logo
احمد ابو هزيم يكتب : منظومة تحديث تعيد إلى بعض المواقع الرسمية والشعبية اعتبارها

احمد ابو هزيم يكتب : منظومة تحديث تعيد إلى بعض المواقع الرسمية والشعبية اعتبارها

وطنا نيوزمنذ 4 أيام
بقلم / احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم – ابو المهند
المواطن الأردني رغم الوجع … يكاد يتميز عن غيره في انتماؤه الفطري لبلده ، ودائماُ ما يبقى في دائرة حُسن الظن …' وإن كان غير مقتنع ' بكافة الإجراءات ' الأُحادية ' التي اتخذتها الحكومات السابقة والحالية ، تحت عناوين مختلفة … ، مصدر عدم الثقة يعود إلى ما واجهه من ' إحباط ' جراء سياسات الجباية المستمرة ، بالإضافة لما أصابه من لهيب نار إدارة الفشل لبعض المسؤولين تحت عنوان القادم أجمل ، أما مسألة قبول المواطن بواقع صعب التحمل أو السكوت القسري ، يعود إلى ثُلاثية الحكمة التي يتمتع بها الشعب الأردني بدءاً من الْوَلَاء و الانْتِماء ، و الإيمان بالقضاء والقدر ، و تجنب ما هو أبلغ للمحافظة على نعمة الأمن والأمان التي افتقدها الغير من عالمنا العربي ، وفي مجمل الأحوال ضاع من عمر الوطن سنوات وسنوات سعت فيه كثير من الدول إلى دخول عصر جديد من الرفاهية وجودة الحياة ، بعدما اسْتَكملت بنجاح كل متطلبات الإنضمام إلى نادي دول العالم المتقدم التى تتنافس على من يتَبَوَّء المراكز الأولى أو حتى الوسط في كافة المجالات ، وترك باقي المواقع ' الخلفية ' للدول الجالسةِ على قارعةِ طريق البنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي ، ومنظمات أل NGOs ،
تساؤل مشروع : –
ما الذي يمنعنا في الأردن من أن نشتبك من المسافةِ صفر مع كل عوامل النجاح المتاحة لدينا ، والتي قد لا تتوافر في دول سبقناها في الماضي على قائمة التصنيفات العالمية ، وربما سبقناها أيضاً في الاستقلال والانْضِمام إلى المؤسسات الدولية ، وها هي اليوم دول يُشار لها بالبنان تتقدم علينا في التكنولوجيا والاقتصاد والتعليم والرعايةالصحية وغيرها من المجالات المختلفة التي ' صرفنا ' عليها الكثير من الوقت والمؤتمرات والمحاضرات والندوات والأموال تحت بند برنامج ' تحول ' ومنظومات تحديث ، وتم تسليم هذه الملفات إلى أشخاص طارئون تسللوا من الخلف إلى مواقع صنع القرار ، بالكاد يعرف بعضهم إدارة شؤون حياته اليومية ! ، ولكن بالكذب … والنفاق … والتملق … وسيطرتهم أو قربهم من بعض وسائل الإعلام استطاعوا إيهام الجميع بأن الأردن على الصعيد التنموي سيكون دولة ريادية في المنطقة والعالم !!! ، والنتيجة في بطون الكتب وعلى محركات البحث لمن يرغب معرفة أين أوصل هؤلاء المسؤولين البلد ، مع أننا نمتلك الكثير مما لا يمتلكه الغير ، وليس أدل على ذلك من أن الأردن لما له من أهمية جيوسياسية واقتصادية شهد الكثير من الحضارات والأمم على مر التاريخ عندما كانت دول متقدمة في عالمنا اليوم غير موجودة على خارطة العالم في ذلك الحين .
