logo
بالفيديو .. هل تخبرنا الجينات فقط من هو المصري القديم؟

بالفيديو .. هل تخبرنا الجينات فقط من هو المصري القديم؟

بوابة ماسبيرومنذ يوم واحد
أشار الدكتور طه إسماعيل رئيس معمل دراسة البقايا الآدمية بالمتحف القومي للحضارة المصرية (Bioarchaeology lab) إلى دراسة رائدة نشرتها مؤخرا مجلة Nature، حيث تم لأول مرة تحليل الجينوم الكامل لعينة واحدة تعود إلى نحو عام 2500 قبل الميلاد، من فترة الدولة القديمة.
وقال إسماعيل في تحليله إن هذه الدراسة تمثل طفرة في علم الجينوم القديم في وادي النيل، حيث توفر بيانات وراثية مباشرة تسهم في إعادة رسم ملامح التحولات السكانية في مصر القديمة خلال تلك الفترة المتميزة.
وأضاف أن أهمية هذه الدراسة تكمن في كونها تعد أول تحليل مكتمل لجينوم بشري مصري من عصر الدولة القديمة باستخدام تقنيات عالية الدقة.. فهي تكشف عن وجود تفاعل وراثي بين سكان مصر القديمة وسكان شرق المتوسط وشمال إفريقيا، ما يعكس انفتاحا جغرافيا وثقافيا لسكان وادي النيل.
كما تساهم في تفكيك الخطابات العنصرية حول "نقاء العرق"، وتبرز الطبيعة المتداخلة والمعقدة للهوية المصرية القديمة.
وأضاف د. طه إسماعيل إنه لأن مثل هذه الدراسات قد يساء استغلالها فنتسائل؛ لماذا لا تكفي الجينات وحدها لفهم الهوية؟
وأوضح أنه رغم التقدم الكبير الذي تمثله دراسات الحمض النووي القديم (ancient DNA)، إلا أن الجينوم وحده لا يفسر اللغة أو الطقوس أو الرموز أو الدين أو التجربة الجمعية. فالهوية ليست بنية بيولوجية فقط، بل هي نتاج اجتماعي وثقافي وتاريخي.
وقال :من منظور أنثروبولوجي، لفهم الهوية لا بد من التكامل بين كل من: السجل الأثري وموقع الاكتشاف، الثقافة المادية والمعتقدات الرمزية، أنماط الدفن والسياقات الاجتماعية للموت، تحليل العظام من حيث التغذية والصحة والأمراض والبنية الاجتماعية والتاريخ المحلي للمجتمع المدروس.
وذكر د. طه إسماعيل أن الدراسة المنشورة في Nature (2025) تشير إلى أن سكان مصر القديمة لم يكونوا معزولين وراثيا، بل تفاعلوا جينيا مع محيطهم، ومع ذلك تحتفظ مصر بدرجة من الاستمرارية الوراثية مع الماضي وهذا الأمر معروف لدي المتخصصين وأكد أن الدراسة قد دعمت هذا الطرح بالرجوع إلى أدبيات سابقة.
وتظهر هذه الأبحاث أن المصريين المعاصرين يحتفظون بمكونات جينية مشتركة مع سكان العصور الفرعونية، رغم التحولات الجزئية الناتجة عن التفاعلات التاريخية.
