
ما تأثير الذكاء الاصطناعي على العملات الرقمية؟
في الوقت نفسه، يتساءل البعض عمَّا إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي ستجعل الاستثمار في العملات المُشفَّرة أكثر ذكاءً وسهولة، أم أنها قد تؤدي إلى زيادة التقلبات والتلاعب في الأسواق، وفق مجلة «فوربس» الأميركية.
فيما يلي نستعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العملات الرقمية من خلال ثلاث زوايا: كيفية استخدامه في تحليل السوق، والتحديات التي تواجه دمجه مع هذا المجال، وأخيراً مدى قدرته على التنبؤ بأسعار العملات الرقمية بدقة.
يُسهم الذكاء الاصطناعي اليوم في تعزيز قدرة المحللين والمستثمرين على فهم سوق العملات الرقمية واتخاذ القرارات بشكل أسرع وأكثر دقة. تستخدم منصات التداول خوارزميات ذكاء اصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات في وقت قصير، مما يسمح بتنفيذ عمليات التداول الآلي بسرعة تفوق بكثير قدرة البشر، حسب منصة «كوينبيس»، (Coinbase)، الأميركية لتداول الأصول الرقمية.
يُسهم الذكاء الاصطناعي اليوم في تعزيز قدرة المحللين والمستثمرين على فهم سوق العملات الرقمية (رويترز)
على سبيل المثال، بفضل التداول الخوارزمي algorithm (تداول آليّ ذكيّ) المدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكن تنفيذ آلاف الصفقات في الثانية الواحدة استناداً إلى استراتيجيات مبرمجة مسبقاً، وهذا مهم بشكل خاص في سوق العملات الرقمية التي تشهد تغيرات سعرية سريعة وحادة.
وبالإضافة إلى السرعة، يتميّز الذكاء الاصطناعي بقدرته على التعمّق في تحليل السوق. حيث يمكنه رصد أنماط خفية في تحركات الأسعار لا يستطيع الإنسان ملاحظتها بسهولة، وذلك عبر تحليل بيانات تاريخية ضخمة. بناءً على هذه الأنماط، تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي تقديم توقعات أو تنبؤات بشأن اتجاهات الأسعار المحتملة، حسب تقرير منصة «كوينبيس».
يتميّز الذكاء الاصطناعي بقدرته على التعمّق في تحليل السوق (رويترز)
كما تُستخدم تقنيات «تحليل المشاعر» لقراءة مزاج السوق العام من خلال تتبّع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لمعرفة ما إذا كان المزاج السائد للمستثمرين يتجه نحو التفاؤل أم الخوف، مما يساعد في توقع تحركات الأسعار.
يُذكر أن تقنيات «تحليل المشاعر» هي نوع من تقنيات الذكاء الاصطناعي تُستخدم لفهم المزاج العام أو الرأي العام من خلال تحليل النصوص التي يكتبها الناس لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي.
لم يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العملات الرقمية مقتصراً على المؤسسات المالية الكبرى فحسب، بل امتد إلى المستثمرين الأفراد أيضاً. فقد بات البعض يستعين بمساعدات ذكاء اصطناعي مثل نماذج المحادثة، مثل «شات جي بي تي»، للحصول على تحليلات مبسّطة وفورية للسوق. على سبيل المثال، يمكن لهذه النماذج تلخيص الأخبار الاقتصادية أو تفسير رسوم بيانية معقدة بلغة بسيطة، وحتى ابتكار استراتيجيات تداول مبدئية بناءً على معطيات سوقية معيّنة، حسب موقع «كوينتيلغراف»، (Cointelegraph)، الدولي المتخصّص في تغطية أخبار العملات الرقمية.
ويشير خبراء إلى أن دور هذه الأدوات هو دعم قرارات المستثمر وليس استبدال العقل البشري كلياً، تماماً كما عززت البرامج الحاسوبية فيما مضى عمل جيل من المحللين الماليين دون أن تلغي دورهم.
لم يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العملات الرقمية مقتصراً على المؤسسات المالية الكبرى فحسب بل امتد إلى المستثمرين الأفراد أيضاً (أ.ف.ب)
على الرغم من الفرص الكبيرة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في عالم العملات الرقمية، هناك جملة من التحديات تعترض طريق الدمج الكامل بين التقنيتين.
أول هذه التحديات هي التعقيد التقني؛ فدمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع أنظمة قائمة على تقنية سلسلة الكتل (البلوكتشين) ليس أمراً سهلاً.