بعد عقود من الزمن : –
في عصرنا الحديث ورغم وجود الأردن في صُلب أكثر قضية عادلة في التاريخ ' القضية الفلسطينية ' ، يبقى الأردن مٌستهدف من أشرس عدو عرفته البشرية مسنوداً من دول عظمى ، ورغم ' دفع ' الأردن قيادة وشعب ثمن باهض لقاء مواقفه المبدئية إلا أن الدولة الأردنية بكافة هياكلها ما زالت صامدة بجهود مؤسسات بعينها تسهر على أمنة واستقراره ، ولكن هل الصمود والوجود يكفي ؟ وهل نبقى في كل ' إخفاق ' نندب الظروف الدولية المحيطة ، وسمفونية ' الكذب ' تعزف لحنها ' المقيت ' بأن الأردن فقير بموارده الطبيعية ؟ .
سؤال برسم الإجابة : –
قد يتساءل البعض من محبي الأردن من الغيورين على ترابه الوطني حتى أخمص قدميه بعيداً عن ' الوصوليون والمنافقين ومرتادي عتبات ' مسؤولي الفساد و الإفساد ' عن مَغْزَى هذه المقدمة ، ولما لا يكون الدخول في صُلب الموضوع والبث المباشر من موقع الحدث حتى تكون الأمور أكثر وضوحاً ؟ .
دعوة لفهم بعض الحقائق : –
عندما تفككت منظومة القيم التي بناها الرواد الاوئل من رجال الدولة ، وحل مكانهم موظفين بنفس الرتب والألقاب اكتشفنا أن ' القادم الأجمل ! ' تلك الجملة الشهيرة التي أصبحت ترند ل أحد رؤساء الوزارات السابقين ، ما هي إلا فخ نصبه بعض من تولى المسؤولية لاحقاً بدون مؤهلات أو رؤية إصلاحية أو إدارية حتى يسْتَنْزف الوطن ويُبقي جُرحاً دامياً في خاصرته ، ويَستهلك رصيداً ثميناً من إمكانياته البشرية والمالية ، ويتربع على كرسي المسؤولية حتى خريف العمر دون إنجازات تُكتب في سفر التاريخ ، نعم … كل يوم نفيقُ على أزمةٍ ربما تكون مفتعلة أو قرار ارتجالي لمصالح شخصية أو بالاتفاق مع الغير تحت شماعة منظومات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري ' دُون أَنْ يَرِفَّ جَفْنُ عَيَّنَ ' لذلك المسؤول الذين تَقدم من الخطوط الخلفية إلى مواقع صنع القرار في مؤسسة ما أو ربما حصل على موقعه نتيجة شهادة مزورة أو بسبب ممارسته النفاق ' المنظم ' أو أتاه … هاتف غامض اسْتَباح حُرْمَة الليل ، أو رد ' لكرم حاتمي مزيف ! ' مصلحة على ' سِدْرْ منسف ' ، من يدري ؟ ربما أُسْلُوب جديد في الغش والخداع اسْتَعَارَهُ ذلك المسؤول الفاسد من محركات البحث .
المحافظة على وجودهم واستمرار نهجهم : –
