logo
كاثرين ثوربيك تكتب: هل تقود الحرب التجارية نحو هيمنة صينية في صناعة الروبوتات؟

كاثرين ثوربيك تكتب: هل تقود الحرب التجارية نحو هيمنة صينية في صناعة الروبوتات؟

البورصة٠٥-٠٥-٢٠٢٥

روّجت وسائل الإعلام الصينية المدعومة من الدولة، على مدى يقترب من عام لفكرة أن عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر ما عاد منتظراً .. بل قد بدأ.
تجيد هذه الآلات وداعميها تقديم عروض مبهرة.
وقد برزت الروبوتات في المشهد، إذ أدت رقصة تقليدية في بث تلفزيوني واسع المشاهدة بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة على قناة 'سي سي تي في' هذا العام.
وشاركت روبوتات في نصف ماراثون الشهر الماضي، كما يُزمع أن يتنافس ملاكمان روبوتيان في أول مواجهة بين آلات في العالم.
حتى أن قناة 'فوكس نيوز' الأمريكية، التي تنأى عن الصين، أعجبتها حركات رياضة كونغ فو التي تؤديها الروبوتات. حقيقة الأمر
وراء هذه الواجهة نجد بعض الثغرات: لقد أدى الراقصون عروضاً صُممت بعناية لبضع دقائق فقط، كما لم يكمل سوى أقل من ثلث 20 روبوتاً شاركوا في نصف الماراثون السباق الذي يبلغ طوله 21 كيلومتراً.
لقد ظهر مشككون بارزون، من رئيس مجلس إدارة مجموعة 'علي بابا القابضة' جو تساي، إلى المستثمر ألين تشو، الذي صرّح بأن أكبر عملاء الروبوتات هم 'شركات مملوكة للدولة تشتريها لتعرضها في مكاتب الاستقبال'. روبوت 'تسلا' يتعطل بسبب الصين
تسهل السخرية من مستقبل الروبوتات مع بداية ونهاية دورات الدعاية دون أن نداني تخيّلات كُتّاب ومنتجي أفلام الخيال العلمي على مر عقود، ونذكر في هذا السياق روبوت 'سوفت بنك' السابق 'بيبر'.
لطالما ثبت أن القيود التقنية التي تواجه محاولة هندسة الذكاء والوعي المكاني صعبة ومكلفة جداً.
ولطالما كان مسعى الصين لتكون رائدة عالمية في مجال الروبوت هدفاً سياسياً على مر عقد، لكن حدثت بعض التطورات هذا العام زادته إلحاحاً.
بغض النظر عن الدعاية، هناك الآن أدلة على أن الصين مستعدة لأخذ زمام المبادرة في تطوير ونشر هذه الروبوتات.
وينبغي أن يكون هذا المنعطف بمثابة جرس إنذار لواشنطن. الروبوت والذكاء الاصطناعي
غذى الذكاء الاصطناعي جذوة طموحات البلاد التقنية، لكن الروبوتات الشبيهة بالبشر أثارت حماساً مماثلاً، كما أن هاتين الطفرتين التقنيتين تتكاملان.
وقد منحت الحرب التجارية بكين هدفاً جديداً لدفع عجلة الأتمتة.
تتشابه 'يونتري روبوتيكس'، الشركة الناشئة التي تقود هذا التوجه الواسع، مع شركة 'ديب سيك'، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. يقع مقر كلتا الشركتين في هانغجو، وكان رئيس 'يونيتري' التنفيذي وانغ شينغ شينغ حاضراً في الصف الأمامي خلال اجتماع الرئيس شي جين بينج مع قادة التقنية في فبراير.