وسلسلة الكتل أو «بلوك تشين» (Blockchain) هي تقنية رقمية مبتكرة تُستخدم لتخزين البيانات بطريقة آمنة، شفافة، ولا مركزية، وهي تشكّل البنية التحتية الأساسية للعملات الرقمية مثل بتكوين وإيثيريوم.
كذلك، يتطلب تشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي موارد حاسوبية هائلة، وفي المقابل تعاني شبكات العملات الرقمية أحياناً من محدودية في السرعة والاستيعاب، وهذا يعني أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية قد يجعل تنفيذ المعاملات أبطأ أو أكثر تكلفة، خصوصاً عندما يزداد عدد المستخدمين، وفقاً لموقع «كوينتيلغراف».
تحدٍّ آخر أمام دمج الذكاء الاصطناعي مع العملات الرقمية، هو مدى تحقيق الشفافية والثقة. فكثير من نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة تعمل كصندوق أسود، حيث يصعب فهم الآلية الداخلية التي تتخذ بها القرارات.
في المقابل، تعتمد ثقة المستخدمين في عالم العملات الرقمية على الشفافية وإمكانية التحقق. فإذا قدّم نظام ذكاء اصطناعي توصية استثمارية أو توقعاً سعرياً دون شرح واضح للأسباب، قد يتردد المستثمرون في الأخذ به، لأنّ عدم قدرة المستخدمين على فهم كيفية توصل الذكاء الاصطناعي إلى قراراته قد يولّد مخاوف ويثني البعض عن استخدامه.
من جهة أخرى، يظل الإطار التنظيمي لدمج الذكاء الاصطناعي بالعملات الرقمية تحدياً مهماً؛ فكل من هاتين التقنيّتين حديثتا العهد وسريعتا التطور، وهذا يعني أن القوانين واللوائح التنظيمية لا تواكب سرعة التطوّر التقني.
هذا الفراغ أو الغموض القانوني يزيد من صعوبة دمج الذكاء الاصطناعي مع منصات التداول أو المشاريع القائمة على البلوكتشين، خوفاً من مخالفة أنظمة تنظيمية حالية أو مستقبلية، حسب «كوينتيلغراف».
يتطلب تشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي موارد حاسوبية هائلة (رويترز)
ولا يمكن إغفال تحديات متعلقة بجودة البيانات والتوقعات. تعتمد دقة مخرجات أنظمة الذكاء الاصطناعي على جودة البيانات التي تُدرَّب عليها؛ فإذا كانت البيانات تاريخية منحازة أو غير كاملة، ستنعكس العيوب على القرارات والتنبؤات. في سوق شديدة التقلب كسوق العملات المشفرة، قد يصعب على الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالأحداث غير المتوقعة أو الصدمات المفاجئة مثل تغييرات تشريعية أو تصريحات مؤثرة من شخصيات بارزة. وفي الواقع، يشدد الخبراء على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد ترتكب أخطاء فادحة إذا استندت إلى بيانات أو نماذج فيها عيوب، مما قد يسبب خسائر مالية جسيمة، فضلاً عن أن غياب الشفافية في قرارات هذه الأنظمة قد يقوّض ثقة المستثمرين ويفسح المجال للتلاعب بالسوق.
لذا فإن دمج الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وفعال في عالم العملات الرقمية يتطلب معالجة هذه التحديات التقنية والأخلاقية والتنظيمية بعناية.
يتطلع الكثيرون إلى إجابة هذا السؤال المحوري: هل بوسع الذكاء الاصطناعي أن يتنبأ بحركة أسعار البتكوين أو غيرها من العملات الرقمية بدقة عالية وبشكل موثوق؟
لقد حقق الباحثون بالفعل بعض النجاحات المحدودة في هذا المجال. على سبيل المثال، إن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) -وهو معهد أميركي ينشر آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية والتقنية- تمكّن قبل نحو عقد من الزمن من تطوير خوارزمية تعلُّم آلة تتوقع أسعار بتكوين على مدار ثوانٍ، ونجح فريق العمل عبرها في مضاعفة استثماراته خلال فترة خمسين يوماً فقط.
مثل هذه النتائج أظهرت إمكانات واعدة لاستخدام النماذج الرياضية والتعلم الآلي في التداول الآلي لتحقيق أرباح سريعة.
