logo
القاعدة الذهبية للأكل الصحي.. خبير يكشف سر الطبق المتوازن لحياة نشطة

القاعدة الذهبية للأكل الصحي.. خبير يكشف سر الطبق المتوازن لحياة نشطة

عين ليبيا٠٣-٠٥-٢٠٢٥
هل ترغب في صحة أفضل وطاقة تدوم طوال اليوم؟ الأمر لا يتطلب وصفات معقدة أو أنظمة صارمة، بل يكفي الالتزام بقاعدة بسيطة قد تكون المفتاح لحياة صحية ومتوازنة، بحسب ما يؤكده أحد أبرز خبراء التغذية.
وكشف الدكتور رومان بريستانسكي، خبير التغذية المعروف، أن القاعدة الأساسية لحياة صحية ونشيطة تعتمد على مزيج متوازن من البروتينات والدهون والكربوهيدرات، مؤكدًا أن التغذية السليمة هي العمود الفقري لصحة الإنسان الجسدية والنفسية.
وأوضح بريستانسكي أن تناول كميات مناسبة من اللحوم، الخضروات، والحبوب يشكل ما يُعرف بـ'الطبق المتوازن'، وهو ما يمد الجسم بالطاقة المطلوبة ويضمن أداء وظائفه الحيوية بشكل مثالي.
وبحسب وكالة نوفوستي، أضاف أن كل عنصر من عناصر الغذاء يلعب دورًا محوريًا في الجسم: البروتينات تبني الهياكل الحيوية، الألياف تنظف الجهاز الهضمي وتدعم صحة الأمعاء، فيما توفر الكربوهيدرات الطاقة اللازمة للأنشطة اليومية.
وأكد أن الالتزام بهذه القاعدة كافٍ للصحة العامة، لكن عند الحديث عن خطط غذائية أكثر تخصصًا، يجب تحديد الأهداف الشخصية، سواء كانت تتعلق بإنقاص الوزن، بناء العضلات أو تحسين الصحة العامة، ليُصمم النظام الغذائي وفقًا لاحتياجات كل فرد.
يذكر أن موضوع 'الطبق المتوازن' ليس جديدًا في عالم التغذية، لكنه يظل من المبادئ الأساسية التي تؤكدها معظم الهيئات الصحية العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية وجمعية القلب الأمريكية.
وتُوصي هذه الجهات دائمًا بدمج مصادر البروتين النباتي والحيواني، الدهون الصحية غير المشبعة، والكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة، في كل وجبة.
ويُعتبر هذا التوازن وسيلة فعالة للوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، فضلاً عن دعم جهاز المناعة وتحسين المزاج وجودة النوم.
يذكر أن الطبق المتوازن هو نموذج غذائي يوضح كيف يمكن للفرد أن يوزع أنواع الطعام المختلفة في وجبته اليومية للحصول على تغذية سليمة، طاقة كافية، وصحة مستدامة، والهدف من هذا النموذج هو ضمان أن يحصل الجسم على جميع العناصر الغذائية الأساسية بنِسَب معتدلة دون إفراط أو تفريط، والالتزام بالطبق المتوازن يعزز الطاقة ويساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة ويحسن جودة الحياة بشكل عام.
ويتكون الطبق المتوازن من عدة أقسام رئيسية أولها الخضروات والفواكه التي تشكل نصف الطبق لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف وتساعد في تقوية المناعة وتنظيم الهضم، والجزء الثاني من الطبق يتضمن الكربوهيدرات الصحية مثل الحبوب الكاملة كالأرز البني والخبز الأسمر والشوفان والتي تمد الجسم بالطاقة وتساهم في الشعور بالشبع لفترة أطول، أما الجزء الثالث فيتكون من البروتينات مثل اللحوم الخالية من الدهون والسمك والدواجن والبقوليات والبيض وهي ضرورية لبناء العضلات وصحة الخلايا.
ويشمل الطبق المتوازن أيضًا كمية صغيرة من الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو التي تفيد القلب والدماغ إذا استُهلكت باعتدال، وإلى جانب هذا الطبق يُفضل شرب الماء كخيار أول للمشروبات والابتعاد عن المشروبات السكرية أو الغازية التي تضر بالصحة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثورة في علم المياه… تقنية تكشف «الطحالب السامة» قبل أن تلوّث البحيرات
ثورة في علم المياه… تقنية تكشف «الطحالب السامة» قبل أن تلوّث البحيرات