تبدأ سلاسل توريد الفشل عبر إنتقال شلل الفساد و الإفساد من موقع إلى موقع ، ويستمر تدويرهم أو إعادة تدويرهم بما يضمن ثبات وبقاء المنظومة متكاتفة استعداداً لتوريث المواقع الوظيفية أو استحداث مناصب لأبنائهم ، وتستمر المسيرة … .
بدون مؤهلات : –
ومما يساعد على بقاء تاثيرهم الطاغي في الحياة الرسمية والشعبية هو أدبيات المجتمع الأردني في احترامه الزائد لهذه النوعيات من ' الفاسدين والمنافقين والفاشلين ' لمجرد أنهم أصبحوا رجال مجتمع أو أصحاب مواقع رسمية أو شركات خاصة ! حريصين على مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم و ' مناسفهم ' وهو الأهم ، ومن الغرابة بمكان أن مقياس الأداء عند المواطن الأردني إذا رغب في تقييم أي مسؤول أو أي شخص يرغب في ترشيح نفسه إلى موقع ما ، يعتمد على مُشاركاته الإجتماعية ، شكل ابتسامته … ملاءته المالية … ، هذة المؤهلات الشخصية كفيلة بأن يصل من خلال أحدهما أي شخص إلى موقع نائب ، رئيس بلديه ، أمين عام حزب ، شيخ ، وجيه … وزير ، عين … إلخ .
النتيجة : –
المشيخة والمسؤولية التي آلت للبعض بطرق ملتوية كلفت الأردن سنوات عزيزة من عمر أجيالة ، و ' قضت ' على أمال فقرائه الحالمين بمغادرة كريمة لمربع جيوب الفقر ، وتسببت في ضياع شباب في عمر الورد قابعين على قوائم الانتظار لإقلاع آمن من ديوان البطالة ، وأجهزت على طموح الشرفاء بأن يصبح الأردن دولة متقدمة بكافة المجالات مثلما هو وأحة للأمن والأمان ،
منظومات التحديث : –
لا نحتاح إلى منظومات تحديث سياسي واقتصادي وإداري في ' ظل هكذا مسؤولين ' حيث أصبحت هذه المنظومات شماعة لبعضهم في تسويق أي قرار خاطئ يتخذه حتى يبرر ' فشله ' في إنجاز يعيد للوطن ألقة أو يبتغي من وراء ذلك شراء الوقت حتى يمضي أكبر فترة ممكنة على كرسي المسؤولية ويتنقل بكل نعومة و رشاقة ' وبكل شفافية !!! ' ببن مواقع المسؤولية ، متسلحاً بكم هائل من عناوين فضفاضة لقصص نجاحات ' وهمية ' على الورق لم نلمس لها ' أثراً بعد عين ' .
الخُلاصة …
كمواطنين أردنيين نعيش على حب بلدنا ونَتَنَفَّسُ هَوَاءَهُ ، نحتاج إلى منظومة إصلاح واحدة تدعوا إلى غربلة المواقع الرسمية والشعبية من الفاشلين والمنافقين والفاسدين ، وبعدها سنجد الأردن في مقدمة الركب مُقبلاً على الإنجاز محولاً كل مُقدرات الوطن إلى قصص نجاح حقيقية لا مبادارات وهمية مبنية على التسحيج والتطبيل تستنزف كل إمكانياته وطاقاته .
حمى الله الأردن وأحة أمن واستقرار ، و على أرضه ما يستحق الحياة ،
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اتفاقية وادي عربة: رؤية تحليلية في ظل المتغيرات الإقليمية
اتفاقية وادي عربة: رؤية تحليلية في ظل المتغيرات الإقليمية