هل بوسع الذكاء الاصطناعي أن يتنبأ بحركة أسعار البتكوين أو غيرها من العملات الرقمية بدقة عالية؟ (رويترز)
إلا أن خبراء الذكاء الاصطناعي والمال يؤكدون أن هذه الحالات تظل استثنائية، ولا تعني قدرة عامة على التنبؤ الدقيق. كما يقول أحد خبراء شركة «غوغل» في مجال الذكاء الاصطناعي: «يمكنك دائماً تحليل البيانات التاريخية، لكنك لن تستطيع أبداً التنبؤ بالمستقبل بدقة تامة. حاول المحللون لسنوات، ولا يوجد أحد يستطيع توقع الأسعار بشكل صحيح دائماً»، حسبما أفاد به موقع «كريبتو نيوز»، وهو موقع إخباري دولي يغطّي أحدث تطورات سوق العملات الرقمية.
الواقع أن الذكاء الاصطناعي يبرع في رصد الاتجاهات والأنماط المحتملة اعتماداً على المعطيات الحالية، لكنه يفتقر إلى قدرة الإدراك الشامل لكل العوامل المؤثرة الخارجة عن البيانات، مثل التطورات السياسية أو النفسية للمستثمرين. لذلك، فإن أي توقعات يصدرها تبقى في إطار الاحتمالات، وليست ضماناً أكيداً. حتى النماذج اللغوية الذكية مثل «شات جي بي تي» تعترف بأنها لا تمتلك دقة آنية في التنبؤ بالأسعار، وأن ما تُقدّمه من توقعات ليست إلا سيناريوهات افتراضية للاسترشاد بها لا أكثر، وفقاً لموقع «كوينتيلغراف».
وبناءً على ذلك، يبقى الذكاء الاصطناعي أداةً مفيدةً لاستشراف الاتجاهات في سوق العملات الرقمية، لكنه لا يضمن تنبؤاً دقيقاً بالأسعار المستقبلية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 10 دقائق
- أرقام
ارتفاع البطالة في بريطانيا لأعلى مستوى منذ 4 سنوات
شهد سوق العمل في المملكة المتحدة تباطؤًا ملحوظًا، في ظل ارتفاع معدل البطالة لأعلى مستوى منذ أربع سنوات، وتراجع فرص التوظيف، ما يعكس حجم التحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة. وأظهرت البيانات الصادرة الخميس عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، ارتفاع معدل البطالة خلال الفترة من مارس إلى مايو ليسجل 4.7%، مقارنةً بـ4.5% في الفترة السابقة (ديسمبر–فبراير)، وهو أعلى من توقعات المحللين 4.6%. كما أظهر التقرير انخفاض عدد الوظائف الشاغرة بنحو 56 ألف وظيفة خلال الربع المنتهي في يونيو، ليصل إلى 727 ألفًا، في مؤشر على استمرار الشركات في تقليص عمليات التوظيف. وتباطأ نمو الأجور السنوي إلى 5% لكل من الأجور الأساسية ونظيرتها الشاملة للمكافآت، مقارنة بـ5.3% و5.4% على التوالي في الشهر السابق، ما يعكس تباطؤًا واضحًا في وتيرة زيادات الأجور مؤخرًا. في ظل مؤشرات تُظهر انكماش الاقتصاد ، وتصاعد الضغوط التضخمية ، وتراجعًا في أوضاع سوق العمل، يتزايد قلق المستثمرين، ما دفع البعض إلى تقليص تعرضهم للسندات البريطانية، وسط مخاوف من استمرار تدهور الأداء الاقتصادي في المرحلة المقبلة.