عين ليبيا

timeمنذ 16 ساعات

  • عين ليبيا

ثورة في علم المياه… تقنية تكشف «الطحالب السامة» قبل أن تلوّث البحيرات

طوّر فريق علمي من جامعة برمنغهام البريطانية تقنية جديدة فائقة الدقة للكشف المبكر عن الطحالب الزرقاء السامة (السيانوباكتيريا) في المياه العذبة، وهو ابتكار يُتوقع أن يُحدث تحولًا كبيرًا في إدارة موارد المياه ومراقبة جودتها، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة. ووفق دراسة نُشرت حديثاً في دورية الجمعية الأميركية للكيمياء، تعتمد التقنية الجديدة على تكنولوجيا الطيف الكتلي المتقدمة، وتمكّن من رصد الأنواع السامة من الطحالب من خلال تحليل مركّب 'الفيكوسيانين'، وهو الصبغة الزرقاء التي تميز هذه الكائنات المجهرية. وأوضح الفريق أن الطحالب الزرقاء تلعب دورًا بيئيًا مهمًا، لكنها تُنتج أحيانًا 'السيانو توكسينات'، وهي سموم قد تُسبب أضرارًا للكائنات المائية والإنسان، منها تلف الكبد وأعراض عصبية خطيرة. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن بعض البحيرات تسجل مستويات مرتفعة من هذه السموم تفوق الحدود الآمنة لمياه الشرب. وتُمكّن الطريقة الجديدة من التمييز بين الأنواع السامة وغير السامة للطحالب في وقت قياسي، من خلال رصد اختلافات دقيقة في بنية مركّب الفيكوسيانين باستخدام أدوات طيفية وحسابية متطورة، دون الحاجة إلى مجهر أو تسلسل جيني، وهي وسائل تقليدية تستغرق وقتًا أطول وتفتقر للدقة أحيانًا. وقال الدكتور 'جاسبريت ساوند'، المؤلف الأول للدراسة، إن المنهج الجديد سريع وحساس للغاية، ويسمح بتتبع كيفية انتشار الأنواع السامة في البحيرات قبل أن تهيمن عليها. وأضاف البروفيسور 'تيم أوفرتون'، أستاذ التكنولوجيا الحيوية الميكروبية بكلية الهندسة الكيميائية بجامعة برمنغهام، أن التقنية تمثل تقدماً كبيرًا، وستساعد في حماية النظم البيئية وتحسين جودة المياه الصالحة للاستخدام البشري. وشملت الدراسة تحليلاً لعينات من بحيرات مختلفة في المملكة المتحدة، حيث لاحظ الباحثون تفاوت محتوى الطحالب الزرقاء من بحيرة لأخرى، ما يفتح المجال لرسم خرائط طيفية دقيقة لتركيبة كل بحيرة ومخاطرها. ومن المتوقع أن تُستخدم التقنية مستقبلاً في المرافق الحكومية، وشركات معالجة المياه، ومراكز الأبحاث البيئية، مع إمكانية تطوير أجهزة محمولة لتقييم جودة المياه ميدانياً خلال دقائق. ويساهم هذا الابتكار في دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خصوصًا الهدف السادس المتعلق بـ'المياه النظيفة والصرف الصحي'، والهدف الثالث بشأن 'الصحة الجيدة والرفاه'.

يسبب السكتة الدماغية.. احذر هذا النوع من بدائل السكر
يسبب السكتة الدماغية.. احذر هذا النوع من بدائل السكر

