل إلى سلام عادل ودائم.. الضمانات الأمنية القوية التي تحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا ضرورية. ومن المنتظر التئام شمل قادة تحالف الراغبين اليوم، في اجتماع عبر خاصية الاتصال المرئي، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، في استباق لزيارة زيلينسكي إلى واشنطن. وسيرأس الاجتماع، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر. وكتب غراهام على منصة إكس: إذا كان هناك اجتماع ثلاثي بين ترامب وزيلينسكي وبوتين، عندئذ فإنني متفائل بحذر، بأن تلك الحرب ستنتهي قبل الكريسماس بكثير، مشيراً إلى أن تصور ترامب لموافقة بوتين على عقد مثل هذا الاجتماع، كان أعظم نجاح لاجتماع ألاسكا. وقال شومر في بيان: اليوم فرش دونالد ترامب السجادة الحمراء لبوتين، وبدلاً من الوقوف مع أوكرانيا وحلفائنا، وقف ترامب جنباً إلى جنب مع رئيس أرعب الشعب الأوكراني والعالم لسنوات.. في البداية يبدو أن ترامب منح لبوتين شرعية، ومسرحاً عالمياً بدون مساءلة، ولم يحصل على أي شيء في المقابل.. مبعث خوفنا، هو أنها لم تكن دبلوماسية، بل كانت مجرد مسرحية.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
العثور على وثائق تحضيرية لقمة ترامب وبوتين في طابعة فندق بألاسكا
ذكر تقرير إعلامي أمريكي أنه تم العثور على الوثائق التحضيرية للمشاركين في قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في طابعة بفندق في أنكوراج بألاسكا. وذكرت شبكة إذاعة "إن بي آر" أنه تم العثور على ثماني صفحات أمس الجمعة في مركز الأعمال في فندق كابتن كوك. وضمت الوثائق التي نشرتها "آر بي آر" جدولا تفصيليا يشير إلى غرف الاجتماعات بالتحديد ومسؤول اتصال بوزارة الخارجية الأمريكي وأرقام هواتفهم، وقائمة طعام الغذاء وسير ذاتية موجزة وصور المشاركين. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض لقناة "إيه بي سي نيوز" إن تقرير (إن بي آر) "مثير للضحك". وذكرت في بيان: "إنه أمر مثير للضحك أن تنشر (إن بي آر) قائمة طعام مؤلفة من عدة صفحات وتصفها (بالاختراق الأمني). لهذا لا يأخذ أي أحد هذا النوع من (الصحافة الاستقصائية) المدعاة على محمل الجد، ولم يعد يتم دعمهم بأموال دافعي الضرائب وهذا بفضل الرئيس ترامب".


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
السياسة التجارية الأمريكية قصة تحذيرية لم تتحول بعد إلى كارثة عالمية
آلان بيتي قد لا يكترث كثيرون بما يحدث مع سويسرا من ضغوط تجارية، لكن دونالد ترامب نجح في تحويل الاهتمام إلى هذا البلد، عندما فرض رسوماً جمركية باهظة، بلغت 39 % على صادراتهم، لأسباب ما زالت غامضة، وتستعصي على فهم المحللين. غير أن أكثر خطواته إثارة للدهشة، تمثلت مؤخراً في فرض ضريبة تصدير غير رسمية بنسبة 15 % على مبيعات شركتي «إنفيديا» و«إيه إم دي» من أشباه الموصلات إلى الصين. ومع ذلك، فإن الصيغة المعتمدة على العجز التجاري التي بُنيت عليها تلك الرسوم، كانت على الأقل، ترتبط بشكل غامض بالهدف المعلن، المتمثل في تقليص اختلالات الميزان التجاري. لكن هذه الرسوم تحولت إلى ما يشبه «شجرة عيد الميلاد»، التي علّقت عليها مختلف أطراف الإدارة، بما فيهم ترامب نفسه، أهواءهم الجيوسياسية والتجارية، وهو ما نسف أي مظهر من مظاهر الاتساق أو المنطق في السياسة التجارية الأمريكية. أما ضريبة التصدير المفروضة على رقائق شركتَي «إنفيديا» و«إيه