مجلة رواد الأعمال
منذ ساعة واحدة
- مجلة رواد الأعمال
«الإعلان الصوتي».. ثورة خفية تعيد تشكيل عالم التسويق الذكي
في عصر تشتت الانتباه البصري؛ حيث يتعرض المستهلك العادي لأكثر من 5000 إعلان مرئي يوميًا، وفقًا لتقرير 'فوربس' لعام 2023، تبحث العلامات التجارية بجد عن قنوات أكثر حميمية وفعّالية للوصول إلى جمهورها المستهدف. وهنا يظهر الإعلان الصوتي كإستراتيجية ذكية تتجاوز الفوضى البصرية، لتنفذ إلى آذان المستهلكين في لحظات تركيزهم اليومية غير المتقطعة. هذه الثورة لا تقتصر على مجرد ابتكار عابر، بل هي مدفوعة بالتفجر الهائل في استخدام الأجهزة الذكية المنزلية، مثل: Amazon Echo وGoogle Home. بالإضافة إلى الارتفاع الملحوظ في الاستماع للبودكاست بنسبة 42% عالميًا منذ عام 2020، بحسب إديسون ريسيرش لعام 2024. وتزايد انتشار السيارات المتصلة التي تقدم تجربة استماع متكاملة. الإعلان الصوتي لم يعد الصوت مجرد راديو تقليدي يبث فيه المحتوى بشكلٍ أحادي الاتجاه. لكنه تحول إلى بيئة تفاعلية وشخصية بامتياز؛ حيث يستمع المستخدمون لمحتوى يختارونه بوعي كامل أثناء القيادة. أو الطهي، أو ممارسة الرياضة، أو حتى خلال الأنشطة المنزلية. علاوة على ذلك في هذه اللحظات 'العمياء'؛ حيث تكون العينان غالبًا مشغولتين بمهام أخرى، يصبح الصوت الوسيط الإعلاني الأمثل والأكثر فعالية. وتقود هذه الظاهرة شركات تكنولوجيا كبرى وعلامات تجارية عالمية تدرك تمامًا أن 'الاستماع هو الانتباه الجديد' في عصر التعددية الحسية. وأن الأذن تشكل بوابة مباشرة إلى وعي المستهلك. نمو متسارع واستثمار غير مسبوق من ناحية أخرى تقدم الأدلة والبراهين على النمو المتسارع والتحول الإستراتيجي نحو الإعلان الصوتي مؤشرات واضحة على أهميته المتزايدة في المشهد التسويقي. وفي هذا السياق كشف تقرير IAB (Interactive Advertising Bureau) لعام 2024 أن إيرادات الإعلانات الصوتية الرقمية. التي تشمل: البودكاست، وخدمات البث المباشر (الستريمنج)، والأجهزة الذكية، نمت بنسبة 34% في عام 2023. متجاوزة حاجز 8 مليارات دولار على مستوى العالم. وبالإضافة إلى ذلك يتوقع تقرير PwC Global Entertainment & Media Outlook 2024 أن يستمر هذا النمو بوتيرة متسارعة. بمعدل سنوي مركب (CAGR) يزيد على 25% حتى عام 2027. هذا الانفجار في السوق والاستثمار يشيران إلى تحول جذري في أولويات المسوقين. ويزيدان من أهمية الإعلان الصوتي كقناة رئيسية للوصول إلى المستهلكين. تأثير يفوق التوقعات وميزة تنافسية فريدة على صعيد التأثير الفعلي أظهرت دراسة نيلسن أوديو لعام 2023 أن الإعلانات الصوتية تحقق معدلات تذكر (Recall Rates) أعلى بنسبة 24% من الإعلانات المرئية الرقمية التقليدية. ويزداد هذا التأثير بشكلٍ خاص عندما تدمج هذه الإعلانات بذكاء في محتوى بودكاست يقدمه مضيف موثوق ومحبوب من قبل الجمهور. ما يعزز مصداقية الرسالة الإعلانية ويزيد من تأثيرها. في المقابل وجدت دراسة إديسون ريسيرش لعام 2024 أن 72% من المستمعين يتخذون إجراءً مباشرًا بعد سماع إعلان صوتي. مثل: زيارة موقع إلكتروني أو البحث عن المنتج. مقارنة بـ 46% فقط للإعلانات المرئية على المنصات الاجتماعية. تلك الأرقام تؤكد قوة الإعلان الصوتي في تحفيز الاستجابة المباشرة من المستهلك. الخصوصية والاستهداف السياقي عادةً ما يقدم الإعلان الصوتي ميزة تنافسية فريدة في ظل تشديد قوانين الخصوصية. مثل: إلغاء ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) وتقليص تتبع المستخدمين عبر الإنترنت. فهو يوفر بديلًا يعتمد على الاستهداف السياقي عوضًا عن التتبع الدقيق للسلوك الفردي. هذا يعني أن الإعلان يعرض بناءً على المحتوى الذي يستمع إليه المستخدم، لا على بياناته الشخصية الحساسة. وإلى جانب ذلك يؤكد تقرير ماكنزي لعام 2024 أن 65% من المسوقين يعتبرون الصوت 'ملاذًا آمنًا' للاستثمار في عصر تقلص البيانات الشخصية. ما يسلط الضوء على قيمة الإعلان الصوتي كحل مستدام وفعُال يراعي خصوصية المستخدمين. إستراتيجيات مبتكرة في إطار الاستفادة من هذه القناة الجديدة تعتمد الشركات الذكية على إستراتيجيات مبتكرة تعظم