كما تتنافس 'يونيتري' بشدة على الأسعار، إذ لا تتجاوز تكلفة عروضها جزءاً بسيطاً من تكلفة العروض في الولايات المتحدة.
وكما كان حال 'ديب سيك'، جعلت 'يونيتري' مكونات برامجها مفتوحة المصدر، ما يسمح لأي مخترع أو مهندس بأن يبرمج اعتماداً على تقنياتها. دعم ورعاية حكوميان
حتى قبل الإنجازات الأخيرة لشركة 'يونتري'، فإن دعم الحكومة المستمر للقطاع كأولوية استراتيجية منح الصين مزايا عديدة.
بدأت بكين الاستثمار في الروبوتات لأول مرة كجزء من مبادرة 'صنع في الصين 2025' التي أُعلن عنها قبل عشر سنوات، وأعادت منذ ذلك الحين تأكيد هذا الالتزام من خلال إطلاق استثمارات جديدة مدعومة من الدولة.
كما يدعم هذا القطاع سلاسل توريد التقنية المتقدمة للسيارات الكهربائية والبطاريات، ما يُسهّل الوصول إلى كثير من المكونات المستخدمة في الروبوتات.
وتهيمن المواهب الهندسية الهائلة على تلك الموجودة في الولايات المتحدة، حتى مع تفوق وادي السيليكون في مجال الرقائق والبرمجيات.
كما تقود الصين بهدوء الأبحاث، إذ استحوذت على 78% من جميع براءات اختراع الروبوتات على مدى العقدين الماضيين، مقارنةً مع 3% لأمريكا، وفقاً لمذكرة من 'سيتي جروب' العام الماضي. تبعات حرب الرسوم
إن حالة عدم اليقين بسبب الحرب التجارية للرئيس دونالد ترامب ستُصعّب على شركات التقنية الأمريكية فرصة الحفاظ على قدرتها التنافسية، إذ يسيطر الموردون الصينيون الآن على معظم مكوناتها.
كما أن روبوت 'يونيتري' البشري الرائد 'جي 1' 'منفصل تماماً عن المكونات الأمريكية'، وفقاً لتقرير فني حديث من شركة 'سيمي أناليسز'.
يضيف التقرير أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة في جميع المجالات المتعلقة بالروبوتات.
وهذا يشكّل تهديداً وجودياً، إذ قد يسمح للبلاد بتوفير عمالة بلا أجر على مدار الساعة، ما قد يُخفض تكاليف مجموعة متنوعة من الصادرات.
قد تتمكن الروبوتات الصينية من الرقص، لكنها لا تستطيع حتى الآن الحلول مكان البشر في مجموعة متنوعة من المهام أو في بيئات المصانع.
لكن صعود 'يونيتري'، التي أُنتجت في غضون تسع سنوات ما يصفه البعض بأنه الروبوت البشري الوحيد القابل للتسويق، يُذكرنا بأن العقود تمر سريعاً وأن أمريكا لا يمكنها تضييع وقتها على ما يشتت.
بقلم: كاثرين ثوربيك، كاتبة مقالات رأي لدى 'بلومبرج'
المصدر: وكالة أنباء 'بلومبرج' : الصينالولايات المتحدة الأمريكية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كاثرين ثوربيك تكتب: هل تقود الحرب التجارية نحو هيمنة صينية في صناعة الروبوتات؟
كاثرين ثوربيك تكتب: هل تقود الحرب التجارية نحو هيمنة صينية في صناعة الروبوتات؟