إم دي»، فتفتقر إلى المنطق من زوايا متعددة، فإذا كان هدف ترامب حرمان الصين من التكنولوجيا المتطورة، فلن تؤدي رسوم بنسبة 15 % إلى ذلك إطلاقاً. أما إذا كان الهدف هو زيادة الإيرادات، فهذا لن يتحقق إذا توقفت الشركات الصينية عن الشراء، وهو ما يتناقض مع الهدف الأول. ووفقاً لمنطق ترامب نفسه، فإن عرقلة الصادرات ستؤدي إلى تفاقم العجز التجاري، لا تقليصه. ومع ذلك، تصر الإدارة الأمريكية على تقديم هذه الحملة العشوائية للإكراه الاقتصادي، بصفتها فلسفة متماسكة لإدارة التجارة العالمية، حيث أطلق عليها الممثل التجاري الأمريكي، جيميسون غرير، مؤخراً، اسم «نظام تيرنبيري»، نسبة إلى الفندق الإسكتلندي الذي صاغ فيه دونالد ترامب اتفاقاً فضفاضاً وغير ملزم مع الاتحاد الأوروبي بشأن الرسوم. أما «اتفاق مارالاغو» لإعادة تنظيم أسعار الصرف، الذي كان من المفترض أن تكون سياسة ترامب الجمركية محفزاً له، فلم يأتِ أحد على ذكره، في دلالة على السرعة التي تتبخر بها هذه المخططات، لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي. فلا أحد يصدق حقاً أن اليابان ستمول صندوقاً سيادياً بقيمة 550 مليار دولار، بينما لا تزال المملكة المتحدة بانتظار الإعفاء الموعود من الرسوم الجمركية على صادراتها من الفولاذ، الذي يُفترض أنه تم إقراره في مايو الماضي. فرغم أن الأسواق المالية ظلت متفائلة (ربما بسذاجة) بشأن النمو، وجاءت بيانات التضخم مطمئنة، إلا أن سوق العمل والناتج المحلي الإجمالي ومؤشرات الإنتاج المستقبلية المبنية على استطلاعات الرأي، تظهر جميعها علامات ضعف ملحوظة. وبذلك، فإن هذه السياسة لا تشكل نموذجاً يُحتذى للآخرين. وعلى النقيض من السياسة الصناعية لبايدن، التي دعمت بسخاء تكنولوجيا الطاقة الخضراء، فإن «اقتصاد تيرنبيري الترامبي»، لم يجد من يقتدي به على الساحة الدولية، ولا يقتصر السبب على ذلك، إذ إن معظم الدول لا تمتلك القوة السوقية اللازمة لفرض تنازلات مماثلة على شركائها التجاريين. ثمة رأي يذهب إلى أن ترامب يحوّل الولايات المتحدة إلى نسخة شبيهة بالصين، من حيث التدخلات السياسية في الاقتصاد. غير أن السياسة الصناعية الصينية أكثر تخطيطاً ودقة بكثير من نهج ترامب القائم على آراء آخر شخص يتحدث إليه. فالتفوق الصيني المتنامي في إنتاج السيارات الكهربائية على المستوى العالمي، يعكس سياسة صناعية ممتدة منذ أكثر من عشرين عاماً، شملت إنفاقاً موجهاً على البحث والتطوير وحوافز استهلاكية. ولم يتحقق ذلك لمجرد أن أحد كبار التنفيذيين في صناعة السيارات التقى الرئيس الصيني السابق، هو جينتاو، في نادٍ للغولف خلال العقد الأول من الألفية، وأقنعه بمنح شركته امتيازاً ضريبياً، مقابل المديح وحفنة من الملايين، كمساهمات في الحملات السياسية. ولا شك أن الحكومات والشركات تتهافت لتقديم كل ما في وسعها، مادياً أو رمزياً، لإرضاء ترامب. غير أنه لا تلوح في الأفق مؤشرات كثيرة على أن العلاقات بين الدول باتت تُدار بالأسلوب ذاته. فهي قد تدفع بالولايات المتحدة نحو هامش الاقتصاد العالمي، لكنها حتى الآن لم تُحدث تباطؤاً اقتصادياً عالمياً يشبه ما شهدته ثلاثينيات القرن الماضي، أو حتى أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة. إنها أقرب إلى قصة تحذيرية، وليست شرارة لكارثة عالمية، أشبه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، لكن على نطاق أوسع بكثير.