وأضاف انه من ذلك نستنتج أن المصريين المعاصرين يشكلون امتدادا بيولوجيا وثقافيا لسكان وادي النيل القدماء، وهو ما يدعمه أيضا سجل الأدلة الأثرية والمورفولوجية.
وأوضح أنه قبل ظهور تقنيات الجينوم، اعتمد علماء الأنثروبولوجيا والبيوأركيولوجيا على أدوات متكاملة، منها:
١_التحليل المورفولوجي للعظام عبر فترات زمنية مختلفة.
٢- الاختبارات الإحصائية لقياس التباين البيولوجي بين عينات قديمة وحديثة.
٣_ الربط بين أنماط الدفن والتغيرات السكانية لفهم التحول الثقافي أو الهجرة.
٤_ تحليل النظائر المستقرة لتتبع مصادر الغذاء والتنقل الجغرافي.
وتظهر هذه الأدوات أن الاستمرارية لا تعني تطابقا جينيا، بل تواصلا بيولوجيا واجتماعيا في إطار ثقافي مشترك.
وقال إنه رغم التقدم العلمي الكبير الذي تمثله هذه الدراسة، فإنها تفتح تساؤلات مشروعة لماذا لم تنجز الدراسة داخل مصر أو بمشاركة علماء مصريين؟
ولماذا لا تزال البقايا الآدمية والمومياوات المصرية تدرس في متاحف ومؤسسات غربية بمعزل عن السياق المحلي؟ ومن يمتلك الحق في سرد الماضي وإعادة بنائه علميا؟
ويرى أن إجابة هذه التساؤلات ترتبط بمفهوم "الاستعمار العلمي" (Scientific Colonialism)، وهو استمرار لهيمنة المؤسسات الغربية على الأبحاث المتعلقة بتراث الحضارات القديمة، خاصة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومؤخرا ظهرت حركات ومؤسسات منشأها السكان الأصليين تنادي باسترجاع كل هذه البقايا لعرضها ودراستها في بلادها الأصلية .
وأوضح ان مصر بدأت خلال السنوات الأخيرة في بناء بنية تحتية بحثية متخصصة في مجال الجينوم، من خلال "مشروع الجينوم المصري"، الذي بدأ بنشر نتائج عن المصريين المعاصرين، وتضم مسوداته خططا مستقبلية لتحليل جينومات قدماء المصريين ضمن إطار بحثي وطني كما أنشئت مختبرات متخصصة لدراسة الحمض النووي القديم وتحليل البقايا الآدمية، وذلك في المتحف القومي للحضارة المصرية، تمهيدا لبناء مدرسة علمية وطنية رائدة في هذا المجال.
وفي الخلاصة يقول د. إسماعيل ان الجينوم أداة قوية، لكنه لا يستطيع بمفرده أن يعرّف "المصري القديم". فالهوية تبنى عبر التفاعل مع الأرض والتاريخ والثقافة، لا عبر الكروموسومات فقط.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالفيديو .. دراسة تناقش : هل تخبرنا الجينات فقط من هو المصري القديم؟
بالفيديو .. دراسة تناقش : هل تخبرنا الجينات فقط من هو المصري القديم؟