البورصة

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • البورصة

كاثرين ثوربيك تكتب: هل تقود الحرب التجارية نحو هيمنة صينية في صناعة الروبوتات؟

روّجت وسائل الإعلام الصينية المدعومة من الدولة، على مدى يقترب من عام لفكرة أن عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر ما عاد منتظراً .. بل قد بدأ. تجيد هذه الآلات وداعميها تقديم عروض مبهرة. وقد برزت الروبوتات في المشهد، إذ أدت رقصة تقليدية في بث تلفزيوني واسع المشاهدة بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة على قناة 'سي سي تي في' هذا العام. وشاركت روبوتات في نصف ماراثون الشهر الماضي، كما يُزمع أن يتنافس ملاكمان روبوتيان في أول مواجهة بين آلات في العالم. حتى أن قناة 'فوكس نيوز' الأمريكية، التي تنأى عن الصين، أعجبتها حركات رياضة كونغ فو التي تؤديها الروبوتات. حقيقة الأمر وراء هذه الواجهة نجد بعض الثغرات: لقد أدى الراقصون عروضاً صُممت بعناية لبضع دقائق فقط، كما لم يكمل سوى أقل من ثلث 20 روبوتاً شاركوا في نصف الماراثون السباق الذي يبلغ طوله 21 كيلومتراً. لقد ظهر مشككون بارزون، من رئيس مجلس إدارة مجموعة 'علي بابا القابضة' جو تساي، إلى المستثمر ألين تشو، الذي صرّح بأن أكبر عملاء الروبوتات هم 'شركات مملوكة للدولة تشتريها لتعرضها في مكاتب الاستقبال'. روبوت 'تسلا' يتعطل بسبب الصين تسهل السخرية من مستقبل الروبوتات مع بداية ونهاية دورات الدعاية دون أن نداني تخيّلات كُتّاب ومنتجي أفلام الخيال العلمي على مر عقود، ونذكر في هذا السياق روبوت 'سوفت بنك' السابق 'بيبر'. لطالما ثبت أن القيود التقنية التي تواجه محاولة هندسة الذكاء والوعي المكاني صعبة ومكلفة جداً. ولطالما كان مسعى الصين لتكون رائدة عالمية في مجال الروبوت هدفاً سياسياً على مر عقد، لكن حدثت بعض التطورات هذا العام زادته إلحاحاً. بغض النظر عن الدعاية، هناك الآن أدلة على أن الصين مستعدة لأخذ زمام المبادرة في تطوير ونشر هذه الروبوتات. وينبغي أن يكون هذا المنعطف بمثابة جرس إنذار لواشنطن. الروبوت والذكاء الاصطناعي غذى الذكاء الاصطناعي جذوة طموحات البلاد التقنية، لكن الروبوتات الشبيهة بالبشر أثارت حماساً مماثلاً، كما أن هاتين الطفرتين التقنيتين تتكاملان. وقد منحت الحرب التجارية بكين هدفاً جديداً لدفع عجلة الأتمتة. تتشابه 'يونتري روبوتيكس'، الشركة الناشئة التي تقود هذا التوجه الواسع، مع شركة 'ديب سيك'، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. يقع مقر كلتا الشركتين في هانغجو، وكان رئيس 'يونيتري' التنفيذي وانغ شينغ شينغ حاضراً في الصف الأمامي خلال اجتماع الرئيس شي جين بينج مع قادة التقنية في فبراير. كما تتنافس 'يونيتري' بشدة على الأسعار، إذ لا تتجاوز تكلفة عروضها جزءاً بسيطاً من تكلفة العروض في الولايات المتحدة. وكما كان حال 'ديب سيك'، جعلت 'يونيتري' مكونات برامجها مفتوحة المصدر، ما يسمح لأي مخترع أو مهندس بأن يبرمج اعتماداً على تقنياتها. دعم ورعاية حكوميان حتى قبل الإنجازات الأخيرة لشركة 'يونتري'، فإن دعم الحكومة المستمر للقطاع كأولوية استراتيجية منح الصين مزايا عديدة. بدأت بكين الاستثمار في الروبوتات لأول مرة كجزء من مبادرة 'صنع في الصين 2025' التي أُعلن عنها قبل عشر سنوات، وأعادت منذ ذلك الحين تأكيد هذا الالتزام من خلال إطلاق استثمارات جديدة مدعومة من الدولة. كما يدعم هذا القطاع سلاسل توريد التقنية المتقدمة للسيارات الكهربائية والبطاريات، ما يُسهّل الوصول إلى كثير من المكونات المستخدمة في الروبوتات. وتهيمن المواهب الهندسية الهائلة على تلك الموجودة في الولايات المتحدة، حتى مع تفوق وادي السيليكون في مجال الرقائق والبرمجيات. كما تقود الصين بهدوء الأبحاث، إذ استحوذت على 78% من جميع براءات اختراع الروبوتات على مدى العقدين الماضيين، مقارنةً مع 3% لأمريكا، وفقاً لمذكرة من 'سيتي جروب' العام الماضي. تبعات حرب الرسوم إن حالة عدم اليقين بسبب الحرب التجارية للرئيس دونالد ترامب ستُصعّب على شركات التقنية الأمريكية فرصة الحفاظ على قدرتها التنافسية، إذ يسيطر الموردون الصينيون الآن على معظم مكوناتها. كما أن روبوت 'يونيتري' البشري الرائد 'جي 1' 'منفصل تماماً عن المكونات الأمريكية'، وفقاً لتقرير فني حديث من شركة 'سيمي أناليسز'. يضيف التقرير أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة في جميع المجالات المتعلقة بالروبوتات. وهذا يشكّل تهديداً وجودياً، إذ قد يسمح للبلاد بتوفير عمالة بلا أجر على مدار الساعة، ما قد يُخفض تكاليف مجموعة متنوعة من الصادرات. قد تتمكن الروبوتات الصينية من الرقص، لكنها لا تستطيع حتى الآن الحلول مكان البشر في مجموعة متنوعة من المهام أو في بيئات المصانع. لكن صعود 'يونيتري'، التي أُنتجت في غضون تسع سنوات ما يصفه البعض بأنه الروبوت البشري الوحيد القابل للتسويق، يُذكرنا بأن العقود تمر سريعاً وأن أمريكا لا يمكنها تضييع وقتها على ما يشتت. بقلم: كاثرين ثوربيك، كاتبة مقالات رأي لدى 'بلومبرج' المصدر: وكالة أنباء 'بلومبرج' : الصينالولايات المتحدة الأمريكية