عمون

timeمنذ 9 ساعات

  • عمون

اتفاقية وادي عربة: رؤية تحليلية في ظل المتغيرات الإقليمية

مقدمة: وقّع الأردن وإسرائيل اتفاقية السلام المعروفة باسم "وادي عربة" في عام 1994، لتكون ثاني اتفاقية سلام بين دولة عربية وإسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد المصرية ، ورغم مرور أكثر من ربع قرن على الاتفاق ، لا تزال أصوات أردنية شعبية وسياسية تطالب بإلغائها ، خاصة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ، والانتهاكات المتكررة في القدس والمسجد الأقصى ، فهل يستطيع الأردن فعليًا التنصّل من الاتفاق؟ وما الذي يحتاجه عربيًا للقيام بذلك؟. أولًا: الإطار القانوني للانسحاب من الناحية القانونية، يحق لأي دولة موقّعة على اتفاقية دولية أن تنسحب منها وفقًا للمادة 54 من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات، شريطة وجود بند يسمح بذلك، أو وجود خرق جوهري من الطرف الآخر. اتفاقية وادي عربة تنص على آليات تسوية في حال نشوء خلاف، ويمكن للأردن الاستناد إلى: • الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات. • المساس بالوصاية الهاشمية على القدس. • التوسع الاستيطاني الذي يُقوّض مبدأ حل الدولتين. ثانيًا: التحديات التي يواجهها الأردن 1 - التحدي الاقتصادي: • يعتمد الأردن على مساعدات أميركية تتجاوز 1.5 مليار دولار سنويًا. • هناك اتفاقيات طاقة ومياه مرتبطة بالتعاون مع إسرائيل (مثل اتفاقية الغاز وخطط مشروع المياه مقابل الكهرباء). 2 - التحدي الأمني: • يواجه الأردن تحديات على حدوده مع فلسطين المحتلة. • أي انسحاب غير مدروس قد يُشعل توترات أمنية ويؤثر على الاستقرار الداخلي. 3- الضغوط الدولية: • الانسحاب قد يُعرّض الأردن لضغوط دبلوماسية ومالية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية. • العلاقات مع الغرب تمر من خلال البوابة الإسرائيلية في كثير من الملفات. ثالثًا: ما الذي يحتاجه الأردن عربيًا للانسحاب؟ 1. دعم مالي بديل: o تعهد خليجي (سعودي، كويتي، إماراتي) بتأمين دعم اقتصادي مستدام. o تمويل مشاريع تنموية بديلة عن المساعدات الغربية. 2. بدائل استراتيجية للطاقة والمياه: o دعم مشاريع الربط الكهربائي والمائي مع السعودية ومصر. o تسريع مشروعات تحلية المياه المستقلة داخل الأردن. 3. غطاء سياسي ودبلوماسي عربي: o إعلان دعم عربي رسمي (قمة عربية أو مبادرة مشتركة). o موقف عربي موحّد يحصّن الأردن من الضغوط الدولية. 4. تعاون أمني إقليمي: o شراكة أمنية ومعلوماتية مع دول الجوار لضمان استقرار الحدود في حال التصعيد. وفي الختام فان اتفاقية وادي عربة ما زالت قائمة، وان الأحداث المتكررة في فلسطين – خاصة في غزة والقدس – تضع الأردن في موقف صعب بين التزاماته الدولية وواجباته التاريخية تجاه القضية الفلسطينية ، وقد اوقعته في موجة عارمة من التشكيك والتخوين وهو ما يثير جدلا في الأوساط الشعبية والإعلامية ، من بعض الدول والجهات الشعبية، فان انسحاب الأردن من اتفاقية وادي عربة ليس مستحيلاً ، لكنه يتطلب بنية عربية صلبة داعمة تُمكّنه من تحمّل الكلفة السياسية والاقتصادية لهذه الخطوة، وإن لم يكن الإلغاء خيارًا فوريًا ، فإن تجميد الاتفاقية أو مراجعة بعض بنودها بات مطلبًا واقعيًا يستحق النقاش الجاد داخل الأردن وعلى مستوى الأمة العربية. حمى اللة الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه.. *مراجع: 1. وزارة الخارجية الأردنية، نص اتفاقية وادي عربة 1994. 2. USAID Jordan Annual Report 2023. 3. نص اتفاقية الغاز بين الأردن وإسرائيل – شركة الكهرباء الوطنية (NEPCO). 4. تقارير البنك الدولي حول اعتماد الأردن على المساعدات الخارجية. 5. اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات، المادة 54، 1969. 6. تصريحات الملك عبدالله الثاني حول الوصاية الهاشمية، 2022 و2023.

الأردن يوقع اتفاقيات تمويل ومنح بـ5.7 مليار دولار دعمًا للتنمية والتحديث الاقتصادي
الأردن يوقع اتفاقيات تمويل ومنح بـ5.7 مليار دولار دعمًا للتنمية والتحديث الاقتصادي

وطنا نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • وطنا نيوز

الأردن يوقع اتفاقيات تمويل ومنح بـ5.7 مليار دولار دعمًا للتنمية والتحديث الاقتصادي

