
العضوية المؤجلة.. ما الذي يقف بين الفلسطينيين ومقعد الأمم المتحدة؟
اعترفت الجمعية العامة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ومنحتها حق المشاركة في مداولات الجمعية العامة بشأن القضية الفلسطينية. وحصلت المنظمة على وضع مراقب في الأمم المتحدة عام 1974
ماذا يعني أن تعترف الأمم المتحدة بدولة ما؟ ومن يملك سلطة الاعتراف بها؟ وما الطريق الذي سلكه الفلسطينيون في مساعيهم لنيل هذا الاعتراف؟ وما الفرق بين الاعتراف الثنائي واعتراف الأمم المتحدة؟ ولماذا يرفض البعض هذا الاعتراف؟
أسئلة نجيب عنها في هذا التقرير الذي يتتبع مسار مسألة العضوية الفلسطينية في منظمة المتحدة منذ 1974، وهو العام الذي سجّل أوّل حضور رسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية فيها.
ماذا يعني أن تعترف الأمم المتحدة بدولة ما؟ وما شروط ذلك وأهميته؟
Getty Images
إذا اعترفت الجمعية العامة بدولة دون موافقة مجلس الأمن، فإن الاعتراف يُعد رمزياً
الاعتراف بدولة في منظومة الأمم المتحدة يكتسب ثقلا قانونيا عندما يتوَّج بعضوية كاملة في المنظمة.
ووفقا للأمم المتحدة، يتطلّب الانضمام بعضوية كاملة توصية من مجلس الأمن تُمنح بأغلبية لا تقل عن تسعة أصوات، تليها موافقة ثلثي أعضاء الجمعية العامة.
وبالطبع، من دون استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية لحق النقض (الفيتو).
هذه العضوية تمنح الدولة كامل الحقوق، مثل التصويت، وتقديم مشاريع القرارات، والانضمام إلى سائر أجهزة الأمم المتحدة ومؤسساتها على قدم المساواة مع بقية الدول.
أما إذا اعترفت الجمعية العامة بدولة دون موافقة مجلس الأمن، فإن الاعتراف يُعد رمزيا.
رغم ذلك، فإن الجمعية العامة تملك صلاحية منح صفة 'مراقب غير عضو' كما حدث في ملف الدولة الفلسطينية عام 2012، وهو اعتراف غير مُلزم قانونياً؛ أي أنّه لا يمنح صلاحيات التصويت أو العضوية الكاملة.
هذا الاعتراف يمنح الدولة فرصة الانضمام لعدد من وكالات الأمم المتحدة، كاليونسكو وغيرها.
ما الطريق الذي سلكه الفلسطينيون؟
Getty Images
قدّم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، محمود عبّاس، طلباً رسمياً للحصول على عضوية الأمم المتحدة في خطابٍ وجّهه إلى الأمين العام بان كي مون، الذي أحاله بدوره إلى مجلس الأمن والجمعية العامة
بدأت مساعي الحصول على عضوية فلسطينية في الأمم المتحدة تدريجياً منذ السبعينيات، وأسفرت عن بعض الترتيبات دون الوصول إلى العضوية الكاملة.
كانت البداية عام
1974
، حين اعترفت الجمعية العامة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ومنحتها حق المشاركة في مداولات الجمعية العامة بشأن القضية الفلسطينية. وبعد ذلك بشهر، حصلت المنظمة على وضع مراقب في الأمم المتحدة، ما أعطاها الحق بالمشاركة في دورات الجمعية كلّها دون أن تُعامل كدولة.
وبعد شهر فقط من إصدار وثيقة 'إعلان الاستقلال الفلسطيني' عام
1988
في الجزائر من قِبل المجلس الوطني الفلسطيني وهو 'السلطة العليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده'، أقرّت الجمعية العامة استبدال اسم 'منظمة التحرير الفلسطينية' باسم 'فلسطين' في منظومة الأمم المتحدة، مع حفاظ منظمة التحرير على مركز المراقب.
بقي الأمر على حاله تقريباً 23 سنة، إلى أن جاء التحوّل الأبرز عام
2011
.
قدّم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، محمود عبّاس، طلباً رسمياً للحصول على عضوية الأمم المتحدة في خطابٍ وجّهه عبّاس إلى الأمين العام بان كي مون، الذي أحاله بدوره إلى مجلس الأمن والجمعية العامة.
تداولت لجنة قبول الأعضاء الجدد في مجلس الأمن أمر طلب منظّمة التحرير الفلسطينية لعضوية فلسطين على مدار شهرين، لم يصل فيهما أعضاء اللجنة إلى توافق. فقد أيد بعضهم الطلب، وفضّل آخرون الامتناع. ثم اقترح المجلس أن تعتمد الجمعية العامة قراراً يجعل فلسطين دولة مراقبة دون عضوية.