بوابة ماسبيرو

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة ماسبيرو

بالفيديو .. دراسة تناقش : هل تخبرنا الجينات فقط من هو المصري القديم؟

أشار الدكتور طه إسماعيل رئيس معمل دراسة البقايا الآدمية بالمتحف القومي للحضارة المصرية (Bioarchaeology lab) إلى دراسة رائدة نشرتها مؤخرا مجلة Nature، حيث تم لأول مرة تحليل الجينوم الكامل لعينة واحدة تعود إلى نحو عام 2500 قبل الميلاد، من فترة الدولة القديمة. وقال إسماعيل في تحليله إن هذه الدراسة تمثل طفرة في علم الجينوم القديم في وادي النيل، حيث توفر بيانات وراثية مباشرة تسهم في إعادة رسم ملامح التحولات السكانية في مصر القديمة خلال تلك الفترة المتميزة. وأضاف أن أهمية هذه الدراسة تكمن في كونها تعد أول تحليل مكتمل لجينوم بشري مصري من عصر الدولة القديمة باستخدام تقنيات عالية الدقة.. فهي تكشف عن وجود تفاعل وراثي بين سكان مصر القديمة وسكان شرق المتوسط وشمال إفريقيا، ما يعكس انفتاحا جغرافيا وثقافيا لسكان وادي النيل. كما تساهم في تفكيك الخطابات العنصرية حول "نقاء العرق"، وتبرز الطبيعة المتداخلة والمعقدة للهوية المصرية القديمة. وأضاف د. طه إسماعيل إنه لأن مثل هذه الدراسات قد يساء استغلالها فنتسائل؛ لماذا لا تكفي الجينات وحدها لفهم الهوية؟ وأوضح أنه رغم التقدم الكبير الذي تمثله دراسات الحمض النووي القديم (ancient DNA)، إلا أن الجينوم وحده لا يفسر اللغة أو الطقوس أو الرموز أو الدين أو التجربة الجمعية. فالهوية ليست بنية بيولوجية فقط، بل هي نتاج اجتماعي وثقافي وتاريخي. وقال :من منظور أنثروبولوجي، لفهم الهوية لا بد من التكامل بين كل من: السجل الأثري وموقع الاكتشاف، الثقافة المادية والمعتقدات الرمزية، أنماط الدفن والسياقات الاجتماعية للموت، تحليل العظام من حيث التغذية والصحة والأمراض والبنية الاجتماعية والتاريخ المحلي للمجتمع المدروس. وذكر د. طه إسماعيل أن الدراسة المنشورة في Nature (2025) تشير إلى أن سكان مصر القديمة لم يكونوا معزولين وراثيا، بل تفاعلوا جينيا مع محيطهم، ومع ذلك تحتفظ مصر بدرجة من الاستمرارية الوراثية مع الماضي وهذا الأمر معروف لدي المتخصصين وأكد أن الدراسة قد دعمت هذا الطرح بالرجوع إلى أدبيات سابقة. وتظهر هذه الأبحاث أن المصريين المعاصرين يحتفظون بمكونات جينية مشتركة مع سكان العصور الفرعونية، رغم التحولات الجزئية الناتجة عن التفاعلات التاريخية. وأضاف انه من ذلك نستنتج أن المصريين المعاصرين يشكلون امتدادا بيولوجيا وثقافيا لسكان وادي النيل القدماء، وهو ما يدعمه أيضا سجل الأدلة الأثرية والمورفولوجية. وأوضح أنه قبل ظهور تقنيات الجينوم، اعتمد علماء الأنثروبولوجيا والبيوأركيولوجيا على أدوات متكاملة، منها: ١_التحليل المورفولوجي للعظام عبر فترات زمنية مختلفة. ٢- الاختبارات الإحصائية لقياس التباين البيولوجي بين عينات قديمة وحديثة. ٣_ الربط بين أنماط الدفن والتغيرات السكانية لفهم التحول الثقافي أو الهجرة. ٤_ تحليل النظائر المستقرة لتتبع مصادر الغذاء والتنقل الجغرافي. وتظهر هذه الأدوات أن الاستمرارية لا تعني تطابقا جينيا، بل تواصلا بيولوجيا واجتماعيا في إطار ثقافي مشترك. وقال إنه رغم التقدم العلمي الكبير الذي تمثله هذه الدراسة، فإنها تفتح تساؤلات مشروعة لماذا لم تنجز الدراسة داخل مصر أو بمشاركة علماء مصريين؟ ولماذا لا تزال البقايا الآدمية والمومياوات المصرية تدرس في متاحف ومؤسسات غربية بمعزل عن السياق المحلي؟ ومن يمتلك الحق في سرد الماضي وإعادة بنائه علميا؟ ويرى أن إجابة هذه التساؤلات ترتبط بمفهوم "الاستعمار العلمي" (Scientific Colonialism)، وهو استمرار لهيمنة المؤسسات الغربية على الأبحاث المتعلقة بتراث الحضارات القديمة، خاصة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومؤخرا ظهرت حركات ومؤسسات منشأها السكان الأصليين تنادي باسترجاع كل هذه البقايا لعرضها ودراستها في بلادها الأصلية . وأوضح ان مصر بدأت خلال السنوات الأخيرة في بناء بنية تحتية بحثية متخصصة في مجال الجينوم، من خلال "مشروع الجينوم المصري"، الذي بدأ بنشر نتائج عن المصريين المعاصرين، وتضم مسوداته خططا مستقبلية لتحليل جينومات قدماء المصريين ضمن إطار بحثي وطني كما أنشئت مختبرات متخصصة لدراسة الحمض النووي القديم وتحليل البقايا الآدمية، وذلك في المتحف القومي للحضارة المصرية، تمهيدا لبناء مدرسة علمية وطنية رائدة في هذا المجال. وفي الخلاصة يقول د. إسماعيل ان الجينوم أداة قوية، لكنه لا يستطيع بمفرده أن يعرّف "المصري القديم". فالهوية تبنى عبر التفاعل مع الأرض والتاريخ والثقافة، لا عبر الكروموسومات فقط.

بالفيديو .. هل تخبرنا الجينات فقط من هو المصري القديم؟
بالفيديو .. هل تخبرنا الجينات فقط من هو المصري القديم؟