وطنا اليوم:تمكنت الحكومة خلال النصف الأول من العام الحالي من تأمين منح وقروض تنموية وشراكات تجاوزت قيمتها الـ 5.7 مليار دولار، بموجب اتفاقيات رسمية وقعتها مع مؤسسات مالية دولية ودول مانحة، في دفعة قوية لرؤية التحديث الاقتصادي، وتلبية أولويات المملكة في مجالات الأمن الغذائي والمائي والطاقة والتعليم والحماية الاجتماعية. شراكة مع الاتحاد الأوروبي مطلع العام الحالي، ارتفع حجم المساعدات المباشرة ومتعددة السنوات التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لدعم الأردن أكثر من 3 مليارات يورو، لتندرج ضمن شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي، وتحفيز التنمية، وتوسيع أطر التعاون المؤسسي بين الجانبين. ففي 29 كانون الثاني، شهد جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بروكسل توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الأردن والاتحاد الأوروبي. ولدعم تحقيق أهداف هذه الاتفاقية، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم حزمة من المساعدات المالية للأردن بقيمة 3 مليارات يورو للأعوام 2025–2027. وتتضمن هذه الحزمة منحا مباشرة بقيمة 640 مليون يورو، واستثمارات بقيمة 1.4 مليار يورو، ومخصصات لدعم الاقتصاد الكلي تبلغ مليار يورو. وفي أيار، حصلت الحكومة على منحة مقدمة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 20 مليون يورو، لتنفيذ المرحلة الثانية من برنامج مرفق تنفيذ الشراكة، ويهدف البرنامج إلى تعزيز فعالية وكفاءة مؤسسات القطاع العام في تنفيذ أولويات الشراكة، وتطوير الأطر التنظيمية والسياسات الممكنة للنمو والاقتصاد الأخضر والرقمي والشامل في المملكة. في 20 شباط 2025، وقّعت وزارة التخطيط والتعاون الدولي مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على اتفاقية قرض واتفاقية ضمان بقيمة 56.5 مليون دولار (قرابة 54.7 مليون يورو)، لدعم تنفيذ مشروع محطة الشمال وخطوط النقل الكهربائي – محطة الشمال الخضراء. وفي إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، جرى تقديم منحة استثمارية بقيمة 12.4 مليون يورو، إلى جانب منحة فنية بقيمة 2.2 مليون يورو، للمساعدة في تنفيذ هذا المشروع، حيث جرى التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية والشاملة مع الاتحاد الأوروبي في فتح آفاق ومجالات للتعاون بين الجانبين، وأهمية الدعم الفني المقدم من البنك لبناء القدرات وتوفير التدريب المهني في قطاع الكهرباء، وتزويد العاملين بالمهارات الرقمية لتلبية متطلبات السوق وتعزيز الكفاءات. أكثر من مليار دولار من البنك الدولي وخلال النصف الأول من العام الحالي، بلغ إجمالي التمويلات من قروض ومنح وقعت مع البنك الدولي 1.112 مليار دولار، توزعت إلى 6 برامج ومشاريع (جديدة وتكميلية) تنموية في مجالات النمو الاقتصادي وريادة الأعمال والطاقة والحماية الاجتماعية. ويشمل التمويل عدة محاور رئيسية، أبرزها اتفاقية سياسات التنمية لتحقيق النمو والتنافسية في الأردن، والتي تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار، وتهدف إلى فتح مجالات الاستثمار، وزيادة الصادرات، وخلق الوظائف، لا سيما بالنسبة للشباب والنساء. كما يشمل التمويل المرحلة الثانية من مشروع 'الصندوق الأردني للريادة'، والذي تبلغ ميزانيته 50 مليون دولار، ويهدف إلى تعزيز تمويل الأسهم في المراحل المبكرة للشركات الناشئة ذات النمو المرتفع في