وهو ما حدث بالفعل في 29 نونبر
2012
، عندما اعتمدت الجمعية العامة قرارا بأغلبية كبيرة بمنح فلسطين صفة دولة غير عضو بصفة مراقب في الأمم المتحدة. صدر هذا القرار بتأييد 138 دولة، ومعارضة 9 دول، وامتناع 41 دولة عن التصويت.
كيف حرّكت الجزائر المياه الراكدة؟
Getty Images
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو ضد القرار الذي أيده 12 عضواً من أصل 15، ما حال دون تمريره.
تجددت المساعي مرة أخرى في 2024 عندما اجتمع مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار جزائري يوصي بقبول فلسطين عضوا في الجمعية العامة.
لم يصمد القرار أمام الفيتو الأميركي، رغم أنه حظي بتأييد شبه كامل داخل مجلس الأمن، فقد أيده في حينها 12 عضواً من أصل 15، وامتنع عضوان عن التصويت.
قالت واشنطن حينها إنها لا تعارض قيام دولة فلسطينية، لكن موقفها يأتي للتأكيد على أنه لا يمكن أن تنشأ هذه الدولة إلا عبر مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
فيما اعتبرت الجزائر أن التأييد الذي حصلت عليه من الدول باستثناء الولايات المتحدة يعكس أن دولة فلسطين تستحق مكانها بين أعضاء الأمم المتحدة.
بعد أسبوعين، قدمت الإمارات بصفتها رئيسة للمجموعة العربية في الأمم المتحدة حينها طلباً للجمعية العامة لدعم طلب فلسطين في الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
الجمعية العامة أوصت مجلس الأمن بأن 'يعيد النظر بشكل إيجابي في هذه المسألة، وأعربت عن بالغ أسفها وقلقها لأن تصويتاً سلبياً واحداً لأحد الأعضاء الدائمين (الولايات المتحدة) في مجلس الأمن حال دون اعتماد مشروع قرار أيده 12 عضواً في المجلس يوصي بقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة.'
يذكر أن المملكة المتحدة وسويسرا امتنعتا عن التصويت.
Getty Images
رغم أن الاعتراف الثنائي لا يضمن عضوية أممية، فإن تراكمه يُستخدم سياسياً ودبلوماسياً لحشد التأييد
ما هو الفرق بين الاعتراف الثنائي بين الدول وبين اعتراف الأمم المتحدة؟
الاعتراف الثنائي يحدث عندما تُقر دولة بشكل رسمي بوجود دولة أخرى وتُقيم معها علاقات دبلوماسية. هذا النوع من الاعتراف يُنشئ علاقة قانونية ودبلوماسية مباشرة بين الطرفين تشمل التمثيل، والمعاهدات، والتعاون السياسي أو التجاري.
بالمقابل، فإن الاعتراف الأممي لدولة كاملة العضوية يفتح الباب أمام العضوية الكاملة واستخدام أدوات القانون الدولي كافة، من رفع القضايا إلى الترشح للمناصب الدولية، وغيرها.
رغم أن الاعتراف الثنائي لا يضمن عضوية أممية، فإن تراكمه يُستخدم سياسياً ودبلوماسياً لحشد التأييد. واليوم، تعترف 149 دولة بفلسطين بشكل ثنائي، بحسب موقع الخارجية الفلسطينية، بما في ذلك دول أوروبية بارزة مثل إسبانيا، وأيرلندا، والنرويج. واليوم تسير فرنسا على الطريق ذاته.
Getty Images
اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوة فرنسا التي اتخذتها تجاه الاعتراف بدولة فلسطينية 'مكافأة للإرهاب'
لماذا ترفض بعض الدول الاعتراف بدولة فلسطينية؟
رغم اعتراف 149 دولة بفلسطين كدولة، لا تزال دول، أبرزها الولايات المتحدة، ترفض الاعتراف الرسمي بها، ويعود هذا الرفض إلى مجموعة من العوامل السياسية والقانونية.
من منظور واشنطن، إقامة دولة فلسطينية يجب أن تكون نتيجة مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، لا عبر قرارات في الأمم المتحدة. وقد عبّرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن ذلك بوضوح في أبريل 2024، قائلة: 'لا نرى أن إصدار قرار في مجلس الأمن سيوصلنا بالضرورة إلى مكان يمكننا أن نجد فيه مقترح حل الدولتين يمضي قدماً'.