الصين تُطلق سباق الروبوتات البشرية.. عروض مبهرة وواقع تقني معقّد
الصين تُطلق سباق الروبوتات البشرية.. عروض مبهرة وواقع تقني معقّد

مستقبل وطن

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • مستقبل وطن

الصين تُطلق سباق الروبوتات البشرية.. عروض مبهرة وواقع تقني معقّد

على مدار عامين، روّجت وسائل الإعلام الصينية الرسمية لفكرة أن عصر الروبوتات الشبيهة بالبشر لم يعد أمرًا مستقبليًا، بل أصبح واقعًا حاليًا. هذه الآلات، التي تستعرض قدراتها في عروض تلفزيونية ومناسبات عامة، حازت على اهتمام جماهيري كبير. فقد أدّت الروبوتات رقصة تقليدية خلال بث مباشر بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة على قناة "CCTV"، وشاركت كذلك في نصف ماراثون، وتستعد للمشاركة في أول نزال ملاكمة بين روبوتين في العالم. حتى وسائل الإعلام الغربية مثل قناة "فوكس نيوز"، التي عادة ما تنأى بنفسها عن المحتوى الصيني، أبدت إعجابها بحركات الكونغ فو التي تؤديها هذه الروبوتات. إلا أن هذه العروض، رغم ما تحققه من انبهار بصري، تخفي خلفها واقعًا تقنيًا لا يخلو من الثغرات. عروض مبهرجة تغطي على محدودية الأداء ورغم الاهتمام الإعلامي، إلا أن العروض التي تقدمها الروبوتات غالبًا ما تكون قصيرة ومحدودة الإمكانيات. فقد تم تصميم الرقصات المعروضة بدقة لتُؤدى لبضع دقائق فقط، كما لم يتمكن سوى أقل من ثلث الروبوتات العشرين التي شاركت في نصف الماراثون من إكمال السباق البالغ طوله 21 كيلومترًا. هذا الأداء المحدود فتح الباب أمام مشككين، من أبرزهم جو تساي، رئيس مجلس إدارة مجموعة "علي بابا القابضة"، والمستثمر ألين تشو، الذي أشار إلى أن الزبائن الرئيسيين للروبوتات هم في الغالب شركات حكومية تستخدمها للعرض في مكاتب الاستقبال وليس لأداء مهام عملية. الواقع التكنولوجي والقيود الكبرى تجربة الصين مع الروبوتات تذكّر بمحاولات سابقة مثل روبوت "بيبر" من شركة "سوفت بنك"، الذي لم يتمكن من تلبية توقعات السوق بسبب القيود التقنية. فمحاولة برمجة وعي مكاني وسلوك بشري لآلة تظل عملية معقدة ومكلفة للغاية. ورغم أن هدف الصين في الريادة العالمية في مجال الروبوتات البشرية هو توجه سياسي قديم يعود لعقد مضى، إلا أن التطورات الأخيرة أعادت هذا الطموح إلى الواجهة، خاصة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية مع الغرب. وتُعد هذه المرحلة بمنزلة جرس إنذار للولايات المتحدة، التي يبدو أنها بدأت تفقد مواقعها في هذا السباق التكنولوجي. الذكاء الاصطناعي يدفع بقطاع الروبوتات للأمام التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي زاد من حماس الصين نحو تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر. وتشهد هذه التقنية طفرة واضحة تتكامل مع الروبوتات، حيث تسعى الصين إلى تسريع