من فعّالية الإعلان الصوتي. وأولي هذه الإستراتيجيات هو التركيز على استهداف السياق لا المستخدم. بمعنى وضع الإعلان في بيئة صوتية ذات صلة قوية بالمحتوى مثال: إعلان عن أدوات طبخ في بودكاست يتناول وصفات طعام. وفي هذا الجانب يمكن استخدام تحليل المشاعر الصوتية المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتحديد نبرة الحلقة. سواء كانت مرحة أو جادة، ومطابقتها بذكاء مع رسالة العلامة التجارية لضمان أعلى مستويات الانسجام والتأثير. دمج الإعلان في المحتوى علاوة على ذلك يعد دمج الإعلان في المحتوى نفسه، لا سيما عبر الإعلانات المقروءة بواسطة مضيف البودكاست، من أكثر أشكال الإعلان الصوتي فعّالية. ويقدم المضيف هذا الإعلان بصوته الموثوق والمحبوب. ما يمنح الرسالة الإعلانية مصداقية وتأثيرًا أكبر. من ناحية أخرى تتيح الإعلانات السردية المبرمجة (Dynamic Ad Insertion) دمج الإعلانات تلقائيًا في فترات الاستراحة. مع تخصيص الرسائل حسب الوقت أو الموقع الجغرافي للمستمع. ما يضمن وصول الرسالة الصحيحة في اللحظة المناسبة. الذكاء الاصطناعي والهوية الصوتية في هذا الجانب يسهم دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) في إنشاء إعلانات صوتية مخصصة فوريًا بناءً على ملف المستخدم أو سياق الاستماع. وذلك بصوت يشبه البشر بشكل مذهل. ما يضفي طابعًا شخصيًا وغير مسبوق على الرسالة الإعلانية. علاوة على ذلك تصبح الهوية الصوتية للعلامة التجارية (Sonic Branding) أكثر أهمية؛ حيث تطور الشركات نغمات أو مؤثرات صوتية مميزة تذكر بالعلامة في أي مكان، تمامًا كما تفعل Intel أو Netflix. لتصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية العلامة التجارية. المستقبل يسمع لا يُرى في نهاية المطاف يتضح أن الإعلان الصوتي ليس مجرد صيحة عابرة. بل هو تحول جوهري يعيد تعريف قواعد التسويق في عصر يتسم بضجيج بصري لا يتوقف. فهو بالطبع، يمثل قناة فريدة وحميمية، تتجاوز شاشاتنا المزدحمة لتصل مباشرة إلى وعي المستهلك عبر الأذن. ومع النمو الهائل في الأجهزة الذكية والاستماع للبودكاست والسيارات المتصلة. تتزايد الأدلة على أن الصوت هو الانتباه الجديد الذي يجب على العلامات التجارية أن تستثمر فيه. فيما تجاوز هذا المجال دوره التقليدي، ليصبح بيئة تفاعلية وشخصية توفر للمعلنين ميزة تنافسية لا تقدر بثمن في ظل تحديات الخصوصية المتزايدة. ومع تبني إستراتيجيات مبتكرة مثل: الاستهداف السياقي ودمج الإعلانات في المحتوى. يظهر الإعلان الصوتي قدرة فائقة على تحقيق معدلات تذكر عالية وتحفيز استجابة المستهلك المباشرة.


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
مصادر: إكس أيه آي التابعة لـ إيلون ماسك في محادثات مع السعودية لاستئجار سعة مركز بيانات
شعار شركة إكس أيه آي ذكرت وكالة بلومبرغ نقلاً عن مصادر لها، أن شركة إكس أيه آي التي يملكها إيلون ماسك تجري محادثات مع السعودية لاستئجار سعة مركز بيانات. وأضافت الوكالة أن الشركة تجري محادثات مع شريكين محتملين، الأول هو شركة هيوماين التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تقدم سعة تُقدر بعدة جيجاوات، وشركة أخرى تبني منشأة أصغر ولكنها متاحة على الفور بقدرة 200 ميجاوات. وبيّنت أن مقترح شركة هيوماين لا يزال بعيداً، إذ لم تبدأ الشركة الناشئة العمل بعد في معظم البنية التحتية التي تعهدت ببنائها، أما الشركة الأخرى، التي لم تذكر الوكالة اسمها، فتعمل بالفعل على إنشاء منشأة بقدرة 200 ميجاوات، مما يجعلها خياراً أكثر واقعية على المدى القصير. وحسب البيانات المتوفرة على أرقام ، كان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، قد أطلق في مايو الماضي شركة هيوماين، إحدى الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، التي تهدف إلى تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في منظومة القطاع. وأعلن جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة انفيديا في نفس الشهر، عن تعاون استراتيجي مع شركة هيوماين لبناء بنية تحتية ضخمة للحوسبة المتقدمة والذكاء الاصطناعي في المملكة.