قطاعات رئيسية مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الخضراء، وتكنولوجيا الصحة. كذلك تضم الاتفاقية برنامج الحماية الاجتماعية القادرة على الصمود والاستدامة، بقيمة 400 مليون دولار أميركي، والذي تم تصميمه لتحسين قدرة الأردن على الاستجابة للصدمات، مع تعزيز الدعم للفئات الهشة. كما وقّع البنك الدولي في نيسان الماضي مع الحكومة الأردنية تمويلا إضافيا لبرنامج كفاءة قطاع الكهرباء وموثوقية إمداداته بقيمة 250 مليون دولار، بهدف توسيع نطاق الدعم لعملية التحول نحو الطاقة النظيفة في الأردن، بالإضافة إلى تحسين استقرار الشبكة العامة واستدامتها المالية. وفي 19 حزيران 2025، وافق البنك على تقديم منحة إضافية لمشروع (مسار) لتحديث التعليم وتنمية المهارات وتنفيذ إصلاحات إدارية بقيمة 5 ملايين دولار، إذ تأتي المنحة إضافة لمنحة سابقة بلغت 7 ملايين دولار، وقرضا بقيمة 393 مليون دولار من أصل المشروع. وفي 22 حزيران 2025، وافق البنك على تقديم منحة إضافية جديدة لمشروع يدعم إدارة الإصلاحات الحكومية بتمويل قدره 7.5 مليون دولار، مما يرفع إجمالي التمويل إلى 23.3 مليون دولار، ومدة التنفيذ لمدة 3 سنوات إضافية (2026-2028). 280 مليون يورو من ألمانيا وبلغ مجموع الاتفاقيات الموقعة بين الأردن وألمانيا خلال النصف الأول من العام ما قيمته 280 مليون يورو، شملت منحا مباشرة وتمويلا تنمويا غير مشروط لدعم مشاريع حيوية في قطاعات ريادة الأعمال والتشجير والتنمية الاقتصادية. في 18 حزيران، وقّعت وزارة التخطيط والتعاون الدولي 3 اتفاقيات منح مع بنك التنمية الألماني بقيمة إجمالية بلغت 35 مليون يورو، لتنفيذ مشروع 'التوظيف من خلال ريادة الأعمال المحلية'. وفي أيار، جرى توقيع اتفاقية بقيمة 133 ألف يورو مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) لمشروع 'العمل الأخضر في الشراكات'، الذي يهدف إلى دعم الشركات الصناعية، خصوصا في قطاعات البلاستيك والنسيج وتصنيع الأغذية. إضافة إلى ذلك، جرى توقيع اتفاقية أخرى بقيمة 30.5 مليون يورو لتنفيذ مشروع يستهدف المناطق القوية، بهدف تحسين كفاءة استخدام المياه وخدمات الصرف الصحي وتوفير المياه للمناطق الريفية. وفي 25 نيسان، وقّعت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، خلال زيارتها الرسمية إلى واشنطن، اتفاقية تمويل بقيمة 200 مليون يورو مع بنك الإعمار الألماني، لتعزيز رؤية التحديث الاقتصادي، إذ يأتي هذا الائتمان المالي غير المشروط لمساعدة الأردن على تعزيز استراتيجيته الشاملة للتحديث والنمو. وفي 13 شباط، جرى التوقيع على اتفاقية منحة مشروع مقدمة من الحكومة الألمانية بقيمة 14.45 مليون يورو، للمساهمة في تنفيذ برنامج التشجير الوطني، كما تأتي هذه الاتفاقية ضمن المساعدات الألمانية لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية. تمويلات إضافية في حزيران الماضي، وقعت وزارة التخطيط اتفاقية منحة من الحكومة الأسترالية بقيمة 6 ملايين دولار أسترالي لغابات دعم مستهدفات الخطة الاستراتيجية للتعليم/ مبادرة تسريع الوصول خلال العامين 2025-2026. وفي 22 أيار، عقدت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان اجتماعا مع رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية محمد سليمان الجاسر، لمناقشة الأولويات المستقبلية، بما في ذلك مبادرات جديدة للتمكين الاقتصادي، وبما يتماشى مع أولويات رؤية التحديث الاقتصادي ودعم