بوابة ماسبيرو

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة ماسبيرو

بالفيديو .. هل تخبرنا الجينات فقط من هو المصري القديم؟

أشار الدكتور طه إسماعيل رئيس معمل دراسة البقايا الآدمية بالمتحف القومي للحضارة المصرية (Bioarchaeology lab) إلى دراسة رائدة نشرتها مؤخرا مجلة Nature، حيث تم لأول مرة تحليل الجينوم الكامل لعينة واحدة تعود إلى نحو عام 2500 قبل الميلاد، من فترة الدولة القديمة. وقال إسماعيل في تحليله إن هذه الدراسة تمثل طفرة في علم الجينوم القديم في وادي النيل، حيث توفر بيانات وراثية مباشرة تسهم في إعادة رسم ملامح التحولات السكانية في مصر القديمة خلال تلك الفترة المتميزة. وأضاف أن أهمية هذه الدراسة تكمن في كونها تعد أول تحليل مكتمل لجينوم بشري مصري من عصر الدولة القديمة باستخدام تقنيات عالية الدقة.. فهي تكشف عن وجود تفاعل وراثي بين سكان مصر القديمة وسكان شرق المتوسط وشمال إفريقيا، ما يعكس انفتاحا جغرافيا وثقافيا لسكان وادي النيل. كما تساهم في تفكيك الخطابات العنصرية حول "نقاء العرق"، وتبرز الطبيعة المتداخلة والمعقدة للهوية المصرية القديمة. وأضاف د. طه إسماعيل إنه لأن مثل هذه الدراسات قد يساء استغلالها فنتسائل؛ لماذا لا تكفي الجينات وحدها لفهم الهوية؟ وأوضح أنه رغم التقدم الكبير الذي تمثله دراسات الحمض النووي القديم (ancient DNA)، إلا أن الجينوم وحده لا يفسر اللغة أو الطقوس أو الرموز أو الدين أو التجربة الجمعية. فالهوية ليست بنية بيولوجية فقط، بل هي نتاج اجتماعي وثقافي وتاريخي. وقال :من منظور أنثروبولوجي، لفهم الهوية لا بد من التكامل بين كل من: السجل الأثري وموقع الاكتشاف، الثقافة المادية والمعتقدات الرمزية، أنماط الدفن والسياقات الاجتماعية للموت، تحليل العظام من حيث التغذية والصحة والأمراض والبنية الاجتماعية والتاريخ المحلي للمجتمع المدروس. وذكر د. طه إسماعيل أن الدراسة المنشورة في Nature (2025) تشير إلى أن سكان مصر القديمة لم يكونوا معزولين وراثيا، بل تفاعلوا جينيا مع محيطهم، ومع ذلك تحتفظ مصر بدرجة من الاستمرارية الوراثية مع الماضي وهذا الأمر معروف لدي المتخصصين وأكد أن الدراسة قد دعمت هذا الطرح بالرجوع إلى أدبيات سابقة. وتظهر هذه الأبحاث أن المصريين المعاصرين يحتفظون بمكونات جينية مشتركة مع سكان العصور الفرعونية، رغم التحولات الجزئية الناتجة عن التفاعلات التاريخية. وأضاف انه من ذلك نستنتج أن المصريين المعاصرين يشكلون امتدادا بيولوجيا وثقافيا لسكان وادي النيل القدماء، وهو ما يدعمه أيضا سجل الأدلة الأثرية والمورفولوجية. وأوضح أنه قبل ظهور تقنيات الجينوم، اعتمد علماء الأنثروبولوجيا والبيوأركيولوجيا على أدوات متكاملة، منها: ١_التحليل المورفولوجي للعظام عبر فترات زمنية مختلفة. ٢- الاختبارات الإحصائية لقياس التباين البيولوجي بين عينات قديمة وحديثة. ٣_ الربط بين أنماط الدفن والتغيرات السكانية لفهم التحول الثقافي أو الهجرة. ٤_ تحليل النظائر المستقرة لتتبع مصادر الغذاء والتنقل الجغرافي. وتظهر هذه الأدوات أن الاستمرارية لا تعني تطابقا جينيا، بل تواصلا بيولوجيا واجتماعيا في إطار ثقافي مشترك. وقال إنه رغم التقدم العلمي الكبير الذي تمثله هذه الدراسة، فإنها تفتح تساؤلات مشروعة لماذا لم تنجز الدراسة داخل مصر أو بمشاركة علماء مصريين؟ ولماذا لا تزال البقايا الآدمية والمومياوات المصرية تدرس في متاحف ومؤسسات غربية بمعزل عن السياق المحلي؟ ومن يمتلك الحق في سرد الماضي وإعادة بنائه علميا؟ ويرى أن إجابة هذه التساؤلات ترتبط بمفهوم "الاستعمار العلمي" (Scientific Colonialism)، وهو استمرار لهيمنة المؤسسات الغربية على الأبحاث المتعلقة بتراث الحضارات القديمة، خاصة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومؤخرا ظهرت حركات ومؤسسات منشأها السكان الأصليين تنادي باسترجاع كل هذه البقايا لعرضها ودراستها في بلادها الأصلية . وأوضح ان مصر بدأت خلال السنوات الأخيرة في بناء بنية تحتية بحثية متخصصة في مجال الجينوم، من خلال "مشروع الجينوم المصري"، الذي بدأ بنشر نتائج عن المصريين المعاصرين، وتضم مسوداته خططا مستقبلية لتحليل جينومات قدماء المصريين ضمن إطار بحثي وطني كما أنشئت مختبرات متخصصة لدراسة الحمض النووي القديم وتحليل البقايا الآدمية، وذلك في المتحف القومي للحضارة المصرية، تمهيدا لبناء مدرسة علمية وطنية رائدة في هذا المجال. وفي الخلاصة يقول د. إسماعيل ان الجينوم أداة قوية، لكنه لا يستطيع بمفرده أن يعرّف "المصري القديم". فالهوية تبنى عبر التفاعل مع الأرض والتاريخ والثقافة، لا عبر الكروموسومات فقط.