أما بالنسبة لإسرائيل، فبعد تصويت الجمعية العامة في أبريل 2024، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس القرار بأنه 'عبثي وجائزة لحماس'، ودليل على انحياز الأمم المتحدة حسب تعبيره.
وكذلك اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوة فرنسا التي اتخذتها تجاه الاعتراف بدولة فلسطينية 'مكافأة للإرهاب'. كما علّق وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على القرار قائلا إن 'الدولة الفلسطينية المقترحة ستؤول إلى حكم حماس'.
من الجدير بالذكر أن اتفاقية مونتيفيديو (1933) بشأن حقوق وواجبات الدولة تنص على أن المعايير الأربعة لقيام دولة ما هي: وجود سكان دائمين، وإقليم محدد، وحكومة، والقدرة على الدخول في علاقات مع دول أخرى.
لكن دون موافقة مجلس الأمن، تظل هذه الدولة خارج قائمة الدول التي تحظى بعضوية كاملة في الأمم المتحدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 9 ساعات
- الأيام
ترامب يتعهد بخطة إنسانية لغزة واتهامات لإسرائيل بتحويل المساعدات لـ'مصيدة موت'
Reuters الطفلة جنى عيّاد، تعاني من سوء التغذية، وترقد على سرير في مستشفى بمدينة غزة. أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يعتزم طرح خطة إنسانية جديدة لتحسين إمدادات الغذاء في قطاع غزة، وذلك عقب زيارة مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى أحد مواقع توزيع المساعدات المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في القطاع، مؤكداً أن هدفه هو "مساعدة سكان غزة على العيش". ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن ترامب الجمعة إعلانه العمل على خطة "لإطعام الناس".وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد زار غزة الجمعة واعداً بزيادة المساعدات، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الانسانية في القطاع.وقبيل الزيارة، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام توزيع المساعدات الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، معتبرة أنه أصبح "مصيدة للموت" لسكان القطاع حيث تدور الحرب منذ قرابة 22 شهراً بين إسرائيل وحماس.وأصبح قطاع غزة مهدداً بـ"مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة، وبخاصّة أن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات.وأفاد الدفاع المدني في غزة أن 22 فلسطينياً قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي الجمعة، بينهم ثمانية كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات وقضى اثنان منهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات تابعة لـ"مؤسسة غزة الانسانية" في جنوب القطاع.إذ يقول لؤي محمود، أحد سكان غزة، تعليقاً على زيارة ويتكوف: "لن يرى ستيف ويتكوف الجوع، بل سيرى فقط الرواية التي تريد إسرائيل أن يراها".ويضيف لبي بي سي: "هذه الزيارة مجرد خدعة إعلامية فارغة، وليست مهمة إنسانية. لن يقدم أي حلول، بل مجرد حجج واهية تهدف إلى تلميع صورة إدارة متواطئة في معاناتنا".وقال ويتكوف على منصة إكس إن زيارته التي استغرقت "أكثر من خمس ساعات"، كانت تهدف إلى تزويد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بفهم واضح للحالة الإنسانية، ووضع خطة تهدف إلى إيصال أغذية ومساعدات طبية إلى سكان غزة". تقرير أمّمي: إسرائيل حوّلت نظام توزيع المساعدات إلى "حمام دم" واتهمت هيومن رايتس إسرائيل بإقامة نظام "عسكري معيب" لتوزيع المساعدات، حوّل العملية إلى "حمام دم" و"مصيدة موت". وجاء في التقرير إن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب".وأضافت المنظمة "الوضع الإنساني الكارثي (في غزة) هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب - وهو جريمة حرب - فضلاً عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية".وقال الجيش الاسرائيلي إنه يجري تحقيقات عقب تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين بالقرب من مناطق التوزيع.