الوسط

timeمنذ 20 ساعات

  • الوسط

يسبب السكتة الدماغية.. احذر هذا النوع من بدائل السكر

وجدت أبحاث أخيرة أن بديل السكر الشهير، الذي يحمل اسم «إريثريتول»، ويدخل في تكوين عشرات المنتجات، من الآيس كريم المنخفض الكربوهيدرات وألواح البروتين إلى الصودا الخالية من السكر، قد يسبب تغيرا في الأوعية الدموية في المخ، مما يرفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ولخصت دراسة أجراها باحثون في جامعة كولورادو الأميركية إلى أن بديل السكر «إريثريتول» يدمر خلايا الحاجز الدموي الدماغي، وهو النظام الأمني في الدماغ الذي يمنع المواد الضارة، ويسمح بدخول العناصر الغذائية، بحسب موقع «ساينس ألرت». وتضيف هذه النتائج تفاصيل جديدة ومثيرة للقلق إلى الدراسات الرصدية السابقة التي ربطت بين استهلاك «إريثريتول» وزيادة معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. تدمير خلايا المخ في الدراسة الأخيرة، عرض الباحثون خلايا الحاجز الدموي في الدماغ إلى مستويات من «إريثريتول» مماثلة لتلك الموجودة في مشروبات الصودا التي تستخدم المنتج نفسه، ورصدوا تفاعلا متسلسلا من تلف الخلايا يجعل الدماغ أكثر عرضة لجلطات الدم، وهو السبب الرئيسي في الإصابة بالسكتة الدماغية. ووجد الباحثون أن بديل السكر «إريثريتول» قد حفز ما يطلق عليه «الإجهاد التأكسدي»، وهو إغراق الخلايا بجزيئات ضارة شديدة التفاعل، تُعرف بـ«الجذور الحرة»، مع تقليل دفاعات الجسم الطبيعية المضادة للأكسدة. هذا الهجوم الثنائي، كما أطلق عليه الباحثون، دمر قدرة خلايا المخ على العمل بالشكل الطبيعي والسليم، وفي بعض الحالات قضى عليها تماما. التأثير على تدفق الدم إلى المخ الأمر الأكثر قلقا كان تأثير «إريثريتول» على قدرة الأوعية الدموية على تنظيم تدفق الدم، إذ تعمل الأوعية الدموية السليمة بمثابة أجهزة للتحكم في مرور الدم، وتتسع عندما تحتاج الأعضاء إلى المزيد، وتنقبض عندما تقل الحاجة. وتحافظ الأوعية الدموية على هذا التوازن الدقيق من خلال نوعين من الجزيئات، هما «أكسيد النيتريك» الذي يعمل على استرخاء الأوعية الدموية، و«إندوثيلين-1» الذي يعمل على تضييقها. ووجد الباحثون أن «إريثريتول» يعطل هذا النظام الدقيق، ويقلل إنتاج «أكسيد النيتريك»، بينما يحفز إنتاج «إندوثيلين-1». والنتيجة هي اضطراب عمل الأوعية الدموية بشكل كبير، وحرمان الدماغ من الأكسجين والعناصر الغذائية. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن «إريثريتول» يدمر الدفاعات الطبيعية في الجسم ضد التجلطات الدموية. عادة، عندما تتشكل الجلطات في الأوعية الدموية، تطلق الخلايا منشطا للبلازمينوجين النسيجي يذيب الانسداد قبل أن يسبب سكتة دماغية. لكن بديل السكر عرقل هذه الآلية الوقائية، مما يسمح بتكون الجلطات. وتتفق نتائج الدراسة من جامعة كولورادو مع دراسات رصدية سابقة، وجدت أيضا أن استهلاك كميات كبيرة من بديل السكر «إريثريتول» يرفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية.

متى يتحول الالتهاب من وسيلة دفاع إلى خطر صحي؟
متى يتحول الالتهاب من وسيلة دفاع إلى خطر صحي؟