الأتمتة كرد فعل مباشر على تداعيات الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، تبرز شركة "يونيتري روبوتيكس" (Unitree Robotics) باعتبارها واحدة من الشركات الناشئة الرائدة في هذا المجال، وتقارن في تأثيرها بشركة "ديب سيك" في الذكاء الاصطناعي. تتمركز الشركتان في هانغجو، وكان وانغ شينغ شينغ، الرئيس التنفيذي لـ"يونيتري"، في مقدمة المشاركين في اجتماع قادة التقنية مع الرئيس شي جين بينغ في فبراير الماضي. تكلفة منخفضة وبرمجيات مفتوحة المصدر تتنافس "يونيتري" بشدة من حيث الأسعار، إذ تُقدم عروضًا لا تتجاوز جزءًا صغيرًا من تكاليف المنتجات المشابهة في الولايات المتحدة. كما أتاحت الشركة مكونات برامجها كمصدر مفتوح، مما يسمح للمخترعين والمهندسين حول العالم بالبناء على تقنياتها، وهو ما ساهم في انتشارها السريع. دعم حكومي استراتيجي يعزز التقدم تحظى شركات الروبوتات الصينية بدعم حكومي مباشر كجزء من المبادرة الاستراتيجية "صنع في الصين 2025"، التي أُطلقت منذ عشر سنوات. وقد تم تعزيز هذا الالتزام من خلال ضخ استثمارات جديدة وتوسيع نطاق دعم الدولة لهذا القطاع. كما أن توفر سلاسل الإمداد الخاصة بتقنيات السيارات الكهربائية والبطاريات سهّل الوصول إلى العديد من المكونات اللازمة لصناعة الروبوتات. وتتمتع الصين أيضًا بتفوق واضح في الكوادر الهندسية، حتى وإن تفوّق وادي السيليكون في مجال الشرائح الإلكترونية والبرمجيات. ووفقًا لتقرير صادر عن "سيتي غروب"، استحوذت الصين على 78% من براءات اختراع الروبوتات خلال العقدين الماضيين، مقابل 3% فقط للولايات المتحدة. الحرب التجارية وتهديد تنافسي جديد تفاقم التوترات التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أضعف فرص الشركات الأمريكية في الحفاظ على تنافسيتها، خاصة مع هيمنة الموردين الصينيين على معظم المكونات التقنية. ويُذكر أن روبوت "G1" من شركة "يونيتري"، وهو أول روبوت بشري قابل للتسويق بحسب وصف البعض، "منفصل تمامًا عن المكونات الأميركية"، وفقًا لتقرير صادر عن شركة "سيمي أناليسز" (SemiAnalysis). ويرى التقرير أن الصين تجاوزت الولايات المتحدة في مختلف جوانب تكنولوجيا الروبوتات، ما يشكّل تهديدًا وجوديًا، قد يمكّنها من توفير "قوة عاملة" آلية بلا أجور تعمل طوال اليوم، ما يُخفض من تكلفة العديد من الصادرات. مستقبل الروبوتات بين الحقيقة والتحديات رغم كل ما حققته الصين، لا تزال الروبوتات غير قادرة على أداء المهام البشرية المتنوعة، خاصة في بيئات المصانع المعقدة. ومع ذلك، فإن الصعود السريع لشركة "يونيتري"، التي تمكنت في أقل من عشر سنوات من إنتاج ما يُوصف بأنه أول روبوت بشري قابل للتسويق، يؤكد أن وتيرة التقدم سريعة، وأن الولايات المتحدة لا تملك ترف إضاعة المزيد من الوقت في هذا السباق التكنولوجي المحتدم.