ومنذ أسبوع بدأت عدة دول بإنزال مساعدات غذائية جواً. وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس الجمعة سكاناً في قطاع غزة يهرعون للحصول على طرود أسقطت من الجو في جباليا (شمال).وأعلن الجيش الأردني في بيان الجمعة أنه نفذ "سبعة إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية وحليب أطفال إلى قطاع غزة بمشاركة عدد من الدول". وشاركت طائرات عسكرية تابعة للأردن والامارات وألمانيا وفرنسا وإسبانيا.وبلغت حمولة هذه الانزالات حوالي 57 طناً. وبلغ إجمالي الحمولة التي تم إلقاؤها منذ عودة الإنزالات الجوية قبل أسبوع حوالي 148 طناً من المواد الأساسية. لكن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أكد أن المساعدات "غير كافية وغير فعالة"، داعياً إلى استئناف عمليات التسليم البري المنسقة من الأمم المتحدة.وأكد أن ستة آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية، تنتظر خارج غزة الحصول على الموافقة لدخول القطاع. "فتح" ترفض "تطاول" حركة حماس على الأردن ومصر Reuters في المقابل، عبّرت حركة فتح، الجمعة، عن رفضها القاطع لتصريحات صادرة عن قيادات في حركة حماس ضد مصر والأردن، مؤكدة أن هذه التصريحات لا تمثل الشعب الفلسطيني وتسيء للعلاقات العربية وتضعف الدعم القومي للقضية الفلسطينية.وشددت فتح على الدور التاريخي لمصر والأردن في دعم الشعب الفلسطيني، مشيدة بمواقف الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني. كما حذّرت من ارتهان بعض الأطراف لأجندات خارجية تضر بالقضية، ودعت القوى الفلسطينية إلى تحكيم العقل، وتجنب التحريض، وتعزيز الوحدة الوطنية. حماس تردّ على ترامب استنكرت حركة حماس تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتهم فيها الحركة بسرقة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ووصفتها بأنها "باطلة ولا تستند لأي دليل"، مؤكدة أن "التصريحات تبرّئ الاحتلال وتحمل الضحية المسؤولية، وقد تم تفنيدها من قبل منظمات دولية وبتقرير داخلي لوكالة التنمية الأميركية "يو أس أيد".جاء ذلك في تصريحات للقيادي في الحركة عزت الرشق، شدد فيها على أن ما يجري في غزة من "تجويع وإبادة" هو نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية المدعومة أمركياً، داعياً واشنطن للتوقف عن ترديد المزاعم الإسرائيلية، ودعم إيصال المساعدات بشكل آمن عبر الأمم المتحدة، ورفض "مؤسسة غزة الإنسانية" التي وصفها بمصيدة للمحتاجين.وفي السياق، التقى وفد من قيادة الحركة برئاسة محمد درويش وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول، وبحث الجانبان "وقف العدوان" وجهود الإغاثة، حيث أكد فيدان أن ما يجري في غزة "جريمة إبادة جماعية"، مجدداً دعم بلاده للقضية الفلسطينية ورفض محاولات "التهجير والاستيطان وتهويد القدس". Reuters حماس تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الجمعة شريط فيديو لأحد الرهائن الاسرائيليين.وحمل الفيديو ومدته نحو دقيقة و20 ثانية، عنوان "يأكلون مما نأكل"، وظهر فيه رهينة بدا متعباً ونحيلاً في نفق، يجلس حيناً ويمشي حيناً آخر.وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الرهينة هو إيفيتار دافيد (24 عاماً) الذي احتُجز أثناء حضوره مهرجان نوفا الموسيقي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال الهجوم، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً أُطلق من اليمن أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، بينما أكد الحوثيون أنهم استهدفوا مطار بن غوريون قرب تل أبيب.وقال الجيش في بيان "اعترض سلاح الجو صاروخاً أطلق قبل قليل من اليمن وتسبّب بتفعيل انذارات في عدة مناطق في البلاد".وكان مراسلو وكالة فرانس برس سمعوا دوي انفجارات في القدس بعيد إعلان الجيش في وقت سابق رصد إطلاق الصاروخ وتفعيل الدفاعات الجوية لاعتراضه.وتبنّى الحوثيون، إطلاق الصاروخ، إذ قال المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع في بيان "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد... وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتي نوع فلسطين2"، مشيراً الى أن العملية "حققت... هدفها بنجاح بفضل الله".