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

متى يتحول الالتهاب من وسيلة دفاع إلى خطر صحي؟

Getty Images "ثلاث علامات تشير إلى أنك تعاني من الالتهاب المزمن"..."10 أطعمة مضادة للالتهاب"..."أفضل مكملات غذائية لمقاومة الالتهاب"..."الالتهاب هو أصل كل الأمراض"... هذه أمثلة على عناوين مقالات ومقاطع فيديو في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي انتشرت بشكل متزايد خلال الأعوام القليلة الماضية مع تصاعد الاهتمام بالالتهاب، رغم أنه ليس مفهوماً جديداً على الإطلاق في مجال الطب. فما المقصود بالالتهاب؟ وهل هو بالفعل بهذه الخطورة؟ الالتهاب الحاد مقابل الالتهاب المزمن يوصف الالتهاب بأنه رد فعل الجهاز المناعي عندما يتعرض الجسم لإصابة أو لعدوى فيروسية أو بكتيرية. فعندما تجرح يدك ويصاب الجرح بالعدوى البكتيرية مثلاً، أو عندما ترتطم ركبتك بمنضدة، فإن الجزء المتأثر يصبح مؤلماً وساخناً عند لمسه ويحمر لونه، وقد يتورم أيضاً. يقول البروفيسور لوك أونيل مدير مجموعة أبحاث الالتهاب بكلية الكيمياء الحيوية وعلم المناعة بجامعة ترينيتي دَبلين بأيرلندا إن "هذه الأشياء تحدث لأن النسيج المصاب بالعدوى أو بجرح يفرز ما يسمى وسائط الالتهاب، والتي تزيد من تدفق الدم إلى المنطقة المتأثرة، ولهذا تصبح ساخنة وحمراء اللون. ثم تغادر كرات الدم البيضاء مجرى الدم وتدخل إلى النسيج المصاب. وأحياناً ما يتسرب سائل البلازما من الوعاء الدموي، وهو ما يسبب التورم. وتبدأ النهايات العصبية في إطلاق إشارات بسبب هذه التغيرات، وهذا هو ما يسبب الألم". الغرض من هذه الآلية هو القضاء على أية عوامل ممرضة تحاول التسلل إلى النسيج المصاب. ثم يتم إصلاح النسيج وتختفي تلك الأعراض وتعود الأمور إلى طبيعتها. وتعمل هذه الآلية بصورة مماثلة عندما نصاب بعدوى مثل الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي. الأمثلة السابقة يطلق عليها مصطلح "الالتهاب الحاد" (acute inflammation)، وهي عملية في غاية الأهمية للدفاع عن الجسم والبدء في التعافي، وبدونها قد تتفاقم الجروح وتصبح العدوى قاتلة. تحدث المشكلة عندما يخرج الالتهاب عن السيطرة، أو يستمر لفترة طويلة، ويواصل الجهاز المناعي ضخ كرات الدم البيضاء وغيرها من المواد الكيميائية لإطالة العملية. الجسم في هذه الحالة يظن أنه معرض للهجوم المستمر، وهو ما يضطر الجهاز المناعي إلى مواصلة المعركة إلى أجل غير مسمى – وهذا ما يطلق عليه "الالتهاب المزمن" (chronic inflammation). Getty Images يزداد تدفق الدم إلى المنطقة المصابة بجرح أو عدوى في الجسم، وتدخل كرات الدم البيضاء إلى النسيج المصاب لكن لماذا يخفق الجهاز المناعي في بعض الأحيان في وقف الالتهاب؟ وما العواقب؟ "هذا سؤال مهم، إجابته هي أننا لا نعرف"، هكذا أخبرني البروفيسور أونيل، مضيفا: "قد يعود السبب جزئياً إلى الجينات الوراثية، بمعنى أن يكون هناك تباين جيني في البروتينات المرتبطة بالالتهاب قد يجعلها مفرطة النشاط، أو في البروتينات المضادة للالتهاب يجعلها لا تؤدي وظيفتها بالشكل الصحيح. وعندما يصبح الالتهاب مزمناً، حينها يصاب الشخص بالأمراض الالتهابية". كيف نفرق بين الالتهاب الحاد والالتهاب المزمن؟ قد يكون عدم زوال الالتهاب بعد تأدية مهمته في الدفاع عن الجسم من سمات الالتهاب المزمن. يقول البروفيسور فيليب كولدر أستاذ علم المناعة الغذائية بجامعة ساوثهامبتون بإنجلترا لـ بي بي سي عربي إن "الالتهاب المزمن الشديد أو "عالي الدرجة" عادة ما يصاحبه ألم وتورم، وأحيانا فقدان في إحدى وظائف الجسم، ومن ثم يدرك الشخص أنه يواجه مشكلة، وقد يحاول التغلب عليها من خلال تناول العقاقير الشائعة المضادة للالتهابات مثل الأسبرين أو الأيبوبورفين وغيرهما من دون استشارة الطبيب"، مضيفا أن الشخص يلجأ إلى الطبيب عندما تكون الأعراض شديدة للغاية، فيصف له الطبيب مضادات التهاب قوية – والتهاب المفاصل مثال على الإصابة بالالتهاب الشديد أو عالي الدرجة. لكن عندما يكون الالتهاب خفيفاً أو "منخفض الدرجة" أحياناً قد لا يدرك الشخص وجوده لعدم تسببه في الألم، "هذا النوع من الالتهاب، الذي قد يستمر لسنوات، يُعتبر ضاراً على المدى البعيد، إذ إنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وتراجع القدرات الإدراكية"، وفق البروفيسور كولدر. هل الالتهاب "سبب كل الأمراض"؟ هناك الكثير من الأبحاث التي تشير إلى وجود ارتباط بين الالتهاب المزمن وعدد من الأمراض، من بينها: مرض القلب النوع الثاني من مرض السكري بعض أنواع السرطان التهاب المفاصل أمراض الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي أمراض الأيض التدهور الإدراكي فقدان العظام والعضلات المرتبط بالتقدم في العمر الاكتئاب يقول بعض الخبراء الطبيين الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، أو "المؤثرين الطبيين" كما يطلق عليهم، إن الالتهاب هو "سبب كل الأمراض". فهل هذه العبارة صحيحة، أم أنها تنطوي على تبسيط مخل؟ يقول البروفيسور أونيل إن العبارة "ليست غير معقولة، إذ يمكن النظر إلى المرض على أنه اضطراب في الجسم، والجسم يحفز الالتهاب للاستجابة لهذا الاضطراب، لكنه يمكن أن يسهم لاحقاً في تطور المرض. بيد أن هناك ما يمكن وصفه بالأمراض الالتهابية "الكلاسيكية" التي تصاحبها الأعراض الرئيسية للالتهاب مثل الاحمرار والتورم والألم والحرارة. الإصابة بكل هذه الأشياء تعني بالتأكيد وجود التهاب". أما البروفيسور كولدر فيرى أن هذه العبارة من قبيل الخرافات التي يروج لها البعض على وسائل التواصل، ويضيف أنه "لا شك في أن الالتهاب ممكن أن يكون ضاراً، وهو عامل مساهم رئيسي في العديد من الحالات الصحية الشائعة، لكن من غير المرجح أن يكون المساهم الوحيد في اعتلال الصحة". Getty Images حلقة السمنة والالتهاب المفرغة يربط الكثير من الأبحاث والدراسات بين السمنة والالتهاب المزمن. على سبيل المثال، تعريف السمنة وفقاً لدراسة أجراها علماء من جامعة كولونيا الألمانية ونشرت عام 2022 هو أنها "حالة من الالتهاب المزمن منخفض الدرجة يتسبب في العديد من أمراض الأيض". يقول البروفيسور كولدر إن "السمنة هي حالة من تراكم الدهون الزائدة في الجسم، ونطلق على دهون الجسم مصطلح "النسيج الشحمي". وعندما تزداد كمية الدهون في الجسم تصبح ملتهبة. نعرف ذلك من خلال قياس المواد الكيميائية الموجودة في الدم والتي تشير إلى وجود التهاب. وإذا فقد الشخص بعض دهون الجسم، تقل كميات هذه المواد. ولكن عندما تكون أعلى مما ينبغي، فإن أجزاءً أخرى من الجسم، مثل الكبد والبنكرياس والأوعية الدموية، تصبح ملتهبة. وربما يكون هذا هو أحد أسباب أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد والسكري والقلب". وعادة ما يتم الحديث عن أن العلاقة بين السمنة والالتهاب تشبه الحلقة المفرغة، إذ قد تتسبب زيادة الوزن المفرطة في الالتهاب، والذي بدوره يصعّب من فقدان الوزن ومن ثم يؤدي إلى تفاقم السمنة. يقول كولدر إن "الشخص المصاب بالسمنة ربما يعاني من التهاب في الأنسجة الشحمية، وقد ينتشر هذا الالتهاب فيصيب أنسجة أخرى في الجسم. كما أن الالتهاب من الممكن أن يضعف استجابة الجسم للإنسولين (مقاومة الإنسولين)، وهذا بدوره قد يؤدي إلى الإسهام في تعزيز السمنة. لكن بالعودة إلى نقطة البدء، السمنة هي التي تؤدي إلى الالتهاب وليس العكس. الالتهاب ينخفض إذا فقد الشخص المصاب بالسمنة بعض دهون الجسم". كيف نقلل من الالتهاب؟ تشير المقولة الإنجليزية "you are what you eat" (أنت ما تأكل) إلى الأثر المباشر للطعام الذي نتناوله على صحتنا، وعلاقة النظام الغذائي بالالتهاب ليست استثناءً. ينصح الأطباء دائماً بتفادي الأطعمة فائقة المعالجة أو على الأقل الحد من تناولها، لأنها عادة ما تحتوي على نسب عالية من الملح والسكر والدهون المشبعة والسعرات الحرارية وتفتقر إلى العناصر الغذائية المهمة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن. وتضم هذه الأطعمة المشروبات المحلاة ورقائق البطاطا وبعض الوجبات الجاهزة والأيس كريم. وقد ربطت دراسات عديدة بين تلك الأطعمة وبين زيادة خطر الإصابة بحالات مرضية مثل النوع الثاني من مرض السكري والقلب والسمنة. فهل توجد علاقة بين الأطعمة فائقة المعالجة وبين الالتهاب؟ يقول البروفيسور كولدر إن "الدهون المؤكسدة والسكريات المعدلة والدهون المتحولة والمشبعة والسكريات البسيطة من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم الالتهاب، أو تهيئ بيئة في الجسم تفضي إلى الالتهاب. الوجبات التي تحتوي على كميات كبيرة من هذه المكونات يرَجح أن تسهم في زيادة الالتهاب في الجسم". انتشر في الفترة الأخيرة مصطلح آخر هو "نظام غذائي مضاد للالتهاب". فهل هناك بالفعل نظام غذائي يمكن أن يحمي الجسم من مخاطر الالتهاب المزمن؟ يرى البروفيسور أونيل أن هذا المصطلح "ربما كان مبالغاً فيه لوصف الدور الذي يمكن أن يلعبه الغذاء. هناك دليل على أن النظام الغذائي غير الصحي (الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة مثلاً) من الممكن أن يساهم في الإصابة بالأمراض الالتهابية، ومن ثم فإن النظام الغذائي الصحي يمكن أن يساعد في تقليل الخطر". يتفق معه البروفيسور كولدر على أن النظام الغذائي الصحي بشكل عام يرتبط بتقليل الالتهابات. ومن بين الأمثلة التي يعطيها: النظام الغذائي المتوسطي، ونظام داش (DASH) المصمم لخفض الضغط وتعزيز صحة القلب، ونظام مايند (MIND) الذي يجمع بين النظامين السابقين بهدف تعزيز صحة الدماغ، والنظام الغذائي النوردي (Nordic) نسبة إلى دول شمال أوروبا مثل النمارك والسويد والنرويج، والذي يركز على الأطعمة المحلية والموسمية والحبوب الكاملة والأسماك وزيت الزيتون والخضروات والمكسرات والدواجن، فضلا عن الكثير من الأنظمة الغذائية الآسيوية التقليدية. Getty Images بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي، يشدد كولدر على أهمية زيادة النشاط البدني والحصول على قسط كافٍ من النوم وتقليل التوتر قدر الإمكان. هناك الكثير من الأشياء التي يتم الترويج لها لمكافحة الالتهاب، وعلى رأسها المكملات الغذائية وبعض العلاجات التي تدخل ضمن نطاق ما يعرف بالطب التكميلي أو البديل. لكن البروفيسور أونيل يقول إن الأدلة التي تدعم فوائد المكملات الغذائية محدودة، مضيفا: "وجهة نظري العامة بشأن الأساليب البديلة هي أنها قد تأتي ببعض الفوائد، ولكن معظم هذه الفوائد ربما يكون نتيجة لتأثير الدواء الوهمي (البلاسيبو)". أما في حالة الإصابة بأمراض التهابية مثل التصلب المتعدد أو التهاب المفاصل، فإن أونيل يشدد على أنه من غير المرجح أن تؤدي تغييرات نمط الحياة وحدها إلى فوائد كبيرة فيما يتعلق بإبطاء تدهور تلك الحالات المرضية، وينصح بالذهاب إلى الطبيب "للحصول على أفضل وسائل لتخفيف حدة المرض وإبطاء تطوره، إذ إن غالبية الأمراض الالتهابية تتدهور عندما تُترك من دون علاج".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store