كيف تستخرج الذهب من هاتفك؟.. تقنية مبتكرة تحول النفايات الإلكترونية إلى مصدر ثراء
كيف تستخرج الذهب من هاتفك؟.. تقنية مبتكرة تحول النفايات الإلكترونية إلى مصدر ثراء

موجز نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • موجز نيوز

كيف تستخرج الذهب من هاتفك؟.. تقنية مبتكرة تحول النفايات الإلكترونية إلى مصدر ثراء

في عام 2022، بلغ حجم النفايات الإلكترونية التي أنتجها البشر حوالي 62 مليون طن، وهو ما يعادل أكثر من 1.5 مليون شاحنة قمامة، ويُعد هذا الرقم زيادة بنسبة 82% مقارنة بعام 2010، مع توقعات بأن يرتفع إلى 82 مليون طن بحلول عام 2030. تشمل هذه النفايات أجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف ذكية قديمة تحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب ، غير أن أقل من ربع هذه النفايات يُعاد تدويره بشكل صحيح ومستدام يحقق الربح. في مواجهة هذا التحدي، طوّر فريق بحثي بقيادة أستاذ الكيمياء جاستين تشوكر تقنية جديدة تهدف إلى استخراج الذهب من النفايات الإلكترونية بطريقة أكثر أمانًا واستدامة. هذه التقنية، التي نُشرت تفاصيلها في مجلة «Nature»، لا تقتصر فقط على معالجة النفايات الإلكترونية بل تقدم بديلاً أقل ضررًا للطرق التقليدية لتعدين الذهب، التي تستخدم مواد سامة تؤثر على صحة الإنسان والبيئة. الشكل النهائي للذهب المستخلص من الهواتف تعتمد التقنية الجديدة على مادة كيميائية متاحة ورخيصة تُستخدم عادة في تعقيم المياه، وهي حمض ثلاثي كلورو إيزوسيانوريك، وعند تنشيط هذه المادة بماء مالح، تتحول إلى وسط يمكنه إذابة الذهب واستخلاصه، ولإعادة جمع الذهب من المحلول، طور الباحثون مادة بوليمرية ماصة غنية بالكبريت، تستخلص الذهب بشكل انتقائي حتى وسط وجود معادن أخرى. ويُعتبر استخدام الكبريت العنصري، مادة ثانوية فائضة في صناعة البترول، ابتكارًا مستدامًا يعيد استخدام مورد متوفر بكثرة، كما تركز الطريقة الجديدة على الاستدامة في جميع مراحل العملية، حيث يمكن تجديد كل من المادة الكيميائية والمادة البوليمرية المستخدمة في الاستخلاص. وتمت تطوير تقنية كيميائية مبتكرة تسمح بتفكيك المادة الماصة بعد امتصاص الذهب، ثم إعادة تصنيعها من جديد، مما يدعم نموذج الاقتصاد الدائري ويقلل من الهدر. على الرغم من النتائج المبشرة، يواجه الفريق تحديات كبيرة في توسيع نطاق الإنتاج وضمان تنافسية التكاليف والفعالية مقارنة بالطرق التقليدية، لذا يعمل الباحثون حاليًا على التعاون مع الصناعة والحكومات والمنظمات غير الربحية لاختبار التقنية في التعدين الصغير، والهدف النهائي هو تقليل الاعتماد على المواد السامة وتحسين الظروف البيئية والصحية للعمال الحرفيين. وتستهدف هذه المبادرة تحسين حياة ملايين العمال في المناطق الريفية التي تعتمد على التعدين الحرفي باستخدام الزئبق، كما تقدم حلولًا أكثر أمانًا لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية في المدن، ومن المتوقع أن يساهم نجاح هذه التقنية في تقليل الحاجة إلى التعدين الأولي، مما يخفف من الأضرار البيئية ويساعد على تحقيق استدامة أكبر في استخدام الموارد الثمينة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store