المغرب اليوم
منذ 12 ساعات
- المغرب اليوم
المبعوث الأميركي يزور غزة وسط مجاعة متفاقمة وهيومن رايتس ووتش تنتقد نظام المساعدات
زار المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ، الجمعة، غزة المهددة بالمجاعة واعداً بزيادة المساعدات، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الانسانية في القطاع. قبيل الزيارة، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام توزيع المساعدات الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، معتبرة أنه أصبح "مصيدة للموت" لسكان القطاع حيث تدور الحرب منذ قرابة 22 شهراً بين إسرائيل وحماس. وأصبح قطاع غزة مهدداً بـ"مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة، وبخاصّة أن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات. وأفاد الدفاع المدني في غزة أن 22 فلسطينياً قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي الجمعة، بينهم ثمانية كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات وقضى اثنان منهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات تابعة لـ"مؤسسة غزة الانسانية" في جنوب القطاع. إذ يقول لؤي محمود، أحد سكان غزة، تعليقاً على زيارة ويتكوف: "لن يرى ستيف ويتكوف الجوع، بل سيرى فقط الرواية التي تريد إسرائيل أن يراها". ويضيف: "هذه الزيارة مجرد خدعة إعلامية فارغة، وليست مهمة إنسانية. لن يقدم أي حلول، بل مجرد حجج واهية تهدف إلى تلميع صورة إدارة متواطئة في معاناتنا". وقال ويتكوف على منصة إكس إن زيارته التي استغرقت "أكثر من خمس ساعات"، كانت تهدف إلى تزويد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بفهم واضح للحالة الإنسانية، ووضع خطة تهدف إلى إيصال أغذية ومساعدات طبية إلى سكان غزة". ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن ترامب إعلانه العمل على خطة "لإطعام الناس". واتهمت هيومن رايتس إسرائيل بإقامة نظام "عسكري معيب" لتوزيع المساعدات، حوّل العملية إلى "حمام دم" و"مصيدة موت". وجاء في التقرير إن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب". وأضافت المنظمة "الوضع الإنساني الكارثي (في غزة) هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب - وهو جريمة حرب - فضلاً عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية". وقال الجيش الاسرائيلي إنه يجري تحقيقات عقب تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين بالقرب من مناطق التوزيع. ومنذ أسبوع بدأت عدة دول بإنزال مساعدات غذائية جواً. وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس الجمعة سكاناً في قطاع غزة يهرعون للحصول على طرود أسقطت من الجو في جباليا (شمال). وأعلن الجيش الأردني في بيان الجمعة أنه نفذ "سبعة إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية وحليب أطفال إلى قطاع غزة بمشاركة عدد من الدول". وشاركت طائرات عسكرية تابعة للأردن والامارات وألمانيا وفرنسا وإسبانيا. وبلغت حمولة هذه الانزالات حوالي 57 طناً. وبلغ إجمالي الحمولة التي تم إلقاؤها منذ عودة الإنزالات الجوية قبل أسبوع حوالي 148 طناً من المواد الأساسية. لكن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أكد أن المساعدات "غير كافية وغير فعالة"، داعياً إلى استئناف عمليات التسليم البري المنسقة من الأمم المتحدة. وأكد أن ستة آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية، تنتظر خارج غزة الحصول على الموافقة لدخول القطاع. في المقابل، عبّرت حركة فتح، الجمعة، عن رفضها القاطع لتصريحات صادرة عن قيادات في حركة حماس ضد مصر والأردن، مؤكدة أن هذه التصريحات لا تمثل الشعب الفلسطيني وتسيء للعلاقات العربية وتضعف الدعم القومي للقضية الفلسطينية. وشددت فتح على الدور التاريخي لمصر والأردن في دعم الشعب الفلسطيني، مشيدة بمواقف الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني. كما حذّرت من ارتهان بعض الأطراف لأجندات خارجية تضر بالقضية، ودعت القوى الفلسطينية إلى تحكيم العقل، وتجنب التحريض، وتعزيز الوحدة الوطنية. استنكرت حركة حماس تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتهم فيها الحركة بسرقة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ووصفتها بأنها "باطلة ولا تستند لأي دليل"، مؤكدة أن "التصريحات تبرّئ الاحتلال وتحمل الضحية المسؤولية، وقد تم تفنيدها من قبل منظمات دولية وبتقرير داخلي لوكالة التنمية الأميركية "يو أس أيد".