البنك المستقبلي لمشروع الناقل الوطني للمياه، كما أكدت طوقان أهمية مشروع الأمن الغذائي الطارئ الثاني بقيمة 200 مليون دولار الذي وقّع في آذار الماضي، بهدف تعزيز احتياطي الحبوب وتطوير سلاسل الإنتاج في القطاع الزراعي. وفي الشهر ذاته، جرى توقيع اتفاقية بين مديرية الأمن العام ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، لتطوير أمن الحدود في جسر الملك حسين، بقيمة 3.4 ملايين دولار كندي، وذلك بهدف منع الجرائم العابرة للحدود وضمان انسيابية الحركة الآمنة على الجسر. كما جرى توقيع اتفاقية بقيمة 4.4 ملايين دولار أميركي بتمويل من مرفق البيئة العالمي (GEF)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، لتنفيذ حلول دائرية للتلوث البلاستيكي. وتشمل الاتفاقية تحسين الأطر التنظيمية ودعم الصناعات المستدامة وتوعية المستهلكين. وفي 17 نيسان، وفي خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن المائي في الأردن، وقّعت طوقان على اتفاقية منحة بقيمة 31 مليون يورو من الحكومة الهولندية للمساهمة في تمويل مشروع الناقل الوطني للمياه 'العقبة – عمّان'. وفي 9 نيسان، شارك الأردن في الاجتماع السنوي الرابع والخمسين لمجلس محافظي الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذي انعقد في الكويت، وجرى إطلاق وثيقة استراتيجية الشراكة القطرية للأعوام 2025-2029 وبسقف تمويلي بقيمة 690 مليون دولار. وعلى هامش الاجتماع، جرى التوقيع أيضا على قرض ميسر بقيمة 65 مليون دولار للمساهمة في مشروع تطوير ميناء الشيخ صباح الأحمد الصباح للغاز الطبيعي المسال. وفي آذار، وقّعت الحكومة اتفاقيتين تمويليتين مع الحكومة الكندية، تضمنت الأولى منحة بقيمة 10 ملايين دولار كندي لدعم الصندوق الصحي للاجئين، شملت تزويد المستشفيات والمراكز الصحية الأردنية بأجهزة ومعدات طبية وأنظمة محوسبة. كما تضمنت الاتفاقية الثانية منحة إضافية بقيمة 9.5 ملايين دولار كندي مخصصة لدعم قطاع التعليم، في إطار التعاون الثنائي لتعزيز الخدمات الأساسية وتحسين جودة التعليم والرعاية الصحية في المملكة. وتبلغ القيمة الإجمالية للمنحتين قرابة 14.3 مليون دولار أميركي. وفي 23 شباط، وقعت الحكومتان الأردنية واليابانية مذكرات تفاهم واتفاقية منحة بقيمة 1.334 مليار ين ياباني (ما يقارب 8.7 مليون دولار)، مقدمة للمملكة لدعم وتنفيذ مشروع إنشاء نظام سكادا لإمدادات المياه في محافظة معان، مقدمة من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا). وفي 17 شباط، وقّعت طوقان مع مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وليد شملان البحر على اتفاقيتين لتمويل المرحلة الثالثة من مشروع البنية التحتية للتعليم العام بقيمة 32.6 مليون دولار، ومشروع إعادة تأهيل الطرق والجسور بقيمة 32.6 مليون دولار. إذ تأتي الاتفاقيتان في إطار تعهد الكويت في قمة مكة المكرمة في عام 2018 بتقديم برنامج إقراضي ميسر للمملكة بقيمة 500 مليون دولار لتنفيذ الأولويات التنموية التي تسهم في تحسين الخدمات الأساسية للمواطنين في عدد من القطاعات. وبالنسبة للمنحة الأميركية السنوية، أبقت الولايات المتحدة على مستوى مساعداتها للأردن خلال العام الحالي من خلال تقديم ما لا يقل 1.45 مليار دولار، رغم قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب إعادة هيكلة الوكالات الأميركية، وفق تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي

شراكات المملكة الدولية في الحماية والتنمية
شراكات المملكة الدولية في الحماية والتنمية

عمون

timeمنذ 2 أيام

  • عمون

شراكات المملكة الدولية في الحماية والتنمية

انطلاقاً من الأردن شريك موثوق في الأمن والتنمية فلا شك أن هذه التمويلات والمنح تعكس تقدير المجتمع الدولي للدور الأردني المحوري في تعزيز السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، لكنها في الوقت ذاته تضع مسؤولية كبيرة على عاتق الحكومة والأطراف الشريكة لضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة وتحقيق أثر ملموس ينعكس على المواطن الأردني أولًا وأخيرًا. إن بناء منظومة حماية اجتماعية عادلة، ذكية، ومستدامة، لم يعد ترفًا، بل ضرورة وطنية لضمان استقرار الدولة وتعزيز قدرتها على مواكبة التحديات المستقبلية بثقة وثبات. تمكنت الحكومة الأردنية خلال النصف الأول من عام 2025 من التوصل تفاهمات ناجحة لتأمين تمويلات ومنح خارجية بقيمة 5.7 مليار دولار بحسب التقديرات الأولية المنشورة، في إطار شراكات واتفاقيات تنموية مع الاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي، وألمانيا، والولايات المتحدة، وكندا، واليابان، إضافة إلى مؤسسات مالية وتنموية أخرى. هذا التوجه يعكس استراتيجية أردنية طموحة، تستند إلى رؤية واضحة للتحديث الاقتصادي والاجتماعي، وتضع الحماية الاجتماعية في صميم هذه الرؤية، باعتبارها أداة رئيسية لتعزيز الاستقرار، وتحقيق العدالة، وتحفيز التنمية. الإغاثة إلى التمكين: تحول استراتيجي برزت الحماية الاجتماعية كأحد المحاور الأساسية التي جرى تمويلها بشكل مباشر عبر عدد من البرامج والمشاريع، ما يعكس تحولًا استراتيجيًا من النموذج الإغاثي التقليدي إلى نموذج الحماية التمكينية، الذي يُعلي من شأن المشاركة الاقتصادية للفئات الهشة، ويعزز قدرتها على الصمود. هذا التحول لا يتوقف عند دعم الفقراء والعاطلين، بل يتعداه إلى تمكين الفئات المنتجة مثل الشباب، والنساء، ورواد الأعمال من خلال التدريب، وتوفير المهارات، وبناء القدرات التقنية، وربط هذه الجهود بسياسات الاقتصاد والتعليم والتشغيل، في إطار ما يُعرف بالحماية الاجتماعية المتكاملة. الحماية الاجتماعية رافعة للاستقرار والتنمية في قراءة تحليلية لتوزيع التمويلات، يتضح أن الحماية الاجتماعية لم تُطرح كمجرد بند ثانوي في المساعدات الدولية، بل كركيزة للتنمية الشاملة: • البنك الدولي خصص 400 مليون دولار لبرنامج 'الحماية الاجتماعية القادرة على الصمود والاستدامة'. • الاتحاد الأوروبي قدّم 20 مليون يورو لدعم تطوير الأطر التنظيمية لاقتصاد شامل. • ألمانيا دعمت مشروع 'التوظيف من خلال ريادة الأعمال' بـ 35 مليون يورو. • كندا خصصت 14.3 مليون دولار لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، بما ينعكس بشكل غير مباشر على الحماية الاجتماعية. إن مجمل هذه المبادرات تسعى لتعزيز منظومة اجتماعية مرنة، قادرة على امتصاص الصدمات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والتغيرات العالمية. تحديات الاستدامة والحوكمة رغم هذا الزخم الإيجابي، تظل هناك تحديات رئيسية ينبغي معالجتها بجدية، لضمان الأثر الحقيقي والمستدام لهذه البرامج، ومن أبرزها: • التنسيق المؤسسي بين الجهات المعنية، ما يؤدي أحيانًا إلى تكرار الجهود وضياع الموارد. • اعتماد مفرط على التمويل الخارجي، ما يطرح تساؤلات حول الاستمرارية بعد انتهاء المنح. • عدالة الاستهداف، حيث يجب ضمان وصول الدعم للفئات الأشد فقرًا، وليس فقط المؤهلين تقنيًا ضمن برامج محدودة. توصيات لتعظيم الأثر لضمان فاعلية منظومة الحماية الاجتماعية، لا بد من تبني إجراءات إصلاحية وهيكلية على عدة مستويات، من أهمها: • بناء سجل اجتماعي وطني موحد، وتحديثه وفق أفضل الممارسات العالمية لتحسين الاستهداف. • تعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الموارد المالية المخصصة للحماية الاجتماعية. • دمج برامج الدعم مع برامج التدريب والتمكين، لخلق فرص اقتصادية حقيقية ومستدامة. • مأسسة التمويل الاجتماعي تدريجيًا ضمن موازنة الدولة، لتقليل الاعتماد على الخارج. • رصد ومتابعة الأثر الاجتماعي باستخدام مؤشرات واضحة ومعلنة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store