الصين.. شركة روبوتات تنظم مباراة ملاكمة بالذكاء الاصطناعي
الصين.. شركة روبوتات تنظم مباراة ملاكمة بالذكاء الاصطناعي

النبأ

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • النبأ

الصين.. شركة روبوتات تنظم مباراة ملاكمة بالذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة روبوتات في الصين عن أول مباراة ملاكمة في العالم بين روبوتين بشريين بحجم طفل، حيث سيتنافس روبوت يونيتري G1 على لقب "ملك القبضة الحديدية" ضد روبوت بشري آخر بحجم طفل. في هذا الحدث، الذي تنظمه يونيتري، ومقرها هانغتشو في الصين، سيتنافس روبوتان من فئة G1 على لقب "ملك القبضة الحديدية"، والذي سيُبث على الهواء مباشرة الشهر المقبل. يُظهر فيديو ترويجي روبوت يونيتري G1، الذي يبلغ طوله 1.32 مترًا، وهو يتنافس مع خصم بشري، متفاديًا الضربات ومحافظًا على توازنه. تقول يونيتري إن الروبوت مزود بنظام تدريب لالتقاط الحركة "يُمكّنه من أداء احترافي" و"يتعلم مهارات جديدة باستمرار". كما أظهر الفيديو الروبوت وهو يلكم ويركل ويتعافى من الصدمات القوية، على الرغم من أن حركته كانت أبطأ بكثير من حركة الإنسان. متى تقام تلك المباراة؟ ستُقام فعالية الملاكمة بعد أقل من شهر من أول نصف ماراثون عالمي بمشاركة روبوتات بشرية، والذي أُقيم في العاصمة الصينية بكين في أبريل. وأكمل ستة فقط من أصل 21 عداءً روبوتيًا سباق الـ 21 كيلومترًا، ولم يُكمله أيٌّ منهم في أقل من ساعتين ونصف. وكان روبوت Unitree G1 مشاركًا غير رسمي في الحدث، حيث تصدّر عناوين الأخبار لسقوطه على خط البداية. تُعدّ Unitree واحدة من ست شركات روبوتات منفصلة في الصين تهدف إلى إنتاج روبوتات بشرية بكميات كبيرة هذا العام، جميعها مُدمجة بالذكاء الاصطناعي. أكبر سوق للروبوتات تُعدّ الصين بالفعل أكبر سوق للروبوتات الصناعية عالميًا، حيث تُمثّل أكثر من نصف جميع تركيبات الروبوتات في جميع أنحاء العالم. وقدّرت أرقام من Fortune Business Insights أن سوق الروبوتات الصناعية في الصين بلغت قيمته ما يزيد قليلًا عن 6 مليارات دولار أمريكي العام الماضي. ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة صناعة الروبوتات 200 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لتوقعات منفصلة من GlobalData، مع لعب الروبوتات البشرية دورًا كبيرًا خلال تلك الفترة. وقد أظهرت شركات صينية أخرى روبوتات شبيهة بالإنسان قادرة على القيام بأدوار غير صناعية، مثل رعاية كبار السن أو أداء الأعمال المنزلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store