بديل
منذ 20 ساعات
- بديل
البرنامج النووي الإيراني بين اتفاق 2015 وعدوان 2025
يبدأ أي حديث عن البرنامج النووي الإيراني من الدور المحوري لثلاث جهات رئيسية، وهي الولايات المتحدة الأمريكية كأداة العقوبات ومنطق القوة والتفاوض بشروط تعجيزية، وإسرائيل كفاعل أمني وذراع تخريبية و المحرّك الأساسي وراء العداء للاتفاق النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يغيب عنها الحياد خاصة مع هيمنة دهانقة الغرب على قراراتها. هكذا تشكل أمريكا وإسرائيل والوكالة مثلثا للتصعيد المستمر في الملف النووي الإيراني عبر عدة أدوات متكاملة تتلاقى في الأهداف وإن اختلفت الأساليب، ما يعمق الأزمة ويعقد أي اتفاق ويرفع من احتمالات انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة أو حرب بالوكالة. ستحاول هذه الحلقة من حلقات الحرب الامبريالية على إيران تقديم إيضاحات حول تطورات البرنامج النووي الإيراني الذي مر من مشروع تقني إلى ملف صراع دولي والعوامل التي أدت إلى فشل اتفاق 2015 والعدوان الصهيو-أمريكي ليونيو 2025 وكيف ساهم التحالف الصهيو-أمريكي الغربي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تأزيم المفاوضات وتغذية منطق التصعيد؟ وهل تمثل المواجهة الحالية امتدادا لمسار تفاوضي متعثر، أم تحولا نوعيا في إستراتيجية القوى الكبرى تجاه إيران في ظل التحولات العالمية السريعة؟ البرنامج النووي الإيراني بين اتفاق 2015 وعدوان 2025 شكل الاتفاق النووي الإيراني الموقع سنة 2015 لحظة مفصلية في مسار العلاقات بين طهران والقوى الكبرى، غير أن التحولات الجيوسياسية، خاصة انسحاب الولايات المتحدة منه سنة 2018، طرحت تساؤلات جوهرية حول مستقبل هذا الاتفاق، ومدى قدرة الدبلوماسية الدولية على الصمود أمام منطق العقوبات والتصعيد. وللتذكير، فقد سبق أن أبرم اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني مع مجموعة 5+1 (الصين، فرنسا، روسيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وألمانيا) سنة 2015 بلوزان ووافقت عليه إيران، المعروف أيضا باسم 'خطة العمل الشاملة المشتركة'، من أهم بنوده تقييد أنشطة تخصيب اليورانيوم، بما في ذلك عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة، ومستوى التخصيب، ومخزون اليورانيوم المخصب كل ذلك مقابل رفع العقوبات الدولية، اتفاق وصفه حينها الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ «التاريخي»، معلنا أن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل للتعامل مع طهران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، غير أنه مع مجيء ترامب خلال ولايته السابقة أعلن عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي (JCPOA) سنة 2018 وفرض أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على إيران، وهو ما رد عليه بيان مشترك لأبرز قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا بالقول أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يؤيد الاتفاق النووي ما زال «إطارا قانونيا دوليا ملزما لحل النزاع'. تجذر الإشارة إلى رفض إسرائيل لهذا الاتفاق بشكل مسبق، إذ أنه وفي يناير 2014 حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن البرنامج النووي الإيراني لن يؤخر إلا ستة أسابيع نتيجة لاتفاقيته المؤقتة مع المجتمع الدول، وكان نتانياهو يهاجم أوباما، وتحداه بدعم من اللوبي الصهيوني الذي ضغط لتعطى له فرصة إلقاء خطاب بالكونغريس الأمريكي وتم ذلك رغم اعتراض رئيس الجمهورية، كما صرح رئيس الموساد يوسي كوهين أنه 'طالما ظل النظام الحالي قائما، مع الاتفاق النووي أو بدونه، فإن إيران ستظل تشكل التهديد الرئيسي لأمن إسرائيل'. وكان هذا الانسحاب و فرض عقوبات اقتصادية أميركية 'قصوى' على إيران في قطاعي النفط والمصارف من الأسباب الأساسية لانسحاب إيران من التزامات الشفافية النووية سنة 2021 وما بعدها وتقليص التزاماتها تدريجيا، فضلا عن فشل الدول الأوروبية في تعويضها اقتصاديا وانعدام ثقتها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتهامها بتسريب معلومات عن برنامجها النووي لإسرائيل، ووقوع تفجيرات تخريبية نسبت لإسرائيل في منشأة نطنز سنتي 2020 و2021، وقد أتى رد فعل ايران المتشدد لاعتبارها أن زيادة الشفافية تسهل على الخصوم استهداف منشآتها وعلمائها. كما أقر البرلمان الإيراني في دجنبر 2020 قانونا يلزم الحكومة بتقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما لم ترفع العقوبات خلال فترة زمنية محددة، ليتم التوقف عن تطبيق البروتوكول الإضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة وغير محدودة من قبل الوكالة في فبراير 2021. انسحاب إيران ومنعها مفتشي وكالة IAEA من الوصول إلى بعض المواقع، جعل تقدير النطاق الحقيقي لبرنامجها أكثر صعوبة، ذلك أن تقارير معهد العلوم والأمن الدولي (ISIS – David Albright) تشير إلى وجود مواقع تخصيب سرية أو متنقلة داخل ايران، أتى ذلك بعد 'احتمال' تناولته تقارير استخباراتية إسرائيلية وأمريكية منذ 2020. هكذا استمر شد الحبل مع ايران طيلة ولاية جو بادن بين ايران وأمريكا المتورطة في حرب أوكرانيا، إلى أن تم انتخاب دونالد ترامب لولاية جديدة يوم 6 يناير 2025 والذي وإن ظهر منتصرا دوليا لكنه في الحقيقة انتخب لأن بلاده انهزمت في حربها بالوكالة في أوكرانيا، حيث أنه لم يكن لينتخب لو انتصر الأمريكيون في أوكرانيا، وكأن مهمته ستكون إدارة الهزيمة الأمريكية، وربما الحرب الجديدة مع ايران بالوكالة أيضا بواسطة ربيبه الكيان الصهيوني هي محاولة للفوز بحرب أخرى وإظهار قوة أمريكية لا تقهر أمام عدو أضعف، هو طريقة لإدارة تلك الهزيمة في أوكرانيا. إنها عقلية الكوبوي العدمية التي تحتاج دائما إلى صراع، وهي حاجة داخلية لمهاجمة قوة أضعف من روسيا. خلفية الصراع الصهيو-أمريكي مع ايران يتجذر الصراع بين الصهيو-أمريكي مع إيران في مزيج من العوامل السياسية والعقائدية، والأمنية والنووية، وتعود جذور هذا التوتر إلى ما بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، التي أطاحت بحليف واشنطن واسرائيل في طهران (الشاه محمد رضا بهلوي) وأقامت نظاما إسلاميا مناهضا للغرب، ما أدى إلى قطع العلاقات بين إيران وأمريكا وبدء عقود من العداء. كما أنه دائما ما تتهم أمريكا وإسرائيل إيران بالسعي إلى التوسع الإقليمي عبر 'أذرعها' العسكرية والسياسية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين، وسبق أن صنفت أمريكا ايران كدولة راعية للارهاب والحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية بسبب أنشطته الإقليمية، كما يعتبر الكيان الصهيوني الوجود الإيراني قرب حدودها في سوريا تهديدا استراتيجيا حيث تنفذ بانتظام غارات جوية ضد أهداف إيرانية هناك. وفي نفس السياق، تعتبر الاغتيالات أداة استراتيجية وجزءا أساسيا من العدوان الصهيوني على إيران وهو أحد أوجه 'الحرب الرمادية' ، لقد اقترف الصهاينة سلسلة من الاغتيالات للعلماء الإيرانيين النوويين عبر التاريخ منذ 2010-2012 باغتيال مسعود محمدي ومجيد شهرياري وداريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن في طهران و في نوفمبر 2020 تم اغتيال محسن فخري زاده الملقب بـ 'عراب البرنامج النووي الإيراني ، كما تم اغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين خلال الضربات الصهيونية في يونيو 2025 يتعلق الامر ب 14 عالما من أفضل الكوادر العلمية بمستوى عال جدا من الخبرة والمعرفة في المجال النووي، غير أن أغلب المغتالين تقدموا في السن، مما يجعل استمرارهم أمرا غير ممكن. هذه الاغتيالات لن تؤثر على البرنامج النووي الإيراني بشكل جوهري وتأثيرها محدود جدا، لأنهم نقلوا الخبرة إلى الجيل الجديد من العلماء الإيرانيين من الجيل الثاني والثالث. في الواقع، ضربات الكيان الصهيوني أعطت فرصة كبيرة للشباب كجزء من برنامج نووي ضخم ومتماسك، بحيث يشارك فيه أعداد كبيرة من العلماء والفنيين. لذلك، رغم أن اغتيال العلماء يترك تأثيرا معنويا كبيرا، إلا أن تأثيره الفني سيكون محدودا، ولن يكون قادرا على إيقاف تقدم البرنامج النووي الإيراني. الصراع الصهيو-أمريكي مع إيران هو صراع وجودي استراتيجي طويل الأمد، يتمحور حول النووي و الأمن الإقليمي والنفوذ السياسي والعداء الأيديولوجي، وحتى اليوم، لا تزال الحلول الدبلوماسية تواجه عقبات كبيرة، في ظل تصاعد الثقة العسكرية الإيرانية وتشدد إسرائيل وأمريكا في منعها من امتلاك سلاح نووي أو ترسيخ نفوذها الإقليمي. أبرز محطات المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني انطلق البرنامج النووي الإيراني في عهد محمد رضا بهلوي سنة 1957 باتفاقية تعاون نووي مدني مع الولايات المتحدة مع الرئيس دوايت آيزنهاور ضمن البرنامج الأمريكي 'الذرة من أجل السلام' حيث تم نقل مقر معهد العلوم النووية التابع لمنظمة المعاهدة المركزية من بغداد إلى طهران واستمر التعاون إلى غاية 1979 لتتدهور العلاقات بين الطرفين مع الثورة الإيرانية إلى أن وصلت حد القطيعة حيث انسحبت الشركات الغربية وغادر علماء الذرة الغربيين المشاريع النووية الإيرانية. ولقد صنفت وزارة الخارجية الأميركية إيران 'دولة راعية للإرهاب' لأول مرة في 19 يناير 1984، وفرضت عليها عقوبات تشمل قيودا على المساعدات وحظرا على تصدير وبيع المعدات الدفاعية وتقييدا على تصدير المواد التي يمكن استخدامها سلميا أو عسكريا، وبسبب القطيعة مع أمريكا والغرب، سعت إيران للحصول على دعم تقني من دول غير غربية حيث وقعت سنة 1985 على اتفاقية للتعاون النووي مع الصين لإنشاء مركز أبحاث نووية في أصفهان وتزويدها بتكنولوجيا معالجة الوقود النووي وتدريب العلماء الإيرانيين، ومع روسيا لشراء مفاعلات الماء الثقيل واستكمال بناء محطة بوشهر للطاقة النووية، الشيء الذي دفع الرئيس الأميركي بيل كلينتون إلى توقيع قانون يفرض عقوبات على الأفراد والمؤسسات التي تدعم البرنامج النووي الإيراني. سنة 2002 كشف مجموعة من العملاء أن إيران تبني سرا منشأتين لتخصيب اليورانيوم في مدينة نطنز وأراك وهو ما أقرت ايران ودفعها للموافقة على تعديلات تلزمها بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأية منشئة نووية تود بناءها. في هذا السياق، وفي نفس السنة، خاضت ايران مفاوضات مع كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا توجت بـ ' إعلان سعد آباد' سنة 2003 برعاية مباشرة من حسن روحاني حين كان أمين مجلس الأمن القومي، والإعلان الطوعي عن تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم في جميع منشآتها النووية وتوقيع ايران البروتكول الإضافي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية دون الحصول على أي تنازلات جوهرية من القوى الغربي اللهم التعهد بعدم الإحالة لمجلس الأمن وهذا من الأخطاء الاستراتيجية الكبرى لإيران. سنة 2004 أعلنت إيران، في عهد الرئيس محمد خاتمي، عن استئناف بناء مفاعل نووي يعمل بالماء الثقيل متجاهلة طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتعليق جميع أنشطة التخصيب، وتوقيع اتفاق باريز بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن ضمانات سلمية البرنامج النووي الإيراني، وجاء أحمدي نجاد سنة 2005 ليصرح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن حرمان إيران من حقوقها النووية بأنه 'أبارتايد نووي' ليصدر تهديد للرئيس الأميركي جورج بوش أمريكي لإيران باستخدام القوة العسكرية ضد برنامجها النووي، لتصيغ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قرارا في الأمم المتحدة يلزم طهران بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم بناء على تقرير عدم التزام ايران باتفاقية الضمانات أحالته الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس الأمن الدولي سنة 2006، لتشكل الدول الخمس الدائمة العضوية، في نفس السنة، مجموعة التفاوض أضافت اليها المانيا ذات العلاقة الخاصة مع إسرائيل والداعمة التاريخية لإسرائيل والشريكة الموثوقة في أعين واشنطن وتل أبيب ( مجموعة 5+1) والتي قدمت عرضا لإيران يتضمن حوافز اقتصادية وتقنية مقابل التعاون الكامل مع الوكالة بشأن برنامجها النووي، وبالرغم من بدء المفاوضات مع ايران في الفترة ذاتها يصدر مجلس الأمن الدولي القرار 1737 في دجنبر من نفس السنة مما يكشف عن إحدى التناقضات الرئيسية في إدارة الملف النووي الإيراني دوليا. استمر، منذ ذاك الحين، التكالب الغربي والأمريكي والصهيوني وأداتهم الامبريالية المسماة وكالة ذرية في تبادل للأدوار مع الكيل بمكيالين مع ايران بخصوص برنامجها النووي بتوسيع العقوبات التكنولوجية والمالية والسياسية وشن هجمات إلكترونية لتخريب وتعطيل ذلك البرنامج (مثل فيروس 'ستاكسنت')… إلى أن جرى أول اتصال مباشر بين أميركا وإيران والاعلان عن التوصل إلى اتفاق 'خطة العمل الشاملة المشتركة' سنة 2015 وانسحاب أمريكا منه سنة 2018 لتعود المفاوضات مع انتخاب بايدن سنة 2021 وتفشل مفاوضات فيينا سنة 2022 في استعادة خطة 2015 إلى أن عاد التفاوض مع ترامب سنة 2025 والذي أدى للعدوان الأمريكي الصهيوني على ايران. العلمي الحروني – قيادي يساري – الحزب الاشتراكي الموحد